انت ستر وغطاء لـــــــــزوجــــــــــــگ

الأسرة والمجتمع

أنت ستر وغطاء زوجك


والرجل بطبيعته كتوم، والزوجة الصالحة تكسب ثقة زوجها؛ فهي جديرة بحفظ أسراره، كيف لا وقد أطلعها على ما لم يطلع عليه أحد من الناس؟ كيف لا وهي ترى منه أدق تفاصيل يومه وقد جمعهما سقف واحد وأغلق عليهما باب واحد؟! فاحذري أيتها الوفية من إفشاء سره ولو لأقرب الأقربين؛ لأن سر الزوج حقه وحده، وكم من زوجة أضاعت هذا الحق وهتكت ستر زوجها في جلسة دردشة لم تستطع خلالها كتمان أموره، أو ظنت أن هذه الكلمة لن تضر وتلك العبارة ليست سرًّا، أو أن السر سيظل سرًّا فوقعت وزوجها في حرج ومشكلات؟!


8- التمسي له 7000 عذر:


قالوا في العلاقة الحلوة بين الأصدقاء: التمس لأخيط سبعين عذرًا فإن لم تجد له عذرًا فقل لعل له عذرًا لا أعرفه.. هذا بين الأصدقاء فما بالك الزوج الذي هو أولى بسعة الصدر والتغافل والتماس الأعذار؟!


فالحياة الزوجية أساسها الفضل لا العذر، قال الله تعالى ﴿وَلا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ (البقرة: من الآية 237)، أي أن المطلوب العطاء بزيادة ونسيان الإساءة بل تجاهلها.


وفي هذا دفع لكيد الشيطان الذي لا يهمه سوى التفريق بين الزوجين، وتكون البداية أتفه الأسباب، فلم لا يكون التغافل عن النفرة الصغيرة الأولى سببًا في حماية البيت من مشكلات تتفاقم وينفخ فيها الشيطان؟! قولي ربما هو مريض، ربما يستفزه التعب وقلة النوم، ربما هي مشكلات في العمل..


واسمعي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث


سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا؛ كأن يقول إنه


ما زال بفلان حتى جعله يشرب الخمر أو يزني فيقول: ما صنعت شيئًا أي لا يعجب الشيطان فعل جنوده ويراه ضعيفًا، ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه ويقول نعم أنت يمدحه ويسريه ويقربه منه".


وانظري إلى هذه الدرجة العالية من سعة الصدر.. إنها امرأة لينة هينة سهلة.. حلوة الطباع.. صافية النوايا.. بريئة المشاعر.. رقيقة القلب.. لا ترى أمامها سوى رضا الله تعالى والجنة، يحكي عنها الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: "ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله: قال: ودود ولود؛ إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أذوق غمضًا حتى ترضى (أي لا أستطيع النوم حتى ترضى)" الطبراني.


فلا تنامي أبدًا أيتها الزوجة قبل تصفيه مواقفك حتى لا تزيد، وليس بالضرورة أن تكون سهرة عتاب وبحث عن حلول للمشكلات؛ فهذا يؤجَّل في جلسة مصارحة هادئة فيما بعد، لكن جلسة واحدة ودود اليوم منك يكون لها أثر السحر، هذا ما فعلته هذه السيدة.. ضايقها زوجها بكلمات كالرصاص ترك المنزل ومضى في برود شديد بعد أن أخطأ في حقها؛ فما كان من تلك السيدة العظيمة إلا أن تجمَّلت وجلست تنتظر زوجها بعد أن صلت ركعتي حاجة أن يبعد الله تعالى عنهما الشيطان، وكأنها عصرت على قلبها ولسانها مائة حبة من الليمون حتى استطاعت أن تستسيغ طعم الكلمات في حلقها، قالت بصوت رقيق بعد أن وضعت يدها في يد زوجها: لا أستطيع النوم وأنت غاضب وحزين، ولا أستطيع النوم قبل أن أسمع كلمات الرضا من الحبيب.. ماذا يقول المنطق والعقل؟ يمليان عليها الكرامة والاعتداد بالنفس؟ يمليان عليها أن تعرض عن زوجها وتعطيه ظهرها بل تنام قبل أن يعود إلى البيت، وتتركه لحاله ثم تخاصمه يومين وربما تعود إلى بيت أهلها؟!


لا.. لا.. مهلاً إنه ليس كلام المنطق والكرامة.. إنها خطوات الشيطان التي ينفخ فيها بين الزوجين لتزيد المشكلات.


لكن ماذا حدث لهذه الزوجة؟ لقد خرَّ زوجها هادئًا لينًا وأرضاها وذهبت المشكلة لحال سبيلها وماتت القنبلة في مهدها.


أعينيه على برِّهما:


من كان له خير في والديه كان له خير في الدنيا بأسرها، ومن علامات نبل خلقه مع زوجته أنه بارٌّ لوالديه فكيف يذكر الفرع من ينسى الأصل؟!


كيف يكون زوجًا صالحًا من ينسى برَّ والديه؟


فأعينه أيتها الزوجة الصالحة على بر والديه والتودد إلى إخوته وصلة رحمه؛ فكل ذلك في انتظارك غدًا يحرص عليه أبناؤك تجاهك إن حرصت عليه اليوم مع أهل زوجك فكما تدين تدان.


فاعتبريهم أهلك وتحملي منهم ما تتحملين من أهلك واحترمي غيبتهم واستري عيبهم؛ فلقد أصبحوا أهلك.


واحذري الشكوى منهم لزوجك، خاصةً الشكوى من أمه، فأنت تضعينه أمام خيارين؛ أقل مرارةً منهما الصبر؛ فإما أن توغري صدره على أهله فيقطعهم ويعقَّ والديه من أجلك، وإما أن ينزلك في صدره منزل المسيء الغدر فتخسري حبه لك.


10- بسمة رضا على شفتيك:


والمرأة الصالحة لا تشكو أبدًا ضيق ذات اليد لزوجها ولا تحرجه أو تعيره بجيوبه الخاويتين أو انخفاض مستوى معيشته عن مستوى نعيم أهلها التي كانت تتقلَّب فيه، ولا تطالبه بما لا يملك فيرتكب حرامًا لأجلها أو يجري في الدنيا جري الوحوش ليجمع مالاً يرضيها.


ومن العجيب أن بعض الزوجات ينسين أن صعود السلم يبدأ من الدرجة السفلى إلى الدرجة الأعلى، وأن قاعدة الهرم في الأسف وقمته في الأعلى.


ويعني ذلك أن هناك فرقًا أكيدًا بين المعيشة في بيتك الجديد الذي هو نواة وبذرة ما زالت


تتكون وبين بيت والدك الذي تجمع له الرزق منذ عشرات السنين، فلا تحمِّلي زوجك ما لا يطيق ولا تصدِّعي رأسه بالتذمُّر والشكوى من حالك، وتجمَّلي ببسمة الرضا على شفتيك.


ومن أهم أسرار السعادة الزوجية القناعة والرضا بما قسم الله لك؛ فلا تقارني زوجك بغيره من وسامة أو مال أو علم أو سلوك؛ فقد وهبك الله تعالى الشخص المناسب لك تمامًا، وفيه عيوب كما أن لديك أنت أيضًا عيوبًا.


واسمعي قصة هذه الزوجة الأصيلة التي جاء زوجها يشكو الخليفة مروان بن عبد الملك أن عامله- أي الوالي على بلدهم- يراود زوجته أن تطلق من زوجها ليتزوجها هو، وكان امرأة غاية في الجمال فالتفت إليها الخليفة مداعبًا وقال: نخيِّرها بيننا نحن الثلاثة من تختارين؟


فأنشدت شعرًا قالت خلاله إن كان مروان وعامله قد حازا المجد والجاه والمال، إلا أن زوجها في عينيها أجل وأكبر وأفضل رجل في الدنيا.


وفي بعض الأحيان لا تكون المشكلة في فقر الزوج، بل تكون في إسراف الزوجة، فارفقي بجيب زوجك؛ لأن الاقتصاد مطلوب في الفقر والغنى، وهذا من بركة المرأة ألا تكون مسرفة.


ومن العجيب أن بعض النساء لا ترضى أبدًا عن زوجها ولا تقنع؛ مهما أغدق عليها بالعطاء والنعم والحنان، فتأتي مشكلة صغيرة تنسى معها الزوجة أفضال زوجها وتنهال عليه لومًا؛ أنه ما أراها يومًا أبيض في حياتها.


وهذا ما حذَّر منه الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجين بقوله: "اطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء؛ ينكرْن العشير" (ينكرن فضله) لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا تكرهه قالت ما رأيت منك خيرًا قط".
3
743

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
يعطيكِ العافية
ميرو الشاعري
ميرو الشاعري
كلامك معقوول ع رغم مااتفق ع الكل لانو كل وحده تتصرف ع حسب شخصيه زوجها ...


ويعطيك العافيه ع مجهودك الرائع...