قال وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني اليوم الأربعاء إن برلمان بلاده سيدرس مسألة فرض حظر على ارتداء النساء للنقاب، شبيه بالحظر الذي تنوي فرنسا فرضه، فيمااعتبر وزير الخارجية فرانكو فراتيني أن النقاب يمثل تهديداً للأمن، ويدل على "رفض اندماج" المهاجرات المسلمات في البلد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن ماروني قوله إن عدداً من أعضاء حزب "رابطة الشمال"، الذي ينتمي إليه، سبقوا فرنسا في تقديم مشروع قرار الخريف الماضي يحظر ارتداء النقاب.
أما فراتيني فتساءل "ما إذا كانت تغطية الوجه ليست سوى الإشارة الأولى لرفض الاندماج والانغلاق على الذات... وعن المجتمع المضيف وتقاليده".
وأضاف "عندما يدخل أحد ما إلى مصرف أو مؤسسة عامة وهو يرتدي نقاباً من قمة الرأس حتى أخمص القدمين فمن المنطقي بالنسبة لي أن أنظر إلى الأمر من منطلق أمني".
وجاء كلام فراتيني عن النقاب خلال مؤتمر للناشرين الشباب في مدينة توسكانا في فلورنسا، وبعد يوم من تقدم فرنسا خطوة أخرى في اتجاه حظر النقاب فيها.
وكانت لجنة برلمانية فرنسية أوصت في تقرير لها بحظر جزئي على ارتداء النقاب في المستشفيات والمدارس والمكاتب الحكومية وفي وسائل النقل العام، فيما رأى رئيس البرلمان الفرنسي برنارد أكويار أن النقاب " رمز لقمع النساء و للأصولية المتطرفة".
ويأتي ذلك بعد اقتراح لجنة برلمانية فرنسية حظر ارتداء النقاب في المباني العامة مثل المستشفيات والمدارس ووسائل النقل العامة، وبعدما قال الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي إن النقاب يحط من قدر المرأة وهو "غير مرحب به في فرنسا".
وفي حين يعتبر الفرنسيون أن ارتداء المرأة النقاب يحط من قدرها ويتعارض مع القيم العلمانية للدولة الفرنسية، فإن سياسيين ايطاليين يقولون إنهم يؤيدون حظر ارتداء النقاب لدواع أمنية.
ويستند المطالبون بحظر ارتداء النقاب في إيطاليا إلى قانون مكافحة الإرهاب الصادر في العام 1975، والذي يمنع ارتداء الأقنعة أو الألبسة التي تجعل من المتعذر التأكد من هوية الذين يرتدون هذه الأشياء.
وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية أندريا رونشي إنه "لا داعٍ لاستصدار قانون جديد ويكفي تطبيق القانون الحالي" في إشارة إلى القانون الإيطالي.
ولم تثر مسألة ارتداء النقاب في إيطاليا انقساماً بالدرجة التي أثارها هذا الموضوع في فرنسا، إذ أيده أعضاء في حزب يسار الوسط المعارض.
من جانبها، قالت السياسية الراديكالية إيما بونينو، والتي تنتمي حالياً إلى الحزب الديمقراطي إنها تؤيد منع ارتداء النقاب "لأنه لا يمكنك أن تذهب إلى مكتب بريد وأنت ترتدي قناعاً للتزلج".
وأضافت "لا علاقة لذلك بالدين لأن الأمر يتعلق بالسلامة العامة، ويجب التأكد من هوية جميع الأشخاص".
ومن المفارقة أن أكثر الذين انتقدوا مشروع قرار حظر النقاب في إيطاليا كانت حفيدة الديكتاتور الراحل بينيتو موسوليني، أليسندرا موسوليني، التي حذرت من أن قانون حظر ارتداء النقاب سوف " يطلق العنان لحرب دينية وهذا آخر ما نريده الآن".
أما رئيس منطقة لومباردي روبرتو فورميغوني والعضو في حزب "حرية الشعب" برئاسة رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني فقال إن مشروع القانون "غير قابل للتطبيق" في إيطاليا ومن الأفضل إجراء حوار مع مسلمي إيطاليا بهذا الشأن.

نوره منوره @norh_mnorh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️