السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة .. إن إدراكك عشر ذي الحجة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى ، لا يقدّرها حق
قدرها إلا الصالحون .. فالله سبحانه وتعالى رحيم .. يحب أن يجعل لعباده فرص التوبة .. ويحب أن يرى عباده يتقربون إليه بالطاعات .. لذلك منّ علينا
بمواسم الخيرات، ليغفر لنا الزلل ويُجزل لنا الهبات .. فخصّ بعض الشهور والليالي والأيام بفضائل يُعظم فيها الأجر، ويكثر فيها الفضل .. لتكون مطمعاً
للطامعين وميداناً للمتنافسين .

أختي الغاليه.. إننا أيام الامتحانات أو تسليم مشاريع العمل نعمل ونجتهد بأقصى ما نستطيع من أجل الحصول على
درجات النجاح والتفوق .. فلماذا لا نعمل في هذه الأيام لنحصل على أعلى درجات التفوق في اختبار الآخرة ؟ فالعمل في هذه الأيام هو خير من العمل طوال أيام
السنة!! فقد قال الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم : « ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله
!! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء » رواه البخاري .

حكم صيام 10 من ذو الحجه
جاء في شرح النووي على صحيح مسلم ما يلي :
( باب صوم عشر ذي الحجة )
فيه قول عائشة : ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط ) وفي رواية : ( لم يصم العشر ) قال العلماء : هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشرة ، والمراد بالعشر هنا : الأيام التسعة من أول ذي الحجة ، قالوا : وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة ، بل هي مستحبة استحبابا شديدا لا سيما التاسع منها ، وهو يوم عرفة ، وقد سبقت الأحاديث في فضله ، وثبت في صحيح البخاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه " - يعني : العشر الأوائل من ذي الحجة - . فيتأول قولها : لم يصم العشر ، أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما ، أو أنها لم تره صائما فيه ، ولا يلزم عن ذلك عدم صيامه في نفس الأمر ، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ، ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر : الاثنين من الشهر والخميس ورواه أبو داود وهذا لفظه وأحمد والنسائي وفي روايتهما ( وخميسين ) . والله أعلم .

من نفحات شهر ذي الحجة
قال تعالى : (والفجر وليال عشر) أقسم الله بعظم هذه الليالي العشر من ذي الحجة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام هذه الأيام أكرمه الله بعشرة أشياء :
1 - البركة في العمر .
2 - الزيادة في المال .
3 - الحفظ في العيال .
4 - التكفير للسيئات .
5 - مضاعفة الحسنات.
6 - التسهيل في سكرات الموت .
7 - الضياء لظلمة القبر .
8 - التثقيل في الميزان يوم القيامة .
9 - النجاة من دركات النار .
10- الصعود في درجات الجنة .
وروي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
اليوم الأول
هو الذي غفر الله فيه لآدم وهو أول يوم من ذي الحجة ، من صام ذلك اليوم غفر الله له كل ذنوبه

اليوم الثاني
وهو اليوم الذي استجاب الله فيه لدعاء سيدنا يونس عليه السلام فأخرجه من بطن الحوت ومن صام ذلك اليوم كان كمن عبد الله سنة ولم يعص له طرفه عين .

اليوم الثالث
استجاب الله فيه دعاء زكريا من صامه استجاب الله دعاؤه .

اليوم الرابع
هو اليوم الذي ولد فيه سيدنا عيسى عليه السلام ومن صامه نفى الله عنه البؤس والفقر
اليوم الخامس
وهو الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام ومن صام ذلك اليوم نجّاه الله من عذاب القبر .

اليوم السادس
هو اليوم الذي فتح الله فيه لنبيه أبواب الخير من صامه نظر الله إليه برحمة .
اليوم السابع
هو اليوم الذي تغلق فيه أبواب جهنم فلا تفتح حتى تنتهي العشر ليالي ومن صامه أغلق الله عنه ثلاثين باباً من العسر وفتح الله عليه ثلاثين بابا من اليسر .

اليوم الثامن
وهو يوم التروية ومن صامه أعطاه الله من الأجر مالا يعلمه إلا الله .
اليوم التاسع
وهو يوم عرفة ومن صامه كان كفارة للسنة الماضية والمستقبلة وهو اليوم الذي نزلت فيه الآية الكريمة : (اليوم أكملت لكم دينكم) .

اليوم العاشر
وهو يوم الأضحى من قرب فيه قرباناً غفر الله ذنوبه .
مع الإكثار من قراءة القرآن والصلاة والتصدق والتسبيح
والله أعلم .