المشاهد التي تفلح عدسات التصوير في التقاطها في فلسطين، رغم الرقابة الصارمة التي تفرضها قوات الاحتلال، تدعو للدهشة، وتبعث على الاستغراب، بمقدار ما تدعو للأسى والحزن، من بلادة الانسان العربي، خارج حدود الوطن الفلسطيني.
فهذا الشاب الفلسطيني الجسور، الذي يتمكن من النفاذ الى عمق كيان العدو، والى مطعم في القدس ويقدم روحه انتقام للامة .وهذا الفتى الحمساوي، الذي يقتنصهم ويفلح في تقطيع الصمت العربي والغربي وهذا الشيخ احمد ياسين، الذي يزأر من عرينه في غزة، تعقيباً على استشهاد ابنائه في نابلس وطولكرم «ان دمنا ليس رخيصاً وسنثأر لشهدائنا، شهداء الشعب الفلسطيني» وهذه المرأة التي نسف المجرمون اليهود بيتها، واحالوه الى ركام، فجلست فوق الانقاض تقول: لن نتزحزح من هنا ولن يفلح شارون في تهجيرنا، هذه المشاهد لا يتسع مقال ولا كل المقالات لاستحضارها، على امتداد الساحة الفلسطينية، والتي تتم في ظل حصار خانق، من البر والبحر والجو، بحيث تغدو كل حركة تحت رقابة العدو وفي متناول قذائفه ورشاشاته ماذا تعني؟ وكيف تفسر ولا سيما انها تأتي في ظل خذلان من الاشقاء، لايعدله الا خذلان المستسلمين للزحف المغولي، او المتعاونين مع الغزو الصليبي؟
ان مشاهد الجسارة والصبر والتصميم، لا تفسير لها الا من خلال قراءة شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم قال: «لا تزال طائفة من امتي على الحق قائمين لعدوهم قاهرين، لايضرهم من خذلهم، حتى يأتي امر الله وهم كذلك» قالوا: اين هم يا رسول الله؟ قال: «في بيت المقدس واكناف بيت المقدس» انه الشعب المستأمن على المسجد الاقصى، والمستحفظ على العهدة العمرية، والوفي لعهد الآباء والاجداد، الجدير بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم بطش المعتدين، وخذلان الاقربين، ولا نامت اعين الجبناء.
*من موقع القلعة العربي*

أنهار الجنة @anhar_algn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️