ابنتي حبيبتي ، عذرًا أنا آسفة
جاءني صوتها عبر الهاتف محملاً بمرارة الأسف :44: ، و حتى أستطيع تخفيف آلامها أنصتت لحديثها حتى النهاية..
قالت : بينما كنت منهمكة في أعمالي المنزلية :3_13_12: ، أمسكت أحد أشرطة الأناشيد لأسمعه فيزول ما أشعر به من التعب والملل ، ووضعته في جهاز التسجيل ، فانساب صوت النشيد يداعب أسماعي ، وانسجمت معه مرددة كلامه الجميل ، وفجأة ...
انقطع صوت النشيد، وسمعت صوتـًا آخر ،(أعوذ بالله ،ما هذا ؟!!!!!!!!!!!!!) :blink: ـإنه صوتي أنا ،لا،كلا ،،ـبل نعم ،صوتي بنبرته التي لا أجهلها ،ويقطعه صوت ابنتي ،إنها تسألني عن أمر ما ،عن مسألة تافهة،ولكن ماهو جوابي ؟!!!ـ لاحول ولا قوة إلا بالله ــــــــــ سيل ٌ هادرٌ من السباب واللعن والشتائم :angry2: ـــــــــــ ماذا؟!!!! لم أصدق نفسي ،هذا أنا ياإلهي، لا لالاأصدق ـ نظرت إليّ ابنتي قائلة :( :أنا مسكينة ياأمي ،كل هذا السب من أجل شيء تافه !!!!!!!!!!!!!
نظراتها تكوي فؤادي ،أغلقت المسجل ،وهرعت مسررعةً إلى غرفتي،لحقت بي ابنتي حبيبتي :confused- :أمي ،إلى أين أنت ذاهبة ؟!!وما بك ؟؟؟؟
أجبت :لالاشيء...........فقط أريد أن أستريح قليلا،أرجوكم لاأحد يزعجني.
أجابت ببراءتها المعهودة :حاضر يا أمي .
ثم ذهبت تلعب مع أخوتها....... أما أنا فقد أغلقت على نفسي باب غرفتي ،ثم شغلت المسجل ،وكررته مرات ،سمعته تماما ،كم كان أليما ،،ولكنني سمعته لأوقظ نفسي على مرارة الموقف ،،وكلما كررته انخرطت في البكاء والندم..... :frown: :icon36: ......
أهذه أنا ،لالاأصدق ........هذه عينة من أفعالي تسجلت علي في الدنيا وسمعتها ...........ويلي من التسجيييييييل يوم القيامة ........لقد قدر الله لي هذا الأمر لكي أعتبر..........
ــ تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى مكارم الأخلاق قائلا :(لاتغضب )ـــــــ ليتنا نلتزم بأخلاق الإسلام ............إذن لاسترحنا .
ابنتي حبيبتي :بااااارة أنت ، نعم ،وأنا المخطئة في حقك....
يااااااالله ،أنا لاأصدق ذاتي ....كيف يتغير الإنسان لحظة الغضب.....
سامحيني يا حبيبتي ،فكل ابن آدم خطااااء...........
وهنا خطر على بالي سؤال (من هذا الذي سجل الموقف ؟؟!!!!!!!)لابد أنه ذلك الصغييييير اللعوووووب :04: الذي لايتعدى العامين ،لقد ضغط بالخطأعلى زر التسجيل ـ ولكن لحكمة يعلمها الله ــ وذلك عندما كنت في قمة توتري ..........
نظرت إليه ، عاتبته ،:لماذا يا صغيري تفعل بي كل هذا ..........
نظر إلي ببراءة وحنان :ماما ،لاتبكي ......أنا أحبك ........
مسحت دمعتي وربتت على ظهره..ورفعت سماعة الهاتف ، لأشاورك :44: : ماذا علي أن أفعل ؟؟! كيف أمسح هذا الخطأ ؟؟!
- أما أنا فقد أحسست بجراحها فعلا ً ، لقد كان صوتها مخنوقـًا بالعبرات النقية التي تغسل الأخطاء ...
قلت لها : مادمت قد وصلت إلى هذه المرحلة من الألم وتأنيب الضمير ، فعندي لك وسيلة ستريحك مما أنت فيه.
قاطعتني :أسرعي أرجوكي ،فقلبي يحترق من الألم .....
قلت بجرأة:تستغفرين الله أولا ،ثم تعتذرين لابنتك .....
ذهلت من كلامي وكأنها لم تسمعه:ماذا تقولين.؟!!!!!!!!!!!!
ـ أقول تعتذرين لها ..
ـ هل جننت ؟؟!!!!!!! :huh:
ـ لا، بل هذا هو العقل ، ألا تريدين مني النصيحة ؟؟ ثم ألا تريدين أن تكوني أما مثالية؟؟؟؟؟
ـ بلى ، أتمنى ذلك .
ـ ألا تريدين أن تغسلي خطأك ؟؟ وتداوي جراح ابنتك ؟؟
ـ بلى ،أريد هذا كله ولكن ليس بهذا الأسلوب فهو سيقلل قيمتي عندها...........
ـ كلا بل سيرفع قدرك جدا ، ثم أليس لنا في رسول الله أسوة حسنة ؟؟ لقد كان صلى الله عليه وسلم يعتذر لأصحابه إذا أخطأ، فرفع هذا قدره ولم ينقصه حتى أنه كان يدعوهم للقصاص منه ،وذلك عندما كشف بطنه لأحد الصحابة ليقتص منه
لأنه آلمه دون قصد منه ـ عليه السلام ـ في بطنه فما كان من الصحابي إلا أن أقبل على بطن رسول الله ـ عليه السلام ـ يقبله،
أرأيت كيف رفع هذا التصرف من قدر نبينا الحبيب ،لقد كان مثلا في مكارم الأخلاق ، ولم يقل أبدا أنا لاأعتذر ، فأنا رسول الله وفضلي عليهم معلوم ... ثم أنت قدوة لابنتك ،إنها لاشعوريا ستقلدك ، وستصبحين راضية عنها وعن نفسك ،ألا تحبين منها أن تعتذر إذا أخطأت ، اعتذري لها إذن .......
قالت :ولكن الاعتذار صعب .
قلت : وتأنيب الضمير أصعب ،أليس كذلك ؟؟؟
ـ معك حق ،سأذهب وأعتذر لابنتي الحبيبة.....
ـ رعاك الله فأنت تسعين نحو الكمال ، وابنتك فلذة كبدك ، وأغلى عندك من نفسك ، اذهبي واعتذري لها ولا تترددي ، ثم أعلميني بالنتائج إن أحببت....
ـ إن شاء الله ،جزاك الله خيرًا ..
(( أقفلت السماعة وأنا أدعو لها من كل قلبي : أن يوفقها الله إلى ما فيه الخير ..
أما هي ـ وكما اخبرتني فيما بعد ـ تمالكت أعصابها ، وبشجاعة مغلفة بالحنان والرحمة ، ذهبت إلى ابنتها ، نظرت إليها البنت نظراتها البريئة ..
فما تمالكت أن احتضنتها وضمتها إلى صدرها ، والدمع ينساب رقراقـًا من عينيها ، قائلة:
ابنتي حبيبتي ، عذرًا أنا آسفة ..
دمعت عينا البنت وقالت سامحك الله يا أمي ، كم أحبك فأنت أم مثالية ...))
قالت: شكرًا لك :hearts: ، أنا أشعر الآن بارتياح الضمير ...
قلت لها : أرأيت ؟!! مهما كان الاعتذار صعبـًا فإن الخطأ مع عدم الاعتذار أصعب وأشد ألمًـا في النفس لك ولابنتك ، ثم إن كنت تجدينه صعبًـا ، فاعلمي أنها مرارة الدواء نعالج بها ألم الخطأ ، ثم نتجنب كل ما يضعنا في مثل هذا الموقف المحرج .. :unsure:
رعاك الله وسدد خطاك فأنت تستجيبين للنصيحة :icon18: .

night star @night_star
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

حبيبتي a7b_omy أشكرك على مرورك
آآآآآآآمييييين يارب تكوني أما مثالية ويرزقك الله البر بوالديك
آآآآآآآمييييين يارب تكوني أما مثالية ويرزقك الله البر بوالديك

أختـــي العزيزة..night star..
رائــــع ماخطتـــه أناملـــك..
فيـــه الكثير من المعاني الجميله والحكم العظيمـــه..
ليت كل أم تعمل مثلما فعلت..
وتسعى إلى المثاليــه..
هم يتألمون..ويعيشون تأنيب الضمير..
ولكن الكلمـــه..نادرا ً ماتخرج..
رغم أن..كلمــه آسفه..قصيره وغير متعبه لو أردنا كتابتها..
ولكنهـــا ثقيله على اللسان قلما يقولها الإنسان..
ليتنا نمتلك نصف مأأمتلكت هذه الأم..من شجاعــــه..
خوف صغير في البدايــه..وسرعان ماينتهي ليتحول إلى راحـــه أبديه..
سلمت يـــداك..حفظك الرحمن من كل شر..
لك صادق محبتي..
حنين..

غاليتي حنين الوجدان :أشكرك ياحبيبة على مرورك
وأسأل الله أن يزيننا جميعا بمكارم الأخلاق
وأن يساعدنا للوصول إلى المثالية آآآآآآآآمين
وأسأل الله أن يزيننا جميعا بمكارم الأخلاق
وأن يساعدنا للوصول إلى المثالية آآآآآآآآمين

الصفحة الأخيرة
ياااااااارب اكون ام مثاليه في المستقبل ...
والله يعينا على بر والدينا ياااااااارب
تسلميييييييييين مره ثاننيه