التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر مقولة عادة ما تطبقها كل أم في تعليم طفلها الخطأ من الصواب وشهر رمضان فرصة لكي يعتاد طفلك الصيام بالتدريج ولكن ما هي السن المناسبة التي يجب أن تفعلي فيها ذلك وكيف لا يؤثر الصيام علي تحصيله الدراسي كل هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها المتخصصون-كما جاء فى الجمهورية- في السطور القادمة.
* يقول الدكتور عبدالحميد هاشم أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الطفل في السنوات الأولي من عمره يكون لديه رغبة قوية في تقليد الغير وخاصة أسرته فهو يريد ان يشعر أنه مثل الكبار لذلك نلاحظ أن الطفل لا يأخذ صعوبة من والديه لإقناعه بالصيام لأنه أيضاً لديه القدرة علي تحمل الجوع أكثر من الكبار فلا يشعر بتغيرات جوهرية في حياته مثل المدخنين أو مدمني شرب الشاي والقهوة ولا يعاني من صداع أو دوخة وحتي في شرب السوائل فعند سن سبعة أعوام يستطيع جسده أن يخزن القدر الذي يكفيه من السوائل طوال فترة الصيام.
ويضيف عادة ما ينتاب الأم القلق خاصة وأن شهر رمضان يأتي خلال العام الدراسي فتخشي من عدم قدرة الطفل علي تحصيل الدروس وأحب أن أطمئنها بأن قدرة إستيعاب الطفل لا تتأثر أو تتعرض للإنخفاض إلا قبل الإفطار بحوالي ثلاث ساعات فقط لذلك ففي هذه الفترة يفضل عدم قيامه بأي واجبات مدرسية أو أي عمليات حسابية حتي لا يشتت ذهنه ويؤجل ذلك بعد الإفطار وأخيراً يؤكد أستاذ الطب النفسي علي ضرورة الإهتمام بوجبة السحور وعدم الخضوع لرغبة الطفل في تكملة نومه لأن هذه الوجبة تخفف عنه عبء ساعات الصيام وتقصرها ولكن إذا كان الطفل ينام في منتصف الليل وعند استيقاظه لا يتناول طعامه بطريقة معتدلة فلا مانع من أن يأكل قبل النوم سحوره.
ولكي لا تتأثر صحة طفلك بالصيام تؤكد الدكتورة نهال محمد عبدالمجيد مدرس التغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان علي ضرورة تقديم وجبة متوازنة للطفل بها جميع العناصر العذائية والتي تشمل البروتين والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات كذلك لابد من تناول المشروبات والعصائر الطبيعية والفاكهة بكثرة أثناء فترة الافطار لامداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية وأهمها الكالسيوم والحديد وفيتامين أ- ج و ب المركب وعدم الاكثار من الحلوات الشرقية حتي لا تمثل عبئا في الهضم مع زيادة في الطاقة التي يحتاجها الجسم فتؤدي إلي السمنة.
وعلي سبيل المثال يمكن أن تحتوي وجبة الإفطار علي عصير طازج وربع دجاجة مشوية وطبق صغير أرز ومثله خضار من أي نوع وتناول فاكهة بعد الإفطار بساعتين وبعدها بنفس المدة يأكل وجبة صغيرة مثل حساء لسان عصفور أو أرز بالخضار حسب رغبته أو استبداله بقطعتين من الحلوي.
أما السحور فيتكون من فول وزبادي وبيضة مسلوقة وسلطة خضراء أو حلقات من الطماطم والخيار ومن المفيد تناول الخضروات لما بها من ألياف مع ملاحظة ان يكون مقدار الماء الذي يشربه لا يقل عن ثمانية أكواب من الإفطار إلي السحور.
والغرض من ذلك عدم تعرضه لسوء تغذية أو لنقس الفيتامينات والأملاح المعدنية أو السمنة نتيجة عدم توازن الوجبة.
*كما تقول الدكتورة نرمين صلاح أستاذ طب الاطفال ورئيس وحدة الغدد الصماء والسكر بطب القاهرة يمكن للأم أن تساعد طفلها علي الصيام من خلال تعويده بالتدريج من خلال إطالة ساعات الصيام حتي يصل إلي ميعاد المغرب ولكن بالنسبة للطفل المريض الوضع يختلف خاصة لو كان مريضا بمرض مزمن مثل السكر لأن الصيام بالنسبة له خطر فعند ظهور أعراض اصابته بالسكر تكون حوالي 80% من خلايا البنكرياس مدمرة ولا تؤدي وظيفتها مع الوقت والزمن لذلك فالأنسولين الصناعي حياته والإلتزام بميعاده ضروري جداً حتي لا يتعرض الطفل لأي مضاعفات.
وتضيف حتي لا يصاب هؤلاء الفئة من الأطفال بشعور بالنقص نتيجة لعدم قدرتهم الصحية علي مسايرة أقرانهم في صوم رمضان نقوم بإقناعهم بأن رمضان ليس صياما فقط لكنه أيضاً بإلتزام بالعبادات وهنا للأهل دور كبير في ذلك بحيث يمكن للطفل تناول وجبة خفيفة في الصباح وإذا شعر بالجوع بعد عودته من المدرسة يتناول أطعمة أخري بسيطة ويجلس مع الاسرة ويشاركها تناول الوجبة الرئيسية وتكرار ذلك في السحور حتي لا يشعر بأنه حرم من التجمع مع أسرته والذي يعد من أجمل سمات هذا الشهر الكريم.
koketa @koketa
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة