منور بنت السعوديه
•
استغفرللله العظيم
ويقول العﻼمة السعدي – رحمه الله – مبيناً هذا اﻷصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات - كما في ( الفتاوى ) في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (348) : " هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع ، وهو أن اﻷصل في جميع العادات القولية والفعلية اﻹباحة والجواز ، فﻼ يحرم منها وﻻ يكره إﻻ ما نهى عنه الشارع ، أو تضمن مفسدة شرعية ، وهذا اﻷصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع ، وذكره شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية وغيره . فهذه الصور المسؤول عنها ما أشبهها من هذا القبيل ، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها ، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات ﻻ محذور فيها ، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد . وسئـل الشيخ ابن عثيمين : ما حكـم التهنئة بالعيد ؟ وهل لها صيغة معينة ؟ فأجاب : "التهنئة بالعيد جائزة ، وليس لها تهنئة مخصوصة ، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً" اهـ . و قال أيضاً : "التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم ، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها اﻻۤن من اﻷمور العادية التي اعتادها الناس ، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام" اهـ . وسئـل رحمه الله تعالى : ما حكـم المصافحة ، والمعانقة والتهنئة بعد صﻼة العيد ؟ فأجاب : "هذه اﻷشياء ﻻ بأس بها ؛ ﻷن الناس ﻻ يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل ، وإنما يتخذونها على سبيل العادة ، واﻹكرام واﻻحترام ، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن اﻷصل فيها اﻹباحة" اهـ . "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/208-210) .
الصفحة الأخيرة