السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى :
سورة الأنعام , آية ( 155 )
وقال الله تعالى :
سورة الزمر , آية ( 23 )
الله سبحانه وتعالى أنزل إلينا كتاباً , معجزاً في آياته و معانيه و بلاغته , شامل لجميع أمور حياتنا , شافٍ لأمراض الصدور والقلوب , نور وهداية , تذكرة وعظة , بيان و حُجة , قصة وعبرة .
إنه القرآن !
هذا الكتاب الكريم الذي تحدى الله به الإنس و الجن مجتمعين أن يأتوا بسورة من مثله
قال تعالى :
سورة الإسراء , آية ( 88 )
ولن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك , وكيف لهم ذلك وهذا القرآن هو تنزيل الله العزيز الجليل ؟!
إن هذا القرآن مُعجزة باقية إلى قيام الساعة , أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وفيه من الإعجاز ما يستلزم منا تدبره , والتأمل في عظمته , ومن ذلك :
قال تعالى ( َلقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحديد 25
الحديد أُنُزل إلى الأرض ولم يكن ضمن عناصرها فهو المعدن الوحيد الذي حير العلماء من معادن الأرض فذرات الحديد لها تكوين مميز.. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد تحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية.. ولذلك لا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض.. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها.
يقول الله تعالى (فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) ولقد ثبت علميًا وطبيًا أن نقص الحديد بجسم الإنسان يسبب مرض فقر الدم ( الأنيميا ) والضعف العام فالحديد هو مصدر قوة الإنسان وبأسه ( البأس هو الشدة ) في لسان العرب
و أيضاً :
قال الله تعالى : ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً) الآيه11سورة الكهف.
عندما ينام الإنسان فإن الحاسة الوحيدة التي يمكن أن توقظه هي حاسة السمع ولذلك فإن أي إنسان يستطيع أن يتجول بجوار الشخص النائم كما يشاء دون أن يوقظه أو ينبهه إلا إذا صدر منه صوت فإنه يكون كفيلا أن يوقظ النائم. و في سوره الكهف أخبرنا جل جلاله بأن سبب نوم الفتية هذه السنين الطويلة هو أنه تعالى ضرب على آذانهم .. فأصبح النهار كالليل بلا ضجيج
وكذلك :
(حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
إن القرآن عندما تحدث عن لغة للنمل تتخاطب بها فهذا متفق مع العلم الحديث، وعندما تحدث عن معجزة لنبي كريم هو سيدنا سليمان الذي كان يفهم لغة النمل، فهذا ممكن علمياً، لأن العلماء أثبتوا أن النمل يصدر مواد كيميائية يتخاطب بها، ويصدر ترددات يتواصل بها مع بقية النمل، والله تعالى أعطى لسيدنا سليمان القدرة على معرفة هذه اللغة، فالله تعالى خالق النمل وخالق البشر وهو يعطي من المعجزات ما يشاء لأنبيائه، نسأل الله تعالى أن يزيدنا علماً وإيماناً وتسليماً، إنه نعم المولى ونعم النصير
فسبحان الله
وهذا يدعونا إلى تدبر الآيات لنزيد إيماناً وخشوعاً , فإن القرآن هو شفاء لصدورنا ونور لنا وهداية , ونحن بأمس الحاجة إلى ما يدلنا إلى طريق الصواب , فكلما كان الإنسان على تعاهد بالقرآن يقرأه كل يوم , فلا يفوته يوم إلا وقد قرأ شيئاً من القرآن كلما كان قلبه أكثر طمأنينة وخشوعاً , وهذا ما نطمح جميعاً إليه :
الراحة والطمأنينة في حياتنا , كيف لنا أن نحقق لك ؟
الجواب وبكل بساطة هو : تلاوة القرآن بتدبر وخشوع , هو ما يبعث في القلب معاني الراحة والسكينة , فالإنسان المتدبر للقرآن الفاهم لمعانيه المطبق لأحكامه وأوامره هو فعلاً الإنسان الحق الذي يتحقق له تأثير القرآن العجيب في قلبه .
وكثيراً ما يشتكي الناس عن عدم قدرتهم على الخشوع عند تلاوة القرآن , وهنا بعض النصائح التي أسأل بإذن الله أن تساعد على تحقيق الخشوع عند تلاوة القرآن :
1\ صدق النية , والعزم على تعاهد كتاب الله بالتلاوة والحفظ ,
2\ الاستعانة بالله على الثبات و دعاؤه سبحانه وتعالى بإلهام النفس التدبرو الخشوع.
3\ الوضوء قبل تلاوة القرآن .
4\ محاولة الابتعاد عن مصادر الإلهاء و الإشغال عند تلاوة القرآن .
5\ الوقوف على آيات القرآن وفهمها و قراءة تفسيرها .
6\ الترتيل عند تلاوة القرآن .
7\ الوقوف عند آيات النعيم و سؤال الله من فضله , والوقوف عند آيات العذاب والاستعاذة بالله من النار و عذابها, والاتعاظ من القصص .
8\ الحرص على وضع جدول يومي يحتوي على تقسيم للقرآن بحيث يقرأ كل يوم جزءاً منه .
و نرى بعض الناس في زماننا هذا هاجرين للقرآن , تاركين تلاوته والعمل به , فهم لا يقرؤونه إلا عند حلول شهر رمضان , فلا يفتح المصحف بقية شهور السنة حتى يُرى القرآن الكريم و قد علاه الغبار .
وهجر القرآن على أنواع :
.هجر سماعه وتلاوته
.هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه
.هجر تحكيمه والتحاكم إليه
.هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه
.هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان
وأياً نوع الهجر فهر بلا شك يترتب عليه عواقب كثيرة , منها :
1\ قسوة القلب , وهي أعظم عواقب هجر القرآن .
2\ البعد عن شرع الله , وجهل أحكامه .
3\ كثرة الهموم والمشاكل و الضيق .
4\ اكتساب الإثم والوزر بفعل المعاصي نتيجة لغفلة القلب .قال تعالى {وقد آتيناك من لدنا ذكراً * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا}
5\ ضياع الوقت و استنزافه فيما لا ينفع .
وبالمقابل فإن لتلاوة القرآن بالوجه الذي يرضي الله يترتب عليه تأثير عميق في حياتنا , كيف لا و قد قال الله تعالى :{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} .
ومن آثار تلاوة القرآن :
1\ الراحة والطمأنينة , ولين القلب و رقته .
2\ فيه قرب من الله سبحانه و تعالى .
3\ إشغال وقت الفراغ في طاعة الله .
4\ كسب الحسنات و الاجر والثواب .
5\ نيل المراتب العالية في الجنان بإذن الله .
وهذا ليس عجيباً لمن عرف أن الله حق و أن وعده حق , وأن القرآن المنزل من عند الله حق .
ففضل القرآن على صاحبه فضل كبير
1\ هي تجارة رابحة مع الله
قال تعالى: { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور } (فاطر:29)
2\ منزلة قارىء القرآن يوم القيامة
بشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) متفق عليه. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح
3\ أجر قارىء القرآن العظيم
وبشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) متفق عليه. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .
4\ هي نعمة يُحسد الإنسان عليها
وعن ابن عمر رضي اللهُ عنهما ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) متفقٌ عَلَيْهِ .
والحسد هنا الغبطة ، أن تتمنى ما لأخيك من خير دون أى حقد أو تمنٍّ لزواله
5\ تلاوته بركة في الأولى والآخرة
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » رواه ابن حبان.
6 \ أهل القرآن هم اهل الله و خاصته
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» رواه النسائي وابن ماجه
7\ فيه أمان من الغفلة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين» رواه الحاكم .
8\ القرآن شفيعاً لأصحابه
فعن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : «اقْرَؤُوا القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ» رواه مسلم .
ففضل تلاوة القرآن لا يحتاج إلى تعداد و نقاط , فهذه الفضائل كامنة في آيات الله و أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
فالقرآن الكريم هو نور حياتنا و ربيع قلوبنا ونور صدورنا , فعلينا تعاهده بالحفظ و التلاوة , ففيه تكمن سعادتنا الخالصة في الدنيا و الآخرة .
أم كريم و ياسمين @am_krym_o_yasmyn
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم كريم و ياسمين
•
للرفع
الصفحة الأخيرة