ايحاءات ..

جلست بجوار البحيرة .. ومن فوقي شجيرة ..
مددت جسدي على العشب الأخضر .. وبذهني أفكار تخطر ..
نظرت للسماء الصافية ... وتلك الجبال الراسية ..

ما أبدع من خلق هذا الكون ..

ومضيت أفكر .. في سروري العظيم لجمال المنظر .. وحزني الأليم لضياع البشر ..

ومضيت أتأمل .. في حالي ومآلي ..

هذا المنظر البديع فان ..
لكنه ينعش القلب المعاني ..

ألهذا سخره الله لنا ؟؟

يا لوعة نفسي على ما ننفق من أموال .. ونضيع من أوقات .. ونهدر من طاقات ..
في بناء قصر مشيد .. ذي أساس خلق ..
في زراعة حديقة غناء .. ذات أرض سبخة ..
في تلوين لوحة فنية .. ذات ورق ممزق ..

تلك حال الدنيا الخادعة .. ولكن ..
من يستمع الى أمثلة نضربها .. ولا يجرب الخوض في هذه الفانية .. فلن يفهم ما نقصد .. ولن يتصور ما نعني .. ولكن مرة أخرى ..
الأفضل له ألا يخوض .. لأنه سيكتشف حينها احدى الحقيقتين المرتين ..

الأولى أن هذه الدنيا لذيذة مزخرفة .. زينتها خاطفة للبصر .. ومتعتها سالبة للعقل .. ولن يستطيع في ذلك الآن المقاومة وكل شيء تحت تصرفه ......... فيهلك ..

والثانية أن هذه الدنيا شباك عنكبوت سام .. اذا اندفع اليه يريد تحطيمه يلتصق به كالصمغ .. ويضيع عمره في ابعاده عنه .. واذا تركه وشأنه بدى له قبحه وقماءته ..
فينصرف عنه ويزهد فيه .. فيكسب آخرته ..

لملمت حاجياتي .. ونهضت .. أعطيت البحيرة ظهري .. ومضيت ........ الى سجني .. الى دنياي ...........


(الدنيا سجن المؤمن .. وجنة الكافر )