المرأة .. والحب
طفلة ..ذات قلب طاهر .. لاتعرف إلا قلوباً تحب لها الخير ..
أم ،، وأبُ ،، وأخوة ،، يحملونها على أكفّ الرحمة والعطاء ..
وبحنانهم يرووا قلبها بعذب السقاء ..
ثم ،، ماذا ..
تكبر قليلاً ،، ويكبر معها الشوق لإدراك العالم حولها ..
فتبدأ خطواتها خارج عالمها النقي الصافي المليء بالصدق ..
تسير .. والبسمة تعانق شفتيها ..
تمضي تلك الوردة الشذية ..
المعطرة بطيب الأخلاق .. وحسن الظن بكل من حولها ..
لها رونق .. يسلب عقول الناظرين ..
وتحتويها براءة .. تستهوي كل رجل ،،
فهذا .. معجب صادق رزين ،،
وذاك مخادع ،، يدعي الطهر ،،
ويُظهر الحب وهو بالمكر دفين
وماهي إلا لحظات .. حتى يصل بها القدر
إلى عالم رهيب ..مخيف،، جذاب
الكل .. يبحث عنه في لهفة وشوق ..
ومن دخله .. فقلما يخرج منه بسلام ..
فهذا مكسور الجناح ،،
وتلك قد أصابها إغماء من كثرة الجراح ..
وآخر .. قد لحق به جنون ..
فتجده يضحك قليلاً .. ليبكي بعدها آلاماً وشجون ..
وثانية .. ظهرت على وجهها تجاعيد السقام ..
فهي ممسكة بأوراقها .. وفيض دمها حبرُ لتلك الأقلام ..
...
وبينما هي واقفة على عتبة ذلك الباب ،،
إذ أخذتها العواصف .. وجرفتها الأمواج ،، إلى عالم يسمى :
عالم الحب
فيا ترى .. هل ستقطف ثماره اليانعه ؟
أم .. ستصلى بنيرانه الحارقة ؟
هل ستعانق الغمام .. وتستمع إلى تغريد العصفور والحمام ؟
أم سترتوي من دموعها ،، وتصبح فريسة لوحوش الظلام ؟
هل ستشعر بالدفء بالراحة بالأمان ؟
أم ستلتحف زمهرير الهجر تارة ،،
وأخرى يلتهب صدرها من الشوق نيران ؟
لا أدري ؟؟
فمعالم الحب تملي علينا دائماً أن لا مفر من الألم ،،
فإذا سلمت من طغيانه ،، فلن تفلت ولو بقليل من لفحات نيرانه ..
ياترى ما مصير تلك الوردة البيضاء ؟
ومن سيقطفها ؟
وهل ستبقى كما كانت عطرة شذية ؟
وهل سيستمر سقاءها ؟
أم هل تبقى نضارتها ؟
أوآآآه .. من ( ذكر) لم يعرف للأنوثة حقها ؟
رآها جميلة ،، فبدلاً من أن يزيد من جمالها ،،
لم يبقها على ماهي عليه من جمال ،،
بل ..
جعل من جمالها .. متعة له .. ومتى ما اكتفى ..
رماها ... ولكن .. بعد أن سلب منها ذلك الجمال ،،
فابتسامتها استحالت إلى صمت ،،
وضحكاتها ... صارت بكاء ..
ودموع الفرح أصبحت ذكريات تجلب دموع الألم ..
وأورقها الخضراء .. يبست وأتت على آخرها ريح اليأس ..
لتبقيها عارية من كل نسمة أمــل ..
آه منك ثم آه ثم آه ..
ألست بشراً من لحم ودم ؟
ألم تعصف بقلبك يوماً أعاصير الندم ؟
أم أنك تستهوي قطف الورود ،،
وما إن تمل منها إلا وتبحث عن غيرها
ولا تبالي ..
فالمهم لديك أن تُبقي لأنفاسك عطرها
اسمح لي ،،
فأنا أكثر الناس معرفة بك ..
ولا إخالك إلا ذكراً تتبع شهواتك في كل زاوية ،،
ولا تخلف وراءك إلا ذكراك النتنة ..
وأنتِ ..
يا صاحبة الحس المرهف ،،
ياعذبة الروح والجنان ،،
يامن حدا بك الزمن إلى معاقل الأحزان ..
هل ستفيقي من رقدتك ؟؟
أم ستبقين حبيسة الدمع والقهر والهجران ؟؟
إلى متى الانتظار ؟؟
إلى متى التشبث بحلم لايعلم حقيقته إلا الواحد القهار ؟؟
إلى متى العزلة والبكاء ؟؟
فقد جفت العيون وأنت وحيدة لم تجدي أية إصغاء ..
إلى متى يا غالية ؟؟
لمَ هذا الذبول؟
لمَ العناء ؟ لم َالشقاء ؟
انظري لنفسك قليلاً ،،
ولتري كم كنت ظالمة لها ،،كم كنت قاسية عليها ..
لو كان للصبح انبلاج ،، فلن تستره الغيوم ..
::
أدركُ جيداً صعوبة الفكاك من شَرك الحب والهيام ،،
ولكن ،،
هل يعجبك أن تبقي حبسة الظلام ؟
أن تبحثي عن الغيث في سحب جهام ؟
أن تتسربلي بالحزن .. وتمتنعي راغبة عن إماطة ذلك اللثام ؟
أن تبقي ركاماً لا يرى منه إلا غبار الأوهام ؟
؟؟
لن يعود الماضي الجميل ،، فمن ذهب مختاراً
فلن يعود في أغلب الأحوال وإن عاد ،، فعلى عجالة ..
ينعم بدفئك قليلاً ،، ويطرب على همسات حبك الصادقة ،،
وهو على موعد مع الرحيل ..
آن ... لقد آن
أن تدركي بعقلك لا بعاطفتك ،،
من يستحق حبك وقلبك ،،
من يحق له قربك ،،
ولتنعمي بدنياك .. في سعادة ورضا
وحيوية وعطاء
فما دام قلبك نابضاً فلستِ من الأموات ..
أخيراً ،،
لا تعجبوا من رجلٍ .. يصور ألم امرأة ..
فمن عنده .. ذرة عطف وحنان ،، سيرى كم هم مؤلم :
_ أن ترى أرواحاً تحتظر على عتبات الانتظار
_ أن تجد قلوباً بريئة لطختها أيدي الغدر
_ أن يختفي فجأة نور القمر ..
_ أن تداس الكرامة بأناس ليس عندهم قلب ولا كرامة ..
_ أن ترى درة .. أخفت ملامح جمالها أكوام من غبار الهجر ..
_ أن تختفي البسمة فجأة .. ليبقى الصمت والدمعة
::
مؤلم حقاً ..
أن يسود الحزن على أرواح لا تستحق إلا أن تكون في سعادة ..
قلوب ... لم تكسب جرماً أو خطيئة إلا أنها سلمت قلبها لمن لا يعرف قيمته ..
::
ولا أنسى أن أقول:
كلامي هذا لايعني أن كل الرجال هم من هذه الفئة التي تبحث عن رغباتها وشهواتها دون أن تعير لمشاعر المرأة اهتمام بل ،،
إن هناك رجالاً.. يعرفون قيمة الحب ،، وقيمة المرأة عندما تحبه ..
وعلى كل عاقل أن يعرف لمن يعطي حبّه ..
ونصيحتي : أن لا تسلم قلبك لشخص خارج حساباتك المنطقية ..
وأنت أيتها الأنثى :
يامن ساويتي بين الصادق والكاذب ،،
يامن وضعت تلك النظارة السوداء ،، فلم تري إلا سواداً في سواد ،،
وقطعتي يداً صادقة امتدت إليك ..
سأهمس في أذنك كلاماً يخصك ،،
فانتظريني ،،
لقلوبكم فيض من السعادة ،،
ولأرواحكم نهر من الحب
تقبلوا .. بوحي
"

الامبراطوره... @alambratorh_39
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️