د.مشبب القحطاني

د.مشبب القحطاني @dmshbb_alkhtany

إمام وخطيب مفكرة المجلس عضو في جماعة التوعية الإسلامية

بئس الرجل فرعون " أضل قومه فكان سببا في عذابهم في الدنيا والآخرة!!"

الملتقى العام

أما بعد ايها المسلمون ..يقول المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى ، أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ؟؟ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {109} حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء ، وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ{110} لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ ، مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ، وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{111} يوسف

ايها المسلمون في الآيات السابقة يبين المولى تبارك وتعالى ، أن جميع الرسل الكرام كانوا من الرجال لعلمه بقدرتهم على تحمل اعباء الرسالة ، كما يبين تعالى أن النصر هو عاقبة المتقين ، وفي الاية الثالثة يبين أن في ذكره لقصص الانبياء عبرة وعضة لأصحاب القلوب الحية ، والعقول الراجحة .. منها يستفيدون ، ومن نتائجها ينطلقون ، وعلى هديها يسيرون ..

ايها الاخوة الكرام وفي هذا اليوم المبارك سنقف باذن الله على قصة عظيمة وردت في سورة غافر ، قصة تحكي موقف المسلم الحق الداعي الى ربه الحريص على مجتمعه ..وفي نفس الوقت تحكي قصة المنحرف عن شرع ربه ، وموقفه من الحق مع علمه به ، وكيف كان سببا في هلاك قومه ..

أيها الأخوة : في الخطبة الأولى ساكون مجرد قارء للآيات الكريمات التي تحكى ذلك الحوار ، وأرجوا من الأخوة التركيزَ جيدا على ماتعنيه كلُّ كلمة منها.لعل الله أن ينفع بها ، وسأترك ماتيسر من الفوائد في الخطبة الثانية إن شاء الله تعالى ..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{23} إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ {24} فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ ، وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ {25}

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ، إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ {26} وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ{27}

وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ : أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ، وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ؟؟! وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ، وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ{28}

يَا قَوْمِ : لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ ! فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا ؟؟
قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ، وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29}

وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ {30} مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ، وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ{31}

وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ{32} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{33} وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ ، فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً ، كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ{34} الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ، كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ، كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ{35}

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ{36} أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً ، وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ، وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ{37}

وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ : اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ{38} يَا قَوْمِ : إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ{39} مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا ، وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ{40}

وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ؟؟ {41} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ!! {42} لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ ، وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ ، وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ{43} فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ، وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد ِ{44}

فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ{45} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ{46} وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ : فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً ، فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ{47} قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ{48}

وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ{49} قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ؟؟ قَالُوا بَلَى .. قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ{50}

إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ{51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{52} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ{53} هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ{54} فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ، وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ، وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ{55}

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ,,

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد كثيرا كما أمر ..والشكر له على نعمه التي تُعجِز من حَصَر ، ..وأشهد ألا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ،وأشهد أن محمدأ عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيراً أما بعد :

أيها المسلمون ..فلقد تشرفنا بسماع الآيات الكريمات السابقة ، وفيها من الفوائد والعبر مايعجَز الإنسانُ عن الإلمام به ، فنسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع ..
وإتماما للفائدة فلعله من المناسب أن نقف سويا على بعض ما تيسر من الفوائد الظاهرة أساله تعالى أن ينفع بها

الفائدة الاولى والبارزة من الآيات هي حرصُ الدعاة إلى الله على مصلحة مجتمعهم ، وحمايته من الإنحراف ، وهذا يتجلى في دعوة موسى وأخيه لقومهم وهذا شيء طبعي بصفتهم أنبياء ، ولكن اللافت للنظر هو مجيء الرجل المؤمن إلى قومه إبتداء ، واظهار حرصه عليهم في أكثر من موضع من كلامه ..فمثلا عند قوله ( لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ ! فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا ؟؟) ومن قوله (يَا قَوْمِ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ).وقوله( ياقوم إني أخاف عليكم يومَ التناد)وقوله (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ؟؟ {41} تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ!!..)

فتكرار كلمة ياقوم ومايأتي بعدها من عبارات التلطف والتودد ، تشعر بحرص قائلها على هداية مجتمعه ونجاته من النار . وهذه خصلة طيبةُُ ، ومنزلة عالية رفيعة، سار عليها أتباعُ الرسلِ الكرام ، في كل زمان ومكان ،

FF3300وفي المقابل تجد أن الكفار وأتباعهم من المنافقين يحرصون على انحراف المجتمع ، وصده عن سبيل الله ، وزجه في مستنقع الفساد والرذيلة ، بكل ما أوتوا من قوة ، وينفقون أموالهم في سبيل ذلك ، بل إنهم قد يبذلون أرواحهم فداءً للباطل وأهله..عياذا بالله من الخذلان .. وهذا تماما ما يفعله المنافقون في بلادنا ، فنسال الله أن يرد كيدهم في نحورهم .

الفائدة الثانية: من الايات الكريمات أن موازين الكفارِ والظالمين معكوسة منكوسة ، فموسى عليه السلام ، الرسول الكريم ، المؤئد بالآيات ، وبالوحي من الله تعالى ، وصفوه بأنه ساحر كذاب ؟؟ يريد أن يظهر في الأرض الفساد ؟!!!، وفرعون الطاغيةُ الفاسد المنحرف ، الذي يدعي الألوهية هو المصلح الداعي إلى سبيل الرشاد ؟؟!!

0000FF
ولكن المسلم يعيش دائما أبدا وهو واثق بربه وبدينه وبطريقه ، ويعلم أن تلك الموازين الظالمة تتكرر في كل زمان ومكان .ولايحيق المكر السىء إلابأهله.
ويعلم أيضا : أن العاقبة والنصرَ والتمكينَ لأولياء الله ، طال الزمان أوقصر ، وسواء في الدنيا أوفي الاخرة، والشاهد من الآيات السابقه أن الله عز وجل قد أنجا ذلك الرجل الناصح مع موسى وقومه وأهلك الظالمين جميعا .. فقال تعالى ) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ{45} النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) .

لذلك المسلم في هذا الزمن لا يغتر بقوة أمريكا وحلفائها ، ولا بكثرة دعاة الضلالة ، وسيطرتهم على مقدرات الأمة ، بل الواجب عليه أن يلتزم بإيمانه ويدعوا إليه ويصبرَ على الأذى فيه، وليعلم أن العاقبة للمتقين كما قال تعالى ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ{51} يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ{52

ولا ينبغي للمسلم أن يخاف أويجبن ، أو يقف عن الدعوة الى الخير ، أمام مايراه من منكرات ، لأن ذلك سوف يدخله في صفوف الظالمين ، حتى لوكان صالحا في نفسه.
إن هذه الهجمة على مختلف الاصعدة لتزيده قوة ، وتزيده تمسكا بدينه والدعوة اليه ، حتى لو سبب له ذلك بعض المشكلات ، وله في الرسل والصالحين من عباد الله قدوة حسنة .

الفائدة الثالثة :تؤخذ من قول الرجل المؤمن (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ{32} يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ، وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) وقوله يَا قَوْمِ ) إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ{39} وهو أن المسلم ينبغي له أن يهتم بأمر الآخرة ، مهما تقلب في هذه الحياة الدنيا ..فهو يعمل في الدنيا ويعمر الأرض ، ويمشي في مناكبها ، ويخالط الناس ، ويأكل ويشرب وينام ويتزوج ، وقلبه معلق بالآخرة ، يرجو رحمة ربه ويخشى عذابَه ، ولذلك لا تعجب عند ماتقرأ في السيرة أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانو يحملون اللبن لبناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يرددون) اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجره )

وهذا بعكس نظرة أهل الدنيا ...الذين سيطرة الدنيا على أذهانهم ، وأصبحت أكبر همهم ومبلغ علمهم ، فتفكيرهم للدنيا ، وعلاقاتهم للدنيا ، وبعضهم يتنازل عن دينه من اجل للدنيا ..فنسأل الله السلامة من ذلك .

الفائدة الرابعة : ينبغي للمسلم أن يكون حراً في تفكيره ، فلا يكن إمعة ، إن احسن الناسُ أحسن ، وإن أساؤا أساء .. فكل إنسان سوف يسأل عن تصرفاته ، ولا ينفعُه تقليدُه لأحد من الناس إذ كان على ضلالة..

وليتق الله المسلم في تصرفاته ، ولتكن مبنيةً على الشرع لا على أقوال الرجال وأهوائهم ... فإن هناك رجالا يحبون ويبغضون ، ويوالون ويعادون ، ويعطون ويمنعون ، ويتصرفون تصرفات تخالف الكتاب والسنةَ الصحيحة بناءً على توجيهات رؤسائهم ، أومسؤوليهم ، بل ربما زوجاتهم وأصدقائهم ونحوذلك ..وهولاء سوف يندمون في الدنيا والآخرة على وجه الخصوص نتيجة لضعفهم أمام الآخرين ..

يقرر ذلك قوله تعالى ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ : فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً ، فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ {47} قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ {48}

وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ{49} قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ؟؟ قَالُوا بَلَى .. قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ {50}

ايها المسلمون هذا ماتيسر حول هذه الآيات ، ولاشك أن المدتبر سيجد مئاتِ الفوائد والعبر والعظات ... جعلني الله وإيأكم هداة مهتدين لآضالين ولامضلين. كما اساله تعالى أن يرزقنا جميعا الفقه في الدين ، وأن يجعلنا من عباده الصالحين المصلحين ..إنه سميع مجيب ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آ له وأصحابه الى يوم الدين
11
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنوتة بس دلوعة
الله يجزاااك خير على الموضوع
ومشكـــــــــــــــور,,,,,
alondra
alondra
جزاك الله خير الجزاء و جعل الله ما قدمت في خير موازين اعمالك

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
بنت اجـاويد
بنت اجـاويد
جزاك الله خير
اللهم اعز دينك وارفع كلمتك وأيد من نصرك وثبتهم يارب العالمين
LaDy Nona
LaDy Nona
الله يوفقك

:)
قاربwithout شر!!!ع
جزاك الله خير

اللهم اعز دينك وارفع كلمتك وأيد من نصرك وثبتهم يارب العالمين