ام الرسام

ام الرسام @am_alrsam

محررة فضية

اين ...السعادة ؟؟؟؟؟

الملتقى العام



بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيفكم اخواتى ، ارجو من الله العلى القدير ان تكونوا بأحسن حال وخير مأل ان شاء الله







السعادة

هى الشعور بالبهجة والاستمتاع منصهران سويا ، والشعور بالشء او الاحساس به هو شئ يتعدى بل يسمو على مجرد الخوض فى تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص ، وانما هى حالى تجعل الشخص يحكم على حياته ، بأنها جميلة ومستقرة وخالية من الضغوط والالام على الاقل من وجهة نظرة
لكن اخواتى السعادة الحقيقية هى



الطمأنينة الروحية




الطمأنينة الروحية هى بغية الإنسان وهى غاية الغايات ، يبحث عنها الإنسان فى كل مكان وزمان ويسعى جاهداً لتحقيقها والوصول إليها ، فهى الراحة للجسد وهى السكينة للفؤاد ، وهى بلسم الروح ، وشفاء النفس .



ولكن البعض يتخبط يمنة ويسرة باحثاً عن الطمأنينة الروحية بين ثناياً مادة أرضية زائلة كالمال أو الجنس أو المناصب أو زوج او اولاد او فيلا او قصر او المخدرات والخمور والتى سموها بغير اسمها وأطلقوا عليها مشروبات روحية طمعاً فى طمأنينة روحية لكن هيهات هيهات أن يحصلوا على مأربهم ، فلا يجعل الله شفاء الناس فيما حرم ، حتى وإن أعطى متعة زائفة للجسد لكنه يطمس الروح ، ويقضى على صفائها ونقائها .




ونلاحظ أن الحضارات المادية زادت أهلها تعقيداً واضطراباً ، حيث تنكّبت عن الطريق فحطمت الأخلاق ، وهتكت المباديء ، ودمّرت القيم ، وأشاعت الرذيلة ، فعاشوا حياة القلق والتوتر والضيق والضنك ، وأصابتهم السآمة والملل ، ولا عجب حينما نعلم أن أرقى دول العالم اليوم حضارةً ماديّة يقدم بعض أبنائها على الانتحار مللاً من هذه الحياة وتخلّصاً من العذاب النفسي حيث أشبعوا كل رغبات الجسد ، ولكنهم أهملوا رغبات الروح فظلت خاوية على عروشها ، وشعروا بالفراغ الوجودى الرهيب فتساوى لديهم الفناء مع الوجود ، واختار بعضهم الفناء بالانتحار ، فتجد مثلاً أعلى معدل لدخل الفرد فى العالم ، والحرية الجنسية وتجد لديهم أعلى معدل للانتحار فى العالم



. وصدق الله إذ يقول" ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى" ( طه : 124 ) .




تعريف الطمأنينة الروحية : يقصد بها حالة من السلام النفسى الداخلى ، أى التصالح مع الذات والآخرين ، وكذلك الشعور بالأمن النفسى والسكينة والهدوء ، والعيش فى جو بيئى ودود ، وكذلك الرضا عن الحياة والاستمتاع بها مما يضفى على الفرد حالة من السعادة .





مظاهر الطمأنينة الروحية :




1- السلام النفسى الداخلى : وهى حالة من الانسجام الداخلى والتوازن بين التفكير والمشاعر والسلوك ، بين الرغبات والضوابط ، بين رغبات الدنيا وغايات الآخرة ، بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح ، حالة من السلام الشامل والعادل تعم الإنسان كله وتتسم بالتصالح بين المتناقضات ، و الخلو من الصراعات الداخلية والتوافق مع الإحباطات الخارجية ، بل وتحويل الألم إلى أمل ، ورؤية البلايا عطايا ، واعتبار المحن منح ربانية .
الرضا عن الحياة : وهى حالة داخلية تظهر فى سلوك الفرد واستجاباته وتشير إلى تقبله لحياته الماضية والحاضرة وتفاؤله بمستقبل حياته وتقبله لبيئته المدركة وتفاعله مع من حولها ، ويعنى رضا الفرد عن حياته فيما يعنى تقبل الفرد لإنجازاته ونتائج سلوكه وكذلك تقبله لذاته والآخرين .



ويدخل فى إطار الرضا عن الحياة ما يلى :-


الرضا عن الذات:


تقبل صورة الذات والرضا عما يحمل الفرد من أفكار ومبادئ ومعرفة ومعلومات وكذلك المشاعر والقيم والاتجاهات ، والرضا عن التصرفات ، والرضا عن الإمكانيات المتاحة لدى الفرد ، وتحقيقه للنجاح ، والتوافق مع الذات وحل الصراعات الداخلية والاستمتاع بالحياة ، كذلك الرضا عن صورة الجسم والشكل .




الرضا عن الآخرين:


رضا الفرد عن علاقاته وتفاعلاته مع الآخرين والتى تقوم على التقبل المتبادل والحب والاحترام . وأولها الرضا عن الأسرة والعلاقة معهم ( الأب والأم والإخوة والزوجة والأبناء ) وكذلك الرضا عن العلاقة بالأصدقاء والاستمتاع بصحبتهم ، وكذلك الرضا عن العلاقة بالجيران ، والرضا عن العمل وبيئة العمل أقصد العلاقة بالرؤساء والزملاء ، والرضا عن المحيطين فى البيئة الاجتماعية .




وضوح الأهداف والسعى نحو تحقيقها : يشعر الفرد بالطمأنينة حينما تكون أهدافه واضحة ( الأهداف الدنيوية والأهداف الأخروية ) وكذلك حينما يحدد طريقته وأسلوبه فى الحياة ويؤمن به ويسعى لتحقيق أهدافه .
القدرة على التحكم فى الذات : وهى تعطى أعظم معنى لحرية الإنسان حيث يشعر بتحرره من كل القيود الداخلية ( الشهوات والغرائز ) والخارجية ( الآخرون ) ، فالفرد يسلك وفق ما يمليه عليه ضميره لا وفق ما يجبره عليه الآخرون .
الشعور بالأمن : وهو من الحاجات الأساسية لدى الإنسان ، ويأتي ترتيبه بعد الحاجات البيولوجية مثل الطعام والشراب والنوم ، وذلك كما أشار عالم النفس ( ماسلو) فى مدرج الحاجات للإنسان ، وأشار القرآن الكريم إلى الشعور بأمن فى

قوله تعالى " الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " ( سورة قريش : 4) فجاءت الحاجات البيولوجية ثم الحاجة إلى الأمن . ويقول النبى صلى الله عليه وسلم " من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ( رواه الترمذي ) .
الشعور بالحب : أن شعور الفرد بأنه محبوب وأنه قادر على الحب يجعل الإنسان سعيداً ومطمئناً . ويعرف البعض الصحة النفسية بأنها القدرة على الحب والعمل .
الشعور بتقدير الذات : الشعور بتقدير الذات يؤدى إلى الطمأنينة ثم ينعكس الشعور بالطمأنينة على الذات فيزيدها تقديراً واحتراماً . وتقدير الذات نابع من الذات لا من الآخرين ومن ثم فالفرد المطمئن لا يشغله كثيراً نقد الآخرين أو مدحهم أو حقدهم أو انتقاصهم منه ، وهو لا ينتظر أن يمنوا عليه بالتقدير فإن لم يعطوه تألم ولكنه يستمد التقدير من الذات .
الشعور بالثقة بالنفس : المطمئن يشعر بالثقة بالنفس ، الثقة بأفكاره ومشاعره وسلوكه وإمكانياته ، والثقة بجوانبه الإيجابية ونقاط القوة لديه ، يرى نجاحاته أمه دوماً فيستمد منها القوة والطمأنينة والتى تسرب إليه شعور الرضا عن ذاته وشعوره بالنجاح .
الشعور بتحقيق الذات : المطمئن يشعر بأنه يحقق ذاته بعد أن وثق فى نفسه وشعر بتقديره لذاته بل وأكد ذاته ونجاحاته فشعر بتحقيق الذات ومن ثم أعطاه هذا الشعور حالة من الطمأنينة .
10- التفاؤل : المطمئن متفائل دوماً ، وهو يرى فى كل عقبه فرصه وذلك بعكس المتشائم الذى يرى فى كل فرصة عقبة ، فالمطمئن يرى المستقبل خيراً .



قصة قصيرة:
فى يوم من الأيام سقط رجل من الطابق العاشر ، وحينما كان يهوى سأله رجل كان يقف فى شرفة الطابق الثانى .. كيف حالك ؟ فأجابه الرجل .. بخير حتى الآن .




11- الشعور بالسعادة : المطمئن يشعر بالسعادة بل والسعادة الفورية الحالية ( هنا والآن ) لأنه مطمئن على ما حقق فى الماضى ، عالماً بأنه أخذ نصيبه بالكامل ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه ، ولذا لا يصاب الاكتئاب حسرة على ماض فات ، ولا يصاب القلق على حاضر ولا مستقبل لأنه مطمئن أن للكون إله ، يدبر شئون الكون ، بل ويحبه أكثر من أمه التى ولدته . وعنه الخير كله ، ولذا فالمطمئن يشعر بالأمان بوجود الله مما يجعله يعيش واثقاً من رزق الله الذى سوف يأتيه أينما كان ، وفى أى وقت كان ، بل يشعر المطمئن بالسعادة لأنه يعتقد اعتقاداً يقينياً " أن عدم الانقضاء انقضاء " أى أنه إذا طلب من الله شيئاً ولم يتحقق ففى عدم تحقيق هذا الشى خير ، بل هو الخير كله ، وأن عدم الانقضاء هو الانقضاء ذاته ، وهو يعلم أنه بشر يتسم بعجزه ونقصه وارتباطه بزمانه وبمكانه ومرضه وعمره ، فيوكل الأمل إلى علام الغيوب ، ويثق فى اختيار الله ، ويعلم أن اختيار الله كله له خير ، مما يجعله يستمتع باللحظة الحالية دون تأجيل ، ويستمتع بالقليل ويراه كثيراً ، ويستمتع بالموجود ولا يؤجل السعادة لانتظار المفقود ، كل ذلك يضفى على الإنسان شعوراً غامراً بالسعادة والهدوء والاطمئنان .




- البحث عن الطمأنينة الروحية :-



يبحث الإنسان عن الطمأنينة فى المال ، الشهرة ، السلطة والمنصب ، الصحة والجمال ، العلم ، الرفاهية ( الطعام ، الشرب ، اللبس ، السيارة الفارهة ، الشقة الواسعة والفيلا ، والقصر ) ، فى السفر والرحلات ، فى الجنس ، فى الخمر والمخدرات ، فى التليفزيون والدش ( سارق العمر ) فى النت ( ساحر العصر الحديث ) .


فهل الطمأنينة الروحية تأتى من كثرة المال ؟


قد يعطى المال الطمأنينة الجزئية ، لأنه يمنح الشعور بالأمان ، والأهمية ، والقوة .
ولكن المال قد يجعل صاحبه أسيراً وعبداً له فى جمعه ، وحارساً عليه بسبب الخوف من ضياعه . وقد يرفع المال درجة القلق الحرص والبخل والطمع و قد يسرق العمر والسعادة ، ولا يقابل الإنسان نفسه إلا عند الموت
قصة المليونير والشاب : قال مليونير لمجموعة من الشباب : الذى يستطيع أن يحبس نفسه لمدة 15 سنة فى حجرة مظلمة ، أعطيه ثروتى . فقال شاب أنا ، وبالفعل جلس الشاب ال 15 سنة وفى نهاية المدة ذهب المليونير إليه .. لا ليعطيه المليون ولكن ليقتله ، وحينما استعد لقتله وجد شمعة مضيئة وبجوارها ورقة : كتب فيها الشاب لقد قمت نيابة عنك بقتل نفسى ، لأننى اكتشفت أننى لا أستحق الحياة .. لأننى ضيعت أجمل سنين عمرى من أجل المال .
المال قد يجبر أصحابه على العيش بطريقة معينة ، وبرستيج يخنق صاحبه .
مثال : أثينا حفيدة الملياردير اليونانى أوناسيس : ورثت ثروة جدها وكانت تقدر ب 5 مليار جنية استرلينى وتزوجت أكثر من مرة وتطلق أو تطلق وكانت تردد دائماً " خذوا كل شئ واتركونى أعيش حياتى مثل بقية الفتيات " .


سؤال : مين أغنى واحد فى التاريخ ؟


قارون .. صح . مفاتيح الخزائن لا يستطيع حملها العصبة أولى القوة .. وليس الخزائن نفسها .
سؤال : هل قارون كان مطمئن الروح ؟ وكيف كانت نهايته ؟ " فخسفنا به وبداره الأرض"



ومن واقع العيادة النفسية : رأيت أناساً أثرياء لكنهم مصابون بالقلق والاكتئاب والمخاوف والأرق .


الخلاصة .. أن المال قد يعطى الطمأنينة .. ولكنها طمأنينة منقوصة .



ويبحث البعض عن الطمأنينة الروحية فى الشهرة والمجد و الأضواء .


لاشك أن الشهرة والمجد والأضواء يعطوا قدراً من الطمأنينة لصاحبهم حيث يصبح محل اهتمام الآخرين فيشعر بأهميته ومن ثم يشعر بشئ من الطمأنينة ولكنها طمأنينة منقوصة .. لأن هذه الطمأنينة مرتبطة بالناس ، وليس برب الناس ، والناس قد يتغيرون من وقت لآخر ومن ثم يظل صاحب الشهرة قلق دوماً لأنه يريد الحفاظ على صورته جميلة أمام الناس ، وقد لا يكون هو شخصياً سعيداً ولكنه يضطر لرسم الابتسامة على وجهه أمام الناس .. ولا يمارس حياته بشكل طبيعى .. وقد لا يعيش حقيقته .. وقد يعيش بشخصيتين .. وقد يكونا متصارعتين .
وكثير من المشاهير كالطبل الأجوف ، لهم دوى عال لكنه حينما يخلون بأنفسهم يقتلهم الفراغ الداخلى .



مثال





" مارلين مونرو" نجمة هوليود ، نجمة الإثارة والإغراء ، أصيبت بالاكتئاب وانتحرت وتركت رسالة للعالم وخاصة للنساء " احذرى أيتها الفتاة كل من يخدعك بالأضواء ، إنى أتعس امرأة على وجه الأرض " لم أستطع أن أكون أما وحرمت من سماع كلمة " ماما " إن البيت والحياة العائلية أفضل من الشهرة والمجد ، وأن سعادة المرأة الحقيقية فى الحياة الشريفة الطاهرة .


داليدا : من أشهر المغنيات فى العالم : أصيبت بالاكتئاب وابتلعت عدد كبير من الأقراص المنومة وانتحرت ، وتركت رسالة تقول فيها " سامحونى .. الحياة لا تحتمل "
ديل كارنيجى : صاحب الكتب التى بيع منها بالملايين ، وصف أسباب السعادة للناس .. ولكنه أصيب بالاكتئاب وانتحر .. لأنه لم يشعر بالطمأنينة الروحية .
فان جوخ : الرسام العالمى المشهور الذى بيعت لوحاته بملايين الدولارات ، أصيب بالاكتئاب وأطلق على نفسه الرصاص ومات .
إذن الشهرة قد تعطى قدراً من الطمأنينة .. لكنها طمأنينة منقوصة .



ويبحث آخرون عن الطمأنينة الروحية فى السلطة والمنصب .


السلطة والمنصب قد يعطيان قدراً من الطمأنينة لكنها طمأنينة مختلطة بالخوف والقلق ، لأنه يلازمها شعور بالتهديد الداخلى من زوال المنصب . وقد يفعل الشخص أى شخص للفوز بالسلطة أو المنصب ، فقد على كل من يقف عقبة فى طريق فوزه بالسلطة أو المنصب ومن ثم يلازمه الإحساس بالذنب الذى ينغص عليه سعادته .. سعادته بالمنصب


، سؤال : أين الذين كانوا فى المناصب من 100 سنة .



إذن السلطة والمنصب قد يعطيان قدراً من الطمأنينة .. لكنها طمأنينة منقوصة .



ويبحث البعض عن الطمأنينة الروحية فى الصحة والجمال .



الصحة والجمال يعطيان قدراً من الطمأنينة ، فالصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى ، ولكن الصحة دائماً مهددة ، والجمال أيضاً مهدد .. وكل ما هو مهدد لا يعطى الطمأنينة الكاملة . ونجد الكثير من الجميلات تعانين حالة من القلق والاكتئاب ، لأن الجمال خارجى .. ولكنهن تعانين قبحا داخليا . يسرفن فى المساحيق الخارجية لتخفيف القلق وتجميل الداخل ولكن تجميل الداخل ليست هذه مساحيقه . ويقومون بعمليات تجميل ، وتكبير وتصغير ، للحصول على الطمأنينة الروحية .. لكنهن فى الحقيقة يحتجن إلى عمليات تجميل للنفس والروح .
وقد يكون الجمال وبالاً على صاحبه فقد يصيبه بالغرور والشعور بالعظمة والنرجسية وتعظيم الذات والتعالى ، وبالتالى يكون مكروها ممن حوله .
إذن الصحة والجمال قد يعطيان قدراً من الطمأنينة .. لكنها طمأنينة منقوصة .


وبحث البعض عن الطمأنينة الروحية فى العلم الحديث والتكنولوجيا .



بحث الغرب عن السعادة فى العلم ، وعبدوا العلم ، وغاصوا فى أعماق البحار ولم يجدوا الطمأنينة ، وحلقوا فى الفضاء ولم يجدوا الطمأنينة ، وكل يوم يزداد لديهم القلق والاكتئاب والانتحار والشذوذ والمخدرات ، حتى لقد قال بعض علمائهم أن العلم وحده لا يعطينا الطمأنينة .. لقد اكتشفنا أن العلم لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة المصيرية : من أنا ؟ لماذا خلقت ؟ لماذا أعيش ؟ إلى أين المصير ؟
إذن العلم الحديث والتكنولوجيا قد يعطيان قدراً من الطمأنينة .. لكنها طمأنينة منقوصة .



وبحث البعض عن الطمأنينة الروحية فى حياة الرفاهية .



الرفاهية فى الطعام والشراب ، والملبس ، والسيارات الفارهة والسكن فى الفيلات والقصور ، وتسيير الحياة بزراير .
قد تعطى الرفاهية قدراً من الطمأنينة ، لكن عادة الإنسان حينما يصل إلى شئ يصبح هذا الشئ عادى وربما ممل .


مثال : كل أفضل أصناف الأطعمة لمدة طويلة .. ولاحظ ماذا سيحدث .. وارتدى أجمل الثياب واركب أفضل السيارات .. واسكن أفضل القصور .. ولاحظ بنفسك بعد فترة ماذا سيحدث .. سوف تشعر أنك توحدت بالملبس والسيارة والقصر .. فنحن نشعر بملمس الملابس على أجسادنا لثوان معدودة ثم لا نشعر بها بعد ذلك .. وسل من يملك كل ما سبق هل حقق الطمأنينة الروحية ؟!!
رأيت أناساً يسكنون المساكن الفارهة والفيلات الرائعة " لكنها حلبة صراع " ، تحسبها أنت روضة من رياض الجنة ، وهى بالنسبة لهم حفرة من حفر النيران . ورأيت منهم من هجر حياة الفيلات ليعيش فى مسكن بسيط جداً مع من يحب .. بحثاً عن الطمأنينة الروحية .
ويبحث البعض عن الطمأنينة الروحية فى الجنس ( حلالاً أم حراماً ) .
ويحصل الإنسان على دقائق من النشوى تعطيه شيئاً من الطمأنينة ، ثم يعود لحياته العادية وقد يحصل على لحظات من النشوة المحرمة ، لكنها توقد فى نفسه ناراً بسبب الإحساس بالذنب والتى لا تطفئها بحار العالم .. هذا غير غضب الله .
ويبحث البعض عن الطمأنينة فى الخمر المخدرات .
فيشعر بساعة من الغياب والوهم والهروب من آلامه .. يحسبها طمأنينة .. لكنه سرعان ما يفيق ليكتشف الألم فيعاود الكرة هروباً من الألم .. ومواجهة الذات وقد يخسر نفسه ودينه وماله وصحته وأولاده . وبالتالى يتيه أكثر وأكثر عن الطمأنينة الروحية .
ويبحث البعض عن الطمأنينة فى مشاهدة التليفزيون والدش " سارق العمر" .
فيجلس أغلب وقته أمام قنوات الدش وهو متلقى سلبى ويجد نفسه أصيب بحالة من التوقف عن التفكير ، وربما التبلد .
ويبحث البعض عن الطمأنينة فى الإنترنت " ساحر العصر الحديث " .
فيجد نفسه غارقاً بين المواقع ، وأصبح أسيراً .. بل مدمناً لا يستطيع الفكاك من أسره .



لاحظ أن كل ما سبق قد يعطى قدراً من الطمأنينة لكنها طمأنينة وهمية .. زائفة .. منقوصة .


لأن ما سبق يعتبر طاقة أرضية تجذب الإنسان للأرض والطين ، لكن الإنسان يحتاج إلى طاقة علوية تجذبه للسماء .. لعالم الروح ، وكل هذه الأشياء إنما تتعلق بجزء من الإنسان ( الجزء المادى ، قبضة الطين ) ولا تتصل بالجزء الأهم ألا وهو " الجزء الروحى " نفخة الروح . فالإنسان لن يكون بشراً سوياً ومطمئناً بإشباعه الغرائز والرغبات المتصلة بالجانب المادى فقط ( قبضة الطين " ، فتلك طمأنينة منقوصة ، ولن تكتمل طمأنينة الإنسان ، وينال الطمأنينة الحقيقية إلا إذا أشبع رغبات الجانب الروحى ووصل النفس والروح بخالقها .



وكلا الجانبين ( المادى والروحى ) كجناحى الطائر ، فلا يمكن لطائر عملاق أن يطير بجناح واحد ، ومهما حلق فى الفضاء حتما سيقع كى ينكسر جناحه الآخر .
فالطمأنينة الحقيقية لها جناحان هما الجناح المادى والجناح الروحى ، ولا يمكن أن تحلق فى سماء الطمأنينة الروحية إلا بالجناحين معاً .





مفاتيح الطمأنينة الروحية :



المفتاح الأول : الإيمان بالله



الإيمان بالله يطمئن الروح ، ويهدى النفس ، ويحمى العقل ، لأن الإنسان المؤمن يؤمن بأن الله هو الخالق والرازق والقوى ، صاحب الملك والملكوت ، ولذا يشعر المؤمن بأنه فى حماية الله ، يستشعر معية الله ، يعلم أنه عبد ضعيف يعبد إلهاً قوياً له القدرة المطلقة على كل شئ . ولذا يشعر بالمؤمن بالطمأنينة الروحية .


يقول الله تعالى : " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب "



قصة زوجة مطمئنة بالله
قال لها زوجها متوعدا


: لأشقينك : قالت الزوجة في هدوء : لا تستطيع أن تشقيني ، كما لا تملك أن تسعدني . فقال الزوج : وكيف لا أستطيع ؟ فقالت الزوجة :لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني ، أو زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها ، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون !..فقال الزوج في دهشة وما هو ؟ قالت الزوجة في يقين : إني أجد


سعادتي في إيماني ، وإيماني في قلبي ، وقلبي بيد ربى ، ولا سلطان لأحد عليه غير ربي !..


ولا شك أن الإيمان طريق الأمان والأمان طريق الاطمئنان


يقول الله تعالى : " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" .


فمن وجد الله فماذا فقد ؟ ومن فقد الله فماذا وجد ؟





ويقول الشاعر


ِإذَا الِإيمَانُ ضَاعَ فَلَا أَمَانٌ .. وَلَا دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحْي دِينَا
وَمَنْ رَضِي الْحَيَاةَ بِغَيْرِ دِينٍ .. فَقَدْ جَعَلَ الْفَنَاءَ لَهَا قَرِينَا



والإيمان بالله يعالج أمراض النفس ، حيث يحميها من القلق ، فالمؤمن الحقيقى لا يقلق على الرزق ، أو يقلق من المرض أو يقلق من الموت أو من المستقبل لأنه يعلم أن كل ذلك بيد الله .


كما أن الإيمان بالله يقى صاحبه من الاكتئاب والحسرة والندم على ما فاته لأنه يعلم أنه لم يكن له ، ويعلم أن الله له حكمة من وراء كل أمر ، فيرضى بما قسم الله له . وأن الإيمان بالله يزيل الشعور بالذنب حيث يعلم المؤمن أن الله يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يشرك به .
كما أن الإيمان بالله يقى صاحبه من الخوف من كل ما سوى الله ، فمن خاف الله حقا لم يخف فقدان رزق ، لأنه يعلم أن الرزاق موجود ، ولا يخاف من مرض أو موت ، لأنه يعلم أن الله معه ، وهو يؤمن بأسماء الله وصفاته ، ويعلم أن الله حفيظ عليم .
وللإيمان بالله تأثير عظيم تقوية الجوانب الإيجابية فى النفس الإنسانية حيث يقوى الثقة بالنفس لدى المؤمن وهى تنبع لديه فى الأصل من الثقة بالله ، فالمؤمن لا يعتمد اعتماداً كلياً على قوته ، فهو يعلم مقدار بشريته وضعفه ولذا فهو يعتمد على الله " القوى " ومن ثم يستمد الثقة بالنفس من الثقة بالله . ولسان حال المؤمن دوماً يقول : اللهم إنى أبرأ من حولى وقوتى إلى حولك وقوتك " . كما أن الإيمان بالله يساعد الإنسان على حل الصراع الداخلى بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة فيصل إلى النفس المطمئنة ومن ثم يتوافق نفسياً .
كما يؤدى الإيمان بالله إلى التغلب على الحقد والحسد والضغينة والعدوان على الآخرين


، فالمؤمن يعرف إن الله لا يحب المعتدين ، بل ويحسن إلى غيره لأنه يعلم أن الله يحب المحسنين .


والمؤمن يألف الآخرين ويتقبلهم كما هم ، فهم خلق الله ، ولله فى خلقه شؤون فهو يعرف حديث النبى صلى الله عليه وسلم " المؤمن ألف مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف"
والمؤمن يحب الناس ..لأنه يعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ويعلم أنه ما تحاب اثنان في الله إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حباً لصاحبه. والمؤمن من خصاله التعارف ، والإخاء ، والتسامح.
كما يساعد الإيمان صاحبه على الثبات الانفعالى



" يثبت الله الذين آمنوا " فى الأقوال والأفعال والانفعالات ، فالإيمان يساعد المؤمن على كظم الغيظ والعفو عن الناس ، ويعلم المؤمن أن القوى ليس بالصرعة ولكن القوى هو من ملك نفسه وقت الغضب .



كما يؤدى الإيمان إلى الهداية والبعد عن طريق الضلال


.


يقول الله تعالى


: " فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * ومن أعرض عن ذكري



فإن له معيشة ضنكا " ( طه : 122 – 123) .



وكل ما سبق يوصل المؤمن إلى الطمأنينة الروحية


المفتاح الثانى


: الإيمان بالملائكة




أن مجرد شعور المؤمن أن حوله ملائكة تحفظه وتحميه وتدفع عنه الأذى والخوف لاسيما الخوف من شئ لا يراه مثل الجن والشياطين ذلك الشعور يجعله آمناً مطمئناً


.


قصة الفتاة التى أنقذتها الملائكة


.


"


تروى فتاة ملتزمة محجبة فى لندن أنها تأخرت ذات يوم فى موعد الرجوع للمنزل حيث كانت تقوم ببعض أعمال الخير وحينما دخلت إلى محطة المترو لم يكن فيها أحد إلا رجل كان شكله يتسم بالإجرام ، وفى نفس اليوم حدثت جريمة قتل لفتاة بعد الوقت الذى كانت فيه الفتاة فى محطة المترو بخمس دقائق وحينما رأت ذلك الرجل فى التلفاز متهماً وهو مسجل خطر ، ذهبت إلى المحكمة لتشهد أنها رأت ذلك الرجل فى محطة المترو فى نفس زمن الحادث وكان يحيرها سؤال سألته لذلك المجرم ما الذى منعك من قتلى أنا : قال لها وكيف أقتلك وكان بجوارك رجلان ضخمان ، فبكت الفتاة وشعرت أن الله أرسل ملائكة لتنقذها من القتل " .


-


أن مجرد علم المؤمن بأن معه ملائكة .. منهم من يراقبونه ويكتبون أقواله وأعماله " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ذلك الإدراك يعمل على تهذيب أقواله وسلوكه لأنه يدرك أنها تحصى وتكتب أولاً بأول .


-


أن مجرد شعور المؤمن بأنه تحوطه ملائكة وقت درس العلم أو الصلاة وقراءة القرآن لاسيما وأن الملائكة تستمع له .. ذلك الشعور يجعله يشعر بأهميته ، والشعور بالأهمية يعطى شعوراً بالسعادة .


-


أن علم المؤمن بأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنى آدم يجعله لا يدخن – مثلاً - وإن كان مدخنا يقلع عن التدخين خوفاً من أن تتركه الملائكة . والمجلس الذى تتركه الملائكة تحضر فيه الشياطين ، والمؤمن يحب أن يجالس الملائكة ولا يجالس الشياطين .


ومن ثم يزيد الإيمان بالملائكة من الطمأنينة الروحية


.


 
المفتاح الثالث


: الإيمان بالكتب السماوية




جعل الله لعباده كتباً تهديهم سبل الرشاد ، فلم يتركهم سبحانه هملاً تتخطفهم الأهواء والشهوات ، وتتقاذفهم الميول والرغبات ، بل رسم الله لهم طريقا يسيرون فيه ، قال تعالى: " أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم " (الملك:22) - ولكن تجد البعض يضلون الطريق و يتخبطون يمنة ويسرة يبحثون تارة عن الهداية فى فلسفات الغرب وتارة أخرى فى فلسفات الشرق وهؤلاء يقول الله عنهم " أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " ( الأعراف:179).
ويأتى القرآن الكريم وهو آخر هذه الكتب السماوية بالتشريع الربانى الكامل والمنهج الشامل لينظم حياة الإنسان داخلياً وخارجياً ويمنحه الشعور بالراحة والطمأنينة



.فهو كتالوج ربانى يحتوى على مفاتيح حياة البشر وإصلاحهم فى حالة الزيغ والضلال . ويعتبر القرآن هو البوصلة التى توجهك إلى الطريق السليم


مثال


1: تخيل لو أنك خرجت من المنزل ولا تعرف أين تذهب ، وتخيل مرة أخرى أنك خرجت من المنزل وتعرف أين تذهب ، أظنك عرفت الفرق بين أن يكون لك منهج أو لا يكون .


مثال


2 : تذكر ذلك السائح الأجنبى الذى يجوب العالم شرقاً وغرباً وهو يعرف تماماً محافظات ومدن ومراكز بل وشوارع تلك الدولة التى يزورها وذلك لأنه يسير بكتاب " خريطة " ترشده إلى هدفه ، تخيل لو أن هذا السائح فقد الخريطة ماذا يفعل ، وتذكر أن معك خريطة للحياة وما بعد الحياة ، كتاب يهديك " القرآن الكريم "، إن فقدته ضللت الطريق .


كل ذلك يؤكد الطمأنينة الروحية


.


المفتاح الرابع


: الإيمان بالرسل



أرسل الله رسلاً لتبليغ أوامره ونواهيه إلى بنى البشر ، وليكونوا قدوة للناس فى تنفيذ هذه الأوامر والنواهى ، واختار هؤلاء الرسل من بنى البشر لتصل رسالة مهمة إلى الناس مفادها


" طالما أن هناك واحداً من البشر استطاع تنفيذ أوامر الله ونواهيه وكل ما جاء فى كتابه الكريم إذن يستطيع كل البشر الاقتداء بذلك النموذج البشرى " .


وأرسل الله رسلاً إلى بنى البشر لتوضيح ما جاء فى كتبه ، فهم المعلمون للبشر ، وأساتذة هذا المنهج ، فلم الحيرة ومعك الكتاب والأستاذ ؟


! وإن مات الأستاذ ( أستاذ البشرية محمد صلى الله عليه وسلم " فمعك سنته شاهدة على أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكشف الغمة ونصح الأمة ، وتركها على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يحيد عنها إلا خاسر . ومن ثم يشعر المؤمن بالراحة والطمأنينة .




المفتاح الخامس


: الإيمان باليوم الآخر





يعلم المؤمن أن هناك اليوم الآخر الذى يسير إليه وما الحياة الدنيا إلا مزرعة الآخرة ، وما الدنيا إلا دار ممر والآخرة هى دار المقر ، ولذا يعلم المؤمن أن هناك هدف سامى وغاية عليا ترتجى بعد الحياة الدنيا ومن ثم يربط المؤمن كل أعماله بالله وباليوم الآخر ، حيث يعلم أن هناك ثواباً لكل أعماله الخيرة ، وعقاباً على كل أعماله الآثمة والشريرة ، ومن ثم يعمل ذلك الأسلوب التربوى الربانى


.. أسلوب الثواب والعقاب على تهذيب وضبط سلوكيات الإنسان ، كما يجعل المظلوم مطمئناً إلى أنه سوف يأخذ حقه من ظالمه يوم القيامة ، وذلك الشعور يقلل من حالة القلق والاكتئاب والشعور بالظلم فى الدنيا . كما يشعر المؤمن بالسعادة حينما يوقن بأن هناك يوماً آخر يلتقى فيه مرة أخرى مع كل أحبائه الذي فقدهم فى الحياة الدنيا .




المفتاح السادس


: الإيمان بالقضاء والقدر





يؤمن المؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره ، حلوه ومره ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم


" عجباً لأمر المؤمن، فإن أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له " ( رواه مسلم ) .



المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، ولذا فهو لا يجزع ولا يكتئب لماضى لم يحقق فيه شئ أو يقلق لمستقبل يخشى أن لا يحقق فيه شئ ، لأنه يؤمن بقول الله تعالى


" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " ( الحديد:22) .



ودوماً يقول كما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم


" قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم . وهو يعلم أنه لو اجتمعت الدنيا على أن يضروه بشئ لن يضروه بشئ إلا قد كتبه الله عليه ، فلقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ، هذا الاعتقاد بالقضاء والقدر يجعل المؤمن مطمئناً .





المفتاح السابع


: العبادات




يشعر الإنسان بالطمأنينة الروحية من خلال التعبد لله لأنه أطاعه سبحانه ، والله عباده الطائعين له ، فالصلاة تقوى الصلة بين العبد وربه ، فالصلاة الخاشعة تهوّن أثقال الحياة وتمسح متاعبها ، قال تعالى


" واستعينوا بالصبر والصلاة " ( البقرة:153) وكان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا حزبه أمرٌ صلّى " أخرجه أبو داوود ، وقال " ارحنا بها يا بلال " ففى الصلاة راحة للقلب وطمأنينة للفؤاد .



وتأتى الزكاة كى تزكى النفس ، وتزيل الخبث كى تطهرها فيشعر الإنسان بالصفاء الروحى ، ويأتى الصوم فيكون جنة أى وقاية من الأمراض الجسمية والنفسية ، ويرتقى بالنفس مخلصاً إياها من شهواتها ، فتصبح خفيفة ، ويعلو الجانب الروحى النورانى على الجانب المادى الطينى ، فيشعر الإنسان بالطمأنينة الروحية


. ويأتى الحج كى تتخلص النفس من شهوة السلطة والمنصب ، وتتعلم التواضع والذل لله وبه تذكرة بالآخرة ، ويعود الإنسان مغفوراً له كيوم ولدته أمه ، متخلصاً من كل الذنوب والمعاصى والآثام ، متخلصاً من مشاعر الذنب التى تؤرق حياته .. ويعود صافياً .. مطمئناً .


وتعد الطمأنينة الروحية أحد أسباب الإيجابية حيث يتخلص الفرد من صراعاته الداخلية ، ويهرب من سجن الذات ، ذلك الأسر الذى يعطل طاقات الإنسان ، بل وربما يستنفذها فى الصراع مع الشهوات والرغبات الداخلية ، مما يجعل الإنسان يدور حول ذاته ، ولا يجد وقتاً أو جهداً للبذل والعطاء للآخرين


. لكن المطمئن روحياً يشعر بالتحرر من الضغوط الداخلية ، والتخلص من الأنانية والذاتوية ( التوحد من الذات ) ليتوحد مع الآخرين ، ويخروج من دائرة الذات إلى دائرة النحن ، ومن ثم يستطيع البذل والعطاء والتفاعل مع المجتمع الخارجى بحرية وإيجابية .




واخواتي نعلم كل العلم ان السعاده هي
مطلب كل انسان في هذا الوجود ...واعظم سعاده
هي السعاده الروحيه ..المتمثله في اعماق النفس ... اليكم اختصار لما سبق لمن يريد الخطوات العملية مباشرة

****************************** ***

"فكر واشكر"


والمعني ان تذكر نعم الله عليك فاذا هي تغمرك من
فوقك ومن تحت قدميك(وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها)
صحه في بدن, امن في وطن, غذاء وكساء, وهواء وماء,
لديك الدنيا وانت لا تشعر, تملك الحياه وانت لا تعلم.
عندك عينان ولسان وشفتان ويدان ورجلان هل هي مسالة
سهله ان تمشي علي قدميك, وقد بترت اقدام,
وان تعتمد علي ساقيك, وقد قطعت سوق, احقير ان تنام ملء
عينيك وقد اطار الالم نوم الكثير, وان تملا معدتك
من الطعام الشهي, وان تكرع من الماء البارد وهناك من
عكر عليه الطعام, ونغص عليه الشراب بامراض واسقام.
تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم,وتامل في نظرك
وقد سلمت من العمي , وانظر الي جلدك وقد نجوت
من البرص والجذام, والمح عقلك وقد انعم عليك بحضوره
ولم تفجع بالجنون والذهول.فكر في نفسك, واهلك, وبيتك,
وعملك, وعافيتك, واصدقائك, والدنيا من حولك فكر واشكر.
****************************** ************

"ما مضى قد فات"

تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره, والحزن لماسية
حمق وجنون, وقتل لارادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف
الماضي عند العقلاء يطوي ولا يروي, يغلق
عليه ابدا في زنزانة النسيان, يقيد بحبال قويه في سجن
الاهمال فلا يخرج ابدا, ويوصد عليه فلا يري النور,
لانة مضي وانتهي, لا الحزن يعيده, لا الهم يصلحه,
لا الغم يصححه, لا الكدر يحييه, لانه عدم,
لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظله الفائت,
انقذ نفسك من شبح الماضي, اتريد ان ترد النهر الي مصبه,
والشمس الى مطلعها, والطفل الي بطن امة, والدمعة الي العين,
انك بتفاعلك مع الماضي, وقلقك منهواحتراقك بناره,
وانطراحك علي اعتابه وضعا ماساويا رهيبا مخيفا مفزعا.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر, وتمزيق للجهد,
ونسف للساعة الراهنة, ذكر الله الامم وما فعلت
ثم قال: "تلك امه قد خلت" انتهي الامر وانقضي, ولا طائل
من تشريح جثه الزمان, واعادة عجله التاريخ.ان الذي يعود للماضي,
كالذي يطحن الطحين وهو مطحون اصلا, وكالذي
ينشر نشارة الخشب ،ولئن اجتمعت الانس والجن علي اعاده
ما مضي لما استطاعوا لان هذا هو المحال بعينه.ان الناس
لا ينظرون للوراء ولا يلتفتون الي الخلف, لان الريح تتجه
الي الامام والماء ينحدر الي الامام والقافله تسير الي الامام,
فلا تخالف سنة الحياة....واعلموا انه لا شيئ بالحياة يتغير
بل نحن من يتغير
****************************** ******

"لا تنتظر شكرا من احد"

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله
والناس خلق الله العباد ليذكروه و رزق الله الخليقه ليشكروه,
فعبد الكثير غيره, وشكر الاغلبية سواه, لان طبيعه الجحود والنكران
والجفاء وكفران النعم غالبه علي النفوس, فلا تصدم اذا وجدت
هؤلاء قد كفروا جميلك واحرقوا احسانك ونسوا معروفك
بل ربما ناصبوك العداء ورموك بمنجنيق الحقد الدفين لا لشيء
الا لانك احسنت اليهم.وطالع سجل العالم المشهود,
فاذا في فصوله قصه اب ربي ابنه وغذاه وكساه واطعمه
وسقاه وادبه وعلمه وسهر لينام وجاع ليشبع وتعب ليرتاح فلما طر
شاربه وقوي ساعده اصبح لوالده كالكلب العقور, استخفافا
, ازدراء, مقتا, عقوقا صارخا عذابا وبيلا.
ان هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل, وعدم الاحسان للغير,
انما يوطنك علي انتظار الجحود والتنكر للجميل والاحسان
فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.اعمل الخير لوجه الله,
لانك الفايز علي كل حال, واحمد الله لانك المحسن وهو المسيء,
واليد العليا خير من اليد السفلي
( انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)
****************************** ***

"الاحسان الي الغير انشراح للصدر"

"الاحسان الي الغير انشراح للصدر" الجميل كاسمه,
والمعروف كرسمه, والخير كطعمه. اول المستفيدين
من اسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الاسعاد,
يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم, واخلاقهم, وضمائرهم,
فيجدون الانشراح, والانبساط, والهدوء والسكينه.
فاذا طاف بك طائف من هم او الم بك غم فامنح غيرك
معروفا واسد لهم جميلا تجد الفرج والراحه.
اعط محروما انصر مظلوما انقذ مكروبا اطعم جائعا عد مريضا
اعن منكوبا, تجد السعاده تغمرك من بين يديك ومن خلفك
ان فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه,
وعوائد الخير النفسيه عقاقير مباركه تصرف في صيدليه
الذين عمرت قلوبهم بالبر والاحسان. ان توزيع البسمات المشرقه
علي فقراء الاخلاق صدقه جاريه في عالم القيم "ولو ان تلقي
اخاك بوجه طلق" وان عبوس الوجه اعلان حرب ضروس
علي الاخرين لا يعلم قيامها الا علام الغيوب ............
(وما لاحد عنده من نعمه تجزي * الا ابتغاء وجه ربه الاعلي * ولسوف يرضي*).
****************************** **

"اطرد الفراغ بالعمل"

"اطرد الفراغ بالعمل" ان اخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه
من العمل فيبقي كالسياره المسرعه في انحدار بلا سائق
تجنح ذات اليمين وذات الشمال.يوم تجد في حياتك فراغ
فتهيا حينها للهم والغم والفزع, لان هذا الفراغ يسحب لك كل
ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من ادراج الحياه فيجعلك
في امر مريج, ونصيحتي لك ولنفسي ان تقوم باعمال
مثمره بدلا من هذا الاسترخاء القاتل لانه واد خفي وانتحار
بكبسول مسكن.الراحه غفله والفراغ لص محترف وعقلك
فريسه ممزقه لهذه الحروب الوهميه.اذا قم الان صل
او اقرا او سبح او طالع او اكتب او رتب مكتبتك
او اصلح بيتك او انفع غيرك حتي تقضي علي الفراغ
واني لك من الناصحين..

****************************** ****
" لا تكن امعه"

"لا تكن امعه "لا تتقمص شخصيه غيرك ولا تذب في الاخرين.
ان هذا هوالعذاب الدائم, وكثير هم الذين ينسبون انفسهم
واصواتهم وحركاتهم وكلامهم ومواهبهم وظروفهم لينصهروا في
شخصيات الاخرين, فاذا التكلف والصلف والاحتراق اعدام للكيان
والذات.من ادم الي اخر الخليقه لم يتفق اثنان في صوره
واحده فلماذا يتفقون في المواهب والاخلاق .انت شيء اخر
لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن ياتي مثلك في الدنيا شبيه.
انت مختلف تماما عن غيرك فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد
والمحاكاه والذوبان .انطلق علي هيئتك وسجيتك
عش كما خلقت لا تغير صوتك لا تبدل نبرتك لا تخالف مشيرتك
هذب نفسك بالوحي ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
انت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك انت بلونك هذا وطعمك هذا,
لانك خلقت هكذا وعرفناك هكذا"لا يكن احدكم امعه".
****************************** *********8

" قضاء وقدر"

ما اصاب من مصيبه في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب
من قبل ان نبراها, جف القلم, رفعت الصحف, قضي الامر, كتبت
المقادير, لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ما اصابك لم يكن
ليخطاك وما اخطاك لم يكن ليصيبك. ان هذه العقيده
اذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البليه عطيه,
والمحنه منحه, وكل الوقائع جوائز واوسمه "من يرد الله به خيرا يصب
منه " فلا يصيبك قلق من مرض او موت ابن او خساره
ماليه او احتراق بيت,فان الباري قد قدر والقضاء قد حل والاختيار
هكذا والخيره لله والاجر حصل والذنب كفرهنيئا لاهل المصائب
صبرهم ورضاهم عن الاخذ, المعطي,القابض, الباسط,
لايسال عما يفعل وهم يسالون.استسلم للقدر قبل ان تطوق
بجيش السخط والتذمر والعويل اعترف بالقضاء قبل ان يدهمك
سيل الندم اذا فليهدا بالك اذا فعلت الاسباب وبذلت الحيل
ثم وقع ما كنت تحذر فهذا هو الذي كان ينبغي ان يقع ولا تقل
"لواني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا,
ولكن قل: قدر الله وماشاء فعل .........

مما سبق اخواتى نستنتج ان السعادة او الشعور بالراحة هو شعور نفسى داخلى لا يأتى ابدا من الخارح ، بل هو منحة ربانية يهبك الله اياها ، بسعيك اليها روحيا بتحقيق الايمان ، او جسديا بالعمل التعبدى او الدنيوى فى سبيل السعى فى هذه الحياة الدنيا وكلاهما عبادة ، فالسعادة هى قرار داخلى تتخديه انت بنفسك ليس لاحد سلطة عليه ، ولا يستطيع احد ان يأخذه منك او يعطيك اياه ، انت من يقرران كنت سعيدة ام لا ، فالسعادة رضى والرضى من الله ، فأنت بالله ومع الله والى الله ، وان حدتى عن هذا الطريق فلا تلومين الا نفسك

اللهم اجعلنا راضين مرضيين وارضى عنا يا رب العالمين

فى امان الله

9
545

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أميره بطبعي
أميره بطبعي
جزاك الله خيرا
اعشق ارضك
اعشق ارضك
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
لا إله الا الله الحليم الكريم .. لا اله الا الله العلي العظيم ..
لا إله الا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم ..

لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..
له الملك .. و له الحمد و هو على كل شيء قدير ..
الحمد لله الذي لا إله إلا هو .. و هو للحمد أهل .. و هو على كل شيء قدير ..
و سبحان الله .. و لا إله إلا الله .. و الله أكبر .. و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
ام الرسام
ام الرسام
جزاكم الله خيرا اخواتى على مروركم الكريم
ام الرسام
ام الرسام
اخواتى الفاضلات

الله يسعد قلوبكم بالخير

الطرح فعلا طيب وقيه استفادة كبيرة للنفس

فأتمنى ان تستفيدوا وتتفاعلوا مع الموضوع الله يفتح عليكم ويزيدكم من فضله
مريم ريحانة بغداد
الله يجزيكي الخير على هالطرح فعلا السعادة بالقرب من الله