السرطان...مرض يخيفنا لدرجة الرعب أحيانا...
ويرعبنا لدرجة أننا نتحاشى ذكر اسمه عندما نضطر أن نتحدث عنه
ثقافتنا عن هذا المرض ثقافة اقرب للخوف والهلع ..ولهذا يرعبنا لدرجة الموت وربما يموت نفسيا من يصاب به ومن حوله قبل ان يموتوا في اللحظة التي قدرها لهم الله حتى بدون مرض
المرض لا يميت....فالموت مقدر ومكتوب وكم من مريض بأي مرض عاش لسنين وسنين ومات قبله آخرون أصحاء لا يشكون من المرض..
والكثير منا يؤمن بهذا تماما ولكنه يخاف من مرض السرطان بالذات لانه يربط دائما هذا المرض بالألم والعذاب ..
ولكن لماذا يكون هكذا؟ ولماذا نحصر تفكيرنا بهذا المرض بالموت والعذاب والألم...
هناك الكثيرون ممن منّ الله عليهم بالشفاء...وهناك من لم يشفوا من السرطان أو غيره ولكنهم استطاعوا بفضل الله أن يتعايشوا مع السرطان ويعيشوا به ...لن أقول الى أن ماتوا لأن قولي هذا يعني أن نحصر التفكير بان سبب الموت هو اصابتهم بالسرطان وهو ليس هكذا..فسبب الموت هو أن هذا الموعد الذي كتبه الله وقدره لموتهم وانتهاء حياتهم كما قدر انتهاء حياة اي انسان بأي سبب
بالتأكيد بعضا منا قد تعايش مع حبيب أو قريب أو صديق أو جار مصاب بهذا المرض...وربما بعضا منا مصاب به وأدعو الله أن يمن بالشفاء على كل انسان مصاب باي مرض
ولكن نحن نخاف ويمرضنا الخوف أكثر مما يمرضنا ويتعبنا المرض نفسه...يعذبنا ويتعبنا التفكير بالمرض وبماذا سيكون أكثر من المرض نفسه... وهذا الخوف وما يؤدي اليه هو ما يجلب علينا في كثير من الأحيان ان لم يكن بغالبها الوهن والضعف وعدم القدرة على التحمل
هذا الموضوع سيحوي باذن الله كل ما هو ايجابي يمكن ان يفيد ويستفيد منه من ابتلاهم الله بالسرطان كما ابتلى غيرهم بأي مرض أخر أو بأي هم آخر ربما يكون أشد وأعتى
هذا الموضوع سيكون وأتمنا أن يكون باذن الله بمثابة مسّكن يخفف بعض الألم النفسي الذي يعانون منه فقط لتفكيرهم بأنهم يحملون اسم هذا المرض...في حين أن التعايش معه قد يكون بصورة افضل تقيهم شر العذاب النفسي والجسدي ايضا اذا ما كان الإيمان والقناعة بأن الله قادر على كل شيء ولا يقهر ارادته شيء
الأمل ثانيا في أهل الخير ممن يستطيعون أن يشاركونا هنا بمعلومة أو بقصة أو بتجربة تشدّ من أزر المصابين ومن عزيمتهم ومن ارادتهم لمقاومة المرض والألم....حتى يقهروه ولا يقهرهم
من الطبيعي أن يقلق المصاب بالسرطان ويتوسوس عما قد يخبؤه له المستقبل. ولكن... فهم طبيعة هذا المرض وفهم التوقعات المنتظرة سيسهل على المريض وأحبائه التعامل مع خطط العلاج وفهم التغيرات المنتظرة في نمط حياة المريض
إن التعايش مع هذا المرض ليس بالأمر السهل. ففي حقيقة الأمر أن المصابين بهذا المرض ومن يعتنون بهم يواجهون العديد من المشاكل والتحديات. فيمكن تذليل الصعاب إذا ما توفرت المعلومات الكافية والخدمات المساندة
كثير من الناس ما يعتمدون على الإحصائيات لمعرفة حظهم بالشفاء, ولكن الإحصائيات تعكس خبرة عينة كبيرة من المرضى. وهي ليست صالحة للحكم على حالة خاصة بعينها, لأنه لا يوجد مريضان متشابهان تماما , واستجابة المرضى للعلاج تختلف من مريض لآخر
يعتبر الأهل والأقارب و الأصدقاء اكثر من يستطيع التهوين على المريض. وإذا ما تحدث المريض مع الأشخاص الذين تم شفاؤهم من هذا المرض فان ذلك يترك أثرا إيجابيا على نفسيته , وقد يستطيع الحصول على نصائح وتجربة مفيدة منهم. مع أننا ندرك بأن كل حالة مرضية تختلف عن الأخرى وبالتالي فعملية العلاج قد تختلف حتى لو أصيب الشخصين بنفس نوع المرض. ولذلك يتوجب على المريض مناقشة كل ما يسمعه من نصائح علاجية مع طبيبه.
يخاف المصابون بالسرطان من المستقبل المجهول. فهم قلقين على وظائفهم وعلى أهاليهم وعيالهم وعلى علاقاتهم الشخصية وعلى القدرة على القيام بنشاطاتهم اليومية. فيقلقهم أيضا العلاج والفحوصات والذهاب إلى المستشفى والعودة منه والمكوث فيه علاوة على التكاليف العلاجية غير المتوقعة (مع مجانية العلاج) ويحدث مرارا وتكرارا بان يخبرك الممرض عن عدم توفر إحدى مكونات الدواء, وبالتالي يذهب ذوي المريض مذعورين بشراء الدواء بأسعار مرتفعة جدا.
وفي الحقيقة إن رفع الروح المعنوية للمريض على أساس ديني عقائدي مبني على الإيمان بالله وحتمية الشفاء بمشيئة الله واليقين بذلك يسهم في الإسراع في عملية الشفاء.
اذاً... سيساعد السؤال والاستفسار بازالة الكثير من القلق والخوف والتفكير
لا تخافوا من الأسئلة فبالقدر الذي ستشعرون ان الاجابات ستؤدي الى المزيد من القلق ستكون باذن الله عكس ذلك...خاصة اذا كانت من المختصين...
اول خطوة لازالة رهبة المرض هو التحدث بخصوصه والاستفسار بشأنه....بعد الإيمان الخالص بقدرة الله على الشفاء التام وليس فقط التخلص من الالم أو أعراض المرض
التفكير في المستقبل المجهول ليس فقط لمن هم مرضى...بل غير المرضى تفكير متعب جدا...فلماذا نفكر في المستقبل اذا كان بيد الله للناس جميعا...ولماذا نخاف منه اذا كنا لا نعرفه....
فكروا بلحظتكم التي تعيشون حتى وهناك المرض او حتى الألم...فكروا كيف تعيشوا هذا اليوم بأقصى سعادة واستفادة منه فهذا ما سيجعل الارادة أقوى
هناك اناس ليسوا بمريضين ولكن يتلبسهم الخوف من المستقبل...يفكرون ويعملون له بشكل يعذبهم ويجعلهم يتألمون ولا يستطيعون العيش بسعادة...
اذاً...الانسان المريض المهموم ليس من مرض بالسرطان أو بغيره...بل من يتملكه وسواس التفكير ومن يفكر بيومه البعيد ومن يفكر كيف ستكون الأمور ...والانسان السعيد هو من يستطيع أن يجعل من يومه او من أغلب يومه يوما مفيدا وسعيدا...
فرح نجد20 @frh_ngd20
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قلب الياسمين
•
موضوع رااااااااائع جزاك الله عنا كل خير
الصفحة الأخيرة