ضوء النهار

ضوء النهار @doaa_alnhar

عضوة شرف في عالم حواء

* اهذه هي ليلتي *

ملتقى الإيمان

في ليلة.. كانت كباقي الليالي ربما.. ولكن لم تكن بالتأكيد كذلك بالنسبة لي كنت أتقلب
في فراشي كثيراً ولم أستطع النوم.. كنت خائفة كثيراً ولم أعرف لماذا؟



كانت الرابعة بعد منتصف الليل..كان الخوف يسيطر علي تماماً! وكل شيء كان مظلماً
أمامي!


بدأت أقرأ ما أحفظ من سور.. قد حفظت كثيراً منها ولكن معظمه بل أكثره قد ضاع.. ونسيته
مع قلة مراجعتي له..هدأت قليلاً.. ولكن الخوف لا زال يلازمني…. أغمضت عيني وجعلت أتذكر



كان شريط حياتي كله يمر أمامي.. أتذكر من طفولتي ما أتذكره وكيف بعد أن كبرت جعلت أتذكر
ذنوبي الكثيرة وصلاتي التي غالبا بل دائما ما كنت أؤديها بتكاسل شديد وبنقر كالغراب.

تذكرت صديقتي التي كنت ألتقي معها والتي كانت مثلي أنا تلعب وتلهو، لم تفكر يوماً في
الموت!! ولا أنا!! كيف أنها في يوم خرجت، ثم عادت.. ولكنها عادت داخل ذاك الصندوق. نعم، ماتت في حادث سيارة..

تذكرت نفسي لو أنه جاءني ملك الموت ليقبض روحي، فما عساي أخبره؟

أأنا مستعدة للموت؟ أعملت ما يكفيني؟!


أتراني أكون من أهل الجنة أم من أهل النار؟

">..لا.. بالطبع سأكون من أهل الجنة… ولكن بماذا سأدخل الجنة؟!

ماذا فعلت لأكون من أهلها؟ وماذا قدمت لنفسي لأدخلها؟

أمن صراخي اليومي على أمي؟! أم من غيبتي ونميمتي لصديقاتي؟! أم من تبرجي ولباسي؟! أم من
الأغاني والأفلام والبرامج المليئة بما يغضب الله - عز وجل -.


سكتُّ قليلاً… .. ولكني بالتأكيد أفضل من غيري

لكن أفضل ممن؟



تذكرت تلكم الفتيات الطاهرات العفيفات اللاتي كنت ألاقيهن في المسجد كيف أن الواحدة
منهن مستعدة أن تدفع حياتها ثمنا ولا يرى منها خصلة من شعرها. فأين أنا منهن؟!


قلت في نفسي: أأعطاني الله أنه لن يتوفاني حتى أتوب؟!


أأعطاني الله عهد أني لن أموت الآن أو غداً؟

أأعطاني ربي عهدا أنه سيغفر لي ويدخلني الجنة؟!

قمت من مكاني وأنا خائفة مرتعبة وفي عيني تجمدت دمعتان، توضأت وقمت أصلي وأنا
أرتعد خوفا، وأثناء الصلاة.. فوجئت بنفسي حينما وجدت عيناي تفيضان بالدموع! فلقد كانت المرة الأولى التي تبكي فيها عيناي

نعم… فقد كان كل بكائها من قبل على الدنيا! والآن هي بالفعل تبكي بحرقة، تبكي خشية لله
- عز وجل - تبكي على ذنوب كثيرة وعظيمة ارتكبتها وهي لا تبالي وهي تظنها هينة
{ وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } فشتّان بين البكاءين.

لا تصدقوا كيف أحسست بمعنى تلك الآيات التي كنت أتلوها وكأنني أتلوها لأول مرة علما
بأنني أصلي بها نفسها منذ سنوات عديدة بقيت ساجدة لوقت طويل لم أشعر به الشيء الوحيد الذي شعرته والذي أحسسته بالفعل أني بين يدي العظيم بين يدي خالقي
ومصوري.. فصرت أدعوه وأستغفره كثيرا وأحمده.. وعزته وجلاله أني أحسست بالفعل أنني بين يديه



لم أصدق نفسي ماذا كنت أقول... كنت أدعوا بأدعية ما علمت أني أعرفها من قبل.. صارت
شفتاي تنطقان وقلبي الوحيد.... الذي يدفعهما. وبعد أن انتهيت من صلاتي.. سلمت



وبدأت أتذكر ما أتذكر من ذنوبي التي عملتها... وبدأت أنظر إلى نفسي وأقول

ما الذي جعلك يا يداي تتحركين؟ وقلبي من جعله ينبض وعيناي وأذناي وقدماي.... وكل شيء
وصرت أنظر إلى كل ما حولي... فكيف لبذرة صغيرة أن تصير شجرة عملاقة؟


قلت لنفسي: أين كنت كل هذه السنين؟!.. أين أنا وأين غفلتي؟ كيف لم أشعر به وقد كان
قريباً مني! شعرت فعلا بعظمته.

كيف لهذا الإنسان أن لا يشعر، يبطر ويكفر ولا يحمد، لا يصلي ولا يشكر! وهو... يمهله..
ويرزقه ولا يرفع عنه نعمته.. بل ويزيده رزقاً بعد رزق في المال والولد وكل النعم


كيف لهذا الإنسان وهذا الخالق العظيم.. يقول له.. تب,, أغفر لك كل ذنوبك.. لا بل وأبدلك
سيئاتك كلها حسنات مكانها. ويرفض ! ويقول لا.. لا أريد!


كيف له ذلك؟ ألا يعلم أنه لابد له من أن يموت يوما؟! ألا يتذكر كم سيعيش من السنين؟


سبعون... ثمانون... مئة.. أو حتى مائتي سنة.. ثم ماذا؟

ثم إلى مرتع الدود.. ثم إلى تحت التراب.. ثم إلى الظلمات من ينير ظلمة ذلك اليوم؟ من
يؤنس وحشته تلك الساعة؟ من يسري عنه؟ من يطمئنه؟ من يكون برفقته؟ أو.... من يدفع عنه العذاب حينئذ؟ أين فنانوه الذين تعلق قلبه بهم؟ وأين أصحابه الذين
شاركوه لهوه وعبثه؟ أين أهله الذين غفلوا عنه؟ هل ينفعونه الآن؟! كم من السنين سيعذب في قبره قبل القيامة؟


قلت في نفسي: أين هو فرعون اليوم؟ أين هم الجبابرة الذين طغوا منذ آلاف السنين؟ يا
إلهي… . لازالوا يعذبون إلى الآن! { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }


ثم تخيلي يا نفسي ستقفين على أرض المحشر خمسين ألف سنة! في يوم كان مقداره خمسين ألف
سنة حافية عارية لا أكل ولا شرب.. تموتين عذابا.. ولا تموتين ثم تخيلي لو أنك دخلتي جهنم



ستحتاجين لتسقطي فيها سبعون سنة!! أي مثل عمر ابن آدم ( ثم قد تبقين فيها سنة، مئة، ألف
مليون سنة، الله أعلم)

وما بالك بمن هو خالد فيها.. لها: أيا نفس ويحك ألا تبصرين؟! ألا تفقهين؟! أم أنك لا
تدركين؟ !ألا تتوبين إلى الله! ألا تنقذين نفسك !لا زالت لديك الفرصة لتنقديها قبل أن يتخطفك الموت! عندئذ لا توبة ولا رجوع

عندئذ ستندمين.. بل! ستتقطعين ندما على هذه الأيام التي ضاعت منك وأنت تؤجلين توبتك...
عندها ورب العزة لن ينفع الندم ولن تنفع التوبة.. عندها ستقولين دما وحرقة: { رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت } وسيقال لكِ: { كلا إنها كلمة هو قائلها
ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون }


قمت من مجلسي مع سماعي لأذان الفجر.. صليت الفجر.. وجلست أقرأ قليلا من كتاب الله الذي
كنت قد هجرته منذ رمضان السابق أو ربما قبله.. بقيت حتى طلعت الشمس!! و ذهبت إلى فراشي!! كان في قلبي سعادة عظيمة أحسست بها وأنا أمسح دمعاتي التي نزلت على
خدي، وكأنما تنزل مع كل قطرة منها خطاياي وذنوبي.. وكأنها كانت تنزل لتغسل قلبي وتطمئن نفسي



وربي إنه كان شعور.. لم أشعره مع أي سعادة في حياتي.. وإنها كانت فرحة لم أشعر بمثلها
من قبل.


فجعلت أقول وأردد { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }
فصدق الخالق.. صدق الذي لا إله غيره.. والذي ما في الدنيا أعظم من ذكره سعادة واطمئنان في الدنيا.. وفي الآخرة « مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر »


فمالنا لا نكسب دنيانا و أخرانا؟!

لا نترك توافه تظلنا مالنا لا نترك الأغاني مثلاً؟ والله إني احتقرت نفسي كيف كنت
أسمعها فما كانت تزيدنا إلا هما وغما وحزناً، ما كانت إلا تظلنا وتجعلنا كالمعتوهين.


الله قد جعل لجميع شهواتنا مخرجاً في الدنيا فمالنا لا نصبر فنقضيها فيما أحل الله
لنا.! وأغمضت عيني بعدها ونمت…فما أحسست بطعم النوم إلا يومها.. وكأني لم أنم منذ تسع عشرة سنة مضت من عمري!!!



ومن يومها... لم أعرف قلقا أو خوفا في نومي... وصار هادئا مريحا بحمده
تعالى.


اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأنر لنا بالحق دربنا وثبتنا على الهدى!

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

اللهم اهدْ شباب المسلمين وارزقهم الطهر والستر والعفاف وارزقهم الزوجات الصالحات...
والأزواج الصالحين يا أرحم الراحمين!

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا قوي يا جبار!


وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
الكاتب :- مشعل العتيبي

2
483

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

متفائلة2
متفائلة2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا أختي ضوء النهار بعد اعذ ب تحية :26:والاحترام والتقد ير
جزاك الله خير على هذا النقل المبارك باذن الله ...
واسمحي لي بالمشاركة ببعض الكلمات المرادفة للموضوع ....


الكل منا يعلم بل يؤمن انه سيموت ولكن متى ؟؟؟

لا أحد يعلم متى يموت .... ولكن أليس جد ير بمن الموت مصرعه , والتراب مضجعه , والدود أنيسه , ومنكر ونكير جليسه , والقبر مقره , وبطن الأرض مستـقره , والقيامة موعده , والجنة والنار مورده ,
أن لا يكون له تـفكير الا بالموت ؟ ولا ذ كر الا له ولا استعداد الا لأجله ولا تدبير الا فيه , ولا تطلع الا اليه , ولا تعرج الا عليه , ولا اهتمام الا به , ولا حول الا حوله , ولا انـتظار وتربص الا له , وحقيق بان يعد نفسه من الموتى ويراها من أصحاب القبور .....

ونحن نذكر الموت فما بقي من العمر الا القليل , والخلق عنه غافلون ( اقترب للناس حسابهم وهم في غـفلة معرضون )الأنبياء"1"
حـا سـب نـفـسك قـبل ان تـحاسب ....

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكثروا من ذكر هادم اللذات " أخرجه الترمذي من حديث ابوهريره وقال :حسن

اتـعظ - رحمك الله - بأي وجه تلقاه وأنت تعارض في قضائه وقدره ؟؟؟؟
لا تعارض ولا تجاد ل , عزير عارض ربه عز وجل في الخلق , يخلق خلقا ثم يعذبه , محاه من ديوان النبوة , أماته مائة عام معزولا , ثم أحياه ورد عليه , اجعل الا ستـغـفار دأب لسانك , والاعتراف دأب قلبك , والسكون دأب سرك , الذكر أولا باللسان ثم يتعدى الى القلب .

وأما الآخرة فوقـفت عند ها ساعة نظرت في أمرها فظهر عندي عـيـبها وهو كونها محد ثة مشـتركة ورأيت أن الله قد أعد فيها شهوة النـفس وما تلذ به الأعين وهو قوله تعالى ( وفيها ماتـشـتهيه الأنفس وتلذ الأ عين ) الزخرف "71"

قلت : أين شهوة القلب ؟ فأعرضت عنها الى مولاها وبارئها وخالقها والمحدث لها . اذا اتـقى العبد ربه عز وجل له من الجهل علما , ومن البعد قربا , ومن الصمت ذكرا , ومن الوحشة أنسا , ومن الظلام نورا ان قنعتم مني .
قال تعالى ( يوم لا ينـفع مال ولا بنون "88" الا من اتى الله بقلب سليم "89"الشعراء

فهل انت مستعد لهذا الـيـوم ؟؟؟؟؟؟؟؟

وعذرا اختي على الاطالة ... وتقبلي ارق تحية :26:وفائق الاحترام والتـقد ير
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عباد تك
اللهم اتـنا في الد نيا حسنة وفي الآخرة سنة وقنا عذاب النار
رياحين الجنة
رياحين الجنة
أخيتي في الله ...

جزاكِ الله الجنة ورزقكِ الحسنى وزيادة ...

تسلمين أخية على موضوعك الطيب ....

وفقكِ الله وأسعدكِ في الدارين .
:26: :26: