برنامج الدوائر لحفظ القرآن الكريم
يقال إن عدم التخطيط هو تخطيط للفشل؛ لذا فإنَّ الإنسان الناجح -بعد توفيق الله- هو من رسم منهجه وخطط فعلا لما يريد. كثير من الناس من يمتطي صهوة جواده ويخوض غمارًا لم يسبر أغوارها ولم يلم بدروبها ومسالكها، وحينئذ لا شك أن احتمال الفشل سيكون كبيراً.إن المتأمل لسير الناجحين سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو حتى الدول والحكومات يجد أن السر الكامن وراء نجاحهم -بعد توفيق الله- هو التخطيط الناجح والدراسة الواقعية المستوحاة من الواقع والإمكانات والقدرات؛ لذا فإن أي مشروع لا بد له من التخطيط الواقعي والدراسة الشاملة ضمن منظومة متكاملة تشمل المدخلات والمخرجات وما ينتج عن ذلك من تغذية راجعة يقاس من خلالها مدى نجاح الخطة المرسومة من عدمها. ولقد كنت في مقال سابق - عنونته: مشروع لا يعرف الفشل- أكدت فيه على أهمية التخطيط في حفظ كتاب الله وذكرت فيه بعض الوسائل المعينة على حفظه، فقد جاء هذا المقال استدراكًا لما سبق.
فأقول: لا شك أن حفظ القرآن أمنية كل مسلم؛ فهو نعمة عظيمة من أوتيها فقد أوتي خيرًا عظيمًا، ويكفي حافظ القرآن شرفا أنه من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. قد يلقي الشيطان في قلوب البعض ما يجعله يشعر باليأس والإحباط؛ فهو لم يحفظ القرآن في مقتبل عمره فلا يستطيع حفظه الآن، وقد يعتذر بمشاغله الكثيرة ومسؤولياته العظيمة. ولا شك أن ذلك من وسوسة الشيطان ونزغاته؛ فليستعذ بالله إن وجد ذلك من الشيطان الرجيم، ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؛ فلقد حفظوا كتاب الله في صدورهم ووعته قلوبهم ونقلوه عن رسول الله صلى عليه وسلم إلى أصقاع الأرض وهم أميون {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } سورة الجمعة 2. وقد تجاوز العمر بهم وعظمت مسؤولياتهم ومشاغلهم، وتأمل سيرهم فهذا أبو بكر الصديق وهذا عمر الفاروق وذاك عثمان ذو النورين وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين. إذن، تذكر أنك بالعزيمة الصادقة والنية الخالصة والتخطيط السليم ستصل -إن شاء الله -وإن واجهتك صعوبة في أول مسيرك فاعلم أن الله يبتليك ليعلم صدق عزيمتك وإخلاص نيتك، وطب نفسًا بقوله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ }سورة القمر 17. ويمكنك الرجوع لبعض ما جمعته- في المقال السابق- في الوسائل المعينة على حفظ القرآن الكريم أسأل الله أن ينفعني وإياك بها. كما أنه -ولله الحمد- يمكنك الالتحاق بحلقة تحفيظ وأنت في منزلك عن طريق قناة المجد العلمية- الأكاديمية الإسلامية المفتوحة- فهي تنظم حلقة عالمية لحفظ القرآن الكريم يشرف عليها فضيلة الشيخ صابر عبد الحكم -حفظه الله- وهو من القراء المتقنين. تعقد هذه الحلقة يومي الخميس والجمعة الساعة الرابعة عصرًا من كل أسبوع، وتستطيع تسميع المقطع وعرض قراءتك على الشيخ عن طريق الهاتف. انظر إلى تيسير الله ، {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } جزى الله القائمين على هذه القناة خير الجزاء. أما بالنسبة لمن شرع في حفظ كتاب الله -أسأل الله أن يعينه و أن يتم نعمته عليه- لا شك أن من أوجب الواجبات عليه، لاسيما وأنه لا يزال في طور الحفظ، أن يحافظ على المحفوظ القديم حتى لا يتفلت منه وقد يواجه البعض صعوبة في الحفاظ عليه مع طلب الحفظ الجديد، وفي هذه المشكلة بالذات قد أوردت حلا -في المقال السابق- نقلا عن أحد المشائخ -جزاه الله خيرا- يمكن الرجوع إليه في موضعه. لكن ما أريده هنا ترجمة ما نقلته ترجمة فعلية من خلال برنامج عملي لحفظ كتاب الله ومراجعته وضبطه ليسهل على طالب الحفظ تطبيقه واقعيا وهو الذي أسميته برنامج الدوائر كما هو عنوان هذا المقال، فيمكن لطالب الحفظ طباعة الجداول الخاصة بالبرنامج واستعمالها إلى أن ينهي حفظ كتاب الله. يقوم نظام هذا البرنامج على ثلاثة أمور:
1/ مراجعة عامة لما سبق حفظه قل أو كثر.
2/ مراجعة المقرر الجديد.
3/ الحفظ الجديد أو المقرر اليومي.
فدائرة المراجعة تشمل جميع ما تم حفظه وهي الدائرة الأوسع وهي الأهم فالمحافظة على المحفوظ هو الغاية. ثم دائرة الضبط ضبط المقرر الجديد وهي أضيق من السابقة، ثم دائرة الحفظ حفظ المقرر اليومي وهي الأضيق. وقد ألحقت بهذا البرامج جداول للمراجعة والضبط والحفظ على ضوء هذه الدوائر:
أولا: جدول المراجعة:
قسم المحفوظ على سبعة أيام، فلو كنت تحفظ مثلا سبعة أجزاء فإنك ستراجع في كل يوم جزء من محفوظك السابق.
اعتبر هذا واجبك اليومي وهو الأهم، واعلم أنه مع كثرة المراجعة ستتقن الحفظ وسيطبع القرآن في قلبك كما لو كنت تقرأ سورة الفاتحة.
فإذا أتممت واجبك في هذا اليوم يمكنك وضع إشارة في الخانة المخصصة لذلك.
كما في الجدول الآتي
الجدول وشرحة على هذا الرابط
http://www.dawha3go.com/w/main/topicshow.php?&topicid=0000000875#TOP

فاطمة جابر @fatm_gabr
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




الصفحة الأخيرة
موضوع قيم
ومحتاج للقراءة أكثر من مرة ..