براءتنا الضائعة

:44:::تدكر براءتك الطفولية مرحك الطفولي لعبك الطفولي ضحكتك الصادقة كلامك البريء تدكر فرحة العيون التي تراك نبض القلوب التي تحبك ارتعاش الأيدي التي ترفعك
عد بالزمن الى الماضي الماضي الجميل البريء
الماضي بدوقه الحلو حين نتخيل أننا فيه أو أننا عشناه وبدوقه المر حين نتدارك أنفسنا وندرك أننا فقدناه أننا سبقناه في ركبة خاطئة لقطار المستقبل
تركنا الماضي وراءنا في ساحتنا الطفولية وجرينا نحو القادم حماقة منا أن القادم أحسن من الماضي وأن المجهول أفضل من المعلوم
نزلنا عند محطة المستقبل آه المحطة التي دفعنا ثمن الوصول اليها مسبقا براءتنا وطفولتنا ضحكنا ولعبنا دفعنا ثمن التدكرة أمتع محطات رحلتنا
وصلنا الى محطة المستقبل المستقبل الدي كنا نجهل أنه مجرد الحاضر وأن المجهول يبقى دوما لغز نحاول دوما وسداجة منا الوصول الى حله وتفكيك رموزه
آه كل الكلمات تحاول أن تبرز على هدا البياض لتشكل بملئه قالبا لمأساة فقدان شيء يستحيل أن نعود اليه فقط لأن قطار الزمن لا يخطو خطوة الى الوراء بل يكتفي بالنظر اليه من بعيد فقط ويتدكره بحنين
حنين أعمق من حنين الحاضر الدي يعيشه والدي سيتحول الى ماض آخر بمداق آخر لا تشبه حلاوته حلاوة الماضي الآخر ماضي البراءة
آه الدموع تنهمر والقلب يدمي والقطار لا يراعي دلك لا يغير وجهته غير مبال بنا
تدكر أيضا وتدكر لا تنسى شيئا من دكرى البراءة فهي الدكرى الوحيدة التي تستحق التوقف مطولا عندها
الدكرى الوحيدة التي تستحق دموع الشوق وبكاء ضياعها
تدكر التراب الدي كنت تلعب به وتحبه فطريا وكأنك تعلم أنم نابت منه وعائد اليه
لجوئك الى النوم وأنت مرتاح البال سليم الضمير هنيء القلب
الأمومة الدافئة العاطفة الفياضة التي تغطيك بفائض الحنان وتلقي نظرة ليست بالأخيرة عنك فتظل الحارس الدي يمنع البرد من التسلل الى جسمك ليحرمك النوم
الأبوة العطوفة التي لا تملك أمام صغر جسمك وبراءة قلبك الا أن تنحني بكيانها الصامد لتهبك قبلة قبل النوم وتطعمك حكايا منومة بطريقة لديدة ثم تودعك للنوم
لكن أنت وبعنادك الطفولي تطلب غيرها وتود لو أنك تلتهمها كلها دفعة واحدة
آه كيف استطعت ببراءتك الطفولية خداع والديك وقفزت الى قطار المستقبل في غفلة منهم
كيف استطعت بحجمك الصغير دخول عالم الكبار
وعالم الكبار ضد عالمك
حماقة ثانية ارتكبتها ببراءة أيضا ظنا منك أن عالم الكبار أمتع من عالمك
فما رأيك اليوم
وكيف وجدت عالم الكبار
فهل يعود الماضي يوما ما لتعود معه طفولتنا وبراءتنا :44: :44: :