أعلن علماء في الولايات المتحدة نجاحهم في تطوير فحص بسيط قد يضاعف فرص الحمل، بعد الخضوع لتقنيات المساعدة على الحمل، كالإخصاب الخارجي، وأطفال الأنابيب. وأوضح الباحثون أن هذه التقنيات تلقى إقبالا كبيرا من قبل الأشخاص غير القادرين على الإنجاب، ولكن معدل نجاحها لا يزال ضئيلا، حيث تصبح 30 في المائة من النساء حوامل بعد دورة واحدة من العلاج، لذا فإن الجهود الحالية تتركز على إيجاد طرق فعالة لفحص الأجنة وصحتها وقابليتها للانغراس والنمو في الرحم.
ركز العلماء في معاهد شير للصحة الإنجابية في لاس فيغاس، على رصد جزيء بروتيني يعرف باسم “HLA-G” تفرزه الأجنة، ويعتقد أنه يساعدها على النمو بعد الزراعة، وخلال عملية الإخصاب الخارجي، تطلق الأجنة هذا البروتين إلى السائل، الذي توضع فيه، بعد عملية تلقيح البويضة بالحيوان المنوي.
وللتأكد من دور بروتين “HLA-G” وإذا ما كانت مستوياته تدل على صحة الجنين وقدرته على النمو، قام الباحثون بتخزين السائل الذي وضع فيه أكثر من 600 جنين من 200 امرأة خضعن لعملية الإخصاب الخارجي، ثم تحليل مستويات البروتين المذكور فيها، ومقارنتها مع نتائج العلاج، وفرص نجاح الحمل.
ووجد الأطباء أن 71 في المائة من النساء اللاتي لم تتجاوز أعمارهن 39 عاما، من اللاتي أطلق أجنتهن مستويات أعلى من المتوسط من بروتين HLA-G، أصبحن حوامل، مقابل 22 في المائة من النساء اللاتي أطلق أجنتهن كميات أقل من المتوسط من البروتين، مشيرين إلى أنه بالرغم من أن معدل الحمل عند النساء فوق سن التاسعة والثلاثين كان أقل بشكل عام، إلا أن أجنتهن التي أفرزت كمية أكبر من بروتين HLA-G حققت نجاحا ملحوظا.
وأوضحت الدراسات أن الأجنة، التي تفرز بروتين HLA-G تنقسم أسرع، وتكون أكثر قدرة على الالتصاق والانغراس في جدار الرحم، وبالتالي سيصبح بالإمكان زرع جنين واحد بدلا من ثلاثة أو أربعة، على أن يكون الأفضل والأقوى، الأمر الذي سيقلل فرص إنجاب التوائم، التي تعرض الأطفال والأم للخطر.
وتقوم الكثير من مراكز الإخصاب الخارجي برصد صحة الجنين بالعَيْن، من خلال مراقبة انقسامه ومستوى تغذيته، وإرجاع الأجنة الأسرع نموا للأم، وهو ما يضاعف فرص الحمل، بينما تعتمد مراكز أخرى على سحب خلية واحدة من الجنين وفحصها، لوجود أية طفرات وراثية فيها، وهو ما يعرف بالتشخيص الوراثي قبل الزرع، إلا أن لهذه التقنية محدوديات، إذ لا تستطيع الكشف سوى عن 9 اعتلالات من بين مئات قد تؤثر في الجنين.
ويعكف الخبراء حاليا على رصد جزيئات أخرى إلى جانب جزيء HLA-G يفرزها الجنين، ويمكن تحليلها، وقياس مستوياتها، للتنبؤ بصحة الجنين وسلامته، وإذا ما تحقق هذا الأمر فسيمثل أهم إنجاز في هذا المجال حتى الآن.
من ملحق الصحة والطب..

أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة