انتهى العام الدراسي يا عفاريت!!

لا زلت اذكرك يا معلمتي حينما تنهدت بعمق و قلت:
و اخيرا,, انتهى العام الدراسي ياعفاريت!!

لم نحزن قدرما فرحنا وقتها,, بل جلسنا نتغامز و
نتهامس بهدوء و ببراءة و نقول لبعضنا:
الحمدلله الذي انهى هذا العام واراح عيوننا من رؤية
عفاريت الصباح( المعلمين),, ولم نكن وقتها نعلم بان
ارواحنا ننتزع منا مع كل دقيقة تمر,,

اما اليوم,, فالكل يذهب للمدرسة الا انا,, لقد انهيت
دراستي ولكن,, لكني حزينة,, رغم ان هذا ما كنت
اتمناه,, الا انني و بكل اسف,, ما عدت قادرة على
العودة الى المدرسة,, كبرت,, وكبر همي,, و كبرت
مسؤولياتي,,

ما عدت قادرة على ان استيقظ بخمول واتظاهر بالنوم
كي اتغيب عن المدرسة,,

ماعدت قادرة على ان احمل حقيبتي وراء ظهري واركض
نحو الحافلة ,,

ما عدت قادرة على ان اشاغب في منتصف حصة الرياضيات
التي كنت اتمنى حذفها من قانون الدنيا باكملها,,

ما عدت قادرة على ازعاج معلمة الجغرافيا التي لا
تجد غيري في الفصل كي اجيب على الاسئلة المعقدة!!

ما عدت قادرة على حل واجبات مادة اللغة الانجليزية
في حصة الفيزياء !!

ومضيت,, انظر للامام,, ولكن هناك شئ كان يشدني بقوة
الى الخلف,,

نظرت,, وماكدت انظر,, حتى ترقرقت دموعي بكل هدوء,,
لقد كان,,,
لقد كان,,,
لقد كان,,,
لقد كان,,,
لقد كان ,,,,, لقد كان مقعدي,,

يناديني,, و يناجيني,, بان لا ارحل,,

تحولت الى طفلة,, و اقسمت الا اخرج من المدرسة دون
ان احمل معي ذكرى منها,,

و ببراءة طفلة صغيرة,, ركضت نحو الكرسي,, واحتضنته
بعمق,, ثم قلت له:
لا تخف يا صغيري,, لن اتركك ابدا!!!

ووسط ذهول الجميع,, حملت الكرسي,, ومشيت,,
لم تكن النظرات تهمني بقدر ما كان الكرسي يهمني!!

او بالاحرى,,,
بقدر ما كانت ذكرى تلك الايام الرائعة,, تهمني,,

المهم,,
انني اخذت الكرسي,, معي!!

مع محبتي<br><font size=1 color="#800000" face="tahoma"></font>