اهرب منك .. اليك !!

الأدب النبطي والفصيح

لم يكن للشارع الطويل الممتد من منزلها حتى مكتبة الساعي معنى فقد اعتادت ارتياده .. كل صباح تضطر للخروج من منزلها لشراء الخبز من المخبز فهي تحبه طازجا بالقرب من هذا المخبز يوجد محل لبيع الشكولاته و عادة لا يبدأ بالعمل قبل الساعه التاسعه و النصف صباحا.. على اي حال يمتاز هذا الشارع بوجود اغلب المحال التجاريه التي قد تحتاج اليها.. لذا فكل السماسره او اغلبهم ان صح القول عرضوا عليها بيعه فهم يعرفون قيمته التجاريه لكنها رفضت عروضهم . في الشهر الماضي اتصل بها مدير اعمال احد التجار المهمين ليطلب منها بيعه بالمبلغ الذي تريده لكنها رفضت هذا العرض.

تعيش في هذا المنزل منذ زمن لها ذكريات كثيره فيه و ان كان اغلب تلك الذكريات مريره الا انها لا تريد ان تهجره فهو جزء منها.ترى في جدرانه كم رسمت للمستقبل و تمنت .. ترى في نوافذه كم سعت للافضل و حاولت.. هو جزء من وجودها في الحياه فكيف يطلب منها التخلي عنه؟! كثيرا ما يؤنس وحشتها فيه تلك الذكريات و ذلك الخيال الذي لا يكف بفصلها عن الواقع فبه رأت نفسها انسانه و من خلاله احست بأهميتها في الحياه .. الوحده تجربه قاسيه قد تضطر المرء ان يجمح للخيال ليرسم لنفسه ما عجز ان يرسمه في الواقع..

في ملجئها هذا الذي اختارت ان تركن نفسها اليه رسمت كل ما كانت تعجز عن رسمه في واقعها .. كانت تقول لنفسها دائما : لا بأس من اللجوء للخيال حتى يتحسن مزاجي السيء قليلا.. لكنها للاسف اسرفت في هذا الخيال حتى رفضت واقعها رفضا قاطع رغم انها لن تستطع تغييره. هي تعلم انه يجب عليها عدم الافراط في عالم الخيال لكنها تعجز من ان تمنع نفسها عن ذلك . باتت تخاف من نفسها على نفسها فالامور لن تتغير و الخيال لن يغيرها فما الحل اذا ؟ لا تحب الاطباء النفسيين رغم انها فكرت كثيرا بالذهاب لاحدهم و علمها بأن زيارتها له لن تغير من الامر شيء فواقعها يحتاج الى تغير جذري و دائم وليس تغيير مؤقت..

كانت جميله بما يكفي لتخطف الانظار اينما حلت لكن الجمال وحده لا يكفي ! تقدم لخطبتها الكثير فرفضتهم انها ترفض ان تكون اسيره لاحد فالزواج و الارتباط بنظرها قيد.. لا تريد ان تأسر نفسها لاحد و لا ان تحصر حياتها برجل فالحياه اوسع و الكون اجمل. هي ترى انها ان تزوجت سيختفي جمال الكون و ستضيق سعة الحياه.. تعلم انها قد تندم يوما ما على قرارها هذا .

ترتاد مكتبة الساعي دائما فهي احد اهم المرتادين بالنسبه للمالك المكتبه لعلمه بحبها للقراءه و شراءها للكثير من الكتب التي ترى فيها متنفس لها . احيانا تطلب من صاحب المكتبه كتب معينه ليوفرها و تترك رقم هاتفها عنده ليهاتفها فور توفر الكتب التي طلبتها .. قد قسمت حياتها بين الكتب و الخيال.. في منزلها توجد مكتبه كبيره تقضي معظم وقتها فيها.. هكذا هي حياتها...
4
813

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
ليت بطلة قصتك تركت مكانا للزوج والأمومة فهذه سنة الحياة ولن يكونا قيداً كما ظنت ..
بل شيئاً جميلاً جداً يضيف الألوان الزاهية لحياتها ..
سلم طرحك غاليتي .. احببت طريقتك جداً ..
nahed-s-a
nahed-s-a
قصة إمرأة أتخذت الوحدة رفيقة لها

سلمت يداكِ على هذه القصة القصيرة الجميلة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
هذه قصة امرأة تتغذى على الخيال

كلنا نحب الخيال .. ونلجأ إليه أحياناً لتلطيف نكهة الواقع

لكنه لاينفي الواقع

ولا نتركه يسيطر علينا

في هذه الشخصية مثالية مفرطة لاتجد نظيرها في الواقع

فتستعيض عنها بالأحلام

هي هكذا ستضيع تماماً في يوم ما

فإن كانت هذه الشخصية واقعية فلتبحث لها عن موضع قدم على أرض الواقع !

عرضك للقصة جميل

ومحتواها غير مألوف ..!

ومعالم النهايه ... بلا نهاية ..

لك قلمٌ ماهر

ومقدرة جيدة على كتابة القصة

بوركت !!
حنين المصرى
حنين المصرى
قصتك جميلة واعلم مثيلة بطلتك على ارض الواقع لكنها  تعيش بين العمل والمنزل المهجور انصحك بقراءة قصص محمد عبد الحليم عبد الله فانتى تنتمين لمدرسته وانتظر مزيدك