بالامس شيمتنا واليوم عيبنا

بالأمس شيمتنا واليوم عيبنا
قلبت الموازين واصبحت هذه الكلمة ذات الأربع احرف البريئة عيب قد لا يقبله الكثير هذه الفطرة الغريزية الذي جبلنا بها اصبحنا ندرجها تحت قائمة عيوبنا .
بالأمس كانت شيمتنا التي نعتز بها ونوصف بها بين القبائل والناس . كانت مع كل التواضع الذي يلبسها نحترم حين ننعت بها كنا نجاهد انفسنا حتي تصبح من صفاتنا .
كان من لا يملكها يتجنبه الناس ويمقتونه حتي يتصف بها . فقد كانت بالأمس شيمتنا ولكن للأسف اصبحت اليوم عيبنا
( الطيبة ) .
التي اصبحت اول اجابه تلقائية لك حين يطلب منك تعداد عيوبك . في اول القائمه تذكرها وبدون تردد .
سبحان الله اصبحنا اليوم قد نشعر بالإنتقاص والضعف لو وصفنا بها . مع ان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام اطيب خلق الله وأقواهم في نفس الوقت .
لماذا ساوينا الطيبه بالسذاجة مع ان الفرق كبير جدا بينهما ؟
فالطيبة ليست سذاجة ولا هبل والتسامح ليس ضعف ولا إنهزام . هناك شعرة بين الطيبة والسذاجة التي لانحب ان نوصف بها يجب ان نعلمها حتي لا نسقط على هذه الصفة النبيله تهمة بريئة منها .
ومهما حاولنا ان نخفي طيبتنا او ننكرها عن ذواتنا فلن نستطيع فهي جبلة خلقنا بها وفطرة في أي انسان فهل نستطيع ان نغير فطرة الله ؟ بالطبع لا .
لماذا اصبحنا مضطرون للبس ذلك القناع الجامد حتى نحظي باحترام الاخرين ؟ لماذا اصبح الطيبون هم المسموح بسرقتهم او غشهم او غير ذلك ؟
لماذا اصبحت الابتسامه نادرة بيننا ؟ نخاف ان نتبسم في وجه الاخرين حتي لا يشعرون باننا طيبون او متسامحون
لماذا ننكر هذة الرحمة التي حبانا بها ربنا ؟
الطيبه هي الوعاء الذي يحوي الكثييييير من الصفات المحمودة التي تندرج تحتها . فيجب علينا ان نعقل ان الطيبه ليست هي السذاجه والتسامح لايعني الضعف بل هما القوة والسلام والسلاح الناعم مع الاخرين وكبتنا لها واظهار مخالبنا هو الضعف .فلما نجعل ضعفنا في قوتنا وقوتنا في ضعفنا . فنحن امة محمد عليه الصلاة والسلام . نبي السلام والإسلام . النبي الذي كان يتعامل مع الكل باقصى درجات الطيبة حتى الكافر ولو اذاه . وبدون هذه السماحة والطيبه لما تبعه أي بشر . فهي سحر جاذب حلله الله لنا وملكنا اياه .

دعاء الحلو