قلم هارب @klm_harb
عضوة نشيطة
بأي مرحلة تعيشين ..اكتشفي نفسك ..!!
كدح فصياح فعزلة ..هكذا هي الحياة.!! .
تقول قصة خرافية أن أحدهم رأى بمنامه أن معدل عمر الإنسان كان ثلاثين عاماً وهي اكتمال العقل والقوة كما قال شاعر:
كل نعيم وكل عيش قبل الثلاثين يستطاب
يشاركه بذلك المعدل من الحيوانات الحمار والكلب والقرد ( كرم الله الإنسان عنها وسخرها له ) وطمعاً منه بالعمر المديد تمنى أن يختلس عشرين عاماً من كل حيوان سبق ذكره ليصبح معدل عمره بعد تحقق الأمنية والإضافة تسعين عاماً مما جعل المرحلة الأولى من عمره حافلة بالفتوة والنشاط وحب الحياة والإقبال عليها وهي عمره الحقيقي كما قال الأخطل :
إن الشباب لمحمود بشاشته والشيب منصرف عنه ومصدود
وما أن يبلغ الإنسان الثلاثين عاماً حتى يدخل بالسن الذي اختلسه من الحمار قياساً على ما سبق ذكره وهي (الثلاثين والأربعين) فيكد ويحرث ويكدح على بيته وأهله لا يكل أو يمل ولا يعرف لحظة للراحة لا يتسلل إليها التفكير بعمل يحتاج لمن يكمله ولو بخياله وأحلامه ينسى الإنسان نفسه أمام مسؤولياته بتلك المرحلة رجلاً كان أو امرأة بالعمل والتربية والسفر والتنقل يجري ولا يشعر بما يثقل كاهله وينال من صحته وراحته إلا بعمر (الخمسين فالستين ) وهي العشرين الثانية المسلوبة من الكلب- أعزكم الله- فتداهمه الأمراض العصرية كالسكر والضغط ويتسارع لهاثه وصياحه ونباحه على من حوله يدقق بكل صغيرة وكبيرة يترقب ويترصد لا يمر من أمامه أحد لا يسلم من سياط لسانه وانتقاده وما أشقى صاحب هذا العمر بزمن الغلاء والانشغال فهو يتناول الحبوب المهدئة بيد وعينه على من حوله بشقاء (هذا لم يعد وهذا لم يأكل وهذا لم ينم .. ..يا واقف اجلس ويا ماشي توقف ..!! )
يتابع من حوله :من تحدث.. ومن معك.. وأين ستخرج.. من هذا.. ومن ذاك .؟.أنت قلت وأنت لم تقل..! وما أن يقبل على السبعين وصولاً إلى التسعين (عمر القرد) حتى يصيبه الهزال والضعف والكسل وأوجاع الجسد من مفاصل وظهر وقولون وأمعاء فتنطفئ بداخله شعلة الحياة ويكره التنقل والسفرات والكشتات يميل للبقاء بالبيت والتنقل من غرفة لغرفة تارة أمام التلفاز وتارة بغرفة نومه كما يتنقل القرد من شجرة لشجرة ومن غصن لآخر ..
ومن يرحل إلى السبعين عاماً فمعترك المنون له طريق
وكما قال ابن الوردي :
إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي لترجمان..
تلك الحكاية لم تكن بالفعل سوى خرافة يتندر بها البعض ولو مست الواقع فهي ليست صورة طبق الأصل منه فعمر المؤمن إذا تيسرت له سبل الخير شباب دائم يستطيع أن يجعل كل مرحلة منه ذات مذاق مميز يعمرها بالطاعة والقناعة من الدنيا والطمع بالآخرة والعطاء دون منة أو انتظار شكر من مخلوق .
وبالتأكيد هناك من تزوج بصبية هرباً من شيخوخة التسعين وهناك من وجد نفسه وترك الدنيا والناس واعتكف على العلم والعمل وهو بسن الخمسين .و من يتمدد ويتقلب على فراشه بلا عمل وهو بعمر الكدح والحرث وهناك الشاب الذي شاب رأسه قبل الثلاثين بحثاً عمل ينفق منه على نفسه وأهله..
وبالنهاية أي عمر تعيش الآن أيها الإنسان..وهل ستمنحنا تلك القصة التي لم نصدقها بعض الفراسة في تحديد أعمار الناس اعتماداً على عدة محاور (الحيوية ,الكدح,الصياح ,العزلة ) .
بقلمي الهارب
6
808
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قلم هارب
•
هذا المقال لم يتم نشره فهو حصريا للمنتدى مع تمنياتي لكم بالاوقات السعيدة ...
dream222
•
ما شاء الله تبارك الله. طرح رائع وقلم متميز . تشبيهات جميلة لحقيقة قد ينساها الانسان .
أما عن نفسي فقد دخلت مرحلة الكدح أعزكم وأعزنا الله .
أما عن نفسي فقد دخلت مرحلة الكدح أعزكم وأعزنا الله .
الصفحة الأخيرة