تغريد حائل

تغريد حائل @tghryd_hayl

عضوة شرف في عالم حواء

انكسرت الزجاجة واندلق العطر..!

الأسرة والمجتمع







انكسرت الزجاجة.... فاندلق العطر... وفاح..!

سؤال شائك لايحتمل مقدمات...

سؤال بات في حلق القلم يستنزف الآه.!

متى نستطيع أن نلملم العطر بعد أن انكسرت الزجاجة..؟

هل ننتظر من الأرض المتصدعة أن تشرب عطر عاطفة جوفاء... خاوية من قطرة حنان ..؟!

هل ننتظر من الزهرة أن تكون له الوعاء؟؟

آه ..! تدهور الحال..!

عندما كنا صغاراً كنا نخط براحة الكف خطوطاً بريئة تشف اسم فارس الأحلام...

واليوم أصبحت الوسامة تخط مقاييس الرجال ..!

عندما كنا صغاراً كنا نطأطيء رؤوسنا احتراماً عند مخاطبة الآباء...

واليوم أصبحت الفتاة تجادل بحجة تبادل الآراء، وإثبات الذات...!

عندما كنا صغاراً كنا نقطف الأزهار، ونضعها في إناء الجمال...

واليوم أصبحت الزهور تلون مراسيم أمزجة الفتيات.

مازالت مشاهد الجفاء تترى خيوطها في مخيلتي كلما رأيتُ تمرد الفرس على خيّالها ..!

وفي حنجرة المشهد غصات...

ففي الصباح الباكر..!

تتأنق الأميرة الصغيرة أمام المرآة.

وخلفها أفواه الانتقاد...

تسألها بغضب، وملامح ترفض الاحتواء :

أأنتِ ذاهبة للمدرسة، أم لحفلة أزياء؟؟

وفي لحظات انكسرت الزجاجة فاندلق العطر وفاح..!

وعلى أجنحة المشهد الآخر:

حوار بلا قناع... صاخب الألوان...!

الأم وزهرتها صديقتان. هكذا هما تعتقدان...

في التلفاز: رقص ومزمار..

وفي قلوب الفتيات جراح... أحلام وردية، وركام آمال..!

والمنادي ينادي : حيِّ على الصلاة...

والأنسة الصغيرة... تسامر أناملها التقنيات، وتتمايل على أنغام الناي...

والأم الصديقة ترمقها بعين اللامبالاة، وترتدي وشاح الضغط يُولد الأنفجار...

وأن لهو الليل يمحوه النهار

وانكسرت الزجاجة فاندلق العطر وفاح..!

وبين المشهدين ... مشهد القلب والعقل!

مشهد النور والحق...

مشهد العدل، ومسك العصا من النصف!!

أخواتي الكريمات...

عندما تتحد التربية مع قيم الدين الإسلامي.يسود المجتمع حب ، وتآلف أرواح..!

وتهيمن على سماء القلوب رفرفة صفاء ، ونقاء أمنيات...

وفلذاتنا... زهورنا اليانعة ..!

يحتاجون منا رعاية شمولية ..

فهؤلاء الفتيات هن الحاضر والمستقبل لدنيا تحبوها السعادة، وأطياف الجمال..!

فكم يؤلمني أن أرى الفتاة تنهر أمها... أو حتى لاتعيرها اهتماماً

وهناك من الفتيات من تنسى " أن الجنة تحت أقدام الأمهات "

ولكم يحزنني أن أرى أماً تشتم ابنتها أمام الناس..!

لذا أخواتي... لابد من وضع النقط فوق الحروف...!

والذكية منا من تستبدلها بشموس، وقناديل... تنير الكون الفسيح..!

نبحث في جنبات أنفسنا أولاً عن شروق شمس ومن ثم نعكسه على زهورنا في تصحيح المسار..!

- كوني الأم الحنون، والقلب الفياض بالحب، والصديقة المعطاءة..!

- كوني لها كالنجوم بقربكِ منها ، وابعثي لها دائماً همسات ناعمة بأنها أميرتكِ ذات الخصال العالية.

- احضنيها معنوياً، وسانديها نفسياً...!

ومهما بلغت من تذمر وقسوة... أبقي أنتِ بحكمتكِ وحبكِ ممسكة العصا من النصف.

هنا فقط..!

سيبقى العطر في الزجاجة !، ويعطر أرجاء الكون...!

وتتلاشى التساؤلات برذاذ عاطفة سموها نشوة أبدية بين الزهرة وعطرها...

ووثاق سرمدي بين الأم وابنتها..!

للعطور لغة خاصة... خاصة جداً.!

نقرأ فيها سحر الأمل..!

ورقة الحب...

وخلود الوفاء...

ونقاء الروح..!

همسة في أذن كل أم أرجوها أن تلامس القلب ، وتوقظ غفلة الشعور:

بالعقل والقلب معا تعهدي زهرتكِ..

واسقيها من معين الإيمان زلالاً صافياً..

كل يوم قطرات تتشرب عروقها ، وتنطبع في خلقها..

عند ذلك فقط ستأمني على زجاجة العطر الثمينه ..

من التلف !.





46
10K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملكني غلاااك
ملكني غلاااك
كلماااات في قمه الروعه واسلوووب طرحك اروع
سلمت لنا اناملك وجزيتي عنا خيرااا
josten
josten
رائع جداً سلمتي على كلماتك العطرة
الاخلاق والايمان لاينفصلان بل مكملان لبعضهما
لا اخلاق بلا ايمان ولا ايمان بلا اخلاق

عوفيتي وجزيتي خيراً
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
حلةً قشيبةً من مصنع الجمال ..!
وعطر فاح ..
فارتوت القلوب ..!
ولجت قضية عارمة الوجود تلقي بثقلها على كثير من الأسر ..
وكما وصفت الداء .. قدمت وصفة من الدواء .. بقالب من البلاغة والجمال !
لقد فاح هنا عطر خاص !
من فوهة الزجاجة وليس من قلبها ..!
عطر أنيق يتسلل عرفه إلى الأحاسيس .. ليشهد لك بفصاحة البيان ! وجمال الصور ! وروعة التشبيه !
بورك البنان ..!
وفي حفظ الرحمن ..!
مشاعل والحلا شاغل
الصراحه كلام من جد رووعه
يعطيك الف الف عافيه
تقبلي مروري
صمت السعادة
صمت السعادة
الله يسعدك دنيا وآخره