الوداد

الوداد @alodad

عضوة فعالة

ان لم أكن أراك ... فان الله يراك

الأسرة والمجتمع

فان لم أكن أراك .. فان الله يراك

فى الصيف الماضى سافرنا الى احدى الدول العربية الشقيقة .. والتى بها جبال عالية وخضرة .. وأنهار تتدفق من بين الصخور والجبال .. فتشكل منظرا جماليا .. يخيل لمن يرى المنظر كأنه فى حلم جميل .. :26:

ففى وقت الغروب يخاف الانسان أن يبقى طويلا فى تلك الوديان العميقة الشاهقة الجبال ، ففى الجبال فجوات داخلية وممرات سوداء عميقة المدخل.. يخيل للناظر اليها انها مسكن الآسود والفهود.. :25:

فما أحوجنا للبقاء فى تلك الأماكن وقت الغروب :time: .. فطلبنا من سائق التاكسى الرجوع للمنزل لأداء الصلاة .. والجلوس أمام التلفاز قليلا ، ثم اعداد وجبة العشاء لأفراد الأسرة ... الخ

وفى اليوم التالى أحببنا أن نغير وجهتنا فبدلا من الذهاب للأماكن السياحية أحببنا دخول السوق ، لنتطلع الى البضاعة الموجودة هناك ، وربما شيئا ما نبحث عنه نجده .. أو نعجب بشيىء ما فى تلك الأسواق البسيطة ، والتى كانت عبارة عن دكاكين متقاربة جدا لبعضها وصغيرة ، يبيع فيها الرجال والنساء .. :02:

فمن بعيد ونحن نسير رأيت فتاة متوسطة العمر آسيوية الأصل تبيع فى الدكان الذى دخلناه ، وقد علا الخوف والرهبة كيانها فهى ممسكة بيديها تنظر يمينا وشمالا للخارج ، وكأنها تبحث عن شيىء ما ، أو تنتظر حدث ما .. والمحل ذاته يبيع الكماليات : كالعطور والاكسسوارات وبعض الملابس وأغطية الرأس ( أى غنى بالبضاعة ) فقد دخلنا وتجاهلنا حالتها الغير طبيعية وكأننا لم نراها ، وما لبث الا ودخلت امرأة فى مقتبل العمر فسلمت عليها وتحدثت معها بنفس لغتها الآسيوية .. فسحبت لها كيسان كبيران من تحت الطاولة وناولتها اياها ، فحملت الأخرى الأكياس فأسرعت مهرولة معها للخارج وهى تنظر يمنى ويسرى ، وعندما تأكدت بأن لم يراها أحدا دخلت المحل عندنا ونحن مازلنا نتطلع الى ما يحدث أمامنا ..

وها نحن نراها الآن وهى تتنفس الصعداء وكأنها خرجت من مصيبة أو مصيدة ، وتمسح جبهتها ثم تتناول كأسا من الماء ، وتجلس على الكرسى وتقول : نعم تفضلوا ماذا تريدون المحل محلكم .. أنتم من أين ؟؟ من السعودية ، أم البحرين ، أم الكويت ؟؟؟
فابتسمنا وقلنا : نحن فى الخليج أخوة .. أى لافرق بيننا أبدا ..

فسألتها : من هذه المرأة التى كانت هنا منذ قليل وقد حملت بعض الأغراض أمامنا ، وكأننا نعرفها من هى تلك المرأة ؟؟

فقالت بسرعة : أنتم لاشأن لكم بها ، :mad: أنتم لا تعرفونها ، هذه قريبتى تود السفر ، وهذه الأغراض أرسلتها أنا لأهلى هناك ..

فقلت لها : وهل دفعت ثمن هذه البضاعة ؟؟ ألا تعلمى أن هذا من أموال صاحب هذا الدكان ، وهذا رزقه !!

فأجابت غاضبة: ماذا تقولين .. أنا أعمل هنا ، ومن حقى أن أرسل الى أهلى ما أريد ..

فقلت لها : لالا هذا ليس من حقك ، انما حقك فقط راتبك الشهرى ، وما تريدينه من بضاعة تخبرين به صاحب الدكان ربما يخصم قيمته من راتبك .. وربما يهديك اياها وهو راض عنك .. فقد تصرفت دون علمه وهذه تسمى (( سرقة الآن ))

فقالت : صاحب الدكان مسافر حاليا للعلاج بالخارج ، وهو رجل كبير بالسن :arb: ، وأنا أتصرف بالبضاعة دوما ..

(((((( يالها من شريرة ، وظالمـــة ، وســـارقة ، وخائنة للأمانــــــة ))))))

فقلت لها : هذه البضاعة أمانة فى عنقك ، وأنت عاملة هنا فقط ..

((( فان لم يكن يراك .. فان الله يراك جيدا )))

فقد أحسست بألم فى صدرى ، ولم أكن أستطيع الصمت على هذا الجرم .. وسرقة أموال الناس التى أشاهدها بأم عينى .. فأخبرت احدى المحلات التى كانت تبعد عنهم قليلا بما رأيت ، وبما دار بينى .. وبين تلك المرأة من حديث .. فهى تدعى بأن صاحب الدكان مسافر ، ونحن لا نعلم صحة هذا الكلام .. :29:

وقد أوصيتهم بنقل كلامى هذا ، وبما حدث لصاحب الدكان المظلوم .. وليست كل بائعة أمينة ومخلصة فى عملها .


برأيكم أخواتى الفاضلات .. ماذا كنتم تفعلون لو كنتم مكانى .. ما هو التصرف الآخر ..

أرجــــــــو المشـــــــــــــاركة .. جزاكم الله خـــــــــــــــــــــــيرا :26: :26: :26:
2
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مشاعل الرياض
مشاعل الرياض
اخت الوداد ماشاء الله عليك ماقصرتي
فعلت اللازم ولوكنت مكانك لكان أفضل تصرف أعمله هو تصرفك
ويمكن يكون التصرف الآخر هو أطلب رقم صاحب المحل من جيرانه وأعطيه والدي أو أخوي وأطلب منه محاولة الاتصال عليه وتخبيره وتنبيهه
حتى ابرء ذمتي مما شهدت عليه
الوداد
الوداد
عزيزتى مشاعل الرياض / أشكرك على المشاركة .. ويعطيكى العافية

كمان التصرف الآخر جيد ، فنحن نحافظ على أموال الناس مثلما نخاف من غش الآخرين
فى أموالنا ..
أتمنى انى أشوف بعينى على طول الغشاشين .. حتى نفضحهم .. :26: