برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة 1

الأسرة والمجتمع

برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة 1

يشكو كثير من الأزواج :arb:والزوجات :27:تحول الحياة الزوجية إلى روتين يومي يفتقد التجديد. وتتلاشى أحلام السعادة والرومانسية التي طالما راودتهم كثيراً قبل الزواج.. وكي تستمر الحياة الزوجية فإنها بحاجة إلى جرعات متجددة من السعادة.
هذه بعض التوصيات التي أرجو أن تساعد الزوجين والمقبلين على الزواج في تحقيق ذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ:
جميل أن تبدأ الحياة الزوجية بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالتوفيق، فالزوجان كلاهما لا يعرف طباع الآخر، وكلاهما يرجو تحقيق التفاهم والتقارب والسعادة في الدنيا والآخرة. ولن يتم ذلك إلا بعون من الله عز وجل والعمل على إرضائه، ويقول الله عز وجل مادحاً للمؤمنين: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً} (الفرقان:74).
في البداية على كل طرف أن يعلم أنه لم يصبح فرداً فقد حمل صفة الزوجية وأصبح له شريك تدور حياته من حوله.. فكل شعور يصدر عن وجداني وكل ما أقوم به من أعمال مرتبط بـك، حتى عندما أنشغل بأمر من أمور الحياة تكون ملء الخاطر.
وهذا الأمر يحتاج إلى حرص من الزوجين كليهما على أن يظل محور حياة الآخر، فلا يدعه يبتعد عنه بعقله أو بإحساسه قيد أنملة. فبقدر انشغاله وابتعاده سيكون انشغال الآخر وابتعاده، الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية تتأثر سلباً، فيحدث التباعد والهوة والانفصال، وهنا تكمن الخطورة.
وليبدأ كل طرف بنفسه ويهتم برفيقه ويجعله محور حياته، وسوف تنعكس الآثار الطيبة الإيجابية على الطرف الآخر، وذلك يبعث على الطمأنينة والسرور والاستقرار، ويجعل الطرفين كليهما يعطي بلا حدود وبلا تردد.
الزواج أن تكونا معاً كياناً واحداً ، منصهران حباً وعشرة، وآمالاً وآلاماً وطموحاً.. ولكن فلتبق أشياء خاصة، ربما أشياء بسيطة وتافهة ولا وزن لها، يخفيها عنك رفيقك، فلا تحاول أن تعرف عنها شيئاً، ولا تتحر ولا تسأل ولا تتجسس، ربما يريد أن يبقيها لنفسه. فلا بد أن يكون للإنسان حوار مع نفسه، ربما الأشياء التي يخفيها تتعلق بالعمل أو بالأسرة الكبيرة، قد تكون أشياء يخجل منها، أو ربما لا يخجل ولكنه لا يحب أن يطلع عليها رفيق حياته، ليس لأنه يخفي عنه أسـراراً، أو لأنه لا يثق به، أو لأنه على هامش حياته، وإنما لأنه يجب أن تظل له أشياء خاصة يحتفظ بها لنفسه.
الزواج أن تكونا معاً متحابين متقاربين، ولكن مع هذا يجب أن تظل هناك مسافة، والفائدة العظيمة لهذه المسافة هي الحنين الجارف المستمر والشوق المتجدد.
والمسافة معناها أن أخلو لنفسي بعض الوقت، وليس معناها سفراً بعيداً أو انفصالاً أو إجازة زوجية. فالإجازة الزوجية هي رغبة دفينة للانفصال الحقيقي؛ لأن الحياة أصبحت صعبة مع التقارب، والإجازة مرفوضة بين الأزواج الأحباء؛ لأنهم لا يقوون عليها. فالمسافة تعني الانفراد بالنفس قليلاً من الوقت لتجديد الحنين والشوق.
الاحترام بين الزوجين لا يعني ذكر الآخر بلقبه أو درجته العلمية أو منصبه الإداري، وإنما يعني التقدير ووضع الآخر في المكانة الرفيعة التي يحبها، لاسيما أمام أهله وذويه، ولا شك أنه سيبادلك المعاملة نفسها ويقدرك التقدير نفسه. أما التقليل من قيمة الطرف الآخر فهو عدم الاحترام، وهنا تفسد العلاقة وتؤتي نتائجها السلبية على جميع أفراد الأسرة.
والزوج التقي هو الذي إذا أحب زوجته أكرمها، وإذا كرهها لم يهنها، وهو الذي يعاشر بالمعروف امتثالاً لقول الله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} (النساء:19).
والدور العظيم للمرأة في حياة زوجها( بعد إعانته على مرضاة الله عز وجل): أن تحقق إحساسه بذاته، فهناك امرأة تسهم في تحقيق رجولة الرجل، وهناك امرأة تساعد على الانتقاص من هذه الرجولة. والرجل وبدون أن يدري وتدريجياً يبتعد عن امرأته إذا كانت تؤثر سلباً على إحساسه بذاته الرجولية. والمرأة المحبة الذكية هي التي تدعم وتعمق وتؤكد إحساس الرجل بذاته، ولذا يظل الرجل مشدوداً إليها طوال حياته.
وكذلك المرأة لا تحقق ذاتها إلا من خلال زوج يجعلها قادرة على العطاء بكل جوانبه، فساعد زوجتك على تحقيق ذاتها واهتم بالأشياء الصغيرة قبل الكبيرة، جمالها، عطرها، شعرها، ملابسها، صوتها، ثم تحسس أفكارها، رؤيتها، فلسفتها، عمقها، ستجد أنك ستكتمل بها فأنت تحتاج إلى هذا النبض الفكري الأنثوي لتصبح إنساناً كاملاً.
· نظر كل منهما للآخر عند التحدث، فالعين دليل الاحترام.
· مراعاة آداب الحوار، لاسيما في وجود الأبناء، وذلك بحسن الاستماع وتبادل الرأي وعدم رفع الصوت أو الرد بما يجرح مشاعر الآخر.
· مراعاة كل منهما لمشاعر الآخر وحالته النفسية، فلا يضحك حين يكون الآخر حزيناً أو العكس.
· احترام الزوجين كليهما للآخر في حال غيابه فلا يسبه ولا يذكره بما يكره.
· ألاَّ يعاب أحد بذم مظهر أو سمة خلقية تكون في الزوج: كالعرج أو العور أو الصمم، أو أي شيء يحرج الزوج كما لو أن الكلام كان موجهاً إليه شخصياً.
· ومن احترام الزوج أيضاً: عدم ذكر أهله بسوء، بل يدافع عنهم في غيابهم، فذلك يرضي الزوج؛ لأنه دفاع عنه بطريقة غير مباشرة، وهذا من شأنه أن يزيد المحبة ويقوي الروابط بين أفراد الأسرة.

منقول:26:
0
453

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️