



قصة إخبارية
خبرني – أيمن المعايطة
من طبيعة عملي اني أتجول في شوارع عمان وادخل المحال التجاريه والمطاعم كوني اعمل في المبيعات وامس 3/1/2010 دخلت احد المطاعم الشعبية وبعد السلام والكلام مع صاحب المطعم طلب مني الجلوس وقام بواجب الضيف ودار الحديث بينا لفترة وقد سألته بما انك أخذت زاوية من المطعم لصنع القهوة لماذا لا تبيع " الدخان" فتبسم وقال لي لقد أحضرت كرتونة دخان بقيمة 600دينار الا أنني لم اتمكن من بيعها كوني تعرضت للسرقة وبدأ يروي لي حكايته وكأنه يريد ان "يفضفض"عن ما بداخله وقد بدأ القصه من البداية ,حيث حضر عنده شاب يبلغ من العمر تقريبا 30 عاما وسأله عن عمل.
و اكمل صاحب المطعم حديثه لي قائلا "قلت له هل تجيد صنع لقهوة والشاي ...الخ فقال له الشاب نعم و بمهارة فقال له صاحب لمطعم حسنا سنجربك هذا الشهر".
وبدأ العمل معه وبعد مضي أسبوع طلب صاحب المطعم من الشاب ان يذهب لشراء السكر من البقاله المجاوره والتي تبعد تقريبا 500 متر عن موقع المطعم الا انها على زاوية من الشارع وقال له وأيضا احضر معك هذه المواد المدونة في الورقة فاعتذر الشاب قائلا له "ارجو ان لا تحرجني فانا لا اجيد القراءة واخجل ان طلبت من صاحب البقاله ان يحضر لي تلك المواد ".
فذهب صاحب المطعم هو لإحضار تلك المواد وبعد عودته من البقاله تفاجئ بوجود سيدتين تتناولان الطعام في المطعم والشاب غير موجود حيث بحث بنظره هنا وهناك الا انه لم يشاهده فبادرت احدى السيدات قائله له "هل انت صاحب المطعم فقال نعم وقالت" الشاب ذهب لإصلاح ماكينة تحميص الخبز حيث استأذن منا وان صاحب المطعم سيحضر خلال لحظات و انا اود ان اذهب لإصلاح الماكينة وأكملت السيدة قولها لكن الشاب بدا عليه التوتر مما جعلني ان اشك بتصرفاته حيث شاهدته يوقف سيارة أجرة ويصعد بها ومعه الماكينة و كرتونه كبيرة وقد أخذت رقم السيارة التي صعد بها لمجرد الفضول عندها أدرك صاحب المطعم ما حل به فذهب مباشرة الى صندوق النقود الذي تواجد به تقريبا 400 دينار تم تحضيرها لدفع بعض الفواتير طبعا لم يجدها ولم يجد كرتونة الدخان والماكينة التي ادعى الشاب انه يريد إصلاحها والتي لم تكن معطله اصلا وهي جديدة لم يمضي على وجودها أكثر من أسبوع وثمنها تقريبا 200دينار .
قام صاحب المطعم على الفور بالاتصال بالمركز الأمني وبأقل من نصف ساعة تقريبا حضر رجل البحث الجنائي الى المطعم فاخبرهم صاحب المطعم بما حصل وقال لهم قبل ان يباشر الشاب عمله" طلبت منه هويته وقد قمت بتصويرها وأخذت رقم هاتفه حيث كنت اتصل عليه وكان يرد علي منه ".
قام رجال البحث الجنائي بمحاولة الاتصال الا نه لم يرد عليهم وقد أغلق هاتفه , وعندما بدأ التحقيق وتبين ان الشاب مطلوب بأكثر من قضية سرقه وقد استدل رجال البحث الجنائي على منزله خلال 24ساعة من وقت إبلاغهم وذهب صاحب المطعم مع احد رجال البحث الجنائي للتأكد من شخصية الشاب ان ما وجد بالمنزل وعند وصول صاحب المطعم برفقة البحث الجنائي لمنزل الشاب وبعد ان طرقوا الباب فتح الباب من قبل امرأة منهكة شاحبة اللون تحمل طفلا لا يتجاوز عمره السنة ويتعلق بثوبها البالي طفلين أكبرهم خمسة سنوات وسألوها عن الشخص الموجود بهذه الصورة وهل هذا اسمه فقالت انه زوجي ولم أشاهده من أسبوعين حيث غادر المنزل ولم يعد لغاية الآن ونظرا لوضعية البيت المؤلف من غرفه كبيرة واحدة مبني في إحدى زواياه ما يشبه الحمام ,اعتذر منها أفراد البحث الجنائي وغادروا المكان لكن صاحب المطعم عاد الى المنزل يؤرقه وضع المرأة وأولادها وطرق الباب مرة أخرى وشاهد المرأة تفتح الباب والدموع تملأ عيونها .
وقال لها اذ لم يحضر من أسبوعين فكيف تعيشين فقالت" والله يا اخي عايشين من حسنة الجيران علينا" وأغلقت الباب مجهشة بالبكاء وبعد ساعة عاد صاحب المطعم لمنزل الشاب الذي سرقه وقال للمرأة "ممكن ان تقبلي مني هذه "وقد احضر لها مواد غذائية تكفيها لمدة أسبوع وقدم فوق ذلك مبلغا من المال فسألته المرأة قائله له "من انت ولم كنت تسأل عن زوجي ومن هم الذين حضروا معك فقال لها ليس مهما ان تعرفي فقط اعلمي أننا فاعلو خير ".
وذهب من المكان فورا مؤكدا لي انه لم يتحمل الموقف وقبل ان تفضحه أعينه ،الا انها فضحته أمامي حيث امتلأت بالدموع الحارة لكنه سرعان ما ان ردهما قبل ان ينهمرا على خديه فقلت له وما الذي دعاك لفعل هذا وقد سرقت من قبل زوجها فقال" يا اخي هذا شيء وهذا شيء أخر بصدق لو اني عرفت ان الشاب سرق ما سرقه من اجل أطفاله لسامحته ولو انه طلب مني معونة لاعنته وابقية في العمل فما ذنب أطفاله الصغار"
فاثنيت على فعلته , وتابع " برغم مرور أسبوعين عليها لانشغالي بالمرأة وأولادها حيث ذهبت الى جمعية الهلال الأحمر وأخبرتهم بوضع المرأة وأولادها ونظرا لمعرفتي بأحدهم فقد سارعوا بإجراء كشف ميداني على المنزل ودراسة وضع الأسرة ليتم تخصيص مبلغ من المال ليعينهم على مشقة الحياة "،هنا انتهى الحديث بيني وبين صاحب المطعم داعيا له بموفور الصحة .
4/1/2010
وماربط بين العامل وسرقته له وبين زوجة العامل وابنائه
ساعدهم واحسن اليهم
وباذن الله سيعوداحسانه اليهم احسانااليه من قبل المولى عز وجل
عجبتني القصة جداوتقبلي شكري يااختي
ودعواتي للجميع القراءة والتمعن في القصة