يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة
هذا هو جزاء الصابرين" صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ "
فما اعظمه من جزاء و ما اجملها تلك النفس الصابرة و هي تاخذ من الاجر و الثواب ما يصفي قلبها و يكفر عنها السيئات و يرفعها درجات في الجنة ، فيتمنى اهل العافية لو ان جلودهم قرضت بالمقاريض لما يرون من الاجر الذي يصب على اهل البلاء يوم القيامة ، نعم يا اختاه يوم القيامة عندما يفر المرء من اخيه و امه و ابيه لان يومها لكل امرئ شان يغنيه عندها يعلم المؤمن أن كل نعيم دون الجنة سراب، وكل عذاب دون النار عافية، وهناك تهون المصائب كلها على المؤمن
قال صلى الله عليه وسلم : « يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرضت في الدنيا بالمقاريض » صحيح الجامع

بسم الله الرحمن الرحيم
"...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
(الزمر :10)
------------------------
وهذا عام في جميع أنواع ((الصبر)) ..
الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها ,والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها , والصبر على طاعته حتى يؤديها ,
فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب , أي: بغير حد ولا عد ولا مقدار ،
وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند الله ، وأنه معين على كل الأمور.
من تفسير السعدي ..
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مصيبة تصيب عبدا فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها قالت أم سلمة لما توفي أبو سلمة عزم الله لي فقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها . فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " فهنيئا لك اختاه صبرك على البلاء
وقال صلى الله عليه وسلم : « يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبَضتُ صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة » أخرجه البخاري
فهنيئا لك اختاه الجنة اذا احتسبت مصابك ، و هنيئا لك بان الله معك لانه عز وجل يحب الصابرين
يا صاحب الهم ان الهم منفرج ابشر بخير فان الفارج الله
الياس يقطع احيانا بصاحبه لا تياسن فان الفارج الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة لا تجزعن فان الكافي الله
فاذا بليت فثق بالله وارض به ان الذي يكشف البلوى هو الله
والله ما لك غير الله من احد فحسبك الله في كل لك الله
هذه بعض الكلمات اردت ان اخفف بها عن كل مهمومة ، و الكلام عن الصبر طويل لا ينتهي ، و اخيرا و ليس اخرا فما كان من كمال فهو من عند الله و ما كان من خطا او نسيان فمن نفسي و الشيطان و صل اللهم على محمد سيد الصابرين و على اله و صحبه اجمعين
لكل من قرات او استفاذت من الموضوع لا تنسي والديي من صالح دعائك بالرحمة و المغفرة و الجنة و لك بالمثل
الله يجعله بميزان حسناتك