انظري لقلبك .. أي وادٍهو ..

شبه الله تعالى

الهدى الذي انزله على رسوله لحياة القلوب والأرواح , بالماء الذي أنزله

لحياة الناس .. وشبه مافي الهدى من النفع العام بما في المطر من النفع الضروري

وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتها , بالأودية التي تسيل فيها السيول

فواد كبييييير , يسع ماء كثير , كقلب كبير , يسع علم كثيرا

ووادي صغير , يأخذ ماء قليلا , كقلب صغير , يسع علم صغير

وشبه مايكون في القلوب من الشهوات والشبهات , عند وصول الحق اليها بالزبد

الذي يعلوا الماء , وعلوا مايوقد عليه النار من الحلية التي يراد تخليصها وسبكها

وأنها لاتزال طافية فوق الماء مكدرة له , حتى تذهب وتضمحل , ويبقى ما ينفع الناس من

الماء الصافي ..

كذلك الشبهات والشهوات , لايزال القلب يكرهها , ويجاهدها بالبراهين والادلة الصادقة

والإرادات الجازمة , حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصا صااافيا , ليس فيه

الا ما ينفع الناس من العلم بالحق وإثاره والرغبة فيه فالباطل يذهب ويبقى الحق



قال الله تعالى ..

((أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي

النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا

مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ ))


ثم قال تعالى ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْيَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ

جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْبِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )



بتصرف بسيط من تفسير السعدي