انتفاضة مصر ..... الفرص والتهديدات !!!!

الملتقى العام

02/02/2011
أ/ محمد السروجي
في مفاجأة من العيار الثقيل أدهشت الجميع دون استثناء ، النظام والمعارضة ، الداخل والخارج ، مراكز الدراسات والأبحاث ، المحلية والإقليمية والدولية ، حتى المتظاهرين أنفسهم ، خرج مئات الآلاف من الشعب في غالبية محافظات مصر يطالبون بحقوقهم العادلة والمشروعة في حياة أكرم تليق بهم وبمكانتهم وبإمكاناتهم التي أهدرها رجالات المال بحماية جنرالات الإعلام والأمن ، مطالب الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية والريادة، مطالب الفقراء والعاطلين والمرضى ، مطالب الشباب والشيوخ والعجائز والأطفال ، تظاهرات خرجت بصورة غير مسبوقة في تاريخ المصريين منذ ثورة 1919 م و ربما في تاريخهم على الإطلاق ، نالت الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي في دلالة على نوعية الحدث ، انتفاضة تحمل العديد من النتائج و الإشارات وتملك العديد من الفرص والمكتسبات وتحاط أيضاً بقدر من التحديات والتهديدات سواء بسواء .
نتائج وإشارات
** شعبية التظاهرات بكل ما تحمله الكلمة من معني ، حين خرجت جموع الشعب لا تحمل لوناً سياسياً محدداً ، لا تحمل إلا لوناً واحداً وراية واحدة " علم مصر" .
** المستوى الراقي والحضاري لجموع المتظاهرين الذين حرصوا على حماية الممتلكات والمؤسسات وعدم الصدام مع رجال الأمن وأصروا على إعلان مطالبهم المحددة العادلة والمشروعة .
** المرحلة العمرية لغالبية المتظاهرين والتي تتراوح من 18 إلى 35 عاماً ما يبشر بأن المستقبل القادم للتغيير وأن نظام الاستبداد والفساد والقمع لا مكان له في الغد المصري.
** مشاركة غالبية نواب الشعب الشرعيين"دورة 2005" الذين تم إسقاطهم بعمد في الانتخابات البرلمانية الماضية والغياب التام لنواب البرلمان الحالي المزور ما يؤكد أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم والجهات التي جاءت بهم .
** يأس الجماهير المصرية من إصلاح النظام والمطالبة بحذفه وإبعاده باعتباره المسئول الأول وربما الوحيد عن أزمات مصر في المجالات المختلفة" الشعب يريد إسقاط النظام"

** إصرار بقايا النظام وكهنة معبد الحزب الحاكم "على الدين هلال ، مجدي الدقاق ، عبد الله كمال ،كرم جبر .."على المغالطة المعهودة بالتقليل من حجم الانتفاضة الثورة ورمي الكرة في ملعب الإخوان .

** الدور غير القانوني ولا الوطني للجهاز الأمني ، بالاستخدام المفرط للعنف ضد المتظاهرين ثم الانسحاب المفاجئ من الساحة للإخلال بالأمن وشيوع الفوضى .
الفرص والمكتسبات :
** تحرر الانتفاضة من هيمنة الأحزاب والجماعات والحركات ما يحميها من الحسابات السياسية المعقدة والمعطلة ويفتح أمامها جميع الطرق والخيارات .
** إصرار المصريين على عدم التراجع واستمرار التظاهرات منذ 25 يناير حتى كتابة هذه السطور رغم الكلفة التي دفعت من دماء الشهداء والجرحى .
** محاولات تجميع وحدة صف المعارضة المصرية حول سقف مرتفع من المطالب وتشكيل حكومة إنقاذ وطني .
** التنازل المتتالي لبقايا نظام مبارك "الغياب لفترة من هول الصدمة ، إقالة الحكومة ، تعيين نائب للرئيس بعد غياب 30 عاماً ، تعيين رئيس وزراء عسكري بعيداً عن رجال الأعمال ، طلب الحوار مع المعارضة ، خدعة تعديل الدستور وتنقية مجلس الشعب .
** التراجع المعلن من الكاهن الأكبر رئيس مجلس الشعب من المربع الأسود القاتم لسيد قراره إلى الاستجداء والوعود بتطبيق الأحكام القضائية التي تطعن في عضوية نواب المجلس المزور .
** هروب غالبية لجنة سياسات النظام إلى الخارج واستقالة البعض وتبرأ البعض الآخر بل وطلب البعض بمحاكمة القيادات السابقة .
** انكشاف الغطاء الخارجي تدريجياً عن نظام مبارك وانتقال التصريحات من مربع التأييد إلى إمساك العصا من المنتصف إلى التخلي والمطالبة بتحقيق مطالب الشعب والآن!! ..." .
** الانتقال لسيناريو العصيان المدني " المصانع والشركات والمؤسسات والنقابات والمدارس ..." .
التحديات والتهديدات :
** الالتفاف حول الانتفاضة بإعادة تدوير بقايا بضاعة النظام القديمة والمعيبة لإيهام الجماهير بالتجاوب مع المطالب .
** الفوضى الأمنية المقصودة التي صنعتها الشرطة المصرية بالانسحاب الكامل من الساحة فضلاً عن التخريب والترويع الذي قامت به فرق البلطجة بإدارة الشرطة السرية .
** الترويج لسيناريو "الاستبداد مقابل الأمن" والاستشهاد بنموذج العراق .
** رهان بقايا النظام على قصر النفس لدى الجماهير ، أملاً آلا تواصل وترفع الراية البيضاء رضاً واستسلاماً .
** تخوف البعض من دور القوات المسلحة في دعم نظام مبارك "تخوف مشروع" وقتها تتحول الانتفاضة لأزمة تعصف بالجميع.
التعاطي مع التهديدات :
** اليقظة ووضوح الرؤى حول ما يحاك ويدبر وبث الأمل بالنجاح المتحقق لدعم الروح المعنوية وكسب جمهور جديد .
** عدم النزول عن سقف المطالب التي ترتفع يومياً بسبب عدم التجاوب مع المطالب السابقة .
** الدور الشعبي "اللجان الشعبية" في الحماية والتأمين وتقديم بعض الخدمات العاجلة .
** رفع اللياقة الحركية في المقاومة والصمود واستمرار التظاهر أمام إصرار النظام على البقاء وعدم الرحيل .
** وضع تصور شعبي جامع عن المرحلة الراهنة والقادمة بما يحفظ وحدة الصف الوطني والحفاظ على المكتسبات وحماية إرادة الجماهير .

وأخيراً .... لقد قطعت الجماهير غالبية المشوار ولم يبقى سوى خطوات معدودة ..... نصرك الله يا مصر ....
6
869

هذا الموضوع مغلق.

كرستاله بيضاء
استغفرالله العظيم من كل ذنب عظيم
الله ينصر المظلوم
أم هيثم الصغير
الله ينصرهم
عاشقة الصداقة
اللهم امين
almasah2011
almasah2011
الله ينصرهم
عاشقة الصداقة
اللهم امين