بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينة و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريكه له و اشهد أن محمدا عبده و رسوله أم بعد :-
( إن إلى ربك الرجعي )
في كتاب الله آيه تتفطر منها الأكباد و تخشع لها القلوب إنها أيه نذير و صيحة تحذير تنذر بيوم لا كالأيام, آيه لأجلها بعث الله الرسل و لأجلها انزل الكتب و فيها يفترق الناس : فريق في الجنة و فريق في السعير
تلك الايه هي قول الله تعالي ( و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون)البقرة 281
انه يوم ترجع فيه النفس.... كل نفس إلى بارئها و خالقها أنة يوم الحساب ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره ) آخى المؤمن انه يوم الدين يوم يفزع فيه الأنبياء فكلامهم يومئذ اللهم سلم اللهم سلم و يرتجف فيه الأولياء فهم على خوف ووجل .. يوم عبوس قمطرير تبلى فيه السرائر و تنشر فيه الصحائف و تفتن فيه الخلائق (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) يوم يقوم فيه الأشهاد ... تسود فيه وجوه و تبيض فيه وجوه .. يوم يفر فيه المرء من أبية و يتنكر لامة و أخيه و زوجته و بنية .. انه يوم الجزاء يوم القضاء يوم عسير يوم الفصل تخشع فيه الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا آخى المؤمن أين أنت من هذا اليوم ؟ أين همك لفزعه و هوله
عن آبي هريرة رضي الله عنه قال ( يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا و يلجمهم حتى يبلغ آذانهم) آخى المؤمن إن لكل شي حقيقة و حقيقة أيمانك بهذا اليوم و أحواله أن تحمل له في القلب همك و أن تعمل فيه فكرك و أن تلازم ذكره و تذكرة فانه يوم عسير على الكافرين غير يسير قد خاف فيه من حمل ظلما و قد خسر فيه من كان غافلا فكن على استعداد ليوم الرحيل .
آخى المؤمن تقوم قيامة الإنسان عند موته فتظهر حيينها منزلته و يتبين وقتها معدنة فيوم منيته يكشف له سره و تتضح أعماله و يجري عليه من الأحوال و الصفات ما يناسب أعماله أنها لحظة الاحتضار و لحظة الفراق المشهود و لحظة يعاين فيها العبد أول معالم الغيب فيشهد و بصره حديدا .. ملائكة يأتونه و هيأتهم بحسب أعماله في الدنيا و في الحديث قال رسول الله عليه السلام ( إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريره بيضاء فيقولون اخرجي راضيه مرضيا عنك إلى روح و ريحان و رب غير غضبان فيخرج كأطيب من ريح المسك حتى انه ليناوله بعضهم بعضا حتى يأتوا به باب السماء فيقولون ما أطيب هذه الريح التي جاءت من الأرض فيأتون به أرواح المؤمنين فلهم اشد فرحة به من أحدكم بغائبة يقدم عليه فيسألونه ماذا فعل فلان ؟ و ماذا فعل فلان فيقولون دعوه فأنة كان في غم الدنيا فإذا قال أما آتاكم ؟ قالوا ذهب به إلى أمة الهاوية.
و أن الكافر إذا حضر آتت ملائكة العذاب بمسح فيقولون اخرجي ساخطة مسخوطة عليك إلى عذاب الله فيخرج كأنتن ريح جيفة يأتوا بها باب الأرض فيقولون ما انتن هذه الريح؟ حتى يأتوا بها أرواح الكفار .)
آخى فلله در عاقل تأمل خاتمة و اعد لها عدته فطيب نفسه بالطاعة و عطر روحة بمرضاة ربه فما تطيب الأرواح إلا بالعمل الصالح ففي الاحتظار آخى تظهر حقائق الأعمال و تبين حقارة الدنيا و إذا لا يبدو للمحتضر من شي ينفعه سوى عمله و بحسبة يختم له عن الرسول عليه السلام قال(من مات على شي بعث عليه) إذا فاحتضارك يعكس بعثك و يعكس حالك في القبر و يوم الحساب فقد قيل لمحتضر قل لا اله إلا الله فقال ما ينفعني ما تقول و لم ادع معصية إلا ركبتها قم مات و لم يقلها و قيل لأخر قلها فقال ما يغني عني هذا و أنا لم اصلي و مات و لم يقلها و قيل لأخر فقالوا كلما أراد أن يقولها يمسك لسانة و لا يستطيع.. فهؤلاء أدمنوا على المعاصي فخذلوا عن الشهادة و ختم لهم بالسؤ و اعلم يا آخى المؤمن إن الإنسان ما دام يؤمل الحياة فأنة لا يقطع املة بالدنيا و قد لا تسمح نفسه بالإقلاع عن ملذاتها و يرجيه الشيطان التوبة في آخر عمره فإذا تيقن الموت و ايس من الحياة أفاق من سكرته و نذم حينئذ على تفريطه و طلب الرجعة ليتوب و يعمل صالحا فلا يجاب إلى شي عندها فيجتمع عليه سكرة الموت من حسرة القلب فالعديد مما حضرو وفاة أناس سمعوهم يقولون يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله و آخر يقول سخرت بي الدنيا و آخر يقول لا تغرنكم الحياة الدنيا كما غرتني و علية أحذر أن يفاجئك الموت و أنت غافلا فعندما يموت الإنسان ينقطع وجوده في الدنيا يحمله أهله و يبكون فيقبرونه و يحثون عليه الثراب و يمكثون أياما محزونين ثم ينسونه إما هم فقد دخل في عالم البرزخ و اقعد يوم دخوله قبرة للسؤال و تعالي أخي نعيش مه هذه الموعظة النبوية التي تبين مال الإنسان في قبره يقول عليه السلام( إن الميت إذا وضع في قبرة أنة يسمع خفق نعالهم حين يولون مدبرين فان كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه و كان الصيام عن يمينه و كانت الزكاة عن شماله و كان فعل الخيرات من الصدقة و الصلاة و المعروف و الإحسان إلى الناس عند رجليه فيؤتي من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل ثم يؤتي عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة و الصلاة و المعروف و الإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس و قد أذنت للغروب فيقال له أريت هذا الذي كان قبلكم ما تقول فيه و ماذا تشهد عليه ؟ فيقول دعوني حتى اصلي فيقولون انك ستفعل اخبرنا عما نسألك عنه ارايتك هذا الرجل الذي كان قبلكم ماذا تقول فيه و ماذا تشهد عليه ؟ قال : فيقول محمد اشهد انه رسول الله و انه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك حييت و على ذلك مت و على ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها و ما اعد الله لك فيها فيزداد غبطة و سرور ثم يفسح له في قبرة سبعون ذراعا و ينور له فيه و يعاد الجسد لما بدئ منه فتعجل نسمته فيه النسيم الطيب و هي تطير تعلم في شجرة الجنة و أن الكافر إذا آتى من قبل رأسه لم يوجد شئ ثم آتى عن يمينه فلا يوجد شي ثم آتى على شماله فلا يوجد شي ثم آتى من قبل رجليه فلا يوجد شي فيقال له اجلس.فيجلس مرعوبا خائفا فيقال له ارايتك هذا الرجل الذي كان فيكم إذا تقول فيه و ماذا تشهد عليه فيقول أي رجل؟ و لا يهتدي لاسمة فيقال له محمد فيقول لا ادري سمعت الناس قالوا قولا فقلت كما قالوا فيقال له على ذلك حييت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله ثم يفتح له من أبواب النار فيقال له هذا مقعدك من النار و ما اعد الله لك فيها فيزداد حسرة و ثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها و ما اعد الله لك فيها لو أطعته فيزداد حسرة و ثبورا ثم يضيق له قبره حتى تختلف أضلاعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله تعالي عنها ... فاستعد للسؤال و تأهب لتلك الأهوال فان القبر أول منازل الآخرة و فيها تظهر حقائق الأعمال .. كان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فسئل عن ذلك قيل له تذكر الجنة و النار فلا تبكي و تبكي إذا وقفت على قبر فقال سمعت الرسول عليه السلام يقول إن القبر أول منازل الاخره فان نجا منه صاحبة فما بعده ايسر منه و إن لم ينج فما بعد اشد ) فلمثل هذا اليوم اعمل آخى المسلم .. ثم يأتي يوم الحشر قال الرسول عليه السلام ( يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة أرابت لو كان لك ما على الأرض من شي اكنت مفتديا به؟ فيقول نعم فيقول كذبت قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر أدم إن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك) و عليه آخى المسلم حاسب نفسك و ارجع إليها قبل أن يحاسبك الجبار و أحذر أن تطلب للرجوع على غره فتتمنى وقتها لو زيد في العمر و تقول ( رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت) عندها لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. وأسال الله العفو و العافية في الدنيا و الدين و الآخر و صلى الله على رسولنا الكريم محمد و على اله و صحبة أجمعين

thinsation @thinsation
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️