تختلف القصص العاطفية بتفاصيلها وتتشابه بنهاياتها الفاشلة، التي تمر بها الفتيات، تحديدا بعد أن تكون العلاقات بدأت بأحلام وردية.
وتختلف تلك العلاقات مع طبيعة كل فتاة وطريقتها في التعامل مع تلك النهاية بين التحمل والاستمرار بقوة وأمل، وبين الحزن الذي يصل الى حالة من الكآبة قد تستمر طويلا.
السيدة الثلاثينية التي أطلقت على نفسها اسم رائدة تقول إن أصعب تجارب حياتها على الإطلاق كانت تجربة الطلاق الذي وجدت به الحل الاخير لمعاناتها مع زوج لم يقدرها أو يحترمها.
وتضيف أن سبب شعورها بالمرارة المضاعفة والمعاناة النفسية الكبيرة تمثل بقصة الحب الطويلة التي عاشتها مع زوجها قبل ان تكتشف بعض الصفات التي يستحيل أن تحتملها.
تقول رائدة "من الصعب جدا أن نبقى نحب شخصا وبذات الوقت يتعذر الاستمرار معه بسبب فقدان الثقة والاحترام المتبادل".
أما الشابة الثلاثينية التي فضلت عدم ذكر اسمها فتقول إن حظها مع الحب عاثر بالرغم من جمالها اللافت وعملها في موقع مهني مرموق.
وتضيف أنها خاضت أكثر من قصة حب بهدف الارتباط وكل قصة انتهت نهاية مؤسفة بسبب كذب الطرف الآخر ومراوغته، إذ كانوا يدعون الحب ثم يتضح لها أنهم يريدون التسلية ليس أكثر.
وبنبرة حملت في طياتها شيئا من الحزن تقول إنها لم تعد تثق بأحد وتكرار تجاربها الفاشلة جعلها تشعر بالحزن الذي تحاول دائما إخفاءه عن المحيطين بها.
وتشير الى أن تقدمها بالسن يشعرها بنوع من الخوف من بقائها وحيدة خاصة مع ازدياد الضغط عليها.
ويتمثل هذا الضغط كما تقول بنظرة المجتمع والناس للفتاة التي يتقدم بها العمر دون زواج، إضافة لخوفها من ضياع فرصتها بالأمومة "حلم كل فتاة" على حد تعبيرها.
وتتفاوت ردة فعل الفتيات على فشل العلاقات العاطفية بين من ينهضن من الصدمة ويواصلن بقوة وثبات وبين من يتأثرن ويحتجن بعض الوقت للخروج من التجربة.
وترى مها، 28 عاما، أن الفراغ العاطفي في كثير من الأحيان هو الذي يدفع الفتاة للدخول في علاقة عاطفية غير مدروسة لمجرد وجود شخص يبادلها الإعجاب ويظهر نوعا من الاهتمام بها وتكون النتيجة بالنهاية فشلا متوقعا من البداية.
وتتابع أن الفتاة الواعية لا تسمح لأي شخص أن يتلاعب بمشاعرها لمجرد التسلية ومعيار الحب لديها هو التقدم للزواج وليس الأحاديث المطولة على الهاتف أو الخروج لأماكن عامة الأمر الذي يؤذي سمعة الفتاة.
وبالرغم من أخذها كافة الاحتياطات كما تقول فهذا لم يمنعها من المرور بأزمة عاطفية بعد فسخها لخطبتها التي لم تستمر أكثر من ثلاثة أشهر.
وتصف تلك الفترة بالمريرة خاصة أنها لم تكن تتوقع أن يخذلها الشخص الذي راهنت على أخلاقه ومحبته لها قائلة إنها ما تزال تتذكر التفاصيل بشيء من المرارة والأسى.
من جانبه يبين المتخصص في الطب النفسي الدكتور محمد الحباشنة أن ما يحدث في الأزمة العاطفية يشبه ما يحدث في حالة الفقدان الناتج عن موت شخص عزيز يترك غيابه فراغا كبيرا، مشيرا بذلك إلى شدة الأزمة العاطفية مقارنة بأزمات الحياة الأخرى.
ويستدرك قائلا بالرغم من حالة الحزن التي ترافق الأزمة العاطفية لابد من الإسراع في وضع خطة للتغلب عليها ضمن وقت معين بهدف قتل المشاعر السلبية قبل أن تستفحل ويصعب علاجها.
وعن اولئك الذين يذهبون بحالة عميقة من الحزن يقول حباشنة إن ما يحدث في كثير من الأحيان هو أن الفتاة تبقى في حالة كر وفر.
ويرى أن عدم اتخاذ قرار نهائي بالتخلي عن علاقة متعبة يستنزف الوقت دون نتيجة إيجابية خاصة مع علم الفتاة بهذا الأمر.
وفي هذا السياق يشير حباشنة إلى حالة الاعتماد العاطفي التي تعيشها كثير من الفتيات مفسرا ذلك بأن الفتاة تربت في أجواء تعزز في داخلها شعورا بالضعف.
ويستنتج من ذلك أنها تستمد دائما شعورها بالأمان من مصادر خارجية كالأهل وهي صغيرة ثم الشخص الذي تحبه عندما تكبر وتتعلق به.
والمؤسف، كما يقول، إن الأنثى تبحث دائما عن اعتراف الرجل بها وبأنوثتها فهي ليست جميلة ولا تصدق ذلك إن لم تسمع المديح والإطراء وعبارات الإعجاب من الرجل، مبينا أن ذلك "مطب كبير تقع به الفتاة".
ويتابع أن الفتاة التي تتربى على احترام انوثتها بصرف النظرعن أي مؤثر تستطيع أن تقيم علاقة سوية مع الطرف الآخر مبنية على احترامها لذاتها وتقدير استقلاليتها.
وينصح في هذا المقام ألا يتم وضع غطاء على العين عند الوقوع في حالة الحب الذي يعمي عن رؤية الحقيقة، مشيرا الى أن الانجذاب المبدئي للجمال والشكل والحضور يجب ألا ينسينا العوامل الأخرى التي تفوق ذلك أهمية.
ويؤشر على تلك العوامل بالتكافؤ الفكري والانسجام والاحترام المتبادل للمشاعر، معتبرا أنها تجنب الوقوع في خسائر لاحقة وأزمات عاطفية.
ولمن وقع في مثل هذه الأزمات يدعوهم إلى عدم الاستسلام للحزن قائلا إن حالة الحزن يجب أن تكون مؤقتة ولفترة قصيرة.
كما يتوجه بحديثه إلى الفتيات اللواتي يخضن علاقات عاطفية على أمل الارتباط قائلا إن الفتاة يجب ألا تخاف من ساعتها البيولوجية، قاصدا بذلك تقدم العمر، مشددا على ضرورة ألا يسيطر هاجس الارتباط على حياتها.
ويذهب حباشنة إلى أن الشريك المناسب هو أهم عنصر في العلاقة العاطفية وليس ما يحيط بهذا الشريك من مغريات، مبينا أن الحب مع الشخص غير المناسب في الوقت غير المناسب يمثل "خرافة" وليس حبا.
ويدعو الفتيات أن يقاتلن في سبيل بناء شخصية قوية ومستقلة لا تستمد وجودها من أي أحد حتى لا يستسلمن لحالة من الحزن والكآبة لدى تعرضهن لأزمة عاطفية.
ولأن اجتياز أي أزمة يحتاج لمهارة تواصل إنساني ومهارة في إدارة هذه الأزمة يبين الخبير في مهارات الاتصال ماهر سلامة أن الأزمة العاطفية تمتاز بحدتها وتأثيرها على الأداء والممارسة اليومية.
ويشير إلى ضرورة وضع خطة بشكل عقلاني للخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
ويدعو من يمرون بأزمة عاطفية أن يعترفوا بحزنهم ويأخذوا وقتهم لإعادة الحسابات لكن، مع التأكيد على ضرورة التسلح بالأمل واستيعاب فكرة أن الحياة مستمرة بالرغم من كل شيء.
وعن الذين يشعرون بانهيار وانكسار لدى خوضهم تجربة عاطفية فاشلة يقول سلامة إن ثقافة الانكسار مكرسة في تربيتنا وثقافتنا لذلك يستسلم البعض للمشاعر السلبية ويتركونها تتغلل في أعماقهم.
ويضم سلامة صوته لصوت حباشنة قائلا إن الفتاة تحاول دائما أخذ اعتراف من الرجل بوجودها وهذا ناتج عن ثقافة ضعف تم توجيهها للأنثى دائما.
ويتابع ان هناك فتيات يحاولن البحث عن الأمان الذي يتصورون وجوده في الارتباط والزواج، داعيا إلى عدم حصر التفكير بهذا الأمر طوال الوقت، لرأيه أن الحياة لها جوانب متعددة من عمل وعلاقات اجتماعية.
كما يدعو إلى إعادة النظر في منظومتنا التربوية الموجهة للذكور الذين يجدون في إقامة العلاقات العاطفية غير المبنية على الصدق والصراحة والعبث بمشاعر الفتيات نوعا من الانتصار.
وينصح من يمر بأزمة عاطفية أن يعيد برمجة وصياغة مفاهيمه في الحب وثقته بالآخرين وتقديره لذاته والبحث عن الأصدقاء المتنورين، إلى جانب البحث عن المعاني الغنية في الحياة
وفي سياق متصل تلقي التربوية رويدة أبو راضي اللوم على أجهزة الإعلام التي لا تبث أفكارا إيجابية عن قيمة الأنثى واعتزازها بنفسها بصرف النظر عن وجود شريك.
وتضيف أنه يتم تصوير الفتاة التي لم تقترن بشريك على أنها قبيحة أو عنيفة أو معقدة وهذا ما يجعل الفتيات يدخلن في علاقات عاطفية محكوم عليها مسبقا بالفشل لمجرد التغلب على تلك النظرة وفي سبيل الزواج غير المبني على أسس واضحة وصحية.
وتدعو الفتيات أن يحافظن على مشاعرهن من أي جرح ومن الدخول في علاقات غير محسوبة مع أشخاص قبل التأكد من صدقهم.
وتشدد على قضية تصفها بالمهمة وهي محاولة التغلب على الفراغ العاطفي حتى لا يتم الدخول في علاقات غير متكافئة والتغلب على هذا الفراغ كما تقول يكون من خلال إشغال الوقت بما هو مفيد حتى وإن كان هوايات بسيطة حتى لا ينحصر التفكير بالزواج.
وفي دعوة للنظر لإيجابيات أي تجربة قبل سلبياتها تقول المتخصصة في البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية رحمة أبو محفوظ أن الفتاة الذكية هي التي تستطيع أن تستخلص العبر من التجربة للاستفادة منها.
وتسوق أمثلة على ذلك بفتيات التقت بهن خلال مرورهن بأزمات عاطفية وسمعتهن يرددن جملا تصفها بالرائعة "مثل الحمد لله أنها جاءت بهذا الحجم قبل أن أتورط بزواج" أو"أن أنتهي الآن أفضل من الاستمرار بوهم".
وتحذر من محاولة إيجاد بديل بشكل سريع لأن ذلك يكون ناتجا عن ردة فعل انفعالية.
وتدعو لمواجهة الموقف والاستفادة منه كخبرات تراكمية في الحياة إلى جانب أن تكون الفتاة حازمة بقراراتها خاصة عند انتهاء العلاقة.
وتتفاوت ردود الفعل بين القوة والضعف حسب طبيعة الشخصية عقلانية أم عاطفية فهناك من يتحكم بهن قلوبهن وهناك من يتحكم بهن عقولهن.
منقول مع التعديل البسيط من قبلي
و أحب أقول أن حب الله هو أسمى و أرقى حب فعمروا قلوبكم بحب الله يغنيكم الله عن البشر و عمروا قلوبكم بذكره و العباده و الدعاء
ادعوا لي بالزوج الصالح و الذرية الصالحة

ربيع قلب @rbyaa_klb
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة