الداعية الى الحق

الداعية الى الحق @aldaaay_al_alhk

عضوة توعيه سابقاشعلة المجلس

اين انتي منهن ...(( يامن تريدين الجنة وريحانها)).....

الملتقى العام

اين انتي منهن ...(( يامن تريدين الجنة وريحانها)).....قصص من الواقع

الايمانٌ والصَبْروالاحتساب
أين أنتن منهن؟ بل كيف حالكنَّ يافتيات، الواحدة منكن قد تترك دينها أو الاستقامة عليه بسبب كلمةٍ أو مال أو فتنة قليلة {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.انظري اخيه موقع ايمانك وصبرك واحتسابك ومدي قربك لله
~~~~~ تمعني في تلك الكلمات وتذكري مافاتّّّ~~~~~
~~~~~راجعي حساباتك مع نفسك واستعدي للقاء ربك~~~~~
~~~~اختبري مقياس ايمانك امام الفتن كمااختبرت ماشطتة ابنة فرعون نفسها~~~~
قصّة ماشطةِ ابنةِ فرعون
المرأة المسلمة التي نذرت نفسها لله، وبذلت حياتها في سبيله، تدرك أن طموحها عظيم ومطلبها ضخم، يتطلب قدراً كبيراً يناسب جلالته، من الصبر والإرهاق والمشاق "ألاْ إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة".
ومن هنا فإن المؤمنة الصادقة التي وضعت أولى خطواتها في طريق الدعوة، تدرك التبعات التي سوف تتحملها، والأذى الذي قد تتعرض له، والمضايقات التي قد تلاقيها، ومن ثم يتميز الصادق من الكاذب، والصابر من المتبرم الجازع، والماضي من المتردد.
والحديث الذي بين أيدينا اليوم فيه نموذج فذّ رائع للمرأة المسلمة التي تبتلى بسبب تمسكها بدينها وإصرارها عليه، فترضى، صابرة محتسبة، على أن تخرج من الدنيا بالموت، ولا تخرج من دينها. وتمر بمحنة عظيمة جسدية ونفسية تنخلع لها القلوب، فتصبر وتحتسب، وتنال بذلك رضى الله وجنته.
روى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها أتتْ عليّ رائحةٌ طيبةٌ، فقلتُ: يا جبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها. قال: قلتُ: وما شأنها؟ قال: بينا (أي بينما) هي تمشط ابنة فرعون إذ سقط المدرى (المشط) من يدها، فقالت: بسم الله. فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا, ولكن ربي ورب أبيك الله. قالت: أخبرُه بذلك؟ قالت: نعم. فأخبرتُه، فدعاها فرعون، فقال: يا فلانة، وإن لكِ رباً غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله. فأمر ببقرة من نحاس (قِدْر كبيرة واسعة) فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها. قالت له: إن لي إليكَ حاجةً. قال: وما حاجتُك؟ قالت: أحبّ أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا! قال: ذلك لكِ علينا من الحق. فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مُرْضَع وكأنها تقاعست من أجله. قال: يا أماه، اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة".
امرأة ضعيفة تعمل خادمة في قصر ملك يصل به الطغيان إلى أن يخطب في قومه، معرّضاًَ بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، قائلاًَ: كما أخبر بذلك القرآن الكريم } أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ { (الزخرف:51-52).
بل يزداد طغياناً ويعلن بصلف على قومه، كما يحدّث القرآن الكريم: } أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى { (النازعـات:24). ولكن ضعف المرأة الجسمي قوَّاه عمقُ إيمانها، وتدنِّيَ منزلتها الاجتماعية ارتفع به تساميها بعقيدتها. ثم هي لا ترضى أن تترك أمر دينها تستراً؛ بل لا تبالي أن يصل ذلك إلى سمع الملك الطاغية المتأله.
وحين يستدعيها الطاغية تمشي إليه بثقة، وتقف بين يديه بقوة، وحين يسألها باستنكار وغلظة: وإن لكِ رباً غيري؟ لا ينتابها تردد، ولا يعتريها ضعف، فإذا هي تخاطبه بقوة، لا لتخبره بأن ربها الله سبحانه وتعالى فحسب، بل لتطأ من كبريائه وتبين زيفه حين تقول: ربي وربك الله.
والماشطة وهي تجيب هذه الإجابة، وتقف هذا الموقف، لم يغب عنها بطشُ الطاغية وجبروته، فهاهو ذا الطاغية لا يفتح مجالاً للمناقشة، أو يبدأ محاولات الإقناع، فهو يخشى أن تكون هذه المرأة الضعيفة بداية خط التحرر من طغيانه، واكتشاف الحقيقة التي طالما حاول تغطيتها بالدعاوى الفارغة.
إنه يدعو بوسائل التعذيب البشعة المُعَدَّة لمن يسخط عليهم. إنها آلة قد جهد هو وزبانيته في تصميمها، لتكون أكثر إيلاماً فتجعل المِيْتة مِيْتات، وهذا هو الصمت المخيّم بين جلب آلة التعذيب الرهيبة (القِدْر النحاسية الواسعة) وبين الأمر بإلقاء المرأة وأولادها، يمر ثقيلاً رهيباً، والطاغية الكبير لا يبالي أن يقتل أحداً بذنب غيره، فهو يأمر بإلقاء الماشطة وأولادها داخل آلة التعذيب المرعبة الحامية.
ولا يكتفي من تلك المرأة الضعيفة أن تنتهي بتلك النهاية الموحشة، بل يحاول أن يوقع عليها كل ما يستطيعه من عذاب، خاصة وهو يرسل رسالة لكل من تحدّثه نفسه بالتوجه إلى غيره. ثم هو بما يحس به من العزة الكاذبة، لا يريد أن يَعْرِض عليها الرجوع، فهي عنده أحقر من ذلك، بل ليدع العذاب وحده بشدته وعنفه يجعلها ترجع ذليلة مهانة لتلثم رجليه، وتطلب مغفرته.
وأمام آلة التعذيب الرهيبة وهي في غاية ما تكون من الحرارة، يأمر بإلقاء أولادها واحداً بعد الآخر.. أمام عينيها.. كم يتقطع قلبها وهي ترى الزبانية يحيطون بالواحد من أولادها بوحشية، ويحملونه بعنف ليلقوه في آلة القتل المتوهجة.. وصراخه لا ينقطع ودموعه تجري أنهاراً.. ولكن الدور ينتهي إلى طفل لها رضيع، ويرق قلب الأم رقة شديدة لهذا الطفل الرضيع، وتكاد تنهار وتتزحزح عن المبدأ، ويدركها الضعف البشري، ولكن الله سبحانه وتعالى يُنطِقُ ذلك الصبي، فإذا هو يقول بلسان واضح: يا أماه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.
وهنا يعود إليها التماسك كأقوى ما يكون، وإذا هي بخطى ثابتة تقتحم إلى آلة التعذيب والقتل الرهيبة، لتنتهي عظاماً، ويبقى أريج سيرتها يتضوع عبر العصور نموذجاً للمرأة المؤمنة الصادقة الصابرة الثابتة على المبدأ أمام أعتى التحديات.
6
704

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الداعية الى الحق
الصبر الجميل .. !

في القرآن الكريم ورد ذكر الصبر أكثر من ثمانين مرة .. حيث جاء ذكره في القرآن على نحو ستة عشر وجهاً :
- الأمر به .
- النهي عن ضده .
- الثناء على أهله .
- ايجاب محبة الله لهم .
- إيجاب معية الله لهم .
- الإخبار بأن الصبر خير لصحابه .
- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم .
- إيجاب الجزاء لهم بغير حساب .
- إطلاق البشرى لأهل الصبر .
- ضمان النصر والمدد لهم .
- الإخبار بأن أهل الصبر هم أهل العزائم .
- الإخبار بأن الحظوظ العظيمة لا يلقاها إلا الصابرون .
- الإخبار بأن أهل الصبر هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر .
- الإخبار بأن النجاة في الآخرة إنما نالوها بالصبر .
- الإخبار بأن الصبر يورث الإمامة .
- اقتران الصبر بمقامات الإسلام والإيمان والتقوى والتوكل .
الداعية الى الحق
آسية زوجة فرعون

كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد حياتها مرفهة . .. متنعمة . . . زوجها طغى وتجبر . . . وأراد أن يقدسه الناس . فنصب نفسه إلها عليهم . .. وأصدر قرار الألوهية من قصره فقال " أنا ربكم الأعلى " إنه فرعون .. . فرعون الذي نسي أنه كان نطفة مذرة . هذا المتكبر. .. بكل ما يملكه من مال وجنود وعبيد . . . تحداه أقرب الناس إليه . . . تحدته زوجته " اسية بنت مزاحم "

وهي إحدى أربع نساء هن سيدات نساء العالمين آسية التي آمنت برب العالمين . . . جاءت إلى زوجها المتكبر عندما قتل الماشطة التي كانت تمشط ابنتها … الماشطة التي قالت له متحدية : ربي وربك الله نتيجة لذلك التحدي قذفها في النار هي وأولادها .

فلم ترض زوجته " آسية " . . . لأنها أختها في الله والأخوة في الله . . . تنعدم فيها الطبقية بين الحرة والعبدة وبين الرئيس والمرؤوس . فأرادت أن تنتصر لأختها في الله فقالت لزوجها فرعون عندما أخبرها عن أمر الماشطة .

قالت له : "الويل لك ما أجرأك على الله "

فقال لها : " لعلك اعتراك الجنون الذي اعترى الماشطة؟ "

فقالت : ما بي من جنون ولكني آمنت بالله تعالى ورب العالمين .

وبعد ذلك . . . دعا فرعون أمها . . . قال لها : " إن ابنتك قد أصابها ما أصاب الماشطة . فأقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى . فخلت بها أمها . .. وأرادتها أن توافق فرعون . ولكنها أبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله . وهذا هو التحدي ... تحدي الواقع بكل ما يملك من قوة وجبروت وعندما رأى فرعون تمسكها بدينها وإيمانها خرج على الملأ من قومه

فقال لهم : "ما تعلمون من آسية بنت مزاحم " ؟ . . . . . . فأثنى عليها القوم . . . ..

فقال : إنها تعبد ربا غيري فقالوا " أقتلها "

أختي الفاضلة .. . أسمعت قول بطانة السوء . .. لقد قالوا : اقتلها ، وقبل ثوان كانوا قد أثنوا عليها بخير . . . سبحان الله من هذه البطانة الممتدة عبر التاريخ ! ! ومن ثم نادى فرعون زبانيته . . .

وأوتدوا لها أوتادا وشدوا يديها ورجليها ووضعوها في الحر اللاهب ... تحت أشعة الشمس المحرقة ووضعوا على ظهرها صخرة كبيرة لقد كانت متنعمة بالفرش الوثير وشتى أنواع الطعام . . . والمقام الكريم . والآن تضرب بالأوتاد تحت أشعة الشمس وعلى ظهرها صخرة كبيرة . أود يا أختي الفاضلة الآن أن تعقدي مقارنة بين الصورتين .

وليت فرعون وقف عند ذلك . . . إنما قال لزبانيته " انظروا أعظم صخرة فألقوها . فإن رجعت عن قولها فهي امرأتي . وأخذ يتلذذ بتعذيبها . . . وهذا شأن الطغاة في كل زمان .

وفي أثناء ذلك . . . نظرت إلى ما عند الله فقالت :

رب ابن لي عندك ..... الظالمين " التحريم

و كشف الله عن بصيرتها فأطلعها على مكانها في الجنة ففرحت وضحكت وكان فرعون حاضراًً هذا المشهد .

فقال : ألا تعجبون من جنونها ؟ إنا نعذبها وهي تضحك فقبض اللة روحها إلى الجنة رضي الله عنها . .. وألقيت الصخرة عليها .. فلم تجد ألما لأنها ألقيت على جسد لا روح فيه . .أختي الفاضلة . . . إنها وقفه إيمانية . . . نجد مدى إشراقة نور الإيمان في قلب هذه المؤمنة . امرأة وحيدة . .. ضعيفة جسديا . . . آمنة مطمئنة في قصرها تتحدى واقعا جاهلياً يرأسه زوجها . لقد كانت نظرتها نظرة متعدية ..........تعدت القصر .. . تعدت الفرش الوثيرة . . . تعدت الحياة الرغيدة . . .

تعدت الجواري . . . العبيد . . . الخدم لذلك كانت تستحق أن يذكرها رب العالمين في كتابه المكنون . ويضعها مثالا للذين آمنوا وذلك عندما قال تعالى " وضرب الله مثلاً ...الظالمين " التحريم 11

وقال العلماء عند تفسيرهذه الاية الكريمة لقد اختارت آسية الجار قبل الدار . واستحقت أيضأ أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء اللاتي كملن ، وذلك عندما قال : " كَمُلَ من الرجال كثير ولم يكَمُلَ من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت مران ، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام " . اسية المؤمنة هي السراج الثاني الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون . . والآن من يضيء لنا سراجا يشع منه نورأ حملا معه الصبر . . . الثبات . . . والدعوة إلى الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

من أحب لقاء الله ، أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
الداعية الى الحق
السيدة سمية بنت الخياط



نسبها:
سمية بنت الخياط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيدة استشهدت في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهم لإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذى في ذات الله.

كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممن اعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها. فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبو بكر الصديق فقد منعه قومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أدراع الحديد وصهروا تحت لهيب الشمس الحارقة.

عن مجاهد، قال: أول شهيدة استشهدت في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وبلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وسمية أم عمار.

زواجها:
كانت سمية بنت خياط أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانياً مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هو وأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبد الله، فرجع الحارث والمالك إلى اليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وتزوج من أمته سمية وأنجب منها عماراً، فأعتقه أبوحذيفة، وظل ياسر وابنه عمار مع أبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبد الله وسمية وعمار .

تعذيب المشركين لآل ياسر:
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهم الإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقد ملأ قلوبهم بنور الله-عز وجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمار لإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت أية في شأن عمار في قوله عز وجل: ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾. وعندما أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال : مطمئناً بالإيمان. قال : فإن عادوا لك فعد لهم.

هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركين للمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفين في الربيع الأول أو الآخر من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء .

وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكان الرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عز وجل- أن يجعل مثواهم الجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء.

عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّ موعدكم الجنة .

وفاتها:
نالت سمية الشهادة بعد أن طعنها أبو جهل بحربة بيده في قُبلها فماتت على إثرها.وكانت سمية حين استشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابتة عليه لا يزحزحها عنه أحد، وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمال الأذى الذي لاقته على أيدي المشركين .

مصير القاتل:
أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي، ويكنى بأبي الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذى لهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.

قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتل المسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجى الأنصاري، ومعوذ بن الحارث الخزرجى الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامة جسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبد الله بن المسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه المعركة رضي الله عنهما .

قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف يوم بدر، إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهما إليه، ((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه)).
((بعد مقتل أبا جهل، قال النبي صلى الله لعمار بن ياسر قتل الله قاتل أمك(( .

الدروس والعبر في سيرة حياة سمية:
سمية بنت الخُياط هى من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذي كان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيس في ذات الله تعالى.

كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلام ورفضها ديناً غيره، فقد وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها في الدنيا والآخرة، فوكلت أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالى خيراً على صبرها ويعاقب المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل، ولا يهمل وأنه مهما طال الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أم أجلاً.

نقلا عن مجلة المرأة المسلمة.
Fragrance
Fragrance
نعم أختي الداعية الى الحق يجب علينا تقوية ايماننا ومجاهدة النفس على الاحتساب وتعليمها الصبر أمام ما قد يعترضها من محن وفتن فالصبر نصف الايمان

قصص مؤثرة جدا .. علينا التفكر بها والتدبر وأخذ العبر

جزاك الله خير الجزاء على هذا التذكير الطيب واسأل الله أن يجعله في ميزان أعمالك
الداعية الى الحق
عائشة بنت أبي بكر
عائشة بنت الصديق

رضي الله عنها



إن ما دفعني للخوض في حياة السيدة عائشة (رضي الله عنها) هو ما لهذه الإنسانة من عقل نير، وذكاء حاد ، وعلم جم. ولدورها الفعال في خدمة الفكر الإسلامي من خلال نقلها لأحاديث رسول الله وتفسيرها لكثير من جوانب حياة الرسول واجتهاداتها . وهي كذلك المرأة التي تخطت حدود دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية. لقد كانت (رضي الله عنها) من أبرع الناس في القرآن والحديث و الفقه، فقد قال عنها عروة بن الزبير
(( ما رأيت أحداً أعلم بالقرآن ولا بفرائضه ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث عرب ولا بنسب من عائشة)).

وفي هذه النقطة البحثية تطرقت إلى ثلاث مجالات تميزت فيهم السيدة عائشة وهي :

1. علمها وتعليمها .

2. السيدة المفسرة المحدثة.

3. السيدة الفقيه .

وقد اخترت هذه المجالات ؛ لأهميتها ولأثرها الواضح في المجتمع والفكر الإسلامي، فهي (رضي الله عنها) بعلمها ودرايتها ساهمت بتصحيح المفاهيم، والتوجيه لإتباع سنة رسول الله. فقد كان أهل العلم يقصدونها للأخذ من علمها الغزير، فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه.تلكم هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، زوجة رسول الله وأفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالقرآن والحديث والفقه. ولدت بمكة المكرمة في العام الثامن قبل الهجرة ، تزوجها الرسول في السنة الثانية للهجرة، فكانت أكثر نسائه رواية لأحاديث
كانت من أحب نساء الرسول إليه، وتحكي (رضي الله عنها) عن ذلك فتقول
((فضلت على نساء الرسول بعشر ولا فخر: كنت أحب نسائه إليه، وكان أبي أحب رجاله إليه، وتزوجني لسبع وبنى بي لتسع (أي دخل بي)، ونزل عذري من السماء (المقصود حادثة الإفك)،واستأذن النبي نساءه في مرضه قائلاً: إني لا أقوى على التردد عليكن،فأذنّ لي أن أبقى عند بعضكن، فقالت أم سلمة: قد عرفنا من تريد، تريد عائشة، قد أذنا لك، وكان آخر زاده في الدنيا ريقي، فقد استاك بسواكي، وقبض بين حجري و نحري، ودفن في بيتي)) توفيت(رضي الله عنها) في الثامنة والخمسين للهجرة.

علمها وتعليمها
تعد عائشة (رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد أحيطت بعلم كل ما يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. وكانت (رضي الله عنها) مرجعاً لأصحاب رسول الله عندما يستعصي عليهم أمر، فقد كانوا (رضي الله عنهم) يستفتونها فيجدون لديها حلاً لما أشكل عليهم. حيث قال أبو موسى الأشعري ((ما أشكل علينا –أصحاب رسول الله_ حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً))

وقد كان مقام السيدة عائشة بين المسلمين مقام الأستاذ من تلاميذه، حيث أنها إذا سمعت من علماء المسلمين والصحابة روايات ليست على وجهها الصحيح،تقوم بالتصحيح لهم وتبين ما خفي عليهم، فاشتهر ذلك عنها ، وأصبح كل من يشك في رواية أتاها سائلاً.

لقد تميزت السيدة بعلمها الرفيع لعوامل مكنتها من أن تصل إلى هذه المكانة، من أهم هذه العوامل:

ذكائها الحاد وقوة ذاكرتها، وذلك لكثرة ما روت عن النبي .

زواجها في سن مبكر من النبي، ونشأتها في بيت النبوة، فأصبحت (رضي الله عنها) التلميذة النبوية.

كثرة ما نزل من الوحي في حجرتها، وهذا بما فضلت به بين نساء رسول الله.

حبها للعلم و المعرفة، فقد كانت تسأل و تستفسر إذا لم تعرف أمراً أو استعصى عليها مسائلة، فقد قال عنها ابن أبي مليكة ((كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه)).
ونتيجة لعلمها وفقهها أصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام. وكانت (رضي الله عنها) تضع حجاباً بينها وبين تلاميذها، وذلك لما قاله مسروق((سمعت تصفيقها بيديها من وراء الحجاب)).

لقد اتبعت السيدة أساليب رفيعة في تعليمها متبعة بذلك نهج رسول الله في تعليمه لأصحابه. من هذه الأساليب عدم الإسراع في الكلام وإنما التأني ليتمكن المتعلم من الاستيعاب، . فقد قال عروة إن السيدة عائشة قالت مستنكرة
((ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدّث عن رسول الله يسمعني ذلك، وكنت أسبِّح-أصلي-فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم.
كذلك من أساليبها في التعليم، التعليم أحياناً بالإسلوب العملي،وذلك توضيحاً للأحكام الشرعية العملية كالوضوء. كما أنها كانت لا تتحرج في الإجابة على المستفتي في أي مسائلة من مسائل الدين ولو كانت في أدق مسائل الإنسان الخاصة. كذلك لاحظنا بأن السيدة عائشة كانت تستخدم الإسلوب العلمي المقترن بالأدلة سواء كانت من الكتاب أو السنة. ويتضح ذلك في رواية مسروق حيث قال((كنت متكئاً عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة،ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن ؟ قالت: من زعم أن محمداً rرأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت:يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني،ألم يقل الله عز وجل (ولقد رآه بالأفق المبين.ولقد رآه نزلةً أخرى)

فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله ،فقال ( إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين،رأيته مهبطاً من السماء سادّاً عِظَمُ خلقه ما بين السماء و الأرض )) فقالت: أولم تسمع أن الله يقول( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) أو لم تسمع أن الله يقول(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليٌ حكيم).

قالت: ومن زعم أن رسول الله كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية ، و الله يقول ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ). قالت .ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول ( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )) وبذلك يتضح لنا بأن السيدة عائشة (رضي الله عنها)كانت معقلاً للفكر الإسلامي، وسراجاً يضيء على طلاب العلم. ولذكائها و حبها للعلم كان النبي يحبها ويؤثرها حيث قال(( كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))

السيدة المفسرة المحدثة

كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة، تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمور الدين،فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسير والحديث. وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكر الصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق،كما أن ذكائها و قوة ذاكرتها سبب آخر،ونلاحظ ذلك من قولها(( لقد نزل بمكة على محمد وإني لجارية ألعب (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)). ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله، وكانت(رضي الله عنها)تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات.فجمعت بذلك شرف تلقي القرآن من النبي فور نزوله وتلقي معانيه أيضا من رسول الله. وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.

كانت السيدة تحرص على تفسير القرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده، ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل السيدة عائشة عن قوله تعالى(( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا…)) قلت: أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها:وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء و استأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك)).
وفي موقف آخر يتضح لنا أن السيدة عائشة كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسر القرآن بالقرآن. وبذلك فإن السيدة عائشة تكون قد مهدت لكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم . أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقد احتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعد أبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالك ، وابن عباس (رضي الله عنهم)



ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قد تلقتها مباشرة من النبي كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية . ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي وتلقي السنة من السيدة التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.

كانت (رضي الله عنها) ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي، وقد لاحظنا ذلك من رواية عروة بن الزبير عندما قالت له (( يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فالقه فسائلْه، فإنه قد حمل عن النبي علماً كثيراً، قال عروة: فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله فكان فيما ذكر أن النبي قال:إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعاً، ولكن يقبض العلماء فيرفعُ العلم معهم، ويبقى في الناس رؤوساً جهَّالاً يفتونهم بغير العلم، فيَضلّون و يٌضلٌّون. قال عروة. فلم حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك و أنكرته، قالت: أحدَّثك أنه سمع النبي يقول هذا؟ قال عروة: حتى إذا كان قابلٌ، قالت له: إن ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحة حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم، قال: فلقيته فساءلته فذكره لي نحو ما حدثني به في مرَّته الأولى، قال عروة: فلما أخبرتها بذلك قالت: ما أحسبه إلا قد صدق، أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص)). ولذلك كان بعض رواة الحديث يأتون إليها ويسمعونها بعض الأحاديث ليتأكدوا من صحتها، كما إنهم لو اختلفوا في أمر ما رجعوا إليها..ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة و فضلها في نقل السنة النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي الفعلية في بيته عليه الصلاة و السلام .

السيدة الفقيهة :
تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين، وكما ذكرنا سابقاً بأن أصحاب الرسول كانوا يستفتونها فتفتيهم، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة قد اشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت. ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بما عرفت من النبي وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في الكتاب أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها.. فهاهي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى :
(( والذين هم لفروجهم حافظون.إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين.فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون))
وقد استقلت السيدة ببعض الآراء الفقهية، التي خالفت بها آراء الصحابة، ومن هذه الآراء:

1-جواز التنفل بركعتين بعد صلاة العصر، قائلة(( لم يدع رسول الله الركعتين بعد العصر)). وعلى الرغم من أنه من المعلوم أن التنفل بعد صلاة العصر مكروه، فقال بعض الفقهاء أن التنفل بعد العصر من خصوصياته ))



2- كما أنها كانت ترى أن عدد ركعات قيام رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر، مستدلة بصلاة رسول الله ،وذلك عندما سألها أبو سلمة بن عبدالرحمن ((كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله r يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن و طولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال ((يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي))..فكان الصحابة (رضي الله عنهم) يصلونها عشرين ركعة، لأن فعل النبي r لهذا العدد لا يدل على نفي ما عداه. وهكذا جمعت السيدة عائشة بين علو بيانها و رجاحة عقلها، حتى قال عنها عطاء(( كانت عائشة أفقه الناس وأحسن الناس رأياً في العامة)).
الخلاصة :

توفيت السيدة عائشة (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها،بعد أن تركت أعمق الأثر في الحياة الفقهية و الاجتماعية والسياسية للمسلمين. وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول .

لقد عاشت السيدة بعد رسول الله لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية ، فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية ، فهي السيدة المفسرة العالمة المحدثة الفقيهة. وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله أن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء.

كما أن عروة بن الزبير قال فيها((ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة)) وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر(( إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)).

وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه،للسيدة التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهم، والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي.فهي بذلك اعتبرت امتدادا لرسول الله.





من النت ا سلام اون لاين