بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الإدعاءات تنسج حوله وتحكم خيوط التهم غلقها ولم يغلق الملف
ولم تنتهي القضية يشار له بالبنان و يُـــكال له بأبشــع الألفاظ
و ينعت بأحط النعوت و ينساق الجميع يشككون به و يراجعون
تفاصيل حياته و ينبشون ماضيه و يقلبون صفحات حياته اليومية
و يرصدون الحركات و السكنات و تصبح حتى حسناته
و جميل فعاله مثار شكوك و مدار أحاديثهم ويبحثون عن أي ثغرة
لتثبت الإدعاء وتورطه أكثروتكون لهم الحجة لنيل منه
و كأنها عملية تصفية و محسوبية واشفاء لغليل نفوسهم اللصوصية
و التلصصية !!!!!!!!!!!
;
قد يقضي الشخص ثلاث و أربع عقود و أكثر متفانٍ و مخلص
ويشهد له بطيب العشرة و حسن السيرة
ولكن لحظة اصدار بطاقة جلب وفتح تحقيق تتداعى كل صفاته
الحسنة و تنقلب حياته رأسا على عقب
وينال العقاب الاجتماعي قبل القضائي و يسحقونه بنياط ألسنتهم
سحقا بلا بحث و لا تريث و لا حتى تحقق و لا تقصي
فالانسان بطبعه عجولا يتسرع بالحكم على الأشخاص بدون أن
يلتمس لهم الأعذار فمن كان بالأمس خلوقا طيبا لمجرد شبهة يصبح
مجرما مهابا ومهانا يطاردونه بلحاظ الشك ويتصيدونه بألسنة السوء
حتى نظراته البريئة السابقة تصبح بنظرهم خبيثة و لئيمة وذميمة
و فعاله الودية وراءها سوء نية وطويّة
ويروجون بلسان واحد يظهر الخير و يبطن و يضمر الشر ......
يعني ثلاث عقود تزيد و تكثر و هو يمثل و يتقن الدور !!!!!!!!
ليوقع بضحياه و ما لا يعلموه و للأسف أنه هو الضـــــــحية.
ضحية أقوالهم المتسرعة و اتهماتهم الباطلة اللاذعة اللاسعة
فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته و كم من بريء خلف القضبان
وكم من بريء حكم ببرائته و لكن يظل يعاني من حكم المجتمع
القاسي الظالم
يخرج بحكم البراءة و المجتمع لا زال ينفذ فيه العقوبة
يريد أن يستأنف حياته فيجدها قد توقفت لحظة ايقافه
فالمجتمع الكبير لا يرحم و لا يترك له الفرصة لاثبات
نفسه و تلميع صورته فقد فات الآوان و صدرت ضده الأحكام
و نسبت له شرور الأفعال يخرج يجر عبئا على كواهله
فقد أصبح عالة حتى على نفسه و أهله وووووووووو
الأهل الذين يلحقهم العار وتشملهم الفضيجة و يعاملهم الناس كأنهم
شركاء في الجرم فيشطب عن التعامل معهم و على التناسب بهم
و يقاطعونهم شر قطيعة و الويل لمن يقترب منهم أو يحاول تخفيف
مصابهم فيصبح بدوره محل ريبة لذلك من الأسلم أن يبتعد مخافة
الألسن و أن يلحق به الأذى
كل هذا يقع و الوقائع تشهد ببراءته و يتحمل جناية لم يرتكبها
و جرما لم ينفذه
و تصبح أبواب السجن أكثر رحابة من تضييق خناق المجتمع عليه
هذا ما يحصل عادة لمن صدرت في حقهم بطاقة جلب و تفتيش
يقعون فريسة سهلة بين أنياب المجتمع و مخالب الإعلام
التي تهول و تفخم الأشياء بغرض الربح التجاري و زيادة
أرقام المبيعات و آخر همها أعراض الناس و الشعور و الإحساس
وكم سيناريوهات وهمية تركب و حبكات ليس لها أساس من الصحة
غير استدرار عواطف القارئ و إستثارة المشاهد
كلها تضليل بدون مراعاة نفسيات الضحايا أو ذويهم و تظل تؤجج
الضغائن لدى الجماهير العريضة و جمهور المتابعين
و الكل يصبح يحلل و يدعم و يوثق تحسبهم شارلك هولمز
أو المحقق العام
ليبرهنوا أنهم أذكياء و لهم القدرة لفك طلاسم القضايا وحل ألغاز
الجرائم و كشف النقاب و رفع الالتباس في حين هناك المتخصصين
و الخبراء وفنيين في استقراء الجريمة
و هذا ما يحصل حتى في أعمدة منتدانا و الغالبية تطالب بشر
العقوبة و تتحسب و تدعي على المحكوم عليه و يضحى مدانا
و تنطلي الحيلة و يقع المتهم في أحبولتهم الكاذبة و يتعرض
للكثير من الضغط و الحط و التهميش
قد يعيش الشخص طوال حياته المتبقية ليثبت لهم أنه مجرد متهم
و بُرئت ساحته و ربما نفسيته لا تتحمل فيصبح عدواني بطبعه
أوانعزالي و ربما ينحرف شيئا فشيئا ويلجأ إلى ما لا يحمد عقباه
نتيجة الحصار المفروض و الرقابة المشددة من قبل من حوله
لكأنه شيطان رجيم و هم الملائكة الكرام وقد يصبح مجرما مضطرا
هذا حال البريء فكيف بمن أخطأ فعلا و أمضى عقوبته و تاب
و أراد أن يعود للحياة من جديد و طريق الجادة
فيجد كما هائلا من الرفض و النبذ يخرج من الأسر ليلاقي سجنا
أكبر و الكل يصبح سجان و الكل يضحى جلاد و الجميع حكام
و قضاة و المصيبة يحكمون عليه بعد أن رفعت القضية و أغلقت
و كأن عقوبة السجن و مرارته لا تكفيانه
أليس له الحق أن يبدأ من جديد أليس هو بشر و يخطئ و تزل
به القدم ثم يندم أليس الله يغفر لمن تاب و أناب
و ربما يصبح عند الله عز وجل ذو حظوة و مكانة ومن يتبجح
عليه و يقذفه ربما ينال من حسناته و يصبح عند الله الديّان
هو الأشر و الأخس منزلة
لكن تستمر بنظر المجتمع صورة المتهم الذي تعفن بالسجن
فيضيق عليه الخناق من كل الجانب و يستصعب استرداد ثقة الأفراد
و المجموعة تكاد تكون عملة نادرة أو مستحيلة
فقد حكم عليه و انتهى أمره لكأنه يحرث في بحرأو ينقب في الفضاء
و تضيع جهوده سدى و هباء و يتوه في لجة الضياع القاتل
أليس له الحق أن يحتضنه مجتمعه من جديد و يفتح له أبواب
الرزق الكريم ليحيى بكرامة و يصحح أخطاءه و يعود تدريجيا
للحياة و يشق طريق الخير و ربما تكون فترة سجنه درسا يتعظ به
ليكون عنصرا فاعلا و مواطنا صالحا و ربما يوظف قدراته بما ينفع
الناس و يمكث في الأرض
لكن يصادف بوصد جميع الأبواب في وجهه و قبلها أوصدت عنه
القلوب و أصبح أقل تقديرا بل محتقرا منفرا فأين المفر لمثل هؤلاء
أي صدر يحميهم و أي حضن يحتويهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
على الأقل دعوهم وشأنهم يكفيهم تجريحا و اتهمامهم تصريحا
و تلميحا وكفاهم توبيخا و لوما و تقريعا فلقد ضاقوا ذرعا
و لا تتظنن أن تقزيم الناس يكون لهم رادعا بل عادة ما يشحن
النفوس أحقادا وعوض أن يكون فردا موجبا يكون سالبا بعد
أن سلب من أبسط حقوقه و جرد من كرامته و حقه كإنســــان
فلا تدري يا غافلا متى تأتيك البلية وتصيبك الرزية و لا تظنن
بأنه لن يصيبك سهم طائش فغيرك كان مثلك في سربه سالما
ينعم و أتته تهمة باطلة أصابته بمـــــــقتل
فكن يا قارئي معوانا للخير مفتاحا للبرو احتضن أخاك وإن أخطأ
فليس العيب في الخطأ بل العيب أن نحاسبهم شر حساب
و نتعقبهم ونعاقبهم بأسلط عقاب ولا نكف عن رميهم بسهم التهم
كم من بيت بالألسنة الشرسة تفكك و تهدم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكم تفرق من شمل وكم من ضريبة يدفعها الأهل ؟؟؟ .....
فمتى يصحو المجتمع من هذه الغيبوبة و يعي و يتفهم
و يقوض ما تهدم و ينقذ ما يمكن انقاذه ويصلح و يسامح
المجال مفتوح للجميع ليعلق و يبدي الرأي و يدلي بدلوه
أستودع الله نفسي و أهلي و إخواني من كل شر واقــــع
و أفــــــرج الله عن جميع إخواننا الأسرى و صبرا جميلا
و الله المستعان .
تم بحمد الله ,, بإمضاء و قلم أختكن روح الفن
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
للأسف أصبحنا نطلق الأحكام والتهم جزافاً و كأننا منزهين عن الخطأ
وتناسينا " كما تدين تدان "
الله يفرج عن كل مسلم
ويفرج أسرك يا غالية
.. بانتظار موضوع المجلس : )