المحامية نون

المحامية نون @almhamy_non

🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة

برضاهم تحلو الحياة ----

الأدب النبطي والفصيح




كانت تنظر الى الصورة المعلقة على الحائط وتتنهد وتقول:
كم اشتقت إليك كم أتمنى أن أضمك إلى صدري،
وأقص عليك تلك القصص التي كنت تحبها كما لو كنت صغيراً
كم يهفو قلبي لرؤيتك!
ولكن مادمت بخير فالحمد لله على ذلك .
وتمتمت بصوت خفيض له بالدعاء .

كانت هذه اللوحة - وهي صورة تكررت الآن عند البعض -
هي مناجاة أم لولدها الذي أبعدته الحياة بطولها وعرضها
وألهته عن صلة من كانت سبب وجوده في تلك الحياة،
ومن أوصلته لتلك المكانة التي يتبؤها
أصبحت أمه الآن ضمن جدول مواعيده .. يخصص لها وقتاً للزيارة
يذكره به سكرتيره ،
وقد يصادف يومها إجتماع طارئ فتتأجل الزيارة!!
فأين بر الوالدين وأين صلة الرحم وماذا جرى لهذه الدنيا
لينسى الأبن أو الإبنة صلة أقرب الناس ؟!
إن صلة الوالدين هي من أهم الأمور التي حرص الإسلام عليها ،
ودعا إلى الإلتزام بها، وهي سبب لمرضاة الله وتفريج الكروب والأحزان
فللوالدين مقاماً عظيماً عند الله ، ومهما اجتهدنا في بيانه لانوفيه حقه
ولنتذكر إن رضى الله من رضاهما وسخطه من سخطهما
فما أشد وقع ذلك الكلام على النفس حين تدرك حقيقة
أن الله تعالى جعل رضاه عن الأبناء مقروناً ببر والديهم !


وبر الوالدين لايقتصر على كونهما حيين يرزقان ، أحدهما أو كلاهما
ولكن تستمر الصلة بهما وأداء حقهما بعد موتهما .
وفي رواية جاء رجل من بني سلمه فقال :
يارسول الله هل بقي من بر أبوي شئ أبرهما بعد موتهما ؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" نعم ، بالإستغفارلهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ،وصلة الرحم
التي لاتوصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما".

ولكن علينا أنه إن كان أحد الوالدين عاص أو مشرك ،و يزين الشر والمعصية لأبناءه فليس عليهم هجرهم أو ترك الصلة بهم ، بل مصاحبتهما بالمعروف
وعدم طاعة دعوتهما بالباطل .
فما الظن بالوالدين المسلمين إذن ؟!
قال تعالى:
(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)


وفي حديث للطبراني إن رجلاً جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم
يستشيره في الجهاد وله أبوان عاجزان فقال له الرسول :
( إلزمهما فإن الجنة تحت اقدامهما)
ويجب أن لاينسى الأبناء أن برهم بوالديهم سيعود عليهم خيرا
حين يكبروا ويحتاجوا إلى من يرعاهم ، فجزاء الإحسان إحساناً.
وهو الطريق الى الجنة.

أعجبتني هذه القصة المؤثرة التي وقعت في زمن الرسول
عليه أفضل الصلاة والسلام وأحبب
هي قصة علقمة " رضي الله عنه "،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
كان هناك شاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يسمى علقمة ،
وكان شديد الاجتهاد ، عظيم الصدقة ، فمرض ، فاشتد مرضه ،
فبعثت امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
إن زوجي في النزع " أي يحتضر " فأردت أن أعلمك بحاله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال وعلي وسلمان وعمار :
اذهبوا أنه هالك وبعد ذلك ،عاد بلال الى الرسول
وأخبره أن لسان علقمة محجوب عن الشهادة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" هل له أبوان ؟
فقيل له : أما أبوه فقد مات ، وله أم كبيرة السن ،
فقال : " يا بلال انطلق إلى أم علقمة ، فاقرأها مني السلام ، وقل لها:
إن قدرت على المسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فقري حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأخبرها ، فقالت : نفسي لنفسه الفداء ، أنا أحق بإتيانه ، فأخذت العصا فمشت حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما سلمت عليه رد عليها السلام
فجلست بين يدي النبي المريم فقال :
" أصدقيني ، فإن كذبتيني جاءني الوحي من الله تعالى ،
كيف كان حال علقمة ؟"
قالت : يا رسول الله ،كان يصلي كذا ، ويصوم كذا ، وكان يتصدق بجملة من الدراهم ما يدري كم وزنها ، وما عددها ،
قال : " فما حالك وحاله ؟ "
قالت : يا رسول الله إني عليه ساخطة واجدة
قال لها : " ولم ذلك ، ؟"
قالت : كان يؤثر امرأته علي ، ويطيعها في الأشياء ويعصيني ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سخط أمه حجب لسانه عن شهادة
أن لا إله إلا الله ،
ثم قال لبلال : انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار " .
فقالت يا رسول الله ابني وثمرة فؤادي تحرقه بالنار بين يدي ؟"
فكيف يحتمل قلبي ؟
فقال لها النبي :" يا أم علقمة فعذاب الله أشد وأبقى ،
فإن سرك أن يغفر الله له ، فارضي عنه ،
فوالذي نفسي بيده لا تنفعه الصلاة ولا الصدقة ما دمت عليه ساخطة "
فرفعت يديها وقالت : يا رسول الله أشهد الله وأنت يا رسول الله ، ومن حضرني ، أني قد رضيت عن علقمة .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"انطلق يا بلال فانظر هل يستطيع علقمة أن يقول لا إله إلا الله ؟
فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء من رسول الله"
فانطلق بلال ، فوجد أن علقمه قد نطق الشهادة
فقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة ،
وإن رضاها أطلق لسانه . فمات من يومه ،
فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وتكفينه ، وصلى عليه.
أخواتي الفاضلات :
هاهو الشهر الفضيل على الأبواب
فليغتنم الفرصة من كان مقصراً بحق والديه
فيعتذر لهما ، ويحسن إليهما ويوفيهما حقهما
ويطيعهما فيما لايغضب الله.. ويبرهما ويغرز هذه الخصلة في نفوس الأبناء.

ولنجعل هذا الشهر الفضيل بداية لتصحيح كل خطأ في مسار حياتنا
ونتزود بالتقوى ..ونصل أرحامنا كلها .

وكل عام وأنتن بخير جعله الله شهر طاعة ومغفرة لنا جميعاً.
12
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
غاليتي نون .. هذا ما أصبح عليه الوضع الآن وما لفت إنتباهي في بداية الموضوع بأن يجعل لأمه وأبيه موعدا ليزورهما !!حقا إنه لأمر مخزي ومحزن ..أتعلمين ؟ إن البعض الأب والأبناء يعيشون في منزل واحد .. ورغم ذلك قد لا يرى الوالد إبنه في اليوم حتى ولو مرة واحدة !!عزيزتي نون .. أشكرك على ذكرك لقصة علقمة .. حيث أن فيها من العبرة الكثير .. أعتذر على الإطالة قليلا .. ووفقك الله لما يحبه ويرضاه .
المحامية نون
المحامية نون
الغالية ذوق مرحباً بك سعدت حقاً بمرورك بالعكس لم تطيلي لان تلك حقيقة مرة يعيشها بعض الآباء والأمهات فبعد كل التعب بدون شكوى لايكون نصيبهم سوى الجحودمن فلذات أكبادهم ......اللهم أجعلنا من البارين بالوالدين وشكراً لك ياذوق وكل عام وأنت بخير
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
وكل عام وأنت والجميع بخير ...
أحسنت نون الغالية الاختيار
خاصة ونحن مقبلون على الشهر الفضيل ...
الذي به تزداد صلة الأرحام
وبر الوالدين ...
وزيادة الطاعات ...
وأجدت الحديث فيه ...
و تطرقت إلى نواحي الخطأ التي يقع الكثير فيه بالتقصير ... في بر الوالدين
زادك الله فضلاً ...
وبارك بك ..!
المحامية نون
المحامية نون
الغالية فيض ....يسعدني مرورك وفيض كلماتك السخية حفظك الله عزيزتي وجعلنا من البارين والمستغفرين ...بورك حضورك يا أنيقة الحرف
حنين المصرى
حنين المصرى
نون الغاليةفي هذه الأيام المباركة يحاول البعض تجنب التقصير في حق الوالدين وبمجرد ذهابه يعود الحال كما هو عليه بحجة الانشغال وما تحدثت عنه انتشر بشكل مخيف رزقنا الله بر والدينا وهدى المقصرين سلمت يداك حبيبتى اختيار لموضوع جميل يستحق الاهتمام عبرت عنه بجمال وكل عام وانت بخير غاليتي نون