احبابى فالله
نريد ان ننير عقولنا
بقراءه القراءن
وذكر الله
والاحاديث
وايضا قراءه كتب
تدلنا دائما على ماهو جديد علينا
فاين نحن من هؤلاء كتاب شدنى قراءت
وادرت ان تعم الفائده علينا جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
أين أنتنَّ من هؤلاء
للشيخ / خالد الراشد
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..
{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..
{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..
وشرَّ الأمور محدثاتها ..
وكل محدثة بدعة ..
وكل بدعة ضلالة ..
وكل ضلالة في النار ..
معاشر الأحبة رجالاً ونساءً ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حيَّا الله الجميع ..
أسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يجمعنا وإياكم في دار كرامته ..
وأن يحفظنا وإياكم بحفظه ..
وأن يستر علينا وإياكم بستره ..
أسأله سبحانه أن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين ..
حديث الليلة خاص إليكِ أنتِ ..
فأنتِ مدار الحديث كله ..
بصلاح المرأة صلاح المجتمع كله ..
وإذا قامت المرأة بدورها العظيم ..
فإنَّ النصر ، والتمكين يكون قريباً بإذن الله ..
أهلاً بك في لقاء بعنوان :
أين أنتنَّ من هؤلاء
قبل أن أبدأ أود أن أقول ما الدافع إلى هذا الموضوع ؟..
أولاً ..
حاجة المرأة إلى القدوة ..
حاجة النساء المسلمات اليوم إلى القدوة في زمن ضاعت فيه القدوات ..
من الدوافع أيضاً ..
رفع الهمم في زمن أيضاً ضعفت فيه همم كثيرات ..
ثم ..
الواقع الذي نعيشه اليوم ..
رغبة الناس في الدنيا ..
وعزوفهم عن الآخرة ..
فكان لا بدَّ من التذكير ..
تذكير النفس ..
وتذكير الآخرين والأخريات ..
بأنَّ ما أعدَّ الله للمؤمنين والمؤمنات خير من الدنيا وما فيها ..
ثم من الدوافع ..
أنه من أراد الوصول فعليه بالأصول ..
ومن سارت على الدرب وصلت بإذن الله ..
إننا أيتها الغالية ..
في أمّس الحاجة للنظر في سيرة أولئك الرجال والنساء ..
إننا أخية ..
في أمّس الحاجة لدراسة سيرة أولئك الرجال والنساء ..
إننا أخية ..
في أمّس الحاجة أن نتأسى بأولئك الرجال والنساء ..
قال ابن مسعود رضي الله عنه :
من كان متأسياً فليتأسى بمن مات ، فإنَّ الحي يُخشى عليه من الفتنة ..
أيتها الغالية ..
إننا حقيقة نحتاج إلى أن نصحح المسار ..
ونتخذ من حياة أولئك الرجال والنساء مثالاً لنا ..
إننا بحاجة إلى القدوة في زمن قلَّت فيه القدوات ..
إننا بحاجة إلى أن نتعلم منهم العزة في زمن قلَّ فيه المعتزون والمعتزات ..
إننا بحاجة إلى ان نتعلم منهم الثبات في زمن قلَّ فيه الثابتون والثابتات ..
أما تلاحظين أيتها الغالية ..
أنَّ المفاهيم قد تغيرت ..
حتى أصبح الممثلين والممثلات ، والمغنيين والمغنيات هم القدوات ..
كم تُصرف الأوقات والأموال لقراءة ومتابعة أولئك الغافلين والغافلات !!..
أكرر أخية ..
نحن بحاجة إلى أن نصحح المسار ..
وأن نعرف من هم القدوات ..
سيتكون الموضوع بعد المقدمة التي ذكرناها من ..
صورة من العزة والثبات ..
ثم المحبة ومعناها ..
ثم صورة من حبّ الله ورسوله ..
ثم صانعة الأبطال ..
ثم المؤمنة والحياء ..
ثم نختم بإذن الله ..
- أيتها الغالية ..
هل سمعت عن تلك التي قالت لقومها :
أي والله إني على دينه ..
ما شأنها ؟!..
وما قصتها ؟!..
وما خبرها ؟!..
إنها أم شُريك ..
إنها غزيّة بنت جابر ابن حكيم القرشية العامرية ..
التي كانت من أوائل من أسلم هي وزوجها ..
تحكي رضي الله عنها قصة حياتها ..
حياة الثبات والصبر على دينها رغم التعذيب القاسي ..
تقول : جاءني أهل زوجي ، فقالوا لي :
لعلك على دين محمد ؟!..
لعلك على دين محمد ؟!..
قلت : أي والله إني لعلى دينه ..
تأملي نبرة العزة ..
قلت : أي والله إني لعلى دينه ..
قالوا : لا جرم .. والله لنعذبنَّك عذاباً شديداً ..
ثم ارتحلوا بي على جمل هو شر ركابهم وأغلظ ..
يطعمونني الخبز والعسل ؛ ويمنعون عني الماء ..
حتى إذا انتصف النهار ، وسخنت الشمس ؛ نزلوا فضربوا أخبيتهم وتركوني في الشمس قائمة ، وفعلوا بي ذلك ثلاثة أيام ..
حتى ذهب عقلي ، وسمعي ، وبصري ..
قالوا لي في اليوم الثالث :
اتركي دين محمد وما أنت عليه ..
تقول قلت في نفسي : ليتهم رجعوا إلى أنفسهم بعد ماعاينوا صبري وقد ذهب عقلي وسمعي وبصري ..
لعلهم يرجعون عن غيهم وفعلتهم هذه ويدخلون في دين الله عز وجل ..
الدين الذي تذوقت حلاوته ..
نعم أيتها الغالية ..
إنها امرأة لا تملك من حطام الدنيا شيئاً لتفتدي به نفسها من ذلك العذاب ..
ولكنها تمتلك الإيمان ..
تمتلك الإيمان الذي خالطت بشاشته القلوب فامتلأت بحب علَّام الغيوب..
نعم ..
إنَّ الإيمان هو المحرك الحقيقي لهذا الإنسان ..
تقول غزيّة :
وما دريت والله ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة ..
كنت أشير بأصبعي إلى السماء _ علامة على ثباتها على معرفة الله الواحد
الأحد _ ..
تقول : فوالله إني لعلى ذلك وقد بلغ مني الجهد ولكن شاء الله عز وجل أن يلطف بي بعد ذلك البلاء المبين ..
أما قال الله سبحانه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } ..
أما قال سبحانه : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } ..
تقول : وبين أنا على تلك الحال إذ وجدت برد دلو على صدري ..
فأخذته فشربت منه جرعة واحدة ..
ثم انتُزع فنظرت _ وهي التي فقدت بصرها _ فنظرت فإذا هو معلق بين السماء والأرض ، فلم أقدر عليه ..
ثم تدلى ثانية فشربت منه جرعة ..
ثم تدلى ثالثة فشربت حتى رويت وأرقت على رأسي ووجهي وثيابي ..
خرج أهل زوجي ونظروا إليَّ على تلك الحال ..
وقالوا : من أين لك هذا يا عدوة الله ..
فقلت بكل عزة وثبات ..
قلت بكل عزة وثبات ..
عدو الله غيري ..
إنه من خالف دين الله وعصى أوامره ..
ثم قلت : أمّا هذا الذي تتساءلون عنه فهو من عند الله عز وجل ..
رزق رزقنيه الله ..
الله الذي { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ } ..
الله الذي قال : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } ..
قريب ..
أسمع وأجيب ..
وأعطي البعيد والقريب ..
وأرزق العدو والحبيب ..
قريب ..
أغيث اللهفان ..
وأُشبع الجوعان ..
وأسقي الظمآن ..
وأتابع الإحسان ..
قريب ..
عطائي ممنوح ..
وخيري يغدو ويروح ..
وبابي مفتوح ..
وأنا حليم كريم صفوح ..
قريب ..
يدعوني الغريق في البحار ..
والضال في القفار ..
والمحبوس خلف الأسوار ..
كما دعاني عبدي في الغار ..
قريب ..
فرجي في لمحة البصر ..
وغوثي في لفتة النظر ..
المغلوب إذا دعاني انتصر ..
سبحانه ..
اطلع فستر ..
وعلم فغفر ..
وعُبد فشكر ..
وأوذي فصبر ..
سبحانه لا إله إلا هو ..
قلت : أما هذا الذي تتساءلون عنه فهو من عند الله عز وجل ..
رزق رزقنيه الله ..
الله الذي { يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }..
هنا انطلق أهل زوجي سراعاً إلى قرابهم المملوءة بالماء وإلى أوعيتهم الأخرى يستجلون الخبر ، فعند القراب والأوعية الخبر اليقين ..
وجدوها موكوءة لم تُحل ..
فعادوا لها وقالوا : نشهد بأن ربك هو ربنا وإن الذي رزقك في هذا الموضوع وفي هذا المكان بعد أن فعلنا بك ما فعلنا هو الذي شرع هذا الدين العظيم ..
هو الإله الحق ..
ثم أسلموا وهاجروا جميعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بثباتها ، وعزتها ، وموقفها الشديد أسلم القوم ..
أسلم القوم ، وظهر لهم الحق ..
إنه درس على الثبات والإيمان الذي جعل الؤمنات كالجبال الراسيات ..
فلا عذاب ولا تهديد يجعلهنّ يقدمنّ أي تنازلات ..
بل إباء ، وشموخ ، وثبات ..
أما قال بلال وهو الذي ذاق أمرّ العذاب لما سُأل : كيف تحملت كل هذا العذاب ؟؟..
قال : مُزجت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان ..
كرر عليَّ حديثهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي
في الصحيح عن أنس بن مالك قال :
( ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان _ وفي رواية : ذاق حلاوة الإيمان _ ..
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ..
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ..
وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار)..
أخية ..
إنَّ الإيمان ..
ليس بالتمني ولا بالتحلي ..
ولكن بما وقر في القلب ..
وصدقه اللسان ..
وعملت به الجوارح والأركان ..
يزيد بالطاعة ..
وينقص بالعصيان ..
أيتها الغالية ..
إن الإله هو الذي يألهه العباد ..
حباً ..
وذلاً ..
وخوفاً ..
ورجاءً ..
وتعظيماً ..
وطاعةً له ..
بمعنى : مألوه وهو الذي تألهه القلوب ..
أي تحبه وتذل له ..
أيتها الغالية ..
إنَّ العقول تحكم بوجوب ..
تقديم محبة الله ..
على محبة الناس ..
على محبة النفس والأهل والمال والولد وكل ما سواه ..
وكل من لم يحكم عقلها بهذا فلا تأبه لعقلها ..
فإنَّ العقل ، والفطرة ، والنظر تدعو كلها ..
إلى محبته سبحانه ..
بل إلى توحيده في المحبة ..
وإنما جاءت الرسل التقرير ما في الفطر والعقول كما قيل ..
هب الرسل لم تأتِ من عند أليس من الواجب المستحق فمن لم يكن عقله آمراً بذا وإنَّ العقول لتدعو إلى أليست على ذلك مجبولة أليس الجمال حبيب القلوب فيا منكراً ذاك والله أنت ويا من يوّحد محبوبه حظيت وخابوا فلا تبتئس
ولا أخبرت عن جمال الحبيب محبته في اللقا والمغيب ما له في الحجا من نصيب محبة فاطرها من قريب ومفطورة لا لكسب غريب لذات الجمال وذات القلوب عين الطريد وعين الحريب ويرضيه في مشهد أو مغيب بكيد العدو وهجر الرقيب
- اسمعي أمة الله ..
اسمعي أماه ..
اسمعي أختاه ..
عن المحبات الصادقات ..
وتساءلي وقولي أين نحن من هؤلاء ؟!..
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشَّر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ..
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها من ربها السلام ومني )..
الله اكبر..
ربها يقرؤها السلام ..
نزلت عليه صلى الله عليه وسلم آيات سورة المزمل بأمر الله عز وجل نبيه بقيام الليل ..
فقام _ بأبي هو وأمي _ وقامت معه خديجة وقام الصحابة اثنا عشر شهراً حتى انتفخت أرجلهم ..
ثم نزل التخفيف لما رأى الله صدقهم فقال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } ..
أما قال عنها صلى الله عليه وسلم :
( آمنت بي يوم كفر بي الناس ..
وآوتني يوم طردني الناس ..
وصدقتني يوم كذبني الناس ..
وأعطتني مالها يوم حرمني الناس ) ..
فلا عجب أن يقرؤها ربها السلام ..
ها هي الصدّيقة بنت الصدّيق المبرأة من فوق سبع سماوات ..
يقول القاسم :
( كانت عائشة تصوم الدهر ) ..
وقال أيضاً :
( كنت إذا غدوت _ يعني إذا أصبحت _ أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها ؛ فأُسلّم عليها ، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ : { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } ..
تدعو وتبكي وتردد ..
فانتظرت حتى مللت الانتظار ..
فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي في مكانها قائمة تصلي تبكي وتردد : { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ، إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ، فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} ) ..
تأملي يا رعاك الله ..
إذا كان هذا نهارها ..
فكيف تكون إذا جنَّ عليها الليل !!..
فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد العابدين ..
فالصدّيقة العالمة بليله وقيامه ووتره سيدة المتهجدات ..
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ } ..
أما بنت الفاروق حفصة فقال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قال جبريل راجع حفصة فإنها صوّامة قوَّامة ) ..
وقال نافع : ماتت حفصة حتى ما تفطر ..
أخيه ..
من علمت وأيقنت أنَّ ..
آخر العمر إلى اللحد ..
لم تنشغل بتزيين المهد ..
- سؤال ..
ونحن في هذا المكان ..
كيف تكون أول ليلة في الزفاف والعرس !!..
اسمعي وقولي ..
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } ..
لما أُهديت معاذة العدوية إلى زوجها صلة بن أشيم ..
أدخله ابن أخيه الحمام ..
ثم أدخله بيتاً مطيباً فيه العروس ..
فقام يصلي حتى أصبح ؛ وقامت معاذة خلفه ..
فما أصبحا عاتبه ابن أخيه على فعله فقال له :
إنك أدخلتني بيتاً أذكرتني به النار ..
ثم أدخلتني على تلك العروس فتذكرت الجنة ..
فما زالت فكرتي فيها حتى أصبحت ..
لله درهم ..
كم علت بهم هممهم ..
وأي كلام يترجم فعالهم ..
امرأة تحي الله كله ليلة بنائها ..
فما بال النسوة في زماننا ؟!..
بل ما بال الرجال في هذا الزمان ؟؟!!..
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحيّ غير نسائها
كانت رحمها الله إذا جاء النهار قالت :
هذا يومي الذي أموت فيه ..
فما تنام حتى تمسي ..
فإذا أمست وجاء الليل قالت :
هذه ليلتي التي أموت فيها ..
فلا تنام حتى تصبح ..
اسمعي ما قاله ثابت البناني عن خبرها يوم أن بلغها نبأ استشهاد زوجها وابنها ..
إنها مصيبة عظيمة ..
لكن على المؤمنات أبداً ما تكون ..
فأتت النساء يواسينها في مصابها فقالت :
مرحباً بكن إن كنتن جئتن لتهنئنني ..
وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن من حيث أتيتن ..
الله أكبر ولله درها ..
أي صنف من النساء هذه التقية النقية ..
لا عجب ..
فهي تلميذة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..
جئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع..
يقول الحسن :
لما مات زوجها شهيداً لم توّسد فراشاً بعده ..
قالت لابنتها من الرضاعة :
والله يا بنية ..
ما محبتي للبقاء في الدنيا ..
للذيذ عيش ..
ولا لرَوْح نسيم ..
ولكن والله أحب البقاء ..
لأتقرّب إلى ربي عز وجل بالوسائل ..
لعله يجمع بيني وبين أبي لصهباء وولده في الجنة ..
تقول عنها عفيرة العابدة :
لما احتضرها الموت _ يعني معاذة _ لما احتضرها الموت بكت ثم ضحكت ..
فقيل لها : بكيت ثم ضحكت ؛ فممَ البكاء ، وممَ الضحك ؟!..
قالت :
أما البكاء الذي رأيتم ..
فإني ذكرت مفارقة الصيام ، والصلاة ، والذكر ..
فكان البكاء لذلك ..
وأما الذي رأيتم من تبسمي وضحكي ..
فإني نظرت إلى أبي الصهباء قد أقبل في صحن الدار عليه حلتان خضراوتان ، وكان في نفر والله ما رأيت لهم في الدنيا شبهاً ..
فضحكت إليه وضحك إلي ..
ولا أراني أدرك بعد ذلك فرضاً معكم ..
قالت : فماتت قبل أن يدخل عليها وقت الصلاة التالية ..
سبحان الله ..
بكت لكن على ماذا بكت !!!..
بكت على فراق ..
الصيام ..
والصلاة ..
والذكر ..
وأنت أيتها الغالية على ماذا تبكين ؟؟!!..
وأنت أيتها الغالية على ماذا تبكين ؟؟!!..
ما هي همومك وفيما أحزانك ؟؟!!..
على ماذا تلك الدمعات الغالية ؟؟!!..
من أجل من تذرفينها ؟؟!!..
يتبع
افروزتى @afrozt
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والعيد كالعيد والأوقات أوقات ونحن في صور الأحياء أموات
- أخيه إن أول علامات الإيمان ..
هو حب الله جل وعلا ..
وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ولما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوة ..
قال سبحانه : { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } ..
فتأخر الخلق كلهم ..
وثبت أتباع الحبيب في ..
أفعاله ..
وأقواله ..
وأخلاقه ..
اسمعي يا رعاك الله ..
ماذا قالوا عن المحبة التي هي من مقتضى ومن شروط لا إله إلا الله ..
قال عبد الله القرشي :
المحبة : هي أن تهب كلك لمن أحببت ، فلا يبقى لك منك شيء ..
معنى كلامه أن تهبي ..إرادتك ، وعزمك ، وأفعالك ، ونفسك ، ومالك ، ووقتك لمن تحببنه ، وتجعلينها حبساً ووقفاً في مرضاته ومحابه فلا تأخذي لنفسك منها إلا ما أعطاك هو ..
فتأخذيه منه ، ومن أجله ..
قالوا : المحبة الميل الدائم بالقلب الهائم ..
وقالوا : المحبة إيثار المحبوب على جميع المصحوب ..
ومن أجمل ما قيل ما ذكره أبو بكر الكتاني ..
قال : جرت مسألة في المحبة بمكة أعزها الله تعالى أيام الموسم فتكلم الشيوخ في المحبة ، وكان الجنيد أصغرهم سناً ، فقالوا : هات ما عندك يا عراقي ؟!..
فأطرق رأسه ، ودمعت عيناه ثم قال :
المحب :
عبد ذاهب عن نفسه ..
متصل بذكر ربه ..
قائم بأداء حقوقه ..
ناظر إليه بقلبه ..
فإن تكلم ..فبالله ..
وإن نطق ..فعن الله ..
وإن تحرك ..فبأمر الله ..
وإن سكن ..فمع الله ..
فهو ..
بالله ..
ولله ..
ومع الله ..
فبكى الشيوخ وقالوا : ما على هذا مزيد ..
المحب الصادق ..
إذا تكلم ..فمن أجل الله ..
وإذا سكت ..فمن أجل الله ..
وإذا أعطى ..فمن أجل الله ..
إذا منع ..فمن أجل الله ..
فهو ..
بالله ..
ولله ..
ومع الله ..
فبكى الشيوخ وقالوا : ما على هذا مزيد ..
ذكر ابن القيم رحمه الله عشرة أمور توصل إلى محبة الله تبارك وتعالى :
أولها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أُريد به ..
ثانياً : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ..
ثالثاً : دوام ذكره على كل حال بالقلب واللسان ..
رابعاً : إيثار محابه على محابك ..
خامساً : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ..
سادساً : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة ..
السابع : وهو أعجبها _ كما قال _ انكسار القلب بكيلته بين يدي الله تعالى..
ثامنها : الخلوة به وقت النزول الإلهي ، لمناجاته ، وتلاوة كتابه ، والوقوف بالقلب ، والتأدب بأدب العبودية بين يديه ..
تاسعاً : مجالسة المحبين الصادقين ، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم ؛ كما تنتقى أطايب الثمر ..
عاشراً: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ..
- وإليك مزيد من أخبارهن ..
وقولي وكرري : أين نحن من هؤلاء ؟؟!!..
أيتها الغالية ..
أمّاً كنت ..
أم أختاً ..
على ماذا نربي أبناءنا اليوم ؟!..
وما هي الأمنيات التي نتمناها لهم ؟!..
أما قال سبحانه : { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ} ..
فوصى الآباء بالأبناء قبل أن يوصي الأبناء بالآباء ..
انظري حولك في واقع الأنباء في هذه الأيام لتعرفي مقدار المأساة !!..
أما أولئك كيف ربوا أبناءهم ، وماذا علموهم ، وماذا أعدوهم له ؟..
اسمعي وافتحي القلب قبل أن تفتحي الأذنين ..
جاء في السير ..
أنه كان في البصرة نساء عابدات ..
وكانت منهنَّ أم إبراهيم الهاشمية ..
فأغار العدو على ثغر من ثغور المسلمين فانتُدب الناس للجهاد ..
فقام عبد الواحد بن زيد البصري في الناس خطيباً فحضهم على الجهاد ..
كانت أم إبراهيم هذه حاضرة في مجلسه ..
وتمادى عبد الواحد في كلامه ..
ثم وصف الحور العين وذكر ما قيل فيهنَّ وأنشد في صفة حوارء ..
غادةٌ ذات دلال ومرح خُلقت من كل شيء حسن زانها الله بوجه جمعت وبعين كحلها من غنجها ناعم تجري على صفحته يجد الناعت فيها ما اقترح طيب فالليت فيها مطّرح فيه أوصاف غريبات المُلح وبخد مسكه فيه رشح نظرة الملك ولألاء الفرح
فهاج المجلس وماج الناس بعضهم في بعض واضطربوا ..
فوثبت ام إبراهيم من وسط الناس وقالت لعبد الوحد :
يا أبا عبيد ألست تعرف ولدي إبراهيم ورؤساء أهل البلد يخطبونه على بناتهم وأنا أضنّ به عليهم ..
فلقد والله أعجبتني هذه الجارية ..
وأنا أرضاها عروساً لولدي ..
فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها ..
فأخذ عبد الواحد في وصف الحوراء فأنشد ..
تولد نور النور من نور وجهها فلو وطأت بالنعل منها على الحصى ولو شئت عقد الخصر منها عقدته ولو تفلت في البحر شهد رطابها فمازج طيب الطيب من خالص العطر لأعشبت الأقطار من غير ما قطر كغصن من الريحان ذو ورق خضر لطاب لأهل البرّ شرب من البحر
فاضطرب الناس أكثر مما اضطربوا ..
فوثبت أم إبراهيم وقالت لعبد الواحد :
يا أبا عبيد قد والله أعجبتني هذه الجارية ..
وأنا أرضاها عروساً لولدي ..
فهل لك أن تزوجه منها وتأخذ مهرها عشرة آلاف دينار ..
ويخرج معك إبراهيم في هذه الغزوة ..
فلعل الله يرزقه الشهادة فيكون شفيعاً لي ولأبيه يوم القيامة ..
فقال لها عبد الواحد :
لئن فعلت _ والله _ لتفوزنّ أنت وولدك وأبو ولدك ..
والله لتفوزنّ فوزاً عظيماً ..
فنادت ولدها : يا إبراهيم ..
فوثب من وسط الناس وقال لها :
لبيك يا أماه ..
فقالت : أي بني أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله وترك العود في الذنوب ..
فقال الفتى : أي والله ..أي والله يا أماه رضيت أي رضاً ..
فقالت : اللهم إني أشهدك أني زوجت ولدي هذا من هذه الجارية ..
الثمن ببذل مهجته في سبيلك وترك العود في الذنوب ..
فتقبله هدية مني لك يا أرحم الراحمين ..
ثم انصرفت ..
ثم رجعت فجاءت بعشرة آلاف دينار ..
وقالت : يا أبا عبيد هذا مهر الجارية تجهز به وجهَّز الغزاة في سبيل الله ..
ثم انصرفت فاشترت لولدها فرساً وسلاحاً جيداً ..
فلما خرج عبد الواحد ..
خرج إبراهيم رغم صغر سنه يعدو والقراء حوله يقرأون { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } ..
فلما أرادت أم إبراهيم فراق ولدها ..
دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له :
أي بني إذا أردت لقاء العدو فتكفَّن بهذا الكفن وتحنَّط بهذا الحنوط وإياك ثم إياك أن يراك الله مقصراً في سبيله ..
ثم ضمته إلى صدرها ، وقبلت بين عينيه وقالت :
يا بني لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة ..
قبلت بين عينيه وضمته إلى صدرها وقالت :
يا بني لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة ..
قال عبد الواحد : فلما بلغنا بلاد العدو وبرز الناس للقتال ، برز إبراهيم في المقدمة فصال وجال ، وكرَّ وفرَّ ..
تارة في الميمنة وتارة في الميسرة فقتل من العدو خلقاً كثيراً ..
ثم اجتمعوا عليه فقتلوه ..
فلما أردنا الرجوع إلى البصرة قلت لأصحابي :
لا تخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها ؛ حتى ألقاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها ..
قال : فلما وصلنا البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت أم إبراهيم مع من خرج..
فلما أبصرتني قالت : يا أبا عبيد هل قُبلت مني هديتي فأُهنّأ ، أم ردّت عليّ فأُعزى ؟!..
فلما أبصرتني قالت : يا أبا عبيد هل قُبلت مني هديتي فأُهنّأ ، أم ردّت عليّ
فأعُزى ؟!..
فقلت لها : قد قُبلت _ والله _ هديتك ..
الآنَّ إبراهيم حيّ يُرزق مع الشهداء إن شاء الله ..
فخرَّت ساجدة لله شكراً ، وقالت :
الحمد لله ..
وقالت :
الحمد لله الذي لم يخيب ظني وتقبّل نُسكي ..
ثم انصرفت ..
فلما كان من الغد أتت إلى المسجد فقالت :
السلام عليك يا أبا عبيد ..بشراك ..بشراك ..
فقلت : لا زلت مبشرة بالخير ..
فقالت له : رأيت البارحة ولدي إبراهيم ..
رأيته في روضة حسناء ..
وعليه قبة خضراء ..
وهو على سرير من اللؤلؤ ..
وعلى رأسه تاج وإكليل وهو يقول لي :
أبشري أماه فقد قُبل المهر وزُفَّت العروس ..
أبشري أماه فقد قُبل المهر وزُفَّت العروس ..
انظري ..
تأملي أيتها الغالية ..
كيف تساهم المرأة المسلمة في إعداد الأبطال ..
انظري إلى همّ المرأة المسلمة ..
وهو نصرة الإسلام والمسلمين مهما كان الثمن ..
انظري إلى الدور العظيم الذي تستطيع أن تقوم به المرأة المسلمة إن هي صلحت أولاً ..
إنَّ الأمة اليوم في أمس الحاجة إلى مثل هؤلاء الأمهات اللائي يرضعن أبناءهنّ مع اللبن حب الإسلام والتضحية في سبيله ..
فهل تكونين تلك المرأة !!..
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
كثيرات يدعين المحبة ..
لكن شتان بين الصادقين والصادقات ..وبين الكاذبين والكاذبات ..
في المصائب ..
في الآلام ..
في المواقف ..
في الشدائد ..
تظهر معادن الرجال والنساء ..
بعد معركة أُحد أُشيع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد قُتل فخرج الناس يتلقون الجيش العائد من أرض المعركة والكل يسأل عن أخبار ذلك اليوم العظيم ..
خرجت من بينهنّ امرأة من الأنصار ..
خرجت لتسقبل الجيش ..
خرجت لتطمئن على الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
قيل لها : مات أبوك ..فاسترجعت وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟!..
فقيل لها : مات زوجك ..فاسترجعت وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟!..
فقيل لها : مات أخوك ..فاسترجعت وقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ماذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم ؟!..
فقالوا لها : هو بخير ..
قالت : والله لا يهدأ لي بال ولا يقر لي قرار حتى أراه بأم عيني ..
فلما رأته بكت ، وضحكت ، وتبسمت وقالت :
كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله ..
كل فقد غير فقدك يهون يا رسول الله ..
هل شاهدتِ مثل هذا الحب !!..
أرأيتِ كيف هان عندها فقد الأب ، والأخ ، والزوج ..
إنه الحب الصادق لله ولرسوله ..
كيف لا تحبه وهو الذي أنقذها الله به ..
من الظلمة إلى النور ..
ومن الكفر إلى الإيمان ..
ومن الجهل إلى العلم ..
ومن الضلالة إلى الهدى ..
ومن الشقاء إلى السعادة ..
ومن النار إلى الجنة ..
أنا أعرف أنك تحبينه ..
ولكن ما هو الدليل ؟!..
هل اتبعتي سنته ؟!..
هل أخذتي بهديه ؟!..
كم تذكرين اسمه وتصلين عليه في اليوم والليلة ؟!..
كم تحفظين من أحاديثه ؟!..
ماذا تعرفين عن سيرته ؟!..
أين أنت عن أوامره التي أمر بها ؟!..
وأين أنت عن نواهيه التي نهى عنها ؟!..
ماذا فعلت ؟!..
كم بذلت لنصرة هذا الدين والدعوة إلى دعوته ؟!..
قال صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ومن والده والناس أجمعين )..
نسينا في ودادكم كل غالي تسلّى الناس بالدنيا وإنَّا ولمّا نلقكم ولكن شوقنا نلام على محبتكم ويكفينا إن كان عزّ في الدنيا اللقاء ففي فأنتم اليوم أغلى ما لدينا لعمر الله بعدكم ما سلينا يُذكرنا فكيف إذا التقينا شرفاً نُلام ولا علينا مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
- أخيراً ..
إليك هذا الخبر الذي يحمل صفة وخصلة لو حملتيها ولبستيها لصلحت لك جميع الأمور ..
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري ومسلم ..
وفيهما عن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه ..
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم :
( إن مما أردك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) ..
قال الجنيد رحمه الله :
الحياء رؤية الآلاء ، ورؤية التقصير فيتولد بينها حالة تسمى الحياء ..وحقيقتة خلق يبعث على ترك القبائح ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق ..
وقال السري السقطي :
إنَّ الحياء والأنس يطرقان القلب فإن وجدا فيه الزهد والورع وإلا رحلا ..
وآخر قال :
والله إني أستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه ..
وقال الفضيل بن عياض :
خمس من علامات الشقوة ..
قسوة القلب ..
وجمود العين ..
وقلة الحياء ..
والرغبة في الدنيا ..
وطول الأمل ..
وقال يحيى بن معاذ :
من استحيى من الله مطيعاً ؛ استحى الله منه وهو مذنب ..
وقال ابن القيم :
من لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة ؛ كما أنه ليس معه من الخير شيء ..
وقال ابن مسعود :
من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله ..
قيل لابن عبد العزيز عمر :
إذا ذهب الحياء ذهب نصف الدين ..
قال : لا !!.. إذا ذهب الحياء ذهب الدين كله ..
إن كان الحياء أخيه جميل في الرجال ..
فهو في المرأة أجمل وأزين ..
ووالله إذا فقدت المرأة حياءها ..
والله لباطن الأرض خير لها من ظاهرها ..
قال الشاعر :
إذا لم تخشى عاقبة الليالي فلا والله ما في العيش خير يعيش المرء ما استحيا ولم تستحي فاصنع ما تشاء ولا الدنيا إذا ذهب الحياء بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء
اسمعي كيف تضرب سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم مثلاً للعفاف والحياء كما ينبغي أن يكون ..
اسمعيها وهي تقول وتحاور أسماء بنت عميس :
يا أسماء إني لأستحي أن أُخرج غداً على الرجال من خلال هذا النعش جسمي ..
_ كانت النعوش عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ويطرح عليه الثوب فيصف حجم الجسم _ ..
خشيت فاطمة رضي الله عنها إذا هي ماتت أن تحمل على مثل هذه النعوش فيكون ذلك خدشاً لحيائها وحشمتها ..
قالت أسماء :
أوَلا نصنع لك شيئاً رأيته في الحبشة ..
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ، ثم طرحت عليه ثوباً فكان لايصف الجسم ..
فلما رأته فاطمة فرحت به وقالت لأسماء :
ما أحسن هذا وأجمله سترك الله كما سترتيني ..
قال ابن عبد البر : هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة ..
أرأيت أيتها الغالية وسمعت كيف تحمل المؤمنة همّ حياءها وعفافها وحجابها حتى بعد مماتها ..
تريد أن ..
تعيش عفيفة ..
وتموت عفيفة ..
وتحشر إلى الله وهي عفيفة ..
إنَّ الحياء والحجاب عند المؤمنة قضية لا تحتمل النقاش ، وهمّ لا يقبل المساومة ..
إنه طاعة لله ..
واستجابة لأوامر الله ..
وانقياد لحكمة الله ..
إنه الثغر الذي تتحصن به المسلمة ..
فلا تتسرب من خلاله رذيلة وفاحشة إلى المجتمع ..
ولا تستباح محرمات ..
ولا تدنس أعراض ..
إنه عنوان صلاح المرأة ..
ودليل اعتزازها بدينها ..
وشعارها الذي ترفعه في وجه أعدائها وكل من يخالفها ..
اسمعي إلى التي قالت :
لست من تأسر الحلي صباها وحجاب الإسلام فوق جبيني لست أبغي من الحياة قصوراً فكنوزي قلائد القرآن هو عندي أبهى من التيجان فقصوري في خالدات الجنان
انظري إلى الواقع من حولك أخيه ..
كيف تتفلت النساء من حيائهن وحجابهن ..
كيف يقلن أنَّ الحياء والحجاب تخلف ورجعية وتقييد للحرية ..
ولكن صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حين قال :
( بدأ الدين غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء ) ..
قال سبحانه :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} ..
أيتها الغالية ..
هذه أخبار من أخبارهن ..
وقصص من قصصهن ..
كما استطعن هن ، أنت أيضاً تستطيعين ..
أنت أيضاً تستطيعين ..
فلو كان النساء كما ذكرن وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ لفضّلت النساء على الرجال وما التذكير فخر للهلال
إن كنَّ قد استطعنَ ..
فأنت أيضاً تستطعين ..
اسمعي هذه البشارة من رب العالمين ..{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } ..
اسمعي هذه البشارة من رسول رب العالمين ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا صلت المرأة خمسها ..
وصامت شهرها ..
وحصّنت فرجها ..
وأطاعت زوجها ..
قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) رواه الخمسة وابن حبان ..
إن كنَّ قد استطعن ..
فأنت أيضاً تستطيعين ..
المنبع واحد ..
والمصدر واحد ..
والطريق واحد ..
إنما يختلف الناس باختلاف الهمم ..
أرجل في الثرى ورؤوس في الثريا ..
اقرأي التاريخ فإن في التاريخ عبر ضلَّ قوم لم يعرفوا الخبر ..
استعيني بالصبر والصلاة ..
لا تحزني بقلة السالكين ..
ولا تغتري بكثرة الهالكين ..
أما قال ربك : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } ..
أما قال ربك جلَّ في علاه : { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } ..
أما قال سبحانه : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} ..
أما قال : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ } ..
فليكن شعارك ..
التعاون على البر والتقوى ..
والتناهي عن الإثم والعدوان ..
سدد الله خطاك ..
وحفظك في دينك ودنياك ..
وجعلك ذخراً وحصناً للإسلام والمسلمين ..
اللهم فرج هم المهمومين ..
واكشف كرب المكروبين ..
واقضي الدين عن المدينين ..
ودل الحيارى واهدي الضالين ..
واغفر للأحياء وللميتين ..
اللهم اجمع شملنا ، وحد صفنا ، وأصلح ذات بيننا ، وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين ..
أستغفر الله العظيم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
س 1 : سائلة تقول :
أعاني من مشكلة في حياتي وهي التحدث مع زميلاتي في المدرسة عن غيرنا وأعني هنا الغيبة ويصيبني الندم الشديد بعد الانتهاء من الحديث ..ما نصيحتك لي جزاك الله خيراً ؟..
الحمد لله ..
قضية التكلم في الناس وفي أعراض الناس وفي خصائص الناس ذنب عظيم وكبيرة من الكبائر ..
أنتِ قيسيها على نفسك ..
أترضين أن يُتكلم عنك بما لا تحبين ؟..
أتحبين أن تُذكري في غيابك بأشياء أنت لا تحبين أن تُقال عنك ؟..
فكما أنتِ لا تحبينه لنفسك فالناس أيضاً لا يرضونه لأنفسهم ..
والنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن لا يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم ..
كم كلمة تتهاونين فيها ؟!..
كم كلمة تقولينها ؟!..
أقول _ بارك الله فيكِ _ اللسان إذا لم يُشغل بذكر الله انشغل في غير ذلك ..
الاجتماعات التي تجتمعينها مع هؤلاء البنيات إن لم تكن في طاعة فستكون في معصية الله ..
أترضين أن تقومي من مجلسك ذاك بسخط من الله وغضب !!..
أم تريدين أن تقومي يُقال لك : قومي مغفوراً لك بُدلت سيئاتك حسنات ..
أقول ..
إن كانت هؤلاء الفتيات هذا ديدنهن أقول ولله الحمد فهناك كثيرات يجتمعن على ذكر الله وعلى طاعة الله ..
غيري المجلس ..
بدلي الصاحبات والصديقات ..
ارتبطي بأولئك الذين يذكرون الله ولا تفتر ألسنتهم ولا قلوبهم عن ذكر الله جلَّ في علاه ..
سبحان الله ..
أننا نندم ..طيب لكن إيش بعد الندم !!..
أنت تقولين أنا أندم ..
لكن إيش بعد الندم !!..
لا بدَّ من إقلاع ..
إن كنتِ صادقة في توبتك تريدين أن تُقبل هذه التوبة ..
اعزمي ألا ترجعي إلى هذا الفعل ..
اصدقي مع الله جل في علاه ..
كوني جازمة ..
اتركي الذنب ..
واندمي فإن لم تفعلي فأنتِ تضحكين على نفسك ..
تكررين الخطأ مرات ومرات ..
ووالله ما كان شيء أصعب على الإنسان من حفظ لسانه ..
أصعب شيء أعيى الأولين وأعيى الأخرين حفظ هذا اللسان عن التكلم في الآخرين ..
لذلك هذا اللسان يستطيع أن يرقى بك في أعلى الجنان ..
وهذا اللسان يهوي بك في دركات النيران ..
إن أحسنت استعماله في ذكر ، وتسبيح ، وتهليل ..
رقيت في أعالي الجنان ..
وإن انشغلت به في لهو ، وضياع ، وغيبة ، ونميمة ، وسبّ ، وشتم ، ولعان..
كبّك على وجهك في النيران ..
فاتقي الله أمة الله ..
اتقي الله ..
ولا تستهيني بالكلمة تقولينها في عرض فلانة أو فلانة ..
زوجة من زوجات النبي ..عائشة قالت كلمة تظنها هينة ..
قالت : قلت زينب قصيرة ..
تظنيها بسيطة ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( والله لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لغيرت طعمه ) ..
فلا تتهاوني بمثل هذه الكلمات واعلمي إنه { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ..
فإذا صلح اللسان صلحت أمور كثيرة ..
وإذا فسد هذا اللسان إيش قيمة العبادات والقربات التي نتقرب بها إلى الله إن لم يستقيم هذا اللسان ..
فاتقي الله أمة الله في الكلمة التي تقولينها ..
س 2 : فضيلة الشيخ ..
هل من كلمة لمن يلبسن اللثام ؟!..
الآن إيش المقصد من الحجاب والعباءة ؟!..
أنت تريدين تتخذينها زينة تتزينين بها أم تتحجبين بها ؟!..
إذا زينة فليس هذا المقصد من الحجاب ..
المقصد من الحجاب ومن العباءة أن تتستري ؛ أن تعفي نفسك ، وتحفظي نفسك وأن لا تكوني سبباً في فتنة الآخرين ..
اليوم العبايات أجمل مما تحت العباءة ..
اليوم العبايات يغرين ..
المعلقة على الأكتاف ..
والغطوات التي توضع على الرؤوس بمناظر عجيبة ..
سبحان الله ..
أصبحت العبايات منظر وزينة ننظر إليها ..
والله إنها تغري أكثر مما تغري الملابس التي تحت العباءة ..
فأيش المقصد أصلاً من وضع العباءة ، ووضع الحجاب ؟!..
إلا أنك تصوني نفسك وتحفظي نفسك ..
ولك _ والله _ في تلك التي ضربت مثل عجيب في حجابها ..
دكتورة وطبيبة من الطبيبات ..
أحسبها والله حسيبها تقية نقية زكية ..
خرجت مع زوجها إلى مؤتمر في بلاد الكفار ..
سبحان الله ..
حضرت المؤتمر بكامل حجابها لا يُرى منها شيء إلا السواد من رأسها حتى أخمص قدميها ..
سبحان الله ..
فكانت محط أنظار الجميع هناك ..
قالوا فيما بينهم البين _ النساء اللاتي التقين في ذلك المؤتمر _ قالوا فيما بينهم البين ..
قالوا : لو كانت جميلة لما تغطت ..
ما غطاها زوجها إلا لأنها قبيحة ..
غطَّى القبح الذي يختفي وراء هذا السواد ..
سبحان الله ..
فكلمنها بعد ما انتهت نقاط المؤتمر ..
فقالوا لها : ليش تضعين السواد و..و..الخ ؟!..
ليش يجبرك زوجك إلى مثل هذه الأمور ؟!..
فأخذتهم إلى مكان بعيد عن الرجال ثم كشفت عن وجه كفلقة القمر ..
ثم كشفت عن وجه كفلقة القمر ..
قالت : والله ما تغطيت طاعة له ..
إنما تغطيت طاعة لله ولرسوله ..
والله ما وضعت هذا السواد طاعة لزوجي ..
ووالله لو قال لي الزوج انزعي هذا الحجاب والله ما بقيت معه ساعة واحدة ..
فبدأت تحدثهم عن الإسلام ولماذا تتحجب المرأة ولماذا تصون المرأة نفسها ..
سبحان الله _ يقول من كتب هذه القصة ..
يقول : والله الذي لا إله إلا هو ما قامت من مقامها إلا وأسلمت سبعة من النساء ..
بإيش أيتها الغالية !!..
بحجابها ..
بعزتها ..
بتمسكها بدينها ..
بالسواد الذي يراه البعض تخلف ورجعية ..
كان السواد هذا سبب في إسلام الأخريات ..
وأنت اليوم ..
وأنت اليوم ..
مفتاح خير وإلا مفتاح شر ..
أنت اليوم لماذا تلبسين العباءة ، ولماذا تلبسين الحجاب !!..
حتى يكون منظرك جميل !..
حتى تفتني الآخرين !..
ما سمعنا والله عن العباءات المزركشة ولا الغطوات المزركشة إلا في هذا الوقت ..
وقت الفضائيات ، والقنوات ، والشاشات ..
أما في السابق فسواد لا يُرى منه شيء ..
وما ضرّ المرأة التي تتجمل بالسواد وتختفي خلف السواد ما ضرها قال فلان أو قال فلان ..
هي ترضي من ؟!..
ترضي ربها ..
فكوني مثلها بارك الله فيك ..
سبحان الله حتى الشباب ..
حتى الشباب ..
تلك التي تضع الغطاء اللثام وتضع العباءة على كتفها عندهم جرأة عليها ..
جربتها إحدى الفتيات ..
جربتها إحدى الفتيات ..
تقول : كنت في مجمع من المجمعات مع مجموعة من صويحباتي ..
تقول : سبحان الله ابتليت أنا بالعباءة التي على الأكتاف ..
لم يبقَ نوع ، ولا صنف ، ولا جديد من هذه العباءات إلا لبسته ..
سبحان الله ..
مرة في سوق من الأسواق وأنا في كامل زينتي ..
سبحان الله مش في عبايتي !..
مش في حجابي !..
أنا بكامل زينتي ، ورائحة الطيب تفوح مني تملأ المكان ؛ إذ جاءتني امرأة متحشمة متزينة بزينة الإيمان ..
قالت لي : أمة الله ..اتقي الله ..
اتقي الله لا تفتني نفسك وتفتني الآخرين ..
اتركي هذه العباءة ..
وتحجبي بحجاب الإسلام ..
تقول : فأخذتني العزة بالإثم ..
أخذتني العزة بالإثم ..
قلت لها : إذا تريديني ألبس الحجاب ، وألبس العباءة على الرأس ؛ عندي شرط واحد ..
تقول : أردت إضحاك صويحباتي وأنا أدري أن كلامها صح ، لكني أخذتني العزة بالإثم وأردت إضحاك صويحباتي ..
قلت لها : ما أتحجب إلا إذا قبّلت يدي ..
إذا قبّلت يدي سوف أتحجب ..
فقالت العفيفة الطاهرة قالت : أقبّل يدك ، وأقبّل رأسك إن كنت ستتحجبين ..
إن كنت ستتحجبين ، وتلبسين الحجاب الذي يرضي الله ؛ أقبّل يدك ، وأقبّل رأسك ..
تقول : قبّلت يدي ، وقبّلت رأسي ثم انصرفت وهي تدعو لي ..
أما أنا فجلست مع نفسي جلسة ..
جلست مع نفسي جلسة ثم أخذت أبكي على حالي ..
أخذت أبكي على حالي ..
سبحان الله من حينها قررت أن أترك هذا كله وأن ألتزم بالحجاب الشرعي ..
سبحان الله حاربوني صويحباتي ..
متخلفة ..
رجعية ..
إلى آخر كلامهن ..
لكن والله العظيم ..
تقول : والله وجدت في نفسي راحة وطمانينة واستقرار ..
سبحان الله رأيت الأثر يوم كنت أخرج إلى الأسواق بتلك الزينة ..
كم كان يتجرأ عليّ الباعة ..
كم كان يتجرأ علي الشباب ..
أما الآن فما أحد يستطيع أن يتطاول علي بكلمة واحدة ..
السبب أنها تزينت بزينة الإيمان ..
فأقول :
اتقي الله أمة الله ..
أنت تتعبدين الله بالحجاب ..
أنت تتعبدين الله طاعة لله ولرسوله ..
أسأل الله أن يحفظك من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
تقبلوا تحياتى
افروزتى