بحث نافع و ماتع في الرقية الشرعية !

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا بإذن الله سأنقل كل ماأستطيع جمعه عن الرقية الشرعية من الشبكة لكثرة المخالفات في هذه المسألة وللعلم والتبصر ،‘

وأسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين ،‘ آآمين ،‘



الرقية الشرعية كما يراها الامام الالباني



تعريفُ الرُّقى :



لغةً : الرُّقية العَوذَة ، قال رؤبة (01) :

فما تَرَكا من عَوذَةٍ يَعرفانها ولا رُقيَة إلا بِها رَقَياني

والجَمْعُ رُقى، وَتَقول : استَرقَيتُه فَرَقاني رُقيَةً فَهوَ راقٍ (02).



والرُّقى نَوعانِ : رُقيةٌ مَشروعةٌ ، ورُقيةٌ مَمنوعَةٌ .



أما الرُّقيةُ المشروعةُ فَتَعريفُها اصطلاحاً : هي القراءةُ والنَّفثُ طَلَباً للشفاءِ والعافيةِ والبرءِ من الأسقامِ، سَواء كانت مِن القرآنِ الكريمِ أو مِن الأدعيةِ النبويَّةِ المأثورَةِ .



والأدلَّةُ على جَوازِها كَثيرةٌ :



منها : عَن عوفِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ : كنا نَرْقِي في الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى في ذلك؟ فَقال:

( اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ؛ لا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لَم يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ ) (03).



ومنها : عن أَنَسٍ قال:

( رَخَّصَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الرُّقْيَةِ من الْعَيْنِ وَالْحُمَةِ(04) وَالنَّمْلَةِ(05) )(06).

ومنها : عن جَابِر بن عبد اللَّهِ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )(07).



ومنها : عَن عائِشةَ رضي الله عَنها قَالَت : (كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَتعوَّذُ بِهذِهِ الكلماتِ: أذهِبِ البأسَ ربَّ الناسِ واشفِ وأنتَ الشافي لا شِفاءَ إلا شفاؤكَ شفاءً لا يغادِرُ سَقَماً، قالت: فلمَّا ثقُلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في مرضِهِ الذي ماتَ فيهِ ، أخذتُ بيدِهِ فجعلتُ أمسحُها وأقولُها، قالت : فنَزَعَ يدهُ من يدي وقالَ : اللهم اغفِر لي وألحِقني بالرفيقِ الأعلى ، قالت: فكانَ هذا آخرُ ما سمعتُ مِن كلامِهِ)(08).


قالَ الشيخُ الألبانيُّ معلِّقاً على هذا الحديثِ :



(( وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ تَرقِيَةِ المريضِ بِهذا الدُّعاءِ الشريفِ ، وذلكَ مِن العملِ بِقولِهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَن اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )(09). ))(10).



وقد ذَكرَ الشيخُ الألبانيُّ – رحمه الله – حديثَ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا وَامْرَأَةٌ تُعَالِجُهَا أَوْ تَرْقِيهَا فَقَالَ : ( عَالِجِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ )(11)، فقالَ عَقِبَهُ:

(( وفي الحديثِ مَشروعيَّةُ الترقِيَةِ بِكتابِ الله تعالى ، وَنَحوه مِمَّا ثَبتَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرُّقى،وأما غَيرُ ذلكَ مِن الرُّقى فلا تُشرَع ، لا سيَّما ما كانَ مِنها مكتوباً بالحروفِ المقطَّعةِ ، والرُّموزِ المغلَقَةِ ، التي لَيسَ لها مَعنى سَليمٌ ظاهرٌ ))(12).



ويُشتَرطُ لجوازِ الرُّقيَةِ شُروطٌ ثَلاثةٌ(13) :



الأولُ : أن لا يُعتَقَدَ أنَها تَنفعُ لِذاتـِها مِن دونِ الله، لأنَّ ذلك اعتقادٌ مُحرَّمٌ، بل هو شِركٌ، فالصحيحُ أن يُعْتَقَدَ أنَّها سَبَبٌ لا تَنفَعُ إلا بإذنِِ الله .



الثاني : أن لا تَكونَ فِيها مخالفةٌ شَرعيةٌ ، كما لو كانَ فيها دُعاءُ غيرِ الله ، أو استغاثةٌ بالجنِّ، فإنَّ ذلكَ حَرامٌ، بَل هو شِركٌ .



الثالثُ : أن تَكونَ مَفهومةً مَعلومةً، فإن كانت مِن جِنسِ الطلاسِمِ والشعوذَةِ وما لا يُفهَمُ فإنَّها لا تَجوزُ.



وأما الرُّقيةُ الممنوعةُ : فهي كُلُّ رُقيَةٍ لم تَتوفَّر فيها الشُّروطُ السَّابِقةُ ، فإنَّها مُحرَّمةٌ مَمنوعةٌ.




وقد ذَكَرَ الشيخُ الألبانيُّ أنواعاً للرقيةِ الممنوعةِ ، فقالَ رحِمه الله :



(( الرُّقى غير المشروعَةِ : وهي ما ليسَ من القرآنِ والسُّنةِ الصحيحةِ ، وهي التي جاءَ إطلاقُ لَفظِ الشِّركِ عَليها في غَيرِ ما حَديث،وَقَد يَكونُ الشِّركُ مُضمَراً في بَعضِ الكَلِماتِ الـمَجهُولَةِ المعنى ، أو مَرمُوزاً لَهُ بأحرُفٍ مُقَطَّعَةٍِ ، كما يُرى في بَعضِ الحُجُبِ الصادِرةِ مِن بَعضِ الدَجاجِلةِ ))(14).


ثم ذَكَرَ الشيخُ الألبانيُّ نوعاً أخر مِن الرُّقى الممنوعةِ ، وهو ما يُسمُّونَهُ في الوقتِ الحاضِرِ بـ(الطبِّ الرَّوحاني) أو (التنويم المغناطيسي) ، فَقَالَ –رحمه الله- :

(( ومِن هذا القَبيلِ(15)مُعالَجةُ بَعضِ المتظاهرينَ بالصلاحِ للناسِ بِما يُسمُّونهُ بـ(الطبِّ الروحاني) ، سواء كانَ ذلكَ على الطَّريقةِ القَديمةِ من اتِّصالِهِ بِقَرينِهِ من الجنِّ ، كما كانوا عَلَيهِ في الجاهليَّةِ ، أو بِطَريقَةِ ما يُسمَّى اليومَ باستحضارِ الأرواحِ ، وَنَحوه عندي التنويمُ المغناطيسيُّ ، فإنَّ ذلكَ كُلَّه من الوسائِلِ التي لا تُشرَعُ ؛ لأن مَرجِعَها إلى الاستعانَةِ بالجنِّ التي كانَت سَبَباً مِن أسبابِ ضَلالِ المشركينَ،كما جاءَ في القرآنِ الكريمِ:وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ، أي خَوفاً وإثماً))(16).



ثم أنَّ الشيخَ الألبانيَّ – رحمه الله – قَد رَدَّ على مَن يَستعينُ بِهؤلاءِ الدَّجالينَ بِحُجَّةِ أنَّه لا يَستعينُ إلا بالصالحينَ مِنهُم ، فَقالَ :

(( وادِّعاءُ بَعضِ الـمُبتَلينَ بالاستعانَةِ بِهِم أنَّهم إنما يَستَعينونَ بالصالحينَ مِنهم ، دعوى كاذِبة ، لأنَّهم مما لا يُمكنُ -عادةً- مخالطَتُهُم وَمُعاشَرتُهُم ؛ التي تَكشِفُ عن صلاحِهِم أو طلاحِهِم ، وَنَحن نَعلَمُ بالتَّجرِبَةِ أنَّ كثيراً مِمَّن تُصاحِبُهم أشدَّ المصاحبةِ من الإنسِ ، يَتَبيَّنُ لكَ أنَّهم لا يَصلُحونَ ، قالَ تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، هذا في الإنسِ الظاهرِ ، فَما بالكَ بالجنِّ الذينَ قالَ الله تعالى فِيهِم : يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ))( 17).



ولا يَفوتُني في هذا المُقامِ أن أذكر نَوعاً من أنواعِ الرُّقى يَكادُ يَكونُ الآنَ أكثَرَ أنواعِ الرُّقى انتشاراً ، وهي الرُّقية التي تُسمَّى اليومَ بـ(رقيةِ المسِّ) ، وهي الرُّقيةُ التي تُقرأُ على مَن دَخَلَ الشيطانُ في بَدَنِهِ ، وَلَستُ هنا في صَدَدِ بيانِ جَوازِ دُخولِ الجانِّ بَدَنَ الإنسانِ ، فإنَّ ذلك ثابتٌ بالكتابِ والسنةِ وأقوالِ العلماءِ ، ولكنَّ الناسَ تَوسَّعوا اليومَ في رُقيةِ من ابتُليَ بذلكَ ، حتى أنَّهم أدخلوا فيها أموراً مَمنُوعةً كالضَّربِ الشديدِ بالعصِيِّ ، واستحضارِ الجنِّ والتَّكلُّمِ مَعَهُ ، وَغَيرِ ذلكَ .



وقد كانَ للشيخِ الألبانيِّ جُهودٌ طيبةٌ في بيانِ ذلكَ ، فَقد أورَدَ -رحمه الله- حَديثَ عثمان بن أبي العاص الثقفيِّ رضي الله عنهُ حينَ قالَ :( شَكَوْتُ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسْيَانَ الْقُرْآَنِ ، فَضَرَبَ صَدْرِي بيده فقال : ( يا شَيْطَانُ اخْرُجْ من صَدْرِ عُثْمَانَ ) قال عُثْمَانُ : فما نَسِيتُ منه شيئا بَعْدُ أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَهُ )(18)، فقد ردَّ الشيخُ الألبانيُّ -بَعد إيرادِ الحديثِ وتصحيحِهِ وإثباتِ تلبُّسِ الجنِّ بالإنسانِ- على من زَعَمَ خِلافَ ذلكَ بردٍّ مُفحِمٍ مدعَّمٍ بالأدلَّةِ ، قلَّ أن يُوجَدَ في بابِهِ مِثلُهُ ، ثم بيَّنَ توسُّع الناسِ في هذهِ الرُّقيَةِ بأنواعٍ من المخالفاتِ الشرعيَّةِ فقالَ :



(( ولكنني من جانبٍ آخرَ أُنكِرُ اشدَّ الإنكارِ على الذين يستغلُّونَ هذِهِ العقيدةَ ، ويتَّخِذونَ في ذلكَ من الوسائلِ التي تَزيدُ على مُجرَّدِ تلاوةِ القرآنِ مما لم يُنْزِلِ الله بهِ سُلطاناً، كالضَّربِ الشديدِ الذي يَتَرتَّبُ عليهِ أحياناً قَتلُ الـمُصابِ...لقد كانَ الذين يَتَوَلَّونَ القراءةَ على المصروعينَ أفراداً قَليلينَ صالحينَ فيما مَضى ، فَصاروا اليومَ بالمئاتِ ، وفيهِم بَعضُ النِّسوةِ المتبرِّجاتِ ، فَخَرجَ الأمرُ عن كَونِهِ وَسيلةً شَرعيَّةً لا يَقومُ بِها إلا الأطبَّاءُ عادةً، إلى أمورٍ ووسائِلَ أخرى لا يَعرِفُها الطبُّ ولا الشَّرعُ مَعاً ، فهي –عندي- نَوعٌ مِن الدَّجلِ والوساوِسِ يوحي بِها الشيطانُ إلى عَدوِّهِ الإنسان : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام : 112 ) ، وَهو نَوعٌ من الاستعاذةِ بالجنِّ التي كانَ عَليها المشركونَ في الجاهليَّةِ ، المذكورةُ في قَولِه تعالى:وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (الجن : 6 )، فَمَن استعانَ بِهِم على فَكِّ سِحرٍ -زعموا- أو مَعرِفةِ هويَّةِ الجنيِّ المتلبسِ بالإنسيِّ أذَكرٌ هو أم أنثى ؟ مُسلمٌ أم كافرٌ ؟ وَصدَّقهُ المستعينُ بِهِ ، ثم صَدَّقَ هذا الحاضرونَ عِندَهُ ، فَقَد شَمِلهُم جَميعاً وَعيدُ قَولِهِ صلى الله عليه وسلم : (مَن أتى عَرَّافاً أو كاهِناً فَصَدَّقَهُ بِما يَقولُ فَقَد كَفَرَ بما أُنزلَ على مُحمَّدٍ )(19) ، وفي حَديثٍ آخرَ : (لم تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً )(20)))(21).




ثم ختمَ الشيخُ الألبانيُّ كلمتهُ بنصيحةٍ للعاملينَ في هذا المجالِ بقولِهِ :



((فَيَنبَغي الانتباهُ لهذا ؛ فَقَد عَلِمتُ أنَّ كثيراً ممن ابتُلوا بِهذِهِ المهنةِ هُم من الغافِلينَ عَن هذهِ الحقيقةِ ، فأنصحُهُم –إن استمروا في مِهنتهِم- أن لا يَزيدوا في مُخاطَبَتِهِم على قولِ النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخرج عدوَّ الله )(22) ، مُذَكِّراً لَهُم بِقولِهِ تعالى :لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور : 63 )))(23).



ثم أنَّ الشيخَ الألبانيَّ أورَدَ أثرينِ في الرُّقى ، أحدُهُما مانِعٌ مِنها وهو أثرُ الحسنِ عِندما سألَهُ رجلٌ عن النُّشرةِ؟ فَذَكرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالَ : ( هي مِن عملِ الشيطانِ)(24) ، وأثرٌ آخَرٌ مُبيحٌ لها وَهو أثرُ سعيدِ بن المسيّبِ عِندَما سَألَه قَتادَةُ : رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ أو يُؤَخَّذُ عن امْرَأَتِهِ أَيُحَلُّ عنه أو يُنَشَّرُ ؟ قال : (لا بَأْسَ بِهِ ، إنما يُرِيدُونَ بِهِ الْإِصْلَاحَ ، فَأَمَّا ما يَنْفَعُ الناس فلم يُنْهَ عنه)(25).



قال مُبيِّناً الجمعَ بَين الأثرينِ وَمُفَرِّقاً بَين الرُّقيةِ المشروعةِ والرُّقيةِ الممنوعةِ :



(( هذا ولا خِلافَ عِندي بَين الأثرينِ ، فأثرُ الحسَنِ يُحمَلُ على الاستعانةِ بالجنِّ والشياطينِ والوسائِلِ المرضيَّةِ لهم كالذبحِ لهم وَنَحوِهِ ، وهو المرادُ بالحديثِ ، وأثرُ سَعيد على الاستعانةِ بالرُّقى والتعاويذِ المشروعةِ بالكتابِ والسُّنةِ ))(26).

الهامش
(01) هو رؤبة بن العجاج ، الراجز المشهور، استشهد به أهل اللغة، مات أيام المنصور عام 145هـ ، ينظر: طبقات الأدباء3/341 .
() ينظر : لسان العرب مادة ( رقا ) 14/331-332 .

() رواه مسلم ، كتاب السلام ، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك 4/1727 .

() الحُمَه : بالتخفيف السم، ينظر: النهاية في غريب الأثر 1/446 .

() النَّمْلة : قروح تخرج من الجنب، ينظر : النهاية في غريب الأثر5/119 .

() رواه مسلم، كتاب السلام، باب استحباب الرقية، 4/1725 .

() المصدر نفسه ، كتاب السلام ، باب استحباب الرقية، 4/1726 .

() الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة 5/46 .

() رواه مسلم ، كتاب السلام ، باب استحباب الرقية، 4/1724 .

() السلسلة الصحيحة 6/643 .

() صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ، كتاب الرقى والتمائم 13/464 .

() السلسلة الصحيحة 4/566 .

() ينظر : كتاب أصول الإيمان 36-37 .

() السلسلة الصحيحة 6/613 .

() يعني الرقى المحرمة .

() السلسلة الصحيحة 6/614 .
7
610

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سلامـ
سلامـ
10- مخالفات في الرقية : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... وبعد:

فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والمرفق به المحضر المعدّ من قبل مندوب فرع وزارة الشئون الإسلامية، ومندوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقصيم، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( 139/س) وتاريخ 8/1/1418 هـ وقد تضمن المحضر عدة فقرات أجابت اللجنة عنها بما يلي:


الفقرة الأولى: القراءة على ماء فيه زعفران، ثم غمس الأوراق فيه، ثم تجفيفها، ثم حلها بعد ذلك بماء، ثم شربها:


الجواب: القراءة في ماء فيه زعفران ثم تغمس الأوراق في هذا الماء وتباع على الناس لأجل الاستشفاء بها
- هذا العمل لا يجوز ويجب منعه؛ لأنه احتيال على أكل أموال الناس بالباطل، وليس هو من الرقية الشرعية التي نصّ بعض أهل العلم على جوازها؛ وهي كتابة الآيات في ورقة أو في شيء طاهر كتابة واضحة، ثم غسل تلك الكتابة وشرب غسيلها.





الفقرة الثانية: مدى صحة تخيّل المريض للعائن من جراء القراءة، أو طلب الراقي من القرين أن يخيّل للمريض من أصابه بالعين:


الجواب: تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز؛ لأنه استعانة بالشياطين، فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه، وهذا عمل محرم لأنه استعانة بالشياطين، ولأنه يسبب العداوة بين الناس، ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس، فيدخل في قوله تعالى:( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) .




الفقرة الثالثة: مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات، وما هي الضوابط في ذلك؟


الجواب: لا يجوز للراقي مسّ شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة، وإنما يقرأ عليها بدون مس. وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب؛ لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه، بخلاف الراقي فإن عمله - وهو القراءة والنفث - لا يتوقف على اللمس.





الفقرة الرابعة: وضع أختام كبيرة الحجم مكتوب فيها آيات أو أذكار أو أدعية، منها شيء مخصص للسحر، ومنها ما هو للعين، ومنها ما هو للجان. ثم يغمس بالختم على ماء فيه زعفران، ثم يختم على أوراق تحل بعد ذلك وتشرب:


الجواب: لا يجوز للراقي كتابة الآيات والأدعية الشرعية في أختام تغمس بماء فيه زعفران، ثم توضع تلك الأختام على أوراق ليقوم ذلك مقام الكتابة، ثم تغسل تلك الأوراق وتشرب؛ لأن من شرط الرقية الشرعية نية الراقي والمرقي الاستشفاء بكتاب الله حال الكتابة.





الفقرة الخامسة: شم جلد الذئب من قبل المريض بدعوى أنه يُفصح عن وجود جان أو عدمه، إذ أن الجان - بزعمهم - يخاف من الذئب، وينفر منه ويضطرب عند الإحساس بوجوده:


الجواب: استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون عمل لا يجوز؛ لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد، فيجب منعه بتاتاً. وقولهم إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها.





الفقرة السادسة: قراءة القرآن أثناء الرقية بمكبر الصوت، أو عبر الهاتف مع بعد المسافة، والقراءة على جمع كبير في آن واحد:


الجواب: الرقية لا بد أن تكون على المريض مباشرة، ولا تكون بواسطة مكبر الصوت ولا بواسطة الهاتف؛ لأن هذا يخالف ما فعله رسول الله وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان في الرقية، وقد قال : { من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }.





الفقرة السابعة: الاستعانة بالجان في معرفة العين أو السحر، وكذلك تصديق الجني المتلبّس بالمريض بدعوى السحر والعين والبناء على دعواه:


الجواب: لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها؛ لأن الاستعانة بالجن شرك. قال الله تعلى: ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) . وقال تعالى: ( وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا
أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ )،
ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظّموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطّلع عليه الجن دون الإنس؛ وقد يكذبون فإنهم لا يؤمنون، ولا يجوز تصديقهم.






الفقرة الثامنة: تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض، وانتزاع آيات معينة تخص السحر، وأخرى للعين، وأخرى للجان:


الجواب: تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية؛ لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها، ومباشرة للنفث على المريض. والجهاز لا يتأتى منه ذلك.





الفقرة التاسعة: كتابة أوراق فيها القرآن والذكر وإلصاقها على شيء من الجسد كالصدر ونحوه؛ أو طيّها ووضعها على الضرس، أو كتابة بعض الحروز من الأدعية الشرعية وشدها بجلد وتوضع تحت الفراش أو في أماكن أخرى، وتعليق التمائم إذا كانت من القرآن والذكر والدعاء:


الجواب: إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم أو على موضع منه، أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك لا يجوز؛ لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله : { من تعلق تميمة فلا أتمّ الله له } وقوله: { إن الرقى والتمائم والتولة شرك }.






الفقرة العاشرة: بعض الأدعية لم ترد مثل: ( حجر يابس، شهاب قابس، ردّت عين الحاسد عليه وعلى أحب الناس إليه ):


الجواب: هذا الدعاء لا أصل له، وفيه عدوان على غير المعتدي، فلا يجوز استعماله لقول النبي : { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }.


وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز



نائب الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ



عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد



عضو: صالح بن فوزان الفوزان

سلامـ
سلامـ



س23: هل اتخاذ الأسباب ينافي التوكل؟ فبعض الناس إبان حرب الخليج اتخذ الأسباب وبعضهم تركها وقال: إنه متوكل على الله؟


الجواب: الواجب على المؤمن أن يعلق قلبه بالله –عز وجل- وأن يصدق الاعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار فإن الله وحده هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله كما قال الله - تعالى-: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:123)


وقال موسى لقومه: (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) (يونس:84)

(فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (85)

(وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (يونس الآيات 83،86)

وقال الله - تعالى-: ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران: الآية160)

وقال - تعالى-: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).(الطلاق: الآية3)

فالواجب على المؤمن أن يعتمد على ربه رب السماوات والأرض ويحسن الظن به .


ولكن يفعل الأسباب الشرعية والقدرية الحسية التي أمر الله تعالى بها، لأن أخذ الأسباب الجالبة للخير المانعة من الشر من الإيمان بالله تعالى وحكمته، ولا تنافي التوكل، فها هو سيد المتوكلين محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يتخذ الأسباب الشرعية والقدرية، فكان يعوذ نفسه عند النوم بالإخلاص والمعوذتين، وكان يلبس الدروع في الحرب، وخندق على المدينة حين اجتمع أحزاب الشرك حولها حماية لها، وقد جعل الله - تعالى- ما يتقي به العبد شرور الحروب من نعمه التي يستحق الشكر عليها، فقال عن نبيه داود: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ) (الأنبياء:80)

وأمر الله داود أن يجيد صنعها ويجعلها سابغة لأنها تكون أقوى في التحصين .


وعلى هذا فإن أهل البلاد القريبة من مواقع الحرب التي يخشى أن يصيبها من آثاره ليس عليهم حرج في الاحتياط باستعمال الكمامات المانعة من تسرب الغازات المهلكة إلى أبدانهم، والتحصينات المانعة من تسربه إلى بيوتهم، لأن هذا من الأسباب الواقية من الشر، المحصنة من البأس، ولا حرج عليهم أن يدخروا لأنفسهم من الأطعمة وغيرها ما يخافون أن يحتاجوا إليه فلا يجدوه، وكلما قويت الخشية من ذلك كان طلب الاحتياط أقوى . ولكن يجب أن يكون اعتمادهم على الله –عز وجل- فيستعملوا هذه الأسباب بمقتضى شرع الله وحكمته على أنها أسباب أذن الله لهم فيها، لا على أنها الأصل في جلب المنافع ودفع المضار، وأن يشكروا الله تعالى حيث يسر لهم مثل هذه الأسباب وأذن لهم بها .


والله اسأل أن يقينا جميعاً أسباب الفتن والهلاك، وأن يحقق لنا ولإخواننا قوة الإيمان به والتوكل عليه، والأخذ بالأسباب التي أذن بها على الوجه الذي يرضى به عنا، إنه جواد كريم .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين .




* * *

س24: ما حكم التعلق بالأسباب؟


الجواب: التعلق بالأسباب أقسام:


القسم الأول: ما ينافي التوحيد في أصله، وهو أن يتعلق الإنسان بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ويعتمد عليه اعتماداً كاملاً معرضاً عن الله، مثل تعلق عبد القبور بمن فيها عند حلول المصائب . وهذا شرك أكبر مخرج عن الملة، وحكم الفاعل ما ذكره الله –تعالى- بقوله: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).(المائدة: الآية72)


القسم الثاني: أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع غفلته عن المسبب وهو الله –تعالى- فهذا نوع من الشرك، ولكن لا يخرج من الملة، لأنه اعتمد على السبب ونسي المسبب وهو الله –تعالى- .


القسم الثالث: أن يتعلق بالسبب تعلقاً مجرداً لكونه سبباً فقط، مع اعتماده الأصلي على الله، فيعتقد أن هذا السبب من الله، وأن الله لو شاء قطعه، ولو شاء لأبقاه ، وأنه لا أثر للسبب في مشيئة الله –عز وجل- فهذا لا ينافي التوحيد لا أصلاً ولا كمالاً .



ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب بل يعلقها بالله، فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقاً كاملاً مع الغفلة عن المسبب وهو الله فهذا نوع من الشرك، أما إذا اعتقد أن المرتب سبب والمسبب هو الله –سبحانه وتعالى- فهذا لا ينافي التوكل، والرسول صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب وهو الله –عز وجل- .




* * *

س25: ما حكم الرقية؟ وما حكم كتابة الآيات وتعليقها في عنق المريض؟


الجواب: الرقية على المريض المصاب بسحر أو غيره من الأمراض لا بأس بها إن كانت من القرآن الكريم، أو من الأدعية المباحة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يرقي أصحابه، ومن جملة ما يرقاهم به: ((ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع))25 فيبرأ .


ومن الأدعية المشروعة: ((بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين كل حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك))26


ومنها أن يضع الإنسان يده على الألم الذي يؤلمه من بدنه فيقول: ((أعوذ بالله وعزته من شر ما أجد وأحاذر))27


إلى غير ذلك مما ذكره أهل العلم من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .


وأما كتابة الآيات والأذكار وتعليقها فقد اختلف أهل ا لعلم في ذلك: فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه، والأقرب المنع من ذلك، لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الوارد أن يقرأ على المريض، أما أن تعلق الآيات أو الأدعية على المريض في عنقه، أو في يده، أو تحت وسادته وما أشبه ذلك، فإن ذلك من الأمور الممنوعة على القول الراجح لعدم ورودها، وكل إنسان يجعل من الأمور سبباً لأمر آخر بغير إذن من الشرع، فإن عمله هذا يعد نوعاً من الشرك، لأنه إثبات سبب لم يجعله الله سبباً .



* * *




س26: هل الرقية تنافي التوكل؟


الجواب: التوكل هو صدق الاعتماد على الله –عز وجل- في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب التي أمر الله بها، وليس التوكل أن تعتمد على الله بدون فعل الأسباب، فإن الاعتماد على الله بدون فعل الأسباب طعن في الله –عز وجل- وفي حكمته- تبارك وتعالى- لأن الله –تعالى- ربط المسببات بأسبابها، وهنا سؤال: من أعظم الناس توكلاً على الله؟


الجواب: هو الرسول، عليه الصلاة والسلام، وهل كان يعمل الأسباب التي يتقي بها الضرر؟


الجواب: نعم كان إذا خرج إلى الحرب يلبس الدروع ليتوقى السهام، وفي غزوة أحد ظاهر بين درعين، أي لبس درعين كل ذلك استعداداً لما قد يحدث، ففعل الأسباب لا ينافي التوكل، إذا اعتقد الإنسان أن هذه الأسباب مجرد أسباب فقط لا تأثير لها إلا بإذن الله –تعالى- وعلى هذا فالقراءة قراءة الإنسان على نفسه، وقراءته على إخوانه المرضى لا تنافي التوكل وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يرقي نفسه بالمعوذات، وثبت أنه كان يقرأ على أصحابه إذا مرضوا28 . والله أعلم


المصدر
سلامـ
سلامـ



سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن الرقية الشرعية وغير الشرعية ؟




الرقية الشرعية ما جاءت به السنة مثل :

اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ..


وغير الشرعية هي البدعية أو الشركية فما كان بدعة أو شركاً فإن الرقية به محرمة ولا تزيد الإنسان إلا ضررا ومرضاً وإن قدر أنه شفي بها فهو لم يشفَ بها في الواقع وإنما كان الشفاء عندها لا بها امتحاناً من الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل الذي رقى بالشرك أو بالبدع ..



وأما الأدعية المباحة التي ليست ببدعة فالرقية بها جائزة ..


فتبين بهذا أن الرقى أربعة أقسام ما جاءت به السنة فالرقية به مشروعة مستحبة وما كان شركاً أو كان بدعة فالرقية به محرمة وما كان دعاءً مباحاً لا شرك فيه ولا بدعة لكنه ليس مما ورد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالرقية به جائزة ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الرقى لا بأس بها ما لم تكن شركاً.


(( المصدر ))




وسُئل فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى : ما هي كيفية الرقية الشرعية ؟





سماحة الشيخ يستفسر الكثير من الناس عن كيفية الرقية الشرعية؟


الرقية الشرعية هو الرقية بالآيات والدعوات الطيبة ..


هذه الرقية الشرعية، الرقية بالقرآن, أو بالدعوات الطيبة. يرقي بالفاتحة بآية الكرسي بغيرها من الآيات قل هو الله أحد، بالمعوذتين بغيرها هذه هي الرقية الشرعية ..

أو بالدعاء يدعوا، له: (أذهب البأس رب الناس واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، أو: (اللهم اشفه وعافه، اللهم أنزل عليه الشفاء، اللهم أبرؤه من مرضه، وما أشبه ذلك الدعوات الطيبة.


(( المصدر ))





وسُئل أيضاً عن آيات الرقية



القرآن فيه شفاء للناس ورحمة, نرجو أن تذكروا الآيات التي يشرع قراءتها على المريض, وعدد المرات, وكيفية النفث - جزاكم الله خيراً -؛ لأن عندنا شخص مصاب بمرض ونريد أن نقرأ عليه ؟


كل القرآن شفاء، كل القرآن شفاء من أوله إلى أخره، وإذا قرأ الفاتحة فهي أعظم سورة في القرآن ، كررها كما قرأها الصحابة على اللديغ لما مرَّ عليه في بعض أحياء العرب، قرأ عليه بعض الصحابة سورة الفاتحة وكررها فشفاه الله..


فإذا قرأ سورة الفاتحة وقرأ معها آية الكرسي ، أو بعض الآيات الأخرى، كله طيب، وإذا قرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثلاث مرات، كان حسنا أيضاً، من أسباب الشفاء ..


وكل القرآن شفاء، إذا قرأ منه ما يسر الله من البقرة من آل عمران من النساء، من المائدة من بقية القرآن كله شفاء، كما قال جل وعلا: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء .


وقال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ .


يعني كله شفاء، فإذا تحرى بعض الآيات وقرأها كله طيب، ولكن من أهم ما يقرأ الفاتحة ، وآية الكرسي ، وقل هو الله أحد، وسورة المعوذتين، كل هذه من أهم ما يقرأ على المريض.


(( المصدر ))
بيالةشاهي
بيالةشاهي
جزاك الله خير
نجم في السماء
نجم في السماء
جزاك الله خيرا