اين تجد السعاده

{..سعـادتي...!!

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




كم منا من يعيش حالات الطفش الغير طبيعية ??



كم هي حالات الإنتحار و الهروب من الحياة التي سجلت في أقطار العالم ؟؟



كم من إنسان كل ليلة ينام على فراشة و تبله دموع الحزن و الأسى ؟؟



كم تحمل هذه القلوب من الهموم و الغموم كأمثال الجبال الراسيات ؟؟ و بعضها بدون سبب محدد ..




أين تكمن سعة الصدر و هدوء النفس و إسترخاء البدن و بهجة القلب ..



هل هي في الشهرة و الأضواء ؟؟



إذن لماذا أغلب المشاهير نهايتهم الإنتحاااااااااار قرروا أن يتركوا الدنيا بما فيها .



و أكبر مثال ..الممثلة الأمريكية ( مارلين مونرو)



وقد كتبت في وصيتها لبنات وسطها أذهبوا و اعملوا كما يعمل نساء الشرق فهن في نعمة كبيرة ..


و غيرها الكثير ..




هل سعة الصدر في المال و الوظيفة و أن يضمن الإنسان مستقبله و مستقبل أولاده ؟؟؟


أو أن يكون الإنسان حر بمعنى الكلمة لا يقيده دين ولا عرف ؟؟



إذا كانت كذلك لماذا دولة السويد التي تعتبر من أغنى الدول .. لا يوجد عندهم فقر أو بطاله أو جوع .



بل كل الشعب في غنى فااااااااحش ..


من غير ذلك كل شيء عندهم حلال دون قيود ..


من غير الطبيعة الخلابة و الخيالية عندهم جبال .. أشجار .. أنهار ... أمطار ...الخ )





إذن الدنيااااااااا بأسرها بين أيديهم ..






ستصدمون مثلي لو عرفتم أن السويد تتصدر دول العالم في نسبة الإنتحاااااااااااار ..



فلوا مشيت في شوارعهم لتجد أناس يسقطون من فوق ناطحات السحاب وهذا منظر عادي جداَ بالنسبة لهم و قد اعتادوا عليه ..



إذن أين السعادة !!!



هل السعادة في الصحة ؟؟




لو كانت كذلك لما كررت.. أنا ..و أنت.. وهو.. وهي ..الذين أنعم الله علينا بالعافية كلمة ( طفش ) التي نكررها كثيرا كل يوم..





أحتار عقلي و تفكرت من السعيد في هذه الدنيا ..



من هو الخالي من الأمراض التي تعتري الإنسان من فتره لأخرى


من الذي ينام ملء جفونه وقد وسع صدرة الفضاء بأسره بهجه و سعادة ..





كم من المرضى الذين ينعموا بالسعادة و الرضى ..



كم من الفقراء الذين لو وزعت سعادتهم على أهل الأرض لكفتهم ..



كم من المعاقين و المبتلين و المحرومين من هم في قمة السعادة ..





حرموا من الصحة البدنية لكنهم ينعمون بصحة نفسية لا مثيل لها ..





ما هذا التناقض الذي يعيش فيه العالم .؟؟؟





بعد طول تفكر و تدبر توصلت لضالتي ..


و عرفت سر السعادة و السرور .




عرفت أن مكمن السعادة القلب ..



فلوا سعد القلب سعدت جميع الأعضاء




ولا يعمر هذا القلب و يبهجه و يسعده إلا القرب من خالقه و بارئه





الله عز و جل ...




لو عمرنا قلوبنا بالإيمان و القرب من الله ..



والله لما عرف الحزن و الأسى طريق لقلوبنا ..



حتى لو نشرت أجسادنا بالمناشير




هل نسيتم قصة آسيا .. و سمية .. كم ذاقتا من العناء لكن القلب يتراقص من شدة الفرح ..




سعادتنا في المحافظة على فروضنا الخمس بخشوع و إتقان




حياتنا في ركعتين الضحى ..



عزنا في قيام الليل و قراءة القرآن



نورنا و نجاتنا في دمعيتن تسقط على وجناتنا خوفاَ و خشية من الله ..






من أعظم من الله في هذا الدنيا ؟؟؟





لا أحد و تعالى أن يكون له شبيه .






كل من في الكون خدم و عبيد عند الله تعالى ..







فإذا كان الملك قد رضي عنا هل نخاف من الخدم و العبيد ؟؟؟






إذن فلنعلها توبة نصوح من كل الذنوب و المعاصي ..ولنجاهد هذه النفس و نخالف هواها .


حتى تغمرنا السعادة و الهناء و رغد العيش ليس في الدنيا فقط بل حتى في الأخرة ..





يقول الله تعالى (من عمل صالحاَ من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )






سمعت لمحاضرة للشيخ محمد عبد الرحمن العريفي





يقول : كنت في أحد سفراتي للخارج و تقابلت مع رجل من تلك البلاد الأوربية



و كان غير مسلم ..


و كان يشكوا من الهم و الملل ..



فقلت له : لكل شيء في الحياة وظيفة معينة .



فقال الرجل له : لم أفهم ما تقصد .



قال الشيخ له : مثلاَ القلم ما وظيفته .



قال الرجل : الكتابة .



فقال له الشيخ : والحذاء ما وظيفته .



قال الرجل : نرتدي الحذاء لنمشي به .



فقال له الشيح : حسناَ لو بدلنا المهام و سرنا نكتب بالحذاء و نمشي بالقلم هل يصلح ذلك .



قال الرجل : بالطبع لا .



قال له الشيخ : و كذلك الإنسان خلقه الله لوظيفة وااااااااحده و هي عبادته و حده لا شريك له ولو ترك هذه الوظيفة


و ذهب لغيرها لما استوت النفس و لا ارتاح القلب ..




بعد ذلك حرص الشيخ جزاه الله خير أن يضرب له مثال أخر ..




فقال للرجل : لكل عضو من أعضاء الجسم متعه يتمتع بها .



فلوا كنت جائع ماذا تفعل ؟




قال الرجل أأكل طعام شهي .



فقال الشيخ : هذه متعه خاصه بالبطن .



و إذا أردت أن تمتع أنفك ماذا تفعل ؟



قال أشم وردة زكيه أو عطر .



قل له الشيخ : و إذا أردت أن تمتع بصرك ماذا تفعل ؟



قال أنظر لمنظر جميل أو لفتاة جميله .



قال له الشيخ : و إذا أردت أن تمتع سمعك ؟؟



قال الرجل : أسمع موسيقى هادئة أو تغريد العصافير ..



فقال له الشيخ وهل نستطيع أن نبدل الوظائف .
فهل يصلح إذا جعت أن تستمع لموسيقى ..



قال الرجل : لا




قال له الشيخ : وهل إذا فعلت كل هذه الملذات ستصبح سعيد .إذا كان قلبك حزين و مهموم


قال الرجل : لا


قال له الشيخ : إذاَ مكمن السعادة في القلب ولا يعمر القلب إلا بلا إله إلا الله .


فلوا حققت مقتضى هذه الكلمة لشعرت بسعادة ليس لها مثيل .




ثم قال له الشيخ : أنتم عندكم كل شيء الخمر.. لزنى ..السرقة ..الخ ) ولكن مع هذا تفضلوا الانتحار و الهروب من الحياة


لماذا ؟؟


لأنكم خرجتم على الفطرة السوية ولم تعملوا ما يمتع قلوبكم وهو التوحيد الخالص لله تعالى ..


ولو نظرت للبلاد الإسلامية رغم ما يعانوه بعضهم من جوع و فقر لرأيت أن نسبة الانتحار عندهم شيء لا يكاد يذكر .



و بالفعل صدق الله تعالى عندما قال (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى) ...




أسأل الله تعالى أن يعمر قلوبنا بالإيمان و العمل الصالح .




هذا وصلى الله على محمد و على آله و صحبة أجمعين