بر الوالدين

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد ،موضوعنا اليوم خواتي في الله موضوع جدا مهم وهو بر الوالدين
ليس في الناس احدا أحق بالحب والبر من الوالدين , فهما سبب وجود الإنسان في هذه الحياة , وهما اللذان قاما على رعايته وتربيته والاعتناء به حتى كبر , واشتد عودُة , وأصبح يعتمدُ على نفسه في تدبير شئونه .
الأم حملته في بطنها , وأرضعته من حليبها , وأطعمته بيدها , وسهرت عليه عند المرض . والأب تكفل بحاجاته , وتوجيهه , وتعليمه , وحمايته من كل خطر يمكن أن يصيبه .
والوالدان يفعلان ذلك كله , وقلوبهما تفيض بالمحبه والحنان , لاينتظران أجراُ ولا شكوراً
أليس من واجب الأبناء بعد ذلك كله , أن يكرموا آباءهم ويبرؤهم , اعترافا بالجميل , وورداُ للمعروف بمثله .
لذلك أرشدنا ربنا سبحانه إلى بر الوالدين , بل أمر بذلك أمراً , فقال سبحانه (( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا )) وقال تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهمها وقل لهما قولا كريما وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ))

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله : يارسول الله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ (( قال أمك قال : ثم من ؟ قال : أمك قال: أمك
, قال من ؟ قال : أبوك ))

فبرُ الوالدين من أفضل الطاعات عند الله , وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر .
ولاريب أن الإنسان المسلم هو أولى الناس ببر والديه , وطاعتهما , وأن يقول لهما القول الطيب الجميل , ويبتسم لهما , لاسيما إن أصبح هو في سن الرجولة , وأصبح والده في سن الشيخوخة .
هناك صور يغفل عنها الكثير من الصالحين والخيرين والمحسنين والذين يريدون حقا القيام بالبر بآبائهم وأمهاتهم من هذه الصور مثلا حدة النظر إليهما إدخال المنكرات في بيتهما التخلي عنهما إحزانهما بتأجيل طلبهما أو نداءهما تأخير قضاء حوائجهما ترك السلام عليهما هجر الحديث معهما هجر الأكل والشرب معهما الانشغال بالقراءة والمهاتفة بالهاتف أو بالجوال عند لقاءهما قلة زيارتهما تقديم رضا الزوجة والأولاد عليهما إذا هذه صور صور من العقوق يغفل عنها الكثير من الناس اليوم كما أن هناك صور جميلة من البر يغفل عنها الكثير حتى ممن يحرصوا على البر بأن يحرص على كل ما يرضيهما أن يجتنب كل ما يسخطهما أن يحرص على إطعامهما أن يحرص على الجلوس معهما أن يحرص على الأقل الإكثار من الاتصال عليهما إن كان بعيد عنهما أن يقبل رأسيهما عند الخروج وعند الدخول أن يحرص على أن لا يعتذر عند طلبهما أن يبادر بالهدية لهما أن لا يسافر إلا بعد إذنهما حتى وإن كبر مهما بلغ فيه المنصب فهما أبوان يحزنان ويخافان على الابن والبنت ولذلك الإنسان حلي بالصالح أن يحرص على مثل هذه الصور البر ويكفي أخي أن عرفت هذا المعيار الحقيقي لقضية البر كما أخبر الله تعالى فقال :فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً��
غير خاف على عاقل حق المنعم ، ولا منعم بعد الحق تعالى على العبد كالوالدين ، فقد تحملت الأم بحمله أثقالاً كثيرة ، ولقيت وقت وضعه مزعجات مثيرة ، وبالغت في تربيته ، وسهرت في مداراته ، وأعرضت عن جميع شهواتها ، وقدمته على نفسها في كل حال .
وقد ضم الأب إلى التسبب في إيجاده محبته بعد وجوده ، وشفقته وتربيته بالكسب له والإنفاق عليه .
والعاقل يعرف حق المحسن ، ويجتهد في مكافأته ، وجهل الإنسان بحقوق المنعم من أخس صفاته ، لا سيما إذا أضاف إلى جحد الحق المقابلة بسوء المنقلب .
وليعلم البار بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يف بشكرهما .
وبر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين؛ { جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله. هل بقي من بر أبواي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما } .

ويمكن الحصول على البر بعد الموت بالدعاء لهما. قال الإمام أحمد: ( من دعا لهما في التحيات في الصلوات الخمس فقد برهما. ومن الأفضل: أن يتصدق الصدقة ويحتسب نصف أجرها لوالديه ). 
من الواجب علي المعلمين والمعلمات المربين والمربيات ذكروا الأبناء والبنات بحقوق الآباء والأمهات في مثل هذا الزمن يا من تحملون أمانة الإعلام إي البرامج أي الحملات من أجل حقوق الآباء والأمهات وأنتم معاشر الآباء والأمهات الله الله بتربية الأبناء الإيمان القرآن ادعوا لهم بالصلاح دعوة الوالد والوالدة على ولده لا ترد وكونوا قدوة لهم بالصلاح والاستقامة كما قال تعالى وكن أبوهما صالحا عاملوهما باللين والرفق لا تفرقوا بينهم في العطية أو تفضلوا بعضهم على بعض أحسنوا إلى بناتكم وإلى أبنائكم ليحسن لكم أبناءكم وانتم أيها الأبناء قوموا اليوم بالذي عليكم يأتيكم غدا الذيلكم والجزاء من جنس العمل نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم البر بآبائنا وأمهاتنا وأن يعيننا على برهما والقيام بحقهما وأن يرزقنا رضاهما رضاه ورضاهما سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعي
0
326

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️