موجد من عدم ، مالم يكن موجــــــــــوداً ...

نقف في رحاب الكون وسط عالم يتألق بالإبداع ..
نتطلع إلى السماء .. فإذا بحديقة من النجوم تزهر في الفضاء ..
وتجري في إبداع يبهر العقول ..
قناديل معلقة ..وعيون متألقة ... يتغامز ضوئها النجمي المتلألئ
ثم لايلبث أن يسفر وجه القمر الباسم ..
ليرش نوره الفضي فويق الحقول والتلال والطبيعة الساجية ..
وتتلاحق الصور الفاتنة إذا ماساحت أبصارنا في مرابع الأرض عند الفجر ...
وعندما يتمطى الصباح ويتنفس بعمق ...
وعندما تطل الشمس بوجه مشبع بالحمرة من وراء الجبال .. وفي أفق الصحراء العاري ...
ثم ينحسر عنها ثوب الحياء .. وترتفع بشموخ لتعتلي كبد السماء ..
مرسلة جدائل إبريزها .. كملكة تتربع على عرشها ...
فتنهض الحياة .. وتتجدد .. وتستعيد رونقها .. ويتهيأ للسعي كل مخلوق ..
في طلب الرزق ..
إن في الكـــــــون آيات من الإبداع الإلهي لكل متأمــــــــــــــــل ..
تبهر المشاعر بما تلقيه في مرآة الأرواح من صور متلونة زاخرة بالجمال..
تقرّ لها العين وتنعم .. ويجلو بها البصر ويصفو...
ويثار بها وجدان القلب الساكن فتهتف أعماقه:
ســـــــــــــــــــــــبحان الله ..!
.....
إن إبداع الخالق يتجلى في كل شيء ..
في السماوات والأرض والجبال والمياه والصحاري
والشمس والقمر وكل ماحوى الكون من كائنات حية ..
وفي نظام الخليقة بأسرها..
بدءاً من الذرة الكونية الصغيرة التي ندعوها عالمنا
وصعوداً إلى مليارات المجرات الممتدة امتداداً لا متناهياً ..
في رحاب الأبدية والفضاء السحيق
وفي طلــــــــــــيعتها ... الإنســـــــــــــــان ..! .
....
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
والحديث عن الإبداع الإلهي في خلق الإنسان لاينتهي ..!
فالإنسان في خلقه وحده سجل من الإبداع لايوصف
لأنه يفوق التصور والخيال ..ويكشف لنا في كل حقبة من الزمان عن جديد
من قدرات الإنسان وشموليته وسعة تفكيره رغم ضآلة حجمه
فهو ذرة لاتكاد ترى في الكون الكبير ..
لكن الله تعالى أودع فيه عالماً واسعاً من الإمكانيات والقدرات ..
عالم كبحر زاخر من المشاعر والطاقات ..
لتحقيق الإنجازات ..
وكأن العالم الذي يحتويه .. موجود في داخله ..
فالإنسان هو الذي يشكل بقدرة الله ملامح عالمه ..!
( أتزعم أنك جرم صغير - وفيك انطوى العالم الأكبر ..؟! )
....
إنها يد القدرة الإلهية التي تنشئ وتصور ...
أودعت كل صور الإعجاز في خلق بني آدم
لأجل أن يرتفع بالبناء الحضاري .. والبناء الروحي ، والبناء المادي ..
في حدود طاعة الله ، والإخلاص في عبادته ...
ليسمو بعقله وروحه .. ويبدع ويبتكر ..!
فكل إنسان يولد وعنده استعداد للإبداع، في شيء ما ..
ولديه ادوات يستعين بها على إبداعه زوده الله تعالى بها
وحين يعثر على مكامن الإبداع في نفسه ..
يذوق لذة الاكتشاف والابتكار ...في إدهاش الأخرين
وفي اكتشاف قدرات الذات ومواهبها ..
وليس للإبداع حقل معين، فهو يشمل مناحي الحياة كلها
وبدون استثناء.
تعالين معنا لنقرأ مقتطفات من الحقـــــــــــائق :
ذكر أحد العلماء أن المحاكاة في الإبداع قد تقودك إلى إبداع من نوع آخر.
مثل فكرة الرادار التي جاءت لتُضاهي حيوان الخفاش
في حساسيته وقدرته .. على الإحساس بالآخر,
....
ابن سينا المعروف بـ (أبو الطب) قال:
حفظتُ القرآن وأنا ابن عشر سنين, ثم تعلمت الفلسفة، ثم قرأت ظواهر المنطق،
وأخذت أقرأ الكتب بنفسي وأطالع الشروح، فقرأت كتاب اقليدس,
ولما قاربت ست عشرة رغبت في علم الطب فقرأت الكتب المصنفة فيه،
ودرست تجارب علم الطب ..
....
إبداع في الإصرار على الهدف~
كاتب الروايات البوليسية البريطاني اشهير ( جون كريزي ) ..
واجه في نشر كتابه الأول 742 حالة من الرفض قبل أن يتمكن من بيعه ..
وهذا الإصرار رافقه في عزمه على تحقيق الذات والإبداع ..
فنشر في مدى الأربعين عاماً التالية 562 كتاباً كاملاً ..
وتحت 28 اسماً مستعاراً ..
حتى عرف بعد ذلك أنه هو صاحب كل تلك الكتب ..!
ليــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن ~
ليكن الإيمان هو القاعدة والأساس الذي يُبنى عليه الابداع ..
فالصرح المشيد دون أساس متين ..
كلما علا بات أكثر عرضة للانهيار ..
والأساس هو التفكر في خلقنا وفي خلق السماوات والأرض..
....
أنت بالتفكر تضعين نفسك وجهاً لوجه أمام عظمة الله..
للوصول إلى إيحاءات نظرية الإبداع فتستلهمي منها ..
عززي علاقتك بالقرآن الكريم ..
الذي تتمثل في آياته ومعانيه وكل ماجاء فيه قمة الإعجاز والإبداع ..
....
وفي كل الأحوال لاتنسي أن الإبداع مسؤولية ... !!
فكل موهبة وطاقة وقدرة منحك الله إياها
أنت مســـــــــــــــؤولة عنها..
فانظــــــــــــري أيـــــــــــــــــــــن..؟ وكيـــــــــــــــــــــــف ..؟ تستخدميـــــــــــــــها ..!