( برقيـــــــات عاجلــــــة جـــــداً .لا تحتمل التأخير.. )

ملتقى الإيمان

السلام عليكم
تمر الأمة اليوم بفتن تدع الحليم حيران ..
إلى درجة تغيب معها البديهيات من أذهان أكثر الخلق ..
وبغياب البديهيات تنمو الأخطاء وتتراكم ، حتى تزكم الأنوف ..
فما أحوجنا أن نذكر بعضنا بعضا بهذه البديهيات ..
وأسوق إليكم بعضها في شكل برقيات عاجلة :
البرقية الأولى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
....)
هذا إذا كان حامل الخبر ( مسلم فاسق ) ..!!
لابد من التثبت والتبين قبل إصدار أي حكم ...
فما بالك إذا كان حامل الخبر كافراً حاقداً !؟ ..يوضح هذه النقطة ما بعدها :

البرقية الثانية :
( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
... )
لن يرضيهم أي تنازل منك لهم .. في أي جانب من جوانب الحياة ..
ولو قبلت أقدامهم ، ومسحت عنها غبار الطريق بلسانك ..!!
لن يرضيهم منك إلا أن تنخلع عن دينك بالكلية ..!
( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً..)
فإن كنت رضيت بذلك .. فقد خسرت الدنيا والآخرة معاً ..!
ومن أحب مَن هذا وصْـفهم ، وهذه غايتهم ، وذلك هدفهم .
فليتهيأ أن يحشر معهم ..كما نص بذلك الحديث الشريف ..

البرقية الثالثة :
( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ
أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ؟!
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً
وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) ..
( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) ...
( تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا
مَسَاكِنُهُمْ ..
كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) ..
إنها السنن .. سنة من سنن الله في كونه ... حين تطغى قوة من القوى وتنتفش وتعربد
وتستطيل على الناس ، وتسعى في الأرض فسادا ... تكون بذلك قد آذنت بزوالها..
ومن ثم .. فبعد أن فعلت أمريكا ما فعلت .. لا يشك أي عاقل مستوعب لنصوص الوحي ، لا
يشك لحظة أنها تعلن عن ساعات النزع الأخيرة في عمرها بإذن الله ..
وساعات النزع بالنسبة للفرد قد لا تتجاوز يوما .. ولكن ساعات النزع بالنسبة للدول
قد تحتاج إلى أسابيع وربما شهور ....

البرقية الرابعة ..
من سنن الله في كونه .. إن أية أمة من الأمم إذا تفشى فيها الفساد وعم ، وسعت
بدورها لاشاعته والتحبيب فيه ، وتزيينه .. كانت بذلك تحفر قبرها بيدها ..
فكيف إذا اجتمع مع ذلك كفر ، وظلم وطغيان وإهلاك للحرث والنسل ، واستطالة بغير حق ،
وعربدة واستذلال للآخرين .....!؟ إنها بذلك تجمع كل اسباب هلاكها

البرقية الخامسة ..
من سنن الله في كونه . أن نرى دورة القمر .. يبدأ هلالاً صغيرا ، ثم لا يزال يكبر
حتى إذا اكتمل بدرا تاما .. بدأ في النقصان من جديد .. فاكتمال الشيء إيذان ببدء
أفوله وانحداره .. وهذه القاعدة نفسها تنطبق على الدول ..
كانت بريطانيا ذات يوم امبراطورية لا تغيب عنها الشمس .. فأين هي اليوم !؟

البرقية الخامسة ..
لاحظ قوله تعالى وتأمل وتدبر :
( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ
لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) ..
لاحظ كيف قال : تلقونه بألسنتكم .. مع أن التلقي يكون بالأذن !!
ولكن هؤلاء بمجرد أن يسمعوا خبرا يطيرون به بلا تدقيق ولا تمحيص ولا ورع !
ثم اقرأ بقية الآية .. لتدرك المعنى المراد تقريره ..
ثم تأمل طويلا تذييل الآية : وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ
عَظِيمٌ
واليوم ماذا نرى .. نرى أكثر الناس يتلقون الخبر بألسنتهم !!!
ثم يعيدونه وربما أضافوا عليها !!!

البرقية السادسة ..
كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوصي كل قاضٍ بأن لا يتسرع في الحكم ،
حتى لو جاءه إنسان يحمل إحدى عينيه في يده ، ويدعي أن آخر فقأ عينه ..
فمن يدري لعل الآخر قد فقئت عيناه جميعاً !!
وهنا لا ينبغي أن نتسرع في الحكم من خلال سماع جهة واحدة هي التي تصدر الأخبار ،
وقد تفربكها كما تشاء .. ثم نتخطفها نحو بألستنا لنعيدها في كل مجلس ..
ما هذا من أخلاق المؤمنين في شيء ..لاسيما إذا كانت الأخبار مستاقة من جهة مشكوك
فيها أصلاً .. وقد عرف العالم كله عنها الكذب ابتداءً ..!!

البرقية السابعة ..
من روائع التربية القرآنية : أن لا نجعل عواطفنا تتغلب علينا ، فتصدر هي الأحكام ..
فإنها بلا شك ستكون أحكاماً خاطئة وكارثية ..!
وهذا الدرس نجده في أكثر من مكان في القرآن ..خذ على سبيل المثال :
لو أننا تتبعنا قصة يوسف عليه السلام ( على اعتبار أننا لا نعرف نهايتها )
فكيف ستكون مشاعرنا وعواطفنا ؟ على النحو التالي :
ترى ما ذنب هذا الطفل الصغير يختطف من حضن أبيه .. ثم يرمى في البئر المظلم .. ما
ذنبه وهو يباع كالعبد بدراهم معدودة .. ما ذنبه يعيش وهو الكريم ابن الكريم ابن
الكريم خادما في بيت إنسان غريب وفي بلد بعيد .. وما ذنب هذا الفتى العفيف يدخل
السجن سنوات طويلة .؟.ثم ما ذنب ذلك الشيخ الكبير العجوز ينزع من حضنه ابنه الحبيب
، فيتعذب وتنكسر نفسه ، ويبكي حتى يعمى .. لماذا ، وكيف .. وهل ؟؟
أسئلة تنضح عن عاطفة جياشة تتألم لما ترى.. !!
ولكن في خاتمة القصة نعلم أن الله ( حكيم ) ( رحيم ) لطيف ) وهو يصنع الأحداث على
وفق مشيئته ،، رغم أنها في مشاهدها الظاهرة كانت مؤلمة ..!!
والدرس المستفاد هاهنا :
أن علينا أن لا نغلب عواطفنا ونحن نرى ما نرى من أحداث قد تؤلم ..
ألم يقل لنا بصريح العبارة :
( ...وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .. بل أكثر من هذا . فاستمع :
( .... فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً : وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً
كَثِيراً) لاحظ ( خيرا كثيرا)
وهناك مواضع أخرى تقرر الدرس نفسه ..وتعززه وتعمقه ..
كقصة موسى والخضر عليهما السلام .. قتل الغلام كان مؤلماً مثيراً للشفقة ، وحكم
العاطفة هاهنا متوقع .. ولكن حقائق الأحداث تبين أن هذا الفعل المؤلم نفسه كان هو (
عين الخير ) للغلام ووالديه .. فلنفهم ..

البرقية السابعة ..
( وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) ..
( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) ..
لاحظ قوله تعالى ( في الحياة الدنيا )
وهذا وعد حق صادق غير مكذوب ..
فأي قوة تحمل شعار أمتنا ثم تنكسر وتنهزم أمام أعدائها .. فهي لا تكون في تلك الحرب
قد قاتلت باسم الله ، ولم تكن جندا من جنده سبحانه ..
ومثل تلك القوة لا يُحزن عليها إن هي انهزمت أو انكسرت ..
بل لعل في انكسارها خيرا حيث يخرج من بعدها من يعي الدرس ، ويحمل الراية بصدق
فيتنزل عليه النصر الذي وعد الله به المؤمنين ..

البرقية الثامنة..
في السيرة النبوية المعطرة كان هناك درس يتكرر مرارا .. ولكنا قوم لا نقرأ .. وإذا
قرأنا لا نكاد نفهم .. ومن يفهم منا قد لا يطبق !!
هذا الدرس هو :
أنه كلما اشتد البلاء ، وضاق الخناق ، وادلهمت الأمور ، واحلولكت الشدة .. كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم (( يبشر )) بالنصر ..!
وكان ( المنافقون ) يسخرون من هذه البشارات التي لا يلوح لها بصيص ضوء في الأفق ..!
ذلك لأنهم عميان بصيرة فكيف يرون ما يراه المبصرون !؟
ومن ثم استطالت ألسنتهم بالسخرية والتندر مما يسمعون من بشارات !!
ولكن بشارات رسول الله تتحقق كما بشر ..
( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا
وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)
فقس نفسك : هل أنت ممن في قلوبهم مرض النفاق !؟
إذن مصيبتك أعظم من مصيبة أهل العراق وفلسطين !؟
أما المؤمن الصادق فهو كما وصفه الله :
( وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً
وَتَسْلِيماً) ..

البرقية التاسعة ..
أنه في الوقت الذي ينفض المؤمنون أيديهم من ( كل حول وقوة ) وسند واعتماد من قوى
الأرض .. ويكاد كثيرون أن يصابوا باليأس والإحباط..
ويشرعون يقلبون وجوههم في كل سماء بحثا عن قشة يتعلقون بها .. فلا يجدون ..
عندها يضرعون إلى الله في لهفة العاجز الذي لم يعد في يده شيء البتة ..
في هذه اللحظة بالذات ..
تتدخل قدرة الله ( سافرة ) هذه المرة .. لتقلب كل موازين الأرض ..
والشواهد على ذلك كثيرة في تاريخنا ..
( حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ..
جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ
الْمُجْرِمِينَ)
البرقية العاشرة ..
كلما تفاقمت الفتن ، وتعالى موجها ، وعلا هديرها .. انقسم الناس بإزائها أصناف ..
منهم من تجرفه في طريقها بكل سهولة ، كأنه قشة من قش الأرض ، لا وزن ولا قيمة ..!!
ومنهم من يحاول أن يصارع فيعلو تارة ، ويسفل تارة .. وينجح ساعة ، ويفشل ساعة ، ولا
يزال كذلك في حيرة من أمره .. فإما ينجو وإما يهلك ..
والثالث هو الأعقل والأكيس .. يعزم منذ الابتداء أن يحيل المنحة منحة ..!
ويجعل من النقمة نعمة .. !!
فإذا بدت الفتن تلوح وتشتد .. شمر عن ساق الجد ليشتد في الإقبال على الله !!
فقد ورد في الحديث الشريف أن العبادة في ايام الهرج كهجرة إلى رسول الله أو معه ..
وايام االهرج هي ايام الفتن .. !
فالفتنة التي جرفت كثيرين ، تكون في حق هؤلاء ( عامل ) جذب إلى الله بقوة .. !
و( مهماز ) يسوقهم بعنف إلى ألوان من العبادة ..
فإن هلكوا في الفتنة ، انقلبوا إلى الله وهم في أوج إقبالهم عليه..!
وإن انكشفت الغمة عن الأمة انكشفت وهم أنقى قلوبا وأطهر نفوسا ..!!
بل من يدري لعلها لم تنجلِ إلا حين توسل هؤلاء بأعمالهم وإقبالهم على الله ..!
ففي الحديث ( رب اشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره )
فلنجعل من اشتداد الفتن ، عامل تهييج شديد لقوة الإقبال على الله تعالى ..
يوضح هذا ما بعده

البرقية الحادية عشرة ..
مما لاشك فيه ولا ريب .. أن للبلاء ينزل بالأمة حكم كثيرة قد نعلمهما وقد لا نعلمها
.. وقد نعلم بعضها ويخفى علينا البعض الآخر ..
ومن الحكم التي ذكرها لنا الله في كتابه الكريم :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)
فحين ينزل البلاء ولا نتضرع إلى الله ولا نجأر إليه ، نكون قد أخطأنا الطريق ..
ويزيد الطين بلة !
حين لا نتضرع إلى الله ، بل نذهب كل مذهب في تحليلات لا تسمن ولا تغني من جوع ..!!
تعب نفسي وخسران للأجر !! وتصبح مصيبتنا في أنفسنا مركبة !
ولقد رأينا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة !
فهل فزعنا إلى الصلاة مع كل أمر يحزبنا ؟؟
أم أننا فزعنا إلى تقليب القنوات الفضائية والتي نعلم سلفنا من يديرها من وراء
الكواليس ! ثم نحن نصدقها فيما تقول !! ثم نردد ما تقول بكل بلاهة !!
إلى الله المشتكى من أمة ضحكت من جهلها الأمم !

البرقية الثانية عشرة ..
الأصل أن كل بلية تنزل بالإنسان أنها تعيده إلى ربه ، فيتوب إليه ، وينيب إليه ،
ويعاهده أن ينخلع ما هو فيه من سوء وعصيان وفجور وفحش ، ونحو ذلك ..
فإذا علم الله صدق هذا الإنسان عوضه خيرا مما ترك ..
فإذا كان هذا على مستوى ( غالبية الأمة ) كان لابد أن يتنزل عليهم النصر الذي وعدهم
الله به ..
المهم الآن ..
أن لا تنتظر غيرك .. هل تبت .؟ هل قررت أن تنخلع من معاصيك ؟
هل وهل وهل ؟ إن لم تكن كذلك ؟...فابكِ على نفسك أولا ..
ولا تخادع نفسك بكثرة وطول التحليلات التي تهرف بها في مجالس الناس ..!!!!
فإنك مصاب في مقتل وأنت لا تشعر ..!

البرقية الثالثة عشرة ..
الحكم على الشيء فرع عن تصوره ..
فلن يكون حكمك على شيء صحيحا ودقيقا إلا إذا كانت نظرتك إليه شاملة متكاملة
نضرب لهذا مثال ..
لوحة كبيرة بديعة رائعة .. لكنها مقسمة _ في داخل إطارها _ إلى مائة مربع ..
كل مربع يأخذ حيزاً صغيرا من الصورة ..
ثم نرى مجموعة من الناس يركزون عدساتهم ومجاهرهم المكبرة على مربع واحد فقط ، ثم
يتصايحون أن اللوحة لا ابداع فيها ، وأنها مشوهة للغاية ..!
والحقيقة أن عقولهم هم المشوهة !!
لأنهم لو نظروا إلى الصورة ككل متكامل وعن بعد ، ولم يسلطوا عيونهم على جزئية
صغيرة فيها ، لتغيرت احكامهم بالضرورة !
والمصيبة تعظم حين يكون هؤلاء المشوهون
يجدون آذانا صاغية تسمع إليهم وتتلقى عنهم ، وتردد ما يرددون ..!!
هؤلاء للأسف _ ولعلنا منهم _ كالببغاء عقله في أذنيه !!
هؤلاء المستمعون المرددون لما يقرع أسماعهم أكثر تفاهة من أولئك الناعقين !!
لاسيما وهم يعرفون أن الناعقين ليسو سوى أعداء لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة !
يوضح هذا ما بعده ..

البرقية الرابعة عشر ..
نرى الكاميرات تدور وتدور وتدور بكثافة وتركيز
في هذه الأيام حول أعمال السلب والنهب التي تعرضت لها مناطق في العراق ..
السؤال : ما هي الرسالة التي يريد لنا الإعلام أن نستوعبها ؟
لعل هناك مجموعة رسائل خطيرة يراد تقريرها في عقول الناس ..
ومنها :
أن هؤلاء الناهبين يتنفسون الصعداء من حكم جائر ظالم جثم على صدورهم سنين طوال ..
!!
طيب لنسلم بذلك ..
.. فهل نسي هذا الإعلام أم تناسى ماذا فعلت الجموع الهائجة في أحداث لوس أنجلس ..
( مع وجود حكومة وقانون وشرطة وجيش !!!!! )
وهل نسي الإعلام أم تناسى ماذا حدث في نيويورك يوم انقطعت الكهرباء فيها تماما
فعم الظلام ، ولما عادت الأضواء كانت جرائم النهب والسلب والقتل بعشراات الالاف _
في ويوم واحد فقط _
( رغم وجود حكومة وقانون وشرطة وجيش !!! )
اتمنى لو كان هذا الإعلام منصفاً أن يعيد صور أحداث لوس أنجلس وما حدث في نيويورك
ليقارنها ما نراه اليوم في العراق ..
أحسب أننا سنجد ناهبي العراق لا زالوا مؤدبين مهذبين .. !!!
( ... اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ..

البرقية الخامسة عشرة ..
في الحديث الشريف .. يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ..
وهذا معنى خطير للغاية ... نسيه كثيرون ، أو أن حب الطين والأرض
أنستهم هذه القضية الخطرة ، فلم يهتموا بما يحل بالمسلمين من اذى ودمار وقتل
وتشريد على أيدي أعداء لله والأمة والدين .. !
فالاهتمام بأمر المسلمين قضية من قضايا مبدأ الولاء والبراء ..
وهو مبدأ من لم يقم به ، فقد لا تنفعه صلاته ولا صيامه .. كما قال بعض السلف !!

البرقية السادسة عشرة ..
وهي خاصة إلى فريق من أحبابنا نريد لهم الخير في دنياهم وأخراهم ..
هذا الفريق هم أولئك الذين فرحوا لما جرى في العراق ، وصفقوا وابتسموا بل لعلهم (
حمدوا الله ) !!
في الحديث الشريف يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أن من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة .. يأتي يوم القيامة يأئس من رحمة الله !!
الله أكبر .. يا لهذا التحذير من تحذير مرعب ..ترتجف له القلوب ...
قال علماؤنا .. ومعنى بشطر كلمة .. أن يقول ( اقـ ) ولا يكملها ...!!
فكيف بمن فعل ما هو أكثر من هذا ؟؟
نسأل الله أن يلطف بنا ويرحمنا ويفرج عن هذه الأمة ما هي فيه ..
ولعل هناك برقيات أخرى .. إذا يسر الله وأعان .. وبالله التوفيق ..
اللهم ارنا عجائب تدبيرك ، وآيات قهرك لأعدائك ، وأفانين مكرك بهم ..
واجعل هذه الأيام من أيامك الخالدة المشهودة ...
وصلى الله وسلم على رسوله الكريم ..
= = =
من مقالات أبوعبد الرحمن


م
ن
ق
و
ل
2
460

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

جوهرة الإسلام
:27: وش السالفه
المعتصمة بالله
السلام عليكم

صمت الجنوب ::اولا كيف حالك
:::::::::::::::ثانيا :ماتدري ايش اللي حاصل في الدنيا من احداث وفتن ؟؟؟

معقوله 00000افتحي الجزيره والا العربيه وانت تعرفي السالفه!!

اختك 00عاشقة الشهاده