بحث مصغر في ساعة الاجابة من يوم الجمعة..كلام العلماء عنها..
حبا في تذكير نفسي واخواتي في الساعة التي في يوم الجمعة إليك هذا البحث المصغر وفيه كلام العلماء ابن باز وابن عثيمين وابن القيم وابن حجر رحمهم الله وغيرهم من اهل العلم..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال ( فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه )واشار بيده يقللها . متفق عليه
ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عند بيانه لفضل الجمعة(هذا يبين أنه ينبغي للمسلم أن يعتني بيوم الجمعة ففيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بشيئ إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر وربما تكون بعد جلوس الإمام على المنبر فإذا جاء الإنسان وجلس بعد العصر ينتظر المغرب ويدعو فهو حري بالإجابة وكذلك بعد صعود الإمام على المنبر فيدعو الإنسان في سجوده وجلوسه فإنه حريٌّ بالإجابة)
ويقول العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كلامه على الدعاء في يوم الجمعة في شرحه لزاد المستقنع(يسن أن يكثر الدعاء يوم الجمعة وذلك لأن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ) فينبغي أن يكثر من الدعاء رجاء ساعة الإجابة.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله (وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى أبي سلمة بن عبدالرحمن أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ثم افترقوا فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من الجمعة)فتح الباري2/421
وقال ابن القيم رحمه الله (وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال : الساعة التي تذكر يوم الجمعة ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس .. وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس.)
وقال ابن القيم أيضا (وهذا قول أكثر السلف وعليه أكثر الأحاديث وهو أن ساعة الإجابة آخر ساعة بعد العصر _ وهو القول الأول _وهو قول عبدالله بن سلام وأبي هريرة والإمام أحمد وخلق...)
والقول الثاني انها من جلوس الإمام على المنبر إلى انقضاء الصلاة..وهذا القول وهو القول بأنها ساعة الصلاة يلي القول الاول..وبقية الاقوال لا دليل عليها ) زاد المعاد بتصر يسيربين ترتيب الاقوال.
وبعد..فهذا شيئ يسير من كلام العلماء عن ساعة الجمعة وإذا اردت المزيد فارجع إلى فتح الباري لابن حجر وزاد المعاد لابن القيم تجد كلاما مبسوطا..
لذلك يبغي ان لا نفوت هذه الساعة بل نغتنمها بالدعاء لأنفسنا ووالدينا وأمة المسلمين جميعا.......
قال بعض العلماء ( وقد اجيب عن هذا الإشكال..بحمل الصلاة على الدعاء أو الانتظار ويحمل القيام على الملازمة والمواظبة ويؤيد ذلك أن حال القيام في الصلاة غير حال السجود والركوع والتشهد مع أن السجود مظنة إجابة الدعاء فلو كان المراد بالقيام حقيقته ِلأخرجه فدل على أن المراد مجاز القيام وهو المواظبة ونحوها ومنه قوله تعالى {إلا ما دمت عليه قائما} فعلى هذا يكون التعبير عن المصلي بالقائم من باب التعبير عن الكل بالجزء والنكته فيه أنه أشهر أحوال الصلاة)
قال الشيخ سليمان العلوان في شرح بلوغ المرام:
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ساعة الإجابة على أكثر من أربعين قولاً سردها كلها الحافظ ابن حجر في فتح الباري وهي أقوال متقاربة يمكن ضم بعضها إلى بعض وفي بعضها تداخل وعند التحقيق لا تتجاوز عشرة.
والحق أن ساعة الإجابة هي آخر ساعة من عصر يوم الجمعة ، فعن عبدالله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " هي آخر ساعات النهار " ، وهذا رواه ابن ماجة من طريق أبي النظر عن أبي سلمة عن عبدالله بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم به ، ورواته كلهم ثقات.
وروى أبو داود والنسائي وصححه الحاكم من طريق عمرو بن الحارث أن الجلاح حدثه أن أبا سلمة حدثه عن جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا آتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة من بعد العصر" .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري إسناده حسن ، فعلى هذا فقول الحافظ في تخريجه (ما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس) ينافي ألفاظ تخريج هذا الحديث فالحديث الأول هي آخر ساعات النهار ، والحديث الثاني هي آخر ساعه من بعد العصر وليس في الحديثين أنها من بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس.
وهذان الحديثان صريحان في تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة وأنها آخر ساعة من بعد العصر من يوم الجمعة ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري أن سعيد بن منصور روى بسند صحيح عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أن ناساً من الصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الإجابة من يوم الجمعة فلم يخرجوا حتى اتفقوا على أنها في آخر ساعة في يوم الجمعة.
وهذا مذهب جماهير العلماء واختاره اسحاق والإمام احمد رحمهم الله ، وهو الحق الذي دلت عليه أكثر الأخبار ، وقد قال بعضهم إن ساعة الإجابة في يوم الجمعة كليلة القدر علمها عند الله لكي يجتهد الناس في الدعاء ، وأصحاب هذا القول لعلهم يحملون الأحاديث المصرحة على أنها آخر ساعة من بعد صلاة العصر على المضنة وأن هذه الساعة أرجى من غيرها ولا يلزم من هذا أن تكون محققة ، قال أصحاب هذا القول والحكمة من إخفائها لكي لا يتكل الناس على آخر ساعة من بعد العصر ويدعون الدعاء فيما قبل ذلك فإخفائها في غاية الحكمة وفي غاية المصلحة ، وهذا القول قوي جداً لولا
قوله صلى الله عليه وسلم " فالتمسوها في آخر ساعة من بعد العصر " ، إلا أنه قد يقال هذا الخبر لا ينفي طلبها في غير هذه الساعة ولكن يشكل عليه حديث عبدالله بن سلام هي آخر ساعات النهار.
فيستحب للمسلم أن يدعو في هذه الساعات لعل الله أن يستجيب دعاءه فيغفر ذنبه ويطهر قلبه ويحصن فرجه ، والدعاء بحد ذاته عبادة فلا يعجل المسلم يقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي فلربما تأخرت الإجابة لمصالح عديدة ولربما كان الدعاء فيه اعتداء فلم يستجب ولربما كان الدعاء في قطيعة رحم فلم يستجب ولربما كان الداعي يأكل الحرام ويظلم الناس ويتعاطى الربا فلم يستجب دعاؤه لأن للدعاء شروطاً لا بد من تحققها حتى يستجاب الدعاء ، فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع فالدعاء حينئذ لا يكاد يرد .
منقول للفائده
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
در البحر
•
جزاك الله خير وتقبل منا دعاءنا
الصفحة الأخيرة