سويسرا المغرب
المدينة الحسناء"سنو وايت"
على مقربة من مدينتي فاس ومكناس، توجد مدينة مختلفة تمام الاختلاف عن كل المدن المغربية، مدينة تتميز بطراز معماري أوربي وبجمال طبيعي أخاذ وبجو مميز، إنها مدينة "إفران" أو "سويسرا المغرب"، تقع على ارتفاع 1655 مترا فوق سطح البحر، و تتميز بالبرد القارس وبالثلوج التي تغطي سفوح جبالها في الخريف والشتاء، وباعتدال الجو في الصيف والربيع.
ولكلمة "إفران" دلالة بالأمازيغية فهي تعني الكهوف، والتسمية مرتبطة بالمغارات المنتشرة حول محيطها الطبيعي.
و قد كانت تلقب قديما باسم"أورتي" باللهجة المحلية أي البستان أو الحديقة باللغة العربية.
و تعتبر "إفران" قبلة سياحية طيلة السنة فهي تتميز بجبالها الشاهقة التي يقصدها هواة التزلج على الجليد في الشتاء والخريف من داخل المغرب وخارجه لممارسة رياضتهم المفضلة هناك , وتوجد بالمنطقة محطات شتوية خاصة لممارسة التزلج مثل محطة «ميشليفن» الشهيرة التي تتوفر بها العديد من المنتجعات السياحية والمطاعم, وبإمكان الزوار هناك استئجار أو شراء لوازم مزاولة رياضة التزلج ,كما يمكن للمبتدئين الاستفادة من دورات تعليمية لتعلم مبادئ وقواعد هذه الرياضة.
أما عيونها و شلالاتها المائية ,فتعتبر عنصر جذب للعديد من المغاربة والأجانب,وتمثل فضاء للاستجمام و متنفسا طبيعيا لسكان المدن المجاورة مثل فاس ومكناس الذين يقصدونها خلال فصل الصيف هربا من الحرارة المرتفعة ليستمتعوا بطبيعة افران الخلابة وبجوها اللطيف.
ومن أشهر وأجمل الأماكن التي تستقطب السياح : شلالات العذراء المعروفة باسم "عين فيتال"، وعين رأس الماء، إضافة إلى شلالات المأوى"refuge".
وفي ضواحي المدينة مواقع أخرى لا تقل جمالا وجاذبية مثل «ضاية عوا» الشهيرة التي تقع على بعد 17 كلم من مدينة إفران، و تمتد على مساحة تقدر ب140 هكتار، وهي عبارة عن بحيرة مائية وسط الأشجار تتواجد بها أسماك الزنجور، وتعتبر موقعا مناسبا للنزهات والرحلات، هناك أيضا «ضاية إفراح» وهي من أكبر بحيرات الأطلس المتوسط وغالبا ما تكون مغطاة بالثلوج.
وتتواجد أيضا بالمنطقة العديد من الوديان مثل واد تزكيت وسيدي ميمون وعين مرسى…
ويجد عشاق الصيد في هذه البحيرات والوديان فضاء مناسبا للاستمتاع بممارسة هواياتهم وذلك لغناها بأنواع كثيرة من الأسماك.
إلى جانب ذلك، تحتضن "إفران" كل سنة موسما للقنص البري، يتم افتتاحه في فصل الخريف ويعد مناسبة يلتقي خلالها هواة القنص من مغاربة وأجانب.
وإضافة إلى ذلك، فإن "إفران" تحتضن أنواعا أخرى من الأنشطة الرياضية الجبلية مثل التسلق وركوب الدراجات الهوائية والرحلات الجبلية الاستكشافية.
وعلى بعد 15 كيلومترا من المدينة، تتواجد غابة الأرز الشهيرة والمعروفة بين الأطفال باسم غابة القردة، وتعد أشجار الأرز المتواجدة بهذه الغابة من أقدم الأجناس الأطلسية بالعالم.وأشهر هذه الأشجار على الإطلاق "أرز غورو" وهي أقدم شجرة أرز معمرة بالمغرب , يفوق عمرها 800 سنة ويبلغ طولها 42 مترا , وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفها الجنرال الفرنسي "هنري جوزيف غورو" الذي كان مندوبا لسلطات الاحتلال الفرنسي بالمنطقة .
و بإمكان زوار هذه الغابة الاستمتاع بمشاهدة القردة التي تنتشر فيها بكثرة ومحاولة التقاط بعض الصور معها.
أما "تمثال أسد إفران " فقد صار رمزا للمدينة يميز طوابعها وبطاقاتها البريدية ومنشوراتها السياحية إضافة إلى كونه معلمة سياحية وأثرية مميزة، وينال هذا الأسد إعجاب الكبار والصغار الذين يحيطونه باستمرار لأخذ صور تذكارية معه.
ولا ننسى في جولتنا هذه المنتزه الوطني للمدينة الذي يمتد على مساحة تفوق 53000 ألف هكتار وتستوطنه العديد من الحيوانات، ويعكس صورة نموذجية للأوساط البيئية التي تحتويها جبال الأطلس المتوسط، , و يمتاز عن غيره بتنوع مناظره الطبيعية فهناك السفوح المفتوحة والفسيحة و المرتفعات المكسوة بالغابات الكثيفة، إضافة إلى البحيرات و الضايات الطبيعية والمنابع والوديان والعيون والكهوف مما يزيده جمالا وسحرا.
ولمدينة إفران أيضا إشعاعها العلمي والثقافي فهي تحتضن صرحا أكاديميا ضخما ومهما يتمثل في جامعة الأخوين التي تقع عند سفوح جبال الأطلس، وتتمتع بموقع جغرافي مميز وبتجهيزات عالية الجودة والحداثة إضافة إلى جمالها المعماري.
وقد تأسست في 25 يوليوز سنة 1992 على يد الملك الراحل الحسن الثاني وبمساهمة الملك السعودي فهد بن عبد العزيز لذلك سميت بجامعة الأخوين. وتنافس هذه الجامعة كبريات الجامعات العالمية وتستقطب الطلبة والباحثين من مختلف أنحاء العالم مما يجعلها بحق ملتقى للحضارات.
نعيمة الزيداني
مجلة فرح