مما يرفضه العقل أن يستنجد الرجلُ العامّي من رجل ٍ مثله من سطوة ِ سلطان ٍ جبار ٍ ، ومن المضحك ِ أيضا ً أن يطلب طفل ٌ من طفل ٍ أخر حلا ً يخلصه من عقاب ِ والديه . وهذه ِ هي َ الحال في من يلتمس الحل الأمثل من البشر ، وَ هم أنفسهم لا يملكون ضرا ً وَ لا نفعا ً لذواتهم.
في الحقيقة نحن نطلب العون من أهله ، في السيارة نطلب من السائق نفسه الوقوف عند مكان ما ً ونطلب منه التحرك إلى وجهةٍ ما ، فهل ينبغى لنا أن نطلب ذلك َ من راكب ٍ آخر ..؟! الجواب لا .
أردت أن أقول أننا نحن البشر إذا فقدنا ما نحب ونلنا ما لا نرضى به ِ ، فإنه بالأجدر أن نتضرع إلى من ( ألا لهُ الخلق ُ والأمر ) ..هو َ الله تعالى يعطينا لنشكره ، ويأخذ منّـا أيضا ً لنشكره بالتضرع ِ إلى عظمته ِ . إن الله تعالى يفرح بالسائل يفرح بالعبد ِ السائل المتضرع لأن هذا العبد عّـلِــم َ وعـَمل بلا إله إلا الله . و معنى يأله في اللغة: يلجأ ، فهو يلجأ لله حين نزول المحن ودائما ً ..( قُل مَن يُنجِّيكُم من ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحرِ تَدعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِن أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ منَ الشَّاكِرِينَ ، قُل اللَّهُ يُنجِّيكُم مِنهَا وَمنْ كُلِّ كَربٍ ثُمَّ أَنتم تشركُونَ ).
وَ لا ضير في اللجوء ِ إلى عبد ٍ من عباد ِ الله ، لأنه بطبيعة ِ البشر احتياجهم إلى بعضهم ، لكن كيف..؟!
هل يلجأ لعبد ٍ عُرف أنه يمتلك عصا ً سحرية تزيل عنه المحنة والمسكنة والحزن ....وكل نازلة سوء..؟!
أم إلى آخر ٍ ضَحّاك يُنسيه الهم َ لفترة ، وما أن يفارقه إلا عاد على ما كان عليه من حال ٍ . فهذا كالذي يجري وخلفه وحش ٌ يجري ولا بدَّ له أن يتعب ويقف ثم ينهشه ذلك الوحش .
لكن هناك خِــيَـرة من الناس قد أوتوا من العلم ِ و الحكمة ِ ما لم يأت ِ غيرهم . فأنت َ إن فتحت لأحدهم قلبك َ بصراحة ٍ منك ، سوف - إن شاء الله- يرشدك إلى طريق ِ الحل بفعلك َ أنت . لأنه يَعلم وسيعلمك بحقيقة ( أنَّ ليسَ للإنسان ِ إلا ما سَعى ) .... فما تسعى إليه من زوال للهم ِ وجلب ٍ للسعادة ِ سوف تناله إن استيقنت الفرج وانتظرته من عند الله ( وادعوه خوفا ً وطمعا ً إنَّ رحمت َ الله ِ قريب ٌ من َ المحسنين ) إن أحسنت َ لمخلوق نلت منه ُ فكيف بإحسانك َ لرب ِ العباد الرحيم..؟

+ عندي أمل + @aandy_aml_6
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عز2
•
جزاك الله خيرا



زائرة
•
جزاتس الله خير
الصفحة الأخيرة