
الله.. غفور رحيم، عزيز حكيم، جوادكريم، محسن ودود، صبور شكور، يُطاع فيشكر، ويعصى فيغفر، “ لا أحد أصبر علىأذى سمعه من الله عز وجل، يدعون له ولدًا وهو يعافيهم ويرزقهم “، “ ولاأحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه ولا أحد أغير منالله، من أجل ذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبُّ إليهالعذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين “.
الغفور والغفار وغافر الذنب من أسماء الله تعالى، وأصل الغفر: الستر والتغطية. يقال: غفر الله ذنوبه أي سترها.
والغفران والمغفرة من الله تعالى للعبد أن يصونه من أن يمسه العذاب، أو يستره؛ فالمغفرة هي إظهار الجميل وستر القبيح.
والذنوب من جملة القبائح التي سترهاالله بإسبال الستر عليها في الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة،والغفار صيغة مبالغة، وهي تدل على كثرة الفعل، فهو تعالى يغفر ذنوب عبادهمرة بعد مرة كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة من الغفار، وإليكحديثًا أمتع وأعجب وأعظم ما تقرأ.
يقول - صلى الله عليه وآله وسلم – فيما يحكي عن ربه – عز وجل -: ( أذنبعبدُ ذنبًا. فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبديذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أيرب، اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا. فعلم أن له ربًايغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقالتبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا. فعلم أن له ربًا يغفر الذنب، ويأخذبالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك ).
ومن أرجى الآيات للمستغفرين قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ ... .
غالبًا ما يرد الحديث عن الغفرانمقرونًا بالرحمة، فهو الغفور الرحيم، فمغفرته جل وعلا لعباده ثمرة منثمرات رحمته التي وسعت كل شيء؛ ولأن رحمته سبقت غضبه فإنه يغفر الذنب،ويقبل التوب، ويعفو عن السيئات، قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ﴾ ... ، وقد وردت آيات عظيمة وأحاديث كثيرة تجلِّي هذه الصفة الربانية، وتنبئ عن هذه العظمة الإلهية.
قال جل وعلا: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾ ... .
وقال تعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ... .
بل إنه جل وعلا ينادي عباده نداءالمتلطف، ويدعوهم دعاء المشفق بأن لا يقنطوا من رحمته أو ييأسوا منمغفرته، فنزل تلك الكلمات على القلوب بردًا وسلامًا وكأنها الماء الباردعلى الظمأ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ... .
بل إنه جل وعلا ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا – نزولا يليق بجلاله – وذلك حين يبقى الثلث الأخير من الليل فيقول: ( من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له ).
تفيـض نفوس بأوصابهاوتكتم عوّادها ما بهـا
وما أنصفت مهجة تشتكيهواها إلى غير أحبابها
ولقد هيأ الله جل وعلا لعباده مواسم عظيمة، وفرصًا عديدة، يغفر بها ذنوبهم، ويكفر بها خطاياهم.
ولقد أخبر - صلى الله عليه وآلهوسلم – في عدد من الأحاديث البديعة بكلمات جامعة وعبارات ماتعة تغفر بهاالذنوب، وتمحى بها الخطايا، ومن أعظم ذلك قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاثًا) غفر له وإن كان فر من الزحف ).
وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( منجلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سُبحانك اللهمو وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كانفي مجلسه ذلك).
ولقد أهدى - صلى الله عليه وآلهوسلم – لأمته كنزًا من كنوز الاستغفار جعله تاجًا على الأحاديث، وملكًاعلى آثار الاستغفار، فهو سيدها جميعًا، فقال: ( سيدالاستغفار أن يقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأناعلى عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ،وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ). قال: ( منقالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة،ومن قالها وهو موقن بها فمات قبل أن يُصبح فهو من أهل الجنة ).
وفي هذا الحديث من بديع المعاني،وحسن الألفاظ ما يحق له أن يُسمى سيد الاستغفار؛ لأنه جامع لمعاني التوبةكلها، وفيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية، والاعتراف بأنه الخالق،والإقرار بالعهد الذي أخذه الله عليه، والرجاء بما وعده به، والاستعاذة منشر ما جنى العبد على نفسه، وإضافة النعماء إلى موجدها جل جلاله، وإضافةالذنب إلى نفسه، ورغبته في المغفرة، واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلكإلا هو جل وعلا.
إن الذنب مصاحب لبني آدم إلا منعصمه الله تعالى، فالمرء يجهل، والإنسان يخطئ، والعبد يهفو، والرب جلجلاله يغفر، ولكن خير الخطَّائين التوابون.
سبحان من نهفو ويعفو دائمًا ولم يزل مهما هفا البعد عفا
يقول - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ).
ويقول - صلى الله عليه وآله وسلم – في الحديث القدسي عن الله تعالى: ( يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم ) .
ويقول جل وعلا: ( ياابن آدم، إنكم ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. ياابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، ياابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًالأتيتك بقرابها مغفرة).
والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم – وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان يقول لأصحابه: ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ).
إن المؤمن الحق مراقب لربه، متعهدلقلبه، مطهر لنفسه، يعظم الجبار وينطرح للقهار، ويكثر الاستغفار، وإنالاستغفار ليس كلمات تقال، وعبارات تطلق ليس لها شاهد من الواقع أو دليلمن العمل، أو تصديق من الفعل، أو تغير في الحال، يقول ابن عباس - رضي اللهعنه -: “ المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه “.
رُؤي رجل متعلق بأستار الكعبة يناجيربه قائلا: “ اللهم إني استغفاري مع إصراري لؤم، وإن تركي الاستغفار مععلمي بسعة عفوك لعجز، فكم تتحبب إلي بالنعم مع غناك عني، وأتبغض إليكبالمعاصي مع فقري إليك، يا من إذا وعد وفَّى، وإذا توعد تجاوز وعفا، أدخلعظيم جُرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين “.
الاستغفـار والتـوحيـد:
والعجيب أن كثيرًا من نصوص الحث علىالاستغفار في الكتاب والسنة تكون مصحوبة بالدعوة إلى توحيد الخالقوالاعتراف بألوهيته والإذعان لربوبيته، وهي بذلك إشارة بديعة إلى أن أعظمسبب بل أول سبب لحصول المغفرة هو التوحيد الخالص، وأن جميع الأسباب الأخرىلا تغني شيئًا إذا فقد هذا الأصل العظيم، فهو أساس الدين، وأصل العبادة،وعنوان الملة، وإذا رسخ في قلب العبد وانغرس في وجدانه فقد أهَّل نفسهلنيل مغفرة المولى جل وعلا: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ ... .
فتأمل معي عددًا من النصوص الآمرة بالاستغفار لترى ذلك المعنى الذي أشرت لك إليه، وذكّرت نفسي وإياك بما يعنيه:
قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ ... .
وتأمل قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: ( من قال أستغفر اله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف ).
وتأمل سيد الاستغفار، وكيف بدأ بإعلان التوحيد الخالص لله تعالى: ( اللهمإني أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفرلي فإن لا يغفر الذنوب إلا أنت).
وتأمل كفارة المجلس: ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك).
وهكذا يتجلى هذا المزج الرائع، والربط الماتع بين الإقرار بالألوهية والاعتراف بالوحدانية، وبين طلب المغفرة من الغفور الرحيم. إنالذنب سمة العبد وإن العفو صفة الرب عز وجل، وقد بين تعالى أن المتقين قدمنهم الذنب، ويحدث منهم الزلل ولكنهم لا يصرون على الخطأ، ولا يقيمون علىالمعصية، وقد امتدحهم جل وعلا بذلك فقال: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَالْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿134﴾وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُالذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْيَعْلَمُونَ ﴿135﴾ أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُممَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَاالأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ ... .
قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم"
يقول الله عز وجل ما غضبت على أحد كغضبى على عبد أتى معصية فتعاظمت عليه في جنب ـــــــــــــــــــــ
أوحى الله لداود
" يا داود لو يعلم المدبرون عنى شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا إلى
يا داود هذه رغبتي فى المدبرين عنى فكيف محبتي فى المقبلين على
ـــــــــــــــــــ
يقول الله عز وجل
"إني لأجدنى أستحي من عبدي يرفع إلى يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكنى أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدي"
ـــــــــــــــــــ
"جاء في الحديث: إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يارب فتحجب الملائكة صوته فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى؟؟؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ـــــــــــــــــــــ
"ابن آدم خلقتك بيدى وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلى وأنا الغفور الرحيم "
ــــــــــــــــــ
"عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل
عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، استحى منك وأنت لا تستحي منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟ "
ــــــــــــــــ
"جاء أعرابي إلى رسول الله فقال له يارسول الله " من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال الرسول "الله" فقال الأعرابي: بنفسه؟؟ فقال النبي: بنفسه فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد. فقال النبي: لما الابتسام يا أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى إذا حاسب سامح قال النبي: فقه الأعرابي".
ــــــــــــــــ
قال أحد الأئمة:
"لا تسئم من الوقوف على بابه ولو طردت"
"ولا تقطع الاعتذار ولو رددت"
"فان فتح الباب للمقبولين فادخل دخول المتطفلين ومد إليه يدك وقل له مسكين فتصدق عليه فإنما الصدقات للفقراء والمساكين"
قال الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي:
"يا ابن آدم استطعمتك ولم تطعمني فيقول: فكيف أطعمك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستطعمك عبدي فلان أما تعلم انك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي"
يا ابن آدم استسقيتك ولم تسقنى فيقول: فكيف أسقيك وأنت رب العالمين فيقول: أفلم يستسقيك عبدي فلان أما تعلم انك لو أسقيته
لوجدت ذلك عندي"
"يا ابن آدم مرضت ولم تعدني فيقول: فكيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول: مرض عبدي فلان أما تعلم انك لو عدته لوجدتني عنده"
يقول الله تبارك وتعالى:
"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم
يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسونى أكسكم
يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم
يا عبادي أنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد ما زاد من ملكي شيئا
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكي شيئا
يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر
جاء في الحديث إنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله
"ي آدم لا تجزع من قولي لك "أخرج منها" فلك خلقتها ولكن انزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلى وانكسر في حبي حتى إذا زاد شوقك إلى واليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى
يا آدم كنت تتمنى إن أعصمك؟ قال آدم نعم
فقال: "يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتي
وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر
يا آدم ذنب تذل به إلينا أحب إلينا من طاعة تراءى بها علينا
يا آدم أنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائيين
انظر إلى رحمة الله بك لتتعلمالحياء ، وانظر إلى لطفه بك وحرصه عليك ، يقول الله في الحديثالقدسي:
" إنيوالإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، أرزق ويشكر سواى ، خيري إلى العبادنازل وشرهم إلىّ صاعد ، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغنى عنهم ! ويتباغضون إلىّبالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلى ، أهل ذكرى أهل مجالستي ، من أراد أن يجالسنيفليذكرني ، أهل طاعتي أهل محبتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا إلىفأنا حبيتهم ، وإن أبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ، منأتاني منهم تائباً تلقيته من بعيد، ومن أعرض عنى نادينه من قريب ، أقول له : أينتذهب؟ ألك رب سواى ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة عندي بمثلها وأعفو، وعزتا وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم
عنأنس بن مالكرضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تبارك وتعالى: (ياابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابنآدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرنني غفرت لك ولا أبالي، يا ابنآدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقبتني لا تشرك بي شيئا لأتيتكبقرابها مغفرة )

م
تقبلوا مروري:33: