نونو كامانونو
الفصل الثاني ------------- مسـكينة منايـر.. من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار خالد واهي تراقبهم .. او تراقب الكريه وهو يحط اغراضها بالسيارة واغراضه .. وشافت سماء تدخل السيارة وتتحرك من جدام عيونها الى مصير الفراق.. تمت طول اليوم وهي تتذكر احداث الايام اللي فاتت.. قبل ثلاث ليالي .. وقبل وقت الفوضى.. كل شي كان هادئ ومقبول الا الافكار اللي تجول في بالها عن الرسايل اللي لقتها في دار فاتن وعن السلسلة اللي لقتها في علبه مشـعل.. تذكرت جراح اللي ظل يوم ونص بالمستشفى يشكي من التعب.. واخرتها ردوه البيت في اليوم الثاني العصر وحالته الصحيـة متوعكة شوي الا انه كان قادر على الابتسام والمنازع.. مخفف لجو الحزن الثقيل بالبيت.. ام جراح ظلت طول هالفترة مابين غرفتهاوانشغالها بالحديقة ويا جراح.. حزنها الكبيـر الغريب من نوعه ما ترك الفرصة لاحد انه يكلمها. صح انها ترد بس ببال وفكر مشغول.. ومن تختلي بنفسها تلقاها مناير بدمع منهمر.. ولوعة قلب .. الله العالم وين خالد اختفى طول هالأيام.. اللي محديعرفه انه كان يشتغل صبح وليل عشان ينسي نفسه الألم اللي اهو فيه.. دوامات إضافية.. وتعب وجد وانكسار قلب .. الله يعينه.. فراق سمـاء ما هو هيـن.. مع ان السبب غريب والمسبب اغرب.. سماء على قصر معرفتهم بها الا انها قدرت تدخل في قلوبهم من غير اي استئذان.. وهي تفكر راحت عند " علبة الأدلة " اللي تحتفظ بداخلها أدلتها كمحققة على القضايا اللي تفتش فيها.. وسحبت منها الصور اللي خذتها لعمتها عاليـة وهي شبـاب والسلسلة اللي خذتها من صندوق مشعل.. ما تدري ليش ان هالسلسلة مألوفة بعينها.. فراحت وهي حاملة الاغراض الى دار امها.. صج ان امها مالها قلب على أي شي.. لكن بتحاول انها تبعدها عن هالجو بكشف بعض غموض وحقائق عن الماضي.. وخصوصا.. ماضي العـمة عالية.. سمعت عنها وايد لكن معرفة شخصية ما تمت بيناتهم.. نزلت تحت وراحت على طول لدار أمها.. لقت الباب مفتوح.. طرقات خفيفة سرت على ذاك الباب وياها الصوت الحنون... ام جراح: ادخلو الباب مفتوح!! دخلت مناير وهي ترسم ابتسامة لامها اللي توها فارغة من الصلاة.. انتظرتها دقايق وهي تسبح وتقرى الدعاء السريع وهي فاتحة يدينها .. ووسط دعائها سرت دمعة من زاوية عيونها.. مسحت ويهها كامل بها.. وسحبت الاحرام وجابلت مناير.. مناير: تقبل الله... ام جراح بابتسامة حزينة: منا ومنكم يمـة؟؟ انتي صليتي؟؟ مناير: يمة عاد لا تحرجيني.. انا عودة الحين واكيد صليت.. ام جراح تناظرها بتشكك:.. انتي شوي مو مواظبة على الصلاة.. مناير تبتسم: هذاك قبل.. انا الحين حرمة مرمووقة وعلامات الحرمة المرموقة نور الصلاة ام جراح: ماقدر عليج يالمرموووقة.. مناير: هههههه... يمــة.. شوفي هذي السلسلة!! سحبت ام جراح السلسلة من يد مناير وهي تناظرها بتشكك.. ويوم تعرفت عليها تهلل ويهها..: فديت ريحة الغوالي.. وين لاقيتها هالسلسلة.. لاحظت مناير شكل امها المتغير امية درجة وتسائلت.. ليش فرحت وايد: لقيتها بالكاراج قبل جم يوم.. يمة انا والفة هالسلسلة مو غريبة علي.. ام جراح: يمة هذي سلسلة عمتج عالية.. ابوج الله يرحمه كان يستخدمها كفواصل للقرآن .. يحط سلسله عمتج الله يرحمها من توفت.. ولمن هو توفى.. الله يرحمهم اجمعين مناير وهي تذكر ابوها.. وتذكرت وين شافت السلسلة.. حتى انها مرة حاولت تسحبها من القرآن بس ماقدرت لان ابوها سكره عنها ومشى وهو يبتسم... الله على ابتسامتك يا يبا.. شلون انها كانت تنور المكان في ظرف ثواني.. الله لا يحرمنا منك.. مناير وهي تمسح عينها: الله يرحمهم... انزين يمــة.. عمتي عالية كانت مخطوبة؟؟ ام جراح تناظر بنتها بغرابة: ليش تسألين؟؟ مناير وهي تتحاشى انتباه امها: لا بس.. انا مادري ليش احس انها كانت مخطوبة.. ام جراح وهي تبعد عيونها وتشغلها باشياء بالغرفة: عمتج كانت شبه المخطوبة.. بس .. ربج ما كمل وتوفت اهي الله يرحمها.. مناير وهي تحاول انها تطول القصة: اهي ماتت من سرطان الرئة صح.. ام جراح تصحح لها: لا يمة.. اهي خذاها ربج من السل.. التهابات بالرئة.. كانت ضعيفة من وهي صغيـرة.. الله يرحمها.. منايـر: أهــا.. الله يرحمها ..(تمت تناظر امها من طرف عيـونها) أنزيـن يمة.. ما قلتيلي.. من اللي خطبها.. ناظرت ام جراح مناير باستغراب.. ودارت في بالها الشكوك.. هذي شلي تبي توصل له.. ببربستها في الاغراض شلي عرفته.. مناير اللي حست ان نظرات امها تعمقت فيها وتوترت شوي: .. يمة.. علامج.. سؤال بريء هذا قعدت ام جراح يم بنتها بنظرات هادئة ولكن مستفسرة: يمة منوور.. انا اعرفج.. بنتي مو غريبة علي.. شلي تعرفينه ومنتي قادرة توصلين لحكـه؟؟؟ منـاير وهي تحاول تخفي اللي تعرفه:.. يمة شفيج انا بس استفسر.. قطعتها ام جراح: مناير لا تلفين وتدورين.. قولي يمـة؟؟؟ شعندج؟؟ مناير اللي تمت تناظر امها.. مو من مهام المحقق الخفي انه يخبر اللي حواليه بقضاياه.. لكن.. الضروريات تحكم:.. يـمة.. انا شفت عند فاتن قبل جم يوم اوراق.. (مدت يدها اللي كانت في جيبها وطلعت منها اوراق) وفيها هالسوالف.. حجي حب.. وفراق وشوق... وصورة عمتي عاليـة.. اللي تشبه فاتن وايد.. او فاتن تشبها مادري بالضبط... خذت ام جراح رزمة الاوراق والصورة... وابتسمت اول ما شافت عالية..بنتها اللي ما ولدتها.. مع انها كبيـرة يوم خذتها بحظنها لكن بعد.. ام جراح: فديت هالويه.. الله يرحمج يا عاليـة.. صج.. فاتن خذت منها وايد.. ابتسمت مناير:.. صح... (وردت تفكر..) يمـة.. قوليلي.. تقدرين ترى تستأمنيني على هالشي.. ام جراح وهي تناظر بنتها بعجز..: انا ما بقول لج اسامي لو هذا اللي تطلبينه!! منـاير تتحرك بعيل مكانها: يمـــة علامج؟؟ حاولي انج تثقين فيني شوي.. ام جراح: انتي لسانج طويل شوية الا تقولين لاختج... منـاير لقفت الكلمة على طول:.. اختي؟؟ فاتن..؟؟ ليش فاتن بالضبط... تعقدت الافكار.. وتشابكت الشكوك في مناير.. وتصاعدت فيها الصراعات .. وام جراح طاحت في حفرة كلامها.. ام جراح وهي تغير الموضوع:.. لا بس.. لان... مناير: لان شنو يمة؟؟؟ لان اللي كانت عمتي عالية مخطوبة له.. من الدخيـلي.. ام جراح وهي تناظر مناير بعتب: منووور... انا اللي ابي اعرفه انتي شدراج بكل هالسوالف.. مناير وهي تسحب الورقة من يد امها وتوريها: لان اللي مكتوب في الورقة اهو م. الدخيلي.. من هو "م" يمة... ؟؟؟ ام جراح وهي حايرة ما بين البوح والسكوت.. بس شتسكت عنه.. مناير وصلت للي ما ينوصل له.. وهم اللي كانو يحاولون يخبون هالحقيقة قد ما يقدرون.. مناير بعجز تناظر امها: يمــة.. قوليلي... (بخوف قالتها واخيـرا) هو مسـاعد خطيب فتـون صح؟؟ ام جراح تمسك مناير بيدينها: وطي حســج.. قول الله لا يبارج بعدوينج.. مناير وهي تناظر امها باستغراب: يمـة علامج محد بالبيت.. ام جراح: ادري ان محد بالبيت.. بس الجدران لها اذان.. شوفي منوور.. اياني واياج اختج تعرف بهالسالفة.. مناير ما زالت على استغرابها: وليش يمـة؟؟ ما فيها شي ترى عادي.. ام جراح: شدراج انتي بعدج ياهل.. الحرمة لا عرفت ان ريلها له ماضي وله من هالسوالف.. واختج بعد ما كانت غريبة .. ماضي ريلها عمتها الوحيدة مو احد ثاني.. بتستخف.. وخصوصا لا شافت صورها وصور عاليـة.. بتلاحظ شكثر التشابه بينهم.. مناير وهي مو فاهمة عدل: انزين مافيها شي يخلق من الشبه ارب... سكتت مناير وهي تتعمق بكلام أمها... وتمت تروح بذاكرتها لبعيد.. وتستنتج اللي تبيه.. لو فاتن تشابه عاليـة.. فمسـاعد بيلقى ماضيه مرة ثانية عن طريق فاتـن.. شبه عالية.. ومن نفس العايلة.. فهذا يعني... السبب اللي خلاه يرتبط فيها أول شي... وفاتن لا عرفت هالشي.. بتحس ان كل قدراتها وشخصيتها وأهميـتها وثقتها بنفسها مالها اي اساس من الصحة يوم ان واحد تقدم لها وتزوجها على أساس انها شبه حبيبـته الماضيـة.. ناظرت امها برعب.. وما كانت تسمع نص اللي تقوله لانها ضايعة في استنتاجاتها وتحليلاتها الخاصة.. ام جراح بخوف: فهمتي علي منور.. الله يرضى عليج.. خلينا بلا مشاكل.. كفاية القلب مشتعل بعده على سماء.. مابي بنتي الثانية تعتفس حياتها منـاير وهي تهز راسها بنفي:. .لا تحاتين يمة.. بكون قد المسئولية.. وفاتن ان شاء الله ما بييها الا كل الخيـر.. ام جراح تبتسم لبنتها ولكن تعرف ان مناير الواحد ما يثق فيها:.. يالله يمـة.. روحي .. ذاكري لج جم كلمة.. وخلي اخوج وياج بعد خانت حيلي من زمان محد انتبه له مناير وهي ويا امها بتغيير الموضوع: يمة عزيز بدراسة ولا بدون تنك لا تعورين قلبج ام جراح تضربها بخفة على ذراعها: اقول مالت عليج من اخت.. --------------------- راح خالـد واختـفى عن صفحـات الأيـام وهو محتفظ بلوعته الخاصة.. بعيـد عن الكل يحـاول انه يستـعيد حيـاته اللي طارت قبل دقايـق برحلة الله العـالم مـتى راح تنتهي.. اقلـعت اليـوم لكن متـى بتحط برحـلها مرة ثانيـة بأرض حيـاته؟؟ هذا هو الأنتظـار.. فاتن راحت ومساعد ومريم اللي حست الثالثة انها موجودة في غير مكانها.. ومن جذي طلبت منهم انهم يقطونها البيت.. وظل مسـاعد ويا فاتن اللي ضايعة في زحمة افكارها ومشاعرها الحزينة على خالد.. آخر توقعاتها.. خالد وسمـاء.. مع ان شي بيناتهم كان يجلب الابتسامة في نفس الواحد لو فكر انهم لبعض.. لكن الحيـن.. المعاناة والرضوخ لقسـوة التفاوت الاجتماعي.. مثل اللي صـار لها ويا مشـعل.. لكن كان لصالحها.. اهي راحت في سبيـل احسن.. سبيـل اصلاح نفسـها.. ولو تفكـر في الشي زيـن.. كان من الأفضل لها انها روح.. لانها ما تظن ان مشـعل بيتحرك لها بيــوم.. على عكـس سماء.. الي تحدت اهلها في يـوم شديد.. واضطرت وعانت وقاست.. على صغر سنـها. وقف بها مساعد وهو يناظرها.. ينتظر منها انها تصحى من سرحانها.. لكن تمنى لو انها تظل اكثر.. تذكر يوم بالمطار سألته اهو شقصده بكلامه.. خاف انها تفهمه على النحو الغلط.. لكن اهي مافتحت وياه الموضوع مرة ثانية.. وظلت ساكتة مفكرة بوضع خالد وسماء يمكـن.. انتبهت فاتن ان المشاهد اللي جدام عيونها ما عادت تتحرك. معناته السيارة متوقفة.. والتفتت على مساعد اللي كان مستند على زاوية من الكرسي.. فاتن وهي ترمش بعيونها:.. ويــن أحنا؟؟ مساعد يبتسم لها بخـفة:. جدام البـحر. ما تشوفينه.. طالعت فاتن جدامها واهي تحاول انها تتعرف على المكان.. كان البحر بزرقته جدامها.. الهوا المنعش والسما الفاقدة بعض ألوانها الحيوية تغطي الأفق.. وعلى طول ترجلت من السيـارة عشان تتنفس من هالهـوا المنعـش.. ومن وراها مسـاعد.. راحت فاتن عند الحافة وهي تفتح ذراعينها تستقبل هالهوا البارد على القلب برحب صدر.. ابتسمت لحلاوة الجوو على نفسها والتفتت الى مساعد وهي تدخل خصلاتها اللي طارت بفاعل الجو وترتب الشيلة بحيث انها تكبح جماحها.. مساعد الثاني تم واقف وهو حاط يدينه في مخبى البنطلون.. وربطة العنق السودا تتطاير بالهوا يمين وشمال.. مجنونة برية ولكن بقيود.. ترتد عن حكم سيدها ولكن ترجع وتخضع.. وهو يرتب شعره :.. شرايج في هالجو؟؟؟ فاتن وهي تبتسم وتحتظن نفسها عن البرودة القويـة: .. عجيب.. بس بررررد..ههههه مسـاعد: حلاته المكان ببرودته.. (يتراجع ويستند على السيارة) تدرين اني قظيت فترات من حيـاتي بليالي طويلة موحشة على النفس.. بهالمكان...(يناظر المكان بابتسامة فخورة) كانت لنا لحظاتنا.. انا وهالصخر.. وهالرمل وهالبحر.. (يناظرها ) كانت ممتعة أقول لج.. فاتن وهي تبتسم له بدلال.. وتتراجع لعنده .. وقفت وهي مولية ظهرها للبحر وهو مجابله.. ما تدري ليش حست ان كلامه عن لحظـات من حياته ريحت بالـها.. ظل واقف مكانه يراقب البعد بين السما والارض.. وهي تراقب الانعكاس على ويهه.. فضلت المشهد اللي ملامحه ترسمه على مشهد البحر اللي كان في منتهى الروعة.. والسما اللي كانت تنذر بمطر بسبب سواد غيومها ما هتمها.. السواد اللي يحايط عيـونه واهدابه اهم.. خطوط الكبر تحايط جوانب عيونه.. حصن منيـع.. ما يتدخل ولا يستوطي عليه شي.. ما احلاه من رجل.. يناقض شكلها.. وتكوينها وتصويـرها.. ناظرها مساعد وهو يبتسم ويتنهد: بسج مطالع. تحفظين شكلي؟؟ ترى اقدم لج امتحان وان رسبتي ياويلج فاتن اللي انحرجت شوي: هههههههههههه.. امتحان مرة وحدة.. اسكت عني بروحي خايفة من هالامتحانات.. مساعد يناظرها باهتمام: ليش؟؟؟ مو قدها؟؟ فاتن: لا عادي بس.. تعرف.. مستويات عن مستويات تفرق مساعد وهو يمسك يدها: ما عليج.. انتي هذي امتحانات تحدد مستواج عشان تدخلج الى الدراسة الحقيقية.. ترى كل اللي تدرسينه الحين تقوية لج وللغتج.. ما عليج اهم شي لازم تعتبرين له انج تجتازينها بتوفق عشان تقوين نفسج.. وفوق كل هذا.. لازم تحبينها عشان تبرعين فيها.. لان الحب اهو سيد كل المعاني بهالوجود.. وسيد كل ابداع.. (يشبك اصابعها باصابعه) وتفنن.. تمت ضايعة بعيـونه.. تفكـر فيه بطريقة يديدة على نفسـها.. تفكر.. انها مستحيل تبتعد عنه بيوم.. ما راح تحتمل كونه غير موجود بحياتها.. لان الشي راح يخلف عليها مرارة في نفسها مستحيل تفتك منها.. ولكن.. شكوكها كانت كبيـرة.. وفضولها اكبر .. لازم تعرف عنه قد ما يعرف هو عنها.. واكيد اهو يعرف اكثر..لانها ان عرفت عن مساعد شي فهي بتعرفه من طرف ثاني.. لكن لو هي عرفته منه معناته حصريا ولاول مرة.. فاتن وهي تستند على السـيارة وتجابل البحر:.. شلون كانت حيـاتك؟؟ قبلي يعني.. قبل فترة طويلة.. ايام الدراسة؟؟ مساعد يبتسم : ليش هالسؤال؟؟ فاتن تفتح ثمها بوسع وهي حابسه النفس تحاول تبرر سبب سؤالها: تقدر تقول فضول.. بعدين.. انا مو احد غريب.. انا اللي يسمونها زوجتك.. يعني من المفروض اشياء مثل هذي تكون روتينية وكلاسيكية مسـاعد وهو يتكتف وبنظرة عميقة: is that so فاتن: هههههههههههه.. يس.. اتز سوو.. (تولي ظهرها للبحر وتواجهه) لذا.. خبري.. Spit it out مساعد وهو يرفع اكتافه وبابتسامة عاجزة: مافي شي مهم عشان تعرفينه فاتن بفضول: اكيد في شي.. يعني.. عادات.. هوايات.. اي شي... مسـاعد وهو ينزل راسه ويبتسم.. يرجع لشريط ذكرياته.. وفاتن تراقبه من تحت لتحت بعيون ظيجة منتظرة اي شي بسيط وتافه يمكن منه.. لما أخيــرا رفع راسه بعجز مساعد: ماكو شي.. فاتن بصوت هامس: أوووووووووووف مساعد يقطعها بضحكة: في اشياء بسيطة يعني.. بس.. انا مو متعود اني اتكلم عنها لاحد.. فاتن: انا اي احد؟؟ مساعد يناظرها بثقة:.. شوفي.. انتي يمكن تكونين اي شي.. الا احد... سامعة؟ تجاهلت الاطراء اللي اضطرب له قلبها وتمت على اصرارها: بس بعد.. قول لي... تكلم وياي.. قول اي شي.. فكر لدقايق وهو يناظرها بمكر.. وهي تبتسم له مثل اليهال.. واخيرا:.. انزين.. بقول لج.. شرط انج تقعدين وياي.. وما تملين.. ولا تلوع جبدج.. الزم ما علي راحة جمهوري العزيز.. فاتن: ههههههههههههههههه.. ولا يهمك.. اوعدك اني راح اكون من اكثر الجماهيـر حماسا.. مساعد: هههههههههه.. خلاص.. اعـتمد.. فاتن: يالله.. عند الثلاثة.. واحد.. اثنين.. ثلاثة. ضحك عليها مساعد شوي.. وتحرك من مكانه.. للسيارة.. سحب الدوسات اللي عند مقعد السايق واللي يمه.. وطلعهم .. فرشهم على الارض بكل طواعية ومد يدينه برومانسية.. مساعد: My lady فاتن: هههههههههههههههه Such a gentleman مساعد: عشان تعرفين.. (قعد وقعدت اهي يمـه.. متربعين ) آآآآآآآآه.. بسم الله الرحمن الرحيم..المواطن مساعد خلف الدخيلي.. العمر 27 سنة.. مواليد 19.. قطعته فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههه مسـاعد وهو يتفكه عليها: شفيـج.. خليني ابدى بالبطاقة الشخصيـة.. احسن شي.. فاتن: هههههههههههههه.. كمل كمل .. هههههههههههههه مساعد وهو يكتم ضحكه بخفة دم:.. مواليد.. 1976 برج الحمـل.. فاتن : مثـلي.. مساعد وهو يبتسم: حلـو.. يعني نتشارك بالصفات.. انزين.. خريج جامعة اوكسفورد قانون التجاري.. ولكني تخصصت في شي ثاني الا وهو الـتأمين.. بس على نكهة القانون.. فاتن: هههههه.. مساعد يكمل:.. عشت حوالي سبع سنوات وانا مادري شصير بالدنيا.. آلة شغل وكسب مال عشان اعيش بيتنا واعيد ترتيبه من اول ويديد.. عشان خاطر عيون ستنا الحاقة.. منعزل.. ماحب الكلام وايد.. مع ان التأمين يطلب الكلام والاقناع.. لكن تميزت بقلة كلامي ودلالته.. فاتن بغرور: أحم احم... مساعد يناظرها بضحكة: شفيـج. تقدرين تنكرين هالشي.. فاتن وهي تفكر بماضيها ويا مساعد قبل الزواج.. وتذكرت شكثر كان مقنع:.. لا... كمل.. مساعد يناظرها بخبث بعيونه ويكمل:.. عازب.. لم يسبق لي الزواج مسبقا.. عمري ما شربت.. يات لي فترة ادخن فيها.. تركت التدخين حبا في الخيول.. تركت الخيول لاني وايد طويل وما انفع.. قطعته فاتن: تحب الخيول.. مسـاعد وهو يرسم حاجبين معقودين: ومن ما يحبهم.. انـزين.. هواياتي.. كرة القدم.. وساعات السلة.. لكن عشقي اهو السباحة.. (يأشر بيده) وهالبحر ياما سبحت فيه.. حاولت اني اغدره لكن .. تعرفين.. ابتسمت له بنعومة.. كمل مسـاعد:... تعرفت قبل ال6 شهور لبنت طيبة حلوة.. اسمها فاتن.. بنت اعز ربعي.. وتمنيت من ربي اني اتزوجها لمن قدرت.. وكاني.. متزوج منها.. (نزلت فاتن عيونها).. بس بعد.. أحس ان دربي وياها طويـــل.. ويلزمنا الوقت عشـان تتعود اهي على فكرة اني لها واهي لي.. فاتن ترفع عيونها بسرعة:.. بس.. سكتت.. مسـاعد: بس شنـو؟؟؟ (يبتسم) علامج.. انا ما قلت لج شي.. بس.. اخبرج يعني انج شي كبير في حياتي.. واملي بالله.. ما يهزه ريح.. مثل الجبل صامد.. فاتن بغرور وابتسام خفيف:. احسن... لانه راح يكون طويل.. مساعد: ههههههههههه.. (يغطي ثمه شوي).. هههههههههههههه.. انتي... آآآه.. مادري شقول عنج... (يتنفس بعمق) وانتي قولي لي اي شي عنج فاتن: لا لا لا لا تغير الموضوع.. السالفة عنك انت.. مو عني آنا.. مساعد باستغراب: ليش؟؟ هذا ما يكفيج.. فاتن وهي تضحك في ويهه بخفة..:.. يعني هذي كل حياتك؟ مساعد وهو يفكر بحاجب معقود: تقريبا... اممم.. ايه.. هذي كل حياتي.. ليش؟؟ ما تكفيج؟؟ خالية من الحماس.. ادري.. طول عمري ماحب لعبة الشرطة والحرامية.. فاتن: لا اقصد.. .تبي تقول لي.. ورى هالمظهر.. مساعد الجامد.. اللي ما يهتز ولا يرتجف.. ماكو انسان ثاني.. متخلف تماما.. النقيض لشخصك؟ مساعد يطالعها بنكران: سيكلوجيا.. ؟؟ فاتن: اهتمـــام.. المعروف ان في كل انسان شخصين.. الشخص الجيد.. والشخص الشين.. وانت اكيد.. فيك من الاثنين.. مساعد: حلو السجع. فاتن: ههههههه.. بس قول لي... اشياء مدفونة فيـك.. عميـقة.. من الأصل في نفسك.. أكيد فيها شي مختلف عن اللي اشوفه.. اكثر تعقيد وبعده بسيط على نفسك.. مسـاعد يهز راسه وهو ضام يدينه على صدره: انتي وايد صعبة ومتطلبة.. فاتن وهي تقعد على ساقينها.:.. مستفسرة بالاحرى.. مسـاعد يتنهد: شتبيني اقول لج يعني... اشياء دفينـة فيني.. أممممم... ظل مسـاعد ساكت وهو يحاول انه يحصل شي من اللي تبيه فاتن منه.. وهي تراقب ملامحه بجدية واكثر صرامة.. لازم فيه شي.. لازم.. مستحيل انه خالي من هالسوالف.. لازم يتداخل فيه الابيض والاسود... فاتن من عمق صمتها تكلمت:.. قط حبيت مسـاعد رفع عيونه بسرعة على ويهها بنظرة خالية من المشـاعر.. وكأنها فرصته بهالسؤال.. :.... ليش تسألين؟.. فاتن وهي تريح نفسها على الارض وتنفض التراب من يدينها:... بس.. سؤال بسيط وبريئ.. (بنظرة معاكسة للبراءة) او يمكن كلاسيكي.. من بهالزمن ما حب.. ؟؟ مساعد وهو يتدراك نفسه ولكن بصعوبه:... صح.. من ما حب.. بس.. سكت.. وردت عليه:.. بس شنو؟؟ ظل مساعد يناظرها بتشتت.. عمره ما جذب.. وعمره ما تهرب من الصـراحة.. بس ما يدري ليش عيون فاتن تكبله.. لأول مرة يشوف نفسها ما يلقى شي من عاليـة في ويهها.. غير عن أول مرة يوم لقاها.. وعن الأيام اللي ظل يسجل فيها نقاط الشبه بيناتهم.. لكن الحيـن. كانت مختلفة تماما... شي غريب على عيـونه.. وكأنه يشوفها للمرة الأولى.. ومثل ما طاح بحبها اول مرة لانها تشابه عاليـة.. طاح بحبها مرة ثانية.. لكونها فاتن.. المستقبلة بشخصيتها.. مسـاعد وهو فاتح ثمه يحاول يتكلم.. وما قدر ينطق الا بهالكلمة:.. لو كان الجواب... أي... شبيكون رايج؟؟ فتحت فاتن عيونها على مسـاعد.. بهدوء وراحة. وكان الهواء ما يضايقها.. وتعمقت في عيـونه وين ما لقت بالعمـق شك.. او خوف.. او حـتى جواب غيـر مريح لسـؤالها.. وانتباها الجبن.. ما تبي تسمع هالوقائع والحقـائق.. حتى لو صـار.. ليش تعرفها.. عشان تعيش في حالة دائمة من الشك والصـراع النفـسي.. فكرة ان مسـاعد يمكن حب وحدة غيـرها خلتها غيـر قادرة على الاحتمـال.. الانانية المتصاعـدة في نفسـها بدت شغلها.. وآثرت السـكوت على أي شي ثـاني.. مسـاعد لاحظت سـكوتها وعمـق الكلام المخفـي في نفسها.. وما حـب انه يسـتمر في هالشي أكثر.. فقام عنها وتمشى لعند الحـافة المطلـة على جرف البـحر.. وقف وهو يتنهد من الهـوا الي في صدره ويبدله بالانتعاش الطبيـعي .. ما أحلى البحر.. حتى في هيـجانه.. يبين انه من اروع اللي يصير في هالدنيا.. رغم سكـوته الا انه له صراعاته الخاصـة.. صراعات ما يحب يشركها بأحد .. ولكن .. هو يقبل بصراعات الناس وحالاتهم ومشاكلهم وهمومهم.. ويحاول قد ما يقدر انه يـحل اللي يستطيع عليه.. ما وعى الا على يد على ظهره.. التفتت لها لقاها فاتن.. بويـه مبـتسم ولكن مشـوب بالحزن.. مسك يدها بيده وعطى البحر ظهره وجابل منظر اروع من كل المناظر .. فاتن.. مسـاعد: لو كان في يوم .. الدنيا كتبت لي اني بالماضي احب.. فصدقيني.. كل المحبة وكل العشـق بيكون عتيج الصـوف وقديم الطراز.. (وهو يحط يده على طرف ويهها) أنتي يا فاتن من أروع الأشياء اللي تعرضت لها بحيـاتي.. انتي دخلتي حياتي في فترة غيبوبة. ما كنت واعي فيها على الدنيـا.. انتي يا فاتن.. نبراس.. من مصابيح الفجر البـعيد.. اللي تنور سما ليله حالكة.. لا تظنين اني شاعر ولا مؤلف.. لان اكبر الشعراء هم المسـاكين.. وانا مسـكين.. بدونج.. كنت مسكيـن ومن امتلكتج.. صرت ملك زماني.. على عدم مبادلتج الشعور بالشـعور.. فاتن وهي تنطلق مثل الريح اللي تعدو في الغلاف الجوي:.. ومن قال لك..؟؟ مسـاعد وهو يبتسم بهدوء: لا تظنين اني قلت اللي قلته اطالبج بشي.. فاتن وهي تمسك يدينه لاول مرة بحياتها.. تبادره بمثل هالحركة: مسـاعد.. انت كنت في غيـبوبة وانا كانت عصـابة على عينـي.. (تحرك عيونها يمين ويسـار تبي مسـاند لها بهاللحظة) كل انسان يمـر بمرحلة بحياته.. يتمنى ويتمنى ويتمنى ويتعمق بالامنية.. لم اييه شي ويجهض هالأمال.. ويعيش في سكـون الروح من بعد الفقد.. ويتم ساكت وراكد مو عابيئ بشي.. لكن.. اتيـه الصحـوة من مكان اللي ما يعرفه.. انت.. لقيتني في بيـتكم.. وانا.. لقيتك في أميركا.. بشقتنا.. وين ما فقدت الأمل انك على الدنيا وبعدك تتنفس.. حي وسالم مثلي ومثل كل الناس.. لكن.. شفت.. لقيتـك عندي وقريب مني.. علمني هالشـي.. اني ما افرط فيك.. لاني جربت شعور اني خسـرتك.. (لمعت العين بدمع) والشعور كان اشبه بالموت.. صدقني.؟. مسـاعد وهو مبتهج وبنفس الوقت.. هالكلام مو كافيه:.. لاني كنت الحامي عنج.. وشي يديد بحياتج قطعته فاتن:.. لانك بديت كل ما اشوفك.. اكتشف فيك شي يديد.. وكل ما اكتشف.. القى شي يديد في نفسي.. منها.. دقات قلبـي.. تم يناظر عيونها بعذاب البحث الطويـل.. وليالي من السـهر وارهاق العقل بالتفكيـر.. وهي الثانـية.. تبي تكمل اللي بدته بس الكلمات تزاحمت في فكرها ونفستها.. فماعرفت شتقول او ما تقول.. وكل اللي قدرت عليه اهو.. انها تحط راسها على صدره الحنون.. وتكمش نفسها عنده.. زوجـها.. الرجل الوحيـد بحيـاتها.. ولها الحق في انها تكون منه اللي يكون عشان راحة نفسها.. ولكن بالحسنى.. وهو بعد.. زوجته.. وملكة عرشه.. اللي مصنوع من تعب وضنى الايام والحرمان.. سيد الحرمان.. يلتقى بملكة الأحلام.. انسانة نسجت عالم متكامل بأحلام وامنيات مشتعلة بلهب المراهقة.. ورجل ما ملك من هالدنيا قيد انملة.. الا المعنويات.. لمن طفرت روحه منها وبشوفتها تمنى الشي الملمووس.. الا وهي فاتن.. تكون معاه وله على مر الزمـان.. بحق شرعي.. مرسوم .. ومختوم بنور الوجود.. ولكـن.. لا تجري الريـاح بما تشتهيه السفـن.. معظم الافراح والمشاعر الصادقة تلاقي لها الشياطين.. اللي ولابد من مواجهتها.. كل انسان فيوم لازم يقعد مع نفسه ويتكلم ويصرح عن ما يختلج فيه.. بعض الاشياء لازم تكون مصرحة ومذكورة.. الصراحة درب مخطوط من شقى الماضيين.. خندق يحمي الجيش من العدو المباغت.. لا للاختباء.. وانما الاستعداد للظهور من يديد والهجوم على االشياطين وكف ايديها عن المشاعر المرهفة... وهذا اللي لازم يصيـر لمساعد وفاتن لكن رفضهم للبوح والسماع.. ما راح لصالح الحب العظيم اللي يمكن يصيـر بيناتهم.. فوهة كبيـرة ما يرسمها ولا يسدها بينهم الا الصدق.. اللي الرسول عليه الصلاة والسلام قال عنه ..:: اصدق.. فإن الصدق ينجيك ::.. وصل مسـاعد بفاتن لعند باب البيت.. ظلوا لعدة من اللحظات داخل وهم يستمعون لطنين الصمـت الحلو.. لانه يجمع بينهم.. التفتت فاتن لمسـاعد وهي تبتسم.. مسـاعد: بتنزلين؟ فاتن بصوت ناعم اول مرة تسمعه من نفسها:.. انت اللي يبتني.. ليش ما انزل؟ مسـاعد يمسك بيدها:. يمـكن.. قلت انج تفضلين انج تكونين معاي.. فاتن: هههههه.. انانية.. مساعد : والله عاد سميها اللي تبين تسمينه... (احتدت عيونه بويهها) كل واحد وله الحق بالمطالبة بحقوقه.. فاتن اللي انحرجت شوي وسحبت يدها بهدوء:.. حقك محفوظ.. والا انت تظن ان ام جراح ما تستاهل.. مساعد يناظرها بعذاب: حرام عليج.. مو في العوق.. تراها غالية وعزيـزة.. فاتن: هههههههههههه.. بس عيل.. خلني اروح لها.. لاني مثل ما مستمتعة بوجودي معاك.. الا اني اشتقت لها.. مسـاعد وهو يرمش بعيونه: يالله.. انتي لها لهالفتـرة.. لكن قريب ان شاء الله.. راح تطلبين مني اني اخذج لها.. وانا افكـر بهذيج اللحظة فاتن: يا سـلام.. (وهي تفتح الباب..ونزلت من عند الكرسي.. وعيون مساعد تلاحقها.. لمن وصلت لعند دريشته اللي فتحها من اول ما لاحظها متجهة صوبه.. ) اذا انت تظن جذي.. فانت غلطان.. انا من غيـر مااطلب منك شي.. انت راح تنفذ لي اياه.. مساعد وهو يعقد ذراعاته على صدره: وليش بالله؟؟ بقرى افكارج؟؟ ترى مو عراف ولا دجال.. فاتن وهي تتقرب منه: مو اللي يحب.. يفهم طلبات حبيبه من غير الكلام.. سكت مسـاعد.. وما عرف شيرد عليها.. تاهت نظراته في ويهها..وهو يحاول يوصل لشي منها.. لكنها ابتعدت عنه بدهاء الحريم.. وكيدهن العظيم.. وتركت الساحة للسرحان .. لمن لاحظ اختفائها. وتحرك من مكانه.. ’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’, اختلفت الادوار.. بدل لا يكون زياد اهو الملاحق.. صارت هيـام اهي الطريدة.. وزياد يتعقبها من مكان لثاني.. وبمسـاعدة من.. ما راح تتصـورون.. رؤيا محد غيـرها.. نظرا لمظهرها "الفريد" من نوعه قدر يميزها وين ما يلاقيها.. وشافها مرة بأحد الحفلات اللي الاصدقاء المشتركين لهم يحييونها بمثل هالمناسبات.. وقدر انه يقول لها كل اللي فيه عشان يوصل لهيام عن طريقها.. وهي اللي كانت اكثر من صدر رحب انها تنفذ له اللي يبيه.. وعدته وعاهدته انها تخبره اول بأول بتحركاتها ويا هيـام.. اللي عطته رؤيا معلومات عنها.. انها هادئة اكثر من اللزوم.. وبعد الحزن مرسوم عليها وتنتظر واحد يدخل لها بالانترنت. زياد اللي اخيـرا وضحت افكاره على هالشي.. صار اكثر من سعيد.. لكن ظلت في نفسه صراعات الاعتراف.. وحتى لو اعترف.. علبالكم بتفكه هيـام.. المشكلة بتبدى لا اعترف لها.. صج انها تحبه وانها تموت فيه بس ما راح تحتمل منه الكذب. وخصوصا انها تظن انها تحب هالحمد.. لكن اهي غلطانة.. اهو لو حبت حمد بعد ترجع وتحبني لان حمد اهو انا الحقيقي اللي اهي خلتني غصبن عني اكون شخصية ثانية وياها عشان اتحدى غرورها وتكبرها.. وصل على الموعد اللي حددته له رؤيا.. ولقاهم بالفعل بنفس المكان ونفس الموقع.. ما شاء الله عليها رؤيا دقيقة على هبالتها.. ولقى هيـام معاها.. وشكثـر كانت مختلـفة.. هادئة.. متوازنة.. وفوق كل هذا متجابرة ومتجاسرة على عمـرها.. وتبين حزينة على رغـم التوهج اللي بويهها.. شافته رؤيا وعلى طـول تحركت من مكانها.. رؤيا وهي تتقرب من هيـام: هيوم انا وعلي بنروح نشتري ايسكريم هيـام: انزين بيي وياكم رؤيا: اتيين ويانا؟؟ ليش؟؟ خلج هني تمتعي بالفيوو.. احنا بنروح وبنرد.. خلج مكانج اوكيك.. يالله علووووي وراحت رؤيا ويا علي تاركة اعتراضات هيام تنفصع بالهوا.. حست هيام ان الوضع غلط شوي.. وتلفتت مكانها ولقت زياد واقف وراها وهو حاط يدينه في مخابيه ومبتسم بشقاوة .. زياد: hello there هيام وهي تعض على شفتها: راحت عليج رؤيووو يالسبالة؟ زياد وهو يمتعض: شفيج؟ ما عجبتج المفاجاة؟؟ هيـام وهي تتذكر خطتها وتبتسم في ويه زياد مفاجاة:..لا والله بالعكس.. حيا الله من يانا.. زياد.. My dear old friend شخبارك؟ عساك طيب.. زياد اللي انقهر من كلمة اولد فريند لكن تم على ابتسامه.. لانه بصدد شي اكبر من هالسوالف كلها:.. والله الحمد لله ابخير.. أسلم عليج.. (ابتسامة كريست) ضحكت هيـام:.. الحمد لله.. اهم شي راحة الاصدقاء.. زياد وهو يهف يدينه .. ويطلع علبة الزقاير.. ويدري شكثر تتضايق هيام من ريحة الزقاير..: الجو حلوو صح؟؟ هيــام اللي ترتعش بداخلها من البرد:.. اي حلو؟؟ والله حلاته صيف البحرين الحين.. عشان العرق يزخ زخ زياد: ههههههههههههههههه.. من زمـــان ما جربت صيف البحرين.. يمكن لان البيت حتى بالصيف ما يظلون .. هيـام اللي تستمع وهي تجول بعيونها يمين ويسار بعيد عن زياد:.. شلون؟ زياد الل يقعد على طرف من الشجرة اللي في البارك: لا بس.. اختي الله يسلمها. ما قط قلت لج عنها.. اسمها غزلان تحب شي اسمه التخطيط والترتيب والتعديل وهالشي من السوالف.. وما تخلينا نقعد في الصيف او حتى نتنفس الا عندها برنامج معد كااااامل لرحلة العائلة.. حتى اختي المتزوجة تاخذها وياها.. هيام وهي تبتسم:عندك خوات؟؟؟ زياد يبتسم: وحدة متزوجة واسمها غصون وزوجها اسمه فهد والثانية غزلان عازبة اصغر مني بسنة جذي.. هيــام تناظره بعيون مستمتعة ولكن مشككة: عمري ما حسيت ان لك خوات.. زياد: ليش؟؟ مقطوط سبيل؟؟ هيـام وهي تضحك: لا مو جذي قصدي.. بس .. ما يبين عليك راعي خوات ولا شي.. يعني حسيتك lonely child جذي يعني زيـاد يبتسم بخبث:.. حتى انتي تصدقين حسيت لج نف الشعور.. لانج دليعة شوي ووايد مدللة تنهدت هيام وهي ترفع حاجب في ويهه اللي خلاه يضحك: لعلمك انا عندي بدل الاخت اختين .. وتؤام بعد.. واخوو اسمه علي.. توه من شوي رااح لو كان هني جان خليتك تشوفه.. (تلتفت له وكأنها متذكرة شي هام) انت شتسوي هني صج؟ زياد يناظرها بعبط وزعل شوي وهو رافع زاوية ثمه بغرور:.. ليش؟؟ قاعد على قلبج.. في خاطرها قالت : الا قاعد في قلبي : لكن جارته: شوي.. تقدر تقول يعني.. زياد وهو يحط يدينه في مخبــاة الجاكيت.. ويناظرها بطريقة معادية: الحين هاذي طريقة تكلمين فيها صاحبج؟؟ هيام: هههههههههههههههههههههههههه.. Good girls don't have a male Mate زياد وهو يبتسم: really? A good girl –Arabian girl should not fall in love b'4 marriage طالعته هيام بشزر: والله الحب مو بيدنا.. اذا حبينا حبينا.. واذا كرهنا .. كرهنا.. للحظة سرى الصمـت بينهم.. وحاست في زياد الشكوك.. ان هيـام يمكن عرفت بهالشي..عرفت انه اهو حمد..لكن مافي جانس انها تعرف.. من اللي يمكن يقول لها.. زيــاد وهو يقعد مجابل هيـام.. او تحت ريلها على المدرج اللي كان تبع للملعب اللي هم فيه وتوقفت فيه الالعاب بسبب الثلوج.. وتم يناظر ويهها بهدوء.. زيـاد:.. هيـام.. انا ابي اقول لج شي اليـوم دق قلب هيـام.. وحست ان زياد على وشك انه يقول لها الصج كامل.. وما توانت عن هاللحظة:.. شنو؟؟ زياد وهو يوطي عيونه: انا ابي اقوله واعلمج.. اني خسران في حالة وفايز في حالة ثانية .. بس ابي منج سعة الصدر.. لو سمحتي.. ولا تعصبين.. تركي هيام اللي بالجامعة على جهة وواجهيني كهيام اللي عمـري ما عرفتهـا.. كلامه منطقي صح؟ جذي حست هيـام.. وهزت راسها موافقة انها تسمع منه.. وقف زياد بعيد عنها شوي وهو يتكلم وبعده مجابلها..:.. هيـام.. السالفة هذي كلها ترجع قبل شهرين.. يوم اني .. وللعلم وصلت لحالة يأس شديدة معاج.. ما كنتي تعطيني ادنى مجال اني اتقرب منج ولو بالحسنى.. من الضعف او يمكن العجز او قولي قلة الحيـلة.. مشيت بدرب انا يمكن لو استمريت فيه ما كنت بطلع منه بطريقة اسلم من هذي.. الصراحة درب محفور من العاج يا هيـام.. سكت شوي وهو يناظر عيونها وشكلها اللي كان اهدى من البحر الساكن.. وعيونها اللوزية تتجه على كل حركاته وتصويباته بالكلام.. وما مقاطعته.. وهالشي معزز الشك عنده انها يمكن تعرف.. وكمل.. وبسيل جارف من الكلام:.. في يوم.. قدرت القى ايميلج من عند احد اصدقائنا.. واظنج تعرفين من.. ظفتج.. واول ما ظفتج بديت في حيــرة من نفسي. .شقول لها.. اكيد اول ما تعرف اني انا زياد راح ترميني بلوك نظيف ومحترم لكن مورم للعين.. (ابتسمت هيام هني من غير ما يشوفها) لكن قلت. شالفايدة.. جذي ولا جذاك اهي محصلة استمتاع بايذائي.. فليش بيصعب علي هالشي الحين.. يمكن لاننا بروحنا .. ويمكن لاني انا المتجدم بهالخطوة.. وبتذليني وشي من هالسـوالف.. سكت شوي وهو يسحب نفس ويطالع في شكل هيـام اللي كانت باشد الاستعداد للسماع.. ولكن شي في هدوئها نغص عليـه.. كمل زياد ولكن بطريقة اسرع:.. وبس.. دشيتي بيوم.. واخترعت عليج شخصية حمد.. وصار بيننا كلام حلو وجميل.. وصداقة حلوة بصراحة اعتز فيها وخلتيني لدرجة اني اتمنى لو كنت بالفعل حمد مو زياد.. اللي من تشوفينه جن حد والع فيج جبريت.. التفتت لها وما زالت على حالتها.. زيـاد اللي نفذ صبره: انتي تدرين صح؟؟؟ ابتسمت هيـام ونزلت من على المدرج بهدوء.. ووقفت مقابله بنـظرة صدمت زياد لانه لاول مرة تطالعه جذي:.. زيــاد.. انت يمكن كل شي عني قلته صح... وفكرت عني صح.. لكن شي واحد انت قللت من جيمتي فيه.. الا وهو الذكـاء... انا يمكن.. دليعة.. وجن مولع فيني جبريت لا شفتك.. لكن ما قط سألت نفسك ليش هالشي؟؟ اظنك سـألت.. وعرفت ليش.. لكن ما كنت بالشجاعة انك تجابلني بيوم... فضلت درب ملتوي ويمكن خطيـر شوي.. شدراك.. انا لو ما عرفت ان حمد انت اهو.. جان ما اعترفت لك بحبي له.. لكن فكر لو كان العكس.. لو صج اني بديت احب حمد وتبرد مشاعري صوب زياد.. شراح يمكن يصـير؟؟ زياد وهو يحس بالثقة عامرة في قلبه اكثر من اي شي:.. مستـحيل.. تدرين ليش؟ هيـام اللي انزعجت من ثقته:..ليش؟؟ زياد وهو يبتسم في ويهها:.. لان هيـام مستحيل تلقى واحد مثـل زياد.. ومستـحيل تحب واحد غيـره هيام وهي تبتعد عنه: لا تكون واثق يوقف في ويهها: صدقيني هيــام.. شوفي مثل ما الماي مخلوووق للنار.. والنور مخلوق للظلام.. والزيت للنار... هيام وزياد.. وتضادهم.. وتناقضهم.. الا انهم مخلوقين لبعض.. هيــام اللي من الثورة اللي فيها حمر ويهها:.. شوف زياد.. انت خدعتني.. وفوق كل هذا اعترفت بخداعك لي.. بينت لي انك جبان زياد: يــــائس.. يأستيني حتى من نفسي يا هيام.. ومعذور انا لانج ما عطيتني ادنى فرصة هيام وهي تتحرك بعصبية مكانها: يمكن انت ما بذلت جهد.. وواجهتني بنفس اللي اواجهك فيه زياد وهو يأشر بيدينه:.. لانج ما تسمحين لاحد يتقرب منج.. وخصوصا انا.. ليش؟؟؟ ها قوليلي.. ؟؟ يمكن لاني كنت الاحلى بين الشباب يعني ويمكن حبيتيني من اول ما شفتيني.. ناظرته هيام من غيـر تصديق.. ومرة وحدة من وسط التوتر اللي فيه ابتسم زياد بفرحة .. مثل الطفل واللي خلى من هيـام تنصدم من ابتسامته.. ولكن شي فيه خلاها تبتسم بالمثل.. هيام: وايد مصدق روحك زياد: ادري .. وانا اتغشمر ما كان قصدي بس... هيــام(ترجع نبرته جادة) ارجوج.. عطينا فرصة.. صدقيني.. هيـام وهي تطالعه: زيـاد.. انا مادري ليش ان بيناتنا حلقة ضايعة.. شي مو موجود على رغم اللي قلته كله.. ويمكن ضياع هالشي اهو اللي يخليني في حالة من الحساسية معاك.. زياد: في ادوية للحساسية لو تدرين يعني هيام اللي عصت: زيااااد... زياد: هههههههههههه هيام وهي تلف بويهها عنه: شوف هذا اللي يقهرني فيك... زيـاد: انا عن نفسي اقدر اتغيـر.. وتجنيينج من اروع المهام اللي وكلها لي رب العالمين بهالدنيا.. التفتت له وهي متجمدة الملامح.. وسرت فينفسها رغبة في المصالح.. ولكن ما راح تكون اهي اللي تقدم كل شي.. اهو بالمثل لازم يقدم.. هيـام: اليد الوحدة ما تصفق صح؟؟ زياد: معلــوم هيـام: انزين... انا مستعدة اني افتح معاك صفحة يديدة.. عشان الحلقة الضايعة.. زياد: وانا مستعد افتح كتاب.. هيام بشدة: زيــاد.. زياد: ههههههههههه.. اتغشمر معاج.. والحلقة الضايعة افا عليج ادورها بكل مكان حطيت فيه.. هيام بحدة : زياد لا تتغشمر.. زياد: لا شنو اتغشمر من صجج.. احس روحي مفجوج بلا هالحلقة.. هيام وهي تضرب بريلها على الارض: العوي عوي ما يصير سيدة بيوووم.. مشت عنه بسرعة وهو لحقها ووقف في ويهها وهو يضحك.. هيام: لازم تعاملني بشويه من الجدية توقف عن الضحك وهو ياخذ نفس وينفخ صدره:.. أفا عليـــج.. مو بس جديـة.. الا كل الجديــة.. بس كان لازم اشوي اذوب الثلج اللي بيناتنا.. هيـام اللي حست انها اهي الثانية خاطرها تتغشمر:. ذوبها مو تسيحها كامل.. زياد يرفع حاجب: هاا؟؟؟ تتغشمرين.. (يشيح بويهه ويقلد عليها) مرة ثانية كوني جدية.. مشى عنها وراح وظلت هيـام واقفة مكانها بعجب.. وكلها لحظات الا وتنفجر بالضحكة عليه وعلى حركاته.. وهو اللي وقف عن بعد خطـوات.. تم يطالعها وهي تضحك وضحك عليها .. وهو فخووور بالي صار اليوم.. زيـاد يعلي صوته:.. انا بروح... بس ظلي تضحكين.. كل مرة ابي اخليج وانتي تضحكين.. ما تدرين رنة ضحكتج شنو تعني بغربتي... ظلت مبسمة في ويهه وهو يروح عنها شوي شوي.. يا الله.. مرة وحدة الدنيا اشرقت بالشمس في حياة هيـام.. حلم ايامها وما بقول سنينها تحقق.. زيـاد.. ومشاعر زياد وكل هذا صار من ملكها؟؟ لكن لا.. لحظة.. اهي ما اتفقت معاه بابسط الاشياء.. اهم في مرحلة التجدد.. والبناء من يديد.. الاساس اللي بدوه كان خربان.. ولازم اساس يديد.. وليش ما تعطيه فرصة.. what the hick الانسان ما يعيش الا مرة وحدة.. والحيـاة قصيـرة.. لازم يستغل كل الفرص المتاحة جدامه.. وبتعطي زياد فرصـة.. فرصـة انه يدخل حياتها من يديد.. ويحي فيها الطف المشاعر.. على الرغم من انها حبته وخلاص.. لكن بعد.. تظن انها قادرة انها تقع في حبه من يديد .. لشخص زياد اللي ما عطت نفسها فرصة انها تعرفه احسن من جذي.. زيـاد.. وما ادراك ما زياد.. بتم وياك عشان اعرفك زين.. واعرف ان كنت انت فارس الأحلام اللي حلمت فيه وانا صغيـرة.. جندي اللي يحمي حدود حيـاتي.. ويدافع عني.. ليـــش لااا؟؟ ---------------------- في الحديقة اليديدة كان خالد قاعد وهو يتنفس الهوا المخلوط بالتربة.. مسكر عيـونه اللي يتمنى لو انها ما تشوف شي غيـر سمـاء.. ولكن وين.. ما يقدر حتى يروح داره من غير ما يفج ستار البلكون ويطل على غرفتها عشـان يلقاها موجودة جدامه.. تناظره وهي تأشر له بالقلب.. والسهم.. والحب... ابتسم بمراره وهو يحط جبينه على ركبته.. الهوا البارد اللي كان يلفح المكان ما يقدر يطفي الحرارة اللي تسـري في نفسـه.. سمـاء.. شلون ان اسمها يتردد في صدى قلبه وعقله اللي يرفض التفكير بشي غيـر شوفتها واهي تغيب عن عيـونه بخطوات من جحيم .. وكيف ان رماد قلبه المحترق بدى يخنق قصبته الهوائية.. ظهر الصـوت منه مغصوب وهو يناديها..:.. سمــاء... جراح وفاتن اللي حسـوا لغياب خالد عن العشا قرروا انهم يروحون له داره.. لان ام جراح بعد حطت العشا وتغيبت عنهم.. البيت مكتئب وجوه مشحوون.. واول ما فظى العشى ورتبت فاتن كل شي اهي وجراح .. تغسل وهو ينشف.. طلعو من المطبخ ولقو منايرقاعدة في الصالة وهي فاجة الكتب وهي تدرس.. الا فاتن تنصدم منها.. فاتن: ما شاء الله.. دوم يارب هالمنظر مب يوم.. رفعت مناير راسها بدهشة الى اختها.. وبسرعة استوعبت الموقف.. كانت اهي ما تقرى في الكتاب ولكن حاطه الاوراق اللي تخص عالية وسرقتها من العلبة عشان ماتشوفها فاتن.. تداركت الموضوع مناير: عشلون عيل.. اللي يبي يدش كلية الشرطة على الأقل عنده الثانوية العامـة.. فاتن باستغراب: كلية الشرطة.. جراح وهو يتخصر لمناير: انتي متى بتفجين هالفكرة عن بالج.. ما عندنا بنات يدخلون الشرطة فاتن بصدمة: الشرطة مناير اللي سكرت الكتاب ووقفت في ويه جراح بس بعيد: شوف جراح.. بلا اضطهاد لفكر المراة وحريتها.. ترى النسوان صج ما يقدرون يصوتون.. لكن بعد لهم حرية الفكر والتعبير عن الرأي.. فاتن تناظر مناير بدهشة وجراح يضرب على صدره: انا اللي خاطري اعرفه انتي من وين اتييبين هالحجي وانتي واحد زائد واحد واحد مكرر يساوي عندج.. مناير بغرور: انت وايد مقلل من جيمة عقلي وتفكيري اخ جراح.. لعلمك... اينشتاين ما كان شاطر بالمدرسة.. وشوف لاي درجات ارتقى بالعـلم.. فاتن: ههههههههههههههههههههههههه جراح وهو يحط يده على جتف فاتن: اينشتاين... منور.. تدرين احسن شي لج شنو؟ مناير: شنوو يا عبقرينو؟؟ جراح: احد ينقعج بماي بارد عشان تنصقعين وتكتشفين شكثر حجم غبائج.. منـاير وهي تتوعد: بتشوفووون.. رفعة هالبيت وعزة شانه بسببي.. فاتن بابتسامة محببة:.. وهذا اللي نتمناه يا منووور.. وانا واثقة منج(تناظر جراح) واذا هي تبي تروح كلية الشرطة خلوها.. كل واحد وله ولعه.. واكثر شي ينجح فيه الانسان اهو الشي اللي يتولع شي.. مناير وهي تروح لفاتن وتلمها: هاي الاخت السنعة العدلة.. مو انت.. يا كتلة الارطال.. جراح يشد شعر منــاير لاول مرة من بعد ما كانت هالمهمة مختصة على خالد: ااااخ جراحووو فجني والله ما اكتفيت من خالد الحين انت.. تذكرت فاتن خالد وعلى طول انسحبت.. اهي تعرف وين تلاقيه لان يمكن هالمكان يكون اكثر بقعة يتواجد فيها خالد من يوم ورايح.. فجت الباب اللي يطل على الحديقة ولقته بالفعل قاعد على الكراسي اللي مصفوفة عند الجدار.. مسند راسه وهويناظر السمـاء بهدوء.. ابتسمت له وعدلت حجابها اكثر.. وراحت لعنده وقعدت من غير ما تجذب انتباهه... لكن هيهات تطوف فاتن .. ملاك هالبيت من غير تنهيدة الراحة اللي تسـري في خالـد عشانها.. خالد من غيـر ما يطالعها ويبتسم:.. انا اقـول.. مرة وحدة ارتاح قلبي.. الا وهي يدتي الغاليـة.. فاتن.. فاتن: هههههههههههههه.. عاد يدتك مرة وحدة.. قول أمك.. خالد: لااه.. انا امي اهي خالتي.. وانتي... يدتي.. وسمــاء.. دنيتي.. سكتت فاتن وهي تراقب ويهه المعذب.. ولكن الهادئ.. وكمل خالد: تدرين فاتن.. انا شنو اللي مصبرني؟؟؟ فاتن: شنو يا خالد؟؟ خالد يناظرها ودمعة حزينة سرت من زاوية عيونه: اني اعرف انها تفكر فيني مثل ما افكر فيها.. وان مثلا راحت عن بالي لثانية يدق قلبي بعنف وكانه يحثني اني ارد اذكرها.. وارد افكر فيها.. ونتم انا وياها على اتصال واحد.. فاتن وهي تختبر خالد: بس في هالدنيا وسائل اتصالات والتكنولوجيا توسعت يا خالد.. وصار هالعصـر... قطعها خالد: اللي جمع بيني وبين سماء ما كان التكنولوجيا ولا التطور.. اللي جمعني بسماء ربج... ومثل ما جمعنا.. وفرقنا الحين.. بيرد ويجمعها مرة ثانية.. من غيـر اي نوع من المداخلات البشرية.. انا احب ربي يا فاتن.. وارضى بقضائه لو كان هالشي سيف على رقبتي.. وبترك كل شي بيده.. لكن بعد... بكون نفسي.. عشان ما ترد سمـاء الا وهي ملاقية هذاك الصبي مختفي. ويا محله ريـال ينشد به الظهر.. مع قلب هذاك الصبي.. اللي دوم بيدق لها .. وبس لها.. ضاعت فاتن في ويه خالد.. وعرفت شكثر تغيـر وصار مختلف.. ما عاد خالد المستهتر.. او اللي يمشي وهو يتغشمر ويحمل في طيات نفسه احزان.. صار انسان فرحان وسعيـد.. وبمن؟؟ بحب سمـاء.. شلون يقولون الحب حرام واذا الحب نفسـه يخلف في الناس مختـلف التغيــيرات.. مثلها اهي ومسـاعد.. شلون انها ظنت ان نهايتها راح تكون على يده.. وشلون ان اقل الكلمات اللي أهو يقولها لها تخليها تستشعر بنبض الحيــاة من تحت العـروق.. الظاهر ان نفس الاثر خلفته سمـاء على خالد..اللي ماعاد خالد.. ولا راح يرجع خالد.. فكل انسان وله مدة معيـنة من التقمص لشخصية.. لاحظ انها سرحانة بشكله وابتسم لها:.. علامج يديدة فاتن؟؟ شي في ويهي ؟؟ فاتن وهي منسحرة منه .. من أخوها العزيـز..عزيز قلبها خالد: خالـد... ادور فيك خالد اللي تركته .. لكن ماني لاقيته... وتصدق.. مو زعلانة لاني ما لقيته..لان كل انسان هالدنيا وله فترة معينة ويختفي ويظهر فيه انسان ثاني... دقق في ويهه وهو مو مستوعب: شقصدج؟ فاتن وهي توقف وتواجهه:.خالد.. انت تغيـرت.. وللأحسن.. بشهادتي.. انا ادري انك اكثرنا يمكن تعلق برب العالمين لظروفك الشخصيـة.. وهالشي كان سلاح لك انك تتقرب من هو اجدر من اي احد بهالدنيا انك تتقرب له... اغبطك يا خالد.. او حتى احسدك على ثقتك برب العالمين.. معظم الناس هالايام لا واجهتهم مصايب او مشاكل سلموا نفسهم لليأس.. الا انت... دمت بخيــر يا خوي وبت وصحيت على الخيـر.. والله.. انا اليوم فرحانة بأشد الافراح العميـقة لك.. وادري.. ان ايمانك القوي هذا راح يكافئ باحسن المكافآت.. ربك كريم وانت تستاهل.. بعد هالكلام اللطيف اللي عبر وجدان خالد مثل النسمة الباردة على قلبه.. وغادرت فاتن من بعدها . وتركته في احتفال الفخر .. الحمـد لله على كل حال.. قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ورب العالمين ما يبي الا صلاح البشـر.. عباده وخلقه ... --------------- بعد يوم من وصول مشعل وسماء اميـركا. مشـعل اللي كان في حوسـة مب عارف شيسوي.. لازم يلقى شي يخليه يثق انه قادر على التفريـق بين فاتن ومسـاعد.. مستحيـل ماكو شي ماكو ثغرة اقدر أوسعها.. واخليهم متشتتين ما يعرفون وين يلفون بويههم.. ماقدر اشوه سمعتها عنده مع ان هالشي هو اكثر يمكن يبعده عنها.. واكثر شي اقدر اسويه لكن اهو غريب من نوعه.. يوم شافها واقفة معاي تزوجها.. الحقـير.. لازم القى له شيء.. وفجأة رن تلفونه وهو كان قاعد في البلكون.. سمـاء من وصلوا ما طلعت من الدار اللي خذتها لها.. لان بعد يوم راح تدخل المدرسة.. فكل شي نظمته سلوى وياهم وارسلت لهم اللي يبونه وباجي المعاملات بتم لا راحت سمـاء عندهم.. رفع التلفون وهو مو عارف فارق التوقيت.. او جم الساعة بينهم وبينهم:.. نعـم.. غصـون:.. هلا بولد الخـالة.. مشعل اللي مستغرب اتصال غصون فيه: هلا هلا... وانااقول الرقم مو غريب علي.. غصون صح؟ غصون: اي نعم غصون..انا امس يابولي سيـرتك وقلت لازم اتصل فيه.. بس قول لي.. ليش الاتصال شوي ضعيف؟؟ مسافر شي انت؟ مشـعل: اي والله.. انا وسمـاء في اميـركا غصـون مندهشة: أميـركا مرة وحدة؟؟ ليش شصاير؟ مشـعل وهو يحد من صوته: لا بس.. بندخل سمـاء بمدرسة هني.. عشان تكمل تعليمها.. غصون وهي تبتسم بأسف:.. مدرسة داخلية على ماظن.. مشـعل باقتضاب: ايه.. دارت في غصون مختلف المشاعر الآسفة على سمـاء.. ضحـية خالتها هالبنت.. لكن ما راح تتدخل في هالشي.. ما تعنيها سماء شي.. وهذا ويه من ويوه غصون المتعددة.. البرود والجمود في ويه المشاكل اللي في العايلة.. غصون: انا اللي صج صج وحشني اهما انتو الاثنين بس خسارة.. الظاهر ان ما راح نشوف سماءلفترة مشعل:لا شدعوة. شي اسمه اجازات.. وتقدرون تزورونها هني بمدرستها غصـون: ان شاء الله ان الله قدرنا بنييها.. جم سماء عندنا.. وحـدة بس.. لسبب او آخر .. طاف في بال مشـعل شركـة عمه زوج خالته اللي قدر يعرف ان مسـاعد يشتغل فيها.. وما يدري ليش دفعه هالشي انه يسأل غصون عن مسـاعد.. مشعل وهو يعدل من قعدته : غصون انا مادري يمكن هالشي تعرفينه ولا لاء.. بس شي دفعني من الفضول اني أسألج غصون: اسأل مشـعل حاظرة لك.. شتبي تعرف؟؟ مشعل وهو يضيق عيونه: انتي اشتغلتي في شركة ابوج لفترة من الزمن صح.. ثلاث سنوات قبل.. غصوهن تصحح له وهي تجفس ريلها عل الكرسي: سنتين وشوي.. ليش؟؟ ضرب قلب مشـعل وهو يحس انه بييلقى ي:.. مادري ان جان في جانس انج تعرفين مسـاعد الدخيلي؟؟؟ غصـون تبتسم لكثـرة تداخلات مساعد في حياتها في الفترة الاخيـرة:.. اعرفه؟؟ أكيد اعرفه.. اي واحد يدخل شركـة الوفا لازم يتعارف بمسـاعد الدخيلي.. (وفجآة) انت شلووون تعرفه؟؟ هالمكــالمة... وهالفضــول اللي في مشـعل.. والملل اللي بحيـاه غصون.. اكثر الناااس اهتماما للي يمكن يصيـر بحيـاة الناس من جراء افعالها اللي تكون في صالحها.. شراح يخلف على فاتن ومسـاعد.. اكثر من مرة حسسينا ان غصون تتداخل في حياة مساعد او في فترة من حيـاته بصورة غريبة بعض الشي.. لكن ما عرفنا هالشي.. في الجزء الياي.. حل مشكلة عالية.. ودخول غصـون المفاجئ في حيـاة فاتن.. وليش راح تدخل غصون في حياة فاتن.. والشيطان مشـعل.. شلي راح يستفيــده من هالشي... ومنـاير.. شلي راح تسويـه في أختها من غيـر درايتها او معلوووميتها.. الجزء الثلاثون الفصل الأول -------------------- مرت الريـاح.. حقا.. لبعض السفن بما لا تشتهي.. تحتم الفراق على بعضها.. والقرب من بعضها.. والسكون في اخرى.. واخرى الضيـاع في متاهات الغدر والانتقام.. فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم.. فاتن ظلت في حالة من الشك والتخيـل.. لماضي مسـاعد.. لاجابته الغيـر مقنعة.. واللي كانت رد بالسؤال.. ونظرة عيونه الي جبنتها ولا خلتها تطالب بالاكثر.. كانت مصدر قلق لها.. ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على صدره على وشك انه ينكشف.. وعالية وحقيقتها راح تكون على الملأ.. وفاتن.. ما يعرف شراح تكون ردة فعلها.. اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية.. شبح ملمووس ظن انه لو ملكه راح يملك عالية من جديد.. لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خلاه يرجع بتفكيره امرار.. ولكن.. قبل لايحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه معاها.. قبل لا تعرف الشي من احد.. او من نفسها.. بعد ما اودع سمـاء الصامـتة.. الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب.. ملهوب الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ.. فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي بداياتها تكون مربكة.. وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خلاه يتردد اكثر من مرة.. لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع.. كان خائف ان ولا من هالأشياء راح يكـون كافي لهدم ما بيـن الأثنـين.. اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن.. فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة.. مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر.. لازم تتألم.. عشان تعرف مقدار حبي لها.. والحب هو العذاب.. لا تنسى رسم الألف.. لان هالمعنى جدا راح يختلف.. اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها . بحق نفسه وبحق الحبيـبة الأزلية.. وفوق كل هذا مو عارف ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله.. استعدادات زواج نورة كانت على أهبها.. ما بقى شي.. اربعة ايام وخلاص تروح من هالبيت وتظل مريم بروحها.. حالتها النفسية الاخيـرة في منتهى التوتر.. ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها.. شي في الجو.. مثير للاشتهباء والحماس.. شي من الفرحـة لكن الاحتراس من كثرها عشان لا تطيـر بالهواء قبل لا تسقط باليـد.. واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها.. لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من بليس.. من شدة المشـاعر اللي على قلبها.. ------------------- في بيت بو جراح.. العصـر.. كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن... حس ولسبب غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم.. كان رحووم.. ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان.. الله يرحمك يا يبا.. تمنيتك معاي بهذا اليـوم.. وياليتك كنت موجود.. محلى الولد لا وقف وياه ابوه في ليلـة مثل هذي.. الله يرحمك.. يا بو جراح.. يات له فاتن وهي حاملة التلفون اللاسلكي بيدها وتوها مسكـرته.. التفت لها جراح: خبـرتيه؟ فاتن المبتسمة: اي خبرته.. استغرب اول شي.. لكن قال حياكم الله.. جراح وهو يبتسم بتوتر ويحرك يده في شعره: مادري فتون.. احس ان قطار بيدوسني الحين.. مادري شهالتوتر.. فاتن: ههههههههههه.. اذا انت قطـار.. مريم شراح يصيـر فيها. هذيج بتدعمها سفيـنة بكبرها.. جراح: هههههههههههههههه.. سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة.. وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر الرحمة ... وتذكرت مطـر بوسطـن.. شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع.. وعلى من.. على سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها.. الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ولا لاء.. راح تكون مليئه بهالنوع من الفوضى.. ياها صوت جراح من وراها:.. تهقين الوقت مناسب فاتن؟ فاتن راحت لعنده:.. الزواج ماله وقت مناسب.. دامنك تعرف انك لها.. وان الشي في قلبك بقوة الايمـان.. (ابتسامة راحة في ويه اخوها) خلاص..لا تفكر اكثر ... جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن:.. فتون.. انتي وايد تهذرين تدرين فاتن: ههههههههههههههههه من زمان.. توك داري.. جراح وهو يلمها: بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد.. الله يهني مسـاعد فيج.. والله انج قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج.. فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها:.. اشكر شعورك.. عشان تعرف احنا الياسي.. مالنا شبيه.. بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الأرض العطشى.. التقاء غريبين.. او قريبين ولكن بعيديـن.. فاتن وهي تتنهد: كلمت أمي؟ جراح يهز راسه بالايجاب: اي.. كلمتها.. (امتعض شكلها) غياب سمـاء وحالة خالد بعدهم مأثرين فيها بقوة.. فاتن وهي تبتسم بألم:.. لكن ما ردها بتطوف هالشي.. اذا عن خالد فمتوقعة انه بيتجاوز هالشي بنجاح.. لكن سمـاء(بأسف) هذي اللي يمكن ما نلقى عنها خبـر ولا علـم.. جراح: اذا بغتنا بتلاقينا يا فاتـن.. احنا ما بنروح مكان وبنظل هني ننتظرها طول العمـر.. ان جان مو انا ولا انتي ولا حتى يمكن امي.. خالد .. فاتن وهي تهز راسها بالنفي: ما عمري توقعت.. هالاثنين يحبوون بعض.. وبهالشكل.. مع انهم صغـار. جراح يبتسم: الحب ما يعرف صغيـر ولا كبيـر يا فاتن.. الحب بدايته شعله اهتمام.. الفة.. وقرب... هذي العوامل كافيـة انها تجذب في نفسـ البشر انهم يحبـون وينحبـون.. فاتن وهي تصدق كلام اخوها:.. الله عليك.. جبتها يا جراح... بس.. اتمنى انهم يرسون على بر فيوم.. جراح وهو يحك ذقنه: بس اللي مو قادر أألفه.. اهوو مشـعل.. مادري شصار فيه.. (اضطربت فاتن داخليا) من فتـرة وهو معتفس.. حتى انه قضى ايام ما نشوفه فيها.. سكن بالشاليه لفترة .. وتدرين.. كل هذا صـار من بعد وفاة ابوي.. او يمكن بالتحديد من سـفرج.. ولاني انشغلت عن هالسوالف والربع ..ما دريت عنه الا بعد فوات الفووت.. فاتن وهي تبعد ويهها عن جراح عن لا تفضحها ملامحها:.. ما تدري.. سبحان ربك العظيم.. يغيـر الحال الى حـال.. لا تهم قلبك.. كفايـة هالليلة (تهلل ويهها) انت اليوم بين نار او جنه.. جراح وهو يفرك يدينه: بس تدرين فتوون ان صار كل شي اوكي.. ما ايي الربيع (الموسم) الا من زمـان خذتها.. فاتن: هههههههههههههههههه. رمضان جريب .. خل نيتك صافية وان شاء الله نلقاها على الفطور معانا.. جراح: ههههههههههههههههههههههههه.. ================= رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر.. والفكر والعقل.. اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن.. وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها.. السالفة تفليدية... بس يمكن يايين يهنون لامي على زواج نورة.. بس ما يندرى شالموضوع.. واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس.. ويا امها توريها الجلابيات والمطرزات الل شرتهم لها ولامها بعد.. ام مسـاعد: وي يا قلبي ما كان داعي لكل هذا نورة وهي تفج عيونها: ما كان عادي؟؟؟ ليش ان شاء الله انا شريت لمن غير امي حبيبتي.. هذا ولا شي يا يمة انتي نطري بس خل ارد من بانكوك.. بغررقج من المطرزات.. ام مسـاعد: تدرين اني اموت في هالسوالف هههههههههههههه مسـاعد وهو يرمي الجاكيت على الطاولة: السلام عليكم.. انتبهن له: وعليكم السلام ورحمه الله.. ام مساعد اللي تكدر ملامحها من التعب الواضح على ولدها:... حيا الله وليدي مسـاعد مساعد يبتسم وهو واقف على فتحة الصالة: الله يحيج ويبقيج... يمـة اليوم بيت الياسي بيوونا بالليل.. ام مسـاعد وهي تعقد حواجبها: وليش؟؟؟ العرس مو اليوم.. استغرب مساعد منها: انزين هذولا اهلنا ومالهم مناسبة عشان ايزورونا.. ام مسـاعد اللي تظايقت: والله انا مشغولة عرس بنتي ما بقى له الا جم يـوم وابي اجهز لها نورة تمسك يد امها بحنان: يمـة اهل فاتن توهم يزورونا لاول مرة.. وعرسي زاهب ومكمل بفضلج.. ام مٍسـاعد توها بتتكلم الا وصوت تكسـير من المطبـخ.. على طول تبع الصوت مسـاعد وهو مستـعجب من اللي هنـاك.. كانت مريم قاعدة عند الجزاز وهي تلمه وتجمعه بيدها او تدفره بعيد عن محط الاقدام.. ويوم شافها مٍسـاعد استغرب من تواجدها بالمطبخ طول هالوقت من غيـر ما تطلع او تبين انها موجودة جثى على الارض يمها: سلامات مريم.. مريم اللي كانت تنتفض لسبب غيـر معروف: الله يسلم راسك.. مسـاعد: كنتي هني طول الوقت؟ مريم وهي تتحاشى عيون مسـاعد: اي.. بس مادري شصار.. اعوذ بالله من بليس طاح القلاص وانكسـر.. اكيد ما كان حواسي.. وياي.. ياتهم نورة ووقفت على الباب: اووه هذي مريم نسيناج انج بالمطبخ.. مريم وهي تناظر نورة بغضب: حشى يعني الواحد ما يقعد بروحه محد يقدر يتأخر.. نورة تعجبت: شوي شوي عاد كلتيني.. والله ما صارت غشمرة مساعد لاحظ ان مريم مو بطبيعتها مسكها من ذراعها: مريم شفيج؟ مريم وهي تلم الجزاز: مافيني شي بس الم الجزاز.. سحب يدها ورفعها: خلي عنج الجزاز.. لميه بعدين سحبت مريم يدها من يده ومدتها للجزاز: لا لا.. ايي لؤي اللي ما يلبس شي يدوس عليه ويتعور.. خلني بيمعه كله مسـاعد من انذكر اسم لؤي حس بالوحشة له.. فترة من اخر مرة شافه فيها: وينه لؤي؟؟ كلش ما ينجاف بالبيت؟؟ نورة: كله بالورشة.. ام مساعد تتحرطم بره: ياويلي من هالصبي.. لا غدى ولا عشى ولا اشوفه.. طايح طيح بهالورشة.. هالك روحه.. لو ورشته قلنا ما عليه.. مسـاعد: هالشي مكدرج يعني؟؟ ام مساعد بعصبية: اكيد مكدرني.. ولدي.. حشاشة يوفي.. عزيزي وما اشوفه .؟؟ ماقدر على فرقاه هالصبي.. ولكن مادري عنه لا شرق ولا غرب.. نورة بصوت واطي: امي يمكن تبالغ بس صج مساعد صار لنا فترة ما شفنا لؤي.. انا عن نفسي ما شفته الا مرة من يومين.. كله بالورشة او طالع برة.. في هذيج اللحظة مريم اللي يمعت الجزاز تسللت وراحت لدارها وهي تمسك على قلبها.. خوف عظيـم في روحها مخليها بلا حواس.. خوف او توتر ماتقدر تستوقفه او تمنعه من الازدياد فيها.. شي كبيـر وحزين راح يصيبهم هذا اللي تقدر تترجمه منه.. لكن وين؟؟ والعرس جدامهم.. حياة اختها اليديدة.. الخوف هذا متركز على أحد عزيز على قلبها. اعز عليها حتى من نفسـها.. ومسـاعد الي اعلن الزوار اللي بيوونهم اليوم ما خفف من شعورها بالخـوف. الا عظمه اكثر. وتوسعت دائرة الشك اللي في نفسها الى النطاق الاوسع.. فاتن وجراح... يا رب.. يارب شهالشعور اللي حارق يوفي.. ماني قادرة احس حتى بالراحة.. قعدت على زاوية السرير.. وهي تتنفس بقوة ومادة يدينها بالدعاء.. مريم وهي ترتعش: يارب.. يا حبببي يارب.. ارحمنا بواسع رحمتك.. ابعد عني الشيطـان.. ابعد عني الشيطان ياربي.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيـم.. اعوذ بالله منه.. طرقات على الباب نفضت مريم.. لكن تمالكت نفسها وردت.. مريم: من؟ مساعد بصوته الحنون: هذا انا مريم.. تسمحين؟ مريم وهي تمسح عيونها اللي ابت الدمع لكن تحس فيها حرقة: تفضل.. بهدوء فج الباب مسـاعد.. لمن كشف مريم وشافها قاعدة على السرير وهي تتصنع الابتسام لكن جبينها المعرق بالتوتر ما كاان حليفها.. التزم مساعد الصمت وابتسامة صادقة تشع على شفايفه.. مساعد: وحشتيني.. من زمـان ما شفتج.. مريم وهي تضيع بعيونها القلق: ما تشوف وحش.. انا هني .. مسـاعد التهب قلبه على مظهر مريم.. تعرفون شلون الشعور لمن تلاقون شعلة مضيئة مرة وحدة يخب ضوئها ويظلم المكان؟؟ جذي كان ويهه مريم.. وهذا اللي مستحيل يقبله مسـاعد بهدوء.. قعد يمها وعيونه عليها : مريم.. علامج؟؟ مريم وهي تشد فك مرتجف: مافيني شي.. ليش؟؟؟ مساعد يمسك جبينها براحته: حرارتج مرتفعة ولا شي؟؟ مريم تهز راسها : لا مافيني شي.. بس.. الامتحانات جربت.. وانا شوي.. خايفة.. مسـاعد وهو يشكك فيها..: مريم.... تكلمي.. قولي لي.. انا ابوج مسـاعد مو احد غريب.. سعودي .. خبريني .. قوليلي.. شلي شاغل قلبج وعقلج.. حاولت انها تصده بنظراتها المستنكرة والمتصنعة بالمرح.. لكن ما قدرت.. وما ياز لها الا الارتجاف مثل الورقة جدام عيون مسـاعد.. بدايات الانهيار العصبي اللي حل في مريم.. ومن بعدها بصوت خافت وخائف: مسـاعد.. مادري شفيني.. احس ان شي جايد بصير.. قلبي (وهي تمسك على قلبها) من يومين ما لاقي الراحة... احس بشي بصير.. مادري مسـاعد.. قلبي ايعورني.. على طول لمها مساعد بحظنه العريض وبهالحركة انهارت مريم تماما في البجي بحظن اخوها: اسم الله عليج... مافيج شي يا مريم.. صلي على النبي؟.. شعبتي قلبي عليج.. مريم وهي ترفع ويه مضرج بالدمع: واللي زودها فيني اكثر.. خبر ان اهل فاتن بيون اليوم.. مسـاعد.. تكفى.. لمنا كلنا ويا بعض.. ما ابي احد ايصيده شي.. والله قلبي ما يتحمل.. مسـاعد يلمها بقوى: اوووش.. اوووش.. ما عليج يا مريم.. هدي أعصابج.. تعوذي من بليس... اذكري ربج.. انتي وحدة مؤمنة.. وهب صار شي ترى هذا قضاء ربج وقدره. منو انتي اللي توقفينه.. كل شي بحكمة ربج. ما ردت مريم على كلام مساعد اللي لا رد له.. وتمت بحظنه تحاول تخفف أنتها المحتدة.. والخوف الرهيب اللي في نفسها كل ما له يكبـر.. ويزداد.. --------------------- في غربة النفس والوطن لقت نفسـها سمـاء تتطلع الى السمـاء الواسعة.. منتظرة شي يردها من الحلم المزعج اللي تعايشت وياه من مولدها. وازداد بفراقها العصيب عن كل اللي حواليها.. وظلت تحاول انها تتغلب على هالشي بميراثها البسيط من خالد.. مدت يدها الى صبعها وناظرت القلب الخالي.. محفور ويتخلله الهواء.. كيف انه يسمح للهوا انه يمر ويدخل بحرية .. على عكسهم.. ما لقو من اللي حواليهم غيـر التكبيل.. المستقبل – على الرغم من كل شي- الا انه يوحي بالسـعادة.. وعيون خالد اللي تشبث بها عقلها كنهاية سعيدة بينت لها ولو شي من علم الغيب عن المستقبل.. وياليت لو يتحقق لها شي من هذا كله.. والا.. حتى لو ما تحقق.. راح يكون كافي على نفسها انها تكون حلمت فيه.. وناس تلقى بالحلم الكمال اللي ما يلقونه بالواقع.. وللتواضع اللي فيهم.. هذا يـكون كافي.. نزل اخر جنطه لها من بعد الجولة الاستكشافية للمكان الراقي من نوعه.. كل الاوراق وقعت وكل المستندات وثقت.. سمـاء صارت جزء من هالمؤسسة التعليمية الراقية.. وماكو شي بهالدنيا الا بعد خمس سنوات يطلعها من هناك.. حتى تبلغ السن القانونية.. تعليم متكامل وجامع لكل المؤهلات.. تطلع ببكالوريوس باي تخصص تبي تدرسه.. ولكن ضمن هالمدرسة.. او هالبيت اليديد.. مشـعل وهو لابس نظارته الشمسية بهذاك الصبح الباااارد من نوعه:.. خلاص.. انتي شبه المستقرة هني.. باقي مس تمبل اللي بتاخذج عشان تنظمين امورج ومن بعدها كل شي راح يكون على اتم وجه.. ما تكلمت سماء.. كانت واقفة وهي حاطة الشال على راسها وكانه رسم من مراسم الحياة اللي ماتبي تفقد معالمها.. ما تمنى مشعل انه يظل اكثر لان رحلته ما بقى عليها الا ساعة وحدة: يالله سماء.. تحملي بروحج.. ولا تخرطينها هني.. لا تقطعين البيت عن اخبارج.. والتف على عقبه رايح عنها صاحب القلب القاسي.. لكن مرده التفت لها للمرة الاخيـرة.. ولقاها واقفة وهي تناظره بعيونها الشفافة.. وكان الحياة تمر من خلالها وتبين له ذكريات العمـر الحلو اللي كانو ضايعين فيه على الرغم من قله الحنان... ورق قلبه مثل ما يقولون.. وراح لعندها لكلمته الاخيـرة.. مشـعل: سمـاء.. (يقلب صفحات ويهها بعيونه) كل اللي صار.. لصاللحج.. انتي صغيـرة.. والصغيـر ما يقدر يتحكم في مصيـره مثل ما تظنين.. صدقيني. كل اللي جرى عليج خيرلج.. (مد يده يبي يمسح على خدها وهني تحركت وتراجعت لورى.. وهوت يد مشعل بالهوا فتظايق) على العمـوم.. هني بنكون مطمنين عليج... تحملي بروحج.. باي.. قبل لا يمشي ما قدرت سماء الا انها تقول له اللي يختلج اعماقها.... بصوت قوي وثابت:.. اذا كنتو تظنون ان هالسجن المزين راح يكون شافع لكم بيوم اللي بطالبكم فيه بحقي.. بتكون انت وامك غلطانين.. وحتى ابوك.. من هذي اللحظة.. اللي انا تمنيت فيها منكم ان يرق قلبكم علي.. ولا احد اعتبر.. اتبرى منكم.. ولا اتمناكم اهل لاحد لان والله انتوو منتوو بأهل.. انتوو عذاب يتحمله الرضيع من مهاده.. والله يحمي فاتن من نواياك يا مشعل.. (فج عيونه مشعل من الصدمة) لان اللي تضمره في نفسك اللي للاسف تلوثت.. ما راح يكون هين عليها. الله يعينها منك... يعينها ويخلصها.. كانت هذي كلماتها.. وواختفت من بعدها في مهب الريح الى داخل السجن.. اما مشعل اللي ظل معمور بالغضب حاول يهدي نفسه.. لكن عبث.. كل كلمة تنقال له عبارة عن حطب للنار اللي فيه.. الكل يلومه.. والكل يتمنى لها الخيـر.. وهذا الشي كفيـل انه يبعد الحب عن قلب مشعل لفاتن ويجلب المزيد من الكره والنفور لها.. وصار الانتقام يحلووو طعمه.. قبل كان يتلوم فيها لكن الحين.. كل شي راح يكون بالصورة المطلوبة.. ================== بيت الياسي العشاء.. جراح اللي كان لابس ومتزقرت لكن التوتر اللي فيه كل شوي يخلي الشماغ الابيض اللي على راسه يطيح.. ويعدله مرة ثانية.. وام جراح اللي بهـدوء تلبس وتتجهز معطلة الكـل.. فاتن زهبت لكن ظلت تشغل وقتها بالهدايا اللي شرتها من اميـركا لنورة ولؤي .. جهزت كل شي .. لبست عبااااية راس مثل الكبـار ولفت الشيلة على راسـها.. ونزلت تحت لاخوها اللي كان واقف وهو يخرخش مخباته ومتوتر بالحيـل ابتسمت له::... ماقدر على المعـرس.. يازينه ويا شين عدوينه.. جراح اللي يفرك يدينه:.. اي معـرس.. بروحي متوتر فتون.. (يتنهد بصوت عالي) والله ان الخووووف يقطع اليوووف.. فاتن وهي تمسك جتفه: شخووفه؟؟ انت مقدم على احلى خطوة بحياتك وحياة البنت اللي تتمناها.. ماكو شي احلى من الزواج ياخوي.. جراح يناظر فاتن بنص عيون: الحين؟؟ مادري من اللي قبل الزواج الا مابي ولا تجبروني تغير الموضوع باحراج: اللي ما يعرف للصقر يشويه.. وبعدين وضعي ووضعك ما بينهم مقارنة.. انت تحب مريم وعارف انك تبيها .. لكن انا ما كنت اعرف مسـاعد ووجوده الغيـر مقبول في ذيج الفترة في حياتي اثر على حكمـي.. جراح وهو يناظر غرفة امه: انتي الحين استعيلي الوالدة الله يخليج تراني بموت مكاني ان تمينا اكثر.. فاتن: ان شاء الله بس اذكر الله انت قبل.. جراح وهو يمسح على ويهه وحاط خاتم في خنصره اليمين: لا اله الا الله محمد رسول الله.. ابتسمت له فاتن وتوها بتتوجه لدار امها الا كانت الاخيرة طالعة والعباية على جتفها.. ومن الصدفة ان جلابيتها كانت مطابقة لالوان جلابية فاتن..فتموا الثنتين يناظرون بعض وضحكوا.. فكرت ام جراح انها تروح تغيـرها لكن هيهات يرضى جراح اللي من التوتر.. ياه مغص.. وتحركوا الياسية ناحية مستقبل جراح ومريم.. الله العالم شلي مخبى لهم ولبيت بو مسـاعد.. توهم واصليـن عند البـاب.. دق لؤي على جراح اللي كان شوي وينزل من السيـارة.. رد عليه جراح بصوت متوتر شوي:.. هلا لؤي.. لؤي الحزين يتنهد: آآآآآآه.. هلا جراح استغرب والحريم نزلو: .. شفيـك لؤي؟ لؤي وهم يسكر عيونه ويحني ظهره : تعبـان جراح.. يات فاتن لعند جراح تأشر عليه لكن هو ما انتبه لها:.. شفيك لؤي؟؟ وينك في؟؟ لؤي وهو يسمع صوت البحـر الهادئ وين ما لحق غزلان قبل جم يوم: انا هني عند البحـر.. وانت وين؟ جراح وهو يناظر انوار بيت بو مسـاعد: انا عند بيتكم.. لؤي استغرب: عند بيتنا؟؟ خيـر عسى ما شر؟ جراح تلعثم:.. ليش ما تدري اني واهلي زايرينكم اليوم؟؟ لؤي وهو يحك جبينه: لا والله ما دري.. حياكم الله جراح وهو يأشر لفاتن اللي كانت واقفة انها تدخل البيت: لؤي انا محتاجك الحين اكثر من اي قبل وينك في؟؟ لؤي: ليش علامك جراح؟ جراح يبلع ريجه:.. انا اليوم.... ياي بيتكم .. اخطب مريم.. نسى لؤي كل همومه وتهلل ويهه وهو يبتسم: احلللللللللف.. الحين عندك.. كلها ربع ساعة وانا هناك.. جراح يبتسم: اي اي لا تخليني بروحي.. انا ماقدر احط عيوني بعيون ابوك واخوك وانت مو وياي.. على الاقل احد آآلفه واعرفله.. لؤي وهو يركب السيارة: لا خلاص عطني ربع ساعة وانا عندك ولا تحاتي ولا تعور قلبك.. ياويل عمري اختي الثانية بتعرس..(يبتسم بشقاوة) بيفضى لي البيت.. جراح: ههههههههههههههههههه مات عليك.. الحين ما حلى لك الا هالشي.. انزين ماقلت لي شمنه انت تعبان؟ لؤي وهو يسترجع حزنه اللي ابعده بسرعة عشان لا يخترب مزاجه: لا ما عليك انا واحد ما عنده سالفة.. انطروني لا تفج السالفة وياهم قبل ما ايي.. جراح وهو مبتهج ببهجة لؤي: ولا يهمـــك.. انت بس لا تتأخر.. لؤي: ولا يهمك.. يالله باي.. جراح: باي.. طالع التلفون بعد ما سكـره ووهو على ابتسامه.. وفاتن تلتفت له ويا امه اللي كانو مستغربين من تأخره.. طلع جراح من السيارة وسكرها بالتحكم وراح لعندهم فاتن: كل شي بخيـر؟ جراح :اي هذا لؤي.. ما كان يدري اننا ياينهم الليلة.. فاتن: اهاا.. ام جراح: يالله يمة خلونا ندخل تكسرت عظامتي منالبرد.. راحو عند الباب ودقوو الجرس.. واللي رد عليهم كان مسـاعد.. اول من لقى جدام عيونه كانت فاتن وامها.. وابتسم لفاتن ابتسامة ناعسة حلوة.. واهي اللي شافته بحلاوة ولكن التعب كان معتلي امارات ويهه.. وحاولت انها تبتسم لكن الاستغراب كان عنوان ويهها.. مسـاعد يتكلم بساحرية لام جراح: حيا الله من يانا.. توه ما نور بيت الدخيلي.. ام جراح : بنور وجودك ياوليدي.. مسـاعد يكلم فاتن بصوت رزين وشوي فاتن:.. مسـاء الخيـر ردت عليه بصوت اشبه بالهمس: مسـاء النور.. حياكم تفضلوو.. مرت ام جراح من طرف مسـاعد ويوم مرت فاتن سمعت شي في اذنها مثل الهمس.. حتى انه ما انحنى لعندها.. مسـاعد: يا زين البدر في مطلع الشهر.. ابتسمت بحيا وما حطت عيونها بعيونه لانها ان سوت عادي انها تذوب في لحظتها.. بس بعد كل هالغزل ما كان ملهي عن الخوف اللي اعتللا فيها على مسـاعد.. ليش شكله تعبان وليش هالاجهاد كله.. ؟؟ نورة اللي حييتهم عند الصالة:.. هلا والله.. يا حيا الله مرت اخووووي وخالتي ام جراح.. ام جراح: الله يحيييج.. الله الله .. يا محلاااه العرووس نورة بحيا: الحلوة عيونج خالتي.. اصلا انا من زمان حلوة لو تدرين ام جراح: هههههه.. معلوم يمة معلـوم.. طلعت ام مسـاعد من المطبخ.. ومن طاحت عينها على ام جراح لا اراديا جالت في نفسها العبـرة.. الصداقة القوية اللي يوم ربطت ام جراح بام مسـاعد ضعفت من تزوج مسـاعد فاتن.. غيـرة الأم على ولدها.. والحرمة اللي اهو اييبها لعندها اهو دافع قوي ان يخلي الام تقطع كل شي يتعلق بهالبنت حتى لو كانت اقرب مالها.. وهذا حق من حقوق الام في بعض الاحيان انها تكون من تختار البنت لولدها.. او شي تحببه في نفسها.. ام جراح اللي من شافت ام مساعد راحت لها: يا حيا الله هالشوووووف.. ام مسـاعد: يا بعد قلبي سعاد... تلايمو الثنتين على بعض وهم مشتاقتين لبعض.. ابتسمت فاتن لهالشي وفرح قلبها.. ومسـاعد اللي انصدم واندهش من فرحة امه بشوفه ام جراح لانه اكثر واحد يعرف شكثر امه تغار منهم ومحاربته على هالشي.. بس بعد هذا كان دافع انه يبتسم لامه بحنان وهو يهز راسه.. يا كثر ما تقولين يايمة لكن قلبج هذا هو.. خصلة الحرير اللي تبرد على قلب اي احد.. التفت الى فاتن لقااها تناظره بابتسامة تكشف صف اسنان لؤلؤية.. ونظرة عيونها اللي من شأنها انها تقلب كل العواصف اللي فيه الى هدوء مستتب.. ومن بعدها انسحب عشان يشوف جراح اللي تركه بروحه برع.. مسـاعد وهو يضحك لجراح: السموحة نسيناك جراح الحزين: والله بغيت ارد البيت.. لقيت فاتن خلاص انا قطيتووني؟؟ مساعد: هههههههههههههههههه لا والله افا عليك.. تفضل حيـاك. .بريلك اليمين.. جراح: الله يخليك.. زاد فضلك.. من ام جراح انتقلت ام مساعد الى حرمة ولدها.. ويوم طاحت عيونها على شكل فاتن البريئ بعيونها اللامعة الكبيـرة انتشر الحب في قلبهـا اسرع من االضوء في الظلام.. وراحت لها وهي تضمها. وفاتن اللي كانت اسرع منها راحت لها وباستها على راسها وهي ترتعش من اول لقاء مع ام ريلها.. ام مسـاعد: فديت هالويه.. تعالي عندي خليني ابووسج يا حرمة الغالي.. وبالفعل.. انصاعت فاتن لحظن ام مساعد اللي كان فيها من ريحة الغالي حبيب قلبها واستمتعت بدفاها لدرجة ان الدمع شوي وينهمر من حلوو اللحظة.. بعد فتـرة.. اشرت لهم ام مساعد انهم يدخلون عن الوقفة في هالمكان.. ولكن فاتن سألت نورة عن مريم.. نورة وهي تضحك: مادري شفيها متخزبقة البنت من يومين.. وما نزلت للحين .. الظاهر بدارها.. اروح اشوفها لج لو تبين فاتن تمسك يد نورة: لا افا عليج وانا وين رحت.. انا بروح لها وبجوفها.. نورة بابتسامة: زين عشان اييب العصيـر.. راحت نورة في درب وفاتن فوق الغرفة.. وطلت على دار مريم .. وقبل لا تدخل طالعت دار مسـاعد اللي حفظت موقعها .. مجابل غرفة مريم.. طرقت الباب بهدوء.. وفجته من بعد ما سمعت صوت مريم المتغيـر يحيي الطارق.. كان راس مريم ممتد للباب وهي ماسكة بروش الشعر وشعرها مفتوح.. ويوم لقت ان الطارق اهي فاتن قامت على طولها ورمت البروش وبسرعة سحبت فاتن ولمتها وهي ترتعش.. فاتن منصدمة: بسم الله عليج مريـم. علامج حبيبتي تتنافظين جذي؟؟ مريم وهي تبتعد عن فاتن وتسحب يدها: حطي يدج على قلبي.. شوفيه شلون يطق.. والله بموت فتون.. الظاهر ان فيني انهيار عصبي.. فاتن: ههههههههههههههههههههههه.. بسم الله عليج .. من شنو الانهيار العصبي.. الدنيا بعدها بخير يا ويه الخيـر مريم: لا يابوج الدنيا مو بخيـر.. فاتن.. تعرفين شكثر احساسي بالخطر صاااج وفي محله؟ فاتن اللي تظايقت شوي من كلام مريم : يا مريم اي خطر الله يهداج.. ذكري ربج وصلي على النبي .. مريم: لا اله الا الله واللهم صلي وسلم عليه.. بس فاتن.. الجو فيه شي متكهرب.. فاتن: الدنيا كلها مطـر والكهربا عادي يصير فيها تمااس.. مريم وهي تضرب فاتن: مالت عليج.. فاتن: هههههههههههههههههههههههه.. الحين انتي قوليلي.. هالحلااااة وهالجمال كله لمن؟؟ هاا.. (تغمز لها) لايكون تحسين؟؟ مريم وهي مستغربة: احس بشنو؟؟(تفكر شوي) تعالي صج .. ِشسبب زيارتكم الجليلة لنا اليوم؟ فاتن وهي تناظر مريم بغباء: مالت عليج الحين.. بدل لا انتي اللي تعزمينا.. بس تدرين ماني مخبرتج ليش احنا هني اليوم؟؟ تمت مريم تناظر بشك عيون فاتن اللي كانت مبتسمة بخبث.. لمن فهمت الاولى السالفة وفجت ثمها وهي تتنفس بقوة.. وتمسك فاتن من ذراعاتها.. مريم: واللي يسلم مسـاعد لج.. قوليلي.... (وهي ترتعش) جراح.. فاتن وهي تبتسم لها والدمعة تلمع بعيونها:.. تقدرين تقولين.. ان ربج راد لليلة.. حلمج وحلمي من وعينا للدنيا.. يمكن يتحقق الليـلة.. تركت مريم فاتن وهي حاطة يدها على ثمها.. وما قدرت تحبس الدمعة اللي سالت من شدة الفرح اللي فيها.. وتمت واقفة بعيد عن فاتن شوي وهي مبتسمة ببجي.. والثانية بعد ما قدرت تضبط نفسها وابتسمت بحبور في ويه مريم.. مريم بهمس:.. يعني..... خلاص.. الانتظار خلص؟؟؟ فاتن وهي تهز راسها وتتقرب منها:: ان ربج راااد يا مريم.. ان ربج راد.. محد يقدر يحدد ارادة ربج الا هو ونعم به .. مريم وهي تلم فاتن بقوة: يا بعد عمري على هالخبـر.. يعلني مااابجيج يوم تبجي فيه العيوون.. افرح لج طول العمر يا فاتن.. فاتن اللي تبتسم: الله يسمع منج يا مريم.. اللهيسمع منج يا حبيبتي.. ابتعدت مريم عن فاتن وهي تمسح الدمع... تضحك بهستيريا في فاتن.. ولكن.. على رغم ان هالخبـر من احلى الاخبار الي يمكن تسمعها بحيـاتها.. الا ان الخوف اللي فيها ما ابتعد.. يمكن خف لكن ما ابتعد وما زال يحوم في قلبها مثل الطيـر الجريح.. مريم وهي تغضن حواجبها:.. بس فاتن.. مادري شفيه قلبي.. ماقدر اضبط شعور تقطعها فاتن: يا مريم قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ومهما كان قضاء ربج في اي واحد منا.. واجب علينا اننا نتقبله.. اللي صابنا قبل كافي انه يخلينا نحس ان اللي بييي بسيط... يالله .. زهبي حالج ومشي الكحل اللي سااح.. عشان تنزلين تحت.. امي هناك وامج.. مريم باستغراب: وامي بعد؟؟؟ فاتن: اي امج.. ليش؟؟؟ فيا شي؟؟ مريم تغير الموضوع:. لا والله مافيها شي.. بس توقعت ان حتى يدتي هني عادي يعني هالسوالف.. ههههههههههههههه فاتن: هههههههههههههههه سخيفة تدرين.. يالله نزلي.. مريم وهي تتوجه عند المنظرة: وان مينيت مدموزيل.. سوت اللي عليها.. ورفعت شعرها بكليبات بنفسجية على لون جلابيتها الفخمة من نوعها.. والمكياج الناعم اللي كان متألف على عينها من الكحل الاسود الدقيق السائل.. خط عينها بطريقة حلوة وكبرها.. والشادو البنفسجي اللامع الخفيف والبلاشر اللي اكسبها توهج حلوو وحيوية ببشرتها الخفيفة السمارة.. ويوم كملت راحت عند فاتن وتوها بتطلع الا تمسكها.. فاتن: شنو بعد؟ مريم: انتي ما تقوليلي متى بتتتعلمين تخطين لج الكحل.. والله فتون بس تخطينه من فوق خلاص اتصير عيونج بيرفكت.. فاتن: اووووووه مابي .. ماحب الكحل يسيح ومادري شنو يلغلغ العين خليني جذي احلى.. احب الطبيعية.. (بحيا) وريلي بعد مريم تناظرها بغشمرة: ريلج؟ اقووول ججدامي انا بحط لج كحل سائل.. ما تعرفين لمتى بعلمج انا والله.. قعدت فاتن وخطت لها مريم الكحل بطريقة محترفة.. وحطت شوي من السحر الاخضر على عيون فاتن العسلية .. والاحلى ان جلابيه فاتن كانت مزيج من الاخضر والاصفر.. وصارت عيونها من اكثر العيون سحرا وجاذبية.. ويوم كملوو طلعو من الغرفة وفاتن تحمل العباية على جتفها والشيلة طايحة على شعرها بخفة ومريم وياها.. اول ما بينزلوون من الطابق الا مسـاعد راكب الدار وهو مسـرع شوي.. ولقى مريم وفاتن واقفين وهم بحلة تسر العين.. فابتسم لهم من االاب الحاني .. وطول من المطالع في فاتن لمن انحرجت.. وما يدري ليش حس ان هالوقت المناسب انه يخبـرها.. مسـاعد: مريم نزلي تحت نورة تبيج.. (يوجه كلامه لفاتن) فاتن تعالي وياي شوي ابيج في موضوع.. مريم توقف في ويهه: لا يابوي.. اول شي زواج بعدين خلوة.. يناظرها مسـاعد بتكبر:زواج؟؟ وليش انا شنو يربطني بهالبنت غير الزواج؟؟ يالله جلبي ويهج.. فاتن تعالي وياي.. مريم اللي باعدها مساعد بخفة: ترى بعلم امي عليك.. مسـاعد وهو يمسك يد فاتن: يالله عطيني مقفاج.. اما فاتن فكانت ساكتة ومنصاعة لاقصى الدرجات.. ويوم دخل مساعد داره سحبها وياه لداخل.. وترك الباب- كعادته اللي تعرفونها- مفتوح.. قعدت فاتن بعيون متجوله على المكان باهتمام.. ولكن في قلبها كانت الدقات متـسارعة ومتهافتة على بعضها.. ما تدري.. شهالموضوع اللي يبي مسـاعد يفتحه وياها بهاللحظة.. مسـاعد اللي كان قاعد على طرف من الغرفة وفاتن قاعدة على السرير.. : فاتن.. انا اليوم.. عندي جواب .. يمكن طويـل من نوعه
الفصل الثاني ------------- مسـكينة منايـر.. من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار...
الجـزء الواحـد والثلاثيــن
===============
بدايـة النهـايـة
----------------
رجع لؤي الى الورشة وهو مسـرع عشـان يخبر جراح باللي وصل له مع غزلان.. اول شي.. كان اللقاء متوتر وشوي محرج للاثنين لانهم ما كانوا مستعدين يتلاقون من بعد اخر مواجهة وخصوصا غزلان.. لكنها قوت قلبها ويوم بدى لؤي يخبـرها بالاقتراح بدت مصغية وتقريبا مهتمة ولكن عيونها ما كانت متركزة على ويهه لانها تخاف انها تغرق اكثر باللي تمر فيه.. فظلت تحرك عيونها يمين ويسـار او في حظنها او جدامها ولكن من غير ما تناظر ويهه.. الاقتراح كان حلوو واللي مقدمه احلى.. ما قدرت تصدق انها بتكون شريكة لهم في شغلهم.. من لؤي اهي مو مستعجبة ولكن من جراح اللي يمكن يحمل في قلبه لها اسوأ ذكرى..

بس بعد .. ما حبت انها تتسرع في شي او انها تخطو خطوة من غير اي تفكير.. اهي لازم تحط في بالها الشراكة مع لؤي وجراح وواحد سمووو به خالد راح يكوون معناته انها راح تتلاقى معاهم وايد وتتعاطى معاهم من غير اي رسميـات وتتناقش وتساوم وكل هالاشياء.. وهذي ما كانت من صفات بنت العز والدلال.. او هالحمل من المسئولية ما كان من شيم او سمات غزلان.. لذا قررت انها تكلم ابوها اللي اخبر منها بسوالف الشراكة ويقدر يعطيها نصايح او تعليمات تخليها ترجح الكفة للاقدر..

قبل لا يروح عنها لؤي التفت لها على الباب.. وبينت لها قامته الطويلة لانها كانت وراه على بعد خطوات بسيطة..

لؤي بصوت متحشرج ولكن ما خلى من النعومة : انسـة غزلان.. احنا ما فكرنا فيج الا ومعرفتنا في حسج الفني والذوق الرفيع.. نعرف انج من وسط عايلة محترمة ولها من الصيط اللي يخز الاوذان (اخفت ابتسامة) وما نبي نفرط فيج.. ولكن بعد.. اطلب منج انج تفكرين زين لان هالشراكة مثل ما بتدر عليج ارباح.. بتدر بعد مسئولية..

غاصت عيونه في ويهها الخجول ونظراتها الهاربة وهي ترد عليه انها ما راح تخذله بقرارها سواء كان بالموافقة او الرفض..

واول ما وصل الورشة لقى جراح قاعد ويا خالد اللي كان متغير 180 درجة.. ويهه اضعف من قبل .. وتحت عيونه حلقات من السواد المخيف وفوق كل هذا التعب اللي كان معلم من معالم ويهه.. لكن شي من النضج او الكبر يلوح في القسمات..

لؤي وهو مستغرب:.. علامك خالد؟؟ مريض؟
خالد يبتسم بصعوبة: لا بس تعبان.. وانت شخبارك؟؟ جنك مستانس..
لؤي وهو يخفي ابتسامة حلوة: توه الوقت على الوناسة.. ان صار اللي في بالي بستانس..
جراح : يعني ما وافقت؟
لؤي وهو يقعد: آآآآه لا للحين ما عطتني كلمة صريحة.. بس هذا قرارها ولازم تتخذه بحذر..
خالد وهو مستغرب: ضايع انا بينكم.. شالسالفة؟؟ ومن هذي اللي وافقت ولا ما وافقت..
لؤي وهو يغير السالفة: انت ليش ما ييت البارحة البيت..
خالد اللي تكلم ويا جراح عن الموضوع او اللي تفهمه جراح حتى قبل ما يتكلم يبتسم:.. كنت مشغول بالدوام!!
لؤي : ايـــــه
خالد: ياله لا تغير الموضوع وقول لي شالسالفة ومن هذي البنت؟؟ (يبتسم له بخبث) ناوي عالعرس.؟؟
لؤي اللي تهلل ويهه وجراح ضحك عليه: ياليت.. من بئك لباب السما قول انشاء الله.. بس بعد.. مو هذا السبب.. وان تحقق السبب الحقيقي (ابتسامة ناصعة) راح يتحقق السبب هذا..
جراح وهو يهز راسه ويبتسم : السالفة وما فيها ان غزلان الكندي.. اللي اخوونا هني ميت عليها .. احتمال انها تكون شريجة معانا في هالمؤسسة اللي بنسويها..
خالد : وليش اهي بالذات
لؤي يكمل وهو يبتسم: لانها بببساطة شقول لك.. حس فني متكامل.. روح ابداع لا متناهية.. جميلة بكل معاني الكلمة.. مو شكلا.. لانها شكلا فيها زخرفة التفاهة بهالزمن المنحط.. لكن جمالها جوهري..
خالد يناظر جراح اللي نزل راسه وهو يهزه ويضحك.. ورد للؤي : انت تحبها؟
لؤي اللي انصدم من السؤال..: شنـو؟؟ (يناظر كل من خالد وجراح)
خالد : اي .. تحبها ولا شنو؟؟ ترى ما يحق لك تتكلم عن البنت جذي الا اذا كنت تحبها او حاطها في بالك...؟
تم يفكر لؤي .. وتكلم هالمرة مع جراح: شرايك انت؟
جراح وهو يرفع يدينه بعلامة استسلام.: لو سمحت.. خلني بعيييد عن هالموضوع..
لؤي يناظره بشر: مالت عليك.. انت كله بعيد وبعيـد.. (يناظر خالد بثقة) انت تشوفني بهالكلام احبها؟
خالد يناظر جراح ويرد للؤي: هذا اللي يبين..
لؤي يبتسم بحرارة: بس عيـل.. كان بها.. احبـها.. وابي اتزوجـها.. اصلا ماشوف بنت تسوى غيـرها..
خالد يبتسم: عاد لا تنسانا بيوم ملاجك نروح وياك..
جراح: ويــــــــــــــــن عاد تبي انت.. هذا عالاقل يبيله خمس سنوات يالله يكون نفسـه
لؤي بخبث وابتسامة ماكرة:.. هذا كله على يدك.. اني اكون نفسي ولا لا.. والا شفايدتي شريج معاكم... يعني من الحين تعرفون اني محتاج اكون مستقبلي لذا نسبة ارباحي لازم تكون اكبر منكم انتو الاثنين ..
خالد وجراح: ها؟؟
لؤي: وفوق هذا.. نسبتي برأس المال.. بسيطة.. شرايكم؟؟؟

-------------------------------------

بليل موحـش استيـقظـت فاتن بعد غيبـة طويـلة عن الدنيـا .. يـوم كامل ابتعدت فيـه عن كل ما افتـقدته في الغـربة.. ولكنـها اليـوم بغـربة تمنـعهـا انها تفتـقد أي شـي ثـاني.. غربـة الـروح والقلـب وحيـرة وضيـاع ما بيـن البقـاء والرضـوخ لهالرجعـة القاسيـة للماضـي أو الرفـض وابقـاء حيـاتها مهجـورة وتيتـم قلبـها بحـب مســحيـل تنسـاه بـعد ما لمـس منـها الـعمـق قبـل الظـاهر..

سحـبت نفسـها بتهالك من على السـرير وهي تلم شعرها اللي تعربك بين بعضه في صـراع.. ولاحظـت ان المطـر بعده ينهمـر ولكن على خفـة .. أول مرة تمطـر الدنيـا بهالطريـقة في البحـرين.. مطر متواصـل من يومـين.. الحمد لله رب العالمين.. رحمة من أعز رب واجل رب.. وياليت لو هالامطـار تغسـل الحزن اللي فيـها وتريح قلبها اللي من يتـذكر عاليـة او مسـاعد بهاللحظـة يأن من الألم..

مـا سمحـت لأحد يشوفها يوم انسـلت الى الحديـقة الورانيـة.. ولاحظت ان الاوراق الصغيـرة في التـربة تظـهر بصـورة خجـولة.. الجريـئة هي اللي منحت لنفسـها الحرية انها تطلع وتلامس حبات المطـر الماسيـة.. دورت فاتن على مكـان يوقظ فيـها ابوها النايم من فـترة.. تبي تروح له وترمي بنفسها وهمومها عليه .. وتبكي حتى ما تزهق روحها من البكـاء.. وقفت دقيقة تحت المطـر وهي مسـكرة عيونها لكن ما كان لها النصيـب من القطـرات المتهامـلة.. فردت على عقبـها وراحت لعند الكـاراج.. بقـايا ابوها هنـاك.. اللي ابـعدوها عن البيـت عشـان ما يسمحون لها انها تفتـح بـاب العـزا لنفسـها كل مـرة ودهـا فيـه..

منـاير اللي كانت في المطبـخ تقطع الفواكه عشان تاكلها لمحـت جسـم اشبه بالروح الهائـمة يطوف بالصـالة ويتوجه لبـاب الكـاراج.. وما تحـركت الا بعد ما غابت هذي الروح.. عرفت انها فاتـن من قدهـا الطويل.. وتحركت بهدوء من بعد ما غابت وقلبها يطرق من الخوف.. علامها فاتـن تمشي جذي وكـانها ما تشـوف شـي جدامـها..

تمشـت منـاير لمن وصلت لباب الكاراج اللي كان مفـتوح ولقـت فاتن تنبـش في شي بالكبـت اللي هنـاك.. وكـانها تدور شي.. وشافت بوكسـات بنيـة تحت ريلها.. واشـياء طالعة منه من زود ما نسـتها منـاير او ما سمحـوا لها انها تتـذكرها .. بـقايا ابوها الحبيب اللي راح عنهم وتركـهم – على الرغم من الهدوء اللي عايشين فيه- في بحـر هائج وحيـرة وشـوق عظيـم..

قعدت فاتن وهي تنبش في الصناديق عن اشيـاء رمزيـة لابوها.. مثـل لحـافه الشـتوي.. ولا جاكيـت المطـر اللي يلبسـه في أيـام المطـر .. ولا السـباط الجلدي اللي يلبسـه في البيت عن الأرض.. وفي وسـط بحثـها لقـت برواز فيـه صورة ابـوها المرحـوم بأيام شبابه .. ومنها فاتن ما قدرت الا انها تشيج بالعبـرة المخنـوقة..

وتبعتها مناير بحزن دفيـن في قلبها.. انهارت على اغراض ابوها المتعددة واللي افتقدها بقوة.. افتقدت دخان الزقاير اللي كان يهفه في فضـاء المكان اللي هو موجود فيـه. افتقدت ضحكته المتبادلة ويا امهم.. افتقدت تأنيبه لها جدام الكل ومراضاته بالليل قبل لا تنام.. وانكبت على صورته وهي تبـوسها بقوة..

فاتن كانت تراقب منـاير وحست انها من زمان ما تعزت بأبوبها.. جراح ما سمح لهم في البيت ولو بلحظة من الحزن .. واشتركن الثنتين في الحزن على ابوهم الحبيب..

مناير وسـط البكـاء: والله... ولهت عليـه فتـون... (تناظر الصـورة) وحشني ويـهه.. وحشـتني يده..
فتحت فاتن ذراعها لاختها اللي رمت بروحها من غير روية في حظنها..: عيل انا شقول يا مناير؟؟؟ شقوووول وقلبي ما هدى من لحظة دخولي البيت.. يبــاا.... يبـا.. يبا وينك.. وينك عنا يبا؟؟ البنت لا فقدت ابوها مالها الا الهوا وصفق الراح بالراح يا يبا... وينك يا عز وذخر راسنا اللي شاب قبل اوانه... يبـا... ليش تروح وتنساني.. واحنا اللي طول عمـرنا شلناك في قلبنا مثل ما نشيـل الديـن والمسئولية.. وين مكانتنا يا الكفيل .. ياللي يا قلبنا تروح وتخلينا..

سكتت فاتن وهي منخرطة في أنين حاد مع اختها .. ما ظنوا انهم بيوم من الأيام راح ينتهون في هالمصير.. يوم كانو صغار كانو يظنون ان ابوهم انسان خالد يظل معاهم للابد.. هم يروحون وهو يظل لهم.. لكن لا.. احترقت كل هذي الاحلام في عيون فاتن من اول لحظة شافت فيها ابوها محمول وراسه يصب من الدم.. وعرفت ان هذا هو اخر الوداع..

تحركت فاتن ويا اختها وهي تحمل بعض الاغراض الخاصة في ابوها الى الغـرفة... وبعد فـترة من البكـاء في حظن اختها قدرت مناير انها تضبط نفسـها وتمسح الدمع من عيـونها اللي فقدت فيها الحـس من شدة الدمع وحرارته..

فتحت صندوق كان مليان بقصاصات واوراق ودفتر جلدي بلون الحليب وعليه ربطة حديدة.. فتحته بهدوء ولقت في أول الصفحات مكتوب شعر.. واكيد موجه لمسـاعد.. لان الدفتر يخص عمتها عاليـة وتذكر هالدفتر زين.. اهو وواحد ثاني كانو مرافقين لها لكن الاول اختفى ما تدري وين راح من ماتت.. والثاني ابوها احتفظ فيه..

فتحت على صفحة من الوسط.. لقت فيها تـاريخ مقـارب لتـاريخ وفاتها.. الظاهر انها حتى بوقت احتضارها قدرت تسرق لحظات عشان تكتب فيها شي من مشاعرها الفياضة لمسـاعد..ز كانت عنوان الخاطـرة لحظـات فرح.. ومقطع كان مظلل بالازرق..

(,, عجبـا من العشـق يا رفاقي.. كيف ان لحظات فرحه قليلة..
احيانا دموع..
واحيانا انين..

احياناا شكوى.. واحيانا حنين..

برؤية وجه الحبيب..

الذي ينير ظلمات لياليي حياتي.. وكيف ان ذكراه تؤلمني..

بظلام اللليل برؤية وجهه..))

مسحت دمعة خانت عيونها ومن عيونها مسحت على خشمها اللي حمر من البجي.. ولمت الاوراق كلها ورجعتها الى داخل الصندوق.. ولاحظت ان مناير تراقب شي ثاني موجود بين اغراض ابوهم بدهشة..

مناير وهي ترفع الصورة اللي تناظرها وتوجهها الى فاتن:.. هذي انتي؟؟؟
استغربت فاتن وسحبت الصورة من يد مناير.. وبعد ما دققت:.. لا هذي مو انا هذي عمتي عاليـة.. ليش تسـالين؟؟

كان شكلها غير لكنها بسرعة ردت وناظرت الصورة برعشة قلب.. ولاحظت الشبه الكبير اللي لاحظته مناير قبلها.. ظلت تناظر الصورة وهي مو مصدقة.. فاتحة عيونها وثمها من شدة الألم انشد.. ولاول مرة بحياتها احست بصفاء الافكار والوصول الى الهدف...

فاتن وهي تكلم نفسها:.. عشان جذي.... تزوجني....
مناير وهي تحل اللغز اللي قاله لها مشعل البارحة:.. سبحان الله.. الشبه كبيـر بينكم... وبعد ماكو شبه..
وقفت فاتن وهي ما تشوف شي.. وحاملة بيدها صورة عمتها: ما صدق.. ماصدق اني كنت ..... بورتريه لعمتي عاليـة.. وهذا هو السبـب الوحيـد...!!! آآآه...

انعصفت فاتن.. واحست بالغضب يعم في اركانها مثل البركان الثائر... وتوها تسحب عباتها وشيلتها وناوية انها تطلع من البيت..

مسكتها مناير: فاتن وين رايحة؟
فاتن: خليني مناير.. بروح اتفاهم وياه.. وانهي كل شي معاه مرة وللابد.. انا مو بدل فاقد.. انا ما تمنيت جذي يصير وياي
مناير الحايرة: ادري يا فاتن انج اكبر من كل هذا.. بس انتي شدراج عن هذا كله؟؟؟ وليش قاعدة تقولينه جذي؟؟
فاتن وهي تعلي صوته: اهو قال لي.. من امس للحين وهو يسمني بكل كلمة ينطقها.. قال لي انه حب وحدة في يوم من الايام (قعدت على الكرسي بذهول) قال لي انها واهو بنو حياتهم بطوب من الاحلام والامنيات.. واساسهم كان الحب اللي لا منازع له.. الا ان البنت ماتت.. وتركته في حيرته وضياعه.. (تعصر عيونها وهي تحط يدينها عند جبينها) شلون كنت غبية وما فهمت نظرته اول ما شافني.. انصدم وانصعق.. وكانه يشوفها اهي ما يشوفني انا.. ويمكن حتى حبه لي الحين.. بسببها .. مو بسببي انا.. (شهقت بصوت عالي ) عمري ما توقعت اني ابغض عمتي عالية لكني الحين استغفر الله ابغضها... شلون صرت مجرد خيال لها... جسد يتحرك ولكن بخيالها.. في عيون الريال اللي بديت احبه بصـورة الظاهر اني كنت غلطانة في توجيهها..

لمت مناير اختها المنهارة بيدينها.. وام جراح اللي كانت توها داخلة البيت ويا جراح توجهت لها من سمعت انينها..

ماسكة صدر ها من الخوف: فاتن؟؟ يمـة علامج فاتـن؟؟ شفيج تبجين يمـة؟

ما تكلمت فاتن ومناير لامة راسها بيدينها

ام جراح وهي تتقرب منهم: مناير يمة شفيها اختج؟؟ ليش تبجي؟؟ شصار وياها؟؟
مناير اللي توها بتتكلم وفاتن تفج روحها من عندها وتوقف في ويه امها:.. اللي صار.. اني طلعت اكبر مغفلة بهالبيت.. اكبر ضحية.. واكبر قربان يتقدم لاحد... عالية ماتت.. ويوم كبرت وصرت نسخة مصورة منها.. ضحيتوو فيني وعطيتوني لمسـاعد.. وابوي .. ابوي اللي افدي عمري كله للحظة اني اشوفه واشم ريحته.. اهو اللي ضحى فيني...
مسكت ام جراح فاتن وهي مصعوقة: يمة حبيتي انتي شقاعدة تقولين..
فاتن اللي ما تسمع امها وعيونها من البجي ظاقت:.. كانت لي احلامي.. كانت لي امنياتي.. وكانت لي حياة غير عالية.. لكنكم .. ما رضيتو تخلوني مثل ما انا... تركتوني اضيع في غربتين.. غربة زواج انا ما عرف زوجي زين فيه.. وغربة بلد ابعدتوني عنكم فيها.. يمـة.. انا مالي حق عليج؟؟ يمة انا مو بنتج..
ام جراح اللي هطلت دمعاتها: يمة فاتن لا تقطعين قلبي بهالحجي.. يمة انتي نور هالبيت ونبراسه..
فاتن بصوت مبحوح من الصياح: عيل ليش رضيتي جراح يسوي فيني جذي.. ليش رضيتي على ابوي انه يسوي فيني جذي.. يغربني ويمزققني ويحشيني بشي.. انا ما كنت مستعدة له ابدا..
تناظر جراح بلوم وعتب والثاني واقف يناظرها مثل الياهل اللي مسوي شي غلط: وانت يا جراح.. يقولون الاخوو اهو السند اللي البنت ما تطلب غيره.. عمد دار حياتها.. لكن انت.. كنت بعد مثلهم.. تركتني في غربة ووحشة وساعدت في فرض امور في حياتي انا ما كنت اقبلها ولكن تجرعت الشي مثل السم ووافقت عليه لمن حلى علي.. ولكن الحين..
ام جراح تمسك ويه فاتن بيدينها: يمة صلي على النبي.. ذكري ربج وتعوذي من بليس.. شمنه هالحجي وليش؟؟؟
فاتن وهي تتراجع عن امها: شمنة هالحجي؟؟؟ شوفي هالصـورة وقنعي...

رمت فاتن الصورة على امها اللي تلقفتها وتمت تدقق فيها.. وانقلبت ملامح ويهها الى شي ثاني.. من الخوف الى اليقين الحزين.. وحطت يدها على ثمها وجراح تقدم من امها واخذ الصورة يشوفها.. بس بعد.. ما قدر يفهم شسبب نزاع فاتن الحين.. التفت لاخته لقاها قاعدة على حافة السرير وهي رافعة راسها بتوسل..

تقرب منها وهو حاني راسه: فاتن..؟؟؟ شفيج؟؟ قوليلي.. هذا انا اخووج قوليلي.. تراني ضايع مادري انتي ليش مرة وحدة حسيتي ان كل شي غلط بحياتج؟؟ صدقييني.. علميني بالسبب.. وانا راح اوقف معاج بكل شي تبينه.. محد راح يجبرج على شي..
فاتن وهي تناظر امها: أسال .. امي.. قول لها... اهي عرفت الحين انا شفيني.... انا فاتن.. وكل من يقول عني عزيزة.. طلعت بدل فاقد على اخر ايامي... ولا كاأني انسانة اعيش واتنفس.. احيا واموت مثل كل هالناس.. لا.. صرت الكوبي الحي.. (بهمس مبحوح) يارب خذ روحي وفكني ..
ام جراح تلم بنتها: يمة لا تقولين جذي.. اشعبتي القلب يا فاتن.. تكفين يمة.. خلاص... اللي انتي تبينه بصير.. محد راح يعترض عليج ولا يقول لج شي...
جراح وهو واقف بنرفزة: يمة شالسالفة؟؟ خبروني لا تخلوني مثل الاطرش بالزفة..
مناير اللي تكلمت وهي تمسح الدمعة من عيونها:.. مسـاعد كانت يحب عمتي عاليـة.. وابوي زوجه منها لانها بس بتكون العوض له
جراح بنكران وصوت مرتفع: شنو؟؟؟؟؟ شهالخربطة؟؟ ابوي يسوي جذي؟؟؟؟؟ ما تستحين على ويهج تتكلمين جذي؟؟
مناير : انا مالي شغل... اهي فاتن تقول جذي..
جراح يلتفت الى فاتن والشرار يتطاير من عيونه: انتي تتمنين بس ريل مثل مساعد يا فاتن.. ريل يحفظج ويحترمج ويصونج وفوق كل هذا يتحمل اللي اييه منج
ام جراح تمسك ولدها: يمة لا تقول جذي لاختك
لكن جراح ما اهتم: تقولين قربان؟؟ قربان انتي قربان؟؟ لا والله اهو اللي ضحى بوقته وراحة باله عشان يتزوج وحدة ياهل مثلج؟؟ شكانت احلامج بالضبط يا فاتن؟؟ ها.. فوق كل هذا اللي لاقيته محد يلقاه مثلج.. احنا كنا عايشين في ظيقة صدر.. وانتي اللي انشرحتي احسن منا.. قولي الحمد لله تراني كنت مثلج ما احمد ربي على نعمته وشوفي لوين وصلت.. عمري 22 سنة واشتغل في ورشة.. وفوق كل هذا اتمنى اني اتزوج لكني بديت اشك في قدرتي على الزواج وللاسف الشديد راح اكووون مضطر اني اتراجع عن هالخطـوة..
مسكت ام جراح قلبها اللي بدى يعورها: يمة جراح.. اسكت يا قلبي.. لا تقول اكثر.. (تكلم فاتن) حبيبتي.. لا تعورين قلبج.. واللي تبينه بصير..
جراح: يمة شنو اللي تبيه يصير؟؟ وين قاعدين احنا يوم ان البنت بظيج صدر تقرر انها ما تبي هالشي.. واذا كان يحب عمتج عالية شفيـها.. عمتج عالية هذي انتي تتمنين انج تكونين مثلها خلقا وخلقا.. انا ماذكر اني كنت بعلاقة قوية معاها.. لكن اذكر انها كانت طيبة وحنونة وعلى مرضها وعلتها كانت تأثر الناس عليها.. ولو كانت اهي عايشة لا تظنين ان مسـاعد بيقدر او يفكر انه يلتفت لج. لذا قول الحمدددد لله انه بغاج ما بغى وحدة غيـرج

طلع جراح من الغرفة وفاتن اللي كانت تتصاعد اناتها انهارت على السرير وهي تبجي بحر قلبها وتصرخ.. كلام جراح القوي عليها خلاها تحس مثل اللي ما منها فايدة او العاطل مخها وتفكيـرها.. وام جراح منسدحة يمها تهديها ومناير اللي ماتحملت الموقف اللي صار في بيتهم طلعت ... لاول مرة .. جراح وفاتن يتناجرون جدام عيونها واهم اللي كانو مثل اللحم والجلد.. هذا اللي يسببه فقد الابوو في حياة العايلة.. عدم الاستقرار وان كل الدلائل بينت على هذا.. يظل البيت خالي من العمد او مركز الارتكاز فيه..

اول ما طلعت مناير احتارت وين تروح.. لسمـاهر.. ولا لسـماء.. لكنها في نص الطريج تذكرت ان سمـاء ما عادت معاهم في نفس المكان.. سمـاء بعد راحت وما راح ترد الا بعد فتـرة.. بتظل بعيـدة وما يعرفون عنها شي.. وهذا بعد اللي تمناه مشـعل.. يعني كل اللي يتمناه قاعد يصيـر وبحذافيره.. تراجعت عشان تطلع على الشارع وتروح بيت سمـاهر.. الا ومشـعل اللي توه مطلع السيارة من الكاراج هرن عليها..

التفتت له وهي فزعـة.. والدمع يكحل عيونها بهدب احمر.. ولاحظ هالشي مشـعل.. ولسبب غريب حس بالذنب يعمر قلبه وخفوقه.. وطلع من السـيارة ولحق مناير اللي تركته ومشت..

مشـعل: مناير... منايــر..
التفتت له وهي تمشي صوبه بحنق وغضب: خلاص يا مشـعل.. اللي بغيته صـار.. اللي جريت وراه في يوم.. تعاسة فاتن وتعاسة البيت كلها صارت وتحققت.. بعد شتبي اكثر؟؟ روح احتفل بنصرك علينا كلنا.. احتفل فينا احنا الفقارى اللي ما تمنينا في يوم من الايام من رب العالمين الا سعة الصدر وراحة البال.. عشنا طول عمرنا بعازة ولكن ما نطقنا فيها بوجود ابوي... راح ابوي وتركنا لحالنا عشان يتركنا في حفنة من الحثالة اللي امثالك.. وان كانت فاتن تحبك وخلتك.. تظن ان هالشي كان بيدها؟؟ تكون غلطان الدنيا كلها قضاء وقدر وكل خطوة نخطيـها محسوبة في كتاب القدر اللي كل واحد منا يحمله.. الانسان مخير مو مسـير.. لكن انت ...

راحت عنه مناير وهو ظل مذهول مكانه مو قادر ينطق بشي.. كان ويهها يصرخ بفداحة اعماله واجرامه تجاهها.. اهي بنفسها.. بنت صغيرة مالها بهالدنيا الا اخو واخت وام.. تتمنى من الله الحفظ والرعاية وسعة البال ولكن.. اهو اليوم يمكن حقق شي اهي كانت تدعو ببعده عنهم.. حاول انه يبعدها عن باله ويفرح نفسـه بانتصاره الا انه ماقدر.. ركب السيـارة وتوجه للمكان اللي يبيه.. وطول الدرب وهو يهاذي بمنـاير وويهها اللي ارتكب فيه اكبر جريـمة بحق التاريـخ..

----------------------------------------------

يا اليوم اللي تحتفل فيـه عايلـة الدخيـلي بفرح بنتهـم وتوجـهها الى بيتها المستقبلي.. قطعة من فواد ام مسـاعد اللي حاولت انها تتظاهر بالفرحة الكبيـرة لكنها بينها وبين نفسـها مسـحت دمعة خائنة من عيـونها ووجهتها الى السماء بدعاااء يجلب السعادة والامن على روس ابنائها كلهم.. مريم اللي كانت في الصـالون ويا نورة متظايقة بسبب تجاهل فاتن لها.. من يومين واهي معتفسة ولا تكلمها ولا ترد على اتصالاتها.. فوق كل هذا مسـاعد الثاني بعد مختفي حتى البيت ما يطبه.. وينه محد يدري عنه.. نورة ما كانت ملاحظة اي شي من هالامور لان الفرحة كانت مو سايعتها لدرجة الانانية .. وهذا من حقها.. محد يستحق انها تعاني عشانه بليلة زواجها ..

مسـاعد اللي كان بايت في مرزعة احد اصدقائه وهو مو عارف اي سبيـل لحيـاته.. من حق يحس ان هذي الايام اهي نهايـة كل شي بينه وبين فاتن.. فاتن ماهي من النوع الحباب اللي ينسى ويسامح.. اهو نفسـه لحد هذي اللحظة ما قدر يسـامحها بذيج الليلة يوم اعترفت له بعلاقتها ويا مشـعل وكيـف كانت.. كان يحتفظ بهالجمرات لنفسه.. اهو ريال ويقدر يتحمل.. لكن الحرمة المخلوقة من عاطفة ومن خيللاء.. ماتقدر تطمئن.. وظرفه يتخلف عن فاتن بألف مرة.. هذي ماكانت اي غريبة.. كانت عمتها.. واكيد بتلوم الكل حواليها على هالشـي.. وما بتسامح احد.. يعرف لطبيعتها.. ويفهمها حتى من غير ما يشوفها..

تنهـد ولكن كل نفـس ياخذه يأجج النار اللي في صـدره.. كل شي يضيع من يده من غير حاسية وهو متقبل كل شي.. كان يظن ان ماضي فاتن عظيم لكن اللي جرى منه اعظـم.. يعتـرف.. ان هدفه من زواج فاتن كان استرجـاع عالية اللي ما راح ترجع بيوم.. ولكن .. اهو حب فاتن.. حباها لانها فاتن.. لانها قمة التعاسة والفرح في آن واحد.. الدموع والضحك .. الراحة والظيق.. الحلاوة والمرورة.. وفوق كل هذا.. انها فاتـن.. البنت اللي صرخ في ويـهها مرة ووجه لها اعنف المخاوف.. واللي يوم شافته بعد ما انتشرت اشاعة كونه على هذيج الطائرة.. تمنته فوق كل الاماني بهالدنيا.. عرف انها بدت تحبه.. لكنها ما اعترفت بهالشي.. يمكن لانها ما كانت متحققة من هالشعـور.. او انها تنتظر شي مثل هذا عشان تستبت قرارها الصحيح.. وكل شي الحين راح يكون في يدها..

ياه فهد صديقه صاحب المزرعة.. لقاه قاعد على عتبة البيت الخالي.. وهو ضام ركبة وهاد الثانية.. وقعد يمه وهويبتسم ويحط يده على جتفه..

فهد: شخبارك؟؟
مسـاعد من غير ما يلتفت له:.. الحمد لله.. وانت..
فهد وهو يدقق في ملامح مسـاعد: فرحان تصدق..
مسـاعد يلتفت له : دوم يارب مو يوم
فهد: عاد تدري ليش؟؟؟ لاني من زمان ما شفتك.. بس بعد متظايق..
مسـاعد : متظايق وفرحان..
فهد: لان الظيقه هذي من عظم الحزن الي فيك.. انت ملجت يا مسـاعد وبعد.. ما تهنيت بحيـاتك..
مسـاعد: يمكن لاني ارفض التخلي عن المـاضي..
فهد: انت تقول له ماضي يا مسـاعد.. يعني شي مضى وراااح.. ليش ما ترضى اتتخلى عنه؟؟ بتنهي حيـاتك يعني على هالسبب.
يبتسم مسـاعد بمرارة: ترى هالماضي.. اهو هالحاضر..ويه من الماضي وعى لي وياني في الحاضر.. ولكن بقلب مختلف.. وعقل مختلف.. ظنيت اني فيوم من الايام ما راح تمنى منه.. بس في هاللحظة.. انا مستعد اني اتوســــل لهالقلب وهالعقل.. انه يقبل فيني.. لاني يا فهد .. صرت بلا اي هدف من دون هالاثنــين..
فهـــد: ساعات يا مسـاعد ملامح الماضي ترافقنا الى الحاضـر. بس احنا لازم نفهمها على زمنها.. كل زمن يطلع اللي يتطلبه في الناس.. وماكو شي ايي من الماضي.. خلك افظن من جذي مسـاعد.. وافهم من جذي صدقني انت بتلاقي كل الخير لو تتمنى بس في لحظة شي.. للحاضر نفسـه..

تنهد مسـاعد وهو يقوم من مكـانه.. تمشى لوين ما الخيـول ترعى.. لـقاها في منتهى الحرية حتى بالقيـد اللي اهي عايشـته.. لانها تعرف انها بهالمكان راح تكون آمنه.. اهو عاش حياته مقيد بالماضي لانه يعرف انه راح يكـون آمن فيـه.. لكن وين الأمان الحيـن؟؟ وينها الحريـة..؟؟ وينها الطمأنينة وسعـة الصـدر.. الظيـقة هذا كل اللي يعرفه.. ظيق البعـد عن فاتن وعن الراحة اللي تبثها من خلال نظراتها.. كلماتها اللي لمن تنطق بها ترسم احلى حيـاة وان ما كانت تعني هالشي.. خيالها الرقيق والراقي..

وطى راسه وهو يكبت الدمعة اللي فيـه.. لكن هيـهات.. سالت منه وهي تخشـى ذل جفنه.. لكنها بعد.. تشجعت.. لان حتى هذي الدمعة ذرفت نفسـها سعيا الى الحرية من الماضي.. اللي قلبه بعد وده لو انه يطلع منه لكن..

ظل واقف وغروب الشمس يلوح على ويـهه مثل الذهب الناصـع.. وعرف ان بغياب الشمس اليوم.. حياته بتم مظلمة الى الأبد.. اي احلام او اماني بالحيـاة ويا فاتن في ظـل الحب.. معدومة..

تحرك من مكانه وهو مقرر الرجعة للبيت.. ركب سيارته.. حك ذقنه اللي كان مغطى بشعر اللحيـه.. وحركها وتوجه الى البيت.. حيث الواجبات اللي عليه هالليلة بزواج اخته.. لازم يكون متواجد وحاضر بالروح والقلب.. وان كانو هالاثنين غايبين في صالة بيت بو جراح مثل ما تركهم قبل يومين..

------------------------

لمت كل الحقايب والاغراض.. وقعدت مكانها وهي مسـتعدة لهالرحيـل اكثر من اي فتـرةبحياتها.. الهروب كان عنوان هالحركة.. هروب من كل شي.. من حب مسـاعد اللي يفتت قلبها مثل الصخر بالاسيد.. عرفت بغيرتها الشديدة من انسانة ميتة انها مو بس تحب مسـاعد.. الا تحبه من زمن طويـل حتى .. قبل لا تنولد وقبل لا تنبعث حية الى هالدنيا.. حبته في شخص مشـعل اللي كان عليـه في يوم من الايـام..

حبته في شتاء الدنيا القارس ولا حرها القاهر.. حبته في اوراق الخريق اللي تتساقط.. وثلج الجبال اللي يذوب.. وحمم البركان اللي تبرد.. والبكاء والفرح الحلم والحقيقة.. مسـاعد كان متواجد فيها من أزل الأزلين.. حتى في كرهها له.. اكتشفت انها محتاجته.. عمرها ما تلاحمت في رجل كثر هالانسـان.. لكن من المستحيل تبقى وياه قبل ما تتأكد من كونها اهي اللي يبيها.. مو بدل الفاقد اللي يربط نفسه فيه بالماضي..

لازم يعرف – قالت في بالها – اني مو عالية.. اني فاتن.. ولازم يترك الماضي ويتنحى عنه للابد لاني انا حاضرة وحية واعيش.. واعرف انه بعده ما تخلى عن الماضي.. واكبر دليل.. اعترافه لي.. كان من الممكن انه يتناسى كل شي ويبتعد عنه..

مسحت دمعتها على طرقة باب.. وتبعها الشخص الحزين.. خالد.. بابتسامة راقية تعلو قسمات ويهها..

خالد: خلاص.. رايحة؟
فاتن تبتسم: بعد نص ساعة بتييني سيارة المطار..
خالد وهو يستند على جدار الباب..: وبتخلينا كلنا ؟
فاتن وهي تنزل عيونها بدموع يديدة: خليتكم من قبل.. وواصلتوا حياتكم..
خالد: بس ليش فاتن؟
فاتن وهي تبتسم وتمسح الامطار الغزيرة على خدها.. : الاجازة ما بقى لها الا اسبوع.. لذا بروح عشان اكمل اشغالي قبل لا ارجع للكورس..
خالد وهو يبتسم: لا تستهبلين.. هل حقيقة ان وجود بنت ثانية بحياة مسـاعد آذتج لهالدرجة؟؟
فاتن وهي تعصر عيونها: لو تألمني جان عادي ادوس على الألم.. لكني بدل فاقد يا خالد.. تعرف يعني.. اني مجرد وجه... والباقي اهم يخترعونه في بالهم... (غطت ويهها بييدينها) شكثر كنت مغفلة... قربـان.. هذا هو اسمي..

تحرك خالد وسحب كرسي التسريحة اللي في غرفتها.. وحطه قبالها وقعد عليه.. وواجه فاتن.. وهو حاط يدينه على ركبته..

خالد: فاتن.. افهم كل شي تقولينه.. ويمكن انا بعد معصب على هالشي نفسـه.. بس انتي تعرفين زين ومؤمنة.. ان كل اللي وقع عليج.. اهو قضاء ربج .. صح؟
فاتن وهي تتنهد بقوة: ونعم بالله.. قضاء الله ونعم بالله يا خالد.. لكن الانسان مخير ماهو مسير.. قدروا انهم يمنعون هالاشياء كلها من انها تصيـر.. الله صح يقدر علينا اشياء.. لكن بعد نقدر نخلي الشي يكون وقعه اخف من جذي.. كانو يقدرون يخبروني على الاقل من البداية..ي عطوني مهلة للتفكير والانغماس في الشي اكثر واكثر.. ما تظن؟؟
خالد يبتسم في ويهها: عمرج ما كنتي غلطانة يا فاتن.. دومه كلامج كان يعبر عن الحق.. شوفي.. ان جان جراح عصب الحين. فمرده بتبرد اعصابه.. لكن عرفي انا بعد وراج.. ولا تحاتين ولا تعورين قلبج.. سوي اللي يريحج ولكن اللي يرضي ربج بعد..
فاتن: انا واثقة من اللي بسويه.. ومن جذي.. (مدت يدها الى ظرف على السرير.. ) اسلمك هالامانة توصلها الى مساعد اول ما تشوفه..
خالد يناظر الظرف باستغراب: شنو هذا؟؟؟
فاتن تبتسم: موجه لمساعد.. اهو الوحيد بهالدنيا اللي بيعرف شيعني هالظرف..
خالد: متاكدة تبيني انا اخذه.. والا ما تبين تاخذينه انتي..
فاتن: لا متأكدة.. ماقدر اشوفه بهاللحظة..

وقف خالد بعد فترة من التحديق في ويهه فاتن.. وابتسم لها.. تمنى لها رحلة طيبة وسعيدة.. وطلع من الحجرة... حمل الظرف عنده وهو رايح الغرفة يبدل ملابسه عشان يروح زواج نورة ..

---------------------------

نزل جراح اللي تلبس وجهز ولكن بنفس ظائقة.. طل براسه لدار امه اللي كانت مو موجودة فيها.. وشاف ان باب غرفة فاتن مفتوح بس ما تجرأ انه يدخل عليها.. الليلة بتسافر.. حجزت بروحها واكدت كل شي والليلة رحلتها الى نيويورك ومن نيويورك الى بوسطن.. الله يهديها ان شاء الله ويرضى عليها.. ما يقدر يتحمل فراقها او يتحمل التصرفات اللي تتصرفها.. لكن اهي حرة في اللي تسويه.. ما راح يتدخل اكثر عشان ما يحمل مسئولية احد.. اهي افهم منه بألف مرة..

دور امه بكل مكان وعجز يلقاها.. لكن في بقعة ما فتش فيها عليها.. الا وهي عند نبتة سمـاء.. تسقيها بدمعها وفراقها.. وتوه بيروح لعندها الا وخالد الي جهز بعد نزل من على الدري.. وتلاقوو بنص الدرب وراح جراح لعند امه.. وخالد ما تجرى انه يطئ عند الزرعة عشان ما تهيج احزانه في هالليلة .. وظل يتابعهم من على الباب..

جراح راح لعند امه اللي كان ترش الماي على الزرعة وهي تمسح دمعها..: يمة.
انتبهت له : هلا يمـة.. دقايق بس ازقي الزرع واييلك.
جراح يبتسم ويمسكها: يمة.. الله تجهزي عشان نروح العرس..
ام جراح وهي تشد على جفنيها: وين نروح ياو لدي واختك بتسافر الليلة.. بقعد وياها..
جراح: الحين بتييها سيارة المطار
ام جراح بحزن: ليش ما تاخذها انت..؟؟
جراح: يمة انتي ما قلتي خلوها على اللي تبيه.. اهي ما تبيني اتحكم في حياتها على قولتها.. خليها على راحتها.. انا ما راح اكره فاتن بيوم او اححتقرها.. بس يحزن قلبي اني ماقدر اكون جزء من حياتها.. مثل ما هي تبي تمشي حياتها صدقيني.. انا بعد ابي امشي حياتي.. بس لا تتكلم جذي عن نفسها وتجرم ابوي جدامي.. ما راح اتحمل يمة.. انا كنت مجرم ابوي طول حياتي واتمنى بهاللحظة (تهدج صوته بلبجي) انه يكون موجود عشان اعتذر له واطلب سماحه..
ام جراح وهي تلم جراح وتمسح على جتفه: يا حبيب قلب امك انت.. يعل عيني ما تبجيكم يا عيالي.. وان كنتو بعاد عني..

التفتت وشافت خالد واقف على الباب وهو يناظرها بعيونه الحلوة.. طول عمرها كانت تقول ان خالد يحمل بهالدنيا احلى نظرة حب تقدر الام او الاخت او الحبيبة تلقاها.. وراحت لعنده وهي تبتسم مخالطة للدمع اللي بعيونها..

مسكت ويهه بيدينها وهو يتحاشى عيونها: ما بغيت اني اخليك على راحتك.. تحزن وقلبك يهتاج على فرقاها. .بس قلت.. مثل ما القلب ينجرح الانسان احكم في شد الجرح.. وانت اخبر منهم كلهم يا خالد بالجروح.. ضبطت جروحك كلها جدام الناس بضحكة ويههك المننور... يمـة انا ما خليتك لاني مو مهتمة لك
خالد يلمها ويسكتها: ولا تقولين شي ولا تنطقين.. انتي كلامج هذا اهو اكبر جرح لي.. انا فاهمج يمة.. صدقيني.. انا ما بغيت كل هذا يصير لي.. بس من انا اذا ما تعذبت.. ؟؟ تقدرين تخبريني؟؟
ام جراح وهي تأشر لجراح انه اييها .. ولمت الاثنين بحظنها: الله لا يحرمني منكم.. يعلني ما ابجي عليكم.. كفانا ما بجينا يا عيالي.. مع ان البجي يتجدد فينا بتجدد الارض وقشرها.. لكن ما على عزا رب العالمين اي عتب.. ان حبك ربك يقولون بلاااك.. وبلا محبة رب العالمين فخر وعز علينا.. تعالو وياي.. خلونا نكون ويا اختكم.. عشان ما تظن انها ما عادت بلا اهل..

راحت ام جراح ويا هالاثنين وكل واحد منهم يمسح عين دامعة.. ووقفوا على باب غرفة فاتن وام جراح اهي اللي دخلت.. واللي من شافتها بنتها طاحت عليها بالحظن وهي تبجي بصياح عالي وقوي.. وام جراح ما ضبطت نفسها ابدا وتركت لنفسها العنان..

باست جبين فاتن وبين حواجبها وخديها المبللين:.. يمة انا ما بغيت لج المضرة.. ولا بغيتج تكونين مثل ما تظنين.. صدقيني.. انتي بنتي واخاف عليج وانتي قطعة مني وعزي وشرفي بهالدنيا..
فاتن: ادري يمة.. بس لاتبجين خلاص.. انا ما ببجي فلا تبجين انتي الثانية...
ام جراح: يمة لا تعذبيني بفراقج.. يمة لا تعذبيني بغيابج عني.. فديت ويهج اللي ما ابات ليلي من زود ما اهوس به.. يا ثمرة فرح وراحة من حملتج لحد ما اشوفج بنت كبيرة.. حكمي قلبج وعقلج وقرارج وسوي اللي يرضى فيه ربج وقلبج.. وما يحتاج قلبج يرضى فيه لان الدنيا سجن المؤمن يا بنتي.. وجنة الكافر...
فاتن وهي تمسح عيونها: ان شاء الله يمة..

وقطعهم صوت هرن السيـارة اللي بتاخذ فاتن الى المطار..

وفاتن: كاهي يات السيارة.. تحملي في اخواني يمة.. وفي روحج.. واول ما الاقي سماء بعطيكم خبر..
ام جراح: ان شاء الله يمة..تحملي بروحج .. وهالله هالله بذكر الله
فاتن: لا اله الا الله ..

حمل كل من جراح وخالد جناط فاتن وهي حملت السوت كيس الصغيرة اللي فيها لابتوبها وحاجياتها الشخصية.. خلت كل شي.. ويوم جهزت التفتت الى خالد.. توصيه بالامانة

فاتن: لا تطول ياخالد وعطني خبر بسرعة على الشي..
خالد: افا عليج ..
تناظر ام جراح: استستمحي من مريم ونورة وخبريهم ان طرى علي شي وما قدرت اظل اكثر..
ام جراح: ولا يهمج يمة بخبرهم..
تناظر جراح للمرة الاخيرة.. والدمعة خانتها بهذيج اللحظة,,: مع السلامة..
جراح وهو يوجهه لها عيون ذليلة من الدمع:.. في امان الله..

دخلت فاتن السـيارة.. وتحركت بها بعيد عن البيت.. وبكل خطوة بعد تجددت فيها الاحزان.. ومرت بالصدفة عند الشارع اللي يطل على بيت مريم .. لقته مزدان بالمصابيح والانارة وكانه كتلة من اللهب.. ومن كل اعماق قلبها تمنت الفرح والسعادة لهم كلهم.. ومن يا مسـاعد على بالها سكرت عيونها بشدة.. وانتظرت من خالد انه يؤدي الامانة..

---------------------------------

مريم اللي زهبت ولبست وصارت من جميلات السهرة خرب على جمالها اهو تجهم ويهها .. وتخلف فاتن عنها.. لسبب اهي تجهله وما تقدر تفكر فيه.. وحطت في بالها ان فاتن يمكن ما بتروح صالون بس انها بتتعدل في البيت وبتيي لحالها.. وبعد هذا ما مشى عل بالها.. هذا الزواج كانو يستعدون له من وصلو البحرين لحد هاللحظة وباخر الشي ما تحضر فاتن؟؟ اكيد السالفة فيها ان..

زهبت نورة وطرشت عليها عشان اتييها.. ويوم دخلت مريم على نورة نست كل اللي يخليها تعصب او تكره نفسها.. وطالعت نورة بانبهار واهي تسمي بالرحمن عليها..

كانت مثل رسمة بالحلم.. ويا فستانها الراقي والطرحة اللي مثبته بورد وتشتبك بتسريحة الشعر وتنزل على اليد وتلتف فيها مثل الحية.. والفستان الوسيع ذو الذيل الطويل المذهب واللي عليه وردات بلون الكريم الوردي.. تكسب الفستان رونق مختلف وجديد.. والمكياج كان متدرج بالوردي والذهبي وخطة الاسود على عيونها.. والاكسسوار الخفيف اللي كان هدية من مسـاعد على الزواج .. عبارة عن قرطي ماااس مربعيين ضخمين كلفوه ثروة.. ولكن ما يغلى على اخته العروس..

نورة وهي متوترة: شرايج؟
مريم اللي ابتسمت: والله مادري شقول لج.. جنج من حور العين
نورة بفرور: واحلى بعد.. تهقين فصوول بيغمى عليه؟
مريم: بيغمى عليه بس.. انا اشك ان ليله العرس الاولى بتكون في المستشفى... (تكلم المزينة) خففي من هالحلاوة لو سمحتي مافينا شدة على ريلها
المزينة: المفروض اننا ما نخفف عليه هذي حرمته ولازم يفتخر فيها
نورة: انا جذي ولا جذاك حلوة ويفتخر فيني
مريم: لا لا فيصل ما يستاهل الجلطة اللهم يا كافي الشرر..

ضحكت المزينة عليهم.. واتصلوا بمسـاعد عشان اييهم.. صاحبنا جهز ولبس بهدوء وصمت مصاحب بطنين في الاذن.. وينتظر هالفترة باحر من الجمر.. اكيد فاتن بتيي.. ما يصير ما بتيي عرس نورة .. ان ما يات عشانها فمريم ما بتخليها.. بتيي الليلة اكيد.. ومن اشوفها ما بسمح لها انها تغيب عني ابدا.. لازم تفهم.. اني احبها ومستحيل افرط فيها...

ما شال اللحية واكتفى بالثوب الاسود من تحته الياقة البيضا.. والشماغ الابيض كان مثل التاج على راسه. لبس الساعة اللي شرتها فاتن له.. وطلع من الغرفة وهو يحس ان شي مفقود بحياته.. شنو كان مايقدر يتوصل له بالضبط.. بكل خطوة يخطوها يرجع لوراه.. يتاكد انه ما نسى شي.. لكن لا.. كل شي موجود معاه.. الهدية اللي بيعطيها لنورة وزوجها.. مفاتيح السيارة.. لكن لحظة..

اللي فاقده اهو شي معنوي .. مو مادي.. لان الصرخة اللي بداخله كانت تبين فراغ.. او شي ضايع.. او على وشك انه يضيع.. تعوذ من بليس ومسك قلبه وهو ينزل من الدرج وطلع من الباب.. وتوه بيرد يدخل عشان يسكر الباب.. الا خالد في ويهه..

خالد بابتسامة: مبــروك..
تحايوو ومساعد قال: الله يبارج فيك.. عقبالك ان شاء الله
خالد: انت الاحق بهالشي..
مسـاعد وهو يتنهد بخوف: الله يسمع منك.. السابقون وانتو اللاحقون.. (تلفت يمين ويسـار يدور على فاتن ) ما ياو الاهل؟؟؟
خالد: خالتي تتجهز وجراح بياخذها الى الصالة مباشرة.. وهذا(يطلع الظرف من مخبات الدشداشة) لك.. موصية عليه فاتن..

تسلم مساعد الظرف وهو يكبت ارتجاف في نفسه.. ويوم مسك الظرف ارتعش من غير اي احساس.. خالد ابتسم في وويهه وحط يده على جتفه

خالد: مهما كان اللي يحويه الظرف.. تاأكد.. اهو من حسن تدبير وتفكير..

وراح عنه وتركه في داومة من الأفكار.. واول ما سواه مساعد انه فتح الظرف.. ولقى فيه اوراق مثل الرسالة.. ويوم فجها لقاها ثلاث صفحات.. بلع ريجه بصعوبه وراح داخل السيارة وسكر الباب وفتح الليت وقعد يقرى..


الفصل الثاني
----------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مسـاعد
يمكن تندهش او تحتار او حتى تغضب لهالرسالة لكن انا ما كتبتها الا بعد ما هدأت براكين الغضب اللي فيني.. اللي يمكن لو تصرفت من خلالها راح اندم طول حياتي.. بعد اكتشافي كونك حبيب خالتي القبلي.. تراجعت في نفسي وايد وحاولت اني استسيغ هالموضوع.. واعرف ان كل انسان بهالدنيا له مصيره وان جان مصيري جذي.. فانا راح اتقبل هالشي.. وحتى لو كنت بدل الفاقد لعمتي عالية.. فهذا هو قدري.. لكن يوم اكتشفت.. اني كنت نسخة مصورة من عمتي عالية اللي انت فيوم فقدت ملامحها.. ماقدرت اسيطر على نفسي.. لا تحاول انك تبعد هالفكرة عن بالي لانها ان ما كانت دائمة الا انها كانت الخطوة الاولى.. واعرف اي شعور تخلفه عليك مثل هالاشياء..

الحب اللي انت تكلمت عنه لي بهذيج الليلة بين لي صعوبة نسيانه او اخفائه بوجود الدليل الصارخ المادي على وجوده.. لكن صدقني.. انا موو عالية ولا تظن انك بتلقاها فيني فيوم من الايام.. انا انسانة ثانية ولكن للاسف بشكل الاولى.. لكن هذا قضاء ربك وما عليه اي عتب..))

جعمز الورقة في يده وهو يحط الثانية عند ثمه بقهر.. او نار تشتعل وتتأجج فيه.. قدرت حتى انها تربط شبهها الكبير بعالية لهالشي.. شلون اهي تفكر هذا اللي ما قدر يفهمه.. بس اهي مبدئيا صح.. وبيد وشفاه مرتعشة كمل قراءة الرسالة..

(.. بس.. انا مااستحمل فكرة وجودي بهالمكان وانا حاملة شخصية ما تناسبني.. لذا ما بتم في هالمكان اكثر.. وبتراجع عن زواجي وياك.. لفترة من الزمن. انتظر فيها نفسي اللي بدور عليها بعيد عنك وعن المشاعر اللي تخلفها فيني.. وانا ارفقت الدبلة ويا هالرسالة..

مسـاعد.. قد ما ظنيت اني بعيش حياة هانئة معاك.. قد ما انا ماا بيك.. بهاللحظة.. ولا تاخذ عليها لان الغيض بعده يتآكلني.. بس عرفت شي واحد اليوم ماظني اتنازل عنه.. الا وهو حبي العظيم لك.. اللي من شدته غرت من انسانة ميـتة.. وتمنيت لو انها ما انوجدت استغفر الله العظيم.. لكن بعد انا لي شخصيتي الساحرة وانت لازم تفهم هالشي..

اطلب منك الابتعاد عني لفترة من الزمن تخليك تحس ان انا شخص ثاني ومختلف.. ولا تقول احبج وانتي الحاضر والمستقبل.. ابي اكون شي كامل بالنسبة لك.. مو مثلث بضلعين.. ماقدر اقبل بهالشي..

انا رايحة الحين.. وما بخبرك متى برجع.. لان يمكن ما ارجع.. حاول انك تستمح من مريم وتقول لها شي يسليها في غيابي ويعطيها العذر.. تحمل بروحك.. وسلم على نورة وبارك لها بالنيابة عني..

فاتــــــــن.. ))

الصفحة الثالثة كانت قديمة وصفرا ولونها باهت.. وفيها شي من الكتابة اللي كان يضم اسم مساعد.. كانت فاتن قضت ليله كاملة وهي تقرى فيه وتذرف من الدمع الساخن والحسرة.. والغيـرة القاتلة.. ويوم لقت هالصفحة وكان مكتوب فيها شي باسم مسـاعد.. وكانها رسالة مسـاعد مرفقة في المجلد.. ويا كثر معاناة فاتن يوم قرتها..

كان مساعد كاتب فيها..

((دنيـا لا يقبل بها الا المعتووه..
ولكن عته بك يا سيـدة الحيـاة ما انقاه..
كم لمعـتوه انتهى بمصيـر احلى..
من رجل فكر بالدنيـا طوال..
غاليـتي عاليـة.. قفي لي يا اميـرة
نبراس دربي وشقـي بابتسـامتك..
الصخـر ليسـطع النـور..

احببـتك يا من للمحبـة سبيـل
فلا تقطـعي وصلـا وان كان بالمـوت..

لا تظـني ان لعاشـقٍ يومـا سبيل..
غير محبـة عاشـقة أزلية.. في درب منحـوت..

احبـج عالية

المتغـرب بعيونج.. مســـاعد..))

انة متصاعدة ظهرت من حلج مسـاعد وهو مو مصدق هالشي.. تخيل شعور فاتن وهي تقرى هالورقة.. اصلا اهي من وين لها هالورقة عشـان ترفقها بالرسالة.. اكيد عانت.. اكيد..

طلع من السيارة وهو مسـرع صوب خالد..لكن للاسف اختفى خالد.. اكيد توجه الى ديوانية الرياييل.. وظل واقف مكانه وهو محتـار ما يدري شسوي.. ويا على باله اللي قاله خالد ان جراح بعده في البيت ينطر ام جراح تزهب.. وتحرك بالسيـارة بسرعة وراح لهم..

كلها دقيقتين.. واهو على باب بيتهم.. طلع وهو يضرب على البـاب بقوة.. يعطونه موعد سفر فاتن ومتى راحت..

طلع له جراح ومن شكل مسـاعد بين له انه عرف عن سفر فاتن.. بس توصيتها كانت انها سافرت من العصر عشان ما يكون له فرصة يروح لها المطار..

مسـاعد بويه لاول مرة يتعرف عليه جراح: جراح وينها فاتن؟؟ ومتى سافرت
جراح وهو يوقف يمه: مسـاعد والله مادري شقول لك..
مسـاعد يمسك يدين جراح: جراح تكفى قول لي الصج ان جان في مجال اوقفها عن السـفر
جراح المتحير.: والله مسـاعد اهي ما خططت لهالشي الا وهي في بالها شي ثاني..
مسـاعد هذي زوجتي يا جراح ومو من حقها انها تتخذ مثل هالقرارات من دون ما تستشيرني..
جراح وهو يهز راسه: عيل الحقها.. قبل نص سااعة متحركة سيارة المطار وان شاء الله تلحق عليها.. رحلتها بعد (يناظر الساعة) نص ساعة.. الحقها..

ما تكلم مساعد على طول ركب الرنج وشخطه بسرعة وهو يشيل الشماغ ويرميه وراه.. ويسوق السيارة بيد والثانية متخلله شعره .. وين راحت هذي؟؟ وين بها؟؟ وين تبي بها بس..

---------------------------

بالعـرس كانت مريـم متوترة اقصـى توتـر.. وقلبـها يترجرج بين ضلوعها .. تحس ان الخطـر اللي كانت في يوم تحاول انها تتحاشاه من يا وخطبها جراح من اهلها.. حتى ان هالخوف منعها من الفرحة.. وحاولت انها حتى لهذي اللحظة انها تخفف اللي فيـها.. لكن كل ماله يزيد مثل النار.. حتى انها مو قادرة توقف ويا احد.. ويوم ياتها امها لعندها..

ام مسـاعد: يمة مريم دقي على اخوووج مسـاعد مادري شفيه ما يرد علي.. يمكن يرد عليج
مريم اللي زادت دقات قلبها يوم درت ان اخوها طالع.. مسكت قلبها بقوة..: ان شاء الله يمة بدق عليه
وهي تدق على التلفون سألتها: وينها فاتن مايات بعدها..لاهي ولا امها
وكل ما تتكلم ام مساعد قلب مريم يدق اكثر: يمة مادري بجوف مساعد الحين وبعطيج خبر..

ورد عليها مسـاعد بصوت متلهف

مساعد: الو مريم..
مريم وهي تعصر عيونها: هلا مسـاعد.. وينك في امي تسأل عنك..
مسـاعد: مريم لا تقولي لامي بس انا رايح المطار الحين
حاولت مريم انها ما تبين صدمتها: ليش؟؟
مسـاعد: فاتن سافرت مريم.. سافرت وراحت عني... سافرت ولا قالت لي شي..
مريم وهي مو مصدقة الشي ولكن ما حاولت انها تبين: انزين متأكد انت؟؟
ام مساعد شفيه اخوج؟
مريم : شوي يمة ..
مسـاعد: مريم انتي لاتخبرين امي.. انا بروح لها وبشوف.. ان شاء الله بس الاقيها..
مريم: ان شاء الله؟..

سكر مساعد عن مريم اللي ما حست الا بالدوار واللوعة بهذيج اللحظة.. وطلعت برع الصالة تتنفس الهوا لانها مو قادرة تضبط نفسها.. الخوف وصل فيها لنقطة انها بدت تحس بالخطر حواليها.. على مسـاعد وفاتن.. يارب سترك وعفوك..

توها بتطلع منالصالة الا وام جراح بويهها..

مريم بلهفة: خالتي صج فاتن سافرت..
ام جراح بدهشة: شدراج انتي؟
مريم : مساعد توه مخبرني.. خالتي صج سافرت؟؟ وليش الحين؟؟
ام جراح: يا مريم السالفة طويلة وعريضة وماظني تفهميها..
مريم وهي تصدم ام جراح: عرفت عن عالية ومساعد؟
ام جراح بدهشة وصدمة: وانتي تدرين؟
مريم وهي متظايقة: مساعد ليش استعيل وخبرها.. الحين شبصير فيه؟؟
ام جراح : ليش شفيه اهو؟
مريم وهي تحس بالعيز: راح وراها المطار يمكن يتلقفها باخر اللحظة..
ام جراح: الله يستر بس يا بنيتي.. لو جراح تام في المكان جان خليته يروح وراه.. لحظة بس اشوفه..

نزلت ام جراح من العتبات وشافت ان جراح يحاول يطلع من زحمة السيارات في المكان.. وقدرت انها تصوت عليه وتطلعه من السيارة..

ام مسـاعد: يمة جراح روح الحق المطار وعلى مساعد راح ورى فاتن
جراح وهو يحط يده على راسه: ياهوووووووو وين تتحذف علينا المصايب بهالليلة.. بس بس انتي دشي داخل وانا بروح وراه..
ام جراح: حاسب لروحك يمة
جراح: محاسب محاسب يا يمة بس انتي دشي داخل..

راح جراح عن امه وقدر يطلع بسهولة هالمرة لانه مصمم على هالشي.. وراحت ام جراح لعند مريم اللي كانت تراقب الوضع من تحت الستار..

مريم : ها خالتي بشري
ام جراح وهي حاطة يدها على صدرها: اهو الحين راح له.. الله يستر يا بنيتي من اللي بصير..
مريم وهي تناظر سيارة جراح اللي رايحة: خير يا خالتي. باذن الله خير..
-------------------------------------

سيـارة قبل سيـارة مسـاعد لحقت فاتن في الوقت المناسب.. سيارة مشعل ما غيره.. يوم لقاها في الشارع في سيارة المطار على طول لحق وراها.. وتم وراها في المطار بكل خطوة تسوها من غير ما يبين روحه.. ويوم خلت ووقفت بروحها راح لعندها ..

بصوت كله اهتمام: فاتن وين رايحة؟
التفتت له وكانه ابليس.. اخر من توقعت انها تشوفه في المطار:.. انا... انت شتسوي هني؟؟
مشـعل وهو يداري حيااا علا عليه: شفتج ولحقت وراج.. وين رايحة فاتن عشى ما شر
فاتن بدمعة لامعة بعيونها:.. الظاهر يا مشـعل.. انك دعيـت علي.. والله استجاب لدعاك.. وانكتبت علي التعاسة بالخط العريض والحبر اللي ما ينمسح..

مشـعل وهو يناظر المكان اللي هم فيـه.. ووجه فاتن عشان تقعد... ويوم قعدت تم يناظر في ويهها.. ما كانت فاتن اللي يعرفها.. كانت فاتن بجرح عظيم.. وكان الحياة منسلبة منها. وفوق كل هذا مشـاعره المتضاربة حولها.. ما كانت سبب معاناته اللي يصبح ويمسي بالتوعد عليها.. ولكن بعد ما كان العاشق الولهان.. كان مجرد انسان بصدفة مع انسان ثاني..

قعدت فاتن على الكرسي وهي حاطة راسه بين يدينها بتعب..

مشـعل: متى رحلتج؟
فاتن: بعد ربع سـاعة.. شتسـوي انت هنـي.. رد من محل ما ييت مشـعل..

مشـعل وهو ينـاظرها باستغراب.. لكن الغرابة كانت من نفسـه.. حاول انه يوقظ قلبه العاشـق لكن هيـهات.. وكانه هناك حاجـز مستقـر على قلبـه..

مشـعل: يمـكن كلامي هذا ما ينفعج.. او ما يسـرج.. بس يا فاتن الحيـاة علمتنـي.. ان الشـيء اللي يجلب التـعاسة.. معـناته هو الشـي الصحيـح.. وانا ياما ياتني تعاسة ولكن ياتني من مكان غلط.. او يمكن من مكان صح بس انا ابيت انها تكون صح.. صدقيني.. فاتن... (مستغرب من التحول النفسي في قلبه) انا ما انصحج بالهروب لو كان هذا خيارج..
فاتن وهي تناظر جدامها: الوقت صار متأخر ان جان افكر فيه كهروب ولا لجوء.. هذا اللي انا ابيه.. واهم شي رضاي عنه..

بهذيج اللحظة دخل مسـاعد المطـار وهو يتلفت يمين ويسار.. وسرع من خطـواته الى داخل كراسي الانتـظار.. يمكن هنـاك قـاعدة او موجـودة.. او حتى انها تنتظره.. لكن كل هذا كان عبارة عن خيوط احلام وهميـة.. والتـفت الى عند الاستعلامات عشان يسأل عن رحلة فاتن ..

في نفس اللحظة نداء الرحلة كان يصرخ .. وكان الاخيـر.. وفاتن اللي تحركت من اول نداء من عند مشـعل ما حست ولا لدقيقة بوجود لمسـاعد لكن مشعل بلى.. شاف مسـاعد يتلتف في المكان وحس ان هذي هي فرصـته الكبيـرة انه يهدم اللي بينهم للأبد.. وتوه بينشـد فاتن ويأشر لمسـاعد في نفـس الوقت.. حتى صار هالشي..

التفتت له فاتن وبصوت ناعم: مشـعل؟
مشـعل وهو منتفض شوي: ها.. هلا ... هلا فاتن..
فاتن وهي تبتسم:.. انا اسفة مشـعل..
استغرب واحتار كانه ما يفهم لغتها: شنو؟؟؟
فاتن وهي تنزل عيـونها: يمكن اللي سويته بحقك انت ما تستاهله.. لكن صدقني.. أي شي صار بالزمن القديم.. انا مو مسئولة عنه.. بيننا قضاء وقدر.. لكن بعد انا مادري لان ماكو بهالدنيا احد يجرم نفسه.. واذا لك حق عندي.. صدقني بكون اكثر انسانة مستعدة انها توفي هالحق...

سكت مشـعل وهو يراقب فاتن وهي تتكلـم.. مستغرب منها.. شلون تطلب منه السمـاح على شي اهي مالها ذنب فيـه.. شهالوضوح في الافكار.. اللي لاول مرة يصير في بال مشـعل.. وكيف ان فاتن تنقت من كل الاكاذيب اللي حايطها بهم..

مشـعل وهو يتراجع خطوة: فاتن.. ما بيني وبينج اي حق.. مثل ما قلتي.. هذا قضاء الله وقدره.. قضائه اني احبج واتحبيني.. لكن يفرق بيناتنا حب... يديد في حياتج.. او حياة يديدة في تقويم دنياج... عيشى يا فاتن وتهني.. لان بهناج اتهنى انا...

سكت مشـعل وهو مصعوق من نفسه.. شلون انه قبل لحظة فكر انه يهدم حياتها مرة وللابد لكن الحيـن.. شلون انه يعتبر نفسه حبل النجاة لفاتن اللي الاستغراب كان على محياها لكن ما نعها من رمية بابتسامة صدقة ككل مرة.. وتراجع بخطوات وهو يحاول يثبت ويهها في ويهه. ويحفظ هاليوم في تاريخه ويقول.. قابلت ملاك اليوم.. ما كنت اعرف انه يسكن يم بيتي.. ومثل الهارب ركض بانحاء المكان وغادر المطار بلمح البصر عشان محد يلحظه ولا تتشوه سمعة فاتن على حين غرة..

اما فاتن.. فحملت باقي اغراضها ودهشتها وراحتها ان القرض بينها وبين مشـعل لسبب او ثاني توفى في هذي اللحظة.. وتبعت خط المغادرين.. ودخلت الى الممر اللي بياخذها الى الطيـارة.. اما مسـاعد اللي احتر راسه من التفـكير ما قدر الا انه يوقف جدام الدريـشة اللي جدام الطائرات ويلاحظها في ظلمة ذيج الليلة المزهرة تغادر المكان معلنة الهروب.. مثلها مثل فاتن.. اللي ما سمحت له حتى انه يودعها الوداع الصحيح.. حس بالحرقة تسري في حلقه.. وبعد لحظات بسيطة تبعه جراح وشافه واقف وهو منهك من المشي السريع واللحاق به من مكان لمكـان..

جراح: واخيـرا لقيتـك.. ها .. وصلت لها.. ؟
مسـاعد هو يراقب الانارة بالمكان بلمعة عيـن: لا... راحـت فاتن..

استـدار مسـاعد وهو يمـشي بهـدوء وتمـلك.. لكن اللي محد لاحـظه اهو الانكـسار على قسمـاته البارزة... كبـرياء وعـزة نفـس بقلب مجروح من داخل.. وجراح يتبعه من غير اي كلام ويطلب الهداية الى اخته اللي بهالحركة تركت مسـاعد بمظهر وان ما بين الا انه بليـغ..

ركب مسـاعد السيارة.. وبدت تظهر عليه علامات الغضـب.. واستدار بالسيارة بقووة كبيرة كانت على وشك تقلب السيارة.. وطول الدرب وهو يمشي بسـرعة قاتلة وكبيـرة.. بتهور لو سمح القول.. ولكن وهو عند ذيج المنطقة لاحظ الطيـارة اللي حسسته انها تحمل فاتن عليها.. وبدل لا يطالع جدامه بالشارع تم يطالع السما والطيارة تطيـر... وهو يحس للسيارة تطيـر وياها بعد.. وبالفعل.. كانت السـيارة تطيـر.. اصطدام قوي بحافلة شحن في المنطقة الجويـة... جراح اللي كان شاهد على هالحادث حس بالموت وهو يراقب سيارة مسـاعد تطيـر من جدام عيـونه..

اثناء هذيج اللحظة دقات عنيـفة صادرت قلب فاتن وملكتها اقسـى ظيقة صدر وبال.. وفي مريم تسارعت انفاسها بصورة عظيـمة وكأن اللي في الحادث اهي.. مسكت نفسها في جانب وهي تمسك جتفينها وتسمي بالرحمن.. وتدعي بالنجاة لكل احبابها الغايبين..

جراح اللي طلع من السيـارة بصورة مقاربة للميانين: مسـأعد ... مســــــــاعد...

ركض بجنون صوب السيارة اللي استقرت بنص الشارع وعلى طرفها اليمين.. حاول انه يشوف احد موجود داخلها لكن الزجاج المكسر ما عاونه على الرؤيا... النجدة السريعة من المطار اسرعت صوبهم وانتشرت الاضواء في المكان بصـورة رهيبة.. والناس اللي على الشـارع تجمعووو وهم يمسكون على قلبهم ومتاكدين.. ان اللي في السيارة .. اكيد مات..

بين الفووضى اللي كانت تجول في البقعة من الأرض.. صدرت انه من ثم مسـاعد اللي كان شبـه المشلول... انه بإسم انسـانة قدرت انها تصيـر الامنية الاخيـرة لرجل على وشـك الموت...

((فاتن))

دقت اوداج فاتن بعدم الارتياح.. ومن زود هالتوتر اللي فيها بدت تستغفر ربها وتتعوذ من بليس لمن انتبهت لها مضيفة الطيران..

المضيفة: Every thing allright?
فاتن تبتسم بظيج: yes,, i don't know actually
المضيفة بابتسامة وهي تناولها الماي: drink this and you'll get better
فاتن وهي تاخذ الماي من عندها: thank you
وراحت فاتن للغربة وهي مو عارفة ان سبب نغزة قلبها يمكن مسـاعد وهو يواجه الموت..

جراح اللي تبدى معاناة يديدة في حياته..

مسـاعد اللي يمكن – لسبب او اخر – تمنى هالمصيـر لان قدرته على التحمل بسيطة وما راح يتحملها..

مشـعل ويا وضوح الافكار اللي هاجمه.. هل راح يعود بالخير على اللي حواليه؟؟

منـاير.. القلب الصغيـر اللي للاسف في بالها انه دق للشخص الغلط..

خالد.. وانتظار الحب وسمـاء ووحشة الغربة...

مريم.. الاخت اللي على وشك انها تفقد المجمع العائلي اللي انطرح على ارضية الاسفلت..


نظـــــــــــرة الحب.. اللي كان من الممكن انها تنهي هالصراعات كلها.. تسكرت جفونها.. ومن يدري.. متى راح تفتحها.. ولا .. هل راح تفتحها؟؟؟

مرحلة انتهت من حياة ابطال القصة.. بانتظار المرحلة الجديدة والاخيرة .. من نـظرة حب..
تابعو.. وانتظروا.. ماقد يحصل في.. نــظرة حب..


تلخيص للاحداث.. (تذكيـــر(
-----------------------------
مضت الايام والاحلام الحلوة في المضي نحو درب جميل.. لكن هالدرب تقاعص عن المضي وانتكس في رحيل سماء عن خالد.. لتظلم دنيا الحب بحياته..

وتلى غياب سماء محاولة لربط روحي جراح ومريم.. لكن هالمحاولات باءت بالفشل بعد ما بينت حقائق قصة حب ماضية.. وانهت اللي كان بين اثنين يجاهدون في زرع امان واحتماء على ارض مهزوزة..

اللي يبدي باهتزاز.. معقولة انه يمضي في يوم على ارض صلبه..

هذي هي بقيــتنا.. مع القليل من الاحزان المعتادة.. ومع الافراح اللي لازم تتخلل اليوم..
نتابع معاكم ما بقى من قصة.. نظرة حب ..



الجـزء الثاني والثلاثيــن
الفصل الأول
------------
بعد مرور 8 أشهــر

وصلت مريم المسـتشفى وهي حاملة الاغراض اللي ناقصة مسـاعد.. كانت مغطية عيونها بالشيلة من شدة وحرارة الشمس اللي مجابلتها.. وقبل لا تدخل المستشفى مدت بعيونها الى الافق البعيد.. تمر الفصول والمواسم واحنا بعدنا بهالظروف.. الله يعين الجميـع..

ابتسمت الى موظفة الاستـقبال اللي كونت معاها – لطول الفـترة اللي قظوها في هالمستـشفى – علاقة مودة ومحبة تطوف بالابتسامة والسلام اللي نابع من القلب.. او يمكن نابع من الشعور بالفراغ او الخوف.. وتمت تمشي وهي تحاول انها تداري اللي فيـها مثل ما سوت قبل فترة طويـلة.. ثمانية شهور طافت.. وهالثمانية شهور ما حست فيها الا وكانها ثمانية ايام.. وكان يوم الحادث ينعاد بعيونها كل مرة.. وشلون ان الفرح انقلب الى عزا.. والكل ظن ان نورة منحوسة اللي بيوم عرسها اخوها يمـوت..

ركبت المصـعد وهي مثل كل مرة تدخل المستشـفى تطري على بـالها فاتن اللي اختـفت عن الكـل.. وما احد يعـرف عنها شي واللي غيـرت حتى سكـنها.. ضاعت فـاتن للاسف بغربة متواصـلة.. محد يعلم بهـا الى رب العالميـن.. اللي عرفوه عنها انها بخيـر.. وبصحة وسلامة.. ودراستها ماشيـة.. لكن كل هذا كان عبارة عن تلفيقات مريم ادرى بها.. لان فاتن وصلت الى مدرك .. انها حبت مسـاعد ولكن جرحها اللي تغنت به.. ما راح يتركها على هداااي الا اذا مسـاعد ياها.. ومسـاعد اللي شكله بيطـول عليها.. نظرا للحالة اللي وصـل لها..

طلعت من المصعد وهي تزفر بمرارة وحاجبينها معقدوين للثقل اللي شايلته.. واحد في صدرها والثاني في يدهـا.. ما تدري اي واحد اللي مثقل عليها اكثر من الثاني؟؟ مثل كل يوم.. لازم تستجلب الأنة في قلبـها.. لانها على وشـك انها تدخل على أخـوها.. اللي ما عنده اي أحسـاس او اتصـال بهالعـالم.. مسـكر عيـونه اللي لا اراديا تجمع السـواد حولها.. والتعب والارهـاق انحل جسـمه.. والهـالة العظيـمة اللي تجـول عليه ويفرضها حضوره.. غابت على شراشف بيـضا واضواء اصطناعيـة..

وصلت الى الجنـاح اللي اهي تقصده يوميـا كدوام رسمـي من بعد الجامـعة.. تغيـرت الأوضاع.. ما عادت مريم الفوضوية او مريـم الصغيـرة اللي يحملها الكل مسئولية امتاع العائلة.. صارت مريم اللي تتحمل مسـئولية كبيـرة في البيت.. مسئولية يمكن مساويه لمسئولية مساعد القبلية.. انها تبقي البيت في نظام.. لان امها من طيحة مسـاعد اهي الثانية طاحت في مرضة خطيـرة كانت على وشك انها تؤدي بحياتها.. وغابت عن البيت كثير .. لكن الحمد لله حالتها استقرت ولكنها ما عادت بنفس الروح اللي كانت عليها قبل.. وكان على مريم انها تحتل هذي الروح.. واهي متناسية نفسها تماما.. الا بدراستها اللي شدت على روحها لمن وصلت الى المبلغ اللي تمنته لنفسها.. مع الرغم انها تناست او دفنت احلام كثيـرة راودتها من وعيها على هالدنيـا.. واهم هالأحلام كان جراح.. لكن الظاهر ان مسـالة تواجد جراح بحياتـها صعبـة.. وهو الثانـي اختفى الا من حيـاة اخوها لؤي .. ويمكن اهي بعد ما عادت تهتـم.. او تتظاهر بعدم الاهتـمام لان اهتمـامها متركز على اخوها اللي تشتاق كل يوم تتركه فيه لشوفته من جديد..

دخلت الغـرفة من بعد ما وقفت ويا الممرضة تسألها السؤال التقليدي.. اي تطـور. .وتبتسم لها اهي وتقول بشوفتج ان شاء الله.. وتبتسم مريم لها ولكن خيبة الامل تتمثل في لمعة الدمع بعيونها.. والخير المرجو دايما يتأخر.. على قوله ابوها.. مركب الخيـر بعده في عرض البحـر.. بيي يوم ويوصل للبر.. لكن وينها الخيـر؟؟ الخيـر ضايعة في غربـة نفسـها.. الله يردها بالسلامة ويهديـها..

لاحظت هدوء الغـرفة وبرودتـها الساكنـة.. وطلت براسـها الى الغرفـة الثانيـة.. كانت امها تسجد بالصـلاة.. ابتسمت لها ووجهت عيونها الى الويه اللي اشتـاقت له... كان نـايم.. ويا حلـو وطول نومه.. بس اليوم شي مختلف بشكل مسـاعد.. طالعت امها وهي تهز راسها.. اكيد سوت فيه شي.. شعره اللي طال اكثر عن قبـل.. ولحيـته اللي نمـت على ويـهه.. نعمت من شكله اكثر.. لكن شعره فيه شي.. يمكن امها قصت من جدام شوي.. ولا مشطته.. امممم .. بتستجوبها بعد ما تخلص صلاة..

حطت الاغراض عند الكبت الي يمه.. وهي تسولف وياه

مريم بصوت واطي وهي تبتسم: مسـاء الخيـر.. شهالحلا.. اليوم مختلف؟؟ شسوت فيك امي؟؟ قول لي ترى ما بتناوش وياها..

ابتسمت ويـاه.. وهي تطلع الزيت اللي دايما تمسح فيه جسمه .. يدينه ورجلينه.. ونزلت الشيلة على جتفها.. وتمت تصب الزيت في يدها وسحبت يد مسـاعد من بعد ما نزلت السيـاج الجانبـي.. واخذت يده وبدت تمسحها وتمسدها بالزيـت.. وهي تمسـدها تمر عليـها الذكريـات الحلوة.. والمـرة في نفس الوقت.. ما تدري ليش تحس ان نجاة اخوها اهي في فاتن.. ونجاتها اهي نفسها.. شكثر وحشتها فاتن.. وشكثر كتبت لها .. وشكثر حاولت انها تتواصل وياها لكن بلااااا اي هدف.. حتى ام جراح نفسـها اللي حالتها الصحية اللي بدت تتدهور من زود الخوف والحزن على فاتن.. ورجعت ذاكرتها الى بعد اسبوع من الحادث..

اولا كل شي انقلب الى فوضى بذيج الليلة يوم اتصـل فيـهم لؤي يخبـرهم ان مسـاعد مسوي حادث.. وهاجت كل النـاس من شـدة الصدمة .. واولهم نـورة اللي تمت تدعي على نفسـها على هالزواج اللي جلب لعايلتها مثل هالشي.. وفيـصل اللي وقف العرس وكنسل شهـر العسـل وظلت نورة على اثر هالشي في البيت لمدة شهر تقريبا من بعدها انتقلت الى بيت زوجها.. وتمت مريم اهي اللي تهتم في كل شي بالشراكة ويا لؤي اللي بعد ظل مشغول بشراكته اليديدة ويا جراح..

أم مسـاعد يوم عرفت بان فاتن سافرت بذيج الليلة وربطت في بالها موقع الحادث بهالشي اقامت الحرب على كل الياسية.. وقالتها في ويه ام جراح ان اول ما يصحى ولدها او ان صاده شي ما يبون اي علاقة معاهم.. وحتى جراح رفضـته ورفضت القرب اللي طلبه منهم.. وخبـت مريم كل هذا في قلبـها الا من ام جراح يوم خبـرتها وحاولت انها تبرر لامها وام جراح ابدا مااا انتظرت اي ردة فعل اقل..

جراح ابتـعد عن حيـاتها .. واهي ما اعتـرضت على هالشـي.. ويات الفوضى الثانية يوم تقررت حالة مسـاعد انها غيبـوبة مسـتمرة.. وفوق كل هذا.. ابتروو رجلينه لانهم اكثر شي تضرر بالحادث القوي.. لان السيارة تخفست على رجلينه من تحت.. وحدة انبترت من الركبة.. والثانية بس القدم.. وهالشي اكيد راح يحطمه لو يوتعي. يمكن في قلب مريم ما تمنت ان اخوها يصحى ويواجه هالواقع.. بس ترجع وتتذكره وتتذكر ايمانه القوي بمثل هالأمور.. ويمكن يتحمل هالشي.. لكن الوقت صعب ان الواحد يقرر.. الشي يختلف اذا كان واقع في شخص اخر.. ولا في الشخص نفسه..

حاولت بعد اربعة اشهر انها تكتب لفاتن رسالة.. وبالفعل كتبتها وارسلتها بالبريد لكن ما ياها اي رد على الرسـالة.. وبدت تكتب مرة ثانية .. وثالثة.. ورابعه.. لمن عصبت بسبب قلة الردود.. واستعجبت وكرهت فاتن لوهلة لانها صعبة المزاج.. بعدين عرفت من منـاير ان فاتن ما عادت تسكن في الشقة نفسـها.. لان جراح سافر لها وما لقاها.. ورد وهو خايب..

تغيـرت الاشيـاء فجـاة.. والدنيا اللي كانت في يوم مكتملة بدت غريبة ومخلبطة في عيـون مريم.. تفتقد فاتن ورأيها الحكيم والصائب وتفتقد اخوها وحنيته وقلبه الكبيـر.. وحيدة بهالدنيا. اهي صج عندها ام وابو واخت واخو لكن.. حياتها كانت تدور في فلكين.. فاتن الصديقة العطوفة واللي تشترك وياها بقلب واحد.. ومسـاعد في فكره الصحيح والسديد. أللي اهي في طول فترة غيابه حاولت انها تمشي عليـه..

وهي تمسـح يد مسـاعد تقربت منها امها ورفعت لها راسها بابتسامة

مريم: تقبل الله يمـة
ام مساعد بويهه العابس اللي حتى ما بادلت مريم الابتسامة: منا ومنكم.. اوووووف وانتي كل يوم ويا هالزيت اللي تمسدينه فيه؟؟
مريم بسذاجة: ليش شفيـه؟
ام مسـاعد بقرف: ريحته تلوع الجبد... قطيه ولا تمسحينه به..
مريم وهي تحقر امها اللي صارت معاملتها هذي متعودة ليش انها تحملها اهي بعد المسئولية بس لانها ارفيجة فاتن.. : يمة الزيت مافيه شي ويديد وما بقطه.. بالعكس (تبتسم وهي تناظر ويه مسـاعد المرتاح) جسمه صار لين بسبب هالشي.. مو قبل كان جاف وحالته حالة..
ام مسـاعد وهي تحوس بثمها وتسحب القرآن عشان تقراه على راس ولدها: والله ماعندج سالفة خانقتنه به بس..

ما ردت عليها مريم وتمت من طرف عيونها اللي ترفعها كل شوي لاخوها تبتسم في ويهه.. وهي تمسح اصابعه ويـده.. وعلى جذي... يكـون هاليوم يوم اخر من روتين الايام اللي طافت من الحادث للحيـن..

------------------------------------

ما بقى على الدوام الا نـص ساعة وقضاها جراح وهو يراجع بعض الارصدة وينظم المواعيد في الدفتر.. شكثر توصيـلات عليهم وشكثر مسئولية ولكن بعد حلى الشغل اكثر يوم صارت الايادي اللي تشتغل من الأهل ومحتـرفة. خصوصا خالد ولؤي اللي بصراحة بدو يبدعون في هالمجال والتصاميم الخشبية من احترافهم .. اهو كان المسئول اكثر شي عن القياسات والمالية بالشركة الصغيـرة اللي أسسوها ولكنها دارت عليهم بربح خصوصا ويا شراكتهم مع غزلان وغصـون الكنـدي..

تم يناظر السـاعة وهو يحك عيـونه.. ما قدر ينام الليلة اللي فاتت .. مثل كل ليلة من ثمانية شهوور.. من حادث مساعد وهو يعاني من ارق بالنوم وزيادة في التفكير وفوق كل هذا تعب وارهاق بلا سبب.. يخاف انه يمرض بسبب هالشي ولكن اهوو معذور وما يقدر يغير هالشي اللي فيـه لانه اقوى منه.. المسئولية اللي طاحت على عاتقه والذنب اللي يغرقه لحتى راسه ما يعطيه فرصة انه يتحمل اكثر.. ولكن بمسـاعدة الجميع وعادة الافضاء اللي تعلمها لخالد خلته يحس ان الحمل اقل..

ولكن اهو يعرف ان ماكو شي محطمه اكثر من فكرة ان مريم مستحيل تكون له دام ان امها على قيد الحيـاة.. فهي حلفت على بنتها وحلفت عليه وعلى كل من انه يمنع هالزواج باي صورة ممكنة.. وكانه او اخته لهم الذنب باللي صار لمسـاعد.. بس بعد مسـاعد ما يستاهل اللي صابه.. كثرت الاسرار اللي على قلب جراح واللي يخفيها واللي ما يدري لمتى بيخفيها.. فاتن مثلا معتادة بيوم واحد من الاسبوع تتصل فيه ومن بعدها تتصل في امها وتخلي المكالمة قصيـرة ومريحة قدر الامكان.. اي انها تجذب عليهم قد ما تقدر وتوهمهم انها بصحة وسلامة واهو عارف انها لا بصحة ولا بسلامة وان حالتها الصحية او النفسية اكيد متدهورة.. ولا صار بينهم اي فرصة انه يخبرها بزوجها اللي طايح على السرير.. او يمكن اهي ما سمحت لهالفرصة انها تصيـر.. لان كل مرة كان يحاول فيها انه يخبـرها تسـكر السمـاعة في ويهه..

حيـرة عظيـمة.. اسأله موجودة في ناس مالها جواب.. ولكن في نفس الوقت.. تلقى الجواب حاضر قبل السؤال.. ما عدا مسـاعد اللي الله العالم شراح يصيـر فيه بهالفتـرة.. ثمانية شهور وهو في غيبوبة برجلين مقطوعتين.. الله يعينه لا صحى لانه بينصدم اكبر صدمة بحيـاته.. كل اللي يقدر يتمناه له اهو سعة الصدر وراحة البـال لان مثل هالامور لو اهو مثلا صارت له.. ما راح يتحملها ولا دقيقة.. وبيآثر الموت على هالحيـاة..

قام من عند المكـتب وهو يمتطط.. فرك ويهه مرتين ومن بعدها وقف عند الدريشة في الورشة اللي تحولت الى مكاتب والورشة انفتحت في مكان جريب منهم ولكن اكبر.. كان مستودع خذوه وركبو المعدات اللي يحتاجونها واللي زودوها في المكان.. بس جراح ما دخل فيه من فتـرة لانه يحس بالخنقة من الخشب وبقاياه.. الله يعين خالد اللي يشرف على التصـاميم ذراع بذراع مع غزلان..

وبذكرها بس طلت من الباب وهي حاملة رزمة الاوراق.. ابتسامة تعلو ويهها ويا فستانها الجينز الطويل وشعرها المرفوع بدلال..

غزلان: مشـغول؟
جراح وهو يبتسم لها: بالسرحان بس.. ها شفيج؟
غزلان وهي تحط الاوراق على الطاولة: لا بس هذي توصيات يديدة ولازم تضبط مواعيدها لانه لازم نرد عليهم خبـر بعد جم يوم.. مستعيلين الناس.. ومطالبهم وايد..
جراح وهو يتجتف وعيونه على الاوراق: ان شاء الله باجر اليوم انا خلاص مخلصة بطاريتي..
غزلان وهي تبتسم له بحيـا وتتوجه للباب:الله يعينك.. انا رايحة مع السلامة
جراح : في امان الله..

طلعت غزلان عنه وهو بعده حاطها في باله ويفكر بها.. غزلـــان.. بنت ثانية عن اللي كانت عليه .. سبحان الله مغير الاحوال من حالٍِ الى حال.. يعني سرعة بديهتها ولا ابداعها ولا تحكمها اللي يتخالط بعاطفتها كان يمكن من العوامل اللي تفقدها هالمؤسسة.. ومع ان لؤي يحبها وميت عليها اكثر من قبل الا انها متحملته ومتحملة دلاعته عليها ولكن بادب واخلاق.. يعني وقت الشغل شغل ومن تحسه زاد عن الحد اهي اللي تتخذ خطوة التراجع اللي تحرق اعصابه.. ولكن بعد كل هالحرقان وكل هالحقران وهو ميت عليها.. والله يعينهم الاثنين

يات موافقتها على الشراكة بعد اسبوع من الحادث.. وغصون اختها تبعتها في الامور الادارية وكجزء من رأس المال.. صح انها واجهت مشاكل مع زوجها وللاسف الشديد ما حلتها معاه وتواجه الطلاق المرير الا انها شخص ثاني في المكان وتناسب العمل وافكارها طموحة وتتمنى الرفعة والافضل للمكان وهذا عائد ممتاز عليهم.. وحتى هشام الكندي بنفسه صار يشاركهم او يمول او يدير العملية الحسابية عندهم بطريقة محترفة غير عن اللي كان يتعامل وياه جراح قبـل..

كل هذا يبين ان الواحد يرتاح لكن وين ويا جراح وهو بكل نبضة قلب يهديها لثلاثة اشخاص.. الأولى مريم.. الثانية لفاتن.. والثالثة لمسـاعد عشان تعينه وترده من القوقعة اللي اهو فيها.. امه ظلت الأم اللي تتمنى الخيـر لاولادها .. وما زالت الصديق الاول والاخير له ولكن اللي شاركها في هالصداقة اهو خالد..

توه يحمل الاغراض اللي توقف عن الشغل عنها هني عشان يكملها في البيت الا كل من جراح ولؤي يدخلون عليه..

خالد وهو فاج عيونه: رايح البيت؟
جراح وهو يحك رقبته بتعب: اي بروح.. تعبان وهلكت عيني هالاوراق.. والاتصالات عورت راسي.. صاير لكم سكرتيرة..
لؤي وهو يبتسم ولكن بجديـة اكثر عن قبـل: من قال.. انت مثل مايقولون.. العقل المدبر و المنسق العام.. شتبي اكثر.. لقبين في واحد..
خالد وهو يبتسم للؤي بمزح: شامبو..
لؤي: هههههههه شتبي اكثر
جراح وهو يضحك بخفة: والله مابي اكون شامبو.. بس ابي شغل صجي.. يعني احك واضرب واكسر.. الظاهر اني بفتح فرع ثاني.. تهديم وتفجيـر..
خالد: اللاااه.. خوش فكرة..انت صمم وانا البس
جراح : ها نيات ارهابية؟
خالد: وييييييييييييين اصلا ماكو مجال.. نهدم عمارات ولا بيوت.. ولا كلش كلش.. شوارع.. ههههه شرايك؟
جراح: الحين هذي فكرتي وتقول لي شرايك... يالله انا بخليكم الحين وبرد البيت.. تحملو بروحكم وانت لا تتأخر.. (الجملة لخالد)
خالد: يمـكن اتـاخر.. فاضل يبيني وبروح له اشوفه ..
جراح: اوكي تحمل بروحك...

وقبل لا يطـلع طل براسـه للؤي: بتروح لمسـاعد الليلة؟؟
لؤي وهو يخبي عيـونه الحزيـنة بالساعة وهو يناظر الوقت: والله مادري.. الظاهر اني رأسا بروح البيت او يمكن اروح بنهاية الوقت.. بس ماظن..
جراح وهو يفـكر بمريم.. وكانه نسى انها صارت تسوق وعندها سيـارة لؤي..: اها... عيل سلم على الأهل..
لؤي عرف لمن السـلام وهز راسه: الله يسلمك من الشر..

طلع جراح من الورشة وهو يتنفس بعمـق.. حرارة الجو ما كانت معينة ابدا.. والتعب والارهاق يدور مثل الهالة على راسه لكن هذا شي طبيـعي.. ويا كل هالمِشـاغل والمتاعب اللي يواجهها.. الله يرزقه بس الصبر وراحة البـال اللي ما يظن انه بيلقاها الا بعد فتـرة طويلة..

شغل السيارة وهو يحرك المنظرة اللي جدامه.. تم يناظر ويهه وحواجبه اللي تشربكت من زمان بعقدة ما انحلت الى هذي اللحظة.. وهو يمسح على عيونه اسـتأذنت الجفون اللي انطبقت انها ترسم صورتها وويها بعينه.. وظل جراح على هذي الصـورة وهو مغمض عيـونه.. مستمتع بهالويه بس من غير ابتسـام.. لانها كانت بعيـدة وان كانت اقرب من الجفن لعيـونه.. فتح عيـونه وهو يحس بحرقان فيـها.. لبس النـظارة وهو يطلع السيـارة من الباركات..

رد البيـت وهو تعبـان نفسيـا من الأزمات اللي تراكمت فيـه.. ولكن حاول انه يخفي هالملامح من ويـهه.. دخل البيت وهو ينادي على امه..

جراح: يمـة.. يمــة..

ماكو اي رد ولا جواب.. تلفت يمين ويسـار لقى ستار الصالة مفروش.. اكيد احد ويا امه في البيت.. لذا ما حب انه يناديها اكثـر.. وراح مباشرة المطبـخ.. حمل له قطعة فواكه وقعد ياكلها بسبب الجوع الشديد اللي انتابه.. وتم يقضم فيها وهو طالع من المطبخ.. ولكنه تجمد مكانه يوم كان توه بنص الدرب الى الدري.. وكله بسبب الشخص اللي كان في البيت..

كانت مريم نازلة من على العتبات من بعد ما استأذنت للروحة من سمعت حس جراح .. وما تمنت انهم يتلاقون جذي لكن للاسف.. تلاقوا.. ومن بعد فراق الثمانية اشهر.. يتلاقون في عقر بيته..

خانت التصرفات اللائقة جراح اللي ظل واقف وهو يناظر مريم اللي ما حطت لهاللحظة عيونها بعيونه.. تم يراقب كل شي فيـها.. عبايتها وشيلتها المتدلية.. ويهها الحزيـن والكبير بالعمر.. وكان اللي مر ثمان سنوات مو ثمانية اشهر. بس هذا اللي يسويه الفراق في الناس.. يخلق التعب في الويه..

حاولت انها تتجاهله .. ولا تناظر ويهه.. اللي يمكن لو شافته بهاللحظة اللي كانت للتوو تالية لتعبير عن ألم عظيم واختناق عاطفي فيها وشوق كبيـر لكل اهل هالبيت.. ولكن.. كان من المفروض عليها انها تناظره وتحط عيونها بعيـونه..

مريم والابتسامة المخنوقة على ويهها الشاحب.. برود يكتسح مظهرها ولكن الاف التأججات تشتعل في قلبها لجراح..

مريم : .. شخبارك جراح؟؟
جراح وعيـونه خايـنته وهو يناظرها من غيـر اي تصرف مهـذب او مفروض بهاللحظة:.. نحمد الله.. الدنيا تييب لنا احزان الايام الياية ونظل نتحمل.. وانتي.. شخبـارج؟
مريم وهي تبتسم: الحمد لله ابخير.. (و هي تعصر يدها على قلبها) يالله انا بروح الحين..
لكن ما خلاها جراح:.. شخبـار.. شخبـاره مسـاعد؟
ابتسمت مريم بخفة لانها تعرف ان جراح يقدر يحصل اخبار مسـاعد من لؤي ولكن..: الحمد لله.. ماكو اي تطـور بحالته لكن الحمـد لله..
جراح: ان شاء الله تتطور حالته الصحيـة..
مريم: ان شاء الله.. مع السـلامة (وهي حاطة عيونها بعيونه.. عشان يخليها تروح..)
جراح وهو يفكـر انه يعـاند عيونها.. لكن.. حرام يعذبها جذي اكـثر:.. الله يسـلمج..

ام جراح وهي تراقب الاثنين بلوعة.. ما عمرها حسـت انها ما تتحمل ظلم احد كثر ظلم هالاثنيـن.. بدل الواحد.. صارت لازم تعاني لثلاثة.. اول شي لمسـاعد.. والثاني لجراح.. والثالث لخالد اللي يحمـل اكبـر ألم بين هالكل..

مريم وهي تركب السيارة وياها ام جراح:.. على اتفاقنا خالتي!!
ام جراح: اي يمة بس مادري اخاف امج تدري وتزفج ولا تلعب فيج وانا مابي هالشي يصير
مريم تبتسم: خالتي انا وجراح بنتفق على هالشي وما راح يصيـر شي صدقيني.. اذا اتفقنا على شي صدقيني محد راح يأثر..
ام جراح وهي تبتسم بأسف وتناظر مريم:.. جراح وانتي؟
مريم اللي بعدها ما استوعبت الصدمة: اي .. انا وجراح.. (انتبهت على كلمتها.. وارتفع جسمها بشهقة حيـا.. ولكن عيـون ام جراح الضاحكة انقذتها.. ) السـموحة خالتـي.. بس... شوي فكـري مشـغول.

الا ومنـاير وسمــاهر يايـين عند البيت..اللي قدرو خلال هالثمانيـة شـهور انهم يعبـرون عن كبـرهم بوضوح الحسـن والجمـال.. وخصـوصا منـاير اللي اكتسـبت قامة طويــلة مثل اخـوها.. وسمـاهر اللي بدت بنت في عمـر العشـرين على الرغـم انها كانت بس في ال17 .. سنة ثانية ثانوية..

ويـه مناير كانت مجمل بالحزن العميق اللي يأبى الظهور.. وقلب مسكين احب الشخص الخطأ.. كانت على وشك الموت يوم بدت تتعرف على مشـاعر قلبها الجامحة لمشـعل انها الحب.. واللي فهمها هالمشاعر كانت سماهر محد غيـرها. وهي بعد نفسها اللي خلتها توعدها انها ما تتجاوز حدودها معاه.. ولكن هذا الوعد كان ماله اي داعي لان من بعد سفر فاتن اختفى مشـعل الثاني.. وما عادو يعرفون عنه اي شي.. وحاولت مناير انها تخبي الالم العظيم في قلبها عن الكل كسبا لحيـاتها.. وانها تعوض نفسها بالراحة اللي لقتها بانه بعيد وما راح يأذي احد من بيتهم..

مناير يوم شافت مريم ما صدقت عيونها.. اهي صج ماقطعتهم الا فترة بسيطة وردت تزورهم بصورة بسيطة..
مناير وهي تلم مريم: يا حلااااااااااااا هالويه.. مالت عليج توج الحين ياييتنا..
مريم وهي تخبي ويهها بالشييلة: شسوي بعد؟؟ ااخاف احد يجكني عند بيتكم.. فقلت ما ايي الا بالخشة..وانتي شخبارج المحقق كونان؟؟
مناير وهي تناظر امها بغيـض : يمة ليش تتطنزين علي وياها
مريم وهي منفجرة بالضحك: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه كونان مرة وحدة؟ جان قلتي جورجي؟؟؟ واله احلى هالمسلسل..
مناير وهي تتخصر والكبرياء يعلوو وجهها الجميـل:.. والله كيـفي.. انا كونان.. ولو فيني بعد مو بس اصير اهو.. حتى ساندي بل..
مريم: اوب اوب. .ههههههههههههههههههه خالتي الله بالستر البنت بتفظحج..
مناير: لا والله هالشي يفضحج؟؟ من امتى؟؟
ام جراح: ما يفضح ما يفضح بس خلاص فكيـنا..
مناير وهي تمزح: اخر مرة اتيين بيتنا سامعة؟
مريم وهي تمثل بالصدمة:.. شنو؟؟ انا مناير؟؟ ليش .. انا شسويت فيج.. تدري اني موت احبك؟
مناير وهي تتظاهر بالغرور: بس خلاص مابيج ماحبج ولا يهمني جان تحبيني ولا لاء..
مريم وهي تسكر الباب وتشغل السيـارة : والله تدرين عاد.. عندج بدل الطوف الف .. ودقي راسج باللي تبين.. يالله خالتي انا بروح قبل لا تشك فيني امي..
ام جراح بابتسامة: في امان الله يمة وحفظه.. ولا تخبطين بالشارع هالايام خطر هالسواقة..
مريم ويه تصحح: خالتي سياقة.. مب سواقة.. وولا يهمج.. انا الحمد لله مراعية..
مناير وهي تحط راسها عند باب رنج مسـاعد: حطي عينج بعيني..
مريم وهي تغمـز: بس عالهاي واي ماجوف
مناير: ههههههههههههههههههههه هذي هي تربيـتي..

وتحركت مريم عنهم وهي تحتفظ بالابتسامة من بعد الضحكة.. صج انها ضحكت.. لكن عشان تهدي قلبـها اللي كان يدق مثل الطبل من شافت جراح لحتى هاللحظة.. محتفظة بصورته بعيونها.. ما احلااه.. بعدها عيونه سودا.. وبعدها رموشه كثيفه.. وبعده ويهه محتفظ بجمال الطفولة مثل قبـل.. كان يختلف جراح عنها في الشكل اشد الاختلاف.. اهو بشرته فاتحة وشوي بيضة لكن اهي سمـرا بحمرة الخدود.. عيونه سودا ولكن كبيـرة .. وهي مايلة للاخضرار واهدابها خفيفة..

طول عمرها حست بالتناقض بينها وبين جراح.. ويمكن هذا الشي اللي خلاها تتقرب منه اكثـر شي.. تذكر اول ايام مراهقتها.. يوم كانت تمضي اللحظات وهي تدقق في ملامحه وقت ما كانو يلعبون في ساحة بيتهم.. اهو ولؤي.. او اوقات ما كانو يغسلون السيارات .. او يتلعبون ويا بعض.. او حتى لمن تتلاقى وياه في بيـتهم..

الذكريات كانت حلوة وجميلـة وتمر على القلب مثـل الهمس البارد على الاذن.. ولكن بنفس الوقت توقظ وحوش الحزن في النفس والمستحيـل اللي انصف بيناتهم..

وياها الاتصـال اللي كانت مو حاسبـة له حسـاب..

مريم وهي ترفع السماعة بهدوء: قوة نورة؟؟
نورة بصوت متلهف .. متخالط بالفـرح وبعد بالارتباك والتوتر: مريم.. مريم لحقيييي
مريم مسكت قلبها: شفيج نورة؟ عسى ما شر
نورة: خير خير يا مريم خير.. ربج سمع دعااانا وكاهو مسـاعد ....

توقف قلب مريـم من شدة الخوف اللي ياها من انطرى اسم مسـاعد..

مريم: علامه مسـاعد؟
نورة : مادري بس يقولون.. ان اليوم.. تحرك.. حرك يدينه.. وعيونه غيـر..
مريم اللي كانت تبلع ريجها بغيـر سهولة: نورة بسكره عنج الحين وبييج المستشفى انا بالدرب وماقدر اتكلم وياج اخاف اتوتر وانقلب مكاني.. خليها لمن اييكم.
نورة: بس لا تتاخرين.. امي حالتها حاله من الحفوووز وما هي قادرة تشد على عمرها
مريم وهي تكابد الدمع.. : ما عليج نورة دقايق وانا معاج..

سكرت عن نورة وهي فرحانه بالحيـل.. مسـاعد وعى للدنيا.. مساعد تحرك اليوم؟؟ وين كانت اهي عشان انه تحرك..شلي حركك بعد ثمانية شهور يا مسـاعد.. وفاتن وينها .. وينها فاتن اللي بتدري عنك وتفرح لك.. وينها فاتن؟؟ وانا اللي كنت متوقعة انها اهي اللي راح توقظك..

وبصوت مسموع ودمعتها تجري: وينج يا فاتن.. وينج؟؟

-------------------------------------

توها فاتن داخلة الملحق اللي بدت تسكن فيـه من اول ما وصلت اميـركا باحزانها واهاتها ودمعتها اللي ما خفت بلحظة.. وكانت من الاثر انها سحقت كل جمال منها.. لكنها ظلت فاتن.. بويهها الصافي المريح.. . وهالملحق كان تابع لبيت هيـام.. استأجرته ببلاش من عندهم لانهم مارضوا انها تكون ضيفة ولكن وحدة من ا
نونو كامانونو
الفصل الثاني ------------- مسـكينة منايـر.. من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار خالد واهي تراقبهم .. او تراقب الكريه وهو يحط اغراضها بالسيارة واغراضه .. وشافت سماء تدخل السيارة وتتحرك من جدام عيونها الى مصير الفراق.. تمت طول اليوم وهي تتذكر احداث الايام اللي فاتت.. قبل ثلاث ليالي .. وقبل وقت الفوضى.. كل شي كان هادئ ومقبول الا الافكار اللي تجول في بالها عن الرسايل اللي لقتها في دار فاتن وعن السلسلة اللي لقتها في علبه مشـعل.. تذكرت جراح اللي ظل يوم ونص بالمستشفى يشكي من التعب.. واخرتها ردوه البيت في اليوم الثاني العصر وحالته الصحيـة متوعكة شوي الا انه كان قادر على الابتسام والمنازع.. مخفف لجو الحزن الثقيل بالبيت.. ام جراح ظلت طول هالفترة مابين غرفتهاوانشغالها بالحديقة ويا جراح.. حزنها الكبيـر الغريب من نوعه ما ترك الفرصة لاحد انه يكلمها. صح انها ترد بس ببال وفكر مشغول.. ومن تختلي بنفسها تلقاها مناير بدمع منهمر.. ولوعة قلب .. الله العالم وين خالد اختفى طول هالأيام.. اللي محديعرفه انه كان يشتغل صبح وليل عشان ينسي نفسه الألم اللي اهو فيه.. دوامات إضافية.. وتعب وجد وانكسار قلب .. الله يعينه.. فراق سمـاء ما هو هيـن.. مع ان السبب غريب والمسبب اغرب.. سماء على قصر معرفتهم بها الا انها قدرت تدخل في قلوبهم من غير اي استئذان.. وهي تفكر راحت عند " علبة الأدلة " اللي تحتفظ بداخلها أدلتها كمحققة على القضايا اللي تفتش فيها.. وسحبت منها الصور اللي خذتها لعمتها عاليـة وهي شبـاب والسلسلة اللي خذتها من صندوق مشعل.. ما تدري ليش ان هالسلسلة مألوفة بعينها.. فراحت وهي حاملة الاغراض الى دار امها.. صج ان امها مالها قلب على أي شي.. لكن بتحاول انها تبعدها عن هالجو بكشف بعض غموض وحقائق عن الماضي.. وخصوصا.. ماضي العـمة عالية.. سمعت عنها وايد لكن معرفة شخصية ما تمت بيناتهم.. نزلت تحت وراحت على طول لدار أمها.. لقت الباب مفتوح.. طرقات خفيفة سرت على ذاك الباب وياها الصوت الحنون... ام جراح: ادخلو الباب مفتوح!! دخلت مناير وهي ترسم ابتسامة لامها اللي توها فارغة من الصلاة.. انتظرتها دقايق وهي تسبح وتقرى الدعاء السريع وهي فاتحة يدينها .. ووسط دعائها سرت دمعة من زاوية عيونها.. مسحت ويهها كامل بها.. وسحبت الاحرام وجابلت مناير.. مناير: تقبل الله... ام جراح بابتسامة حزينة: منا ومنكم يمـة؟؟ انتي صليتي؟؟ مناير: يمة عاد لا تحرجيني.. انا عودة الحين واكيد صليت.. ام جراح تناظرها بتشكك:.. انتي شوي مو مواظبة على الصلاة.. مناير تبتسم: هذاك قبل.. انا الحين حرمة مرمووقة وعلامات الحرمة المرموقة نور الصلاة ام جراح: ماقدر عليج يالمرموووقة.. مناير: هههههه... يمــة.. شوفي هذي السلسلة!! سحبت ام جراح السلسلة من يد مناير وهي تناظرها بتشكك.. ويوم تعرفت عليها تهلل ويهها..: فديت ريحة الغوالي.. وين لاقيتها هالسلسلة.. لاحظت مناير شكل امها المتغير امية درجة وتسائلت.. ليش فرحت وايد: لقيتها بالكاراج قبل جم يوم.. يمة انا والفة هالسلسلة مو غريبة علي.. ام جراح: يمة هذي سلسلة عمتج عالية.. ابوج الله يرحمه كان يستخدمها كفواصل للقرآن .. يحط سلسله عمتج الله يرحمها من توفت.. ولمن هو توفى.. الله يرحمهم اجمعين مناير وهي تذكر ابوها.. وتذكرت وين شافت السلسلة.. حتى انها مرة حاولت تسحبها من القرآن بس ماقدرت لان ابوها سكره عنها ومشى وهو يبتسم... الله على ابتسامتك يا يبا.. شلون انها كانت تنور المكان في ظرف ثواني.. الله لا يحرمنا منك.. مناير وهي تمسح عينها: الله يرحمهم... انزين يمــة.. عمتي عالية كانت مخطوبة؟؟ ام جراح تناظر بنتها بغرابة: ليش تسألين؟؟ مناير وهي تتحاشى انتباه امها: لا بس.. انا مادري ليش احس انها كانت مخطوبة.. ام جراح وهي تبعد عيونها وتشغلها باشياء بالغرفة: عمتج كانت شبه المخطوبة.. بس .. ربج ما كمل وتوفت اهي الله يرحمها.. مناير وهي تحاول انها تطول القصة: اهي ماتت من سرطان الرئة صح.. ام جراح تصحح لها: لا يمة.. اهي خذاها ربج من السل.. التهابات بالرئة.. كانت ضعيفة من وهي صغيـرة.. الله يرحمها.. منايـر: أهــا.. الله يرحمها ..(تمت تناظر امها من طرف عيـونها) أنزيـن يمة.. ما قلتيلي.. من اللي خطبها.. ناظرت ام جراح مناير باستغراب.. ودارت في بالها الشكوك.. هذي شلي تبي توصل له.. ببربستها في الاغراض شلي عرفته.. مناير اللي حست ان نظرات امها تعمقت فيها وتوترت شوي: .. يمة.. علامج.. سؤال بريء هذا قعدت ام جراح يم بنتها بنظرات هادئة ولكن مستفسرة: يمة منوور.. انا اعرفج.. بنتي مو غريبة علي.. شلي تعرفينه ومنتي قادرة توصلين لحكـه؟؟؟ منـاير وهي تحاول تخفي اللي تعرفه:.. يمة شفيج انا بس استفسر.. قطعتها ام جراح: مناير لا تلفين وتدورين.. قولي يمـة؟؟؟ شعندج؟؟ مناير اللي تمت تناظر امها.. مو من مهام المحقق الخفي انه يخبر اللي حواليه بقضاياه.. لكن.. الضروريات تحكم:.. يـمة.. انا شفت عند فاتن قبل جم يوم اوراق.. (مدت يدها اللي كانت في جيبها وطلعت منها اوراق) وفيها هالسوالف.. حجي حب.. وفراق وشوق... وصورة عمتي عاليـة.. اللي تشبه فاتن وايد.. او فاتن تشبها مادري بالضبط... خذت ام جراح رزمة الاوراق والصورة... وابتسمت اول ما شافت عالية..بنتها اللي ما ولدتها.. مع انها كبيـرة يوم خذتها بحظنها لكن بعد.. ام جراح: فديت هالويه.. الله يرحمج يا عاليـة.. صج.. فاتن خذت منها وايد.. ابتسمت مناير:.. صح... (وردت تفكر..) يمـة.. قوليلي.. تقدرين ترى تستأمنيني على هالشي.. ام جراح وهي تناظر بنتها بعجز..: انا ما بقول لج اسامي لو هذا اللي تطلبينه!! منـاير تتحرك بعيل مكانها: يمـــة علامج؟؟ حاولي انج تثقين فيني شوي.. ام جراح: انتي لسانج طويل شوية الا تقولين لاختج... منـاير لقفت الكلمة على طول:.. اختي؟؟ فاتن..؟؟ ليش فاتن بالضبط... تعقدت الافكار.. وتشابكت الشكوك في مناير.. وتصاعدت فيها الصراعات .. وام جراح طاحت في حفرة كلامها.. ام جراح وهي تغير الموضوع:.. لا بس.. لان... مناير: لان شنو يمة؟؟؟ لان اللي كانت عمتي عالية مخطوبة له.. من الدخيـلي.. ام جراح وهي تناظر مناير بعتب: منووور... انا اللي ابي اعرفه انتي شدراج بكل هالسوالف.. مناير وهي تسحب الورقة من يد امها وتوريها: لان اللي مكتوب في الورقة اهو م. الدخيلي.. من هو "م" يمة... ؟؟؟ ام جراح وهي حايرة ما بين البوح والسكوت.. بس شتسكت عنه.. مناير وصلت للي ما ينوصل له.. وهم اللي كانو يحاولون يخبون هالحقيقة قد ما يقدرون.. مناير بعجز تناظر امها: يمــة.. قوليلي... (بخوف قالتها واخيـرا) هو مسـاعد خطيب فتـون صح؟؟ ام جراح تمسك مناير بيدينها: وطي حســج.. قول الله لا يبارج بعدوينج.. مناير وهي تناظر امها باستغراب: يمـة علامج محد بالبيت.. ام جراح: ادري ان محد بالبيت.. بس الجدران لها اذان.. شوفي منوور.. اياني واياج اختج تعرف بهالسالفة.. مناير ما زالت على استغرابها: وليش يمـة؟؟ ما فيها شي ترى عادي.. ام جراح: شدراج انتي بعدج ياهل.. الحرمة لا عرفت ان ريلها له ماضي وله من هالسوالف.. واختج بعد ما كانت غريبة .. ماضي ريلها عمتها الوحيدة مو احد ثاني.. بتستخف.. وخصوصا لا شافت صورها وصور عاليـة.. بتلاحظ شكثر التشابه بينهم.. مناير وهي مو فاهمة عدل: انزين مافيها شي يخلق من الشبه ارب... سكتت مناير وهي تتعمق بكلام أمها... وتمت تروح بذاكرتها لبعيد.. وتستنتج اللي تبيه.. لو فاتن تشابه عاليـة.. فمسـاعد بيلقى ماضيه مرة ثانية عن طريق فاتـن.. شبه عالية.. ومن نفس العايلة.. فهذا يعني... السبب اللي خلاه يرتبط فيها أول شي... وفاتن لا عرفت هالشي.. بتحس ان كل قدراتها وشخصيتها وأهميـتها وثقتها بنفسها مالها اي اساس من الصحة يوم ان واحد تقدم لها وتزوجها على أساس انها شبه حبيبـته الماضيـة.. ناظرت امها برعب.. وما كانت تسمع نص اللي تقوله لانها ضايعة في استنتاجاتها وتحليلاتها الخاصة.. ام جراح بخوف: فهمتي علي منور.. الله يرضى عليج.. خلينا بلا مشاكل.. كفاية القلب مشتعل بعده على سماء.. مابي بنتي الثانية تعتفس حياتها منـاير وهي تهز راسها بنفي:. .لا تحاتين يمة.. بكون قد المسئولية.. وفاتن ان شاء الله ما بييها الا كل الخيـر.. ام جراح تبتسم لبنتها ولكن تعرف ان مناير الواحد ما يثق فيها:.. يالله يمـة.. روحي .. ذاكري لج جم كلمة.. وخلي اخوج وياج بعد خانت حيلي من زمان محد انتبه له مناير وهي ويا امها بتغيير الموضوع: يمة عزيز بدراسة ولا بدون تنك لا تعورين قلبج ام جراح تضربها بخفة على ذراعها: اقول مالت عليج من اخت.. --------------------- راح خالـد واختـفى عن صفحـات الأيـام وهو محتفظ بلوعته الخاصة.. بعيـد عن الكل يحـاول انه يستـعيد حيـاته اللي طارت قبل دقايـق برحلة الله العـالم مـتى راح تنتهي.. اقلـعت اليـوم لكن متـى بتحط برحـلها مرة ثانيـة بأرض حيـاته؟؟ هذا هو الأنتظـار.. فاتن راحت ومساعد ومريم اللي حست الثالثة انها موجودة في غير مكانها.. ومن جذي طلبت منهم انهم يقطونها البيت.. وظل مسـاعد ويا فاتن اللي ضايعة في زحمة افكارها ومشاعرها الحزينة على خالد.. آخر توقعاتها.. خالد وسمـاء.. مع ان شي بيناتهم كان يجلب الابتسامة في نفس الواحد لو فكر انهم لبعض.. لكن الحيـن.. المعاناة والرضوخ لقسـوة التفاوت الاجتماعي.. مثل اللي صـار لها ويا مشـعل.. لكن كان لصالحها.. اهي راحت في سبيـل احسن.. سبيـل اصلاح نفسـها.. ولو تفكـر في الشي زيـن.. كان من الأفضل لها انها روح.. لانها ما تظن ان مشـعل بيتحرك لها بيــوم.. على عكـس سماء.. الي تحدت اهلها في يـوم شديد.. واضطرت وعانت وقاست.. على صغر سنـها. وقف بها مساعد وهو يناظرها.. ينتظر منها انها تصحى من سرحانها.. لكن تمنى لو انها تظل اكثر.. تذكر يوم بالمطار سألته اهو شقصده بكلامه.. خاف انها تفهمه على النحو الغلط.. لكن اهي مافتحت وياه الموضوع مرة ثانية.. وظلت ساكتة مفكرة بوضع خالد وسماء يمكـن.. انتبهت فاتن ان المشاهد اللي جدام عيونها ما عادت تتحرك. معناته السيارة متوقفة.. والتفتت على مساعد اللي كان مستند على زاوية من الكرسي.. فاتن وهي ترمش بعيونها:.. ويــن أحنا؟؟ مساعد يبتسم لها بخـفة:. جدام البـحر. ما تشوفينه.. طالعت فاتن جدامها واهي تحاول انها تتعرف على المكان.. كان البحر بزرقته جدامها.. الهوا المنعش والسما الفاقدة بعض ألوانها الحيوية تغطي الأفق.. وعلى طول ترجلت من السيـارة عشان تتنفس من هالهـوا المنعـش.. ومن وراها مسـاعد.. راحت فاتن عند الحافة وهي تفتح ذراعينها تستقبل هالهوا البارد على القلب برحب صدر.. ابتسمت لحلاوة الجوو على نفسها والتفتت الى مساعد وهي تدخل خصلاتها اللي طارت بفاعل الجو وترتب الشيلة بحيث انها تكبح جماحها.. مساعد الثاني تم واقف وهو حاط يدينه في مخبى البنطلون.. وربطة العنق السودا تتطاير بالهوا يمين وشمال.. مجنونة برية ولكن بقيود.. ترتد عن حكم سيدها ولكن ترجع وتخضع.. وهو يرتب شعره :.. شرايج في هالجو؟؟؟ فاتن وهي تبتسم وتحتظن نفسها عن البرودة القويـة: .. عجيب.. بس بررررد..ههههه مسـاعد: حلاته المكان ببرودته.. (يتراجع ويستند على السيارة) تدرين اني قظيت فترات من حيـاتي بليالي طويلة موحشة على النفس.. بهالمكان...(يناظر المكان بابتسامة فخورة) كانت لنا لحظاتنا.. انا وهالصخر.. وهالرمل وهالبحر.. (يناظرها ) كانت ممتعة أقول لج.. فاتن وهي تبتسم له بدلال.. وتتراجع لعنده .. وقفت وهي مولية ظهرها للبحر وهو مجابله.. ما تدري ليش حست ان كلامه عن لحظـات من حياته ريحت بالـها.. ظل واقف مكانه يراقب البعد بين السما والارض.. وهي تراقب الانعكاس على ويهه.. فضلت المشهد اللي ملامحه ترسمه على مشهد البحر اللي كان في منتهى الروعة.. والسما اللي كانت تنذر بمطر بسبب سواد غيومها ما هتمها.. السواد اللي يحايط عيـونه واهدابه اهم.. خطوط الكبر تحايط جوانب عيونه.. حصن منيـع.. ما يتدخل ولا يستوطي عليه شي.. ما احلاه من رجل.. يناقض شكلها.. وتكوينها وتصويـرها.. ناظرها مساعد وهو يبتسم ويتنهد: بسج مطالع. تحفظين شكلي؟؟ ترى اقدم لج امتحان وان رسبتي ياويلج فاتن اللي انحرجت شوي: هههههههههههه.. امتحان مرة وحدة.. اسكت عني بروحي خايفة من هالامتحانات.. مساعد يناظرها باهتمام: ليش؟؟؟ مو قدها؟؟ فاتن: لا عادي بس.. تعرف.. مستويات عن مستويات تفرق مساعد وهو يمسك يدها: ما عليج.. انتي هذي امتحانات تحدد مستواج عشان تدخلج الى الدراسة الحقيقية.. ترى كل اللي تدرسينه الحين تقوية لج وللغتج.. ما عليج اهم شي لازم تعتبرين له انج تجتازينها بتوفق عشان تقوين نفسج.. وفوق كل هذا.. لازم تحبينها عشان تبرعين فيها.. لان الحب اهو سيد كل المعاني بهالوجود.. وسيد كل ابداع.. (يشبك اصابعها باصابعه) وتفنن.. تمت ضايعة بعيـونه.. تفكـر فيه بطريقة يديدة على نفسـها.. تفكر.. انها مستحيل تبتعد عنه بيوم.. ما راح تحتمل كونه غير موجود بحياتها.. لان الشي راح يخلف عليها مرارة في نفسها مستحيل تفتك منها.. ولكن.. شكوكها كانت كبيـرة.. وفضولها اكبر .. لازم تعرف عنه قد ما يعرف هو عنها.. واكيد اهو يعرف اكثر..لانها ان عرفت عن مساعد شي فهي بتعرفه من طرف ثاني.. لكن لو هي عرفته منه معناته حصريا ولاول مرة.. فاتن وهي تستند على السـيارة وتجابل البحر:.. شلون كانت حيـاتك؟؟ قبلي يعني.. قبل فترة طويلة.. ايام الدراسة؟؟ مساعد يبتسم : ليش هالسؤال؟؟ فاتن تفتح ثمها بوسع وهي حابسه النفس تحاول تبرر سبب سؤالها: تقدر تقول فضول.. بعدين.. انا مو احد غريب.. انا اللي يسمونها زوجتك.. يعني من المفروض اشياء مثل هذي تكون روتينية وكلاسيكية مسـاعد وهو يتكتف وبنظرة عميقة: is that so فاتن: هههههههههههه.. يس.. اتز سوو.. (تولي ظهرها للبحر وتواجهه) لذا.. خبري.. Spit it out مساعد وهو يرفع اكتافه وبابتسامة عاجزة: مافي شي مهم عشان تعرفينه فاتن بفضول: اكيد في شي.. يعني.. عادات.. هوايات.. اي شي... مسـاعد وهو ينزل راسه ويبتسم.. يرجع لشريط ذكرياته.. وفاتن تراقبه من تحت لتحت بعيون ظيجة منتظرة اي شي بسيط وتافه يمكن منه.. لما أخيــرا رفع راسه بعجز مساعد: ماكو شي.. فاتن بصوت هامس: أوووووووووووف مساعد يقطعها بضحكة: في اشياء بسيطة يعني.. بس.. انا مو متعود اني اتكلم عنها لاحد.. فاتن: انا اي احد؟؟ مساعد يناظرها بثقة:.. شوفي.. انتي يمكن تكونين اي شي.. الا احد... سامعة؟ تجاهلت الاطراء اللي اضطرب له قلبها وتمت على اصرارها: بس بعد.. قول لي... تكلم وياي.. قول اي شي.. فكر لدقايق وهو يناظرها بمكر.. وهي تبتسم له مثل اليهال.. واخيرا:.. انزين.. بقول لج.. شرط انج تقعدين وياي.. وما تملين.. ولا تلوع جبدج.. الزم ما علي راحة جمهوري العزيز.. فاتن: ههههههههههههههههه.. ولا يهمك.. اوعدك اني راح اكون من اكثر الجماهيـر حماسا.. مساعد: هههههههههه.. خلاص.. اعـتمد.. فاتن: يالله.. عند الثلاثة.. واحد.. اثنين.. ثلاثة. ضحك عليها مساعد شوي.. وتحرك من مكانه.. للسيارة.. سحب الدوسات اللي عند مقعد السايق واللي يمه.. وطلعهم .. فرشهم على الارض بكل طواعية ومد يدينه برومانسية.. مساعد: My lady فاتن: هههههههههههههههه Such a gentleman مساعد: عشان تعرفين.. (قعد وقعدت اهي يمـه.. متربعين ) آآآآآآآآه.. بسم الله الرحمن الرحيم..المواطن مساعد خلف الدخيلي.. العمر 27 سنة.. مواليد 19.. قطعته فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههه مسـاعد وهو يتفكه عليها: شفيـج.. خليني ابدى بالبطاقة الشخصيـة.. احسن شي.. فاتن: هههههههههههههه.. كمل كمل .. هههههههههههههه مساعد وهو يكتم ضحكه بخفة دم:.. مواليد.. 1976 برج الحمـل.. فاتن : مثـلي.. مساعد وهو يبتسم: حلـو.. يعني نتشارك بالصفات.. انزين.. خريج جامعة اوكسفورد قانون التجاري.. ولكني تخصصت في شي ثاني الا وهو الـتأمين.. بس على نكهة القانون.. فاتن: هههههه.. مساعد يكمل:.. عشت حوالي سبع سنوات وانا مادري شصير بالدنيا.. آلة شغل وكسب مال عشان اعيش بيتنا واعيد ترتيبه من اول ويديد.. عشان خاطر عيون ستنا الحاقة.. منعزل.. ماحب الكلام وايد.. مع ان التأمين يطلب الكلام والاقناع.. لكن تميزت بقلة كلامي ودلالته.. فاتن بغرور: أحم احم... مساعد يناظرها بضحكة: شفيـج. تقدرين تنكرين هالشي.. فاتن وهي تفكر بماضيها ويا مساعد قبل الزواج.. وتذكرت شكثر كان مقنع:.. لا... كمل.. مساعد يناظرها بخبث بعيونه ويكمل:.. عازب.. لم يسبق لي الزواج مسبقا.. عمري ما شربت.. يات لي فترة ادخن فيها.. تركت التدخين حبا في الخيول.. تركت الخيول لاني وايد طويل وما انفع.. قطعته فاتن: تحب الخيول.. مسـاعد وهو يرسم حاجبين معقودين: ومن ما يحبهم.. انـزين.. هواياتي.. كرة القدم.. وساعات السلة.. لكن عشقي اهو السباحة.. (يأشر بيده) وهالبحر ياما سبحت فيه.. حاولت اني اغدره لكن .. تعرفين.. ابتسمت له بنعومة.. كمل مسـاعد:... تعرفت قبل ال6 شهور لبنت طيبة حلوة.. اسمها فاتن.. بنت اعز ربعي.. وتمنيت من ربي اني اتزوجها لمن قدرت.. وكاني.. متزوج منها.. (نزلت فاتن عيونها).. بس بعد.. أحس ان دربي وياها طويـــل.. ويلزمنا الوقت عشـان تتعود اهي على فكرة اني لها واهي لي.. فاتن ترفع عيونها بسرعة:.. بس.. سكتت.. مسـاعد: بس شنـو؟؟؟ (يبتسم) علامج.. انا ما قلت لج شي.. بس.. اخبرج يعني انج شي كبير في حياتي.. واملي بالله.. ما يهزه ريح.. مثل الجبل صامد.. فاتن بغرور وابتسام خفيف:. احسن... لانه راح يكون طويل.. مساعد: ههههههههههه.. (يغطي ثمه شوي).. هههههههههههههه.. انتي... آآآه.. مادري شقول عنج... (يتنفس بعمق) وانتي قولي لي اي شي عنج فاتن: لا لا لا لا تغير الموضوع.. السالفة عنك انت.. مو عني آنا.. مساعد باستغراب: ليش؟؟ هذا ما يكفيج.. فاتن وهي تضحك في ويهه بخفة..:.. يعني هذي كل حياتك؟ مساعد وهو يفكر بحاجب معقود: تقريبا... اممم.. ايه.. هذي كل حياتي.. ليش؟؟ ما تكفيج؟؟ خالية من الحماس.. ادري.. طول عمري ماحب لعبة الشرطة والحرامية.. فاتن: لا اقصد.. .تبي تقول لي.. ورى هالمظهر.. مساعد الجامد.. اللي ما يهتز ولا يرتجف.. ماكو انسان ثاني.. متخلف تماما.. النقيض لشخصك؟ مساعد يطالعها بنكران: سيكلوجيا.. ؟؟ فاتن: اهتمـــام.. المعروف ان في كل انسان شخصين.. الشخص الجيد.. والشخص الشين.. وانت اكيد.. فيك من الاثنين.. مساعد: حلو السجع. فاتن: ههههههه.. بس قول لي... اشياء مدفونة فيـك.. عميـقة.. من الأصل في نفسك.. أكيد فيها شي مختلف عن اللي اشوفه.. اكثر تعقيد وبعده بسيط على نفسك.. مسـاعد يهز راسه وهو ضام يدينه على صدره: انتي وايد صعبة ومتطلبة.. فاتن وهي تقعد على ساقينها.:.. مستفسرة بالاحرى.. مسـاعد يتنهد: شتبيني اقول لج يعني... اشياء دفينـة فيني.. أممممم... ظل مسـاعد ساكت وهو يحاول انه يحصل شي من اللي تبيه فاتن منه.. وهي تراقب ملامحه بجدية واكثر صرامة.. لازم فيه شي.. لازم.. مستحيل انه خالي من هالسوالف.. لازم يتداخل فيه الابيض والاسود... فاتن من عمق صمتها تكلمت:.. قط حبيت مسـاعد رفع عيونه بسرعة على ويهها بنظرة خالية من المشـاعر.. وكأنها فرصته بهالسؤال.. :.... ليش تسألين؟.. فاتن وهي تريح نفسها على الارض وتنفض التراب من يدينها:... بس.. سؤال بسيط وبريئ.. (بنظرة معاكسة للبراءة) او يمكن كلاسيكي.. من بهالزمن ما حب.. ؟؟ مساعد وهو يتدراك نفسه ولكن بصعوبه:... صح.. من ما حب.. بس.. سكت.. وردت عليه:.. بس شنو؟؟ ظل مساعد يناظرها بتشتت.. عمره ما جذب.. وعمره ما تهرب من الصـراحة.. بس ما يدري ليش عيون فاتن تكبله.. لأول مرة يشوف نفسها ما يلقى شي من عاليـة في ويهها.. غير عن أول مرة يوم لقاها.. وعن الأيام اللي ظل يسجل فيها نقاط الشبه بيناتهم.. لكن الحيـن. كانت مختلفة تماما... شي غريب على عيـونه.. وكأنه يشوفها للمرة الأولى.. ومثل ما طاح بحبها اول مرة لانها تشابه عاليـة.. طاح بحبها مرة ثانية.. لكونها فاتن.. المستقبلة بشخصيتها.. مسـاعد وهو فاتح ثمه يحاول يتكلم.. وما قدر ينطق الا بهالكلمة:.. لو كان الجواب... أي... شبيكون رايج؟؟ فتحت فاتن عيونها على مسـاعد.. بهدوء وراحة. وكان الهواء ما يضايقها.. وتعمقت في عيـونه وين ما لقت بالعمـق شك.. او خوف.. او حـتى جواب غيـر مريح لسـؤالها.. وانتباها الجبن.. ما تبي تسمع هالوقائع والحقـائق.. حتى لو صـار.. ليش تعرفها.. عشان تعيش في حالة دائمة من الشك والصـراع النفـسي.. فكرة ان مسـاعد يمكن حب وحدة غيـرها خلتها غيـر قادرة على الاحتمـال.. الانانية المتصاعـدة في نفسـها بدت شغلها.. وآثرت السـكوت على أي شي ثـاني.. مسـاعد لاحظت سـكوتها وعمـق الكلام المخفـي في نفسها.. وما حـب انه يسـتمر في هالشي أكثر.. فقام عنها وتمشى لعند الحـافة المطلـة على جرف البـحر.. وقف وهو يتنهد من الهـوا الي في صدره ويبدله بالانتعاش الطبيـعي .. ما أحلى البحر.. حتى في هيـجانه.. يبين انه من اروع اللي يصير في هالدنيا.. رغم سكـوته الا انه له صراعاته الخاصـة.. صراعات ما يحب يشركها بأحد .. ولكن .. هو يقبل بصراعات الناس وحالاتهم ومشاكلهم وهمومهم.. ويحاول قد ما يقدر انه يـحل اللي يستطيع عليه.. ما وعى الا على يد على ظهره.. التفتت لها لقاها فاتن.. بويـه مبـتسم ولكن مشـوب بالحزن.. مسك يدها بيده وعطى البحر ظهره وجابل منظر اروع من كل المناظر .. فاتن.. مسـاعد: لو كان في يوم .. الدنيا كتبت لي اني بالماضي احب.. فصدقيني.. كل المحبة وكل العشـق بيكون عتيج الصـوف وقديم الطراز.. (وهو يحط يده على طرف ويهها) أنتي يا فاتن من أروع الأشياء اللي تعرضت لها بحيـاتي.. انتي دخلتي حياتي في فترة غيبوبة. ما كنت واعي فيها على الدنيـا.. انتي يا فاتن.. نبراس.. من مصابيح الفجر البـعيد.. اللي تنور سما ليله حالكة.. لا تظنين اني شاعر ولا مؤلف.. لان اكبر الشعراء هم المسـاكين.. وانا مسـكين.. بدونج.. كنت مسكيـن ومن امتلكتج.. صرت ملك زماني.. على عدم مبادلتج الشعور بالشـعور.. فاتن وهي تنطلق مثل الريح اللي تعدو في الغلاف الجوي:.. ومن قال لك..؟؟ مسـاعد وهو يبتسم بهدوء: لا تظنين اني قلت اللي قلته اطالبج بشي.. فاتن وهي تمسك يدينه لاول مرة بحياتها.. تبادره بمثل هالحركة: مسـاعد.. انت كنت في غيـبوبة وانا كانت عصـابة على عينـي.. (تحرك عيونها يمين ويسـار تبي مسـاند لها بهاللحظة) كل انسان يمـر بمرحلة بحياته.. يتمنى ويتمنى ويتمنى ويتعمق بالامنية.. لم اييه شي ويجهض هالأمال.. ويعيش في سكـون الروح من بعد الفقد.. ويتم ساكت وراكد مو عابيئ بشي.. لكن.. اتيـه الصحـوة من مكان اللي ما يعرفه.. انت.. لقيتني في بيـتكم.. وانا.. لقيتك في أميركا.. بشقتنا.. وين ما فقدت الأمل انك على الدنيا وبعدك تتنفس.. حي وسالم مثلي ومثل كل الناس.. لكن.. شفت.. لقيتـك عندي وقريب مني.. علمني هالشـي.. اني ما افرط فيك.. لاني جربت شعور اني خسـرتك.. (لمعت العين بدمع) والشعور كان اشبه بالموت.. صدقني.؟. مسـاعد وهو مبتهج وبنفس الوقت.. هالكلام مو كافيه:.. لاني كنت الحامي عنج.. وشي يديد بحياتج قطعته فاتن:.. لانك بديت كل ما اشوفك.. اكتشف فيك شي يديد.. وكل ما اكتشف.. القى شي يديد في نفسي.. منها.. دقات قلبـي.. تم يناظر عيونها بعذاب البحث الطويـل.. وليالي من السـهر وارهاق العقل بالتفكيـر.. وهي الثانـية.. تبي تكمل اللي بدته بس الكلمات تزاحمت في فكرها ونفستها.. فماعرفت شتقول او ما تقول.. وكل اللي قدرت عليه اهو.. انها تحط راسها على صدره الحنون.. وتكمش نفسها عنده.. زوجـها.. الرجل الوحيـد بحيـاتها.. ولها الحق في انها تكون منه اللي يكون عشان راحة نفسها.. ولكن بالحسنى.. وهو بعد.. زوجته.. وملكة عرشه.. اللي مصنوع من تعب وضنى الايام والحرمان.. سيد الحرمان.. يلتقى بملكة الأحلام.. انسانة نسجت عالم متكامل بأحلام وامنيات مشتعلة بلهب المراهقة.. ورجل ما ملك من هالدنيا قيد انملة.. الا المعنويات.. لمن طفرت روحه منها وبشوفتها تمنى الشي الملمووس.. الا وهي فاتن.. تكون معاه وله على مر الزمـان.. بحق شرعي.. مرسوم .. ومختوم بنور الوجود.. ولكـن.. لا تجري الريـاح بما تشتهيه السفـن.. معظم الافراح والمشاعر الصادقة تلاقي لها الشياطين.. اللي ولابد من مواجهتها.. كل انسان فيوم لازم يقعد مع نفسه ويتكلم ويصرح عن ما يختلج فيه.. بعض الاشياء لازم تكون مصرحة ومذكورة.. الصراحة درب مخطوط من شقى الماضيين.. خندق يحمي الجيش من العدو المباغت.. لا للاختباء.. وانما الاستعداد للظهور من يديد والهجوم على االشياطين وكف ايديها عن المشاعر المرهفة... وهذا اللي لازم يصيـر لمساعد وفاتن لكن رفضهم للبوح والسماع.. ما راح لصالح الحب العظيم اللي يمكن يصيـر بيناتهم.. فوهة كبيـرة ما يرسمها ولا يسدها بينهم الا الصدق.. اللي الرسول عليه الصلاة والسلام قال عنه ..:: اصدق.. فإن الصدق ينجيك ::.. وصل مسـاعد بفاتن لعند باب البيت.. ظلوا لعدة من اللحظات داخل وهم يستمعون لطنين الصمـت الحلو.. لانه يجمع بينهم.. التفتت فاتن لمسـاعد وهي تبتسم.. مسـاعد: بتنزلين؟ فاتن بصوت ناعم اول مرة تسمعه من نفسها:.. انت اللي يبتني.. ليش ما انزل؟ مسـاعد يمسك بيدها:. يمـكن.. قلت انج تفضلين انج تكونين معاي.. فاتن: هههههه.. انانية.. مساعد : والله عاد سميها اللي تبين تسمينه... (احتدت عيونه بويهها) كل واحد وله الحق بالمطالبة بحقوقه.. فاتن اللي انحرجت شوي وسحبت يدها بهدوء:.. حقك محفوظ.. والا انت تظن ان ام جراح ما تستاهل.. مساعد يناظرها بعذاب: حرام عليج.. مو في العوق.. تراها غالية وعزيـزة.. فاتن: هههههههههههه.. بس عيل.. خلني اروح لها.. لاني مثل ما مستمتعة بوجودي معاك.. الا اني اشتقت لها.. مسـاعد وهو يرمش بعيونه: يالله.. انتي لها لهالفتـرة.. لكن قريب ان شاء الله.. راح تطلبين مني اني اخذج لها.. وانا افكـر بهذيج اللحظة فاتن: يا سـلام.. (وهي تفتح الباب..ونزلت من عند الكرسي.. وعيون مساعد تلاحقها.. لمن وصلت لعند دريشته اللي فتحها من اول ما لاحظها متجهة صوبه.. ) اذا انت تظن جذي.. فانت غلطان.. انا من غيـر مااطلب منك شي.. انت راح تنفذ لي اياه.. مساعد وهو يعقد ذراعاته على صدره: وليش بالله؟؟ بقرى افكارج؟؟ ترى مو عراف ولا دجال.. فاتن وهي تتقرب منه: مو اللي يحب.. يفهم طلبات حبيبه من غير الكلام.. سكت مسـاعد.. وما عرف شيرد عليها.. تاهت نظراته في ويهها..وهو يحاول يوصل لشي منها.. لكنها ابتعدت عنه بدهاء الحريم.. وكيدهن العظيم.. وتركت الساحة للسرحان .. لمن لاحظ اختفائها. وتحرك من مكانه.. ’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’,’, اختلفت الادوار.. بدل لا يكون زياد اهو الملاحق.. صارت هيـام اهي الطريدة.. وزياد يتعقبها من مكان لثاني.. وبمسـاعدة من.. ما راح تتصـورون.. رؤيا محد غيـرها.. نظرا لمظهرها "الفريد" من نوعه قدر يميزها وين ما يلاقيها.. وشافها مرة بأحد الحفلات اللي الاصدقاء المشتركين لهم يحييونها بمثل هالمناسبات.. وقدر انه يقول لها كل اللي فيه عشان يوصل لهيام عن طريقها.. وهي اللي كانت اكثر من صدر رحب انها تنفذ له اللي يبيه.. وعدته وعاهدته انها تخبره اول بأول بتحركاتها ويا هيـام.. اللي عطته رؤيا معلومات عنها.. انها هادئة اكثر من اللزوم.. وبعد الحزن مرسوم عليها وتنتظر واحد يدخل لها بالانترنت. زياد اللي اخيـرا وضحت افكاره على هالشي.. صار اكثر من سعيد.. لكن ظلت في نفسه صراعات الاعتراف.. وحتى لو اعترف.. علبالكم بتفكه هيـام.. المشكلة بتبدى لا اعترف لها.. صج انها تحبه وانها تموت فيه بس ما راح تحتمل منه الكذب. وخصوصا انها تظن انها تحب هالحمد.. لكن اهي غلطانة.. اهو لو حبت حمد بعد ترجع وتحبني لان حمد اهو انا الحقيقي اللي اهي خلتني غصبن عني اكون شخصية ثانية وياها عشان اتحدى غرورها وتكبرها.. وصل على الموعد اللي حددته له رؤيا.. ولقاهم بالفعل بنفس المكان ونفس الموقع.. ما شاء الله عليها رؤيا دقيقة على هبالتها.. ولقى هيـام معاها.. وشكثـر كانت مختلـفة.. هادئة.. متوازنة.. وفوق كل هذا متجابرة ومتجاسرة على عمـرها.. وتبين حزينة على رغـم التوهج اللي بويهها.. شافته رؤيا وعلى طـول تحركت من مكانها.. رؤيا وهي تتقرب من هيـام: هيوم انا وعلي بنروح نشتري ايسكريم هيـام: انزين بيي وياكم رؤيا: اتيين ويانا؟؟ ليش؟؟ خلج هني تمتعي بالفيوو.. احنا بنروح وبنرد.. خلج مكانج اوكيك.. يالله علووووي وراحت رؤيا ويا علي تاركة اعتراضات هيام تنفصع بالهوا.. حست هيام ان الوضع غلط شوي.. وتلفتت مكانها ولقت زياد واقف وراها وهو حاط يدينه في مخابيه ومبتسم بشقاوة .. زياد: hello there هيام وهي تعض على شفتها: راحت عليج رؤيووو يالسبالة؟ زياد وهو يمتعض: شفيج؟ ما عجبتج المفاجاة؟؟ هيـام وهي تتذكر خطتها وتبتسم في ويه زياد مفاجاة:..لا والله بالعكس.. حيا الله من يانا.. زياد.. My dear old friend شخبارك؟ عساك طيب.. زياد اللي انقهر من كلمة اولد فريند لكن تم على ابتسامه.. لانه بصدد شي اكبر من هالسوالف كلها:.. والله الحمد لله ابخير.. أسلم عليج.. (ابتسامة كريست) ضحكت هيـام:.. الحمد لله.. اهم شي راحة الاصدقاء.. زياد وهو يهف يدينه .. ويطلع علبة الزقاير.. ويدري شكثر تتضايق هيام من ريحة الزقاير..: الجو حلوو صح؟؟ هيــام اللي ترتعش بداخلها من البرد:.. اي حلو؟؟ والله حلاته صيف البحرين الحين.. عشان العرق يزخ زخ زياد: ههههههههههههههههه.. من زمـــان ما جربت صيف البحرين.. يمكن لان البيت حتى بالصيف ما يظلون .. هيـام اللي تستمع وهي تجول بعيونها يمين ويسار بعيد عن زياد:.. شلون؟ زياد الل يقعد على طرف من الشجرة اللي في البارك: لا بس.. اختي الله يسلمها. ما قط قلت لج عنها.. اسمها غزلان تحب شي اسمه التخطيط والترتيب والتعديل وهالشي من السوالف.. وما تخلينا نقعد في الصيف او حتى نتنفس الا عندها برنامج معد كااااامل لرحلة العائلة.. حتى اختي المتزوجة تاخذها وياها.. هيام وهي تبتسم:عندك خوات؟؟؟ زياد يبتسم: وحدة متزوجة واسمها غصون وزوجها اسمه فهد والثانية غزلان عازبة اصغر مني بسنة جذي.. هيــام تناظره بعيون مستمتعة ولكن مشككة: عمري ما حسيت ان لك خوات.. زياد: ليش؟؟ مقطوط سبيل؟؟ هيـام وهي تضحك: لا مو جذي قصدي.. بس .. ما يبين عليك راعي خوات ولا شي.. يعني حسيتك lonely child جذي يعني زيـاد يبتسم بخبث:.. حتى انتي تصدقين حسيت لج نف الشعور.. لانج دليعة شوي ووايد مدللة تنهدت هيام وهي ترفع حاجب في ويهه اللي خلاه يضحك: لعلمك انا عندي بدل الاخت اختين .. وتؤام بعد.. واخوو اسمه علي.. توه من شوي رااح لو كان هني جان خليتك تشوفه.. (تلتفت له وكأنها متذكرة شي هام) انت شتسوي هني صج؟ زياد يناظرها بعبط وزعل شوي وهو رافع زاوية ثمه بغرور:.. ليش؟؟ قاعد على قلبج.. في خاطرها قالت : الا قاعد في قلبي : لكن جارته: شوي.. تقدر تقول يعني.. زياد وهو يحط يدينه في مخبــاة الجاكيت.. ويناظرها بطريقة معادية: الحين هاذي طريقة تكلمين فيها صاحبج؟؟ هيام: هههههههههههههههههههههههههه.. Good girls don't have a male Mate زياد وهو يبتسم: really? A good girl –Arabian girl should not fall in love b'4 marriage طالعته هيام بشزر: والله الحب مو بيدنا.. اذا حبينا حبينا.. واذا كرهنا .. كرهنا.. للحظة سرى الصمـت بينهم.. وحاست في زياد الشكوك.. ان هيـام يمكن عرفت بهالشي..عرفت انه اهو حمد..لكن مافي جانس انها تعرف.. من اللي يمكن يقول لها.. زيــاد وهو يقعد مجابل هيـام.. او تحت ريلها على المدرج اللي كان تبع للملعب اللي هم فيه وتوقفت فيه الالعاب بسبب الثلوج.. وتم يناظر ويهها بهدوء.. زيـاد:.. هيـام.. انا ابي اقول لج شي اليـوم دق قلب هيـام.. وحست ان زياد على وشك انه يقول لها الصج كامل.. وما توانت عن هاللحظة:.. شنو؟؟ زياد وهو يوطي عيونه: انا ابي اقوله واعلمج.. اني خسران في حالة وفايز في حالة ثانية .. بس ابي منج سعة الصدر.. لو سمحتي.. ولا تعصبين.. تركي هيام اللي بالجامعة على جهة وواجهيني كهيام اللي عمـري ما عرفتهـا.. كلامه منطقي صح؟ جذي حست هيـام.. وهزت راسها موافقة انها تسمع منه.. وقف زياد بعيد عنها شوي وهو يتكلم وبعده مجابلها..:.. هيـام.. السالفة هذي كلها ترجع قبل شهرين.. يوم اني .. وللعلم وصلت لحالة يأس شديدة معاج.. ما كنتي تعطيني ادنى مجال اني اتقرب منج ولو بالحسنى.. من الضعف او يمكن العجز او قولي قلة الحيـلة.. مشيت بدرب انا يمكن لو استمريت فيه ما كنت بطلع منه بطريقة اسلم من هذي.. الصراحة درب محفور من العاج يا هيـام.. سكت شوي وهو يناظر عيونها وشكلها اللي كان اهدى من البحر الساكن.. وعيونها اللوزية تتجه على كل حركاته وتصويباته بالكلام.. وما مقاطعته.. وهالشي معزز الشك عنده انها يمكن تعرف.. وكمل.. وبسيل جارف من الكلام:.. في يوم.. قدرت القى ايميلج من عند احد اصدقائنا.. واظنج تعرفين من.. ظفتج.. واول ما ظفتج بديت في حيــرة من نفسي. .شقول لها.. اكيد اول ما تعرف اني انا زياد راح ترميني بلوك نظيف ومحترم لكن مورم للعين.. (ابتسمت هيام هني من غير ما يشوفها) لكن قلت. شالفايدة.. جذي ولا جذاك اهي محصلة استمتاع بايذائي.. فليش بيصعب علي هالشي الحين.. يمكن لاننا بروحنا .. ويمكن لاني انا المتجدم بهالخطوة.. وبتذليني وشي من هالسـوالف.. سكت شوي وهو يسحب نفس ويطالع في شكل هيـام اللي كانت باشد الاستعداد للسماع.. ولكن شي في هدوئها نغص عليـه.. كمل زياد ولكن بطريقة اسرع:.. وبس.. دشيتي بيوم.. واخترعت عليج شخصية حمد.. وصار بيننا كلام حلو وجميل.. وصداقة حلوة بصراحة اعتز فيها وخلتيني لدرجة اني اتمنى لو كنت بالفعل حمد مو زياد.. اللي من تشوفينه جن حد والع فيج جبريت.. التفتت لها وما زالت على حالتها.. زيـاد اللي نفذ صبره: انتي تدرين صح؟؟؟ ابتسمت هيـام ونزلت من على المدرج بهدوء.. ووقفت مقابله بنـظرة صدمت زياد لانه لاول مرة تطالعه جذي:.. زيــاد.. انت يمكن كل شي عني قلته صح... وفكرت عني صح.. لكن شي واحد انت قللت من جيمتي فيه.. الا وهو الذكـاء... انا يمكن.. دليعة.. وجن مولع فيني جبريت لا شفتك.. لكن ما قط سألت نفسك ليش هالشي؟؟ اظنك سـألت.. وعرفت ليش.. لكن ما كنت بالشجاعة انك تجابلني بيوم... فضلت درب ملتوي ويمكن خطيـر شوي.. شدراك.. انا لو ما عرفت ان حمد انت اهو.. جان ما اعترفت لك بحبي له.. لكن فكر لو كان العكس.. لو صج اني بديت احب حمد وتبرد مشاعري صوب زياد.. شراح يمكن يصـير؟؟ زياد وهو يحس بالثقة عامرة في قلبه اكثر من اي شي:.. مستـحيل.. تدرين ليش؟ هيـام اللي انزعجت من ثقته:..ليش؟؟ زياد وهو يبتسم في ويهها:.. لان هيـام مستحيل تلقى واحد مثـل زياد.. ومستـحيل تحب واحد غيـره هيام وهي تبتعد عنه: لا تكون واثق يوقف في ويهها: صدقيني هيــام.. شوفي مثل ما الماي مخلوووق للنار.. والنور مخلوق للظلام.. والزيت للنار... هيام وزياد.. وتضادهم.. وتناقضهم.. الا انهم مخلوقين لبعض.. هيــام اللي من الثورة اللي فيها حمر ويهها:.. شوف زياد.. انت خدعتني.. وفوق كل هذا اعترفت بخداعك لي.. بينت لي انك جبان زياد: يــــائس.. يأستيني حتى من نفسي يا هيام.. ومعذور انا لانج ما عطيتني ادنى فرصة هيام وهي تتحرك بعصبية مكانها: يمكن انت ما بذلت جهد.. وواجهتني بنفس اللي اواجهك فيه زياد وهو يأشر بيدينه:.. لانج ما تسمحين لاحد يتقرب منج.. وخصوصا انا.. ليش؟؟؟ ها قوليلي.. ؟؟ يمكن لاني كنت الاحلى بين الشباب يعني ويمكن حبيتيني من اول ما شفتيني.. ناظرته هيام من غيـر تصديق.. ومرة وحدة من وسط التوتر اللي فيه ابتسم زياد بفرحة .. مثل الطفل واللي خلى من هيـام تنصدم من ابتسامته.. ولكن شي فيه خلاها تبتسم بالمثل.. هيام: وايد مصدق روحك زياد: ادري .. وانا اتغشمر ما كان قصدي بس... هيــام(ترجع نبرته جادة) ارجوج.. عطينا فرصة.. صدقيني.. هيـام وهي تطالعه: زيـاد.. انا مادري ليش ان بيناتنا حلقة ضايعة.. شي مو موجود على رغم اللي قلته كله.. ويمكن ضياع هالشي اهو اللي يخليني في حالة من الحساسية معاك.. زياد: في ادوية للحساسية لو تدرين يعني هيام اللي عصت: زيااااد... زياد: هههههههههههه هيام وهي تلف بويهها عنه: شوف هذا اللي يقهرني فيك... زيـاد: انا عن نفسي اقدر اتغيـر.. وتجنيينج من اروع المهام اللي وكلها لي رب العالمين بهالدنيا.. التفتت له وهي متجمدة الملامح.. وسرت فينفسها رغبة في المصالح.. ولكن ما راح تكون اهي اللي تقدم كل شي.. اهو بالمثل لازم يقدم.. هيـام: اليد الوحدة ما تصفق صح؟؟ زياد: معلــوم هيـام: انزين... انا مستعدة اني افتح معاك صفحة يديدة.. عشان الحلقة الضايعة.. زياد: وانا مستعد افتح كتاب.. هيام بشدة: زيــاد.. زياد: ههههههههههه.. اتغشمر معاج.. والحلقة الضايعة افا عليج ادورها بكل مكان حطيت فيه.. هيام بحدة : زياد لا تتغشمر.. زياد: لا شنو اتغشمر من صجج.. احس روحي مفجوج بلا هالحلقة.. هيام وهي تضرب بريلها على الارض: العوي عوي ما يصير سيدة بيوووم.. مشت عنه بسرعة وهو لحقها ووقف في ويهها وهو يضحك.. هيام: لازم تعاملني بشويه من الجدية توقف عن الضحك وهو ياخذ نفس وينفخ صدره:.. أفا عليـــج.. مو بس جديـة.. الا كل الجديــة.. بس كان لازم اشوي اذوب الثلج اللي بيناتنا.. هيـام اللي حست انها اهي الثانية خاطرها تتغشمر:. ذوبها مو تسيحها كامل.. زياد يرفع حاجب: هاا؟؟؟ تتغشمرين.. (يشيح بويهه ويقلد عليها) مرة ثانية كوني جدية.. مشى عنها وراح وظلت هيـام واقفة مكانها بعجب.. وكلها لحظات الا وتنفجر بالضحكة عليه وعلى حركاته.. وهو اللي وقف عن بعد خطـوات.. تم يطالعها وهي تضحك وضحك عليها .. وهو فخووور بالي صار اليوم.. زيـاد يعلي صوته:.. انا بروح... بس ظلي تضحكين.. كل مرة ابي اخليج وانتي تضحكين.. ما تدرين رنة ضحكتج شنو تعني بغربتي... ظلت مبسمة في ويهه وهو يروح عنها شوي شوي.. يا الله.. مرة وحدة الدنيا اشرقت بالشمس في حياة هيـام.. حلم ايامها وما بقول سنينها تحقق.. زيـاد.. ومشاعر زياد وكل هذا صار من ملكها؟؟ لكن لا.. لحظة.. اهي ما اتفقت معاه بابسط الاشياء.. اهم في مرحلة التجدد.. والبناء من يديد.. الاساس اللي بدوه كان خربان.. ولازم اساس يديد.. وليش ما تعطيه فرصة.. what the hick الانسان ما يعيش الا مرة وحدة.. والحيـاة قصيـرة.. لازم يستغل كل الفرص المتاحة جدامه.. وبتعطي زياد فرصـة.. فرصـة انه يدخل حياتها من يديد.. ويحي فيها الطف المشاعر.. على الرغم من انها حبته وخلاص.. لكن بعد.. تظن انها قادرة انها تقع في حبه من يديد .. لشخص زياد اللي ما عطت نفسها فرصة انها تعرفه احسن من جذي.. زيـاد.. وما ادراك ما زياد.. بتم وياك عشان اعرفك زين.. واعرف ان كنت انت فارس الأحلام اللي حلمت فيه وانا صغيـرة.. جندي اللي يحمي حدود حيـاتي.. ويدافع عني.. ليـــش لااا؟؟ ---------------------- في الحديقة اليديدة كان خالد قاعد وهو يتنفس الهوا المخلوط بالتربة.. مسكر عيـونه اللي يتمنى لو انها ما تشوف شي غيـر سمـاء.. ولكن وين.. ما يقدر حتى يروح داره من غير ما يفج ستار البلكون ويطل على غرفتها عشـان يلقاها موجودة جدامه.. تناظره وهي تأشر له بالقلب.. والسهم.. والحب... ابتسم بمراره وهو يحط جبينه على ركبته.. الهوا البارد اللي كان يلفح المكان ما يقدر يطفي الحرارة اللي تسـري في نفسـه.. سمـاء.. شلون ان اسمها يتردد في صدى قلبه وعقله اللي يرفض التفكير بشي غيـر شوفتها واهي تغيب عن عيـونه بخطوات من جحيم .. وكيف ان رماد قلبه المحترق بدى يخنق قصبته الهوائية.. ظهر الصـوت منه مغصوب وهو يناديها..:.. سمــاء... جراح وفاتن اللي حسـوا لغياب خالد عن العشا قرروا انهم يروحون له داره.. لان ام جراح بعد حطت العشا وتغيبت عنهم.. البيت مكتئب وجوه مشحوون.. واول ما فظى العشى ورتبت فاتن كل شي اهي وجراح .. تغسل وهو ينشف.. طلعو من المطبخ ولقو منايرقاعدة في الصالة وهي فاجة الكتب وهي تدرس.. الا فاتن تنصدم منها.. فاتن: ما شاء الله.. دوم يارب هالمنظر مب يوم.. رفعت مناير راسها بدهشة الى اختها.. وبسرعة استوعبت الموقف.. كانت اهي ما تقرى في الكتاب ولكن حاطه الاوراق اللي تخص عالية وسرقتها من العلبة عشان ماتشوفها فاتن.. تداركت الموضوع مناير: عشلون عيل.. اللي يبي يدش كلية الشرطة على الأقل عنده الثانوية العامـة.. فاتن باستغراب: كلية الشرطة.. جراح وهو يتخصر لمناير: انتي متى بتفجين هالفكرة عن بالج.. ما عندنا بنات يدخلون الشرطة فاتن بصدمة: الشرطة مناير اللي سكرت الكتاب ووقفت في ويه جراح بس بعيد: شوف جراح.. بلا اضطهاد لفكر المراة وحريتها.. ترى النسوان صج ما يقدرون يصوتون.. لكن بعد لهم حرية الفكر والتعبير عن الرأي.. فاتن تناظر مناير بدهشة وجراح يضرب على صدره: انا اللي خاطري اعرفه انتي من وين اتييبين هالحجي وانتي واحد زائد واحد واحد مكرر يساوي عندج.. مناير بغرور: انت وايد مقلل من جيمة عقلي وتفكيري اخ جراح.. لعلمك... اينشتاين ما كان شاطر بالمدرسة.. وشوف لاي درجات ارتقى بالعـلم.. فاتن: ههههههههههههههههههههههههه جراح وهو يحط يده على جتف فاتن: اينشتاين... منور.. تدرين احسن شي لج شنو؟ مناير: شنوو يا عبقرينو؟؟ جراح: احد ينقعج بماي بارد عشان تنصقعين وتكتشفين شكثر حجم غبائج.. منـاير وهي تتوعد: بتشوفووون.. رفعة هالبيت وعزة شانه بسببي.. فاتن بابتسامة محببة:.. وهذا اللي نتمناه يا منووور.. وانا واثقة منج(تناظر جراح) واذا هي تبي تروح كلية الشرطة خلوها.. كل واحد وله ولعه.. واكثر شي ينجح فيه الانسان اهو الشي اللي يتولع شي.. مناير وهي تروح لفاتن وتلمها: هاي الاخت السنعة العدلة.. مو انت.. يا كتلة الارطال.. جراح يشد شعر منــاير لاول مرة من بعد ما كانت هالمهمة مختصة على خالد: ااااخ جراحووو فجني والله ما اكتفيت من خالد الحين انت.. تذكرت فاتن خالد وعلى طول انسحبت.. اهي تعرف وين تلاقيه لان يمكن هالمكان يكون اكثر بقعة يتواجد فيها خالد من يوم ورايح.. فجت الباب اللي يطل على الحديقة ولقته بالفعل قاعد على الكراسي اللي مصفوفة عند الجدار.. مسند راسه وهويناظر السمـاء بهدوء.. ابتسمت له وعدلت حجابها اكثر.. وراحت لعنده وقعدت من غير ما تجذب انتباهه... لكن هيهات تطوف فاتن .. ملاك هالبيت من غير تنهيدة الراحة اللي تسـري في خالـد عشانها.. خالد من غيـر ما يطالعها ويبتسم:.. انا اقـول.. مرة وحدة ارتاح قلبي.. الا وهي يدتي الغاليـة.. فاتن.. فاتن: هههههههههههههه.. عاد يدتك مرة وحدة.. قول أمك.. خالد: لااه.. انا امي اهي خالتي.. وانتي... يدتي.. وسمــاء.. دنيتي.. سكتت فاتن وهي تراقب ويهه المعذب.. ولكن الهادئ.. وكمل خالد: تدرين فاتن.. انا شنو اللي مصبرني؟؟؟ فاتن: شنو يا خالد؟؟ خالد يناظرها ودمعة حزينة سرت من زاوية عيونه: اني اعرف انها تفكر فيني مثل ما افكر فيها.. وان مثلا راحت عن بالي لثانية يدق قلبي بعنف وكانه يحثني اني ارد اذكرها.. وارد افكر فيها.. ونتم انا وياها على اتصال واحد.. فاتن وهي تختبر خالد: بس في هالدنيا وسائل اتصالات والتكنولوجيا توسعت يا خالد.. وصار هالعصـر... قطعها خالد: اللي جمع بيني وبين سماء ما كان التكنولوجيا ولا التطور.. اللي جمعني بسماء ربج... ومثل ما جمعنا.. وفرقنا الحين.. بيرد ويجمعها مرة ثانية.. من غيـر اي نوع من المداخلات البشرية.. انا احب ربي يا فاتن.. وارضى بقضائه لو كان هالشي سيف على رقبتي.. وبترك كل شي بيده.. لكن بعد... بكون نفسي.. عشان ما ترد سمـاء الا وهي ملاقية هذاك الصبي مختفي. ويا محله ريـال ينشد به الظهر.. مع قلب هذاك الصبي.. اللي دوم بيدق لها .. وبس لها.. ضاعت فاتن في ويه خالد.. وعرفت شكثر تغيـر وصار مختلف.. ما عاد خالد المستهتر.. او اللي يمشي وهو يتغشمر ويحمل في طيات نفسه احزان.. صار انسان فرحان وسعيـد.. وبمن؟؟ بحب سمـاء.. شلون يقولون الحب حرام واذا الحب نفسـه يخلف في الناس مختـلف التغيــيرات.. مثلها اهي ومسـاعد.. شلون انها ظنت ان نهايتها راح تكون على يده.. وشلون ان اقل الكلمات اللي أهو يقولها لها تخليها تستشعر بنبض الحيــاة من تحت العـروق.. الظاهر ان نفس الاثر خلفته سمـاء على خالد..اللي ماعاد خالد.. ولا راح يرجع خالد.. فكل انسان وله مدة معيـنة من التقمص لشخصية.. لاحظ انها سرحانة بشكله وابتسم لها:.. علامج يديدة فاتن؟؟ شي في ويهي ؟؟ فاتن وهي منسحرة منه .. من أخوها العزيـز..عزيز قلبها خالد: خالـد... ادور فيك خالد اللي تركته .. لكن ماني لاقيته... وتصدق.. مو زعلانة لاني ما لقيته..لان كل انسان هالدنيا وله فترة معينة ويختفي ويظهر فيه انسان ثاني... دقق في ويهه وهو مو مستوعب: شقصدج؟ فاتن وهي توقف وتواجهه:.خالد.. انت تغيـرت.. وللأحسن.. بشهادتي.. انا ادري انك اكثرنا يمكن تعلق برب العالمين لظروفك الشخصيـة.. وهالشي كان سلاح لك انك تتقرب من هو اجدر من اي احد بهالدنيا انك تتقرب له... اغبطك يا خالد.. او حتى احسدك على ثقتك برب العالمين.. معظم الناس هالايام لا واجهتهم مصايب او مشاكل سلموا نفسهم لليأس.. الا انت... دمت بخيــر يا خوي وبت وصحيت على الخيـر.. والله.. انا اليوم فرحانة بأشد الافراح العميـقة لك.. وادري.. ان ايمانك القوي هذا راح يكافئ باحسن المكافآت.. ربك كريم وانت تستاهل.. بعد هالكلام اللطيف اللي عبر وجدان خالد مثل النسمة الباردة على قلبه.. وغادرت فاتن من بعدها . وتركته في احتفال الفخر .. الحمـد لله على كل حال.. قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ورب العالمين ما يبي الا صلاح البشـر.. عباده وخلقه ... --------------- بعد يوم من وصول مشعل وسماء اميـركا. مشـعل اللي كان في حوسـة مب عارف شيسوي.. لازم يلقى شي يخليه يثق انه قادر على التفريـق بين فاتن ومسـاعد.. مستحيـل ماكو شي ماكو ثغرة اقدر أوسعها.. واخليهم متشتتين ما يعرفون وين يلفون بويههم.. ماقدر اشوه سمعتها عنده مع ان هالشي هو اكثر يمكن يبعده عنها.. واكثر شي اقدر اسويه لكن اهو غريب من نوعه.. يوم شافها واقفة معاي تزوجها.. الحقـير.. لازم القى له شيء.. وفجأة رن تلفونه وهو كان قاعد في البلكون.. سمـاء من وصلوا ما طلعت من الدار اللي خذتها لها.. لان بعد يوم راح تدخل المدرسة.. فكل شي نظمته سلوى وياهم وارسلت لهم اللي يبونه وباجي المعاملات بتم لا راحت سمـاء عندهم.. رفع التلفون وهو مو عارف فارق التوقيت.. او جم الساعة بينهم وبينهم:.. نعـم.. غصـون:.. هلا بولد الخـالة.. مشعل اللي مستغرب اتصال غصون فيه: هلا هلا... وانااقول الرقم مو غريب علي.. غصون صح؟ غصون: اي نعم غصون..انا امس يابولي سيـرتك وقلت لازم اتصل فيه.. بس قول لي.. ليش الاتصال شوي ضعيف؟؟ مسافر شي انت؟ مشـعل: اي والله.. انا وسمـاء في اميـركا غصـون مندهشة: أميـركا مرة وحدة؟؟ ليش شصاير؟ مشـعل وهو يحد من صوته: لا بس.. بندخل سمـاء بمدرسة هني.. عشان تكمل تعليمها.. غصون وهي تبتسم بأسف:.. مدرسة داخلية على ماظن.. مشـعل باقتضاب: ايه.. دارت في غصون مختلف المشاعر الآسفة على سمـاء.. ضحـية خالتها هالبنت.. لكن ما راح تتدخل في هالشي.. ما تعنيها سماء شي.. وهذا ويه من ويوه غصون المتعددة.. البرود والجمود في ويه المشاكل اللي في العايلة.. غصون: انا اللي صج صج وحشني اهما انتو الاثنين بس خسارة.. الظاهر ان ما راح نشوف سماءلفترة مشعل:لا شدعوة. شي اسمه اجازات.. وتقدرون تزورونها هني بمدرستها غصـون: ان شاء الله ان الله قدرنا بنييها.. جم سماء عندنا.. وحـدة بس.. لسبب او آخر .. طاف في بال مشـعل شركـة عمه زوج خالته اللي قدر يعرف ان مسـاعد يشتغل فيها.. وما يدري ليش دفعه هالشي انه يسأل غصون عن مسـاعد.. مشعل وهو يعدل من قعدته : غصون انا مادري يمكن هالشي تعرفينه ولا لاء.. بس شي دفعني من الفضول اني أسألج غصون: اسأل مشـعل حاظرة لك.. شتبي تعرف؟؟ مشعل وهو يضيق عيونه: انتي اشتغلتي في شركة ابوج لفترة من الزمن صح.. ثلاث سنوات قبل.. غصوهن تصحح له وهي تجفس ريلها عل الكرسي: سنتين وشوي.. ليش؟؟ ضرب قلب مشـعل وهو يحس انه بييلقى ي:.. مادري ان جان في جانس انج تعرفين مسـاعد الدخيلي؟؟؟ غصـون تبتسم لكثـرة تداخلات مساعد في حياتها في الفترة الاخيـرة:.. اعرفه؟؟ أكيد اعرفه.. اي واحد يدخل شركـة الوفا لازم يتعارف بمسـاعد الدخيلي.. (وفجآة) انت شلووون تعرفه؟؟ هالمكــالمة... وهالفضــول اللي في مشـعل.. والملل اللي بحيـاه غصون.. اكثر الناااس اهتماما للي يمكن يصيـر بحيـاة الناس من جراء افعالها اللي تكون في صالحها.. شراح يخلف على فاتن ومسـاعد.. اكثر من مرة حسسينا ان غصون تتداخل في حياة مساعد او في فترة من حيـاته بصورة غريبة بعض الشي.. لكن ما عرفنا هالشي.. في الجزء الياي.. حل مشكلة عالية.. ودخول غصـون المفاجئ في حيـاة فاتن.. وليش راح تدخل غصون في حياة فاتن.. والشيطان مشـعل.. شلي راح يستفيــده من هالشي... ومنـاير.. شلي راح تسويـه في أختها من غيـر درايتها او معلوووميتها.. الجزء الثلاثون الفصل الأول -------------------- مرت الريـاح.. حقا.. لبعض السفن بما لا تشتهي.. تحتم الفراق على بعضها.. والقرب من بعضها.. والسكون في اخرى.. واخرى الضيـاع في متاهات الغدر والانتقام.. فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم.. فاتن ظلت في حالة من الشك والتخيـل.. لماضي مسـاعد.. لاجابته الغيـر مقنعة.. واللي كانت رد بالسؤال.. ونظرة عيونه الي جبنتها ولا خلتها تطالب بالاكثر.. كانت مصدر قلق لها.. ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على صدره على وشك انه ينكشف.. وعالية وحقيقتها راح تكون على الملأ.. وفاتن.. ما يعرف شراح تكون ردة فعلها.. اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية.. شبح ملمووس ظن انه لو ملكه راح يملك عالية من جديد.. لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خلاه يرجع بتفكيره امرار.. ولكن.. قبل لايحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه معاها.. قبل لا تعرف الشي من احد.. او من نفسها.. بعد ما اودع سمـاء الصامـتة.. الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب.. ملهوب الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ.. فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي بداياتها تكون مربكة.. وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خلاه يتردد اكثر من مرة.. لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع.. كان خائف ان ولا من هالأشياء راح يكـون كافي لهدم ما بيـن الأثنـين.. اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن.. فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة.. مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر.. لازم تتألم.. عشان تعرف مقدار حبي لها.. والحب هو العذاب.. لا تنسى رسم الألف.. لان هالمعنى جدا راح يختلف.. اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها . بحق نفسه وبحق الحبيـبة الأزلية.. وفوق كل هذا مو عارف ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله.. استعدادات زواج نورة كانت على أهبها.. ما بقى شي.. اربعة ايام وخلاص تروح من هالبيت وتظل مريم بروحها.. حالتها النفسية الاخيـرة في منتهى التوتر.. ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها.. شي في الجو.. مثير للاشتهباء والحماس.. شي من الفرحـة لكن الاحتراس من كثرها عشان لا تطيـر بالهواء قبل لا تسقط باليـد.. واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها.. لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من بليس.. من شدة المشـاعر اللي على قلبها.. ------------------- في بيت بو جراح.. العصـر.. كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن... حس ولسبب غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم.. كان رحووم.. ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان.. الله يرحمك يا يبا.. تمنيتك معاي بهذا اليـوم.. وياليتك كنت موجود.. محلى الولد لا وقف وياه ابوه في ليلـة مثل هذي.. الله يرحمك.. يا بو جراح.. يات له فاتن وهي حاملة التلفون اللاسلكي بيدها وتوها مسكـرته.. التفت لها جراح: خبـرتيه؟ فاتن المبتسمة: اي خبرته.. استغرب اول شي.. لكن قال حياكم الله.. جراح وهو يبتسم بتوتر ويحرك يده في شعره: مادري فتون.. احس ان قطار بيدوسني الحين.. مادري شهالتوتر.. فاتن: ههههههههههه.. اذا انت قطـار.. مريم شراح يصيـر فيها. هذيج بتدعمها سفيـنة بكبرها.. جراح: هههههههههههههههه.. سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة.. وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر الرحمة ... وتذكرت مطـر بوسطـن.. شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع.. وعلى من.. على سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها.. الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ولا لاء.. راح تكون مليئه بهالنوع من الفوضى.. ياها صوت جراح من وراها:.. تهقين الوقت مناسب فاتن؟ فاتن راحت لعنده:.. الزواج ماله وقت مناسب.. دامنك تعرف انك لها.. وان الشي في قلبك بقوة الايمـان.. (ابتسامة راحة في ويه اخوها) خلاص..لا تفكر اكثر ... جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن:.. فتون.. انتي وايد تهذرين تدرين فاتن: ههههههههههههههههه من زمان.. توك داري.. جراح وهو يلمها: بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد.. الله يهني مسـاعد فيج.. والله انج قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج.. فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها:.. اشكر شعورك.. عشان تعرف احنا الياسي.. مالنا شبيه.. بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الأرض العطشى.. التقاء غريبين.. او قريبين ولكن بعيديـن.. فاتن وهي تتنهد: كلمت أمي؟ جراح يهز راسه بالايجاب: اي.. كلمتها.. (امتعض شكلها) غياب سمـاء وحالة خالد بعدهم مأثرين فيها بقوة.. فاتن وهي تبتسم بألم:.. لكن ما ردها بتطوف هالشي.. اذا عن خالد فمتوقعة انه بيتجاوز هالشي بنجاح.. لكن سمـاء(بأسف) هذي اللي يمكن ما نلقى عنها خبـر ولا علـم.. جراح: اذا بغتنا بتلاقينا يا فاتـن.. احنا ما بنروح مكان وبنظل هني ننتظرها طول العمـر.. ان جان مو انا ولا انتي ولا حتى يمكن امي.. خالد .. فاتن وهي تهز راسها بالنفي: ما عمري توقعت.. هالاثنين يحبوون بعض.. وبهالشكل.. مع انهم صغـار. جراح يبتسم: الحب ما يعرف صغيـر ولا كبيـر يا فاتن.. الحب بدايته شعله اهتمام.. الفة.. وقرب... هذي العوامل كافيـة انها تجذب في نفسـ البشر انهم يحبـون وينحبـون.. فاتن وهي تصدق كلام اخوها:.. الله عليك.. جبتها يا جراح... بس.. اتمنى انهم يرسون على بر فيوم.. جراح وهو يحك ذقنه: بس اللي مو قادر أألفه.. اهوو مشـعل.. مادري شصار فيه.. (اضطربت فاتن داخليا) من فتـرة وهو معتفس.. حتى انه قضى ايام ما نشوفه فيها.. سكن بالشاليه لفترة .. وتدرين.. كل هذا صـار من بعد وفاة ابوي.. او يمكن بالتحديد من سـفرج.. ولاني انشغلت عن هالسوالف والربع ..ما دريت عنه الا بعد فوات الفووت.. فاتن وهي تبعد ويهها عن جراح عن لا تفضحها ملامحها:.. ما تدري.. سبحان ربك العظيم.. يغيـر الحال الى حـال.. لا تهم قلبك.. كفايـة هالليلة (تهلل ويهها) انت اليوم بين نار او جنه.. جراح وهو يفرك يدينه: بس تدرين فتوون ان صار كل شي اوكي.. ما ايي الربيع (الموسم) الا من زمـان خذتها.. فاتن: هههههههههههههههههه. رمضان جريب .. خل نيتك صافية وان شاء الله نلقاها على الفطور معانا.. جراح: ههههههههههههههههههههههههه.. ================= رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر.. والفكر والعقل.. اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن.. وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها.. السالفة تفليدية... بس يمكن يايين يهنون لامي على زواج نورة.. بس ما يندرى شالموضوع.. واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس.. ويا امها توريها الجلابيات والمطرزات الل شرتهم لها ولامها بعد.. ام مسـاعد: وي يا قلبي ما كان داعي لكل هذا نورة وهي تفج عيونها: ما كان عادي؟؟؟ ليش ان شاء الله انا شريت لمن غير امي حبيبتي.. هذا ولا شي يا يمة انتي نطري بس خل ارد من بانكوك.. بغررقج من المطرزات.. ام مسـاعد: تدرين اني اموت في هالسوالف هههههههههههههه مسـاعد وهو يرمي الجاكيت على الطاولة: السلام عليكم.. انتبهن له: وعليكم السلام ورحمه الله.. ام مساعد اللي تكدر ملامحها من التعب الواضح على ولدها:... حيا الله وليدي مسـاعد مساعد يبتسم وهو واقف على فتحة الصالة: الله يحيج ويبقيج... يمـة اليوم بيت الياسي بيوونا بالليل.. ام مسـاعد وهي تعقد حواجبها: وليش؟؟؟ العرس مو اليوم.. استغرب مساعد منها: انزين هذولا اهلنا ومالهم مناسبة عشان ايزورونا.. ام مسـاعد اللي تظايقت: والله انا مشغولة عرس بنتي ما بقى له الا جم يـوم وابي اجهز لها نورة تمسك يد امها بحنان: يمـة اهل فاتن توهم يزورونا لاول مرة.. وعرسي زاهب ومكمل بفضلج.. ام مٍسـاعد توها بتتكلم الا وصوت تكسـير من المطبـخ.. على طول تبع الصوت مسـاعد وهو مستـعجب من اللي هنـاك.. كانت مريم قاعدة عند الجزاز وهي تلمه وتجمعه بيدها او تدفره بعيد عن محط الاقدام.. ويوم شافها مٍسـاعد استغرب من تواجدها بالمطبخ طول هالوقت من غيـر ما تطلع او تبين انها موجودة جثى على الارض يمها: سلامات مريم.. مريم اللي كانت تنتفض لسبب غيـر معروف: الله يسلم راسك.. مسـاعد: كنتي هني طول الوقت؟ مريم وهي تتحاشى عيون مسـاعد: اي.. بس مادري شصار.. اعوذ بالله من بليس طاح القلاص وانكسـر.. اكيد ما كان حواسي.. وياي.. ياتهم نورة ووقفت على الباب: اووه هذي مريم نسيناج انج بالمطبخ.. مريم وهي تناظر نورة بغضب: حشى يعني الواحد ما يقعد بروحه محد يقدر يتأخر.. نورة تعجبت: شوي شوي عاد كلتيني.. والله ما صارت غشمرة مساعد لاحظ ان مريم مو بطبيعتها مسكها من ذراعها: مريم شفيج؟ مريم وهي تلم الجزاز: مافيني شي بس الم الجزاز.. سحب يدها ورفعها: خلي عنج الجزاز.. لميه بعدين سحبت مريم يدها من يده ومدتها للجزاز: لا لا.. ايي لؤي اللي ما يلبس شي يدوس عليه ويتعور.. خلني بيمعه كله مسـاعد من انذكر اسم لؤي حس بالوحشة له.. فترة من اخر مرة شافه فيها: وينه لؤي؟؟ كلش ما ينجاف بالبيت؟؟ نورة: كله بالورشة.. ام مساعد تتحرطم بره: ياويلي من هالصبي.. لا غدى ولا عشى ولا اشوفه.. طايح طيح بهالورشة.. هالك روحه.. لو ورشته قلنا ما عليه.. مسـاعد: هالشي مكدرج يعني؟؟ ام مساعد بعصبية: اكيد مكدرني.. ولدي.. حشاشة يوفي.. عزيزي وما اشوفه .؟؟ ماقدر على فرقاه هالصبي.. ولكن مادري عنه لا شرق ولا غرب.. نورة بصوت واطي: امي يمكن تبالغ بس صج مساعد صار لنا فترة ما شفنا لؤي.. انا عن نفسي ما شفته الا مرة من يومين.. كله بالورشة او طالع برة.. في هذيج اللحظة مريم اللي يمعت الجزاز تسللت وراحت لدارها وهي تمسك على قلبها.. خوف عظيـم في روحها مخليها بلا حواس.. خوف او توتر ماتقدر تستوقفه او تمنعه من الازدياد فيها.. شي كبيـر وحزين راح يصيبهم هذا اللي تقدر تترجمه منه.. لكن وين؟؟ والعرس جدامهم.. حياة اختها اليديدة.. الخوف هذا متركز على أحد عزيز على قلبها. اعز عليها حتى من نفسـها.. ومسـاعد الي اعلن الزوار اللي بيوونهم اليوم ما خفف من شعورها بالخـوف. الا عظمه اكثر. وتوسعت دائرة الشك اللي في نفسها الى النطاق الاوسع.. فاتن وجراح... يا رب.. يارب شهالشعور اللي حارق يوفي.. ماني قادرة احس حتى بالراحة.. قعدت على زاوية السرير.. وهي تتنفس بقوة ومادة يدينها بالدعاء.. مريم وهي ترتعش: يارب.. يا حبببي يارب.. ارحمنا بواسع رحمتك.. ابعد عني الشيطـان.. ابعد عني الشيطان ياربي.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيـم.. اعوذ بالله منه.. طرقات على الباب نفضت مريم.. لكن تمالكت نفسها وردت.. مريم: من؟ مساعد بصوته الحنون: هذا انا مريم.. تسمحين؟ مريم وهي تمسح عيونها اللي ابت الدمع لكن تحس فيها حرقة: تفضل.. بهدوء فج الباب مسـاعد.. لمن كشف مريم وشافها قاعدة على السرير وهي تتصنع الابتسام لكن جبينها المعرق بالتوتر ما كاان حليفها.. التزم مساعد الصمت وابتسامة صادقة تشع على شفايفه.. مساعد: وحشتيني.. من زمـان ما شفتج.. مريم وهي تضيع بعيونها القلق: ما تشوف وحش.. انا هني .. مسـاعد التهب قلبه على مظهر مريم.. تعرفون شلون الشعور لمن تلاقون شعلة مضيئة مرة وحدة يخب ضوئها ويظلم المكان؟؟ جذي كان ويهه مريم.. وهذا اللي مستحيل يقبله مسـاعد بهدوء.. قعد يمها وعيونه عليها : مريم.. علامج؟؟ مريم وهي تشد فك مرتجف: مافيني شي.. ليش؟؟؟ مساعد يمسك جبينها براحته: حرارتج مرتفعة ولا شي؟؟ مريم تهز راسها : لا مافيني شي.. بس.. الامتحانات جربت.. وانا شوي.. خايفة.. مسـاعد وهو يشكك فيها..: مريم.... تكلمي.. قولي لي.. انا ابوج مسـاعد مو احد غريب.. سعودي .. خبريني .. قوليلي.. شلي شاغل قلبج وعقلج.. حاولت انها تصده بنظراتها المستنكرة والمتصنعة بالمرح.. لكن ما قدرت.. وما ياز لها الا الارتجاف مثل الورقة جدام عيون مسـاعد.. بدايات الانهيار العصبي اللي حل في مريم.. ومن بعدها بصوت خافت وخائف: مسـاعد.. مادري شفيني.. احس ان شي جايد بصير.. قلبي (وهي تمسك على قلبها) من يومين ما لاقي الراحة... احس بشي بصير.. مادري مسـاعد.. قلبي ايعورني.. على طول لمها مساعد بحظنه العريض وبهالحركة انهارت مريم تماما في البجي بحظن اخوها: اسم الله عليج... مافيج شي يا مريم.. صلي على النبي؟.. شعبتي قلبي عليج.. مريم وهي ترفع ويه مضرج بالدمع: واللي زودها فيني اكثر.. خبر ان اهل فاتن بيون اليوم.. مسـاعد.. تكفى.. لمنا كلنا ويا بعض.. ما ابي احد ايصيده شي.. والله قلبي ما يتحمل.. مسـاعد يلمها بقوى: اوووش.. اوووش.. ما عليج يا مريم.. هدي أعصابج.. تعوذي من بليس... اذكري ربج.. انتي وحدة مؤمنة.. وهب صار شي ترى هذا قضاء ربج وقدره. منو انتي اللي توقفينه.. كل شي بحكمة ربج. ما ردت مريم على كلام مساعد اللي لا رد له.. وتمت بحظنه تحاول تخفف أنتها المحتدة.. والخوف الرهيب اللي في نفسها كل ما له يكبـر.. ويزداد.. --------------------- في غربة النفس والوطن لقت نفسـها سمـاء تتطلع الى السمـاء الواسعة.. منتظرة شي يردها من الحلم المزعج اللي تعايشت وياه من مولدها. وازداد بفراقها العصيب عن كل اللي حواليها.. وظلت تحاول انها تتغلب على هالشي بميراثها البسيط من خالد.. مدت يدها الى صبعها وناظرت القلب الخالي.. محفور ويتخلله الهواء.. كيف انه يسمح للهوا انه يمر ويدخل بحرية .. على عكسهم.. ما لقو من اللي حواليهم غيـر التكبيل.. المستقبل – على الرغم من كل شي- الا انه يوحي بالسـعادة.. وعيون خالد اللي تشبث بها عقلها كنهاية سعيدة بينت لها ولو شي من علم الغيب عن المستقبل.. وياليت لو يتحقق لها شي من هذا كله.. والا.. حتى لو ما تحقق.. راح يكون كافي على نفسها انها تكون حلمت فيه.. وناس تلقى بالحلم الكمال اللي ما يلقونه بالواقع.. وللتواضع اللي فيهم.. هذا يـكون كافي.. نزل اخر جنطه لها من بعد الجولة الاستكشافية للمكان الراقي من نوعه.. كل الاوراق وقعت وكل المستندات وثقت.. سمـاء صارت جزء من هالمؤسسة التعليمية الراقية.. وماكو شي بهالدنيا الا بعد خمس سنوات يطلعها من هناك.. حتى تبلغ السن القانونية.. تعليم متكامل وجامع لكل المؤهلات.. تطلع ببكالوريوس باي تخصص تبي تدرسه.. ولكن ضمن هالمدرسة.. او هالبيت اليديد.. مشـعل وهو لابس نظارته الشمسية بهذاك الصبح الباااارد من نوعه:.. خلاص.. انتي شبه المستقرة هني.. باقي مس تمبل اللي بتاخذج عشان تنظمين امورج ومن بعدها كل شي راح يكون على اتم وجه.. ما تكلمت سماء.. كانت واقفة وهي حاطة الشال على راسها وكانه رسم من مراسم الحياة اللي ماتبي تفقد معالمها.. ما تمنى مشعل انه يظل اكثر لان رحلته ما بقى عليها الا ساعة وحدة: يالله سماء.. تحملي بروحج.. ولا تخرطينها هني.. لا تقطعين البيت عن اخبارج.. والتف على عقبه رايح عنها صاحب القلب القاسي.. لكن مرده التفت لها للمرة الاخيـرة.. ولقاها واقفة وهي تناظره بعيونها الشفافة.. وكان الحياة تمر من خلالها وتبين له ذكريات العمـر الحلو اللي كانو ضايعين فيه على الرغم من قله الحنان... ورق قلبه مثل ما يقولون.. وراح لعندها لكلمته الاخيـرة.. مشـعل: سمـاء.. (يقلب صفحات ويهها بعيونه) كل اللي صار.. لصاللحج.. انتي صغيـرة.. والصغيـر ما يقدر يتحكم في مصيـره مثل ما تظنين.. صدقيني. كل اللي جرى عليج خيرلج.. (مد يده يبي يمسح على خدها وهني تحركت وتراجعت لورى.. وهوت يد مشعل بالهوا فتظايق) على العمـوم.. هني بنكون مطمنين عليج... تحملي بروحج.. باي.. قبل لا يمشي ما قدرت سماء الا انها تقول له اللي يختلج اعماقها.... بصوت قوي وثابت:.. اذا كنتو تظنون ان هالسجن المزين راح يكون شافع لكم بيوم اللي بطالبكم فيه بحقي.. بتكون انت وامك غلطانين.. وحتى ابوك.. من هذي اللحظة.. اللي انا تمنيت فيها منكم ان يرق قلبكم علي.. ولا احد اعتبر.. اتبرى منكم.. ولا اتمناكم اهل لاحد لان والله انتوو منتوو بأهل.. انتوو عذاب يتحمله الرضيع من مهاده.. والله يحمي فاتن من نواياك يا مشعل.. (فج عيونه مشعل من الصدمة) لان اللي تضمره في نفسك اللي للاسف تلوثت.. ما راح يكون هين عليها. الله يعينها منك... يعينها ويخلصها.. كانت هذي كلماتها.. وواختفت من بعدها في مهب الريح الى داخل السجن.. اما مشعل اللي ظل معمور بالغضب حاول يهدي نفسه.. لكن عبث.. كل كلمة تنقال له عبارة عن حطب للنار اللي فيه.. الكل يلومه.. والكل يتمنى لها الخيـر.. وهذا الشي كفيـل انه يبعد الحب عن قلب مشعل لفاتن ويجلب المزيد من الكره والنفور لها.. وصار الانتقام يحلووو طعمه.. قبل كان يتلوم فيها لكن الحين.. كل شي راح يكون بالصورة المطلوبة.. ================== بيت الياسي العشاء.. جراح اللي كان لابس ومتزقرت لكن التوتر اللي فيه كل شوي يخلي الشماغ الابيض اللي على راسه يطيح.. ويعدله مرة ثانية.. وام جراح اللي بهـدوء تلبس وتتجهز معطلة الكـل.. فاتن زهبت لكن ظلت تشغل وقتها بالهدايا اللي شرتها من اميـركا لنورة ولؤي .. جهزت كل شي .. لبست عبااااية راس مثل الكبـار ولفت الشيلة على راسـها.. ونزلت تحت لاخوها اللي كان واقف وهو يخرخش مخباته ومتوتر بالحيـل ابتسمت له::... ماقدر على المعـرس.. يازينه ويا شين عدوينه.. جراح اللي يفرك يدينه:.. اي معـرس.. بروحي متوتر فتون.. (يتنهد بصوت عالي) والله ان الخووووف يقطع اليوووف.. فاتن وهي تمسك جتفه: شخووفه؟؟ انت مقدم على احلى خطوة بحياتك وحياة البنت اللي تتمناها.. ماكو شي احلى من الزواج ياخوي.. جراح يناظر فاتن بنص عيون: الحين؟؟ مادري من اللي قبل الزواج الا مابي ولا تجبروني تغير الموضوع باحراج: اللي ما يعرف للصقر يشويه.. وبعدين وضعي ووضعك ما بينهم مقارنة.. انت تحب مريم وعارف انك تبيها .. لكن انا ما كنت اعرف مسـاعد ووجوده الغيـر مقبول في ذيج الفترة في حياتي اثر على حكمـي.. جراح وهو يناظر غرفة امه: انتي الحين استعيلي الوالدة الله يخليج تراني بموت مكاني ان تمينا اكثر.. فاتن: ان شاء الله بس اذكر الله انت قبل.. جراح وهو يمسح على ويهه وحاط خاتم في خنصره اليمين: لا اله الا الله محمد رسول الله.. ابتسمت له فاتن وتوها بتتوجه لدار امها الا كانت الاخيرة طالعة والعباية على جتفها.. ومن الصدفة ان جلابيتها كانت مطابقة لالوان جلابية فاتن..فتموا الثنتين يناظرون بعض وضحكوا.. فكرت ام جراح انها تروح تغيـرها لكن هيهات يرضى جراح اللي من التوتر.. ياه مغص.. وتحركوا الياسية ناحية مستقبل جراح ومريم.. الله العالم شلي مخبى لهم ولبيت بو مسـاعد.. توهم واصليـن عند البـاب.. دق لؤي على جراح اللي كان شوي وينزل من السيـارة.. رد عليه جراح بصوت متوتر شوي:.. هلا لؤي.. لؤي الحزين يتنهد: آآآآآآه.. هلا جراح استغرب والحريم نزلو: .. شفيـك لؤي؟ لؤي وهم يسكر عيونه ويحني ظهره : تعبـان جراح.. يات فاتن لعند جراح تأشر عليه لكن هو ما انتبه لها:.. شفيك لؤي؟؟ وينك في؟؟ لؤي وهو يسمع صوت البحـر الهادئ وين ما لحق غزلان قبل جم يوم: انا هني عند البحـر.. وانت وين؟ جراح وهو يناظر انوار بيت بو مسـاعد: انا عند بيتكم.. لؤي استغرب: عند بيتنا؟؟ خيـر عسى ما شر؟ جراح تلعثم:.. ليش ما تدري اني واهلي زايرينكم اليوم؟؟ لؤي وهو يحك جبينه: لا والله ما دري.. حياكم الله جراح وهو يأشر لفاتن اللي كانت واقفة انها تدخل البيت: لؤي انا محتاجك الحين اكثر من اي قبل وينك في؟؟ لؤي: ليش علامك جراح؟ جراح يبلع ريجه:.. انا اليوم.... ياي بيتكم .. اخطب مريم.. نسى لؤي كل همومه وتهلل ويهه وهو يبتسم: احلللللللللف.. الحين عندك.. كلها ربع ساعة وانا هناك.. جراح يبتسم: اي اي لا تخليني بروحي.. انا ماقدر احط عيوني بعيون ابوك واخوك وانت مو وياي.. على الاقل احد آآلفه واعرفله.. لؤي وهو يركب السيارة: لا خلاص عطني ربع ساعة وانا عندك ولا تحاتي ولا تعور قلبك.. ياويل عمري اختي الثانية بتعرس..(يبتسم بشقاوة) بيفضى لي البيت.. جراح: ههههههههههههههههههه مات عليك.. الحين ما حلى لك الا هالشي.. انزين ماقلت لي شمنه انت تعبان؟ لؤي وهو يسترجع حزنه اللي ابعده بسرعة عشان لا يخترب مزاجه: لا ما عليك انا واحد ما عنده سالفة.. انطروني لا تفج السالفة وياهم قبل ما ايي.. جراح وهو مبتهج ببهجة لؤي: ولا يهمـــك.. انت بس لا تتأخر.. لؤي: ولا يهمك.. يالله باي.. جراح: باي.. طالع التلفون بعد ما سكـره ووهو على ابتسامه.. وفاتن تلتفت له ويا امه اللي كانو مستغربين من تأخره.. طلع جراح من السيارة وسكرها بالتحكم وراح لعندهم فاتن: كل شي بخيـر؟ جراح :اي هذا لؤي.. ما كان يدري اننا ياينهم الليلة.. فاتن: اهاا.. ام جراح: يالله يمة خلونا ندخل تكسرت عظامتي منالبرد.. راحو عند الباب ودقوو الجرس.. واللي رد عليهم كان مسـاعد.. اول من لقى جدام عيونه كانت فاتن وامها.. وابتسم لفاتن ابتسامة ناعسة حلوة.. واهي اللي شافته بحلاوة ولكن التعب كان معتلي امارات ويهه.. وحاولت انها تبتسم لكن الاستغراب كان عنوان ويهها.. مسـاعد يتكلم بساحرية لام جراح: حيا الله من يانا.. توه ما نور بيت الدخيلي.. ام جراح : بنور وجودك ياوليدي.. مسـاعد يكلم فاتن بصوت رزين وشوي فاتن:.. مسـاء الخيـر ردت عليه بصوت اشبه بالهمس: مسـاء النور.. حياكم تفضلوو.. مرت ام جراح من طرف مسـاعد ويوم مرت فاتن سمعت شي في اذنها مثل الهمس.. حتى انه ما انحنى لعندها.. مسـاعد: يا زين البدر في مطلع الشهر.. ابتسمت بحيا وما حطت عيونها بعيونه لانها ان سوت عادي انها تذوب في لحظتها.. بس بعد كل هالغزل ما كان ملهي عن الخوف اللي اعتللا فيها على مسـاعد.. ليش شكله تعبان وليش هالاجهاد كله.. ؟؟ نورة اللي حييتهم عند الصالة:.. هلا والله.. يا حيا الله مرت اخووووي وخالتي ام جراح.. ام جراح: الله يحيييج.. الله الله .. يا محلاااه العرووس نورة بحيا: الحلوة عيونج خالتي.. اصلا انا من زمان حلوة لو تدرين ام جراح: هههههه.. معلوم يمة معلـوم.. طلعت ام مسـاعد من المطبخ.. ومن طاحت عينها على ام جراح لا اراديا جالت في نفسها العبـرة.. الصداقة القوية اللي يوم ربطت ام جراح بام مسـاعد ضعفت من تزوج مسـاعد فاتن.. غيـرة الأم على ولدها.. والحرمة اللي اهو اييبها لعندها اهو دافع قوي ان يخلي الام تقطع كل شي يتعلق بهالبنت حتى لو كانت اقرب مالها.. وهذا حق من حقوق الام في بعض الاحيان انها تكون من تختار البنت لولدها.. او شي تحببه في نفسها.. ام جراح اللي من شافت ام مساعد راحت لها: يا حيا الله هالشوووووف.. ام مسـاعد: يا بعد قلبي سعاد... تلايمو الثنتين على بعض وهم مشتاقتين لبعض.. ابتسمت فاتن لهالشي وفرح قلبها.. ومسـاعد اللي انصدم واندهش من فرحة امه بشوفه ام جراح لانه اكثر واحد يعرف شكثر امه تغار منهم ومحاربته على هالشي.. بس بعد هذا كان دافع انه يبتسم لامه بحنان وهو يهز راسه.. يا كثر ما تقولين يايمة لكن قلبج هذا هو.. خصلة الحرير اللي تبرد على قلب اي احد.. التفت الى فاتن لقااها تناظره بابتسامة تكشف صف اسنان لؤلؤية.. ونظرة عيونها اللي من شأنها انها تقلب كل العواصف اللي فيه الى هدوء مستتب.. ومن بعدها انسحب عشان يشوف جراح اللي تركه بروحه برع.. مسـاعد وهو يضحك لجراح: السموحة نسيناك جراح الحزين: والله بغيت ارد البيت.. لقيت فاتن خلاص انا قطيتووني؟؟ مساعد: هههههههههههههههههه لا والله افا عليك.. تفضل حيـاك. .بريلك اليمين.. جراح: الله يخليك.. زاد فضلك.. من ام جراح انتقلت ام مساعد الى حرمة ولدها.. ويوم طاحت عيونها على شكل فاتن البريئ بعيونها اللامعة الكبيـرة انتشر الحب في قلبهـا اسرع من االضوء في الظلام.. وراحت لها وهي تضمها. وفاتن اللي كانت اسرع منها راحت لها وباستها على راسها وهي ترتعش من اول لقاء مع ام ريلها.. ام مسـاعد: فديت هالويه.. تعالي عندي خليني ابووسج يا حرمة الغالي.. وبالفعل.. انصاعت فاتن لحظن ام مساعد اللي كان فيها من ريحة الغالي حبيب قلبها واستمتعت بدفاها لدرجة ان الدمع شوي وينهمر من حلوو اللحظة.. بعد فتـرة.. اشرت لهم ام مساعد انهم يدخلون عن الوقفة في هالمكان.. ولكن فاتن سألت نورة عن مريم.. نورة وهي تضحك: مادري شفيها متخزبقة البنت من يومين.. وما نزلت للحين .. الظاهر بدارها.. اروح اشوفها لج لو تبين فاتن تمسك يد نورة: لا افا عليج وانا وين رحت.. انا بروح لها وبجوفها.. نورة بابتسامة: زين عشان اييب العصيـر.. راحت نورة في درب وفاتن فوق الغرفة.. وطلت على دار مريم .. وقبل لا تدخل طالعت دار مسـاعد اللي حفظت موقعها .. مجابل غرفة مريم.. طرقت الباب بهدوء.. وفجته من بعد ما سمعت صوت مريم المتغيـر يحيي الطارق.. كان راس مريم ممتد للباب وهي ماسكة بروش الشعر وشعرها مفتوح.. ويوم لقت ان الطارق اهي فاتن قامت على طولها ورمت البروش وبسرعة سحبت فاتن ولمتها وهي ترتعش.. فاتن منصدمة: بسم الله عليج مريـم. علامج حبيبتي تتنافظين جذي؟؟ مريم وهي تبتعد عن فاتن وتسحب يدها: حطي يدج على قلبي.. شوفيه شلون يطق.. والله بموت فتون.. الظاهر ان فيني انهيار عصبي.. فاتن: ههههههههههههههههههههههه.. بسم الله عليج .. من شنو الانهيار العصبي.. الدنيا بعدها بخير يا ويه الخيـر مريم: لا يابوج الدنيا مو بخيـر.. فاتن.. تعرفين شكثر احساسي بالخطر صاااج وفي محله؟ فاتن اللي تظايقت شوي من كلام مريم : يا مريم اي خطر الله يهداج.. ذكري ربج وصلي على النبي .. مريم: لا اله الا الله واللهم صلي وسلم عليه.. بس فاتن.. الجو فيه شي متكهرب.. فاتن: الدنيا كلها مطـر والكهربا عادي يصير فيها تمااس.. مريم وهي تضرب فاتن: مالت عليج.. فاتن: هههههههههههههههههههههههه.. الحين انتي قوليلي.. هالحلااااة وهالجمال كله لمن؟؟ هاا.. (تغمز لها) لايكون تحسين؟؟ مريم وهي مستغربة: احس بشنو؟؟(تفكر شوي) تعالي صج .. ِشسبب زيارتكم الجليلة لنا اليوم؟ فاتن وهي تناظر مريم بغباء: مالت عليج الحين.. بدل لا انتي اللي تعزمينا.. بس تدرين ماني مخبرتج ليش احنا هني اليوم؟؟ تمت مريم تناظر بشك عيون فاتن اللي كانت مبتسمة بخبث.. لمن فهمت الاولى السالفة وفجت ثمها وهي تتنفس بقوة.. وتمسك فاتن من ذراعاتها.. مريم: واللي يسلم مسـاعد لج.. قوليلي.... (وهي ترتعش) جراح.. فاتن وهي تبتسم لها والدمعة تلمع بعيونها:.. تقدرين تقولين.. ان ربج راد لليلة.. حلمج وحلمي من وعينا للدنيا.. يمكن يتحقق الليـلة.. تركت مريم فاتن وهي حاطة يدها على ثمها.. وما قدرت تحبس الدمعة اللي سالت من شدة الفرح اللي فيها.. وتمت واقفة بعيد عن فاتن شوي وهي مبتسمة ببجي.. والثانية بعد ما قدرت تضبط نفسها وابتسمت بحبور في ويه مريم.. مريم بهمس:.. يعني..... خلاص.. الانتظار خلص؟؟؟ فاتن وهي تهز راسها وتتقرب منها:: ان ربج راااد يا مريم.. ان ربج راد.. محد يقدر يحدد ارادة ربج الا هو ونعم به .. مريم وهي تلم فاتن بقوة: يا بعد عمري على هالخبـر.. يعلني مااابجيج يوم تبجي فيه العيوون.. افرح لج طول العمر يا فاتن.. فاتن اللي تبتسم: الله يسمع منج يا مريم.. اللهيسمع منج يا حبيبتي.. ابتعدت مريم عن فاتن وهي تمسح الدمع... تضحك بهستيريا في فاتن.. ولكن.. على رغم ان هالخبـر من احلى الاخبار الي يمكن تسمعها بحيـاتها.. الا ان الخوف اللي فيها ما ابتعد.. يمكن خف لكن ما ابتعد وما زال يحوم في قلبها مثل الطيـر الجريح.. مريم وهي تغضن حواجبها:.. بس فاتن.. مادري شفيه قلبي.. ماقدر اضبط شعور تقطعها فاتن: يا مريم قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ومهما كان قضاء ربج في اي واحد منا.. واجب علينا اننا نتقبله.. اللي صابنا قبل كافي انه يخلينا نحس ان اللي بييي بسيط... يالله .. زهبي حالج ومشي الكحل اللي سااح.. عشان تنزلين تحت.. امي هناك وامج.. مريم باستغراب: وامي بعد؟؟؟ فاتن: اي امج.. ليش؟؟؟ فيا شي؟؟ مريم تغير الموضوع:. لا والله مافيها شي.. بس توقعت ان حتى يدتي هني عادي يعني هالسوالف.. ههههههههههههههه فاتن: هههههههههههههههه سخيفة تدرين.. يالله نزلي.. مريم وهي تتوجه عند المنظرة: وان مينيت مدموزيل.. سوت اللي عليها.. ورفعت شعرها بكليبات بنفسجية على لون جلابيتها الفخمة من نوعها.. والمكياج الناعم اللي كان متألف على عينها من الكحل الاسود الدقيق السائل.. خط عينها بطريقة حلوة وكبرها.. والشادو البنفسجي اللامع الخفيف والبلاشر اللي اكسبها توهج حلوو وحيوية ببشرتها الخفيفة السمارة.. ويوم كملت راحت عند فاتن وتوها بتطلع الا تمسكها.. فاتن: شنو بعد؟ مريم: انتي ما تقوليلي متى بتتتعلمين تخطين لج الكحل.. والله فتون بس تخطينه من فوق خلاص اتصير عيونج بيرفكت.. فاتن: اووووووه مابي .. ماحب الكحل يسيح ومادري شنو يلغلغ العين خليني جذي احلى.. احب الطبيعية.. (بحيا) وريلي بعد مريم تناظرها بغشمرة: ريلج؟ اقووول ججدامي انا بحط لج كحل سائل.. ما تعرفين لمتى بعلمج انا والله.. قعدت فاتن وخطت لها مريم الكحل بطريقة محترفة.. وحطت شوي من السحر الاخضر على عيون فاتن العسلية .. والاحلى ان جلابيه فاتن كانت مزيج من الاخضر والاصفر.. وصارت عيونها من اكثر العيون سحرا وجاذبية.. ويوم كملوو طلعو من الغرفة وفاتن تحمل العباية على جتفها والشيلة طايحة على شعرها بخفة ومريم وياها.. اول ما بينزلوون من الطابق الا مسـاعد راكب الدار وهو مسـرع شوي.. ولقى مريم وفاتن واقفين وهم بحلة تسر العين.. فابتسم لهم من االاب الحاني .. وطول من المطالع في فاتن لمن انحرجت.. وما يدري ليش حس ان هالوقت المناسب انه يخبـرها.. مسـاعد: مريم نزلي تحت نورة تبيج.. (يوجه كلامه لفاتن) فاتن تعالي وياي شوي ابيج في موضوع.. مريم توقف في ويهه: لا يابوي.. اول شي زواج بعدين خلوة.. يناظرها مسـاعد بتكبر:زواج؟؟ وليش انا شنو يربطني بهالبنت غير الزواج؟؟ يالله جلبي ويهج.. فاتن تعالي وياي.. مريم اللي باعدها مساعد بخفة: ترى بعلم امي عليك.. مسـاعد وهو يمسك يد فاتن: يالله عطيني مقفاج.. اما فاتن فكانت ساكتة ومنصاعة لاقصى الدرجات.. ويوم دخل مساعد داره سحبها وياه لداخل.. وترك الباب- كعادته اللي تعرفونها- مفتوح.. قعدت فاتن بعيون متجوله على المكان باهتمام.. ولكن في قلبها كانت الدقات متـسارعة ومتهافتة على بعضها.. ما تدري.. شهالموضوع اللي يبي مسـاعد يفتحه وياها بهاللحظة.. مسـاعد اللي كان قاعد على طرف من الغرفة وفاتن قاعدة على السرير.. : فاتن.. انا اليوم.. عندي جواب .. يمكن طويـل من نوعه
الفصل الثاني ------------- مسـكينة منايـر.. من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار...
الفصل الثاني
-----------------
الصحوة البسيـطة اللي مر فيها مسـاعد كانت مثل اجراس العيد ومصابيح فرح كبيـر في قلب عايلته.. لكن رجوعه للنوم ترك علامة سؤال كبيـرة في نفـوسهم.. جمعتهم كلهم في الدعاء عشان يقوم من يديد.. بعضهم خاب امله وبعضهم ما زال قلبه يشتعل بهالنووور وهالأمل.. لكن مريـم كانت متوترة ومنزعجة من اللي يصير ويا اخوها.. اهي تدري مفتاح صـحوته راح يـكون في وجود فاتن لكن مشكلتين تواجهها.. امها اللي مصـممة انها تفض عقد الزواج بين مساعد وفاتن والمشكلة الثانية اهو اختفاء فاتن.. ولكن نرجع للمشكلة الاولى لانها اهي المسبب الاول للعديد من النزاعات في البيت وانقسامه الى احزاب.. ومنها حزب الام وحزب مريم.. العلاقة تهشمت كليا بين الثنتين في ظرف اسبوع.. واللي يوقف مع مريم مرده لامه الا بو مساعد اللي مصمم على وقوفه ويا بنته اللي مصممة على بقاء عقد الزواج بين الاثنين لمن اهم يفكرون بفضه

ام مساعد وصوتها يرن بالبيت من عظم قهرها : شوفي مريم.. الزواج هذا بينفض يعني بينفض.. انا وليه امر اخووج وانا ادرى بمصلحته.. من البداية ما كانت راضية على هالياهل.. والحين ولا احد بيهز رايي..
مريم وهي تهز ريلها بعصبية وهي تحاول تهدأ نفسها: يمة.. انتي تتكلمين وكان مساعد ما بيقوم في يوم وبيعصف المكان على راسنا لو درى اننا في يوم تحكمنا في شي بحياته.. خليه مثل ما اهو
ام مسـاعد: مثل ماهو ؟ لا والله .. هالشي لا بقى جمر يشعل في قلبي .. لا انتي ولا ابوج بتوقفوني.. علبالكم مرتاحة لشوفه ولدي كل يوم بهالحالة.. قبل اسبوع بس ريح فوادي وفج عيونه ورد سكـرها. هالشي خلاني احس ان لازم اسوي شي عشان ولدي.. وهالشي اهو فض زواجه من هالبنت.. ما يبيها.. انا ادرى بولدي.. بتعلميني في ولدي
مريم وهي تحس بسخف امها ولكن تحاول انها تتماسك اكثر من جذي: يمة .. حتى لو انتي كنتي تبين جذي.. انتي مو ولية امر مسـاعد. ولي الامر اهو ابوي..
ام مساعد وهي تمسك منطقة قلبها:.. تتحديني يا مريم.. انا امج يالميهودة وتتحديني عشان وحدة لا صارت ولا استوت.. وينها ارفيجتج هذي ما تعلميني.. شاللي يانا منها غير المشاكل وعوار الراس..
مريم وهي تمسك راسها من شدة الالم ولان الموضوع والكلام يوميا يتكرر على نفس المحور وهذا الشي زهقها: يممة بسنا .. كل يوم نعيد ونزيد في هالموضوع.. انا ما سوي اللي اسويه عشان فاتن مع انها عزيزة على قلبي.. لكن اخوي اعز.. يمة انتي ما شفتيه لكن انا بلى.. مساعد يحب فاتن اكثر من هالدنيا كلها ولو شنو سوت له
ام مساعد بصوت عالي يهز المكان: دوشتووونا بهالحب والله ما يسوى علينا.. حب وحب وحب؟. يابوج مافي حب بهالدنيا .. سمعي كلامي وانا امج.. ولا حب بهالدنيا يتبارك لو ام او ابوو مو راضيين على هالحب.. انا امج وماني راضية على اخوج وعلى اللي سواه
مريم وهي منصدمة: يمة مسـاعد ب عده على هالدنيا
ام مساعد والدمعة تسكب من عينها: بعده على الدنيا لكن بشنو؟؟؟؟؟ عين مسـكرة ومخ ما يدري شصير حواليه ... بهالدنيا بشنو يا حسرة قلبي.. لا ريل يشد طوله عليها ولا .. .ااااه يا قلبي ااااه يا حسرة عمري.. اتحسر على ولدي وولدي بعده على الدنيا...

قعدت ام مسـاعد وهي تنزف من الدمع الغالي على ولدها العزيـز ومريم انتهزتها فرصة انها تفر بدمعها ونفورها وكل ما فيها بعيـد عن هالمكان.. ركبت السيارة وهي تحمل الاغراض والشيلة شوي وتطيح من على راسها.. اول ما دخلت السيارة وسكرت الباب وراها قعدة لدقايق مع نفسها وهي تسترجع نفسـها بصعوبه.. لكن سرعان ما اهتزت اوداجها بموجة صياح يديدة.. كلمة من كلمات امها مزقت حشاها .. تذكر امها اكثر الاشياء حساسيه وجلبا للاحزان في قلب الواحد.. تولد الشجن في قلب الشخص.. مـساعد ماعنده ريل ولا قدم.. معوق لمدى الحيـاة.. مع ان الريل الاصطناعية اللي اتفقوا عليها زاهبة وعلى قياس طوله الحقيقي.. الا ان مجرد الفكرة ان العملاق مساعد صار انسان معاق..

مريم وهي تمسح دمعة ساخنة من على ويها: استغفر الله ربي العظيم.. الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله انه على هالدنيا.. نتحسر عليه وهو بعده على هالدنيا؟؟ اعوذ بالله من غضب الله..

ساقت السيارة وهي تمسح دمعها اللي كل دقيقة يهمل بصمت.. توقفت عند محل يبيع ورد وزهر.. وخذت باقة حلوة تتخالط بين اللونين الابيض والاصفر.. وخذتها معاها لاخوها.. يمكن الورد اليوم يساعد في حصول معجزة..

دخلت المستشفى من غير اي تحية مثل قبل.. وسارعت لغرفة اخوها تسال عنه.. من البارحة المغرب للحين ما تعرف عنه اي شي.. دخلت المصعد وطلعت منه وفي قلبه حفوز غريب من نوعه.. يمكن راجع للمواجهة ويا امها.. لكن يالله شي متعودة اهي عليه وما راح يضيق خلقها وايد.. صح اللي تقوله امها لكن محد له الحق انه يتدخل او يتحكم في قرارات شخص.. وخصوصا لو كان غائب عن الحيـاة في الفترة الحالية..

دخلت الغرفة وهي تبتسم في ويهه.. وتخيلت للحظه انه راح يكون مفتح عيونه ويبتسم في ويهها بالمقابل.. لكنه كان نايم وعيونه متمددة على طول المنطقة.. وويهه ابيض .. يمكن بسبب اللحية اللي نامية له..
عطته ظهرها وهي تاخذ المزهرية وتاخذها الى الحمام عشان تمليها ماي وتحط الورد.. طالعت روحها لدقيقة في منظرة الحمام وابتسمت.. شكلها يرعب اللي ما ينرعب.. وطلعت من الحمام وهي تحمل المزهرية.. والباب يندق..

وهي ماسكة المزهرية حاولت انها تفتح الباب.. ويوم فتحته كان لؤي عند الباب .. ومعاه شخص ثاني..

لؤي بهمس: امي موجودة؟
مريم: لا مو هني.. في البيت ما يات اليوم.. ليش؟؟
لؤي وهو يتنهد براحة: زين وايد زين.. سمعيني.. حطي اللي في يدج وروحي الاستراحة.. وياي جراح ويبي يشوف مسـاعد..

كان لؤي داخل الغرفة ومريم واقفة وياه على الباب تحاول انها تخفي ارتباكها وفرحتها بوجود جراح..

مريم وهي تحط المزهرية عند السرير:دقايق بس احط الورد واروح..

توها بتلتفت مريم وتطلع من الغرفة الا شي يتحرك ويجمد كل اوصالها.. وفي نفس اللحظة يدخل جراح ومعاه لؤي.. لكنهم وقفوا عند الباب يوم لاحظوا تصنم مريم..

لؤي: علامج مريم..

لكن مريم كانت عيونها متركزة على جفون مسـاعد اللي ترتجف.. وكانها تطالب بالانفتاح.. وتنشد النور انه يتخللها.. وتمت مريم واقفة وهي تماسك قلب يرتجف بالدعاء.. وبكل ثانية محسوبة في هالوقت ... ترتجف الجفون اكثر.. ومن الجفت.. الى تحرك بالراس.. ومن تحرك بالراس.. الى ضرب خفيف من الانامل على شراشف السرير.. تعقدت حواجبه لفترة بسيطة ولكنه بسطها من جديد.. ولكن ظلت جفونه ترتجف عشان انها تنفتح.. ولؤي وجراح اللي نسووو المكان اللي هم فيه للحظة وبهدوء راحو لعند السرير وهم مو مصدقين..

لؤي بصوت معانق الاثارة: مريم..
مريم :اووووش.. لا تتكلم... خله على راحته.. (قربت روحها من اذنه وبصوت مرتجف)... مســــاعد... حبيبي يا اخوي..

وكاهي الحقيقة تسطع من سواد عينه.. واخيـرا.. تفتحت الابواب واستقبلت الساحات الجماهيـر الغفيـرة.. ولكنها مردها رمشت من صدمة النور اللي كان مخفي طول هالفتـرة..

مريم سكرت ثمها من شدة الفرحة وهي تذرف دمعه ساخنة ولؤي يلمها.. وجراح الثاني اللي فرح من قلب على هالشي كابد دمع وانحنى لمسـاعد..

جراح: حيا الله الغايبين.. يا مطولين الغيبة علينا..

فتح مسـاعد عيونه بكل هدوء من يديد وهو يناظر اللي حواليه.. كل شي كان ظبابي.. ويمكن غريب او غير مألوف.. ولكنه يوم لقى جراح في ويهه.. ابتسم في ويهه لسبب غير معروف.. يمكن انه شاف ويه فاتن عنده.. التفت لقى مريم اللي ما غاب حسها ابدا عن باله طول هالفتـرة.. واهداها شي يمكن كانت ما تطلبه طول هالثمانية شهور.. ابتسامة نقيـة وصافية مشوبه بالتعب والاذهان..

مريم وهي تشد على يد لؤي: روح ناد الدكتور.. خله يطمنا.. خله يشوف..
لؤي وهو مرتبك..: ان شاء الله..

راح لؤي وتبعه جراح من محل ما يا.. والتفت اخيـرا الى مريم لقاها تتجرى وتمسك يد اخوها وتقول له شي يقطع القلب..

مريم: لا تفج عينك وترد تسكرها..

مسـاعد وهو يحاول يهمس بشي..

مريم وهي تحك يده وكانها بارده: شفيك.. امر ياخوي..
مسـاعد وهو يقرب مريم منه:.. ماي.. ابي ماي..
مريم اللي احتارت تعطيه ولا ما تعطيه.. لكن لا.. تخلي الممرضة تعطيه احسن:.. خل الممرضة الحين بتييك وهي بتعطيك.. انا اخاف اعطيك واخنقك.. مافيني شدة توك راد لي..

ابتسم مساعد وكانه يبي يضحـك.. وتمت مريم تناظر في ويهه وهي تراقب صحوته تشتد اكثر واكثـر.. وما قدرت الا انها تستبرق نظرها بالدمع اللي تخالط بالحلاوة ماهي الملوحة من شدة الفرح اللي فيـها.. وراقبت ملامح مسـاعد الهزيـلة اللي كانت في يوم تحمل عظمـة وشدة في الشخصيـة.. مسـأعد كان صارية السفيـنة اللي اهي تظن انها محمولة عليها.. توازن بين المقدمة والمؤخرة.. سبحان الله.. وكانه صحى عشان يوقف اللي قاعد ينشن ضده وضد فاتن.. رب العالمين كريم يمهل ولا يهمل.. سبحانك يا رب..

يات الممرضة وياها الدكـتور بعيلة ولؤي وراهم.. جراح ظل واقف بره ينتظر منهم خبر حلو وهو يفكر بفاتن.. ومسرع ما يات على باله اختفت الابتسامة.. فاتن مثلها مثل مساعد.. غايبة عن الحياة .. عن حياتهم على الاقل على الرغم من انها على قيد الوعي.. لكن وينها؟؟ ولا ذرة غبار او هوى تبين خطاها ويقدر الواحد يتبعها ويلاقيها بعد هالغيبة..

اتصلت بذيج اللحظة غزلان على تلفونه.. ويوم لاحظ الرقم جاوب عليه وهو يتباعد عن المكان لحد ما وصـل الى غرفة الاستراحة بالطابق..

جراح بصـوت مكتـوم: هلا غزلان..
غزلان اللي بعدها يتملكها الخجل من جراح على اللي صار بيناتهم مرة في المـاضي.. : هلا جراح.. وينكم كاهو احد من ورشة الضابط عندنا يببي واحد منكم عشان الطلبية,,
جراح يناظر الساعة وهو خايب امله.. لازم اهو اللي يروح ويخلي لؤي ويا اخوه: انا بس الي بيي لؤي ما يقدر ايي
غزلان تظايقت شوي.. ما بيي لؤي؟؟ ليش يا ترى .. بس ما حبت كالعادة انها تبين اهتمامها: اوكي بس خلني اضبط لك كل شي.. وانت تعال وباشر..
ابتسم جراح: اوكي دقايق وانا بالدرب..
غزلان: مع السلامة
جراح : يسلمج..

توه بيروح جراح الا تذكر.. لازم على الاقل يخبـر لؤي انه بيروح وما يخليه جذي.. ولكن اذا دخل.. يمكن مسـاعد يسأله عن فاتن.. ويا فشلته لو ما كانت عنده اي اجوبة على الأسـألة.. فاحتار بامره.. وقرر انه يروح واللي فيها فيها..

توه بيلتفت الا مريم واقفة وراه عن قرب بسيط ولكن كان اقر ب بالنسبة له لدرجة انه انتفض من الصدمـة..

مريم وهي فاتحة عيـونها من نفضته: خيـر؟
جراح وهو يتحاشى ويهها حيا منها: خير بويهج..
مريم وهي تتفحص الأرض ومن بعدها عقدة اصابعها: ليش واقف برع.. ما خبرناك غريب يا جراح
جراح وهو يحاول يخفف الألم اللي اجتاحه من كلامها: لا بس كان عندي خط .. خبري لؤي اني بمشي الحين
مريم وهي تناظره بخيبة: ليش؟؟ تو الناس.. مسرع ما بتروح
جراح وهو ينبذ خيبتها من نفسـه : لا عندي شغل بالورشـة.. خبري لؤي .. يالله مع السلامة
مريم وهي تودعه بدمعها الي ذرف اول ما عطاها ظهره وراح عنها..: في امان الله....

وقفت لدقيقة مكانها وهي تحس بالذنب يكتسحها .. لشي اهي ما اذنبت فيـه.. ولكن عقاب جراح كان واضح من اسلوب معاملته.. يا هو عقاب.. او هذا جفاه صوبي لانه يبي يواصل حيـاته بعيـد عني.. مسحت دمعتها الحزينـة وردت مكانها الى الغـرفة..

توها بتدخل الا لؤي في ويهها: مريم... صبري .. (بهمسـ)
مريم وهي مستغربة: ليش شفيـك؟
لؤي وهو يطالع يمين ويسار وكانه يدور احد.: وينه جراح؟
مريم وهي تتذكر اللي نسته في لحظة: راح.. عنده شغل بالورشة.

طالعها لؤي بنظرة غير مفهومة.. وكانه انتبه لدمعها المخفي بعناية..

مريم وهي تحاول تتكلم بصورة اخف حزن:.. شفته وقال لي اوصل لك هالخبـر..
لؤي ابتسم لها ومرة وحدة تذكر شي.: صج.. لا تدخلين..
مريم وهي تناظر لؤي بشبه ضحكة: ليش ؟؟
لؤي وملامحه تكتسح بالجديـة: لان اخوج من بعد كلمة ماي.. قال وينها فاتن.. وانا بصراحة ما كان عندي جواب مقنع.. فقلت له بروح الحمام..

مريم وهي شوي تضحك على لؤي لكن اهم قاعدين يواجهون اللي كان لازم يستعدون له.. الاجوبــة.. اللي بعضها راح ما يعجب مسـاعد.. وبعضها راح يثوره.. لكن فوق كل هـذا.. حقيقة وضعه الجسدي الحيـن..

مريم وهي تفكر ويدها عند جبينها: الحين خلنا من سالفة فاتن... خلنا نفكر باللي صاب ريله!! لا نستعيل بردة فعله عن شي يمكن يكون اهون من شي ثاني
لؤي وهو يتكلم بثقة: صراحة لوتبين رايي.. ردة فعل مسـاعد عن اختفاء فاتن عن وجه الارض راح يكون اعظم من انه ......

سكت لؤي لان جسمه ارتعش من الاستهانة اللي مرت في قلبه على اللي صاب اخوه.. وياته صورة سريعة لو كان الحال معكوس وهو اللي كان طايح بلا قدم وساق.. وارتجفت اوصاله بمعنى الكلمة..

لؤي وهو يضم يدينه على صدره: اتراجع.. صراحة.. الله يعيننا من ردة فعله.. مادري ليش بس يمكن يتحطم..

ناظرت مريم لؤي لدقايق وهي تحاول تلاقي حل في هالشي.. ولكن ما قدرت .. تمت واقفة مكانها وهي تفكـر.. شالممكن؟؟ شنو الللي راح يخفف من وطأة الصدمة على مسـاعد في هالموضوع..؟؟ غير انهم كلهم...

مريم بسرعة في ويه لؤي: بسرعة روح البيت وييب وياك اللي هناك كلهم..
لؤي باستغراب: ليش حفلة ولا ادري..
مريم: لؤي اسمعـني ولا ترادد.. روح وهات اللي في البيت كلهم وخلنا كلنا نبين لمسـاعد اننا واقفين وياه بهالموقف.. ما نبيه يحس انه بروحه.. (وهي تفكر وعيونها هايمة في
مكان وحاجبها معقود) اصلا انا مادري شلوون فتح عيونه ولا خبرنه احد لحد هاللحظة,, (ترد للؤي) سو الي قلت لك عليه وانا اختك..
لؤي وهو ما يبي يروح يختلـق الاعذار: اصلا حتى لو ابي ما عندي سيارة
مريم: بلا عيارة سيارتي هني.. خذها وروح..
لؤي وهو يتأفاف: انا مو اخوج العود.. سمعي رغبتي ولا تجبريني..
مريم وهي تدفعه الى باب الغرفة: جدامي يالله اخوج العود.. ويا راسك هذا انا اختك الصغيرة سو اللي ابيه..
يلتفت لها لؤي: بس اختي الصغيرة اعطف عليج وانا اخوج العود وتتامريني.. انزين لا تدزين..

يوم دخلت مريم ولؤي كان مسـاعد تحت اختبارات بسيطة ويا الدكتـور.. مثل النظر.. والعد.. والأسـالة الشخصيـة.. وخلال هالاسـألة التفت مساعد الى مريم ولؤي وكانه يبيهم في سالفة او موضوع ولكنهم تجاهلوه وسحبت مريم جنطتها وطلعت ويا لؤي من الغرفة تحت عيـون مسـاعد اللي تلاحقهم بتشوش وعدم استقرار..

مريم برع الغرفة تسلم لؤي المفتاح: روح هات البيت كلهم.. نورة وريلها بعد خلهم ايوون.. وحتى ابوي دوره محل ما تلاقيـه.. لا تخلي احد ما تييبه..
لؤي: اله يهداج قبيلة سبارطه كلهم واحد مادري اثنين.. انتي بس لا تتداقلين وياه وخليه على راحته لا تجاوبينه ولا تجذبين عليه
مريم وهي متوجسة شر: مادري يا لؤي.. انا خايفة .. مساعد يحصل اللي يبيه.. لكن اللي اهو يبيه يمكن من اخر الاهتمامات اللي عليه يفكر بها.. فاتن بتنحل مشـكلتها.. اهم شي الحين انك اتييب البيت عشان نقول له الخبـر بكل هدوء..

راح لؤي وظلت مريم واقفة وهي تسحب نفس عميق وتدخل الغرفة.. ويشرد الى سمعها شي من اللي يقوله مسـاعد..

مساعد بصوت واهن وتعبان ولكن مسموع: مادري.. احس بخدر في الجزء التحتي من جسمي..

الدكتور يناظر مريم وهو عاقد حاجبينه.. ولاحظ على ويهها اشارة نفي .. يعني لا يخبـره بشي بعد..

الدكتور وهو يبتسم ويربت على جتف مسـاعد: معليه يا مساعد انت توك صاحي من الغيبوبة.. وبعض اجزاء جسمك يمكن ما تستعيد حسيتها الا بعد فترة لانك راقد اكثر من ثمان شهور.. يعني ماكو اي حركة او تفاعل فيها.. (يبتسم بحرارة) لا تعطي الهم.. خل اتكالك على رب العالمين وان شاء الله تلاقي خيـر.. (يلتفت لمريم) لكن صراحة انا اغبطك على هالاخت..


التفت لها مسـاعد بنظرة تعبانة وجفن مسود من الوهن.. ومريم تبتسم في ويـهه بهدوء ونقاء..


يكمل الدكتـور: اختك ما شاء الله عليها كانت من اكثر الناس اللي يمكن تقدر تشكـرهم.. احنا سوينا شغلنا الطبي.. واهي شغلها العائلي.. اكثر انسان يمكن تواجد معاك كانت اهي.. وبالليل حتى لو تروح يظـل خيالها يرعاااك..
ابتسم لها مسـاعد وبصوت هادئ ومجهد: اهي ملاكي الحافظ.!!
الدكتور: بالضبط.. guardian angel. يالله بو الشباب.. اخليك الحين.. وبرد لك بعد شوي.. _يكلم مريم_ لو سمحتي الشيخة تعالي معاي شوي..
مريم وهي تمسح دمعتها الخفيفة: ان شاء الله...


راحت عند مسـاعد ومسكت يده وهي تدفيها لانها كانت باردة شوي.. غطت جسمه عدل وحكمت الغطاء وهي عارفه ان عيونه عليها ...


طالعته بحنان: نور المكان.. بنور عيونك ياخوي
مسـاعد بابتسامة: بنورج يالملاك...


حاولت انها تتماسك عشان تطلع بهدوء.. وقدرت.. لمن وصلت لعند الباب ولقت الدكتور متجهم وشكله مختلف عن يوم داخل...


الدكتـور: ما حبيت اخبر اخوج عن سالفته.. عشــان ما اخليـه ينصدم.. توها الناس بس.. اهو مرده بيعرف..
مريم وهي تناظر الغرفة بخوف: ادري دكتور.. وانا خليت اخوي يروح واييب باجي هلي.. دكتـور.. (وهي تصفي حلجها ) شخباره اهو الحين؟
الدكتور وهو يرفع النظارة عن ويهه:.. والله اهو جسديا واهن وتعبان.. وفاقد اشياء وايد يعني.. بس مع العناية اللي بتعطونه اياه راح يكون قادر على الرجوع من يديد مثل ما كان.. كان رياضي اهو؟
مريم وهي تتذكر: بس سباحة.. كانت اكثر شي اهو يواصل عليـها..
الدكتـور:.. بسبب هالرياضة والانقطاع عنه سبب له ضمور بالعضلات.. وفوق هذا اهو فقد جزئين من جسـمه.. فلذا العملية راح تكون صعبة..
بلعت مريم ريجها بصعوبة:.. انزين دكتور.. وال... ال...اجزاء الصناعيــة.... موجودة..
الدكتور وهو يبتسم بتخفيف:.. اذا انتي ما كنتي قوية على هالسبب.. تظنين اخوج صاحب المشكلة بيكون؟؟؟ حاولي انج ما تعتبرينها اجزاء صناعية.. هذي الاشياء اهي اللي راح تخلي اخوج يوقف على طول مرة ثانيـة..
مريم وهي تتمنى المستحيل بهذي اللحظة بما يتعلق بأخوها..:.. انزين دكــتور.. انا اتمنى وجودك معانا وقت اللي بنخبره..
الدكـتور:.. انتي لا تحطين هم.. احنا بنعطيه مهدئات اليوم.. وبنخليه علىراحته.. يمكن يرقد من تلقاء نفسه ولا يحتاج الى منومات.. لان نومه اللي كان قبل مب طبيعي..


راح الدكتـور عن مريم اللي خانتها الشجاعة بهذيج اللحظة انها تدخل على اخوها مرة ثانية.. وتمت تروح وتيي جدام الغرفة والافكار لاعبة براسها يمين ويسار. تمنت وجود فاتن بشكل فظيع.. على الاقل الشي راح يخف اكثر عليـه.. او يمكن حتى العكس بس وجود فاتن مهم بهذي اللحظة..


بعد لحظات.. قررت انها تدخل واللي فيها فيـها.. بتحاول انها ما تعطيـه الي يبيه وتخليه يرتاح.. مع انه كان براحة طول هالفترة.. لكن راحة الواعي تختلف عن راحة اللي في الغيبوبة.. يوم فجت الباب.. لقت مسـاعد مسكر عيـونه ويده مستريحة على بطنه.. ولاول مرة .. جفنيه مهدلين براحة..


قعدت يمه وهي تناظر ويهه الناعم.. وتذكرت الايام الطويلة اللي غدرت بينهم بخدعها.. وشلون انهم طاحو في وسط لعبها.. الحمد لله رب العالمين.. لكن بعدها الصورة فاظية.. والايام بعدها تخون وتغدر فيـهم.. بغياب فاتن.. السلسلة تتم غير مكتملة.. الحلقة اللي تتشابك مع القفلة.. مختفية ولازم يلقونها عشان تتسكر السلسلة..


----------------------------------------


كان الصبـــح من اجمل حلاته بهذاك الصيـف البارد من نوعه لفاتن.. مع ان الناس كلها تتحرك بتململ بسبب الحرارة المزعومة.. الا انها اعتبرت الصيف في بوسطن من اجمل الفصول.. حتى انه يمكن فصـل يديد مختلف عن الفصول الاربعة.. وبما انه اليوم الاحد.. قررت انها تحمل لها سلة خفيفة من الاكل وتمضي في دربها طول الساحل وهي تتجول في ارجاء المكان.. على وعسـى تنسى او تتناسى من الاشياء اللي تجري في حياتها..


كانت الساعة سبع الصبـح.. تماما مثل الوقت اللي يمكن اهي ومسـاعد كانو بيطلعون فيه.. او يمكن قبله بدقايق.. للحين تتذكر الاوقات اللي كان يطلع فيها ويرد من بعدها على طول للحمام.. اوقات الرياضة اللي كان يقضيها.. يمكن يحـرق فيـها شي من التوتر اللي كان يسحقهم.. ابتسمت لنفسها.. يمكن احسن شي سوته اهي انها تقطع علاقتهم.. يمكن لا ردت الديرة تنفصل عنه نهائيا.. وتترك في نفسها بقايا الاحترام لذاتها.. وتكون مستقلة بنفسها.. وتلاقي اهي ومسـاعد الحياة اللي كل واحد منهم يتمناها.. ولو كانو الاثنين اهم منية بعض.. لكن في بعض الاشياء مهما كانت موافقة الا انها ما تتناسب.. لا الوقت ولا المكان يقبلهم..


في نفسها قالتها وهي تحس بحرقان بعينها:.. يمكن في حيـاة ثانية..


طلعت من المنطقة الي هي فيها.. ووقفت بالشارع تنتظر تاكسي يمـر عليها وتروح الى المكان اللي اهي تبيه.. لكن وهي واقفة سرعان ما تابعت مشيهاا.. لمن وصلت الى بـارك وسط منطقة تسوقيه.. شبه الخالية من الناس.. الا اهي .. وكانت الشمس بعدها توتعي بكسـل.. فرشت لها بسـاط.. .. وقفت شوي وهي تتمتع بالمكـان.. ابتسمت.. وقعدت على الأرض.. وهي تحكم شالها اللي على راسها بحيث ان ولا شعرة تطلع.. قعدت.. وهي تطلع من الجنطه اللي حاملتها الرواية الخفيفة اللي كانت تقراها.. العظيم قاتســبي كان اسمها .. مع ان القصة تحمل الخراب الثقافي والاخلاقيات المنحلة محايطة قصة حب نابعة من قلب رجل عظيم الى امراه ما تستحق جزء من هذي المشاعر لان الماديات طغت عليها.. فاستغربت فاتن.. هل يمكن لرجل بهالزمان انه يكون عاشق ومتفاني بحبه؟؟

تركت القصة ببرود وهي ترجع الى نقطة بدايتها ونهايتها.. مسـاعد.. كاهو مسـأعد عاش اكثر من 12 سنة وهو يحب عمتي عالية بحياتها وبموتها.. اذا كان هناك جاي قاتسبي.. فهني .. .بحياتي.. مساعد الدخيـلي..

كانت تطارد احلام وتخيلات مع مشـعل يوم كانت بعدها تظن ان الحب بالنظرات والهمس والاحلام والكلمات العذبة اللي ما يتكرر صداها الا بداخل القلب.. لكن ويا مسـاعد عرفت ان للحب تاريخ ومعاني وتجسيد..

فاتن وهي تبتسم بحرقة ما تدري لمتى بتظل فيها:..كنت انا اللي ارفض وجودك بحيـاتي.. والحين اتمنى لو اني بس كنت عالية.. عشان اكون هالجزء اللي لا يتجزأ منك..

---------------------------------------------------

غصــة الم عميـقة للقلب.. شفتين مرتصتين بعنف من شدة الخبر اللي وقع.. يا الله.. ما كو شي اعظم من هالشي .. ان ما كان على حد.. فهو عليه.. سكر عيونه بشده وهو يقبض على شراشف السرير بقهر وغضب عنيف.. دفع الدمع الحار من دفق عيونه الى زاوية عينه فالى عارضه.. ومريم تراقب كل هذا بحسرة وهي لاصقة في لؤي اللي كان شكله علامة من علامات حزن الدنيا..


ام مسـاعد كانت لامة روحها وهي تحاول انها تهدي نفسها وتشجع ولدها..


وبعد لحظات اشبه بالرحا وهي تدور وتحك كل المشاعر معاها نطقت شفاه مسـاعد بهمس حارق للحنجرة:.... مبتــورة؟؟؟؟؟؟؟ مبــــتورة.... يا الله... عفوك....
الدكتور وهو يهز راسه اسف بخفة ويحاول انه يشرح لمسـاعد اللي ما كان في هالدنيا.. : يا مسـاعد.. لازم تكون شاكر لله عز وجل ان الضرر ما اخذ حياتك.. اخذ اعضاء مهمة من حياتك لكن انت بتتعوض والعوض عند الله.. أذكر ربك واذكر مصايب غيرك تهون عليك مصيبتك..
مسـأعد وهو يفج عيونه بعجز عميـق يظهر لاول مرة بعيونه الجميلة اللي اكتسحت بحمرة الاحتراق اللي فيه:... مِشــــلول؟؟؟؟ معــــأق؟؟؟
الدكتــور وهو يخفف: مبتورة اعضاءك لكن مفاصلك سليمة ولله الحمد.. انت ما تعطل فيك وتلف اهي العضلات والاوردة.. وعشان اننا نوقف النزيف اضطرينا الى بتر الساق في اليسار.. والقدم في اليمين...


مســاعد تاوه وياليته ما تاوه لان من بعدها ناحت امه..


مريم وهي بدمعها عند الدكتور: بس يا دكتور.. يكفيه اللي فيه.. لا تزيد عليه..
الدكتور بعقلانيه: يا مريم بدل لا تبجين على اخوج لازم تيببين.. صراحة انا مادري شقول لكم.. بس يا مسـاعد .. هذا شي اشبه بالصفر بالنسبة لحادثك الخشن.. صج انها نتيجة مأساوية لكن انت بعدك تتنفس..
مســـاعد وهو يسكر عيونه بس بشكل اخف لكن الدمع ما جف من عينه:.. لا حول ولا قوة الا بالله
الدكتور وهو يمسك يده المشدودة: اي.. اي اذكر ربك يا خوي.. الدنيا بعدها بخيــر.. وبعدك على هالدنيا.. وهذي نعمة من ربك.. قول الحمد لله
مســاعد وهو يحاول يتخيل نفسه بلا ريل .. وكل ما تخيل تذوب مهجة من مهجاته:... الحم....الحمـــد للـــ لله.. الحمد لله ... الحمد لله


اخذ نفس عميق وغطى ويهه بيدينه وهو يمسح البلل اللي غطى ويهه بشكل بسيط.. مسح خشمه وهو يحاول يتناسى الحرارة العظيمة اللي اكتسحت ويهه من الصدمة.. حاول انه يتماسك بس ماقدر الا انه يلاقي فاتن بعيونه.. مرر نظره على الموجودين.. حتى مريم ما كانت تقدر انها ترضيه بوجودها.. اهي المهمة فليش اهي الوحيدة البعيدة.. ؟؟؟ ليش؟؟؟


مسـاعد بصوت هامس:.. ابي اكون بروحي....
الدكتور وهو يقترب منه: نعم؟؟
مســاعد وهو يسوي ملامحه ويتكلم بصوت مرتجف ولكن مسموع: ابي اكون بروحي.. خلوني لحالي.. ابي اكون بروحي...
ام مسـاعد: يمة لا تسكر الدنيا بويهك.. انت بعدك شباب..
مريم على طول استجابت لاخوها وحملت لؤي على انه يطلع وياها من الغرفة: يالله لؤي.. خلنا نطلع.. يمة .. خلينا نطلع..
ام مسـاعد تكلم ولدها وقلبها ذايب: يمة انت ثمن عمري اللي مابيه يروح.. لا تبعدني عنك يا وليدي..
ومساعد منهد حيله من اللي توه سمعه ما قدر انه يسمع كلام امه اكثر فحاول انه يبتسم بقتل الروح: يمة .. مافيني شي بس.. خليني بروحي واللي يسلمج.. وبناديج بعد شوي.. خليني بس....
ام مساعد: يمة اخليك وين اروح؟؟ وين اقط براسي..؟؟ يمة تدريبي روحي وولعي بك.. لا تبعدني عنك.. حملتك تسع شهور ما تظن اني اقدر احمل همك يا يمة العمر كله..


سكت مسـاعد وخارت قواه وسكر عيونه وهو يريح راسه وهد لنفسه العنان بانه يبجي... مايدري ليش قاعد يبجي.. ولاول مرة يبجي على خيبة امل بحيـاته.. مع انها مليانة بالخيبات.. لكن كلام امه كان من الالم الي خلاه يهد نصف اللي حاول يبنيه في هاللحظات من الصبر والهدوء.. ومريم اللي ما طاقت حال اخوها راحت لامها تونسها بالهداي..


مريم: يمة .. ولالي يسلم عمرج.. خليه بروحه.. لبي له هالشي.. خليه وانا بقعد وياج برع.. بننتظره لمن اهو ينادينا..
ام مسـاعد تناظر بنتها وتهمس لها بكره: كله من تحت راسها.. الله لا يوفجها محل ما حطت بريلها.. الله لا يوفجها اللي يابت لولدي السقم.. الله لا يوفجها... ويحر قلب امها عليها مثل ما حرت قلبي على ولدي..


من فظاعة كلمات ام مساعد مريم ابتعدت عنها وكانها واقفة يم كتلة من المشاعر السلبية وما تمنت بذيج اللحظة ان هالكتلة اللي كانت في يوم كلها حنان وبهاللحظة كتلة من القساوة انها تكون امها.. لمت يدينها مريم وضربت في اخوها اللي كان واقف وراها.. اللي هو الثاني حس ان امه نطقت بشي سام.. من جذي مريم تصلبت .. مسك مريم وحاول انه يطلعها وياه.. ولكن عيون مريم كانت باسف موجهه على امها اللي كانت لامه اختها الثانية ويا زوجها.. وكلها دقيقتين.. ويطلع الكل من الغرفة...


وساوس..؟؟ شياطين؟؟ عجز؟؟ قلة حيــلة... يمكن يكون كل شي.. ويمكن يكون ولا شي.. لرجل قبل لحظات من اللي يقدر يتذكرهم كان قادر على كل شي ومنها الوقوف.. ولكن الحيــن.. عاجز ومعاق ومشوه.. يالله.. في عقاب اكبر من هذا...؟؟


يمكن حتى اختفاء فاتن لحد هذي اللحظة وغياب اخبارها واسالته اللي تركوها بلا اجابات يعادل نصف هالمعاناة.... فتح عيونه وهو يحاول انه يرجع نفسه من الكابوس للي عاشه للتو؟؟ مو معقول.. انا .. اللي كنت في يوم... لا حول ولا قوة الا بالله.. لا حول ولا قوة الا بالله.. ظن انه مرتاح على السرير.. لكن ليش يحس بالتكبيل..؟؟ كل طرف وكل جهة مكبلة شي من مشاعره.. الغضب.. والقهر.. والحزن.. والاسى على حاله.. ماكو واحد مثلي بهالدنيا؟ وان جان في.. ماظن نفسي.. معاق.. معاق..


ظلت الكلمة تدور في باله مثل الطاحونة.. وبنفس الطريقة مرت الألام الا انها كانت تطحن شي بداخلها .. وفاتن؟؟ كل الاحقاد والغضب والعنف توجه صوبها.. وينج يا فاتن؟؟ لكن انتي شنو بحياتي لو ييت أسال نفسي صح.. انتي شنو بحياتي.. غير باب للألام والاحزان والجراح.. وجرح مفتوح ما يندمل.. مثلج مثل عمتج.. راحت وخلتني بعد ما كنت متيم لحد الجنون بها.. كل شي انا صرت عليه اليوم.. يرجع لها.. وييتي انتي.. وبكبر سني خليتيني مثل الطايش اللي عمره 16 سنة.. قد ما حبيتج.. ودي الحين لو اني اموتج على يديني...

بهمس قاتل وبعين دامعة نطق اسمها من بين قضبان عاجية:.. فاتن... فاتنـ ... فاتـــن..


------------------------------


مرت الايام.. والحال ما تغيــر.. الا برجوع مسـاعد الى الدنيا وتقهقر القوى الكبيـرة.. كان عاكف عن كل الانشطة.. وكان وجوده بالمستشفى تحت الاختبار فقط لا غير.. وهالاختبار بعده ما صار لانه يرفض رفض قاطع انه يلبس الاعضااء الاصطناعية ومريم ما قدرت انها تقعد معاه خمس دقايق على بعض... حتى لوقعدت.. ما راح تلاقي الا الصمت والهدوء والفراغ.. من بعد ما كان قمة في الحيوية والانشغال.. صار مساعد تمثال من العصور الحديثة..


ماقدرت انها تفتح معاه موضوع.. كل اللي تقدر تسويه لمن يلاقيها بعينه الابتسام اللي كان يجابلها بنظرات متسائلة.. لكن يرد يمسح ويهه بيدينه العريضتين ويذكر اسم الله في نعيم وكانه دوى قاتل للالام.. وهو مدمن عليه.. وكان اسم الله اهو اللجام الوحيد للقهر اللي يحاول يتغلغل فيه..


ولكن في يوم.. مرت الاحداث فيه بسـرعة الغيوم في نهار خريفي.. تعلن عن قدوم رياح وامطار.. من الدمع او من العواصف.. من الراحة او العذاب.. ولكن اللي فيها راح يكون الفيصـل لمعظم الامور..


بدى هاليوم في الورشة.. او بالاحرى المكتب الرئيسي لتجارة جراح ويا الشباب.. كان لؤي قاعد في المكتب وهو حامل قطعة خشب محفورة بعناية .. تعتبر كسامبل يقدمونه لنوع من انواع النجارة اللي يتخصصون فيها.. كان يناظر الضوء اللي يتخلل هذي الحفر الصغيرة.. كيف ان هالحفر على الرغم من صغرها الا ان يتخللها نووور وشعاع طويل يمتد الى الارض ويكسر الارض ويتخللها.. ابتسم لؤي بحزن.. وهو يحس كيف ان هالنور قاعد يضيع من حياتهم.. ما عادت ساكنة.. لا قبل ما يصحى مساعد ولا الحين.. ظن انه راح يرجع له اخوه من بعد وعيه لكن.. خسره اكثر واكثر.. لان وجود مساعد بهاللحظة يثير الاحزان اكثر من قبل.. فهو واعي.. ويسمع ويتنفس ومفتح عيونه.. لكن فكره مو في هالدنيا.. فكره في مكان ثاني.. في عجزه اللي للاسف الشديد خيب امال الكل .. كلهم ظنوا ان مساعد راح يقوم من هالمشكلة بقوة.. الا ان مساعد الاشبه بالصخرة اللي يركزون عليها.. بين لهم انه مجرد انسان.. عاطفي وحساس وله من عظيم المشاعر اللي يمكن تجمد الدم .. لانه بس عظيـم.. ولانه.. قليل الحظ..


دخل جراح اللي كان مشغول ومزحوم لان الاشغال بدت تكثر والظاهر انهم لازم يوظفون ناس اكثر.. لان غصون حامل وما تقدر تحظر معظم الايام.. دخل والقلم عند اذنه يسحبه ويروح عند مكتبه الا يتفاجآ بلوي اللي كان يظنه ما حظر الشغل..


جراح بصدمة: لؤي؟؟ هذا وانت هني؟؟ وينك والله ذبت انا اليوم الجوو حار وماقدرت اظل اكثر هناك بالورشة...
لؤي وهو يلوح بالخشبه بالضوء وكانها مضرب بيسبول:.. مالي خلق..
جراح وهو يكسر حاجبينه من التعب: ي.. وين لك خلق.. خلاص تعودت على الركادة.. وينها لؤية اللي كانت تشيل المكان على راسها.. راحت خلاص.. بحححححح.. يا بعد جبدي يا لؤيه
لؤي للي كانه استرد روح المرح اللي فيه..: انت تعرف شلون تردها.. شوية دلع.. وشوية دلال..
جراح وهو فاج عينه: استح على ويهك شزود دلع ودلال بعد وانت من ثمان شهور بس وجه ضاحك في المكان
لؤي يبتسم بحلاوة: بعد شتبي.. انا الصورة الحسنة اللي تحملها انت في المحل
جراح وهو يرسم على الورقة: الظاهر اني لازم احطك اعلان
لؤي وهو يتخذ وضعية تمثيليه:.. ورشتنا.. لاجمل الاثاث.. واكثره اناقة... صادقونا.. فصداقتنا.. ابدية.. هاهاهاهاي.


وطرقات على الباب ولؤي بعده في روح التمثيل..: تفضـــل.. يا صديقنا الابدي..


دخلت غزلان وهي عاقدة حاجبينها من الصوت الرخيم الي تسمعه.. ولاحظت لؤي قاعد على المكتب بوضعية غريبة بعض الشي.. وهو يناظرها اول بنظرة الوضعية لكن سرعان ما تحولت الى نظرة لؤي للي من يشوف غزلان.. تتعقد حواجبه وتعانق نظراته مراااار الى الارض..


بصوت هادئ: صباح الخير..
لؤي: مساء النور..
استغربت غزلان: لكنه صباح..
لؤي وهو يناظر الجهة الثانية: وانا ابيه مسـاء..
غزلان بصوت خافت: كيفك.. جراح.. يبيك واحد برع من وكاله الشماس..
جراح وهو يتنهد بعجز: بعد.. ولله رحموني ماقدر اطلع اكثر خست بالشمس..
غزلان بصدمة: عيل تبوني انا اطلع للريال..
هب على ريله لؤي: لا تروحين للرياييل ولا الدراهم.. خليني انا بروح له.. (يطالع جراح اللي مبتسم شوي) اي اي.. افرح.. خلاص.. يعني انا ماقدر اخذ اجازة من هالشغل.. يخترب كل شي على راسكم.. والله يايبكم وناسيكم ولا ادري... اممممف عليها من عيشه.. ويلي عليج يا رووحي..


طلع لؤي وجراح يضحك عليه وحتى غزلان اللي كانت هايمة في خفة ظله.. وجراح الي كان يضحك انتبه مرة ثانية لاوراقه وما حتى حس لوجود غزلان اللي واقفة الا بعد ما طالت وقفتها في الغرفة.. فرفع راسه وهو يناظرها.. كانت واقفة وهي تطالع المكان اللي طلع منه لؤي. واستغرب منها جراح .. فهذي طبعا مو اول مرة يشوف فيها بوادر الاهتمام من غزلان للؤي.. بس هذي المرة كانت جدامه.. ويمكن استغرابه كان ان غزلان ما هربت من المكان اللي اهو فيه.. فظل يطالعها وهو على وشك الابتسام..


انتبهت له غزلان وهي تحمل علامات ابتسام خفيفة على ويهها... : ردت الروح للمكان ..
جراح وهو يطالع الاوراق وهو يبتسم: الظاهر جذي.. (يناظرها بمكر) للمكان ول.. لنا كلنا..
تناظره غزلان بكل عفوية وتلاحظ نظراته الماكرة.. فرمت بنظراتها المليانة حيا على الارض: يعني اهو شريج .. وله مكانه الخاص وابداعه.. و... كلنا... نتمنى وجوده... و.... (وكان جبينها عرق) الجو حار اليوم..
جراح وهو يبتسم بملء ثمه وعيونه على الاوراق: اي.. الظاهر ان اليوم حرارته غير طبيعيه
غزلان اللي ميتة من الانحراج: صح.. على العموم.. انا بطلع الحين.. بروح مكتبي.. عندي وايد اشغال اسويها..
جراح وهو يناظرها بحنان اخوي: انا مـتأكد من هالشي..
غزلان بحياها تنسحب:.. اشوفك على خير..


طلعت من المكتب وهي تحس بالحرارة في ويهها من الاحراج اللي تصاعد فيها.. جراح ويا هالويه الغبي.. يبتسم.. وكانه اللي يفكر فيه صح.. انا ابدا مو معجبة بلؤي.. بس احيي روحه المرحة في المكان.. له طابع خاص.. اووووف الحين انا وين اودي ويههي عن جراح.. الله يلعن بليسه بسٍسسس..


------------------------------------------


خالد اللي رد البيت يعالج جرح صابه من الورشة قاعد والمكيف يضرب على ويهه ولكن ابد .. كل هالهوى اللطيف ما يأثر على هالجو الخانق والمقطر للعرق.. لف الجرح البسيط اللي في يده باحكام.. وتوجه للثلاجة او للمطبخ.. يمكن يلاقي خالته لمختفية لكن لاء.. ما لقى احد هناك الا الماي اللي يقطر من الحنفية..


طلع له عصيـر بارد يشربه وحمله وياه لعند الباب الوراني عشان يطلع من البيت ويرجع للورشة.. توه بيركب السيارة الا وحركه في بيت النهيـدي.. هذا البيت اللي اتسم بالسكون طول فترة جالت فيه حركة.. بانت في بال خالد انها يمكن ايماءة من خياله .. ترجع له شي من الحنين الي فيه... لكن لاء.. ظل واقف دقايق وهو يحاول انه يتلقى شي لكن ابد... وتوه يدخل السيارة مرة ثانية.. ظل قاعد فيها وهو يتنفس الصعداء من الذكريات اللي خاض فيها.. وناظر الدبلة اللي كان رابطها عند منظرة السيارة من جدام.. نفس الخاتم اللي عطاااه لسماء يوم اللي راحت.. رابطه في السيارة.. وكل ما يشوفه يذكر سماء.. ويذكر قلب سماء الكبير المعطاء.. وفوق كل هذا.. يذكر شوقه للسماء اللي من راحت.. راحت معاها كل الحماية وكل الحنان..


طرقات خفيفة على السيارة ولكن تجفل خالد بقوة.. كان عزيز.. اللي كل ما ايي له .. يزيد بالانفجار اللحمي.. لا بل الشحمي..


نزل له الجامة: بسم الله.. كل هذا ويه.. عنبو دارك خرعتني..
عزيز اللي صوته بدى يخشن:.. هاهاهاي.. مو ناقص الا صوت الانذار
خالد يشغل السيارة: انذار.. يابوك صفارة تكفي.. وقع لاقدام اللي يهز الاول والتالي
يدفع عبد العزيز خالد الي في السيارة: هي انت قاعد تتغشمر على من؟؟ عز ودلال هذا
خالد يقلد على ويه عبد العزيز: عز ودلال؟؟ عز ودلال يا جبل الشحووم.. ارحم روحك.. ارحم شباب يا ميووع الافريكان.. والله لو يقطونك للاسود يسون عليك عزيمة لشهووور
عبد العزيز يضرب خالد مرة ثانية: يووووز لااا..
خالد يناظره بحمق: لا تطق.. خاف علي من يدك..
عبد لعزيز يبتسم وويهه محمر من الحر:.. اقول.. قطني عند راعي البريد..
خالد: بعد بريد.. ارحم روحك يا عزيز البيت بدى يظيييج علينا بسبتك..
عزيز: انت اسكت وخذني لراعي البريد.. قبل لا ايوون ايمنوه والسبال الثاني
خالد: اركب.. لكن ها.. شوي شوي على السيت .. السيارة بعدها بقراطيسها..


يدخل عبد العزيز بقوة الى السيارة ويهزها شوي بوزنه الزائد.. وخالد يمسك على قلبه


خالد: هذا شوي شوي؟؟ قلبت السيارة بيت الهزاز؟؟
عبد العزيز يضحك: اقوووول جم الدخلة ؟؟
خالد: جب لا اشوتك الحين...


قالها خالد وعيونه على عبد العزيز.. وقبل لا يوجهها جدامه.. ردت الحركة في بيت النهيدي ولكن هالمرة الباب كان ينفتح.. وصار اللي ما توقعه خالد انه يصير اليوم... مشعل طلع من البيت وهو لابس ثياب صيفية خفيفة.. وقبل لا يتوجه الى الكاراج لاحظ السيارة الواقفة عند بيت بو جراح.. كانت سيارة خالد على ما يذكر الواقفة.. واللي أكد له هالشك.. كان خالد الي طلع من السيارة وهو واقف يطالعه..


حامت في ارجاء قلب خالد الامنيات.. غياب مشعل وتواجده يمكن اخيرا راح يرد اللون للسماء بحياة خالد.. ويمكن وراه وهو طالع بتطلع بعد سماء.. لكن لا.. مستحيل.. سماء ما ترد من غربتها وما تيينا.. احنا اولى بها من كل من.. يا ربي.. لا تخليها تكون موجودة... موجودة ومأجله ييتها لنا..


وقف مشـعل وكانه ينتظر شي.. مر في خاطره ومرت معاه خيوط من الذكريات.. واتسمت اولى مهاام مشعل اللي يا عشانها.. طلب المغفرة.. والصفح .. من اكثر الناس اللي تسبب بألمهم.. يمكن خالد كان لسبب في الم من آلام مشعل.. الا وهو العلاقة اللي انفسخت بينه وبين اخته في وقت من الاوقات.. لكن يتم جرح خالد اكبر.. ليش؟؟ ليش وسماء اهي اخت مشعل وشرفه في هالدنيا؟؟؟ هل للشرف اي علاقة؟؟ الشرف شي عظيم.. لكن جرح الحب.. والابتعاد غصب.. شي مؤلم.. جربه مشعل في سن صغيرة. وجربه يوم راحت عنه فاتن.. مع انها كانت بطواعيتها.. لكن كان يخثن القلب جراحا والام.. فما بال خالد اللي اكرهووا سماء على فراقه.. من اهو مشـعل الي يقدر يجمع ولا يفرق بين الناس.. الله سبحانه وتعالى اهو المفرق والموحد في هالدنيا.. مو بني ادم اللي يتحكم بمصائر ادميين ثانيين..


تحرك – لذا- مشعل بكل هدوء صـوب خالد.. وفي نصف الدرب وقف.. لان مناير ومساهر اللي ما فاتهم وجود مشعل في المكان.. وعلى وجود مناير المربك في الساحة تراجع مشعل وهو يسرع صوب السيارة ويركب فيها.. ويمشي من غير ما انه يلقي بال على احد.. ولا حتى مناير اللي هي الثانية اللي تجاهلت وجود مشعل في المكان بامتياز وتوجهت صوب البيت بعد ما فارقت مناير عند بيتهم...


وصلت لخالد اللي كان واقف عند باب السيارة..: شفيك واقف في هالشمس..
عبد العزيز من السيارة: حريتنا ياخي لابوه بريد هذا للي نبيه منك..
انتبه خالد: اسف.. اسف عزوز.. بس ماقدر اقطك
عزيز: شنو ما تقدر.. الا حذفه حصا.. قول ما تبي تخلص البترول يالبخيل.. والله انك بينت على حقيقتك..
مناير اللي تسائلت عن اللي ينتاب خالد : خالد شفيك؟؟ ليش واقف جذي بهالشمس؟
خالد يكلم مناير بارتجاف: سماء ردت صح؟؟ ردت ولا ياتنا صح؟؟ قلبي حاس.. حاس ان في شي قاعد يصير لكن....
مناير: اشفيك يا خالد.. سماء لا ردت ولا شي.. ولو ردت مستحيل ما اتيينا لهالحزة..
خالد وهو يركب السيارة: الناس تتغير على اهلها.. شلون على الاغراب.. كل شي يتغير.. كل شي..


ركب الموتور خالد وتحرك من المكان وهو يحس بانهيار فيه.. خوفه وقلقه لا مبرر له . يعني شلون طرى على باله ان سماء ترد وما تمر عليهم قبل.. صدق ان الظنون تخيب بالناس.. وظنون خالد مخيبة لسماء.. للي يمكن لو درت.. عادي انها تطير نص عقله بالصراخ.. فابتسم خالد.. وقال في باله.. يا ترى يا سماء. انتي بعدج ما انتي؟؟ تغيرتي ولا لاء؟؟ غيرتج الايام على القلب اللي عمره ما تغير عليج الا زاد فيج؟؟؟

------------------------------------------

مريم اللي كانت كالعادة من هذا الوقت قاعدة في دار اخوها وهي ساكتة.. تناظر الفراغ اللي يحايط الجدار وهي تنتظر حركة من اخوها.. ولا شي يبين انه مستعد لخطوة يديدة.. لكن لاء.. فهو مشغول من جم يوم على تأدية ما فاته من الصلاة.. وكان دؤوب على هالشي.. يصلي صلواته القضاء اللي مر بهم في الغيبوبة.. ومن شدة حرصه على هالشي.. اهو جريب على انهاء هالشي.. لكن شي في قسمات ويهه بجانب التجلد اللي يحاول انه يمسك ملامحه به.. شي من القساوة.. وشي من التفكير.. او التهديد يمكن.. مريم تعرف لمسـاعد وخبرت ملامحه كلها وهي تراقبها طول حياتها.. اهو ما يمر بهالحالة الا لمن شي يدور في باله وهو يحاول انه يلاقي حل له..

لكن وين السبيل انها تمتلك شي من كلامه؟؟ وهو ما يفتح ثمه الا بذكر الله ولا لين شرب شي او اكل .. الحالة صعبة وياك يا مساعد وانت ابد ما تمد العون لنا.. هل كونك معاق شي يعيق مخك بعد؟؟ ما هقيتك جذي يا خوي .. والله ما هقيتك جذي...


كان مساعد منهي احد الفروض للي فاتته يوم انتبه لمريم اللي سرحانه في الدريشة... كان نور الشمس يعاين ملامحها بعناية فبانت سمرتها وعيونها اللي صارت شبه الشفافه وهي تراقب ضوء الشمس اللي يخبو... فحس بالفقدان اللي تمر فيه مريم.. وحس لوحدتها من الكبر اللي مغطي كل انحائها.. فلانت قسمات مساعد ونزل عيـونه.. وهو يفكر بذيج البنت.. صاحبه العيون الشفافة والنظرات المتسائلة.. فاتن... طيف من اجمل الاطياف اللي يمكن تمر في بال احد.. ولا مخيلة الشاعر تقدر انها تستوعب مثل هذاك الطيف.. اللي الظاهر انه ضايع.. ولا احد يدري عنه..

رفع عيونه بصمت لويه مريم.. ونطق الصوت:... عيل محد يدري اهي وين..؟؟
انتبهت له مريم بهدوء ولكن العجب كان في نظراتها:.. من؟؟؟؟


من هدوء ويهه ووضح الاسم بعيونه عرفت.. ونزلت عيونها بالخيبة..


مريم: لا.. محد فينا يدري اهي وين.. حتى اهلها... انتقلت .. من الشقة اللي كانت فيها لمكان ثاني.. وكل اللي يلاقونه منها اهي مكالمات...

تكور ثم مساعد بصمت.. ولكن قبضه يده كل ما يا لها تشتد في ثبانه.. وهو يفكر باستقلالية فاتن اللي تجلب الشياطين في باله!!


مسـاعد: يعني محد يدري اهي وين؟؟ ولا حتى اهلها؟؟؟ (يناظر مريم) متاكدة ان .... ام جراح ما تدري؟؟؟
مريم: لا ولله ما تدري.. كل مرة يتسنى لي اروح ازورها.. واهي على نفس الحال.. مريضة على غياب فاتن... والكل زعلان عليها... حتى ان جراح راح وراها لكن.. ما لقى لها اثر...
مسـاعد وهو يناظر جدام : ما درى وين يدورها.. فاتن مو بهذاك الغموض اللي ما تنعرف امكنتها..
مريم: بس ... اهي تغيرت مساعد!!
مساعد وهو يكبت صرخة في نفسه: تغيرت؟؟ يمكن... او يمكن زادت.. في غبائها..
مريم وهي تبلع ريجها من كلام مساعد...: بس ماظنها.. تعرف.....
مسـاعد ينتبه لها: تعرف عن شنو؟؟؟؟ (ناظر روحه بسخرية) عني انا؟؟ صدقيني.. لو ابي اخليها تعرف.. لكن الظاهر ان حتى اهلها كانو اذكياء.. (بنبرة ألم) او يمكن اهي ما حاولت انها تعرف.... ال... جاحدة..


سكرت مريم ثمها بقسـوة وهي تكبت دفاع في قلبها على فاتن... حبيبة قلبها وصديقة عمرها اللي ما يضاهي غلاها حتى اخوها الكبيـر.. لكن احتراما لمشاعر مساعد تمت مريم ساكتة.. وهي تترجى رب العالمين من خفة الموقف..


مساعد وهو يناظر مريم بحذر: اقدر الاقيها مريم... لو ابي.. واقوم... اروح لمحل ما اهي فيه.. والاقيها واطلعها من جحرها اللي متخبية فيه...(يناظر للفراغ اللي جدامه) لو بس الظروف كانت ثانية.. لو بس كانت لي...... (الاسف كسى عيونه) لو بس... ارد مســـاعد.... لو...

الطاولة اللي جدامه نالت العقاب ... من عصيبته والهيجان اللي مر فيه رمى باللي عليهها على الارض.. وتم يرتجف مكانه والدم متجمع في ويهه مثل كتلة اللهب واللافا.. ومريم اللي من طاحت الاغراض انتفضت من مكانها.. وكان غضب مساعد بيرتد عليها اهي بعد...


مسـاعد: لكن.... انا اللي راح اردج يا فاتن... انا اللي راح.. ارد مخج لج.. وان كان هالشي يعني ... خسارتي لاحترامي لنفسي.. بردج للمرة الاخيــرة.. عشان تكووونين انتي اللي تظلين... وانا اللي اروح.... اروح يا فاتن... اروح .. وللابد...


وقفت مريم وهي ماسكة ثمها من الصدمة.. مساعد ما عاد اهو نفسه.. حنقه على اللي صابه وكل اللي يمر فيه انصب على فاتن مثل ما توقعت.. مو لانه يلومها على اللي صابه.. لكن على عدم تواجدها.. وقله اهتمامها .. وانانيتها.. والله العالم باللي راح تواجهه فاتن.. لان ان صمم مساعد على هالشي .. انه يقوم مرة ثانيةز. راح تكون مجبرة على المواجهة معاه.. وما راح يكون الشي هادئ...


طلعت مريم من الدار من بعد ما سكر مساعد عيونه وهدأت أعصابه.. لمت جنطتها الى حظنها واهي تمشي.. وتحس بقرب نهاية الاشياء.. صحوة مساعد اشبه بالبركان الثائر.. الي بلهيبه راح يحرق كل شي واقع تحت خط الانتباه... كل شي راح يكون مكشوف.. كل الاوراق ملعوبة.. وما بقت الا اوراق فاتن.. اللي محد بيكشفها.. غيرمســاعد نفسه...


حست مريم بالاختناق.. لان عيون مسـاعد كانت لاول مرة خالية من النظرات اللي تجلب اللمعة لا ذكر فاتن.. كان فيها شي.. شي من الوحشية والجماح.. اللي يمثله حيوان بري.. مساعد ما عاد يتمتع بالحب اللي كان يكنه لفاتن.. كل شي ضاع في غيبوبته وصحوته الأليمة.. وما ينلام.. ما ينلام مساعد...

شلي ينتظرج يا فاتن –قالت مريم في قلبها- شلي ينتظرج من ريال تمنى وجودج في لحظه ضعفه.. وما كنتي موجودة عشانه.. رجل ضحى باشياء عشانج.. وانتي ما كنتي قادرة انج تتناسين مشاعرج ولا احاسيسج والتفكير فيه لدقايق واهو اللي مضى عليج واهو عارف باللي يتملكج.. يمكن هذا انتقامج الللا حسي يا صديقتي الغالية.. يمكن هذي نهاية البراءة اللي كنتي تتمتعين بها انتي ومسـاعد على الرغم من كل شي... يمكن هذا هو نهاية ايماني بالحب.. وان المحبين لهم نهاية سعيدة... مو كل شي له النهاية السعيدة.. مثل ما ان الاحلام مو لازم تتحقق بهالزمن.. والا الاحلام اللي تكون مجانية.. لا تحققت .. يندفع هالثمن الغالي.. والمليئ بالاحزان والآهات.. اذا الحب جذي.. فليش الناس يحبون؟؟؟ ليش ؟؟!!!!



الجزء الثالث والثلاثين
الفصل الأول
------------
ليلة هادئة مرت على العائلة كلن في مضاجعه.. وبيت بو جراح هادئ من الاصوات الا حس التلفزيون الخفيف وام جراح ما كانت موجودة مع اولادها حيث انها لازم تكون.. كانت في الحديقة اللي صارت ملجأ لها.. تزرع فيه اشكال متنوعة من النباتات وبقدرة الخالق تمنيها وتكبرها.. وتصير من افضل الزرعات واكثرها عناية.. يمكن جذي اهي زرعت جذور حياتها.. لكن بابتعاد الكل عنها ظاقت الدنيا حواليها.. وقلة الاخبار او انقطاعها يجلب الكدر في قلبها..


سماء وفاتن.. لو تدري اهي وينهم.. جان تردهم من محل ما اهم فيه.. الثنتين يمكن في مكاان واحد والثنتين بضياع.. وحدة غصبن عليها والثانية برضاها.. لكن يتم غصبن عليها.. جرح فاتن سببه المحبة وجرح سماء عدوين محبتها الطاهرة..

تخلل صمت الليل رنين بالتلفون الي وصل الى قلب ام جراح.. فتركت اللي بيدها وهي تدخل الصالة من الباب المؤدي لها.. ومناير كانت رافعة السماعة بشغف واشتياق وكانها تدري من اللي متصل..


مناير بحماس:.. الووو؟؟؟ (تهلل ويهها بابتسامة مشرقة) فـــتووووووووون.؟؟ حبيبتي فتووون شخباااارج ولهت عليج موووت
فاتن من طرف ثاني تبتسم والدمعة بعينها: هلا فيج منووور انه الحمد لله ابخير.. انتي شخبارج؟؟ وشلونها امي؟؟؟ والبيت شخبارهم؟
مناير: الحمد لله كلنا بخير. (تناظر امها اللي واقفة عندها ) كاهي امي عندي اعطيج اياها..
اخذت ام جراح السماعة بكل لهفة وهي واقفة بارتجاف: فتوون؟؟ يا بعد عمري يا فاتن انتي وينج؟؟
فاتن وهي تبتسم من كل قلبها: انا في قلبج يا يمة.. ليش انتي ما تخبرين هالشي
ام جراح اللي بدت ملامح الزعل تبين عليها: يمة.. ردي لي يا فاتن.. رديلي يا فاتن وصدقيني ولا اسى ولا اذى بيي صوبج.. يمة رديلي وريحيلي قلبي وبالي..
فاتن وهي تلف سلك السماعة على صبـعها بتوتر: يمة.. عندي دراسة... وشتركت في مدرسة صيفية.. مابقدر اي....
ام جراح باسى بليغ: فاتن اهون عليج؟؟ اهون عليج وانا امج.. ردي يا فاتن ولا تهربين.. الهرب ما بيوصلج لمكان.. يا حبيبتي.. انا امج وادرى الناس عنج.. وادري فيج انج ظايعة اكثر من ما انتي تتمنين.. ردي لي من غربتج
فاتن وصوتها بايح:.. يمة... شلونها مريم؟؟؟ وحشتني بالحيل.. من زمان ما سمعت عنها ولا خبـر..


ام جراح اللي نست خبر مسـاعدللحظة تذكرته.. ولكن تذكرت بعد ان فاتن ما تدري ولا تخبر شي من اللي صابه.. يمكن الي بتعرفه عن مساعد اهو اللي بيردها..


ام جراح: فاتن.. مريم محتاجه لج.. وهم زوجج محتاج لج.. ي فاتن انتي ما تدرين شلي صار من بعد غيابج.. ما سمحتيلنا والوقت بعد ما سمح
فاتن اللي من سمعت كلمه زوجج قررت انها تنهي المكالمة: يمة التكلفة كملت.. القاج على خير يمة.. مع السلامة يمة.... (بدمع مغلوب) احبج يمة


ام جراح اللي توها بتتكلم وانقطعت المكالمة في ويهها...


وهي تلم السماعة لقلبها ودمعتها جارية: وانا بعد احبج يا يمة.... احبج....


مسحت دمعتها.. وسكرت السمـاعة.. وقفت شوي في الصالة وهي متخصرة بألم.. شاللي قاعد يصير في حياتها وحياة اولادها.. ليش كل هذا يمر.. وكل هذا يحصل من غير اي شي مانع او موقف.. كل هذا بسبب غيابك يابو جراح؟؟ كل هذا بسبب غيابك يا عبداللة.. يمكن كنت حنونة.. ويمكن كنت اوفي كل شي.. لكن فاتن..

نزل جراح اللي شعره مبلل وهو حامل فوطة.. يناظر مناير اللي واقفة وهي متكتفة ومزاجها مكدر وامه اللي عند مدخل البيت.. وهي تتحرك ببطئ.. فاستفهم ان الموضوع فيه شي..

جراح راح لعند امه وهو يقط الفوطة عند الدري:.. يمة.. علامج؟؟ فيج شي؟؟


سكتت ام جراح وناظر مناير اللي كانت تراقبه وهي عاقدة حاجبينه..

جراح: علامج مناير؟؟ شفيها امي؟؟
مناير: فاتن دقت... وامي توها بتقول لها ..... وما صار وقت..
جراح: شلون ما صار وقت؟؟
مناير: فاتن سكرت لسكة..


سكت جراح وهو ينفذ الغضب من نفسه.. فاتن مصختها.. والحين زاد القدر عن حده..ومحد قاعد يردعها واهي مو لاقية اللي يوقفها عند حدها..


جراح: فاتن لازم توقف عند حدها.. لمتى بتتصرف بمثل هالتصرفات؟؟
ام جراح: قلبها محترق يا وليدي..
جراح بدت اعصابه تثور: اي قلب هذا يا يمة.. عشان قلب واحد امية وستين الف قلب يعاني لها؟؟ شهالانانية وشهالقلة احترام واهتمام منها.. وينها فاتن اللي كنا كلنا نعرفها.. اللي كانت تقط همومها وتلقف هموم غيرها.. فاتن اللي شالتنا كلنا في راحة يدها يوم مات ابوي وظلت اهي المنتحبة.؟؟ غلطنا يعني.. غلطنا يا يمة يوم اللي بغينا فيه سترها ومصلحتها؟؟ غلطنا يوم اللي فكرنا انها لازم تتعوض باحسن من اللي عطتنا مع ان اللي سوته ماله مقياس..
ام جراح وهي تبجي: مادري يا جراح.. مادري ليش احس اني.... ما وفيت لفاتن كفاية.. اننا قطينا عليها كل شي.. لمن ضاعت وهربت .. وما فكرت انها تقط هم من همومها علينا..
جراح: انتي غلطانة يمة لو فكرتي جذي.. فاتن قطت همومها وهم ريال براسنا ولاهي ماعطتنا المجال اننا نصلح الغلط.. يعني هذا عمل يرضى به الله ولا رسوله؟؟ تروح وتضيع روحها بهالغربة.. احنا خذناها هناك صلاح.. قلبت لشي الى فوضى وميهل.. يمة.. احنا بشنو غلطنا؟؟ بشنـو؟؟


سكتت ام جراح اللي وقفت بكل عجز وهي تراقب رخام الارض.. وجراح اللي سحب مفاتيح السيارة وطلع من لبيت.. مناير ظلت واقفة مكانها وعبد العزيز استوى في قعدته بالصالة وهو يناظر الكل باسف..

ساد الصمت في المكان وعمقت الامسية بغلاف من الحزن ومن صوت جراح اللي رن في كل ارجاء المكان.. لوم وعتاب وقهر موجه الى اخته.. لكن وينها اهي عشان يبري فيها الذمة؟؟ اختفت وما تعطي احد المجال او الفرصة انه يتابعها...

-------------------------------------

الساعة تسعة بالمستشفى وما بقى لمسـاعد الا جم يوم ويطلع من هناك الى البيت.. والى الدنيا ولكن بشنو؟؟ خيارين لا ثالث عنهم.. يا الاطراف الصناعية.. او الكرسي المدولب.. كلا الخيارين يعبران عن العجز اللي اهو فيه.. بعده متعلق بخيـط امل او انجاز او حتى يمكن معجزة.. انه مو معاق مثل ما تصور.. حتى انه من شدة هالشي ما فج الغطا عن ريله للحين.. ولا يمكن يكشفه.. بس بعد جم يوم لا طلع.. بيكون مضطر انه يواجه الاجزاء المبتورة..

سالت دمعة حزينة من عينه وهو منكسر الملامح.. صعدت شهقة من صدره الى حنجرته بالم واضح.. وما كان معاه احد يتعزى بعزاه.. وحس مساعد انه مطلق الصراح مع انه مكبل بالاعاقة هذي.. فارخى العنان لدموعه.. وبكى مثل الصبي الصغيـر.. واجه الخوف اللي يعتري نفسه بكل شجاعة وبدى يبجي وينوح في بجيـه.. وفي كل دمعة نداء الى فاتن.. لمن وصل اسمها الى مسامعه

مسـاعد: وينج؟؟ فاتن؟؟ محتاجلج... وينج؟؟؟ فاتن... (اشتدت قبضته وهو ساند راسه بها) .. فاتـــن... فاتـــــن....


سكت الاسم من التردد.. لان لا حياة لمن تنادي.. فاتن مو موجودة.. كل شي موجود .. الا خيالها او ظلها او حتى شي يدل على انها تعيش على هالدنيا.. غاب عن الدنيا فترة ورجع.. وفاتن بعدها غايبة عن عينه.. لكن كل هذا ينقلب ضدج يا فاتن.. كل شي وكل احساس خليتيه يمر فيه بيرجع لج.. بتتمنين لو انج ما فكرتي بهالطريقة وتتمنين لو انج تراجعتي باخر اللحظات عن اللي سويتيه.. بتترجين يا فاتن.. بتترجين العفووو وما بتقلينه؟؟ بتترجعين رجعة قلبه ودقته باسمج.. وتفانيه ووجوده...


مسـاعد: كل لحظة يا فاتن.. راح تدفعين ثمنها غالي.. حبيتج .. وبعتي محبتي بالتراب.. حبيتج وانا اللي ما كنت ابيج... وبعتي المحبة بابخس الاثمان.. بشوفج شلون بعدين بتلاقين نفسج.. ادري انج ضايعة الحين.. لكن صدقيني.. مقارنة باللي بيصير معاج.. بتتمنين لو انج ما انوجدتي بهالدنيا...

هدأ القليل من انين مسـاعد.. ولكن شهقات البكاء المرير الي مر فيه تحول الى سكون مفاجئ.. حس بالحرارة في شفتيه وحاول انه يبرده.. شرب من الماي اللي صبته له مريم قبل لا تطلع.. ويم القلاص. شاف الجهاز اللي يقدر ينادي فيه الممرضة..


ربط اكثر الاشياء في باله باللحظة اللي اهو فيـها!! اذا بغى يقوم ويدور على فاتن ويلقاها.. راح يسهل هالعملية وايد لو انه كان يمشي.. صحيح ان الاطراف صناعية ومو مثل خلق الله .. لكنها بتوفي بالشي.. اهو ما راح يقبل انه يكون على جهاز متحرك.. الاطراف اهي اشد حل... واحسن حل...


لكن... هل راح اكون قادر اني امر بهالشي؟؟ هل راح اكون شجاع بمافيه الكفاية اني امسك الاطراف .. لوا اني اناظرها؟؟ يالله.. يالله عفوك ورضاك.. يالله حليني من قوتك.. خلني اكون قدها يا رب.. خلني استجمع شجاعتي بفضلك يارب..

وبلحظة من الهدوء النفسي.. ضغط مساعد على الجهاز في وقت الي بغى انه يكون بعيد عنه.. ولكن كانت هذي اولى خطوات الشجاعة اللي اهو لازم يتحلى به.. والا فاتن ما راح ترجع.. والا اهو ما راح يرجع مساعد.. مستحيل يرجع مساعد القبلي.. لكن بيكون هذا شي من الاستعادة لنفسه.. مستحيل يقبل بالكرسي.. والاطراف اهي الحل الصحيح..

يات له الممـرضة بكل مثابرة وهي حاملة صينية عليها ادوية:.. في الوقت المحـدد.. توني بييب لك الادوية اللي تحتاجها.. خير فيك شي؟؟


سكت مسـاعد.. وحط يده على اللحية الي نابته في خده بنعومة.. تم يحبس الارتجاف اللي في نفسه ويحاول انه يتفوه باللي يبي يقوله والي طلب الممرضة علشانه.. لكن ماقدر.. فرفع عيونه للممرضة بضياع تام وعيون مشحونة بالتساؤلات وشفاه منفرجة بكلام محبوس..

تقربت منه الممرضة : علامك؟؟؟ تبي شي؟؟ محتاج شي؟؟
وهو يطالع ويهها باستغراب: الدكتور... للي يعالجني... مسفــر.. موجود؟؟
الممرضة بابتسام: اي اهو موجود.. عنده مناوبة ليلية اليوم لحظك .. ليش؟؟ تبيه؟؟
نفس عميـق استجلبه مسـاعد من قلبه.. وتكلم: .. ابي اكلمه عن.. الاطراف اللي... اللي بتساعـدني..
الممرضة وهي تناوله الدوى: انت اكل هذول.. وانا اروح اكلمه لك.. عن اذنك..

سلمته الكوب البلاستيكي اللي بداخله الحبوب.. وطلعت وهي حاملة اللي كان بيدها.. وتم مساعد واقف مكانه مو مصدق انه قام بهالخطـوة.. صج انها مبعثة للالام في نفسه بس.. تغلبت على الألم لحظة من الفرح الخفيف... فرح ليش انه اتخذ خطوة قوية مثل هذي..

لكن التوتر بعده في نفسه.. عمره ما شاف اطراف صناعية وعمره ما شاف احد يلبسـها.. لكن اهو الحين – لكونه جديد في هالوضع- راح يختبر كل هالامور.. تجارب يديدة.. محملة بالألم.. ويمكن بعد بالتجدد. او شخصية او هوية يديدة.. لكن كل هذا ما يعني الا شي واحد.... شي واحد اهو يمكن الاهم بحياتها..


بصوت هادئ مثل بحر مظلم ما تطل عليه لا نجمه ولا ضوء القمر الهادئ: كل خطوة... ادوس فيها على قلبي... واوصل لج ... اوصلج لج يا فاتن.. واخذ حقي منج...


------------------------------------------

جراح اللي وصل للمكتب وهو متظايق بالحيل من اللي يصير.. مر اكثر من مرة على بيت مريم.. يمكن بخياله المراهق بيقدر انه يلاقيها عند غرفتها مثل ايام قبل.. لكن النور كان مطفى ومريم ما عادت موجودة.. اصلا مريم اختفت من الدنيا من بعد ما اختفت فاتن..

كله بسببج يا فاتن.. انتي ضيعتي مني الحلم اللي كنت اشقى واتعب عليه.. والظاهر ان الشي كل ما مر عليه من الوقت.. يعتق ويصدى وتضيــع الدروب له.. ونور مريم ما بيوصل لدربي اهتديبه.. ومريم ما بترجع لي.. وكله بسببج يا فاتن.. كله بسببج..

نوبة جراح في البيت كانت بدافع فاتن.. اللي رغم محبته الكبيـرة لها .. الا انها فقدته اعز ما يملك من بعد عايلته.. حلمه بالارتباط بمريم. هالبنت اللي تغلغلت فيه وحاول بالغالي انه يبعدها عن فكره .. لكن كل ما ابعدها كل ما قربت منه اكثر..


ولع النور في غرفة المكتب وتفاجأ يوم لقى خالد نايم على الكرسي اللي داخل والمكيف مسكـر بس الدريشة مفتوحة.. وكان باين عليه انه تعبان وحران لكن النومة ماكله ملامحه .. سحب جراح بطانية من تحت الكرسي ولحف بها خالد وشغل المكيف الهادئ..


قعد على كرسي المكتب وهو يتمتم شي في باله: الظاهر ان مو بس انا اللي ظايقة علي الوسيعة يا ولد خالتي.. الله يعينك ويعيننا كلنا على بلوانا..

مر الوقت وجراح يراقب كل شق وكل حركة وكل تواجد بالغرفة.. وهو سابح في فكره وخياله اللي يتمنى لو انه يوصله لفاتن.. تخيلها في هذي اللحظة.. شلابسه ولا شلون شكلها ولا شقاعدة تسوي.. فما قدر الا انه يحط في باله صورة مكان فارغ.. وفاتن قاعدة في زاوية.. وويهها يكسـوه اللاشيئ.. فتعوذ من بليس من هذي الفكرة لانه لو مهما كان غضبه على اخته فما يتمنى لها الا كل السعادة... ويمكن حتى لو كانت على حساب سعادة الكل.. لكن لا فاتن لاقية السعادة ولا احد من عايلتهم..

مســـك جراح القلم اللي كان على الطاولة.. وبدى يشخبط على دفتر الملاحظات اللي كان مفتووح على صفحة بتاريخ ولكن من غير اي شي في باطنها..

"" كل منا.. ينتظر لحظة سعادة..
من شفاه طفل؟؟ ام من اضحوكة عاشقة..
نستغيــث فما من معيـن؟؟ الا الاحزان اللي تهب بايدي المعاونة..
كفي يا احزانا.. واختفي.. لا تعودي لمقابعك.. سئمناك يا احزان.. فانقشعي بغيومك..
كم اشتقت للشمـس.. التي اختفت.. فلم تعد منذ مغيبها قبل عام..
اختفت.. ولم تعد الدنيا بمثل ما كانت عليه..
ازمة الماضي.. وصراع القلوب يتأجج بنار كاوية.. تلهبنا وتلهب ما بقي منا من مشـاعر..
اضحوووكة عاشقة.. ام ضحكة طفل..
قد ترجع ما فقدناه يوما في برد شتاء مظلم..
فما هي احوالك يا احزان..
انتشلت منا الشتاء بظلمك وبردك.. وكرهتنا بصيفك الملتهب الحار..
لحظة سعادة.. او موعدن.. لا لقيا به ولا اجيــج..
ولي يا احزان.. ولي.. وان كنتي معنا منذ مولدنا.. فقد سأمناك..
لا اعرف عن العالم حقا.. ولكن عني.. فبلي.. سأمتك يا احزاني.. سئمتك.. ""

ابتسم .. يوم لقى النتيجة الاخيرة من هالخربشة.. مع انها بلا معنى او وجود.. الا انها شي من اللي يمر بداخله.. فشخط بالقلم ثلاث خطوط تحت اسمه بطريقة فنية.. وسكر الدفتر.. الا وخالد ينتبه لوجوده بسبب الضوء للي كان طالع من المكتب..


خالد: جراح؟؟؟؟؟؟ انت هني؟؟؟؟ هذا انت ولا ملاك الموت؟؟؟
جراح: لا .. ملاك الموت... ياليته ملاك الموت..
خالد وهو يحك ويهه بالمخدة:.. اسكت.. من الحر ياخوك حلمت بكل شي.. حتى بام حمار..
جراح: هههههه.. قلعتك.. من قال لك تنام بالحر.. كاره روحك
خالد وهو يتوقظ من النوم اخيـرا ولكن مسـكر عيونه.. تنهد وتكلم: ما تدري يا جراح شلي يابني هني.. مع ا ني ما سويت شي يتعبني.. الا مرة وحدة هموم الدنيا كلها انقطت فوق راسي وماقدرت وما عرفت درب الا هني..


ابتسم جراح بخفة.. وما يدري ليش في لحظة بسيطة كل همومه بدت بلا سبب او داعي يوم سمع الكلام من خالد.. لان خالد اهو كوكب وفلك الاحزان المتواجد فيما بينهم.. مو كفاية انه يخسر في كل مرحلة من عمره شي كبير ومهم.. الا انه مضطر يعيش على بقايا الراحلين..


جراح: شفيك؟؟ انت اصلا صار لك يومين مو على بعضك.. شي جاد عليك؟
خالد وهو يستوي على الكرسي ويحك راسه..:... مشـعل النهيـدي.. رد من السفر..
انتبه جراح بكل اهتمام للي يقوله خالد: مشــعل؟؟؟ متى؟؟ وشلون انا مادري..؟ ومتى تلاقيت وياه؟؟
خاالد وهو موطي عيونه للارض: كان قبل يومين.. وتوه بي صوبي الا ومناير رادة وهو راح بالسيارة..
جراح: الظاهر انه رد من محل مايا لاني ما تلاقيت وياه ابد طول هاليومين.
خالد وهو يتسند على الكرسي بتعب:.. والله ان الدنيا لمعت بعيني في دقايق.. واختفى كل شي مثل ما اختفى قبل..


سكت جراح ولاحظ حزن خالد الكبيـر.. فتمنى لو انه يملك اي قوة عجيبة على انه يرد من اللي اهو يمـر فيه.. فمر على باله شي من الايام للي كان فيها اهو طايش ويعيش حياته وينسي نفسه همومه.. وباثارة مفاجئة هاجم خالد..

خالد: بسم الله عليك شياك علي.. ام اربع واربعين؟؟
جراح وهو يضحك: قوم يالله صحصح.. (تثاوب خالد في ويه جراح اللي انقرف) وغسل حلجك قبل وقوم وياي.. الحين نمر على لؤي ونطلع ويا بعض..
خالد اللي كان محمول من طرفه يتململ: نطلع وين نروح؟؟ ابي ارد البيت سبح وانام..
جراح: بس.. تسبح وتنام؟ والاكل؟؟ ترى هذا بعد شي مهم لو ما تدري يعني..
خالد: يمكن اكل... بس مو يعان.. من بعد الاحلام اللي حلمتها.. مابي.. هدني جراح والله مابي..


كان خالد اولريدي بالسيارة وجراح رد للمكتب يطفي كل شي ويقفل الباب ويرجع السياررة.. فجها وشغلها.. واشتغل معاها الراديووو كالمعتاد وكانت الموسيقى صادحة في السيارة على اغنيــة " الدنيا مقنونة"

جراح يطول على الصوت بقوة: اي والله الدنيا مينونة لابوها لابو امها المينونة..
خالد فاج عينه بعصبيه وجراح يطلع بالسيارة بقوة: انت شفيك؟؟ داقة عليك ام الديفان؟؟؟ اذا داقة قول لي خلني انزل
جراح : جاااااااااااب.. اي والله فتح عيونك.. (وهو يهز راسه) فتح عيونك.. والدنيا ماما قنونة.. عاشوووو
خالد: الحمد لله والشكــر..

وكلها دقايق الا الريثم يستلم خالد الثاني ويهز راسه شوي شوي.. لمن طغى عليه الجووو.. وكانت السيارة تمشي وتمشي لمن وصـلت لبيت مسـاعد.. قصر جراح على الصوت شوي واتصل في لؤي..

لؤي وهو يتصنع النعومة: هاااي جانو... انت وينك.. انا انتظرك من زمان
جراح: جانو انا عند باب بيتكم حبيبتي طلعي لي شوي.. ابيج في سالفة
لؤي وهو يلبس نعالة : جانو انا ملابسي ما تسمح لي.. تعرف يعني شورت وتي شرت كت..
جراح: اااااخ عليج انتي يا جانو.. حلاتج جذي سبورتيه
لؤي: هههههههههههههههههههههههه شفيك انت شتسوي عند باب بيتا..
وهو يكلمه بالتلفون وما سكره مع انه يمشي صوب السيارة: تعال خلنا نوسع السـدر الليلة..
سكر الخط لؤي وجراح نزل الدريشة: وين نروح زين؟؟
جراح : اي مكان.. اهم شي بس بعيد عن هالقهر والملل..
لؤي: زين لحظة بغير هدومي ويايكم
خالد: لا يا حبيبي.. انا لابس بانطلون مصدي انت اتيي باللي عليك..
لؤي وهو يتصنع حركة انثوية يغطي فيها جسمه: شنو انت ما تستحي.. اطلع وانا نص عاري.. شوي الا يغازلوني..
جراح: يالله ادخل يغازلونك.. شيغازلون. العضلات ولا السكس باكز..؟؟
لؤي: ادري اني ضعيف بس ماله داعي هالاحراج كله.. وعنادا فيكم .. بيي معاكم بهالهدوم.. (يدخل السيارة بدلال) بفشلكم.. وحتى اني بتجدى عليكم..

ضحكوا جراح وخالد على لؤي اللي مسرع ما تحرك وصار بالنص بيناتهم.. وتحركت السيارة برعونة شوي.. متوجهين الى اي مكان يمكن يخليـــهم يتمتعون بشوي من اللي يبونه.. الراحة.. او القليل من السعادة..

----------------------------------


وقفت فاتن عند الدريشة اللي تهب بنسيم خفيف عليها وهي تفكـر.. تفكر باللي قالته لها امها.. من غير اي حاسية اهي التقطت شي عن مساعد او مريم يحطهم في وسط.. شي من المعاناة او الظروف الصعبة... يا ترى.. شقصدت امها عن هلشي..

من خلت التلفون وهي متوترة وحالتها النفسية غير مستقله.. ادمت شفتها وهي تفكر باللي يمكن عنته امها... مساعد يعاني؟ او مريم تعاني من شي؟؟ شهالشي؟؟ مو معقول هالشي الي اهم يعانون منه لانها ما تعرف عنه شي.. او حتى يمكن يوصلها خبر .. وين يوصلها خبر واهي تحاول انها تمنع ي شي من ان يوصل لها .. او يفهمها شي عن اللي يصير حواليها... تتجاهل كل شي..


فاتن:.. شلي يمر فيه مسـاعد او مريم؟؟؟ شقاعد يصير عندهم؟؟ يتعلق فيني؟؟؟ اااه من الثقة.. ثمان شهور وانتي هني.. ولا احد فكر انه يسأل عنج.. ومساعد اللي كنتي تظنين انه بيتبعج.. ويدورج لمن يلاقيج ما بان لج.. وكاهو الشهر التاسع يخلص.. وانتي بعدج هني .. ومالج الا هالمكالمات والتجاهلات والوعود... اااااه يا فاتن.. متى بتفهمين.. ان مالج مكان بيناتهم... وانج اهني بخير...


تحركت من عند الدريشة وهي تحس بالقهر.. تنفذ من لغضب الشديد.. كان مشيها اشبه بالضرب على الارض عل وعسى يستيقظ للي حواليها من النوم والسبات اللي اهم فيه..

كانت واقفة وهي تنتظر القهوة اللي تسخن.. ومن التوتر اللي فيها بدت ريلها تهتزز بالدلاغ القطني اللي لابسته.. والضرب كان خفيف ولكن بصوت مخنووووق.. فبدت يدها اهي اللي تهتز بسرعة وخفة على سيراميك الطاولة.. لمن ازداد توترها ولا اراديا ضربت الصحن الصغير اللي كان واقف مثل الزينة على الطاولة على لارض ويتهشم ويقطع كل التوتر اللي كانت تمر فيه..

حطت يدها على ثمها من الصدمة وعظم الصوت المزعج.. وتوها بتنحني عشان تلتقط الاجزاء الا وهي تستوي مرة ثانية.. وبجنون تلتفت الى لاصحن الثاني الكبير.. وبنعومة بدت تدفعه الى الحافة.. لمن فقدت صبرها في صعوبة تحركه بهالهدوء وسحبته بيدها ورفعته ورمته على الارض بعنف كبيـر..

ارتبكت انفاس فاتن باضطراب الصوت.. وبالتحرر البسيط اللي حست فيه بذيج اللحظة.. ولكن.. مسرع ما حست ن الشي اللي سوته بمنتهى السخف وبلا معنى.. تكسر الصحن عشان تحس بالتحسن؟؟؟؟


فاتن: أعوذ بالله .. بعده الغباء موجود في الدنيا....

شالت بعض القطع الكبيـرة.. والصغيرة ظلت على الارض مطروحة وهي حست بالملل.. والتوتر بعده متصاعد فيها.. ما تدري ليش لاول مرة من هالشهور الطويلة حست ان الوضع مغلف بنوع من الشي.. يعني.. اهي لوفكرت بجدية مساعد مستحيل يسكت عن هالموضوع طول هالفترة. جان عللى الاقل طرت منه حركة او شي يبين انه موجود في هالدنيا..

فاتن وهي تهمس لنفسها: كانه.. كانه مو موجود.. كانه عمره ما انوجد .. بس في خيالي... كان مسـاعد.... ميت..

ولاول مرة... لاول مرة من تسع شهور.. فاتن تفتح عقلها من دائرة الانانية والتغليف الحزين لقلبها.. وتحط نفسها في موقع واقعي.. ان يمكن شي قاعد يصير اهي ما تدري عنه.. او ان احد يمر في وضـع ما يسر... ثمانية او تسعة شهور ومساعد ما منه خبـر.. حتى لو اهي ما سمحت لاحد.. لكن مستحيل انه ينقطع جذي.. مساعد اكبر من هالشي كله...

ولاول مرة.. يرتعش قلب فاتن من الخوف... من بعد كل هالايام.. كانت تنتظر في اول الايام لتواجد مساعد.. حتى انها بايام كانت في وضع استعداد.. وتعد في بالها الكلام اللي يمكن توجهه له.. وظنت انه خلاص استسلم.. او انه تبين انه ما يبيها.. وان حبه لها كان بس لكونها تشبه عمتها بالشكل... لكن مو لهالدرجة.. مساعد من النوع المتملك.. اللي كل شي يصير في مجاله اهو يمتلكه ويتملك الحق فيه..

فاتن وهي تلعب بشفتها بتفكير:.. وينك انت يا مسـاعد.. شلي قاعد يصير معاك.. اللي موقفك لحد هذي اللحظة عن انك تكون موجود؟؟

================

في اليوم الثاني... ما قدرت مريم انها تروح المستشفى لانها لازم تروح الجامعة وتسجل للفصل الدراسي الصيفي.. بس اهي ارتاحت لان اختها بتكون هناك ويا مســـاعد.. لانها يمكن حتى لطول اليوم ما بتقدر تروح لها الا اخر الوقت.. وطبعا اهي مستحيل تفوت على نفسها هالفرصة..

وطول ما هي في الجامعة وهي مزوحمة بالمشاغل اللي لازم تؤديها وفي نفس الوقت كانت رايحة عشان تشوف نتايجها.. ومثل المتوقع بالرغم من الصعوبات الا انها توفقت في كل المواد اللي اخذتها..

كملت التسجيـل واخذت لها استراحة.. صلت فيها بالمسجد التابع للجامعة ومشت بعدين الى احد المقاصف.. طلبت لها شي تاكله وانتظرت..

في الملف اللي كانت حاملته اشياء متعددة بدت تلمها في الفترة الاخيرة.. قصاصات.. او حتى اوراق ممزقة بس فيها اشياء اهي انعجبت فيها.. صور او حتى مقطوعات شعرية تقراها بين الحين ولاخر.. حتى انها صممت مجلد في البيت تلزق فيه الاشياء المختلفة..

من كثر الاحداث الماضية في حياتها مالت مريم الى الخيال والانفراد بنفسها .. وبث مشاعرها في سطور متعددة.. والحين اهي فكرها متبلور في شي واحد.. كتابة قصة.. قصة معينة او حتى مقال.. يخليها ترتاح وتهدي قلبها شوي باللي يمكن تقدر تكتبه.. لكن اهي مو قادرة انها تتثبت بهالشي.. هل رغبتها بالكتابة بتجلب معاها المقدرة على الكتابة.. ؟؟ هذا شي اهي لازم تكون واثقة منه..

وصلها اللي بتاكله وراحت لمحل اللي كانت قاعدة فيه. وبنص الدرب.. التفت بالشخص الوحيد اللي ما ظنت انها يمكن تتلاقى معاه بعد هالفترة الطويلة..

كانت غزلان بعد في الجامعة تسجل كورس دراسي يديد صيفي مسائي عشان موهبة الرسم اللي عندها.. ويوم دخلت على طول التفتت الى مريم لان ملامح مريم صارت مقاربة الى ملامح لؤي اللي تلاقيه كل يوم.. فحست بشي في داخلها يتحرك صوب مريم ويجذبها لها.. اهي ما عادت القرينة او المنافسة لها.. اهي صارت جزء من الانسان اللي بدى يستفحل فيها باحلى المشاعر.. ومريم لا اراديا تشكل جزء من هذي المشاعر...


كانت غزلان واقفة من غير انها تتحرك ومريم لاحظت شبه الابتسامة يجول على شفتيها.. لكن ما جابلتها الا بالاحتقار الخفيف.. لكن شي في ابتسامة غزلان خلى مريم توطي عينها وتروح محل ما يات منه..


قعدت مريم دقايق وهي متوترة شوي.. متأسفة شوي لانها جابلت غزلان اللي ما بادلتها الا بالبشاشة.. لكن اهي مو تشتغل ويا لؤي وجراح في نفس الورشة؟؟ هذا اللي عرفته مريم من لؤي... وليش تبتسم لي؟؟ لان اخوي يشتغل معاها خلاص بتصير ارفيجتــي..؟؟ بلى.. هذا انا ان عطيتج ويه يا سارقة الرياييل...


وياها صوووت مألوف ولكن بنبرة ناعمة اكثر:.. قوة مريم..
رفعت راسها مريم للي واقفة وجفلت:.. اه. اهليــن غزلان..
غزلان وهي متوترة وحاملة ملف خفيف بيدها:... تسجلين للصيفي
مريم: اي.. (ويدها على شال راسها) سجلت وكملت.. قلت آكل واكمل مشواري... وانتي؟؟؟
غزلان الي سمحت لنفسها انها تقعد: اي.. سجلت.. مع اني منسحبة قبل سنة.. لكن الحين سجلت عشان اكمل..
مريم بابتسامة صادقة: بالتوفيج
غزلان: اجمعين يا رب....... شخباره مسـاعد؟ اشوى الحين؟؟
مريم وهي تذكر اخوها وتذكر مساعد اللي طلع من الحادث:.. الحمد لله.. على الاقل في وعيه ومو بعيد عنا.... مع ان صحوته كانت ثقيلة لكن.. الحمد لله على كل حال..
غزلان وهي تناظر مريم باسف: انا يوم سمعت انه ..... فقد اعضاء في جسمه... على طول حمدت الله.. تنقطع منه اعضاء ولا يخسـر عمره.. مساعد رجل ولا كل الرجال..

دار في بال مريم تساؤل.. لا يكون الحين حاطة عينها على مسـاعد؟؟؟؟ والله مو غريبة عليها .. حربة واتلون على كيف دارها..

مريم: اي... ونعم الرجال... بس... (بنظرة فيها المكر) اهو بعده يبي فاتن ... وبيلقاها لو بغاها..
غزلان بنبرة صادقة: وانا بعد اتمنى لو ان المياة تعود لمجاريها مثل ما يقولون والكل يرتاح.. وتنتهي المشاكل
مريم وهي تزيد بنكته: ويحل السلام العالمي.. مطالب ملكة جمال هههههههههههه


غزلان ما ضحكت مثل مريم لكن شاب ويهها نوع من الانحراج اللي غطته بابتسامة.. ومريم اللي استمتعت ثواني بالضحك.. مسرع ما حست بالسخف من نفسها..

غزلان وهي تحمل اغراضها:.. على العموم... هني وعافية عليج.. وان شاء الله اشوفج في فرصة اسعد..
وقفت مريم يوم وقفت غزلان:.. ان شاء الله.. وانا اسفة مساعة ما كان..
قطعتها غزلان: لا عادي.. يمكن صح كلامج.. مطالب ملكة جمال ههههههه..


ساد صمت غريب بيناتهم.. والتفتت غزلان عشان تروح.. ومريم اللي كانت توهابتقعد قامت مرة ثانية..


ردت لها غزلان: احب..... اعتذر منج يا مريم...... اشياء ماضية مرينا بها... يمكن ما نكون فخورين بها..
مريم وهي تحاول انها تكون قد غزلان اللي بانت كبيرة في عينها: اصلا ..... (بابتسامة) انا ما عدت اذكرها....


ومن حر الصيـف تجمدت كل الرطوبة وتهلل من الجو نسيم بارد.. يلف قلب المسامح والماضي في دربه الى درب افضل.. أبتسمت غزلان بابتسامة تبرد القلب.. ومريم لمعت عيونها المرحة وبانت غزازها في منظر مثير للفرحة في لقلب..


مشت من عندها غزلان وهي تحس كيف ان مريم وجراح لايقين على بعض حتى لو الواحد ما يدري انهم يحبون بعض.. وصدق ان اللي الله سبحانه وتعالى مفصلهم لبعض.. ماكو اي انسان في هالدنيا يقدر يفرق بيناتهم.. دمتي يا مريم لجراح.. وهو لج... بسلامة والف عافية وخيـر..

------------------------------------------

طلع خالد من الورشة ولؤي بعده ينجد في الاشكال المطلوبة عندهم ويا بعض العمال.. وبانت روحه الفنية اللي بدى يبتكر من خلالها اشكال حلوة ومثيـرة للحماس حتى ان جراح اخذ لوح عريض كان لؤي اهو اللي حافره بعناية واحتفظ فيه .. عشان الايام القادمة اذا فكر انه يستقر فراح يكون كل من لؤي وغزلان وخالد اهم المصممين للمكان طبعا من بعد رؤيا جراح..


وصلت سيارة عند باب الورشـة.. وراح احد العمال عندها واستلم من عند راعي السيارة باقة ورد كبيـرة.. طبعا ما شافها لؤي لانه كان مشغول باللي في يده.. ويوم دخل العامل داخل وهو حامل الورد وفرحان من جمال الباقة.. انتبهوا معظم العمال ومما دفع لؤي بعد وياهم ... ويوم شاف الباقة انصدم.. من هذا اللي بيرسل باقة بهالكبر الى هالمكان؟؟ لا يكون بس زبونة معجبة..


اخذ لعامل الباقة الى غرفة المكتب على طول.. ويوم شافها جراح فتح ثمه وهو مصدوم؟؟؟ باقة بهالكبر؟؟ لمن؟؟؟

حطاها الهندي وعطى لوح لاستلام الى جراح اللي وقع عليه وهو بعده مصدوم..


دخل لؤي وهو على طول متوجه الى الباقة:.. اللاااااااااااااي. شوف معجبتي شيابت لي..
جراح بصدمة: الورد لك؟؟
لؤي وهو يضحك: انا بعد ويهي ويه ورود؟؟ علبالي لك... (بصدمة) لك الورد جراح؟


قام جراح من مكانه وتوجه صوب الورود .. تم يناظر هالتحفة الإلهية.. وتحمد الله وسبح لجمال الورد.. وتم يدور بعيونه على بطاقة ولؤي يحن على راسه!!

لؤي: يعني خلنا واقعيين.. انت تعرف بنت ثانية .؟
جراح من غير ما يطالعه: بنت ثانية؟؟ مثل منو هالبنت الثانية يا عبقري زمانك
لؤي وهو متوتر:.. لا تخليني اييب اسامي.. الجدران لها اذان.. قول لي.. من هذي اللي مرسلة لك..
طالعه جراح بعصبية: الحين من قال الورد لي..
لؤي وهو يناظر لباقة بتوتر وهو عاقد حاجبينه: خلنا نشوف البطاقة... (لقفها وبكل فظول فتحها)

جراح وهو يحاول يسحب البطاقة بصدمة: لؤي مالك شغل.. لا تتعبث..
لؤي: شدراك يمكن الباقة لي..


تم يقرى لؤي الباقة وجراح ينتظر منه اي ردة فعل.. ولكن ما لقى لا عيون لؤي تتابع الكلام مرة بعد مرة.. ومرة بعد مرة .. لمن ابيض ويهه تمام.. وحس جراح ان يد لؤي صارت رخوة على البطاقة وسحبها من عنده بسهولة وهو يناظره باستغراب..


جراح يقرى البطاقة بصوت مسموع: .. الى حبيبة قلبي.. (غ) (طالع لؤي اللي تهالك على الكرسي اللي وراه).. احبج من كل قلبي.. عرفت من خلال غيابج عني.. ان مالي حياة ولا نصيب بهالدنيا من غيرج.. اقبلي اعتذاري.. وردي لي.. حبيبج.. بـدر!!!!

لؤي بصوت مفجوع: ..... بدر!!!
جراح وهو محتار لان شكل لؤي معتفس:... لا تستعيل يا لؤي..
لؤي وهو مفجوع: حبيبتي.... أقبلي اعتذاري.... هذ وينه.. دلوني عليه.. بشرب من دمه....


جراح وهو يطالع البطاقة مرة ثانية..يعني غزلان اهي راعية البوكيه الكبير.. بس من لصعب ان الواحد يتكهن بان راعية البوكيه اهي غزلان.. بعد ما شافها امس يوم كانت تناظر لؤي بحالميه.. ما توقع انها تكون على علاقة مع واحد ثاني..


الا خالد يدخل عليهم وهو مستعيل: جراح عطني الارصدة الهندي الغبي نساهم

وانتبه الى الوضع...

خالد: علامكم؟؟
جراح وهو يعطيه الارصدة:.. ولا شي.. بس...
خالد وهو ينتبه الى البوكيه: اوووووف .. شهالبوكيه العجيب..

تاوه لؤي وغطى ويهه من الألم اللي فيه

خالد: شفيك لؤي؟؟ البوكيه لك
لؤي بقهر: آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
جراح: خالد خلك منه
خالد وهو مستغرب: شفيه هذا؟؟؟ شفيك تتاوه؟؟
جراح: اقرى هذا ....


اخذ خالد البوكيه وتم يقراه.. وشوي شوي تتوسع ملامحه الى ان نطقت شفاته بكلمه

خالد: sh*t ... لؤي... انا ..
لؤي وهو يوقف من مكانه واعصابه ثايرة: انت شنو؟؟ ؟انت شنو؟؟ انا شنو ؟؟ ولا انت شنو؟؟ والا احنا شنو.. .يا ناس ارحموني.. فيني نار.. فيني نار ابي اطفيها... ااااااااااااااااااااااااااااااااه يا قلبي ااااه..
جراح: لا تستبق اي شي يا لؤي.. وبلا هالردة الفعل القوية.. وانت اصلا جذي ولا جذاك ما لك اي رئاسة على البنت ولا شي اهي حرة باللي تسويه
لؤي يناظر جراح بعيونه الطفولية اللي بعد حملت فيها شوية من المزح: حرة؟؟ حرة؟؟ يعني انا حر... انا بعد اقدر اخلي بنات يرسلووون لي بوكيهات.. لكن لاااا ما سويها ليش.. لان في شي اسمه قلب.. ويسوي دقات وهالدقات ما تقول الا .. غزلان . . غزلان .. غزلان.(قعد بحيل منهد) لكن غزلان ما تبي هالدقات... تبي... بدر..؟؟ بدر.. ؟؟؟


كلها لحظات الا وغزلان تدخل الورشة ومنها الى المكتـب.. ويوم لقت الباب مفتوح شافت الثلاثة مجتمعيـن ويا بعض.. ابتسمت لهم بحرارة وبس ما انردت الابتسامة لها ..

غزلان باستغراب: علامكم؟؟ شفيكم مبوزين؟؟ (تنتبه الى البوكيه) وااااااااااااااااااو.. محلى البوكيـــه.. لمن..

قام لؤي من مكانه من غير ما يطالعها وراح عند الباب وطلع من الورشة كليا وخالد وراه..


غزلان الى جراح: علامه لؤي؟؟؟؟ فيه شي؟؟؟
جراح وهو يسـتأذن منها: مادري شفيه.. بخليج .. وهذي.. (يسلمها البطاقة) هذي لج..
غزلان وهي تكلم نفسها:.. البوكيه لي... من من؟؟؟

فجت البطاقة وقرتها.. وكان قلبها يرتجف من التوتر الى لين وصلت الى اسـم بدر..
نورةالدوحة
نورةالدوحة
ماشالله

اكثر من 700

مرور

ولا تعليق واحد شالسالفة:(

انا دخلت اشوف القصة

اللي كل هذولا قروها

وانصدمت:22:

ولا تعليق

عموما الله يقويج ولي عودة على رواقة عشان اقراها:26:

بس سؤال باقي وايد
نونو كامانونو
هلا نورة الدوحه
انا بعد مستغربه كل اللي يدخلون ليش مايردون


مابقى الا الجزاء الاخيره

وانشالله تعجبك
نورةالدوحة
نورةالدوحة
الله يوفقج ان شالله