بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف استعرض احداث مرت على امي وابي،
ومرت على كثيرا من اباءكم وامهاتكم والذين عاشوا عام 1380هـ
هي قصة كفاح وجهاد،
قصة حياة صعبة ،
قصة صبر وجد واجتهاد،
قصة سمعتها من امي وابي وجعلت لها مقدمة ورتبتها ،
واهديتها الى:
ابطال هذه القصة الى امي وابي( اللهم احفظهما واحفظ لهما)
واسميتها عندما حكا جداي
وارسلتها الى مكتبة الملك عبدالعزيز
للتقييم والنقد استعدادا لنشرها ان شاء الله.
واليوم انشرها لكم للمشاركة بها في حملة ففيهما فجاهد..
فرح وعيد @frh_oaayd
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
قصة:
عندما حكا جداي
سارة عمرها 13 عاما ً تعيش أغلب وقتها بين جديها عبد الله وهيلة
تعيش سارة عيشة الفتيات عام2010 حولها الأجهزة المتنوعة المتطورة بكل أشكالها
ولكن بيئة سارة غنية جدا بالذكريات الجميلة
تحب سارة التاريخ وتقرأ الروايات وتستمتع بالحكايات الجميلة من صديقاتها في المدرسة ولكن متعة سارة تزيد وتعلو عندما يكونا الجد والجدة هما من يحكيان الحكايات من واقعهما وماضيهما
***
استسلمت سارة بين يدي جدتها هيلة وهي بأعين نصف مغمضة وهي تسمع صوت جدتها الجميل وهي تقول:
سارة حبيبتي هيا قومي لصلاة الفجر فتحت سارة أعينها وقطبت حاجبيها وهي ترى جدتها صغيرة جدا انه بمثل عمرها،
إنها تلبس ملابس شعبية ملونه ونظرت سارة لملابسها ووجدتها تلبس مثل جدتها ملابس شعبية
أدارت سارة ناظريها في ما حولها ووجدت منزلاً طينياً يحيط بها من كل مكان
وعندما نظرت للغطاء فوقها كان غطاء جميلا قديما يسمى أبو طاووس
قالت الجدة هيا يا سارة فلنصلي الفجر ونذهب لحلب الأغنام فأمامنا الكثير من العمل ،
صلت سارة وصلت الجدة وكانت الجدة بمثل عمر سارة صغيرة جدا، نحيفة جدا، نشيطة جدا،
تعجبت سارة مما حولها ولكنها قالت فلأذهب مع جدتي وارى.
ذهبت سارة وجدتها لحظيرة الأغنام قابلهما هواء صباحيا عليلا ورائحة البرسيم تحيط بالمكان أما الأصوات فرائعة بحق،
عصافير أصبحت مع سارة والجدة صوتها عذب جميل..
كانت البيئة نقية طاهرة لا تلوث سمعي أو بصري،
الليل سباتا والنهار معاشا،
والأصوات من حولهم طبيعية صوت العصافير والماء والريح الخفيفة المحملة برائحة الخزامى
أما المناظر فطبيعية لا عنف ولا غيره.
**
وصلت سارة والجدة للحظيرة وحلبت الجدة الماعز قبل أن تسرحها للمرعى قالت الجدة :افتحي الباب يا سارة حتى تخرج الأغنام للمرعى،
قالت سارة :من يذهب معها ؟
قالت الجدة :انه الراعي
هل سيأتي لها قالت سارة؟
ردت الجدة :لا إنها تعرف طريقها حتى تصل إليه.
سبحان الله قالت سارة الكل منظم ويعرف ما يجب عليه ما أجمل هذه البيئة.
ذهبت الجدة إلى المنزل تتبعها سارة
قابلهما عبد الله أخ الجدة هيلة
قالت سارة :هذا خال أمي هذا عبد الله انه أب صديقتي حصه
يحمل في يده المخرف ليخرف التمر من النخلة فله دوره في العمل اليومي
انه مبتسم جميل المحيا طاهر القلب منذ صغره.
قالت سارة :سبحان الله حليب من الماعز وتمر من النخلة مباشرة
من المزرعة إلى المائدة ما أحلاها من بيئة.
سارة تدخل مع الجدة لداخل المنزل وتراقب أفعال الجدة
قالت سارة وهي تحدث نفسها
ما شاء الله تبارك الرحمن
جدتي بالرغم من أن عمرها 13 عاما إلا أنها تجيد الكثير
أشعلت الجدة النار وسكبت الحليب في الإبريق ووضعته على النار
عندما غلى الحليب وضعته في الطوفرية (الصينية) ووضعت معها البيالات (أكواب زجاجية )
وضعت الجدة الحليب في الصفة (مجلس اجتماع العائلة)
وسارة تراقب ذلك كله بإعجاب
****
قالت الجدة:
هيا يا سارة إلى جلب الماء فالمنزل خاليا من الماء
ذهبت الجدة وسارة إلى البئر لم يكن البئر قريبا من المنزل وكان في طرف القرية كانت الجدة تحمل القدر في يدها وسارة تحمل الوقاة وهي مثل عقال الرجال في الوقت الحالي دائرة سوداء من القماش مفرغة من الوسط توضع بين الرأس والقدر عند حمله لتقي ثقل القدر عن الرأس وتثبته وتقيه من السقوط.
كانت الجدة تحكي لسارة في الطريق عن الماء و الآبار الموجودة على أطراف القرية منها الحلو ومنها المالح(الهماج)
ولكل استعمال فالحلو للشرب والشاي والقهوة
والمر لغسل الملابس والنظافة الشخصية والمنزلية
وصلت الجدة وسارة إلى البئر وملئت الجدة القدر بالماء من دلو كانت تنزله في البئر وتسحبه مرة أخرى ملآن وتفرغه في القدر .
وتناولت الجدة الوقاة من سارة ووضعتها على رأسها ثم حملت القدر حتى أوصلته ركبتيها ومن ثم رفعته إلى رأسها
كانت سارة تراقب كل ذلك في صمت وذهول ثم نطقت سارة وقالت:
جدتي ! لماذا المنزل خالياً من الماء؟ ولماذا الماء في هذا البئر؟
ولماذا لم يتم توصيل الماء إلى المنازل ؟
جدتي لما كل هذا التعب؟
ردت الجدة :أتعلمين أي عام نحن يا سارة ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كانت هذه الأحداث كلها تدور في عام 1382هـ
تعجبت سارة من كلام جدتها وتجاهلت الأمر
قالت سارة :
جدتي ماذا بقي من عملك يا جدتي؟؟
هل بقي لك عمل آخر؟؟
قالت الجدة:
لا بد من الرجوع للبئر وجلب قدرين آخرين.
ثم ماذا يا جدتي قالت سارة.
ثم اغسل ملابس إخوتي ،
وماذا أيضا ،،
ثم العناية بالصغار داخل المنزل مساعدة أمي في كل ما تريده وتطلبه.
قالت سارة:ألا تحسين بالملل والتعب.
قالت الجدة:
أي ملل يا سارة؟
وهل العمل ممل؟
ألا ترين أنني اقتسم العمل مع أمي أنها متعة العطاء والبر.
عملي يستمر من شروق الشمس يا سارة وحتى الغروب ولا وقت للملل.
تأملت سارة في جدتها ثم حدثت نفسها،
هل العطاء ممتع؟ربما!!
وصلت الجدة وسارة للمنزل وكانت الجدة توزع الماء الذي أتت به على الوعاء الفخاري (الزير)
وعلى وعاء الجلد المدبوغ (القربة) وكلها للشرب ثم غطت ما بقي من الماء بالشاش والخوص
خوفا عليه من الحشرات والغبار(السفا)
توقفت الجدة عن العمل قليلا وقالت :
هل تعلمين يا سارة ان جدتي جاء عليها وقت وهي تشرب الماء المالح.
قالت سارة:
وما الذي منعها من أن تشرب الحلو من الماء؟
قالت الجدة:
سافر أبي عبد الرحمن وبقت جدتي وحيدة في المنزل كبيرة في السن لا تستطيع أن تذهب للبئر البعيدة وتجلب لنفسها الماء الحلو وقد سافر ابنها الذي كان يأتي بالماء الحلو لها وكان سفره لكسب الرزق.
وقد قالت قصيدة جميلة في ذلك الحدث
اسمعي يا سارة ماذا قالت:
يا دحيم (تصغير عبد الرحمن) يا ليت من قد مات
ولا الجفا شفت وش لونه
من عقبكم مشروبنا المسقاة (اسم البئر المالحة)
والحلو ما عاد يطرونه
يا الله يا محيي الأموات
تجيب لدحيم مضنونة
مضنونة كنها المهاة
تدبر البيت مأمونة
تمضي الأيام سريعة وتعيش سارة أحداث مختلفة وجميلة أمامها
الجدة هيلة تتزوج ابن عمتها عبد الله
التقت سارة بزوج جدتها هيله وهو جدها عبد الله وقضت سارة الوقت الجميل تتحدث مع ذلك الشاب الرائع خلقا وخلقا ،
يتطور حال القرية لتدخل الكهرباء والماء إلى القرية كاملة
تجلس سارة مع جدها الشاب وتسأله عن هذه التطورات الهائلة في القرية في الكهرباء بعد أن كان سراج لكل منزل وتوصيلات مائية بعد أن كانت قدور تجلب من البئر،
قالت سارة:
جدي عبد الله هل نضبت آبار الماء بعد أن دخلت المياه للمنازل عبر هذه التمديدات.
قال الجد عبد الله :
أبداً يا سارة لم تنضب والحمد لله وما زال أهل القرية يستعملونها ويسقون منها ماشيتهم ومزروعاتهم وحتى البدو أيضا ،فالله له الحمد والشكر قد بارك فيها والناس حافظوا عليها من الإسراف
ولكن الدولة بارك الله فيها كفت الناس التعب فقد كانوا يرسلون في البداية صهاريج وهي سيارات تسحب خلفها خزانات كبيرة للماء تكفي سكان القرية العناء في جلب الماء من الآبار
تقف ساعة يوميا توزع للناس الماء النظيف.
ثم حفرت الدولة آبار عميقة على عمق مئات الأمتار للبحث عن أفضل المياه وامتدت المياه النقية إلى المنازل عبر شبكات تصل للمنازل لينهل الجميع حاجتهم من الماء ،
وبالرغم يا بنتي سارة من ذلك فقد استمر أهل القرية بالرفق بالماء لأنهم قريبو عهد بالجهد والتعب في الحصول على الماء ولخوفهم من الله قبل كل شيء من تبذير نعمته فـ بالشكر تدوم النعم
قال صلى الله عليه وسلم(لا تسرف ولو كنت على نهر جار)
اغرورقت عيني سارة بالدمع وأقبلت تقبل رأس جدها عبد الله ويديه،
قالت سارة:جدي حياتكم بها مشقة كبيرة
ولكنها مليئة بالنشاط والانجاز والإحساس بقيمة الأشياء.
جدي عبد الله:يا ليت أولئك الذين يهدرون الماء والذي يقدر بمئات الأمتار المكعبة دون أدنى إحساس بالمسؤولية أن يعيشوا أسبوعا واحدا مما عانيتموه أنت وجدتي في تلك المرحلة المبكرة من حياتكم في تحصيل الماء.
وذلك الثقل الذي طالما حملتموه فوق رأسيكما لا يفصله إلا ذلك القماش الذي يسمى الوقاة
اللهم احفظ علينا نعمك الكثيرة عامة ونعمة الماء خاصة اللهم اجعل فينا ومنا من يقدر تلك النعمة ويحافظ عليها من الهدر حتى تدوم لنا ولمن بعدنا .
شكرا جداي
أحبكما من كل قلبي
أمد الله في عمركما على طاعته حتى ترون حولكم أجيالا صالحة مؤمنة بالله محافظة على نعمته.
****
كان ذلك حلم جميل عاشته سارة بعد أن خزنته في عقلها الباطن بعدما سمعته كثيرا من جديها ومن كثر ما اعجبتها تلك الأحداث تمنت دوما أن تكون جزء من ذلك التاريخ الجميل وقد تحقق لها ذلك ولكنه في الأحلام.
الإهـــــــــــــــــــــــــداء
إلى أبطال هذه القصة
إلى أمي وأبي،
حفظهما ربي وحفظ لهما،،
بارك الله فيهما ،ورحمهما ربي كما ربياني صغيرا.