الفيافي

الفيافي @alfyafy

عضوة نشيطة

ان مع العسر يسرى .. درس لـ اسماء الرويشد

الأسرة والمجتمع

بقلم / أ. أسماء خالد الرويشد .
وقعت أنا شخصياً في الخطأ نفسه الذي وقعتم فيه أنتم من خلال نظرتكم للسعادة الزوجية

إذ إننا جميعاً وقبل الزواج رسمنا في خيالنا أن الحياة بعده ستكون بالتأكيد أحلى وأجمل مما هي عليه ، بل تمادى البعض منا فاختصر كل معاني وغايات الزواج بثلاث كلمات فقط هي ( حل جميع مشاكلي ) .. فشطحوا وشطحن ، وعّلقوا آمالهم وعّلقن .

كيف لا ؟! وكل المشاكل والهموم ستختفي تلقائياً بعد الزواج : فلا أب يتجبر ولا أخوة يتحكمون ولا أم منشغلة ولا حرية مسلوبة ولا رغبات مدفونة ولا حاجات مكبوتة إنما – بالتأكيد – راحة وانطلاق وأمنيات تتحقق ، إنها السعادة ولا شيء غير السعادة .

ويتم الزواج بين شريكين مثاليين أحسنا الاختيار ، وتصدق كل توقعاتهم بداية الأمر ، ثم فجأة ودون مقدمات يحدث ما لم يكن في الحسبان فتنقلب كل التوقعات رأساً على عقب ، ويصرخ كل منهم في أعماق نفسه : أين ذهبت السعادة ؟ أين تلاشت البهجة ؟ ماذا حل بنا ؟

وإليك عزيزي الزوج وإليك عزيزتي الزوجة الإجابة .

• إنها الضريبة

أجل إنها الضريبة الإجبارية يدفعها كلا الزوجين نظير قائمة لا تنتهي من المتغيرات التي تعتري مسيرة حياتهم ، ويأتي على رأس تلك القائمة المولود الأول ، إن هذا المولود ورغم شغف الجميع به ، وانتظارهم المحموم لوصوله ، يحمل في جسده الناعم الصغير ألغاماً موقوتة من التحولات العظيمة الكبيرة ما تلبث أن تنفجر مع أول صرخة من بكائه ، فهو يمنح والده لقب أب ، ويمنح والدته لقب أم ، يرفع من ميزانية المصروفات بشكل واضح ، يستهلك وقت الزوجة وجهدها في إرضاعه والعناية به ، يُبعد الزوج عن معاشرة زوجته لفترة تطول على الشهر ، يؤثر في جمال وجسم المرأة .. إلخ .

كل هذه المتغيرات الرهيبة ناتجة عن شيء نحن بأنفسنا سعينا له ، ورفعنا أكف الدعاء إلى المولى راجين حصوله ، فكيف بالله عليكم بتلك المتغيرات التي تأتينا رغماً عنّا وتعترض مسيرة حياتنا السعيدة رغم ما نبديه تجاهها من مقاومة ، لا شك أن وقعها وتأثيرها السلبي في النفس سيكون أشد وأنكى ، ومثال ذلك :

- التقدم بالعمر .
- فناء الجمال والصحة .
- تزايد عدد الأبناء .
- كبر الأبناء وكبر همهم .
- الفتور في المشاعر .
- الإفلاس في الموارد المالية .
- حادث عارض أدى إلى إعاقة أو تشوه .

هذه وغيرها من المتغيرات التلقائية أو الطارئة تقتحم يومياً وبعنف بهجة الحياة التي نعيشها فتفعل فيها الأفاعيل ، محلية خَضار السعادة إلى يابس التذمر والشكوى والنكد ، ما لم نتصرف حيالها تصرف الأذكياء العاقلين من الأزواج والزوجات ، وهاكم السر !!

• الإنسان العربي
أذكر عبارة للفيلسوف ( ركسن ) يقول فيها لا تبحث عن السعادة ولكن كن مستعداً دائماً لأن تكون سعيداً .

وكأنه يريد أن يقول إن مشاعر السعادة في حقيقتها نابعة من نفسياتنا ومدى استعدادها لتقبل الأحداث بإيجابية وتفاؤل ، فلا شك في أن كل شيء نراه في حياتنا يحمل دائماً وجهين وتفسيرين ، أحدهما مظلم والآخر مشرق ، والعبرة في فلسفتنا في النظر إلى الأمور .

الإنسان العربي – نواة الأسرة العربية التي ننتمي جميعنا إليها – مشهور بعاطفته وانفعالاته وردود أفعاله الحادة والسريعة مما يفقد معه أقطاب الأسرة في بعض الأحيان زمام السيطرة والتحكم بالواقع ، ونحن نعيش في زمن صعب مختلف يشحن النفس ويضغط على الأعصاب ، والحديث عن انفراج قريب فيه أضحى ضرباً من ضروب العبث وإضاعة الوقت .

وهكذا ، فإن أعظم خطأ نرتكبه في حق أنفسنا وشركاء حياتنا هو تطرفنا في التعامل مع تقلبات الأيام والسنين ، هذا التطرف الذي يتجسد في الأشكال التالية :

(1) تحويل هذا المتغير إلى مشكلة .
(2) التهويل في حجم المشكلة وتحويلها إلى مأساة وكارثة والانكفاء على الذات حزناً وتأثراً .
(3) تشعيب المشكلة :
وذلك باختلاق أشياء لم تكن موجودة في المشكلة أصلاً وتحميلها من النتائج أكثر مما تحتمل ، ومحاولة مدها وتفريغها لإفراز مشاكل جديدة قائمة بذاتها ، ولنا أن نتخيل الحالة النفسية لإنسان مغمور بالمشاكل ومنشغل بحلها .

(4) النظرة السوداوية للأمور :
حيث تصبح كل الأشياء ( حتى المفرحة منها ) في نظر صاحبنا – أو صاحبتنا – مدعاة للانفعال الغاضب والنكد ، فالنزهة مضيعة للوقت ، والسفر تبذير ، والهدية إسراف ، والحفلة ترف ، والضحكة صخب ، حتى بشرى المولود الجديد تصبح نبأ مزعجاً يستدعي التأفف والضجر .

(5) تجريم الطرف الآخر : حيث يُحمل أحد أطراف الحياة الزوجية الطرف الآخر جزءاً من مسؤولية المشكلة إن لم يكن كلها ، علماً بأن الأخير قد لا يكون له علاقة بالأمر ناهيك عن قريب أو بعيد ، أو أن المسؤولية مشتركة ، فما دخل الزوجة في خسارة زوجها صفقة تجارية حتى يدس لها الاتهامات بأنها هي السبب ؟ وما ذنب الزوج إذا تأزمت الحالة الصحية للزوجة أثناء الحمل والولادة حتى تنظر له بعين العتاب واللوم ؟ وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة .


منقول للفائده ..
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطرة
عطرة
الله يجزاك خير
دووم
دووم
مشكوره :26:
عيون احمد
عيون احمد
سلمت يمين خطت هذه الكلمات الرااااااااائعاااااااااااات
حياك الرحمن أختي فيافي وبارك الله فيك :26:
زوجة((رجل))مهم
زوجة((رجل))مهم
:26: :26: :26:

جزاك الله خير
الفيافي
الفيافي
اخواتي الغاليات عطره ومشعه تسلمووووووون على الرد ومروركم الرائع :26: :26: