إيران: نقارن أو لا نقارن!!
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
من المؤلم المبكي هذه الأيام عقد وجوه للمقارنة بين إيران ودول عربية تفوقها في عدد السكان، أو تفوقها في الثروات الطبيعية الكامنة. إيران اليوم تصنع سياراتها التي تمشي في شوارعها، وتصنع صواريخها التي تصد بها العدوان على أراضيها، وتصنع زوارقها البحرية الحربية التي تحمي بها شواطئها وربما تغير بها على شواطئ جيرانها. إيران اليوم وعلى لسان صحيفة الأهرام القاهرية (2 مارس 2010): ينمو العلم فيها بمعدل يفوق النمو العالمي استناداً إلى نتائج دراسة تحليلية جديدة نشرتها شركة ماتركس يانس الكندية بعنوان «النقلات الجيوبولتيكية في بلورة العلوم منذ عام 1980» مشيرة إلى أن الإنتاج الإيراني ينصب على الكيمياء غير العضوية والكيمياء النووية والفيزياء النووية وفيزياء الذرات والهندسة النووية، وأن سرعة نشر المقالات الخاصة بالهندسة الصادرة من طهران بمعدل يزيد 250 مرة مقارنة بالمعدل العالمي. وفي المقابل تعيش دولة عربية ضخمة بعدد سكانها على مساعدات وقروض وعلى سياحة بائسة وعلى مدخرات مواطنيها العاملين في الخارج، عملتها في تذبذب وتراجع، تستورد سلاحها من أعدائها، وتبيع ثرواتها بثمن بخس إلى أصدقاء أعدائها، فلا هي أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت، ولا صاروخاً صنعت ولا عدواً أرهبت ولا صديقاً أسعدت. ودول عربية أخرى لديها من الثروات الطبيعية ما يفوق إيران، لكنها لا تملك رؤية واضحة لمستقبلها، كيف استطاعت إيران صنع هذه النقلة الهائلة؟ وكيف استطاعت كوريا الجنوبية قبلها صنع 10 نقلات مماثلة في حين لا زال عالمنا العربي يشكو من تخلف على كل الأصعدة يغرق بعضه في شبر من المجاري، ويبيت قرابة نصفه طاويا من الجوع، لا يجد تعليما مقبولاً ولا تطبيباً معقولاً. ومع ذلك، فكل العالم العربي يزعم أنه سيلحق بالعالم الأول عما قريب، وسينافس «ناسا» على أبحاث الفضاء، وسينطلق بمؤسساته التعليمية نحو «العالمية» وبآثاره إلى سياحة لم يسبق لها مثيل. من قال إن زمن الشعارات قد ولى؟!!
*أم حاتم* @am_hatm_17
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️