بئس الصحبة

الأسرة والمجتمع

قد تستغربون من العنوان ..ولكن نعم بئس الصحبة وبئس الصاحبة ، تلك التي لاتذكرك الا اذا حلت بها الشدائد والكربات ..وما عاداه فلوا أهلك الدهر ماسألت عنك صاحب وما ذرفت عليك دمعة ..
إحداهن كانت في استقرار وسعادة مع زوجها واولادها وكانت صديقة عزيزة على نفسي ،فكنت أكلمها بين الفترة والفترة وأسأل عن أحوالها
وكنت اطلب منها ان تزورني او على الاقل تتصل علي فكانت تتعذر بأن الفاتوره تسبب لها إحراج مع زوجها ..طيب ألست انا ايضا محرجة من زوجي ومع ذلك هي فوق كل الصعاب لان الصحبة الصادقة لايعوقها عائق ..
ولكن مع الايام صرت محرجة من كثرة ماأكلمها فقررت ان انسحب وانتظرها لعلها تسأل عني ..ومرت الايام والشهور ولم اسمع لها صوتا ولا خبرا ..ترى اين هي وماذا دهاها ؟؟
وبعد تلك الشهور يأتيني اتصال مفاجئ منها فاستغربت وسألتها عن سبب انقطاعها فقالت مشغولة ووالله لو ماأحبك ماكلمتك ، ولكني عرفت فيما بعد ان زوجها دخل السجن بتهمة ما ..وانها اصبحت وحيدة وطفشانة على حد قولها وتتمنى ان ازورها ..فقمت بالواجب وزرتها مرارا ولم ادعها وحيدة للدهر بل كنت في اتصال دائم معها على الرغم من ان اخوتها واخواتها قريب منها ولا تحتاج لمساعدة ولكن تحتاج لصديق يؤنسها مثل حاجتي لها تماما ..وكانت في كل مرة تعطيني العهود والمواثيق ان خرج زوجها من السجن ان تزورني وان لا تنسى لي ذلك الجميل ...
وخرج زوجها من السجن وباركت لها من قلبي ، وعادت للمقاطعة من جديد ، حشفا وسؤء كيلة ..حتى انني مرة كلمتها فقالت ماذا لديك شكلك طفشانه فقلت لها لاوالله ولكني احببت ان ادعوك لزيارتي فتعذرت ..

وتلك اخرى تتصل بي بعد مرور اربع او خمس سنوات ..وانا لم ادع طريقا الا وسلكته باحثة عنها ..واذا بي أعرف من خلال مكالمتها انها تلتمس مصلحة ما ..فحاولت ان اساعدها وتغاضيت عن تلك السنون التي هجرتني فيها.. وقدمت لها ماأستطعت ..ولكنها لم تجد ضالتها المنشودة لدي فاأغلقت في وجهي كل الابواب ..ارسل لها رسائل ولا تجيب واتصل عليها فأجد الجوال مقفل ..وقاطعتني مرة أخرى ..
سبحان الله ..الغريب في الامر انهن صاحبات دين وتقوى ن أين هن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ..وذكر منها ان يحب المرء لايحبه الا لله ))
لا أقول الا حسبي الله ونعم الوكيل ..الله أعلم هل سيأتي يوم من ايام الدنيا يكن في امس الحاجة لي فلا يجدونني ؟؟
لقد تركوني وقت لم يحتاجوا إلي ولم يعلموا انني احوج لإخوتهم وليس لمصلحة لديهم كما يفعلون ..لكن لاأقول الا عوضني الله خيرا منهن لان صحبتهن يشوبها شيئ من الخداع والمصلحة وليست خالصة لوجه الله تعالى ..فبئس الصحبة وبئس الصاحبات .
0
363

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️