صباح الخير 0000كيفكم ان شاء الله بخير
بصراحه انا عندي بحث لازم اقدمه السبت عن تاريخ الازياء في العصر الجاهلي
تكفون ســــــــــــــــــاااااااااااااااااعدوني
ولكم من جزيل الشكر

دمعة الاسيره @dmaa_alasyrh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



كنافه
•
هلا حبيبتي بحثت ولقيت هالمعلومات ان شاء الله تفيدك
ازياء المرأه فى العصر العثمانى
تعد أزياء النساء في العصور الإسلامية المختلفة من المجالات التي لا تزال تحتاج إلى كثير من الإيضاح، ولذا جاءت دراسة الدكتورة آمال المصري للماجستير بكلية الآثار جامعة القاهرة " أزياء في العصر العثماني" لتقدم العديد من المفاجآت والمعلومات المثيرة حول زي المصرية في العصر العثماني، اعتمدت الباحثة على مجموعة من الوثائق وكشوف متروكات لسيدات توفين في العصر العثماني. وسيتوقف الباحثون كثيرًا أمام عدد من المخطوطات النادرة التي تعكس زي النساء، والتي استعانت بها الباحثة منها رسالة "العنوان في مسالك النسوان" لمجهول، ومخطوط السيوطي "إسبال الكساء على النساء"، ومخطوط ابن العماد "رفع الجناح عما هو من مباح"، ومخطوط ياسمين العمري "الروضة الفيحاء في تاريخ النساء".
بعد أن أصبحت مصر ولاية عثمانية، توالت محاولات تتريكها، وصدرت فرمانات كثيرة تحرم على المصريين ارتداء أزياء المماليك، وتفرض زي العثمانيين بدلاً منها، وفرضت على كل موظفي الدولة أن يخلعوا ما كانوا اعتادوا لبسه طيلة العصر المملوكي بشقيه، وكان اللبس الشائع هو القباء والطيلسان والكلفتاه، وأجبروا الشيوخ على لبس الجبة والعمامة. وكان لأزياء النساء نصيبها أيضًا من التغيير، وإن لم يكن مباشرًا بالصورة التي كان عليها تغير أزياء الجند إلا أنه كان واضحًا وملموسًا، كما صدرت فرمانات تحرم على النساء ارتداء أنواع معينة من الزي وتفرض عليهن ارتداء أنواع أخرى.
وشاع استخدام بعض أنواع الأقمشة التي لم تكن شائعة في العصر المملوكي في مصر كالجوخ، كما استخدم الفراء كقلايات وأفاريز وبطاقات، وشاع بصفة خاصة في أزياء نساء الطبقة العليا. وكان نادر الاستخدام قبل ذلك. ومن المعروف. أن (الموضات) وبخاصة في أزياء النساء تهبط من أعلى إلى أسفل. وغالبًا ما تنبع من العاصمة. وقد وفدت إلى مصر في العصر العثماني من إستنبول مبتكرات وتراكيب جديدة للأزياء لم تكن شائعة من قبل، مثل "اليلك" الذي نشره العثمانيون في كل أنحاء دولتهم، حتى كاد أن يكون زيًّا قوميًّا لنساء الدولة العثمانية.
واليلك رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل وهو مفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير وقد يكون من المعدن، ويلبس "اليلك" صيفا وشتاء فيصنع في الصيف من الحرير والأقمشة القطنية الرقيقة وفي الشتاء من الصوف أو الكشمير، وكانت ترتديه الأميرات ونساء القصر وعِلْية القوم في كل مكان، نزولا إلى جميع نساء الطبقة الوسطى. ولم يتنازل عن ارتدائه إلا اللواتي كن بعيدات عن رياح التغيير ولا يتأثرن بتغيير الموضة كفلاحات الريف والبدويات.
ولبست النساء في ذلك العصر القفطان فوق "اليلك" وتحت الجبة. وكان استعماله قبل ذلك مقصورًا على الرجال واستعملته النساء في مصر منذ العصر العثماني، وهو رداء مشوق من الأمام حتى نهاية الذيل يفلق على الصدر بأزرار، وأكمامه طويلة متسعة، وتستخدم في صناعته الأقمشة القطنية والحريرية ذات الألوان المختلفة، وتظهر أكمامه المتسعة من تحت الجبة وتمتد حتى أطراف الأصابع ويصل طول القفطان إلى القدمين.
وتلبس فوق اليلك والقفطان الجبة وكانت مخصصة للرجال قبل العصر العثماني ولبستها النساء في ذلك العصر، وبخاصة نساء الطبقتين العليا والوسطى، وهي مشوقة من الأمام ولا يسمح اتساعها بالتقاء حافتيها الأماميتين على الصدر ولا تقفل وليس لها عروات أو أزرار، وهي قصيرة يصل طولها إلى ما بين منتصف الساق والقدمين. أما الأكمام فقد تكون قصيرة وتنتهي عند الكوع أو طويلة تصل إلى الرسخ، وهي أكمام ضيقة ليست متسعة كأكمام القفطان، ويركب الفراء في شرائط علوية على جانبي فتحة الجبة، وقد يدور بالذيل وقد يغطي نصفها العلوي كله.
كانت في ذلك العصر تلبس عند الزواج ما يعرف باسم "التريزة" وتتكون من السبلة، وهي ثوب فضفاض قليل التفاصيل يتسع ليلبس فوق جميع الملابس المنزلية السابقة، ويصنع غالبًا من قماش ناعم من الحرير أو التفتاز وغالبًا ما يكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدًا. ثم تلبس معه "الحبرة" وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريبًا طول ضلعها حوالي مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف، وتمسك السيدة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلف جسدها كله فلا يظهر منها سوى وجهها الذي يغطيه البرقع، وهو الجزء الثالث المكمل لزي خروج ، وتلبس كل هذه القطع فوق الزي المنزلي السابق الذكر عند الخروج.
أما الجانب العملي من الدراسة والذي كان بمثابة المفاجأة، فقد كان عبارة عن 25 نموذجًا (باترون) مجسمًا لأهم قطع الزي التي تنتمي لفترة البحث، حيث قامت الباحثة بتصميمها، من خلال صور المخطوطات ورسوماتها
فن تصميم الأزياء من أهم الفنون التي يمارسها الآن خبراء مختصون ,
وليس هذا الفن حديثاً , بل هو فن قديم فالإنسان الأول لم يحرم نفسه
من الأناقة , فقد كان يزين صدره وذراعية بالوشم ليبدو أنيقاً في نظر
غيره , وذلك قبل أن يصنع الملابس لتقيه من
برد الشتاء وحر الصيف . وقد تطورت الأزياء منذ عصر الإنسان الأول وخلال
العصور المختلفة تطورات كثيرة على مر التاريخ , فقد خرج أدم وحواء من
الجنة فوجدوا أنفسهم عرايا على الأرض . فحاولوا ستر عوراتهم فلم
يجدوا أمامهم سوى ورق
الشجر . واستمر ذلك حتى اهتدى الإنسان إلى سلخ جلود الحيوانات
التي يصطادها ليأكلها , فيأخذ هذه الجلود ويعمل منها غطاء لجسده
العاري ثم صنع منها مسكنه بعد خروجه من الكهوف . ثم بدأ الإنسان
يأخذ أوبار وأشعار الحيوانات ويجدلها
ويغزلها ويصنع بيده خيوط يقاطعها مع بعضها فتحدث نسيج بدائي يغطي
به الجزء الأسفل من جسمه . ثم تعلم الزراعة ووجد نباتات إذا دق عليها
تتحول ألياف فيقوم بجدلها وفتلها وعمل خيوط .. ثم فكر بعمل نول يدوي
من الخشب ينسج عليه قطعة من
القماش ليستر بها جسمه من وسطه ثم توصل إلى تحسين هذا المنول
البدائي حتى أصبح نسيجاً دقيقاً وكان ذلك من نبات الكتان . ثم بدأ
الإنسان يطور لباسه فصنع قطعة من القماش طويلة لفها حول جسمه
من الأعلى حتى الأسفل . ثم بدأ الإنسان يزخرف
ملابسه بقطع معدنية وسيور جلديه كي يستخدمها في القتال و الحروب .
فأصبح يرتدي رداء حول وسطه يشبه الجونلا ( التنورة ) من أسفل وعليه
القميص من الأعلى ثم طور القميص و أعطى له الطول حتى وصل للقدم
مع الاحتفاظ ببعض القطع التي
تلف حول الجسم . ثم ارتدى سروالاً يبدأ من الوسط حتى القدم يلف حول
ساقيه ولكنه واسع فضفاض . وأصبح تصميم زي الإنسان يتطور فأحياناً
يكون واسعاً مريحاً وأحياناً يكون ضيقاً حتى يلاصق الجسم تماماً .كما طور
القميص و أصبح له أكمام تحيط
بذراعين وكانت عوامل الطقس والبرد تعطي الحاجة إلى الملابس الثقيلة
كالعباءة بدون أكمام وبأشكال تختلف باختلاف الشعوب مثل ما نراه الآن
من العباءات التي تلبس في المشرق أو المغرب العربي . ثم تطورت عند
الشعوب الأوروبية إلى رداء له أكمام
وهو المعطف أو البالطوا
ثم صنعت السترة بشكل أقصر وبأشكال عدة و أخذت تتطور في كل عصر
من السترة و السروال و الصدرية .. '
الازياء وتطورها في العصور القديمة
تنوع وغنى الازياء اليونانية يعكس علاقتها بالدين والبيئة والمهنة والطبقة
اعداد: يارا معلا
تبدو العلاقة وطيدة ومتبادلة بين الجسد الانساني واللباس، فالثياب هي »اللحظة التي يصبح فيها المحسوس دالا، وبالتالي حاملا لعلامات خاصة ينقلها الجسد كوعاء معرفي الى اللباس. وقد كان اللباس في المجتمعات القديمة وظيفة اشهار، واظهار الاشارة الى حالات مختلفة، وظروف مختلفة، ومهن مختلفة.. اي الى اختلافات طبقية، ولم يكن الجسد الانساني يرى عاريا، فالعري لم يكن موجودا الا في بعض التمثيلات الدينية، وبصورة فيها الكثير من التسامي.
في تلك المجتمعات، كانت المهنة متمثلة في اللباس، وكان اللباس ذاته متجسدا في الجسد، اما في المجتمع المعاصر فنحن نعلم انه قد بدأ في مطلع القرن التاسع عشر، بعد الثورة الفرنسية ومع انبثاق الديمقراطية، نوع من توحيد اللباس، اذ كانت الطبقات العليا التي ظلت موجودة حتى في ظل الديمقراطية في حاجة للتميز عن الطبقات العاملة، بابتداع تفاصيل لباسية معينة قادرة على انتاج هذه القيمة الخاصة بمجتمع القرن التاسع عشر، التي هي التميز، اذ ذاك بدأت الموضة بالانتشار الذي اتخذ الابعاد التي نراها اليوم، واذ كان هناك تعديل للجسد مفهوما يتعلق بالتمايز بين الجنسين، فالان هناك ميل الى الغاء الفرق بين الجنسين في اللباس، فالجسد ـــ اللباس يفقد تمايزه، والجسم يتحرر من اللباس، والمراقب لمقاطع من اللباس يؤدي وظيفة جعل الجسد الحديث يعبر عن نفسه ويصبح دالا«.
لقد حاول العلم الحديث ان يفقد الجسد الانساني اسراره الأولى بالكشف عن التشريح التام (الظاهر والخفي) لهذا الجسد، وباختراق الاشعة وما فوقها او ما دونها لهذا الجسد بات التعامل معه اليوم من جانب علاقته بالازياء والالبسة والاكسسوارات الاخرى يختلف في التعاطي العام، وبالتالي فنظرات التعبير عنه وعن كل متعلقاته الخارجية بالنسبة لكافة المراحل العمرية وللجنسين باتت نظريات تخضع للاعتراف بغياب الاسرار. واذ احاول ان اتطرق الى اللباس او الازياء عند اليونان، فانما للوقوف على القيمة التي كان يشكلها الزي الانساني كدلالة وكشاهد او وثيقة نستطيع من خلال التعمق فيها الوصول الى خبايا النفس الانسانية والمجتمع الانساني بعامة، ولعل الاهتمام بالزي اليوناني يقدم تنوعا واضحا كون الحضارة اليونانية حضارة مزدوجة، شرق وغرب، ما اكسبها خصوصيتها وغناها.
مرت الازياء بمراحل متتالية من التطور، والتنوع، ولقد حققت وصولها الينا كقيمة معرفية اما من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف والمغاور عند الانسان في العصر الحجري القديم، او من خلال ما رسم في المقابر عند المصريين، او عبر التماثيل والمنحوتات، واخيرا من خلال كتابات المؤرخين القدامى وتحاليل علماء الاثار المعاصرين، ومما لا شك فيه ان اكثر العصور وضوحا من حيث معرفتنا بالازياء، هي العصور القديمة والعصور الكلاسيكية.
ونقصد بالعصور القديمة تلك التي قطن فيها الفينيقيون والكنعانيون والاشوريون والمصريون واخرون.. ومن اهم المصادر التي يمكن اعتمادها للدلالة على تطور الازياء في هذه الفترة الكتابات الهيروغليفية التي اثبتت ان الفينيقيين كانوا من سادة صناع الملابس في العالم، حيث جابوا البحار متاجرين بصناعتهم ومنتجاتهم الى اكثر بقاع العالم، ما بين اواخر الألف الرابعة ومنتصف الالف الثالثة ق.م.
اما في فينيقيا نفسها فأول المصادر التي تتحدث عن الازياء تعود الى اواخر الألف الثالث (2300 ق.م) حيث كانت قبائل الآمو AMOO لاتزال في ظل الحياة البدوية، ولعل الرسومات الموجودة في مقابر فراعنة هذه الفترة تشير الى انهم كانوا يرتدون ثوبا مستطيلا له فتحتان الأولى كبيرة للعنق والذراع الايمن معا، والفتحة الاخرى للزراع الايسر، وقد كان لا يتعدى الركبة الا قليلا.
بينما في الاثار والرسوم التي تركها فراعنة الملكية المصرية الحديثة، اي بعد 500 عام، فقد اوضحت ان الازياء بقيت على حالها ولم تتغير الا تغيرا بسيطا، حيث استطال ثوب الرجال حتى القدمين واصبحت له ثلاث فتحات، الأولى للرقبة، والباقية للذراعين وذلك حوالي العام 1900 ق.م.
وفي بعض الآثار الفينيقية التي تعود لأواخر الألف الثاني، ومستهل الألف الأول، والتي وجدت على الساحل السوري فتشير الى ان الثياب في هذه الفترة كانت استمرارا لأزياء الألف السابعة مع ظهور بعض التحولات على كيفية (الطرحة) او (غطاء الرأس الانساني) ليصبح اكثر جمالا واناقة، كما اصبح يوضع على رأس المرأة مباشرة بعد ان كان يوضع فوق عمة اسطوانية بالغة الارتفاع، ودلت النقوش الاثرية للمدخل اليساري في قصر النمرود الشمالي والتي تعود الى القرن التاسع قبل الميلاد على ان الرجل الفينيقي الانيق كان يلبس طاقية من اللباد بيضاوية الشكل ويتزين بحلي كثيرة كالاقراط في الاذنين.. الى جانب الاطواق والاسوار في المعصمين، ويشترك في ذلك الرجال والنساء على حد سواء.
تطور الازياء في العصور الكلاسيكية (500 ق.م ـــ 500 م) يؤكد الباحث حسن حمامي ان الثياب امتازت في هذه الفترة بثوب مستطيل مغلق من الامام يصل طوله حتى الركبتين، ويحزم في الوسط بنطاق ضيق للنساء وعريض للرجال، والجنود ويلقون فوقه رداء او لفاعا مستطيل الشكل يلفون به اجسامهم من الامام والخلف، فيتهدل بانثناءات كثيرة مستديرة، ثم صار يثبت بزر كبير، اما على الكتف للمدنيين، او على الصدر للعسكريين في ازمنة متأخرة، ويسمى هذا الرداء بالطوجا للرجال والبالا للنساء، اما في القدمين فقد كانوا يلبسون نعلا رقيقا ذا اشرطة طويلة تلف حول قصبة الرجل، مرات عديدة يلبسون حذاء لينا منخفضا، ولم يعرف لباس القدمين المرتفع الا في فترة متأخرة، ربما بسبب الفتوحات والتوسعات في بلاد فرضت طبيعتها عليهم هذا النوع من الاحذية، وفي هذه الفترة مالت الازياء الى التراخي والانثناء بعد ان كانت مستقيمة طويلة ذات كسرات حادة.
بين الأسطورة والواقع تشير بعض الكتابات الى ان حنان الام قد يكون دافعا بدائيا لايجاد الالبسة والاغطية لكن الثابت اكثر انه يمكن ارجاع هذا (الاختراع) الى سببين اثنين يمكن تحديدهما بالاسطورة الدينية والاتجاه العلمي، ففي الاول ترى الاسطورة القديمة ان (برتا Berta) البطلة كانت امرأة غزلت ونسجت بيدها اول ثوب في العالم ايمانا منها بأن هذا الكساء سيجلب لها انظار المعجبين، ولقد نسب اليونان القدماء الملابس الى هرمس ــ عطارد، بينما نسب قدماء المصريين الملابس للإله (طوت) وذلك مع بقية العلوم والفنون الجميلة وتشير الاساطير الدينية بأغلبها من قريب او بعيد اشارات عن الازياء منذ بدء الخليقة مما يتعلق بوصف عري آدم وحواء بعد ان أكلا الثمرة المحرمة وشعرا بالخجل الشديد والندم على هذه المعصية فأدركا بأنهما عاريان وشعرا بالحاجة لستر عورتهما فاستخدما بداية اوراق التين.
ويعتمد السبب الثاني (الاتجاه العلمي) على تقلبات الجو والطقس، وتبدل درجات الحرارة، اضافة لما يمكن معرفته عن التطور الذي طرأ على التجمعات الانسانية (مرحلة اللقط والجمع »اوراق الشجر«، والصيد »الفراء والجلود«، والزراعة، ومن ثم التعرف على النسيج »الملابس المنسوجة من الاصواف او الياف النباتات«). فتقلبات الجو هي التي دفعت الانسان لحماية جسده فبدأ بأوراق الاشجار (العريضة الضخمة) التي تغطي اكبر جزء من جسمه، ورغم انقراض هذا النوع من الالبسة البدائية الا ان الابحاث السكانية تشير الى مجموعات اقوامية تعيش في بعض الغابات وتستخدم هذه الازياء حتى اليوم، فقد بدأت قبل ان يعرف الانسان الصيد ثم اهتدى الانسان الى الجلود والفراء حيث كان ينزعها عن جسم الحيوانات ليغلف بها جسمه هو، وترافق هذا الامر بتطورات تقنية تمثلت بنقله نوعية مما هو قبل الصيد وحتى ما بعده ادت الى تطور ادوات الصيد والذبح والسلخ وحفظ الجلود والفراء، اما الملابس المنسوجة فلم تظهر الا بعد ذلك بوقت طويل جدا بعد ان اضحى الانسان لا يكتفي بالجلود الحيوانية كما هي، بل بدأ بتفصيله ليكون ملائما لمقاييس جسمه وتضاريسه،! ومطابقا له قدر ما يستطيع ووجد ان بعض الالياف النباتية من المرونة بحيث يمكن ان تأخذ شكل الجسم بسهولة فعكف على زراعتها (القنب، الكتان، القطن) ومن ثم عالج هذه المنتجات بالغزل اليدوي، ويقال بأن صناعة السلال والحصر اوحت له بصناعة النسيج.
ازياء الحضارة الايجية: تشكل الحضارة الكريتية والحضارة الميسينية قوام الحضارة الايجية التي ولدت في كريت، اكبر جزر البحر المتوسط الشرقي، ويطلق على الحضارة الكريتية الحضارة المينية نسبة الى (مين) كما الكريتية نسبة الى (كريت) وتنقسم الى الحضارة المينية المبكرة (3400 ق.م ـــ 2100 ق.م) والحضاة المينية المتوسطة (2100 ـــ 1580م) والحضارة المينية المتأخرة.
(1580 ـــ 1100 ق.م) وتعتبر المتأخرة منها معاصرة للحضارة الميسينية. ولقد كانت الازياء في كل من (مين) و (كريت) متأثرة بالملابس المصرية والآشورية في بادئ الامر، وساعدت الاختام بما تحويه من ملابس وازياء آشورية في تصوير الازياء كأحد المؤثرات الحضارية، وتعكس المقارنات المنهجية بين الزي الآشوري لاورنينا، كبيرة كهنة لاجاس وهي ترتدي التنورة التقليدية السومرية بالاضافة الى شال ملتف على احد الكتفين وبين الآلهة المصفرة الايجية التي ترتدي زيا طويلا يغطي الجزء الأعلى من الجسم مع احد الكتفين ويترك اليد الاخرى محررة.. هذه المقارنة توضح التأثيرات المتبادلة والمباشرة في الاستفادة من ازياء بعضهما البعض، بينما يمثل رسم اخر امرأة ورجل وجد بالقرب من (كنوسوس) امرأة ترتدي زيا يصل الى ما بعد الركبتين ويغطي الجزء الأعلى من الجسد وأحد الكتفين تاركا الكتف الاخرى عارية (مقارنة مع اورنينا).. ويبدو في المشهد الرجل عاريا تماما الا من حزام في الوسط وعليه الخنجر بغمده.
وما لبثت الازياء في تلك الفترة ان تحررت من التأثيرات الاجنبية (المصرية والآشورية) او على الاقل من التقليد الحرفي لها، وقد ساعد على هذا التطور في الازياء تحرر المرأة في المجتمع الكريتي آنذاك، تحرر لم تتمتع به المرأة في اي مكان آخر باستثناء الآلهة من الاناث حيث كانت تظهر كاهنات الدور الأول في الاحتفالات فتظهر الرسوم النساء خارج بيوتهن وفي الساحات العامة.. في هذه الفترة وضمن هذه المعطيات ابتكرت (التوجا) النصف دائرية للنساء حيث نلحظ فتحتي اليدين في نصف دائرة من القماش، وبعد ان تدخل في اليدين تجمع وتربط في حزام عند الوسط، وهي من القطن السميك، وقد تختلف نوعيتها باختلاف الانتماء الطبقي لمرتديها، كما قد تبدو مزخرفة وجميلة.. وتشير الوثائق الى ان الرجال استمروا بحالة العرى باضافة قطعة من القماش على الوسط، تلف لستر العورة ويعلوها الحزام والخنجر، وبرغم كثرة الفقراء في كريت الا ان هذا لم يلغ القصور والمساكن الكبيرة التي زخرفت بحياة متألقة، اي بحياة بلاطية متكاملة حيث وفر الذهب، والفضة والبرونز واللآلئ والحجارة النادرة المادة الضرورية لصناعة الحلي والجواهر والخواتم ! والفصوص التي جمعت الذوق اللطيف الى كمال الصنع.. كما يمكن ان نشير الى انه قد شاع آنذاك زي نسائي مستحب يستلزم التنانير الناقوسية ذات الاطار، والصدار التي تكشف عن العنق وعن الكتفين والصدر، والاكمام الضيقة. ويشير كروزيه موريس في تاريخ الحضارات العام الى انه كانت هناك علاقة بين الدين والملابس حيث تستهدف الديانة تمجيد خصب الارض المغذية، وهذا دليل على وفرة الرسوم النسائية التي تبرز الميل الى ابراز الكشحين وتعرية الثديين بوضع اليدين متشابكتين عليهما احيانا واشراك هذه الرسوم برسم الشجرة والحية التي ترمز الى عبادة الام الكبرى.. وتثبت ماري هيوستن رسوما للآلهة الحية في وضعيات مختلفة وقد ارتدت ملابس مزخرفة ومزركشة ومنقوشة ويمكن اجمال الصفات العامة لهذه الاثواب ببروز الاكتاف وضيق الاكمام وعري الصدر وطول التنورة التي تغطي الكعبين مع مئزر متوسط الطول.. كما تظهر الرسوم اشكالا متنوعة للتيجان كالتاج الذي يعلوه فهد رابض والتاج الذي يرتفع وقد التفت حية عليه. اما الرجال فقد بقي التأثير المصري واضحا في ازيائهم فبدأ الرجل مرتديا المئزر المزخرف، كما بدأوا بارتداء الصنادل، وتزينوا بالحلي ورغبوا بالاق! مشة والجلود الملونة، الا ان تبرجهم كان قليل التعقيد، ولعل الرسوم تشير الى ان الرجال في تلك الفترة كانوا ميالين لاطلاق شعورهم دون لحاهم، في الحضارة الميسينية نقل الارث الكريتي بمجمله الى (ميسين) ولبست النساء الميسينيات ازياء المينيات، وكانت الرغبة واضحة في التقليد، الا ان الحياة في البلاط الميسيني كانت اقل غنى منها في كريت، وتظهر احدى الرسوم الجدرانية في ميسين بعض النساء يتبخترن في المسرح عند مقدمة مقصوراتهن ويلحظ المشاهد اهمالهن للتمارين الرياضية وهذا ما يتضح في قوامهن وحرية سلوكهن الخارجي، وفي رسم جداري اخر مأخوذ من (تيرنس) بالقرب من ميسين نلحظ التنورة الضيقة المفصلة للجسد مع القميص الضيق بزخارفه المتنوعة على شكل (كنار) يحيط بالاكتاف واطراف الكم.
وبينما كانت النساء في ميسين ينعمن بحياة هادئة نسبيا كان الرجل مشغولا في ساحات المعارك، وتعرفنا الرسوم والاختام في هذه الفترة على ازياء المحاربين وقد بدأوا وهم يرتدون بنطالا قصيرا اشبه بالملابس الداخلية تزينه اربطة.. بينما يرتدي الصيادون التنورة المينية (آلهة الصيد اليونانية ارغيس) مع صدرية قصيرة سوداء حاملين السهام على ظهورهم والاقواس بين ايديهم.
الأزياء عند اليونان بلاد الاغريق اقرب الى الشرق كونها تقع في الجنوب من اوروبا ولهذا فإن تميزها بالشاعرية المتأججة والعواطف والروحانيات ـــ ككل بلاد الشرق ـــ قد انعكس في الفنون والعمارة والنحت والتصوير ويجب الا نخفي ان جانبا مهما من هذه الفنون قد بقي عصيا على الفهم لأسباب تحتاج الى تذوق ما هو اكثر من التمثال او الصورة الجامدة، ونعني بذلك الازياء التي وصلنا اليها عن طريق التماثيل او بقايا الجداريات وزوايا نصوص المؤرخين القدماء، ولهذا كانت دراستها تحتاج الى الجهد كون الرداء قطعة من الحياة، ومرآة لها تعكس لنا جمال المجتمع، اقتصاديا واجتماعيا، وسياسيا، ولدراسة اكثر تفصيلا نستطيع ان نورد اهم الخصائص التي طبعت الملابس الاغريقية كما يوردها كامل حسين تحية في كتابه تاريخ الازياء وتطورها حيث لم يخل الرداء الاغريقي رغم بساطته من مميزات وخصائص اهمها:
ـــ تثبيت القماش فوق الكتف، بحيث تنطبق حافته الخلفية على الامامية. يراعى ان ينسدل القماش فوق الصدر، والجسم، وعمل ثنيات طويلة جميلة. يراعى ان يكون الكنار، فوق الصدر والذيل، او احدهما. يراعى في الاردية الخارجية ان تترك الذراع اليمني عارية
الملابس الاغريقية عامة تلتف حول الجسم، لذلك كان لنوع القماش اثره في ابراز جمال الثوب، ومن هنا برزت ضرورة دراسة انواع الاقمشة المستعملة من قبل الاغريق التي من اهمها الصوف، والتيل والحرير، والقطن فالصوف نوعان، خشن للعبيد والخدم والفقراء من الناس، بينما الصوف الممتاز للأردية الدورية واردية السفر.. اما التيل فكان متوفرا بدرجات مختلفة كونه ينسج في المنازل التي تقضي فيها المرأة الاغريقية جل وقتها لتشرف على نسجه، بينما انتشر استعمال الحرير بوفرة بين الاغريق منذ القرن الرابع قبل الميلاد، واقتصر استعماله على علية القوم ثم ما لبثوا ان مزجوه بالتيل لصناعة اثواب اقل كلفة.. وقد عرف الاغريق القطن بعد توغلهم شرقا في حملات الاسكندر، لكن استعماله اقتصر على الخدم والعبيد.
ودون الالتفات الى نوعية القماش فقد اهتم الاغريق بنقش الاقمشة فتنوعت الوسائل وتعددت كأن ينسجوا النقوش نسجا مباشرا على النول، او ان يطرزوا على الاقمشة وفق رسوم محددة تناسب الفئة العمرية والمكانة الاجتماعية او الانتماء الطبقي، كما استعملوا الطبع الصباغي على الاقمشة، لكنها لم تكن شائعة.. اما النقوش فكانت عبارة عن نجوم، وأوراق شجر، واشكال هندسية، او طيور اذ كان اهتمامهم ينصب على اطراف القماش ليزينوه على شكل كنار يحف بالقماش، كما لجأ القادرون من الناس على توشية القماش وتطريزه بالسبوك الذهبية.. ولعل ما ورد الينا من بقايا الاقمشة، وما وصل الينا من مصادر وملاحظات في هذا الخصوص يمكننا ان نحدد الالوان الاكثر استعمالا عند الاغريق بـ (الاصفر، الازرق، الاخضر، الاحمر القاتم، البنفسجي، القرمزي القاتم، والالوان التي استمدوها من طبيعة الحياة، كلون الصدأ، ولون الحناء، والابيض، والاسود) مع ملاحظة ان الرجال كانوا يستعملون الالوان القاتمة، وان الاردية الخارجية (للرجال والنساء) كانت قاتمة ايضا.
لقد كانت البساطة سمة واضحة في ازياء العامة وخاصة الريفيين بلباسهم التقليدي الذي كان يحزم بأربطة في الوسط، ولم يكن الطول موحدا اذ يمكن ان تكون الالبسة قصيرة حتى منتصف الفخذ وقد تكون طويلة بفتحتين طويلتين على الجانبين او بدونهما، الا ان غيابا واضحا للأكمام يشار اليه في كافة الرسوم المنقولة من تلك الفترة..
وتمثل الزي الايوني برداء قصير يرتديه الاطفال، والعمال والصبية، وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من القماش يبلغ عرضها ضعف المسافة من المرفق الى المرفق، ويتوقف طول القماش على عمر الشخص ومركزه الاجتماعي، ولكنه على كل حال لا يتعدى الركبة. ويرفع هذا الزي الى منتصف الفخذين بواسطة حزام ثم يثبت فوق الكتف اليسرى بمشبك (دبوس) او يعقد فوق الكتف، وفي هذه الحالة يصبح الصدر والذراع اليمنى عارية وقد يرتدي الفلاحون والعبيد الرداء الايونفي، وخاصة في اوقات العمل وهو مصنوع من الصوف، او التيل الخشن، ويثبت على الكتف اليسرى فقط، ويلجأ المسنون منهم الى لف ارجلهم واذرعهم بقماش من الصوف يربطونه بشريط من الجلد اتقاء البرد..
وغالبا ما كان شعر هؤلاء طويلا لعدم قدرتهم على دفع نفقات الحلاق، كما كان المسافرون والصيادون والجنود يرتدون القبعة المسماه (بيتاسوس) petasos، وهي عبارة عن قبعة مصنوعة من الخوص او الجوخ او الجلد، ذات قرص مستدير، وحافة اما صغيرة او كبيرة يمكن رفعها الى الاعلى من الامام او الخلف، او مشقوقة الجانبين ترفع الى اعلى او اسفل، وتربط هذه القبعة برباط تحت الذقن، بينما يرتدي العمال والبحارة قبعة صغيرة ضيقة من الجوخ وتسمى (بيلوس pilos).. وفيما يخص الاحذية، تعود عامة الاغريق السير في المنازل والشوارع عراة القدمين.
في ازياء النبلاء نلحظ وصفا اخر للزي الأيوني وهو رداء طويل يرتديه الكبار سنا ومقاما، ويراعى ان يصل من الكتف الى القدم مع زيادة قدرها بوصتان لثني القماش عند الوسط، ولعمل كمين لهذا الثوب اما ان تثبت على مسافات متساوية او تحاك مع كشكشة القماش، وفي كلتا الحالتين يجب ان تكون مسافة القماش المستعمل ضعف المسافة بين المعصمين في حالة فرد الذراعين كما اشرت سابقا، او ان تحاك الحافة العليا للقماش مع وضع شريط على طول هذه الحافة للزينة.
وفي جميع الحالات تكون خياطة الثوب على الجانب الايمن، وعلى هذا الثوب الايوني كنار من الاعلى بعرض بوصتين وآخر من الاسفل بعرض ست بوصات، ويزدان الكنار برسوم اغريقية ولا يشترط ان تكون الرسوم واحدة في كلا الكنارين ويلبس الثوب الايوني من الرأس، مع مراعاة ان تكون الخياطة على الجانب الايمن ثم يجذب الطرف العلوي للرداء المجاور للرأس، ويثبت على الجزء المقابل له من الامام بمشبك، فيتحرك بذلك القماش منسدلا فوق الصدر بحيث يغطي الرقبة.
بينما ينسدل باقي القماش تاركا الذراعين عاريتين مكونتين ثنيات على جانبي الشخص تكسب الرداء شكلا جميلا. ويشير وول ديورانت الى ان علية القوم كانوا يحرصون على ارتداء عباءة دائرية من الصوف الخشن او الجوخ تربط تحت الذقن وتصل الى العقبين.. اما غطاء الرأس فقد تفنن الاغنياء في صنفه من شرائط وشبكات من الذهب الخالص، وكانوا ينفذون هذه الاغطية من اوراق الاشجار المصنوعة من الذهب. وغالبا ما انتعل أشراف القوم صندلا من الجلد، وهو عبارة عن شريط يمر بين الاصبعتين الكبيرة والتي تليها ويتصل بشريط اخر يلتف حول العقب
.
وهالموقع في بحث بس لازم تسجيل
http://www.s0s0.net/vb/t12374.html
لاتنسينا من دعواتك بالوظيفة والسعاده
ازياء المرأه فى العصر العثمانى
تعد أزياء النساء في العصور الإسلامية المختلفة من المجالات التي لا تزال تحتاج إلى كثير من الإيضاح، ولذا جاءت دراسة الدكتورة آمال المصري للماجستير بكلية الآثار جامعة القاهرة " أزياء في العصر العثماني" لتقدم العديد من المفاجآت والمعلومات المثيرة حول زي المصرية في العصر العثماني، اعتمدت الباحثة على مجموعة من الوثائق وكشوف متروكات لسيدات توفين في العصر العثماني. وسيتوقف الباحثون كثيرًا أمام عدد من المخطوطات النادرة التي تعكس زي النساء، والتي استعانت بها الباحثة منها رسالة "العنوان في مسالك النسوان" لمجهول، ومخطوط السيوطي "إسبال الكساء على النساء"، ومخطوط ابن العماد "رفع الجناح عما هو من مباح"، ومخطوط ياسمين العمري "الروضة الفيحاء في تاريخ النساء".
بعد أن أصبحت مصر ولاية عثمانية، توالت محاولات تتريكها، وصدرت فرمانات كثيرة تحرم على المصريين ارتداء أزياء المماليك، وتفرض زي العثمانيين بدلاً منها، وفرضت على كل موظفي الدولة أن يخلعوا ما كانوا اعتادوا لبسه طيلة العصر المملوكي بشقيه، وكان اللبس الشائع هو القباء والطيلسان والكلفتاه، وأجبروا الشيوخ على لبس الجبة والعمامة. وكان لأزياء النساء نصيبها أيضًا من التغيير، وإن لم يكن مباشرًا بالصورة التي كان عليها تغير أزياء الجند إلا أنه كان واضحًا وملموسًا، كما صدرت فرمانات تحرم على النساء ارتداء أنواع معينة من الزي وتفرض عليهن ارتداء أنواع أخرى.
وشاع استخدام بعض أنواع الأقمشة التي لم تكن شائعة في العصر المملوكي في مصر كالجوخ، كما استخدم الفراء كقلايات وأفاريز وبطاقات، وشاع بصفة خاصة في أزياء نساء الطبقة العليا. وكان نادر الاستخدام قبل ذلك. ومن المعروف. أن (الموضات) وبخاصة في أزياء النساء تهبط من أعلى إلى أسفل. وغالبًا ما تنبع من العاصمة. وقد وفدت إلى مصر في العصر العثماني من إستنبول مبتكرات وتراكيب جديدة للأزياء لم تكن شائعة من قبل، مثل "اليلك" الذي نشره العثمانيون في كل أنحاء دولتهم، حتى كاد أن يكون زيًّا قوميًّا لنساء الدولة العثمانية.
واليلك رداء منزلي يلبس فوق القميص مشقوق من الأمام حتى الذيل وهو مفتوح من الجانبين، والكمان ضيقان ينتهيان عند المعصمين، ويلف حول الخصر حزام من الحرير أو الكشمير وقد يكون من المعدن، ويلبس "اليلك" صيفا وشتاء فيصنع في الصيف من الحرير والأقمشة القطنية الرقيقة وفي الشتاء من الصوف أو الكشمير، وكانت ترتديه الأميرات ونساء القصر وعِلْية القوم في كل مكان، نزولا إلى جميع نساء الطبقة الوسطى. ولم يتنازل عن ارتدائه إلا اللواتي كن بعيدات عن رياح التغيير ولا يتأثرن بتغيير الموضة كفلاحات الريف والبدويات.
ولبست النساء في ذلك العصر القفطان فوق "اليلك" وتحت الجبة. وكان استعماله قبل ذلك مقصورًا على الرجال واستعملته النساء في مصر منذ العصر العثماني، وهو رداء مشوق من الأمام حتى نهاية الذيل يفلق على الصدر بأزرار، وأكمامه طويلة متسعة، وتستخدم في صناعته الأقمشة القطنية والحريرية ذات الألوان المختلفة، وتظهر أكمامه المتسعة من تحت الجبة وتمتد حتى أطراف الأصابع ويصل طول القفطان إلى القدمين.
وتلبس فوق اليلك والقفطان الجبة وكانت مخصصة للرجال قبل العصر العثماني ولبستها النساء في ذلك العصر، وبخاصة نساء الطبقتين العليا والوسطى، وهي مشوقة من الأمام ولا يسمح اتساعها بالتقاء حافتيها الأماميتين على الصدر ولا تقفل وليس لها عروات أو أزرار، وهي قصيرة يصل طولها إلى ما بين منتصف الساق والقدمين. أما الأكمام فقد تكون قصيرة وتنتهي عند الكوع أو طويلة تصل إلى الرسخ، وهي أكمام ضيقة ليست متسعة كأكمام القفطان، ويركب الفراء في شرائط علوية على جانبي فتحة الجبة، وقد يدور بالذيل وقد يغطي نصفها العلوي كله.
كانت في ذلك العصر تلبس عند الزواج ما يعرف باسم "التريزة" وتتكون من السبلة، وهي ثوب فضفاض قليل التفاصيل يتسع ليلبس فوق جميع الملابس المنزلية السابقة، ويصنع غالبًا من قماش ناعم من الحرير أو التفتاز وغالبًا ما يكون أسود اللون وأكمامه متسعة جدًا. ثم تلبس معه "الحبرة" وهي قطعة من القماش مربعة المساحة تقريبًا طول ضلعها حوالي مترين، وهي من الحرير الأسود في منتصفها شريط ضيق يثبت حول الرأس وتنسدل لتغطي الرأس والوجه وبقية الجسم من الخلف، وتمسك السيدة طرفي الحبرة من الداخل وتضمها بذراعيها لتلف جسدها كله فلا يظهر منها سوى وجهها الذي يغطيه البرقع، وهو الجزء الثالث المكمل لزي خروج ، وتلبس كل هذه القطع فوق الزي المنزلي السابق الذكر عند الخروج.
أما الجانب العملي من الدراسة والذي كان بمثابة المفاجأة، فقد كان عبارة عن 25 نموذجًا (باترون) مجسمًا لأهم قطع الزي التي تنتمي لفترة البحث، حيث قامت الباحثة بتصميمها، من خلال صور المخطوطات ورسوماتها
فن تصميم الأزياء من أهم الفنون التي يمارسها الآن خبراء مختصون ,
وليس هذا الفن حديثاً , بل هو فن قديم فالإنسان الأول لم يحرم نفسه
من الأناقة , فقد كان يزين صدره وذراعية بالوشم ليبدو أنيقاً في نظر
غيره , وذلك قبل أن يصنع الملابس لتقيه من
برد الشتاء وحر الصيف . وقد تطورت الأزياء منذ عصر الإنسان الأول وخلال
العصور المختلفة تطورات كثيرة على مر التاريخ , فقد خرج أدم وحواء من
الجنة فوجدوا أنفسهم عرايا على الأرض . فحاولوا ستر عوراتهم فلم
يجدوا أمامهم سوى ورق
الشجر . واستمر ذلك حتى اهتدى الإنسان إلى سلخ جلود الحيوانات
التي يصطادها ليأكلها , فيأخذ هذه الجلود ويعمل منها غطاء لجسده
العاري ثم صنع منها مسكنه بعد خروجه من الكهوف . ثم بدأ الإنسان
يأخذ أوبار وأشعار الحيوانات ويجدلها
ويغزلها ويصنع بيده خيوط يقاطعها مع بعضها فتحدث نسيج بدائي يغطي
به الجزء الأسفل من جسمه . ثم تعلم الزراعة ووجد نباتات إذا دق عليها
تتحول ألياف فيقوم بجدلها وفتلها وعمل خيوط .. ثم فكر بعمل نول يدوي
من الخشب ينسج عليه قطعة من
القماش ليستر بها جسمه من وسطه ثم توصل إلى تحسين هذا المنول
البدائي حتى أصبح نسيجاً دقيقاً وكان ذلك من نبات الكتان . ثم بدأ
الإنسان يطور لباسه فصنع قطعة من القماش طويلة لفها حول جسمه
من الأعلى حتى الأسفل . ثم بدأ الإنسان يزخرف
ملابسه بقطع معدنية وسيور جلديه كي يستخدمها في القتال و الحروب .
فأصبح يرتدي رداء حول وسطه يشبه الجونلا ( التنورة ) من أسفل وعليه
القميص من الأعلى ثم طور القميص و أعطى له الطول حتى وصل للقدم
مع الاحتفاظ ببعض القطع التي
تلف حول الجسم . ثم ارتدى سروالاً يبدأ من الوسط حتى القدم يلف حول
ساقيه ولكنه واسع فضفاض . وأصبح تصميم زي الإنسان يتطور فأحياناً
يكون واسعاً مريحاً وأحياناً يكون ضيقاً حتى يلاصق الجسم تماماً .كما طور
القميص و أصبح له أكمام تحيط
بذراعين وكانت عوامل الطقس والبرد تعطي الحاجة إلى الملابس الثقيلة
كالعباءة بدون أكمام وبأشكال تختلف باختلاف الشعوب مثل ما نراه الآن
من العباءات التي تلبس في المشرق أو المغرب العربي . ثم تطورت عند
الشعوب الأوروبية إلى رداء له أكمام
وهو المعطف أو البالطوا
ثم صنعت السترة بشكل أقصر وبأشكال عدة و أخذت تتطور في كل عصر
من السترة و السروال و الصدرية .. '
الازياء وتطورها في العصور القديمة
تنوع وغنى الازياء اليونانية يعكس علاقتها بالدين والبيئة والمهنة والطبقة
اعداد: يارا معلا
تبدو العلاقة وطيدة ومتبادلة بين الجسد الانساني واللباس، فالثياب هي »اللحظة التي يصبح فيها المحسوس دالا، وبالتالي حاملا لعلامات خاصة ينقلها الجسد كوعاء معرفي الى اللباس. وقد كان اللباس في المجتمعات القديمة وظيفة اشهار، واظهار الاشارة الى حالات مختلفة، وظروف مختلفة، ومهن مختلفة.. اي الى اختلافات طبقية، ولم يكن الجسد الانساني يرى عاريا، فالعري لم يكن موجودا الا في بعض التمثيلات الدينية، وبصورة فيها الكثير من التسامي.
في تلك المجتمعات، كانت المهنة متمثلة في اللباس، وكان اللباس ذاته متجسدا في الجسد، اما في المجتمع المعاصر فنحن نعلم انه قد بدأ في مطلع القرن التاسع عشر، بعد الثورة الفرنسية ومع انبثاق الديمقراطية، نوع من توحيد اللباس، اذ كانت الطبقات العليا التي ظلت موجودة حتى في ظل الديمقراطية في حاجة للتميز عن الطبقات العاملة، بابتداع تفاصيل لباسية معينة قادرة على انتاج هذه القيمة الخاصة بمجتمع القرن التاسع عشر، التي هي التميز، اذ ذاك بدأت الموضة بالانتشار الذي اتخذ الابعاد التي نراها اليوم، واذ كان هناك تعديل للجسد مفهوما يتعلق بالتمايز بين الجنسين، فالان هناك ميل الى الغاء الفرق بين الجنسين في اللباس، فالجسد ـــ اللباس يفقد تمايزه، والجسم يتحرر من اللباس، والمراقب لمقاطع من اللباس يؤدي وظيفة جعل الجسد الحديث يعبر عن نفسه ويصبح دالا«.
لقد حاول العلم الحديث ان يفقد الجسد الانساني اسراره الأولى بالكشف عن التشريح التام (الظاهر والخفي) لهذا الجسد، وباختراق الاشعة وما فوقها او ما دونها لهذا الجسد بات التعامل معه اليوم من جانب علاقته بالازياء والالبسة والاكسسوارات الاخرى يختلف في التعاطي العام، وبالتالي فنظرات التعبير عنه وعن كل متعلقاته الخارجية بالنسبة لكافة المراحل العمرية وللجنسين باتت نظريات تخضع للاعتراف بغياب الاسرار. واذ احاول ان اتطرق الى اللباس او الازياء عند اليونان، فانما للوقوف على القيمة التي كان يشكلها الزي الانساني كدلالة وكشاهد او وثيقة نستطيع من خلال التعمق فيها الوصول الى خبايا النفس الانسانية والمجتمع الانساني بعامة، ولعل الاهتمام بالزي اليوناني يقدم تنوعا واضحا كون الحضارة اليونانية حضارة مزدوجة، شرق وغرب، ما اكسبها خصوصيتها وغناها.
مرت الازياء بمراحل متتالية من التطور، والتنوع، ولقد حققت وصولها الينا كقيمة معرفية اما من خلال الرسوم الجدارية في الكهوف والمغاور عند الانسان في العصر الحجري القديم، او من خلال ما رسم في المقابر عند المصريين، او عبر التماثيل والمنحوتات، واخيرا من خلال كتابات المؤرخين القدامى وتحاليل علماء الاثار المعاصرين، ومما لا شك فيه ان اكثر العصور وضوحا من حيث معرفتنا بالازياء، هي العصور القديمة والعصور الكلاسيكية.
ونقصد بالعصور القديمة تلك التي قطن فيها الفينيقيون والكنعانيون والاشوريون والمصريون واخرون.. ومن اهم المصادر التي يمكن اعتمادها للدلالة على تطور الازياء في هذه الفترة الكتابات الهيروغليفية التي اثبتت ان الفينيقيين كانوا من سادة صناع الملابس في العالم، حيث جابوا البحار متاجرين بصناعتهم ومنتجاتهم الى اكثر بقاع العالم، ما بين اواخر الألف الرابعة ومنتصف الالف الثالثة ق.م.
اما في فينيقيا نفسها فأول المصادر التي تتحدث عن الازياء تعود الى اواخر الألف الثالث (2300 ق.م) حيث كانت قبائل الآمو AMOO لاتزال في ظل الحياة البدوية، ولعل الرسومات الموجودة في مقابر فراعنة هذه الفترة تشير الى انهم كانوا يرتدون ثوبا مستطيلا له فتحتان الأولى كبيرة للعنق والذراع الايمن معا، والفتحة الاخرى للزراع الايسر، وقد كان لا يتعدى الركبة الا قليلا.
بينما في الاثار والرسوم التي تركها فراعنة الملكية المصرية الحديثة، اي بعد 500 عام، فقد اوضحت ان الازياء بقيت على حالها ولم تتغير الا تغيرا بسيطا، حيث استطال ثوب الرجال حتى القدمين واصبحت له ثلاث فتحات، الأولى للرقبة، والباقية للذراعين وذلك حوالي العام 1900 ق.م.
وفي بعض الآثار الفينيقية التي تعود لأواخر الألف الثاني، ومستهل الألف الأول، والتي وجدت على الساحل السوري فتشير الى ان الثياب في هذه الفترة كانت استمرارا لأزياء الألف السابعة مع ظهور بعض التحولات على كيفية (الطرحة) او (غطاء الرأس الانساني) ليصبح اكثر جمالا واناقة، كما اصبح يوضع على رأس المرأة مباشرة بعد ان كان يوضع فوق عمة اسطوانية بالغة الارتفاع، ودلت النقوش الاثرية للمدخل اليساري في قصر النمرود الشمالي والتي تعود الى القرن التاسع قبل الميلاد على ان الرجل الفينيقي الانيق كان يلبس طاقية من اللباد بيضاوية الشكل ويتزين بحلي كثيرة كالاقراط في الاذنين.. الى جانب الاطواق والاسوار في المعصمين، ويشترك في ذلك الرجال والنساء على حد سواء.
تطور الازياء في العصور الكلاسيكية (500 ق.م ـــ 500 م) يؤكد الباحث حسن حمامي ان الثياب امتازت في هذه الفترة بثوب مستطيل مغلق من الامام يصل طوله حتى الركبتين، ويحزم في الوسط بنطاق ضيق للنساء وعريض للرجال، والجنود ويلقون فوقه رداء او لفاعا مستطيل الشكل يلفون به اجسامهم من الامام والخلف، فيتهدل بانثناءات كثيرة مستديرة، ثم صار يثبت بزر كبير، اما على الكتف للمدنيين، او على الصدر للعسكريين في ازمنة متأخرة، ويسمى هذا الرداء بالطوجا للرجال والبالا للنساء، اما في القدمين فقد كانوا يلبسون نعلا رقيقا ذا اشرطة طويلة تلف حول قصبة الرجل، مرات عديدة يلبسون حذاء لينا منخفضا، ولم يعرف لباس القدمين المرتفع الا في فترة متأخرة، ربما بسبب الفتوحات والتوسعات في بلاد فرضت طبيعتها عليهم هذا النوع من الاحذية، وفي هذه الفترة مالت الازياء الى التراخي والانثناء بعد ان كانت مستقيمة طويلة ذات كسرات حادة.
بين الأسطورة والواقع تشير بعض الكتابات الى ان حنان الام قد يكون دافعا بدائيا لايجاد الالبسة والاغطية لكن الثابت اكثر انه يمكن ارجاع هذا (الاختراع) الى سببين اثنين يمكن تحديدهما بالاسطورة الدينية والاتجاه العلمي، ففي الاول ترى الاسطورة القديمة ان (برتا Berta) البطلة كانت امرأة غزلت ونسجت بيدها اول ثوب في العالم ايمانا منها بأن هذا الكساء سيجلب لها انظار المعجبين، ولقد نسب اليونان القدماء الملابس الى هرمس ــ عطارد، بينما نسب قدماء المصريين الملابس للإله (طوت) وذلك مع بقية العلوم والفنون الجميلة وتشير الاساطير الدينية بأغلبها من قريب او بعيد اشارات عن الازياء منذ بدء الخليقة مما يتعلق بوصف عري آدم وحواء بعد ان أكلا الثمرة المحرمة وشعرا بالخجل الشديد والندم على هذه المعصية فأدركا بأنهما عاريان وشعرا بالحاجة لستر عورتهما فاستخدما بداية اوراق التين.
ويعتمد السبب الثاني (الاتجاه العلمي) على تقلبات الجو والطقس، وتبدل درجات الحرارة، اضافة لما يمكن معرفته عن التطور الذي طرأ على التجمعات الانسانية (مرحلة اللقط والجمع »اوراق الشجر«، والصيد »الفراء والجلود«، والزراعة، ومن ثم التعرف على النسيج »الملابس المنسوجة من الاصواف او الياف النباتات«). فتقلبات الجو هي التي دفعت الانسان لحماية جسده فبدأ بأوراق الاشجار (العريضة الضخمة) التي تغطي اكبر جزء من جسمه، ورغم انقراض هذا النوع من الالبسة البدائية الا ان الابحاث السكانية تشير الى مجموعات اقوامية تعيش في بعض الغابات وتستخدم هذه الازياء حتى اليوم، فقد بدأت قبل ان يعرف الانسان الصيد ثم اهتدى الانسان الى الجلود والفراء حيث كان ينزعها عن جسم الحيوانات ليغلف بها جسمه هو، وترافق هذا الامر بتطورات تقنية تمثلت بنقله نوعية مما هو قبل الصيد وحتى ما بعده ادت الى تطور ادوات الصيد والذبح والسلخ وحفظ الجلود والفراء، اما الملابس المنسوجة فلم تظهر الا بعد ذلك بوقت طويل جدا بعد ان اضحى الانسان لا يكتفي بالجلود الحيوانية كما هي، بل بدأ بتفصيله ليكون ملائما لمقاييس جسمه وتضاريسه،! ومطابقا له قدر ما يستطيع ووجد ان بعض الالياف النباتية من المرونة بحيث يمكن ان تأخذ شكل الجسم بسهولة فعكف على زراعتها (القنب، الكتان، القطن) ومن ثم عالج هذه المنتجات بالغزل اليدوي، ويقال بأن صناعة السلال والحصر اوحت له بصناعة النسيج.
ازياء الحضارة الايجية: تشكل الحضارة الكريتية والحضارة الميسينية قوام الحضارة الايجية التي ولدت في كريت، اكبر جزر البحر المتوسط الشرقي، ويطلق على الحضارة الكريتية الحضارة المينية نسبة الى (مين) كما الكريتية نسبة الى (كريت) وتنقسم الى الحضارة المينية المبكرة (3400 ق.م ـــ 2100 ق.م) والحضاة المينية المتوسطة (2100 ـــ 1580م) والحضارة المينية المتأخرة.
(1580 ـــ 1100 ق.م) وتعتبر المتأخرة منها معاصرة للحضارة الميسينية. ولقد كانت الازياء في كل من (مين) و (كريت) متأثرة بالملابس المصرية والآشورية في بادئ الامر، وساعدت الاختام بما تحويه من ملابس وازياء آشورية في تصوير الازياء كأحد المؤثرات الحضارية، وتعكس المقارنات المنهجية بين الزي الآشوري لاورنينا، كبيرة كهنة لاجاس وهي ترتدي التنورة التقليدية السومرية بالاضافة الى شال ملتف على احد الكتفين وبين الآلهة المصفرة الايجية التي ترتدي زيا طويلا يغطي الجزء الأعلى من الجسم مع احد الكتفين ويترك اليد الاخرى محررة.. هذه المقارنة توضح التأثيرات المتبادلة والمباشرة في الاستفادة من ازياء بعضهما البعض، بينما يمثل رسم اخر امرأة ورجل وجد بالقرب من (كنوسوس) امرأة ترتدي زيا يصل الى ما بعد الركبتين ويغطي الجزء الأعلى من الجسد وأحد الكتفين تاركا الكتف الاخرى عارية (مقارنة مع اورنينا).. ويبدو في المشهد الرجل عاريا تماما الا من حزام في الوسط وعليه الخنجر بغمده.
وما لبثت الازياء في تلك الفترة ان تحررت من التأثيرات الاجنبية (المصرية والآشورية) او على الاقل من التقليد الحرفي لها، وقد ساعد على هذا التطور في الازياء تحرر المرأة في المجتمع الكريتي آنذاك، تحرر لم تتمتع به المرأة في اي مكان آخر باستثناء الآلهة من الاناث حيث كانت تظهر كاهنات الدور الأول في الاحتفالات فتظهر الرسوم النساء خارج بيوتهن وفي الساحات العامة.. في هذه الفترة وضمن هذه المعطيات ابتكرت (التوجا) النصف دائرية للنساء حيث نلحظ فتحتي اليدين في نصف دائرة من القماش، وبعد ان تدخل في اليدين تجمع وتربط في حزام عند الوسط، وهي من القطن السميك، وقد تختلف نوعيتها باختلاف الانتماء الطبقي لمرتديها، كما قد تبدو مزخرفة وجميلة.. وتشير الوثائق الى ان الرجال استمروا بحالة العرى باضافة قطعة من القماش على الوسط، تلف لستر العورة ويعلوها الحزام والخنجر، وبرغم كثرة الفقراء في كريت الا ان هذا لم يلغ القصور والمساكن الكبيرة التي زخرفت بحياة متألقة، اي بحياة بلاطية متكاملة حيث وفر الذهب، والفضة والبرونز واللآلئ والحجارة النادرة المادة الضرورية لصناعة الحلي والجواهر والخواتم ! والفصوص التي جمعت الذوق اللطيف الى كمال الصنع.. كما يمكن ان نشير الى انه قد شاع آنذاك زي نسائي مستحب يستلزم التنانير الناقوسية ذات الاطار، والصدار التي تكشف عن العنق وعن الكتفين والصدر، والاكمام الضيقة. ويشير كروزيه موريس في تاريخ الحضارات العام الى انه كانت هناك علاقة بين الدين والملابس حيث تستهدف الديانة تمجيد خصب الارض المغذية، وهذا دليل على وفرة الرسوم النسائية التي تبرز الميل الى ابراز الكشحين وتعرية الثديين بوضع اليدين متشابكتين عليهما احيانا واشراك هذه الرسوم برسم الشجرة والحية التي ترمز الى عبادة الام الكبرى.. وتثبت ماري هيوستن رسوما للآلهة الحية في وضعيات مختلفة وقد ارتدت ملابس مزخرفة ومزركشة ومنقوشة ويمكن اجمال الصفات العامة لهذه الاثواب ببروز الاكتاف وضيق الاكمام وعري الصدر وطول التنورة التي تغطي الكعبين مع مئزر متوسط الطول.. كما تظهر الرسوم اشكالا متنوعة للتيجان كالتاج الذي يعلوه فهد رابض والتاج الذي يرتفع وقد التفت حية عليه. اما الرجال فقد بقي التأثير المصري واضحا في ازيائهم فبدأ الرجل مرتديا المئزر المزخرف، كما بدأوا بارتداء الصنادل، وتزينوا بالحلي ورغبوا بالاق! مشة والجلود الملونة، الا ان تبرجهم كان قليل التعقيد، ولعل الرسوم تشير الى ان الرجال في تلك الفترة كانوا ميالين لاطلاق شعورهم دون لحاهم، في الحضارة الميسينية نقل الارث الكريتي بمجمله الى (ميسين) ولبست النساء الميسينيات ازياء المينيات، وكانت الرغبة واضحة في التقليد، الا ان الحياة في البلاط الميسيني كانت اقل غنى منها في كريت، وتظهر احدى الرسوم الجدرانية في ميسين بعض النساء يتبخترن في المسرح عند مقدمة مقصوراتهن ويلحظ المشاهد اهمالهن للتمارين الرياضية وهذا ما يتضح في قوامهن وحرية سلوكهن الخارجي، وفي رسم جداري اخر مأخوذ من (تيرنس) بالقرب من ميسين نلحظ التنورة الضيقة المفصلة للجسد مع القميص الضيق بزخارفه المتنوعة على شكل (كنار) يحيط بالاكتاف واطراف الكم.
وبينما كانت النساء في ميسين ينعمن بحياة هادئة نسبيا كان الرجل مشغولا في ساحات المعارك، وتعرفنا الرسوم والاختام في هذه الفترة على ازياء المحاربين وقد بدأوا وهم يرتدون بنطالا قصيرا اشبه بالملابس الداخلية تزينه اربطة.. بينما يرتدي الصيادون التنورة المينية (آلهة الصيد اليونانية ارغيس) مع صدرية قصيرة سوداء حاملين السهام على ظهورهم والاقواس بين ايديهم.
الأزياء عند اليونان بلاد الاغريق اقرب الى الشرق كونها تقع في الجنوب من اوروبا ولهذا فإن تميزها بالشاعرية المتأججة والعواطف والروحانيات ـــ ككل بلاد الشرق ـــ قد انعكس في الفنون والعمارة والنحت والتصوير ويجب الا نخفي ان جانبا مهما من هذه الفنون قد بقي عصيا على الفهم لأسباب تحتاج الى تذوق ما هو اكثر من التمثال او الصورة الجامدة، ونعني بذلك الازياء التي وصلنا اليها عن طريق التماثيل او بقايا الجداريات وزوايا نصوص المؤرخين القدماء، ولهذا كانت دراستها تحتاج الى الجهد كون الرداء قطعة من الحياة، ومرآة لها تعكس لنا جمال المجتمع، اقتصاديا واجتماعيا، وسياسيا، ولدراسة اكثر تفصيلا نستطيع ان نورد اهم الخصائص التي طبعت الملابس الاغريقية كما يوردها كامل حسين تحية في كتابه تاريخ الازياء وتطورها حيث لم يخل الرداء الاغريقي رغم بساطته من مميزات وخصائص اهمها:
ـــ تثبيت القماش فوق الكتف، بحيث تنطبق حافته الخلفية على الامامية. يراعى ان ينسدل القماش فوق الصدر، والجسم، وعمل ثنيات طويلة جميلة. يراعى ان يكون الكنار، فوق الصدر والذيل، او احدهما. يراعى في الاردية الخارجية ان تترك الذراع اليمني عارية
الملابس الاغريقية عامة تلتف حول الجسم، لذلك كان لنوع القماش اثره في ابراز جمال الثوب، ومن هنا برزت ضرورة دراسة انواع الاقمشة المستعملة من قبل الاغريق التي من اهمها الصوف، والتيل والحرير، والقطن فالصوف نوعان، خشن للعبيد والخدم والفقراء من الناس، بينما الصوف الممتاز للأردية الدورية واردية السفر.. اما التيل فكان متوفرا بدرجات مختلفة كونه ينسج في المنازل التي تقضي فيها المرأة الاغريقية جل وقتها لتشرف على نسجه، بينما انتشر استعمال الحرير بوفرة بين الاغريق منذ القرن الرابع قبل الميلاد، واقتصر استعماله على علية القوم ثم ما لبثوا ان مزجوه بالتيل لصناعة اثواب اقل كلفة.. وقد عرف الاغريق القطن بعد توغلهم شرقا في حملات الاسكندر، لكن استعماله اقتصر على الخدم والعبيد.
ودون الالتفات الى نوعية القماش فقد اهتم الاغريق بنقش الاقمشة فتنوعت الوسائل وتعددت كأن ينسجوا النقوش نسجا مباشرا على النول، او ان يطرزوا على الاقمشة وفق رسوم محددة تناسب الفئة العمرية والمكانة الاجتماعية او الانتماء الطبقي، كما استعملوا الطبع الصباغي على الاقمشة، لكنها لم تكن شائعة.. اما النقوش فكانت عبارة عن نجوم، وأوراق شجر، واشكال هندسية، او طيور اذ كان اهتمامهم ينصب على اطراف القماش ليزينوه على شكل كنار يحف بالقماش، كما لجأ القادرون من الناس على توشية القماش وتطريزه بالسبوك الذهبية.. ولعل ما ورد الينا من بقايا الاقمشة، وما وصل الينا من مصادر وملاحظات في هذا الخصوص يمكننا ان نحدد الالوان الاكثر استعمالا عند الاغريق بـ (الاصفر، الازرق، الاخضر، الاحمر القاتم، البنفسجي، القرمزي القاتم، والالوان التي استمدوها من طبيعة الحياة، كلون الصدأ، ولون الحناء، والابيض، والاسود) مع ملاحظة ان الرجال كانوا يستعملون الالوان القاتمة، وان الاردية الخارجية (للرجال والنساء) كانت قاتمة ايضا.
لقد كانت البساطة سمة واضحة في ازياء العامة وخاصة الريفيين بلباسهم التقليدي الذي كان يحزم بأربطة في الوسط، ولم يكن الطول موحدا اذ يمكن ان تكون الالبسة قصيرة حتى منتصف الفخذ وقد تكون طويلة بفتحتين طويلتين على الجانبين او بدونهما، الا ان غيابا واضحا للأكمام يشار اليه في كافة الرسوم المنقولة من تلك الفترة..
وتمثل الزي الايوني برداء قصير يرتديه الاطفال، والعمال والصبية، وهو عبارة عن قطعة مستطيلة من القماش يبلغ عرضها ضعف المسافة من المرفق الى المرفق، ويتوقف طول القماش على عمر الشخص ومركزه الاجتماعي، ولكنه على كل حال لا يتعدى الركبة. ويرفع هذا الزي الى منتصف الفخذين بواسطة حزام ثم يثبت فوق الكتف اليسرى بمشبك (دبوس) او يعقد فوق الكتف، وفي هذه الحالة يصبح الصدر والذراع اليمنى عارية وقد يرتدي الفلاحون والعبيد الرداء الايونفي، وخاصة في اوقات العمل وهو مصنوع من الصوف، او التيل الخشن، ويثبت على الكتف اليسرى فقط، ويلجأ المسنون منهم الى لف ارجلهم واذرعهم بقماش من الصوف يربطونه بشريط من الجلد اتقاء البرد..
وغالبا ما كان شعر هؤلاء طويلا لعدم قدرتهم على دفع نفقات الحلاق، كما كان المسافرون والصيادون والجنود يرتدون القبعة المسماه (بيتاسوس) petasos، وهي عبارة عن قبعة مصنوعة من الخوص او الجوخ او الجلد، ذات قرص مستدير، وحافة اما صغيرة او كبيرة يمكن رفعها الى الاعلى من الامام او الخلف، او مشقوقة الجانبين ترفع الى اعلى او اسفل، وتربط هذه القبعة برباط تحت الذقن، بينما يرتدي العمال والبحارة قبعة صغيرة ضيقة من الجوخ وتسمى (بيلوس pilos).. وفيما يخص الاحذية، تعود عامة الاغريق السير في المنازل والشوارع عراة القدمين.
في ازياء النبلاء نلحظ وصفا اخر للزي الأيوني وهو رداء طويل يرتديه الكبار سنا ومقاما، ويراعى ان يصل من الكتف الى القدم مع زيادة قدرها بوصتان لثني القماش عند الوسط، ولعمل كمين لهذا الثوب اما ان تثبت على مسافات متساوية او تحاك مع كشكشة القماش، وفي كلتا الحالتين يجب ان تكون مسافة القماش المستعمل ضعف المسافة بين المعصمين في حالة فرد الذراعين كما اشرت سابقا، او ان تحاك الحافة العليا للقماش مع وضع شريط على طول هذه الحافة للزينة.
وفي جميع الحالات تكون خياطة الثوب على الجانب الايمن، وعلى هذا الثوب الايوني كنار من الاعلى بعرض بوصتين وآخر من الاسفل بعرض ست بوصات، ويزدان الكنار برسوم اغريقية ولا يشترط ان تكون الرسوم واحدة في كلا الكنارين ويلبس الثوب الايوني من الرأس، مع مراعاة ان تكون الخياطة على الجانب الايمن ثم يجذب الطرف العلوي للرداء المجاور للرأس، ويثبت على الجزء المقابل له من الامام بمشبك، فيتحرك بذلك القماش منسدلا فوق الصدر بحيث يغطي الرقبة.
بينما ينسدل باقي القماش تاركا الذراعين عاريتين مكونتين ثنيات على جانبي الشخص تكسب الرداء شكلا جميلا. ويشير وول ديورانت الى ان علية القوم كانوا يحرصون على ارتداء عباءة دائرية من الصوف الخشن او الجوخ تربط تحت الذقن وتصل الى العقبين.. اما غطاء الرأس فقد تفنن الاغنياء في صنفه من شرائط وشبكات من الذهب الخالص، وكانوا ينفذون هذه الاغطية من اوراق الاشجار المصنوعة من الذهب. وغالبا ما انتعل أشراف القوم صندلا من الجلد، وهو عبارة عن شريط يمر بين الاصبعتين الكبيرة والتي تليها ويتصل بشريط اخر يلتف حول العقب
.
وهالموقع في بحث بس لازم تسجيل
http://www.s0s0.net/vb/t12374.html
لاتنسينا من دعواتك بالوظيفة والسعاده

الصفحة الأخيرة
أنتي مستعجلة مره ..شوفي سوي بحث في قوقل ويطلعلك مقالات وابحثي عن الأزياء على مر العصور أو الأزياء في القديم أو العصر الجاهلي,,
أو دقي على المكاتب الكبيرة واسأليهم عن إذاعندهم كتب بهذي المواضيع وراح يقولون لك...
أتمنى إني أكون أفدتك,,
بس سؤال : الأزياء هل هي عربية أو أجنبية مثلا فرنسية وبيرطانية ؟؟والبحث بالعربي أو بالانجلش؟
إذا بالانجلش والازياء أجنبية سوي بحث بقوقل وفيه مقالات كثيرة عنه..
دمتي بخير..