منذُ نعُومَة أظَافِرنَا وَنَحنُ نَسمَع عِبَارَة ما الكَامِل ألاّ الله سُبحَانه وَتَعَالَى ..
تَتَرَدد على مسَامِعنَا هَذِهِ العِبَارَة بشكِل شِبه يَومِي خَاصَة حِينَمَا يُزَايِد أحَدنَا
يُطَبِّل لِنَفسِه يَدَّعِي الكَمَال وإنه خالِ من العيُوب وإن كَانَت سَطحِيَّة حَتَّى
والسُّؤال الذِي يرَاودك الآن ..
كم عَدَد العيُوب التِي فِيك سِوَاء السَّطحِي منهَا أو الكَبِير ؟
هل فكَّرت فِي ذَات يَوم أن تتخلَّص من هذِهِ العيُوب المُلتَصِقَة فيك؟
وَمَامَدَى العَزم الذِي أنت عَلَيه أهُوَ كَبِير أم صَغِير؟
وَهَل وَجَدت الوَقت المُنَاسِب للتّخلُّص من عيُوبِك؟
اُكَادُ أجزُم إنَّكَ توَافِقنِي الرَّأي بأنه لايُوجَد أنسَب من هَذَا الوَقت ..
الذِي نحنُ فِيهِ ..
وعلى عَتَبَة شَهر ( رَمَضَان ) المُبَارَك حيثُ الصَّوم ليسَ بأن نمنَع أنفُسنا
عن الطعَام والشَّرَاب وَحَسب ..
بل الصَّوم أيضاً عَمَّ أبتلينَا فِيهِ من عيُوب وَعَادَات سيِّئَة أكُنَّا ذكُورَاً أو نِسوَة
وَدِعنِي أذكُر لكَ جُزءاً من هذهِ العيُوب وَالعَادَات السِّيِّئَة ..
(التَّدخِين) هذا الذِي حَرَق صدُورِنَا وَأنهَك قِوَانا الجَسَدِيَّة وإستَنزَف أموَالِنَا
وأحَال رَوَائِحنَا الحِلوَة إلى كَرِيهَة وَمَنبُوذَة تَزعُج كُل من يجلِس حَوَلينَا ..
وَبمُحَذَاتِنَا خاصَّة أولئِك الأحبَاب ..
(الخَمْر) الذِي أبتَلَى بهِ من أبتَلَى وفقد ثقَته بنفسُه وَرَمَى سُمعَتِه الجَمِيلَة
فِي نَفَق مُظلِم عَمِيق ملطـِّخاً إيَّاهَا فِي الوَحل مُسِيئاً لسُمعَة أهله ونَاسِه قبلَ
سُمعَتِه هُوَ ..
نَاهِيك عَن إن يكُون صَدِيقاً حَمِيماً للحَبس وَالسّجُون التِي هُو فِي غِنَى عَنهَا
(المُخدِّرَات) وَمَا أدرَاكَ مَا المُخَدّرَات هذَا السُم الأبيَض اللعِين الذِي أطَاحَ
بهَيبَة الرِّجَال وَجَعَلهُم كَالمخنَّثِين فِي الوَقت الذِي كَانُوا فِيهِ أسيَاداً ..
لكُل مَجلِس يجتَمعُون فِيه ..
بل الأكثَر من ذلك كلّه إنه جعل بعض الرِّجَال يدللون على نِسَائهُن ..
ويعرضونهن لـ (الزنّى) لمَن يُرِيد مُقَابِل مبلَغ مَالِي زَهِيد من الرِّيَالات
بالكَادُ أن يُذكَر ..
كل ذلك من أجل جُرعَة من المُخدّرَات تُعطِيهِ نَشوَة تُحلِّق بهِ فَوقَ السِّحَاب
( الغَزَل ) .. وَهُنَا لا ارمِي إلى الشَّبَاب فَقَط بل حتَّى النِّسوَة ..
لا أبَرِّيء سَاحَاتهِن منه..أولئِك اللوَاتِي كُل همّهِن هُوَ إفتِتَان الشَّبَاب..
بلبَاسهِن الضَّيِّق الفَاضِح..وعطورِهِن الفوَّاحَة التِي تنبثِقُ من أجسَادهِن
بشكِل عَشوَائِي فِي كل الإتِّجَاهَات ..
كل تِلك العيُوب والمَسَاوِيء التِي ذَكَرنَاهاَ قَد لانجِد أنسَب من هَذَا الوَقت
ونحنُ مقبلين على شَهر الخَير شَهر ( رَمَضَان ) الذِي أنزِل فِيهِ القُرآن
لكَي نعُود إلى الله لِنُقوِّي صِلَتنَا وإرتبَاطِنَا فِيه وكُل عَامٍ وَانتُم تَرفلُون ..
بثَوب الصِّحَّة وَالعَافيَة وَدُمتُم لِي وَحدِي ،،،
/
/
/
إنتـَــر
وأخيراً.. أسدل الستار..
وليته لم يسدل..
ليت مسرحية الحب الصادقة ..
لم تنته بعد..
ليت فصولها استمرت..
ليتها طالبت أكثر ..
وأكثر..
لنستمتع بها سوياً ..
لنعيشها بكل حلاوتها..
/
/
يا الله..
من كان يتصور..
أن يأتي هذا اليوم ..
أن تكون هذه هي النهاية..
من كان يتصور..
أن تكون أنت..
هو من يُصر على نهايتها؟
من يطالب بإيقافها؟
من يستعجل رحيلها؟
وإلى الأبد؟
أيُعقل؟
/
/
من كان يتصور..
أن تكون أنت..
من يطلب إسدال الستار..
من ينزله بيديه ..
من يشرف عليه بنفسه ..
ومتى؟
في منتصف المسرحية..
حيث شدة التعلق..
حيث القصة ما زالت مستمرة..
بكل أحداثها الجميلة..
وبكل فصولها المشوقة؟
/
/
حيث القصة الفريدة ..
وأي قصة؟
إنها قصة الحب الصادق..
الأمل الذي لم يخبُ بعد..
الطهر الذي لم يشوه بعد..
/
/
إنه لأمر قاسٍ ..
أن توافق على شيء لا ترضاه؟
أن تعمل شيئاً لست مقتنعاً به؟
فقط لمجرد ارضاء من تحب؟
حتى لو كان على حساب نفسك؟
حتى لو كان فيه نهايتك؟
/
/
أهكذا.. وبسرعة..
ينتهي كل شيء؟
أهكذا تقرر أنت.. وبمفردك ..
مصيرنا نحن..
تنفذّه بقرار منك..
وكأنه خاص بك وحدك..
وكأنه قرار إداري ..
واجب التنفيذ!
لا رجعة فيه!
/
/
أهكذا..
تقفل كل شيء في وجهي؟
تمنعني من مواصلة الطريق؟
مع أحلى وأجمل رفيق؟
/
/
أهكذا وبيديك..
تطوي آخر صفحات الود ..
أيُّهَا الوِد؟
تلقي بها خلف ظهرك؟
تتناساها وكأنها لم تكن؟
أما كان من الأفضل..
أما كان من الأجدر..
أن تتريث قليلاً؟
ألاّ تستعجل النهاية؟
بهذه الطريقة؟
وبتلك السرعة؟
/
/
أعرف أن ردود فعلي معك ..
قد تكون فاترة أحياناً ..
وليسَ دَوماً ..
قد لا تعكس مقدار اشتياقك ..
قد لا تعبر بصدق..
عن طبيعة ما يربطنا من ود ..
أعرف.. وأعرف..
ولكن..
أليس من حل آخر..
أخف وطأة..
غير القطيعة ..
غير تلك النهاية المرة ..
وما زال لدي أمـَــل؟
دعوووووووووووووووواتكم لمووووو

لمى3 @lm3
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
موضوع روووعه
اللهم بلغنا رمضان واعنا على قيامه وصيامه